رواية تايني ♡صغيرتي♡ 33

القائمة الرئيسية

الصفحات

."آه ماهذه الفضيحة! أين ملابسي!" يقول تايهيونغ وهو يحرك الغطاء هنا وهناك باحثاً عن ملابسه التي تجرد منها من أجل الحفلة التي كانت تحدث بينه وبين جيني قبل قليل "حبي إنها هنا على الأرض" قالت بعد أن وجدت ملابسه ملقاةٌ بإهمال على الأرض ليزفر هو بقوة وينهض ليرتدي ملابسه بأسرع مالديه حتى أنه لم ينتبه كونه قد ارتدى بنطاله بالمقلوب "كنا طوال الوقت نخشى حدوث ذلك أمام والدتي والآن حدث ما هو أعظم من ذلك! كيف سأنظر لوجه أبي بعد الآن؟ لقد فضحتُ نفسي بنفسي بسبب غبائي" "هل كان المفتاح مُقصراً معنا في أي شيء تاي! لِمَ لم نُقفل الباب!" تسأله وهي تصفع جبينها كونها تذكرت ذلك للتو في حين أنه يكاد أن يحترق من الإحراج كلما تذكر أن والده قد رآهما في وضعٍ لايجب أن يراه "لا أعلم جيني لا أعلم! تستطيعين القول أننا كنا أغبياء!" التقطت ملابسها هي الأخرى لتبدأ بارتداء قميصها في حين أنه خرج من الغرفة على الفور ليلحق بوالده الذي يبدو بأنه اختفى عندما رأى ذلك المنظر ولكن اتضح بأنه لم يختفِ بل كان ينتظر أمام الغرفة حتى يخرج ابنه وبالفعل ما إن خرج تايهيونغ من الغرفة حتى سحبه والده من ذراعه قائلاً بغضب "مالذي كنت تفعله بالداخل!" اخفض رأسه وبقي يحك جبينه لمدة.. لايمكنه أن ينظر لعين والده حتى، ولكن سؤال أبيه الذي وجهه له للتو جعله يطلق ضحكةً خافتة وهو يقول "ماذا كنت أفعل يا أبي! لقد رأيت كل شيء..هل أنا بحاجة لتفسير ذلك" ضربه على مؤخرة رأسه بقوة "قليلُ حياء...عليك أن تبقَ خجلاً مني طوال حياتك على الوضعية الفظيعة التي رأيتك فيها أيها المنحرف" "أبي توقف عن ذلك فأنا على كل حال خجلٌ منك من الأساس فلا داعِ لقول المزيد!" "أنا سأتغاظى عن مارأيته للتو ولن أخبر والدتك بذلك لأنني أخشى أن تنهار وهي التي حذرتك من فعل ذلك لأكثر من مرة ولكن يبدو بأن خاصتك كالدودة لايمكنه أن يبقى ثابتاً في مكانه" "أبي أرجوك لا تحرجني أكثر" قالها ووجهه يكاد أن يحترق تماماً بعد سماعه لكلام والده الأخير فوجهه قد تلون باللون الأحمر وبدأ يشعر بحرارةٍ فظيعة فالموقف لم يكن سهلاً....لك أن تتخيل بأن والدك قد رآك عارياً وأنت تقوم بذلك الشيء! "قلت لك سأتغاظى عن مارأيت وسأتظاهر بأن ذلك لم يحدث لأن لدي ماهو أهم لأخبرك به" "ماذا ستخبرني؟" "اتبعني لغرفة المكتب...لايمكنني أن اتحدث هنا" ماإن قال جملته الأخيرة حتى ذهب لغرفة مكتبه سريعاً دون أن يسمع من الآخر أي شيء...فما كان على تايهيونغ سوى أن يتبعه فوراً عند شعوره بغموض والده....فهو لن يتحدث معه في المكتب إلا عندما يكون قد ارتكب شيئاً فظيعاً فطوال سيره في الممر كان يتذكر كل الأشياء السيئة التي فعلها في حياته والتي من الممكن أن والده قد اكتشفها ليستعد لتوبيخه.. وصل للمكتب وكان والده قد دخل قبله...أطلق تنهيدة عميقة وبداخله قلقٌ كبير...مالموضوع المهم الذي سيتحدث به معه! هل يعقل أن موظيفه قد قدموا شكوى بخصوص مافعله هو و جيني في المكتب قبل عدة أيام! ولكنه وبخهم بخصوص ذلك من الأساس وحذرهم من العبث معه لأنه سيطردهم لا محالة! "مابك واقفٌ هكذا! تعال واجلس!" قال والده بعد أن رآه واقفاً أمام الباب لمدة ويبدو شارد الذهن...وسرعان ماعاد لوعيه ليتقدم ويجلس على الكرسي المقابل لطاولة المكتب "تفضل أبي...بصراحة لقد اخفتني مالذي يحدث!" أطبق الأب كفيه ببعضهما ونظر لابنه مباشرة وهو يقول "ألم تُعطِني عنوان والدة جيني! لقد تحريت عن الأمر واكتشفت شيئاً سيئاً" انقبض قلب الآخر ماإن نطق والده هذه الكلمات....فعندما يكون الأمر له علاقة بجيني فهذا يعني أنه متعلقٌ به كذلك "ياإللهي ماذا اكتشفت!" "بني....والدتها قد انتحرت قبل سنواتٍ عدة! وزوجها قد شهد لحظة موتها ولم يفعل أي شيء! في حين أنه لم يخبر ابنته بالحقيقة كذلك! هي تظن أن والدتها مازالت على قيد الحياة بسبب والدها الذي اخفى الأمر عنها! لقد انتحرت المسكينة بسبب اصابتها باكتئابٍ حاد" توسعت عيناه بصدمة...لايمكنه أن يصدق ماسمعه تواً...فأخفض رأسه وصفع نفسه بقوة ليصرخ والده فزعاً "مالذي تفعله بنفسك!" رفع رأسه ثانيةً ليقابل والده بذات التعابير السابقة وهو يقول بغير تصديق "اخبرني أن ماقلته كذبة! أو انك فهمت الأمر بطريقة خاطئة! لايمكن لذلك أن يحصل أبي! لايمكن!" "اهدأ أرجوك... لايكن رد فعلك كرد فعل والدتك....تمنيت لو أنني فهمت الأمر بطريقة خاطئة ولكنها الحقيقة! بحثت عن الأمر أكثر وحصلت على صورة من الصحيفة كذلك حيث كان ذلك الخبر منتشراً في تلك الفترة...كون امرأة قد القت بنفسها من أعلى الجسر نتيجة اصابتها بالإكتئاب...وكل البيانات تشير إلى أنها والدة جيني!" "تباً...ماذا سأفعل أنا! أبي الفتاة ستنهار! لن تحتمل سماع هذا الخبر صدقني! هي بالكاد تعافت بعد زيارتها للطبيب النفسي ! مالذي سيحصل لها لو علمت بالحقيقة! أبي ارجوك ساعدني أشعر أنني تائه!" "بما أننا قد عرفنا فليس علينا أن نخفي الأمر عنها....لابد وأن تعلم...ففي النهاية هي تريد السفر ويجب أن نمنعها من ذلك" "كيف سنمنعها ماذا سنقول! تعالي يا جيني لايمكنكِ السفر لأن والدتك ليست على قيد الحياة وكنتِ تعيشين في كذبة طوال الوقت! هذا قاسٍ وصغيرتي لن تحتمل ذلك!" "بني عليك أن تهدأ أنت الآخر! أعلم بأنه سيكون من الصعب عليها تقبل الأمر ولكن لامفر من ذلك! هي بكل الأحوال سوف تعلم!" "أبي أنت لاتعلم لأي درجة تتوق الفتاة لرؤية والدتها! وكم أن هذا حلمٌ بالنسبة إليها لطالما أرادته أن يتحقق! وعندما لم يبقَ الكثير ليتحقق ذلك الحلم تكتشف هذا الخبر! لقد ضغطت على نفسها كثيراً وتعلمت وعملت بجد فقط لكي تجمع المال بأسرع وقتٍ ممكن حتى تتمكن من السفر!هي ليست بتلك القوة حتى تتخطى الأمر سريعاً! فيكفيها ماحصل معها في السابق" "أعلم...أعلم أنها ستكون فترةً صعبة بالنسبة إليها ولكن يابني عليك أن تكون بجوارها دائماً لتقدم لها الدعم وترفع من معنوياتها....عليكَ أن تكون قوياً حتى تستطيع مواساتها فإن شعرت أنت بالضعف الآن لن يكن بمقدورك مساعدتها" "ولي أن أعترف لك يا أبي أنني الآن ومن هذه اللحظة بدأت أشعر بالضعف وقلة الحيلة! فأنا الذي كنت اشجعها واحفزها دائماً لتستمر بعملها وتحافظ على نشاطها وطاقتها الإيجابية لأن سيأتي ذلك اليوم الذي تكون فيه سعيدة ومُرتاحة برفقة والدتها! فماذا يمكنني أن أقول لها الآن! ستشعر بخيبة الأمل! هذا ليس عدلاً بحقها!" كان محبطاً حقاً كونه كان معها في كل خطوة وكان ينتظر ذلك اليوم تماماً كما تنتظره هي...والآن هو يشعر بالخيبة لأن كل تلك الخطط قد تبعثرت ولم يعد لها أي وجود منذ هذه اللحظة وفي الوقت ذاته كان حائراً لايعلم كيف سيخبرها بذلك وكيف سيواسيها أيضاً وهو مازال مصدوماً ولايمكنه تصديق ماسمعه! عليه أن يكون قوياً لأجلها وأن يحتويها تماماً كما يفعل دائماً فهي ستكون في أمس الحاجة إليه في هذا الوقت....يخشى أن يرى دموعها ويضعف أمامها هذا آخر مايريده أن يحصل "حاول أن تخبرها بذلك في الغد....فكلما تأخرت أكثر لن يكن الأمر في صالحك لأنها قد تلقي باللوم عليك لأنك اخفيت عنها الحقيقة.." "لا أعتقد أنني سأستطيع النوم الليلة...ولا أعلم كيف سأنظر لعينيها صباحاً...الأمر صعب...صعبٌ جداً" ................ التاسعة صباحاً اليوم يوم إجازة فقد اجتمع أفراد العائلة على طاولة الطعام لتناول وجبة الإفطار...كان الجو غريباً فيما بينهم...الصمت سيد الموقف ونظراتٌ يتبادلها كلاً من الأب، الأم و تايهيونغ "سمعتُ من تايهيونغ أنكِ ستسافرين بعد يومين...سعيدٌ لأجلكِ ولكن في الوقت ذاته سنفتقد وجودكِ في المنزل" وجه رولاند كلامه لجيني التي اشرقت ابتسامتها على الفور قائلة "أنا أيضاً سأفتقدكم ولكن بالطبع سيكون لي زيارات...أليس كذلك تاي" غص بلقمته لتضربه والدته على ظهره وتناوله كأساً من الماء....ابتسم ابتسامةً ذابلة وهو يقول باختصار "طبعاً" "بالمناسبة تاي...أريد أن أذهب اليوم للتسوق...أنا بالطبع لن أسافر دون شراء بعض الأشياء لوالدتي فمن غير اللائق أن اذهب لهناك ويدي فارغة...فهل سترافقني!" ماإن قالت ذلك حتى ألقى هو نظرة خاطفة على والده الذي اخفض رأسه فوراً متظاهراً بأنه مشغولٌ بتناول طعامه....فابتلع مافي حلقه قبل أن يقول "سأرافقكِ حبي" اقتربت منه لتقول هامسة "هل أنتَ بخير؟" "لم أنم جيداً لذلك أشعر بالتعب قليلاً" اجابها بهدوء لتشعر بغرابته فهو منذ أن استيقظ وهو شارد الذهن ولا يتحدث كثيراً على غير عادته...ففي أيام الإجازة يكون مشرقاً وطاقته عالية ولكن اليوم كان ذابلاً بشكلٍ جعلها تتساءل هل وبخه والده بالأمس ليصبح هكذا؟ انقضى وقت الصباح بسرعة وحل المساء....كان الجميع في غرفهم وهذا كان الوقت المناسب بالنسبة لتايهيونغ كي يتحدث مع جيني بخصوص والدتها ذهب لغرفتها وطرق الباب ليأتيه جوابها من الداخل....فتح الباب بهدوء لتقابله بابتسامتها المعتادة...اليوم سعادتها أكبر من أي وقتٍ مضى والجميع يعرف السبب وراء ذلك وماإن دخل حتى ذهب لها فوراً ليعانقها بقوة....استغربت الأمر كونه لم يتفوه بأي كلمة بل عانقها بشكلٍ مفاجئ...ولكن سرعان مابادلته العناق وهي تشعر بأن هناك خطبٌ ما فيه فمنذ بداية اليوم وهو يتصرف بغرابة بينما يتحاشى النظر لعينيها! "حبي هل أنت بخير حقاً؟" "أنتِ بقربي فكيف لا أكون بخير؟" قالها بصوتٍ منخفض وهو يرخي رأسه على كتفها...اتسعت ابتسامتها فهي تحب عندما يكون بهذا القرب منها "يبدو أن أحدهم يتدلل وبحاجةٍ للحنان!" صمت مجدداً ولم يجِبها بأي شيء....بينما هي لم ترغب بأن تضغط عليه فلعله مستاءٌ من شيءٍ ما ويحاول أن يخفف عن نفسه عن طريق معانقتها! "إن كنت متعباً اليوم فيمكننا تأجيل التسوق للغد!" قالت ليفصل هو العناق ويكوّب رأسها بين يديه قائلاً "لاحاجة لشراء أي شيء جيني! فهي لا تريد سوى رؤيتك!" "وهل يعقل أن أذهب ويدي فارغة! حتى وإن كان بسيطاً الأهم أن احضر لها شيئاً" بدأ يفكر حينها كيف سيفتح معها الموضوع! ماذا يجب عليه أن يقول! وكيف سيكون رد فعلها! هو متخوفٌ من ذلك وفي الوقت ذاته لا يريد أن يتأخر أكثر بمفاتحها بالموضوع لأنه بدأ يتصرف بغرابة وهي قد لاحظت ذلك "أتعلم؟ ربما أنا اتحدث عن هذا الأمر كثيراً ولكن دعني أصف لك شعوري بشكلٍ أدق....أشعر تماماً وكأن الأرض لم تعد تسعني لأرغب بالتحليق عالياً من فرط سعادتي...وكأن الحياة عادت لتضحك لي ثانيةً...كل شيء بدأ يعود لوضعه الطبيعي وكأنني وجدت سعادتي أخيراً....ربما الحياة ليست سيئة كما كنت أقول سابقاً وإنما هي مواقفٌ ولحظات نعيشها فلا يجب أن نحكم عليها بمجرد مرورنا بموقفٍ سيء أو أوقاتٍ حزينة...فأنا الآن أشعر بأن الحياة أكثر من رائعة...وكل شيءٍ حولي أصبح جميلاً منذ اللحظة التي علمت فيها أنني سأذهب للقاء والدتي" "أتمنى أن تبقِ سعيدة دائماً لأن السعادة تليق بكِ كثيراً" هذا كل مااستطاع أن يقوله بعد كل الكلام الطويل الذي قالته تواً....ولكنها لم تلاحظ ملامح وجهه التي تغيرت كونها كانت في قمة سعادتها "لكن ماذا لو حدث شيئاً سيئاً" قالت فجأة ليرتبك هو قائلاً بتشتت "مالذي قد يحدث؟" "أن لا أجدها عندما أذهب؟ أو أن العنوان الذي اعطاني إياه أبي كان خاطئاً! وفعل بي ذلك لأنه يكرهني!" حينها ابتلع مافي حلقه وقرر أن يتشجع ليفاتحها بالموضوع...ولكن عليه أن يكون حذراً ويخبرها بالحقيقة رويداً رويدا "سأخبركِ شيئاً"

تعليقات

التنقل السريع