رواية تايني ♡صغيرتي♡ 34

القائمة الرئيسية

الصفحات

"سأخبركِ شيئاً" "كنت أعلم أن هناك شيئاً غريباً بك اليوم! فمنذ الصباح لم تكن تتصرف بشكلٍ طبيعي! اخبرني ماذا لديك؟" اعتدل في جلسته ليصبح مقابلاً لها على السرير في حين أنها بدأت تشعر بالقلق...مالذي يخفيه عنها ليصبح بهذا الحال طوال اليوم! وأي كلمةٍ منها تجعله يرتبك! كما أنه كان يشرد كثيراً وهذا ليس من عادته! "سأتحدث ولكن كوني هادئة رجاءً...فليس من السهل علي أن أقول هذا الكلام أمامكِ من الأساس! منذ ليلة البارحة عندما سمعتُ بهذا الخبر وأنا لم استطع النوم وكنت أفكر كيف سأمتلك الجرأة لأخبركِ به" "تاي! توقف عن قول هذه المقدمات الغير ضرورية واخبرني بما تريد قوله سريعاً! فكلما تمهلت كلما جعلتني أتوترأكثر....ثم أنني هادئة فلا تقلق!" أخذ نفساً عميقاً قبل أن يقول بهدوء "أنتِ لايمكنكِ أن تسافري لوالدتك" حل الصمت بين الإثنين فهو اكتفى بالتحديق بتعابير وجهها التي تغيرت سريعاً في حين أنها سُرعان ماقالت بشيءٍ من الإنفعال "أرجوك لا تخبرني أنك مازلت مُصراً على أن أقوم بتحليل الحمل!" "لا لا...الأمر ليس هكذا وقد سبق وأن اخبرتكِ أنني لن أجبركِ على فعل شيءٍ لا تريدينه!" "إذاً لِمَ لا يمكنني الذهاب إن لم يكن هذا السبب!" "لأن....والدتكِ لم تعد هناك" كان ينطق كلماته بحذرٍ شديد بينما هي لم تستوعب ماقاله تواً لتقول ببراءة "هل انتقلت لمكانٍ آخر؟ أين ذهبت؟" عض على شفته السفلى بقوة...هو لايريد أن يقول لها الآن بعد رؤيته لرد فعلها العفوي والبريئ....لايريد أن يجرحها أو أن تؤذيها كلماته "أرجوكِ جيني لا تصعبِ علي الأمر" قالها بقلة حيلة وهو يعيد خصلات شعره للخلف...أما هي فلم تكن تعلم مالذي يعنيه بالضبط لتقول متسائلة "أنت الذي تصعب الأمر على نفسك...لِم لا تقول مالديك دفعةً واحدة!" "آه ليت الأمر بهذه السهولة!" قال بصوتٍ منخفض وكان يتمنى لو أنه تمهل أكثر بمفاتحتها هذا الموضوع....فعلى الرغم بأنه لم ينم الليلة الماضية إلا أنه لم يفكر بطريقةٍ مناسبة ليخبرها فيها.. "تاي!" قالت بنفاذ صبر بعد أن وجدته صامتاً لمدةٍ طويلة ويكتفي بالتحديق بها....في حين أنها قد سئمت هذا الوضوع لتضع أسوأ الإحتمالات عندما قالت بأكثر نبرة صوتٍ منخفضة تمتلكها "هل ماتت؟" اتسعت عيناه فور سماعه لما قالته....لم يكن يتوقع بأنها قد تنطق بشيءٍ كهذا....صدمته كانت أقوى من صدمتها عندما علمت بأن ماقالته صحيحاً "هل فعلاً ماتت؟ أخبرني أنها مزحة!" ولكن سُرعان ماتغير رد فعلها لتضع يدها على وجهها وكأنها لم تصدق الأمر....بينما هو لم يستطع فعل أي شيء سوى أن يوضح لها الأمر أكثر ففي النهاية يحق لها أن تعرف أبسط التفاصيل "مضى على وفاتها أكثر من أربعة عشر عاماً...في الحقيقة هي قد انتحرت...أصابها اكتئابٌ حاد وأعتقد أنها وصلت لتلك المرحلة التي لم تعد ترغب بالعيش أكثر...ألقت بنفسها من أعلى الجسر في حضور والدكِ الذي وقف ينظر لها فحسب دون أن يفعل أي شيء! اخبرتكِ أنني اعطيت عنوانها لوالدي حتى يتحرى عن الأمر إن كان أحد معارفه هناك يعرف أين تسكن بالضبط حتى يسهل علينا الوصول إليها عندما نسافر ولكن الصاعقة هي عندما وصلنا هذا الخبر من الشخص الذي يسكن في منزلها الآن" "لِمَ يحدث ذلك معي؟" اكتفت بقول ذلك وهي تنظر لعيناه مباشرة كما لو أنها توجه سؤالها له بالذات....ابتلع مافي حلقه، شعر بغصةٍ تمنعه من أن ينطق بأي كلمة...فبماذا يجيبها؟ ماذا يجب عليه أن يقول بعد كل ماحدث! هل كلمةٌ بسيطة منه ستستطيع حل كل شيء؟ أم أنه إذا اجابها ستقتنع بإجابته وستتظاهر بأن كل شيءٍ من هذا لم يحدث! هل جوابه سيصنع أي فرق! هل سيجعل النار التي بداخلها تنطفئ؟ هل سيكون قادراً على أن يجعلها تهدأ ولو قليلاً! كانت مصدومة! رد فعلها لم يكن واضحاً إن كانت مستاءة، حزينة أو تشعر بخيبة الأمل....بل كانت هادئة تماماً وكأنها لم تستوعب الأمر بعد وإنما تكتفي بالتحديق فيه بعينان متلألئتان تنذران بذرف الدموع في أي لحظة "آسفة" كلمةٌ واحدة قد نطقت بها بعد أن ذرفت أول دمعة والتي كان يتلوها سيلٌ من الدموع اللامتناهية....لم يستطع أن يفهم لِمَ هي تعتذر منه الآن... وفي هذه اللحظة عندما رآها بهذا الحال شعر أنه عاجزٌ عن الكلام فبالكاد استطاع أن ينطق بهاتين الكلمتين "لِمَ تعتذرين؟" مسحت دموعها وقابلتها بابتسامةٍ ذابلة وهي تقول متسائلة "ربما لأنني حمّلتك أكثر من طاقتك؟ وسألتك سؤالاً لا تمتلك جوابه!" حينها حل صمتٌ غريب بينهما وبقي هو يتساءل! إن سؤالها هذا لا هو يمتلك إجابته ولا هي أيضاً...وحده والدها هو الذي يمتلك جواب كل اسئلتها التي خبأتها بداخلها....وحده هو السبب وراء دمار روح ابنته الصغيرة إن كل سؤالٍ تكتمه بداخلها جوابه ستجده برفقة والدها اللامبالي الذي فعل كل هذا بدمٍ بارد دون أن يلقِ بالاً لفتاته التي تدمرت نفسيتها جرّاء أفعاله... أن تفقد اختها الصغرى بحادثةٍ لا ذنب لها فيها...أن تُحرم من والدتها وهي بعمر الخامسة! أن يتم تشبيعها من الداخل أنها فتاةٌ مريضة حتى ايقنت بالفعل أنها ليست بفتاةٍ طبيعية والمرضُ مصاحبٌ لها....أن تعيش في مأساةٍ وتحت عذاب زوجة أبيها...أن تتم معاملتها كما لو أنها شخصٌ غريب دخل العائلة متطفلاً...أن تُحرم من أبسط حقوقها في التعليم والحرية! أن تُحبس في غرفةٍ ويتم نعتها بالقاتلة! ثم وبعد كل ذلك عندما تكبر وتكبر معها أحلامها بأنها سترى والدتها يوماً ما...تظهر الحقيقة في وقتٍ متأخر ليتضح بأن والدتها لم تعد على قيد الحياة وإنما هي قد عاشت على أملٍ كبير بأن حياتها ستشرق من جديد منذ اللحظة التي ستذهب فيها إلى أمها! أن يتلاشى هذا الحلم شيئاً فشيئاً ويتم دفنه دفعةً واحدة لشيءٌ ليس بهيّنٍ على قلبها! فجواب سؤالها الأخير يكمن لدى والدها الذي فعل بها كل ذلك ومازال مستمراً بتدميرها كلما سنحت له الفرصة! صوت بكائها يرتفع أكثر...كلما استوعبت الأمر وأن ماسمعته قبل قليل لواقعٌ لا مفر منه كلما ارتفع صوت بكائها أكثر وأكثر....تتذكر كل ماحدث منذ أن كانت في الخامسة حتى الآن وكيف أنها استعادت نفسها قبل فترةٍ بسيطة لتصبح مفعمةً بالأمل والطاقة! كل هذا لأن حلمها سيتحقق...ولكن لا شيء من هذا الحلم ممكنٌ الآن كلما بكت شعرت بأن كل هذه الدموع ليست بكافية وإنها لاتستطيع أن تُظهر ولو قليلاً من الألم الذي يسكن بداخلها... "كنت متحمسة! ظننت أن كل شيء سيكون تماماً كما أريد! انتظرت تلك اللحظة كثيراً! حلمت بها كثيراً وهي قد كانت أملي الوحيد! ولكن ماذا أفعل الآن؟ اخبرني ماذا أفعل الآن أرجوك!" انهارت باكيةً بين ذراعيه في حين أنه لم يستطع أن يراها بهذا الحال فكلما بكت بحرارةٍ أمامه كلما شعر بالضعف وقلة الحيلة....لايمكنه أن يفعل أي شيء ومهما كانت كلماته التي سينطق بها لايمكنها أن تغير الحال أبداً يواسيها؟ أجل هي كلماتٌ بسيطة يمكنه أن يتفوه بها ولكن بهذا الحال هي بالنسبة لها مجرد كلماتٍ لايمكنها أن تصنع الفرق....فعندما يقول لها أن كل شيءٍ سيكون على مايرام هل ستستطيع هي تصديق ذلك! فكلما حدثت مشكلة كان دائماً يواسيها قائلاً لها أن هذا اليوم سيكون من الماضي كبقية الأيام...وأن الأيام القادمة ستكون جميلة...ولكن كان اليوم الجميل بالنسبة لها هو اليوم الذي ستلتقي فيه بوالدتها! اليوم الذي انتظرته كثيراً وصبرت وتحملت كل شيء لأجله! فما هو اليوم الجميل الذي ستنتظره الآن بعد كل ماحصل! احتضنها بقوة...كان هذا الحل الوحيد الذي يمتلكه فربما كلماته لايمكنها أن تصنع أي فرق ولكن الفرق بحد ذاته يكون في الأفعال....أن تجد من يحتضنها في الوقت الذي تكون فيه بقمة ضعفها...أن تجد لها مكاناً عندما تشعر أنها في قمة وحدتها...أن تجد مسكنها في الوقت الذي تكون فيه بقمة ضياعها وتشتتها "أكاد أن انتهي...أنا أموت...صدقني أنا أموت من الداخل...كل شيءٍ بداخلي يحترق...مهما تحدثت ومهما شرحت لاشيء يمكنه أن يعبر عن ما أشعر به....مالحياة بعد فراقها اخبرني!" ربما هذا اليوم يكون من أصعب الأيام بالنسبة إليه...أن يرى شخصاً عزيزاً عليه بهذا الحال وهو لايمكنه أن يفعل أي شيء سوى أن يعانقه بقوة....ربما وجوده بقربها بحد ذاته شيءٌ كبير ستشكره عليه لاحقاً لأنه لم يتركها ويذهب كالبقية ولكن....مازال يشعر بالتقصير، وأن يجب عليه أن يفعل أكثر من ذلك ليحتضن خوفها ويهدئ من روعها ولو قليلاً أخذ يمسح على رأسها رويداً رويدا وهو يقول "أنا معكِ...لا تخافِ من الوحدة أبداً وأنا الذي وعدتكِ بالبقاء معكِ دائماً...وكل شخصٍ آذاكِ بأفعاله وجعل كل هذه الدموع تنزل على وجنتيك سأحاسبه حتماً...حتى وإن كان والدك لن أهتم لذلك أبداً....أعلم أن كلماتي هذه لايمكنها أن تؤثر بأي طريقة ولكن فقط أريدك أن تعلمي أنك لستِ وحدكِ" رفعت رأسها لتنظر إليه قائلةً بصوتٍ مبحوح "كلما أردته هو أن أراها لمرةٍ واحدة فحسب! أنا لم اطلب الكثير وإنما مرةٌ واحدة فقط! اعانقها! اقبلها! أشعر بحنانها! هل كان صعباً لهذه الدرجة! أنا حتى لا أتذكر شكلها وكيف كانت تبدو! ولا أمتلك لها أي صورة تذكرني بها! أكره كيف أنني كنت أعيش على وهمٍ طوال الوقت...ولا أعلم كيف سأستمر بحياتي بعد هذا اليوم وكل شيءٍ بداخلي محطم" عادت لتدفن رأسها في حضنه بينما تمسك بقميصه بقوة من الخلف تماماً كما لو أنها خائفةٌ من فقدانه هو الآخر.. أما هو وبعد كلماتها الحزينة كلها لم يشعر بهذا القدر من العجز من قبل...فكلما عانقها ومسح على رأسها يشعر أن هذا ليس بكافٍ أبداً "هل يمكنك أن تتركني لوحدي قليلاً؟" قالت بصوتٍ منخفض ليشيح هو برأسه للجانبين قائلاً "مستحيلٌ أن اترككِ" رفعت رأسها مجدداً لتقول متسائلة "لِمَ؟ هل تخاف أن أفعل مافعلته والدتي؟ لاتخف لا استطيع أن افعلها لأنني وبكل بساطة جبانة" كوّب رأسها بين يديه قائلاً "ليس هكذا...كل مافي الأمر هو أنني لا استطيع أن اترككِ وحدكِ وأنتِ بأمس الحاجة لي!" "لا تقلق...أنا بحاجة لأقضي بعض الوقت مع نفسي...إن كنت تحبني فعلاً فلا ترفض ذلك لأنني بحاجةٍ لذلك كثيراً" تردد في بادئ الأمر خوفاً من أن تفعل شيئاً بنفسها وهي بهذا الحال ولكن عندما رآها مصرةٌ على ذلك لم يستطع أن يرفض طلبها....فربما ستكون أفضل عندما تبقى لوحدها قليلاً "حسناً...سأذهب ولكنني سأعود لكِ مجدداً فلا استطيع أن اتركك لوحدكِ طويلاً" قالها وطبع قبلة طويلة على جبينها قبل أن ينهض من على السرير في حين أنها قد استلقت وتكوّرت على نفسها وهي تحتضن ساقيها تنهد بعمق ليغطيها جيداً ويطبع قبلةً أخيرة على رأسها قبل أن ينصرف لم يكن يعلم أنه منذ أن خرج ووسادتها تبللت كلها بالدموع....ربما وجوده معها كان يعيقها قليلاً لتُخرج كل مابداخلها فها هي ذا منهارةٌ من البكاء وأفكارٌ غريبة بدأت تتسلل لعقلها نهضت من على سريرها بعد دقائقٍ عديدة قضتها في البكاء....اتجهت نحو المرآة لتنظر لنفسها بشيءٍ من السخرية....عيناها حمراوتان وملتهبتان...أنفها محمرٌ كذلك وخصلات شعرها ملتصقةٌ على جبينها ووجنتيها بسبب الدموع "ماذا كنت أتوقع؟ أن أذهب وأراها ونعيش حياةً وردية لا تشوبها شائبة!" سخرت من نفسها لتفكيرها الوردي في ذلك الوقت ولكن في داخلها خيبة أملٍ كبيرة قد كسرتها وحطمت كل مافيها أخرجت مقصاً من الدُرج لتبدأ بقص شعرها الطويل بشكلٍ عشوائي....كانت تلك الطريقة الوحيدة التي تستطيع فيها التنفيس عن كل مابداخلها من خوف، قلق، غضب ورهبة كانت ترى شعرها يتساقط على الأرض ولكن ذلك لم يجعلها تشعر بالرضا أبداً بل استمرت بقصه حتى وصل إلى حد اذنيها حينها توقفت ليسقط المقص من يدها هذا ليس كافياً....لاشيء يمكنه أن يجعلها تشعر بالتحسن أبداً...اتجهت إلى حيث تلك الطاولة المستديرة المقابلة للنافذة...كانت تحب أن تجلس هناك كثيراً وتقرأ كتاباً لتُحسن طريقة نطقها للكلمات كانت تحب القراءة كثيراً على الرغم من أنها تعلمتها حديثاً...إلا أنها كانت تشعر بسعادةٍ كبيرة في ذلك الوقت وهي تحتسي الشاي تزامناً مع قراءتها لأحد الكتب كان هناك كوباً على الطاولة وقد جف عليه ماتبقى من الشاي في آخر مرة شربت فيه....نظرت إليه طويلاً لتتذكر كل مافعلته في الآونة الأخيرة فقط لكي يتسنى لها السفر لرؤية والدتها شعرت أن كل مافعلته في ذلك الوقت لم يكن ذا معنى أبداً لتأخذ الكوب وتلقي به على الأرض لينكسر ويتحول إلى أشلاء انتشرت على الرخام جثت على ركبتيها وعادت دموعها لتأخذ مجراها على وجنتيها....أخذت قطعةً من الزجاج لتعتصرها بقبضة يدها وتبدأ الدماء بالسيل على الأرض....ذلك الألم الذي شعرت به الآن لا يضاهي الألم الذي يسكنها أبداً .................. "كيف حالها الآن؟ آمل أنك قد اخبرتها بطريقةٍ مناسبة" سألته والدته بعد أن اخبرها كون جيني قد عرفت الحقيقة أخيراً....أخذ نفساً عميقاً وأعاد خصلات شعره للخلف قائلاً "هل يسعني أن أقول أنها بخير؟ لقد انهارت وهذا ماتوقعته من الأساس....لا أعلم ماذا يمكنني أن أفعل أمي! أشعر بالعجز!" "كل ماعليك فعله هو أن تكون بجانبها فهي الآن بأمس الحاجة إليك ثم أنها تعتبرك كل شيءٍ بالنسبة إليها فلا بد من وجودك بالقرب منها دائماً....من الصعب عليها تقبل الأمر وستمر بأيامٍ صعبة كذلك ولكن بوجودك بجانبها ستستطيع التجاوز....فكن قوياً لأجلها" كانت تربت على فخذه وتنصحه في حين أنه شارد الذهن ويتذكر كلماتها فحسب...وكيف كانت تبكي بحرقة وهي متشبثةٌ به "كيف سأخرجها من هذه الحالة؟ كلنا نعلم لأي درجة كانت متحمسة لرؤية والدتها وكيف كانت مشرقة وسعيدة! كيف سنحتمل رؤيتها مكسورة الفؤاد الآن! عينان ذابلتان ووجه شاحب!" "بني...ستكون هذه مسألة وقت صحيحٌ أنها لن تستطع نسيان ماحدث ولكنها ستتقبل الأمر في النهاية....نحن جميعنا سنكون بجانبها ونساندها حتى تتخطى هذه المرحلة...افعل شيئاً يسعدها وحاول أن تغير من مزاجها...اخرج معها بين الحين والآخر واجعلها تنسى الحزن قليلاً...سيكون صعباً في البداية ولكن أعلم أنك تستطيع فعل ذلك" "تركتها لوحدها وأخشى الآن أن تفعل شيئاً سيئاً....فلقد كانت منهارةٌ تماماً...ماكان علي أن اصغي لها واتركها" "دعها لوحدها هي حقاً بحاجة لهذا الوقت لتقضيه مع نفسها....ستبكي كثيراً والبكاء سيجعلها تتحسن...فأن تبكي أفضل بكثير من أن تكتم بداخلها حتى تصل لمرحلة الإنهيار....اعطِها بعض الوقت" "لا أعتقد أنها ستعود كما كانت من بعد هذا الخبر وخيبة الأمل الكبيرة التي تعرضت لها....حتى وإن تحسن حالها سيبقى بداخلها فراغٌ كبير لا يمكن ملؤه" قالها بيأس وهو يضع كلتا يديه على عينيه محاولاً أن لا تدمع عيناه ............. هدأتُ قليلاً....الزجاج يملأ الأرض والدماء كذلك....باطن يدي يؤلمني كثيراً أثر غرسي لقطعة الزجاج بقوة متسببةً جرحاً عميقاً الألم الذي أشعر به من الجرح لايمكن مقارنته بالألم الذي يعتصر قلبي....جفت دموعي على وجنتي ولم أعد قادرة على البكاء أكثر....حلقي يؤلمني وعيناي تحرقني كذلك كنتُ أنظر بشرود لشعري الذي غطى مساحةً من الأرض....لا أعلم لِمَ فعلتُ ذلك! ربما ماكان علي أن أجعل سقف توقعاتي عالياً لذلك الحد! وأن لا أضع أملاً كبيراً بحيث إن لم يحدث ما أريده لا أنهار....ولكن ماحدث لم يكن بيدي أبداً وآخر ماكانت أتوقعه هو أن والدتي قد فارقت الحياة ولم يبقَ لي أي شخصٍ غيرها بمجرد التفكير بهذا الأمر أشعر بالخوف أكثر....ماذا لو تركني تايهيونغ أيضاً! سأعود لأصبح وحيدة! لا عائلة، لا مأوى ولا لحظاتٌ سعيدة نهضتُ من على الأرض بصعوبة لأشعر بألم قوي أسفل بطني....لم يسبق لي وأن شعرت بألمٍ كهذا من قبل....هل تزاحمت كل الأمور عليّ فجأة! وماكان ينقصني سوى ألم البطن هذا ربما استهنت بهذا الألم كثيراً فأنا الآن غير قادرة على الوقوف حتى...أشعر كما لو أن أحدهم يطعنني بالسكين أسفل بطني لم استطع أن أبقى واقفةٌ أكثر فجلست على طرف السرير على أمل أن يخف هذا الألم المفاجئ.....أخذت نفساً عميقاً وحاولت أن استجمع نفسي لأنهض ثانيةً وأخرج من الغرفة لأذهب لدورة المياه في كل خطوةٍ اخطوها كان الألم يزداد أكثر حتى شعرت بشيءٍ دافئٍ يسيل على جانب فخذي نزولاً لساقي...ارتعبت من ذلك ونظرت أسفلي وإذا بي أرى دماءً تسيل كان المنظر كفيلاً بأن يجعلني مذعورة....أردت أن أصرخ باسم تايهيونغ ولكن صوتي أبى أن يخرج وعندما كنت أحاول كان يخرج مبحوحاً بحيث لايمكنه سماعي بدأت أبكي ثانيةً ولكن هذه المرة بكيت من الخوف فهذه المرة الأولى التي يحدث لي أمراً مُرعباً كهذا....لِمَ قد أنزف بهذه الطريقة! حاولت أن اتمالك نفسي واتحمل هذا الألم الفظيع..... نزلتُ السلالم شيئاً فشيئاً وأنا أشعر بالدوار وكأنني سأفقد وعيي في أي لحظة وصلت للطابق السفلي أخيراً لأرى نظرات تايهيونغ ووالدته لي حيث يبدو عليهم الذعر والصدمة....لا ألومهم أبداً فشعري في حالٍ مأساوي، عيناي ملتهبتان، يدي مجروحة وقد اكتمل الأمر مع النزيف المفاجئ ربما آخر مااستطعت رؤيته هو تايهيونغ الذي يتقدم نحوي سريعاً وهو ينده بإسمي "جيني!"

تعليقات

التنقل السريع