رواية تايني ♡صغيرتي♡ 35 والاخير

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية تايني ♡صغيرتي♡ 35 والاخير

فتحتُ عيناي بتعبٍ شديد....رؤيتي كانت شبه مشوشة ويبدو أنني كنت على هذا الحال طويلاً لحتى لا استطيع الرؤية بوضوح...دعكت عيناي بقبضة يدي لأشعر بألمٍ فظيع في باطن يدي اليمنى...ثم تذكرت مافعلته بنفسي وكيف أنني غرست قطعة الزجاج هناك دون شعور وعندما توالت علي الأحداث وبدأت اتذكر كل ماحدث بالتفصيل نظرت هنا وهناك لأجد نفسي على سرير المشفى وهناك تايهيونغ جالسٌ على أحد الكراسي الجانبية ينظر لي بترقب أن تلتقي عيناي بخاصته نظرت إليه مباشرة لأجده قد نهض من مكانه واتجه نحوي ليجلس على طرف السرير وعلى مقربةٍ مني...ثم امسك بيدي وهو مازال يصنع تواصلاً بصرياً معي وهو يقول "أخيراً استيقظتِ...كنت انتظر هذه اللحظة طويلاً وبكل قلق.." كنت أحاول استيعاب ماحصل بالضبط وآخر ماكنت اتذكره هو وقوفي أمام تايهيونغ ووالدته وأنا أنزف! ثم لا أعلم مالذي حصل لأنني تهاويت أرضاً مغشاً علي....نظرت ليدي اليمنى المضمدة لمدةٍ طويلة فما كان على تايهيونغ سوى أن يمسك بها ويقبلها قبل أن يقول "جرحكِ كان عميقاً...احتجتِ لخياطة" لم اهتم لما حدث ليدي حقاً بقدر اهتمامي بما حصل قبل أن أكون في المشفى فالمنظر الذي رأيته كان مرعباً...أن أرى الدماء تسيل بين ساقيّ وصولاً للأرض في حين أنني كنت أنظر لذلك بهلع "لقد كنت أنزف! مالذي حصل لي؟ هل أنا مصابةٌ بمرضٍ خطير؟" هذا أول ماخطر على بالي لأسأله بالمقابل....كان يحاول أن يخفي ابتسامته ولكن لم يستطع ذلك...فحطّت يده على بطني لتمسح على هناك بهدوء بينما يقول بسعادةٍ واضحةٍ في صوته "هذا لأن طفلٌ صغيرٌ يسكن هنا" ابتلعتُ مافي حلقي ولم استوعب ماقاله حتى...بقيتُ أنظر له بصمت وأنا أتذكر تلك اللحظة المرعبة التي كنت أنزف فيها! فسرعان ماقلت بقلق "أنا حتماً خسرت الجنين صحيح؟ هل اجهضت؟ لقد كنت انزف تاي!" بدأ يمسح على رأسي بكل رقة محاولاً أن يجعلني اهدأ...فقال مطمئناً إياي "لم يحدث للطفل أي شيء ولحسن الحظ أننا قد احضرناكِ في الوقت المناسب وإلا حدث ماحدث.....مازال هناك خطورة لذلك عليكِ أن ترتاحي" ودون شعورٍ مني وجدت يدي تمسح على بطني تزامناً مع انزلاق أول دمعةٍ سعيدة على وجنتي....لم يتمالك هو نفسه ليقترب مني أكثر ويطبع قبلةً رقيقة على شفتي وهو يقول "هذا الطفل قد اتى في الوقت المناسب ليعوضكِ عن كل شيءٍ سيء حصل لكِ في الماضي...فما إن ترين هذا الطفل لأول مرة سيصبح هو الحياة وكل شيء بالنسبة لكِ" أعلم...كل كلمةٍ قد قالها الآن صحيحة....وقد بدأت أشعر بهذا الشيء منذ اللحظة التي اخبرني فيها بأنني حامل! مازلت لا أصدق ذلك! وهناك شيء غريب يتراودني ولكنني في المقابل سعيدة! سعادةً لم أشعر بمثلها من قبل! هذا الطفل سيغير حياتي وسيصنع كل شيءٍ جميل...سيجعلني اتجاهل كل تلك الآلام التي دمرتني لأركز عليه هو فحسب... سنكون محاطين بالحب دائماً...أنا ، تاي وطفلنا الصغير بمجرد التفكير أنني سأصبح أماً عما قريب تبدأ الدموع بأخذ مجراها ولكن هذه المرة دموع السعادة....شعورٌ جميل لايمكنني أن أصفه حتى "لقد شككت أنت بالأمر واصريت على أن اجري التحليل إلا أنني لم أشعر بذلك أبداً وكنت عنيدة بشكلٍ لا يُطاق!" قلت عندما تذكرت تلك المرة التي هربت فيها لدورة المياه عند شعوري بالغثيان وكم أصر تايهيونغ في ذلك الوقت أن أجري التحليل....ولكن حينها لم أكن أفكر بأي شيء سوى السفر لرؤية والدتي! كل ماحدث مؤخراً كان صادماً بالنسبة لي ويُصعب علي تصديقه وقد جاء هذا الطفل في وقته ليعوضني عن كل ذلك الحزن الذي عشته.... فلو لم أكن حامل لا أعلم مالذي كنت سأفعله حقاً وكيف سأستمر بالعيش هكذا ببساطة دون أن أتذكر تلك الأشياء المؤلمة! أنا الآن أعيش لأجل هذا الصغير وهو من سيغير مجرى حياتي بمجرد قدومه....سيجعلني مبتهجة، سعيدة وممتنة لتلك اللحظة التي التقيت فيها بتايهيونغ...للرجل الذي أعطاني حباً لم أجد مثله من قبل وأعطاني فرصةً جميلة لتكوين عائلةٍ صغيرة ولطيفة كيف كانت حياتي ستكون لو استمريت بالبقاء في ذلك المنزل مع عائلةٍ ظالمة أتلقى منهم أبشع الكلمات والتصرفات...معاملةٌ قاسية وحبٌ عائلي لا وجود له أبداً...أن أبقى حبيسة تلك الغرفة المظلمة مع أفكارٍ غريبة تتراودني بأنني أنا من قتلت أختي الصغرى وأن والدتي هي التي تخلت عني...أن يستمروا بزرع تلك الأوهام بداخلي حتى أكره نفسي أكثر ربما لو لم يكن تايهيونغ موجودٌ في حياتي لكنت قد هربت من ذلك المنزل ولكن كان ذلك يتطلب مني الجرأة في حين أنني وفي ذلك الوقت كنت في قمة الجُبن....كلما فكرت بهذا الأمر اتراجع في اللحظة الأخيرة لأنني وبكل بساطة لم أكن أعلم أين اذهب! لا مكان يأويني وربما لو فعلت لكنت مشردة لأن الحياة صعبةٌ جداً واكتشفت ذلك عندما انتشلني تايهيونغ من ذلك المنزل لأرى الحياة بوضوح لأول مرة! لم أكن يوماً أنتظر أن يتم انقاذي من قِبل أحدهم ولم اتمسك بتلك الفكرة أن يوماً ما هناك شخصٌ سيأتي ليخلصني من كل العذاب الذي اعيشه....كنت دائماً أقول لنفسي أنني سأستطيع فعلها يوماً ما وعندما أشعر أنه الوقت المناسب لذلك وعندما أتى تايهيونغ حينها كنت أنا في قمة يأسي من هذه الحياة وكنت أقرر أن أهرب لأنني سئمت من كل شيء....ففي ذلك المنزل لم أكن أشعر أنني إنسانة حتى بسبب معاملتهم لي وكلامهم الجارح الذي مازال يؤذيني من الداخل....ربما لو لم يأتي هو كنت قد هربت وعشت حياةً صعبة ولكنني في المقابل سأكون حرة! وليس سجينة ذلك المنزل! لذلك مهما قلت لا يمكنني أن أعطي تايهيونغ حقه بمجرد كلماتٍ بسيطة...هو فعل الكثير من أجلي ولم يجعلني أشعر بالحزن يوماً...صحيحٌ أنني لم أكن استطيع نسيان الماضي إلا أنه وبوجوده معي كان يجعلني أعيش في عالمٍ آخر....فأتذكر تلك الأيام الجميلة التي قضيناها في شقته وكيف تعرفنا على بعضنا أكثر لنصل إلى هذه المرحلة - الحب- كان يتمنى لي الأفضل دائماً وعندما يشعر أنني سأدخل في الخطأ ينبهني على الفور كعندما عملت في ذلك المطعم وهو لم يكن مرتاحاً لذلك....عندما اتذكر كل مافعله لي من اليوم الأول اتساءل هل هناك شخصٌ قد يفعل لي مافعله تايهيونغ؟ حتماً لا فهو كرس حياته لأجلي وكأنني فتاته الصغيرة التي يخاف عليها من أبسط الأشياء! اغرقني بالحب واعطاني فرصة للشعور بحب العائلة مع عائلته التي لايمكنني أن اصفها سوى بقولي مميزة! شعرت بجو العائلة معهم لأول مرة على خلاف وجودي مع عائلتي الحقيقية....يهتمون بي كثيراً، يخافون على مشاعري ، والأهم أنهم قد اعدوني فرداً منهم واحتووني بكل حب! كانوا لي عائلة حقيقية عندما عائلتي الحقيقية قد تخلت عني "بالمناسبة، شعركِ يبدو جميلاً هكذاً" قال تايهيونغ بعد أن وجدني سرحة وأفكر طويلاً....وعندها تذكرت أمر شعري وأنني قد قمت بقصه بطريقةٍ جنونية...ضحكت في المقابل وأنا أقول "أنت تمزح!" "ولِمَ أمزح! كل شيءٍ يبدو جميلاً عليكِ...سواء أن كان قصيراً، طويلاً، أو حتى بهذا الشكل الغريب...تبدين جميلة" ابتسمت تلقائياً بعد سماعي لكلماته اللطيفة...فقي النهاية هو سيبقى تايهيونغ اللطيف والمُراعي والذي لم ينطق يوماً بكلامٍ سلبي أو جارح....فلقد اعتاد فقط على قول الكلام الجميل الذي يُبهج القلب ويسعد الروح "أعلم أنك منزعجٌ مني لأنني قمت بقصه فلا تُجامل" "لستُ أجامل! ثم هذا شعركِ أنتِ في النهاية! ويحق لكِ فعل ماتشائين به!" "بالمناسبة هل احضرتم لي ملابس من المنزل؟ ومتى سيُخرجوني من المشفى؟" غيّرت الموضوع لأنني لا أريد أن أذكر أمر شعري وكيف أنني فعلت ذلك بتهور...نظر هو للساعة المعلقة على الحائط ليقول "لقد احضرت لكِ والدتي حقيبة مجهزة بكل الأشياء التي قد تحتاجينها...أما بالنسبة لخروجكِ أعتقد أن الطبيب سيأتي لمعاينتك بعد أن استيقظتِ وحينها يمكننا الخروج" "عظيم...عندما نخرج من هنا هل نستطيع الذهاب للشركة!" نظر لي بفمٍ مفتوح لآخره وأشار لي على الساعة قائلاً "هل تمزحين؟ من يذهب للشركة في هذا الوقت! إنها الثالثة صباحاً! ثم أنكِ في وضعٍ لا يسمح لكِ بالذهاب لأي مكان يجب أن ترتاحِ فحسب" "أريد أن آخذ كل أشيائي من هناك لأنني لن أعود للعمل مجدداً" "أنا سأعيد جميع أشيائكِ للمنزل لا تقلقِ..." "تاي! أنا أريد أن آخذها بنفسي!" قلت بعناد لينظر لي بعدم استيعاب وهو يقول "مالذي يجعلكِ مصرة للذهاب إلى هناك! مسألة الأشياء ليست بصعبة فأنا عندما أذهب سأجمعها معي! عليكِ أن تهتمِ بنفسكِ وصحتك!" "أريد أن أذهب إلى هناك لآخر مرة...للمكان الذي اجتهدتُ فيه وفعلت أشياء لم أتوقع أنني قد افعلها....للمكان الذي جعلني اتحدى نفسي وأصر على تعلم القراءة والكتابة فقط لأنجز أكثر....سآخذ أشيائي وسأذهب لا أريد أن يبقى لي أي أثر هناك...فوجودي في ذلك المكان لم يعد له أي داعٍ لأنك تعرف السبب" "لا أعلم لِمَ العناد وتكبد العناء فقط لأخذ اشيائك...ولكن لا بأس إن كنتِ مصرة لهذا الحد" ................... كانت الساعة التاسعةُ صباحاً عندما عدنا للمنزل أخيراً بعد قضاء ساعاتٍ كثيرة في المشفى والذهاب للشركة كذلك جمعتُ أشيائي بالفعل وقد التقيت ببعض الموظفات كذلك واخبرتهم أنني قد استقلتُ من الوظيفة مؤقتاً...فلا أعلم ربما أشعر بالرغبة للعودة للعمل ثانيةً بعد مدة! رأيت الدهشة على وجوههم عندما علموا أنني أتيت هنا لجمع أشيائي...فعلى الرغم أنهم لم يعاملوني جيداً أثناء فترة عملي إلا أنهم ودعوني جيداً والسبب ليس لأنني سأستقيل! السبب الحقيقي خلف توديعهم اللطيف لي كان بسبب أنني أخبرتهم أن تايهيونغ وأنا على علاقة ولسنا مجرد موظفة عادية ومديرها والصدمة بالنسبة لي عندما ظهروا أمامي بقناع اللطف فهناك من تحتضنني وهناك من تقبلني ومن تتظاهر بالبكاء على فراقي! عالمٌ غريب ومثيرٌ للإشمئزاز وكان هناك من قالت لي كلاماً جعلتني اتساءل هل هي بكامل عقلها عندما قالت هذا الكلام؟ فقد كانت تقول أنني محظوظة جداً لأن شخصاً مثل تايهيونغ قد احبني ولكن المشكلة ليس في هذا فما قالته صحيح وأنا فعلاً محظوظةٌ به ولكن أن تأتي لي وتسألني مالذي فعلته في حياتي حتى أجد شخصاً مثله؟ وأنني الآن أسعد إنسانة على وجه الأرض! وأني لا يجب أن أحزن أبداً ولي حبيبٌ مثله! عفواً؟ هل الحياة تتمحور فقط على وجود رجلٍ في حياتي؟ هي حتى لا تعلم مالذي عانيته منذ طفولتي حتى الآن وكيف أن كل شيء يتراكم علي حتى يجعلني أصل لمرحلة الإنهيار! لا تعلم كم عانيت وماذا عشت بالضبط حتى أصبحت بهذا الحال هي لا تعلم بأي شيء لذا من السهل عليها قول كلامٍ كهذا بينما أنا لا يمكنني أن ألقي باللوم عليها وهي أقصى طموحاتها الحصول على رجل كنا نسير أنا و تايهيونغ في الممر لطريقنا إلى غرفتي ولكن قبل أن نصل للغرفة كانت والدته قد ظهرت أمامنها لتحتضنني أولاً وتطمئن على حالي...كانت إجاباتي مختصرة لأنني كنت متعبة وأرغب بالإستلقاء سريعاً لكنها لم تسمح لي بالدخول لغرفتي عندما قالت "يمكنكِ أن تبقِ في غرفة تايهيونغ هذا اليوم....فغرفتكِ لم يتم تنظيفها بعد في حين أنني لن أسمح لكِ بالبقاء فيها وهي هكذا" اخفضت رأسي لشعوري بالخجل فكل تلك الفوضى بالداخل تسببت بها دون شعور وفي لحظة غضبٍ وتوتر...فما كان علي سوى أن أقول بأسف "متأسفة على كل مافعلته...لقد بالغتُ في تصرفاتي وانفعلت كثيراً للدرجة التي لم استطع فيها السيطرة على نفسي وأن اجعلكم الآن تتكبدون عناء التنظيف لشيءٍ مخجل....أنا حقاً آسفة أمي ليندا لقد حملتكم أكثر من طاقتكم" "ماذا تقولين؟" قالت باستنكار قبل أن تقربني إليها لتحتضنني بقوة....للحظة شعرت أنني بحاجة للبكاء مجدداً خصيصاً عندما حصلت على هذا الحضن الدافئ لأختبئ بداخله...كانت تمسح على ظهري بحنان وتهمس لي بكلماتٍ تطمئنني...ربما أنا لستُ محظوظة لوجود تايهيونغ بجانبي فحسب، بل محظوظةٌ أيضاً لأن أصبح لي أماً ثانية تهتم بي وتعاملني كما لو أنني ابنتها الحقيقية فصلت هي العناق أولاً لتمسح بأناملها دموعي التي غطت وجنتي بينما تقول بهدوء "أعلم ماتشعرين به، وكم من الصعب عليكِ العودة لحياتكِ الطبيعية من بعد ذلك الخبر...أنا أيضاً فقدتُ والدتي عندما كنت في الثالثة عشر من عمري، لقد كانت مريضة وأخبرنا الطبيب أن لم يبقَ لها الكثير من الوقت وعلينا أن نتوقع سماع خبر موتها في أي لحظة....ولكن عندما سمعنا ذلك الخبر لأول مرة كنا في حالة صدمة ليس وكأننا لا نتوقع حدوث ذلك....مررنا بأيامٍ صعبة ولكن كان علينا أن نستمر من أجل بعضنا البعض...أنا كنت الكبرى ولي ثلاثة أخوة أصغر سناً مني...كان يجب علي أن أكون قوية من أجلهم وأن أكرس حياتي لرعايتهم من بعدها....لذا أنتِ أيضاً عليكِ أن تكونِ قوية فالحياة سوف تستمر وسوف تُرزقين بطفلكِ قريباً لذلك هذه الأيام مهمةٌ جداً وعلى نفسيتكِ أن تكون جيدة من أجله!" كلامها كان كالماء البارد الذي اطفأ النار التي بداخلي...فسماع كلامٍ كهذا من شخصٍ كبير قد مر بمثل مامررت به لمطئمئنٌ جداً... "أنا سأكون قوية لأجل نفسي، وعائلتي الصغيرة" قلتها وأنا أنظر لتايهيونغ الذي كان يقف بجواري وينظر لي مع ابتسامتهِ الحنونة المحببة لقلبي "لتذهبِ الآن وترتاحِ في الغرفة...سآتي لاحقاً للإطمئنان عليكِ" حينها اسندني تايهيونغ على ذراعه ليأخذني لغرفته....أشعر بشعورٍ غريب...غريب جداً وكأنني في هذه السنة قد كبرت عشر سنواتٍ أخرى بسبب كل ماحصل منذ أن خرجت من ذلك المنزل حتى هذه اللحظة! وصلنا للغرفة ليساعدني بالإستلقاء على السرير بشكلٍ مريح بينما يسحب الغطاء فوقي ثم يصعد على السرير ليكون على مقربةٍ مني وهو يمسح على شعري بهدوء كعادته "أراكِ تفكرين بشيءٍ ما؟ مالذي يشغل بالكِ هذه المرة!" وبالفعل كنت أفكر في أشياء وليس شيء واحد فحسب...أشياء لو اعتمدناها في حياتنا لأصبح كل شيءٍ بخير نظرت إليه بينما أقول "تعلمت أشياء كثيرة...ومن خلال ماواجهته في حياتي من مآسٍ شعرتُ أنني أصبحت أكبر سناً مما أبدو عليه! أتعلم ماذا؟ لحظة السلام الداخلي والطمأنينة هي عندما تضع رأسك على وسادتك ليلاً وأنت على ثقةٍ تامة أنك لم تؤذِ أي شخص، لم ترمِ أي كلمةٍ شنيعة على أحدهم تجعله تعيساً طوال يومه ولايمكنه النوم بسبب تفكيره المتواصل بهذه الكلمة، أن تنام على وسادتك مطمئناً أنك لم تكذب وتخشى أن يتم كشفك يوماً ما فتعيش قلقاً ومرتبكاً...أن تنام مرتاح البال لأنك لم تجرح أحدهم، لم تجعل دمعةً واحدة تنزل على وجنة شخصٍ بريئ...هذا هو السلام الداخلي...هذا هو شعور الراحة" "أن أضع رأسي على الوسادة وأنا أعلم أن الشخص الذي احبه بخير هذا هو شعور الراحة بالنسبة لي" قالها وهو ينظر لعيناي مباشرة فما كان على ابتسامتي سوى أن تظهر سريعاً ودون شعور "اتعلم؟ أبي فعل بي كل تلك الأشياء الشنيعة، كان يؤذيني كلما تسنت له الفرصة، يُلقي علي بكلماتٍ جارحة، كذبه لايمكن أن ينتهي وفي المقابل لم يمر أي يوم دون أن يجعلني أبكي...فكيف يعيش هو الآن؟ كيف يمكنه أن ينام مطمئناً وهو قد فعل كل هذا لابنته! أنا لست أي شخصٍ عادي في حياته! أنا ابنته فكيف يمكنه أن يفعل كل هذا بي وبدمٍ بارد؟" سألته في النهاية ليتنهد بعمق قبل أن يقترب مني أكثر وهو يقول "عندما يتجرد الشخص من الإنسانية يمكنه أن يفعل أي شيء دون أن يكترث إن كان من يؤذيه ابنه، صديقه أو حتى أخيه....والدك ليس الوحيد فهناك أشخاصٌ كثيرون يفعلون مافعله والدكِ وربما أكثر....لا أعلم مالذي يدور في عقولهم بالضبط ولكن أظن أنهم مرضى...لايمكن لأي شخصٍ طبيعي أن يفعل ذلك! فحتى لو فعل شيئاً بسيطاً سيدرك ذلك الخطأ وسيحاول أن يُصلحه مهما كلفه الأمر ولكن عندما نتحدث عن الأشخاص من مثل والدك فهذا من سابع المستحيلات أن يكترث لأمرٍ سيءٍ قد فعله، ولكن لكِ أن تعلمِ أن يوماً ما سيلقى أسوأ من ما فعله بكِ وربما حتى أولاده وزوجته ينقلبون عليه فجأة ليبقى وحيداً...لايمكنه أن ينجو بعد كل مافعله صدقيني" تنهدت أنا بعمق هذه المرة لأن الحديث في هذا الأمر يتعبني كثيراً فأرخيت رأسي على فخذه وأنا أقول بيأس "متى سنتزوج يا تايهيونغ؟ أريد أن أعيش يوماً سعيداً! أريد أن استمتع بوقتي وأنسى كل ماحدث...أعلم أن النسيان صعبٌ جداً ولكن على الأقل أريد أن أفعل شيئاً يُبهج روحي!" لم يستطع أن يتمالك نفسه ليضحك بقوة وهو ينقر أنفي بينما يقول "ولِمَ كل هذا اليأس؟ سنتزوج وهذا أمرٌ لامفر منه منذ أن هناك طفلٌ قادم!" "ولو لم أكن حامل لم تكن لتتزوج بي؟" "أولم أوعدكِ من قبل بالزواج؟ وكان من ضمن أكثر الأشياء التي أخطط لها؟ سواء بطفل أو من غير طفل سنتزوج! ولكن الآن علينا أن نفعل ذلك سريعاً لأنك لم تشهدِ تلك اللحظة عندما علمت والدتي أنكِ حامل! هددتني لو لم أتزوج بكِ ستطردني من المنزل" ضحكت لأن هذا مستحيل! أعلم كم أن أمي ليندا لطيفة ومُراعية ثم أن تايهيونغ ابنها الأكبر الذي تحبه كثيراً فمن المستحيل أن تفعل به شيئاً كهذا "إذاً لنتزوج بأسرع وقتٍ ممكن....لأنني لا أريد أن يكون بطني بارزاً في الحفل! سيكون ذلك مُخجلاً تاي!" قلتُ بالمقابل ليعض هو على شفته السفلى قبل أن يستلقى بجانبي ويُغطي كلينا بالغطاء قائلاً بصوتٍ منخفض "أنا على عجلةٍ أكثر منكِ لأنني لم أعد ارغب بتسميتكِ حبيبتي الصغيرة" "حبيبتي الصغيرة لطيفٌ جداً...ولكن ماذا ستسميني حينها؟" الصق جبينه بخاصتي وهو يقول "زوجتي الصغيرة!" -النهاية-

تعليقات

التنقل السريع