رواية تايني ♡صغيرتي♡ 28

القائمة الرئيسية

الصفحات

"لنتصل بتايهيونغ....عليه أن يعلم بما جرى" "أنتَ تمزح؟ لا داعي للاتصال به الآن! علينا أن نأخذها للمشفى أولاً ثم نتصل به" "ولكنه سيغضب إن لم نفعل ففي النهاية هو المسؤول الوحيد عنها!" "ولِمَ نحن الآن جالسين هكذا نتأمل بها فحسب! علينا أن نسرع وإلا سيحدث لها شيء خطير" "مالذي سيحدث لها أسوأ من الموت! لقد ماتت الفتاة بالفعل! علينا أن نتصل به ونخبره فوراً" "هل جننت أم ماذا! كيف تقول بأنها ماتت! ربما فقدت الوعي فحسب! أليكس لاتدعني أصاب بالجنون هيا اسرع واحملها للسيارة" "الفتاة لا تتحرك! لقد ماتت يا فرانسيا ماتت في منزلنا" " هل اصفعك الآن على وجهك حتى تعود لوعيك! توقف عن قول هذا الكلام الغير مهم ودعنا نأخذها للمشفى....أم أنك تريد أن نفقدها فعلاً!" نقاشٌ عقيم يحدث بين الأخوين...فكلاهما ينظران لجيني الغائبة عن الوعي دون فعل أي شيء...أليكس يبدو كما لو أنه قد جن فعلاً لمجرد رؤيته لما حصل فتملكه الذعر ليشعر بأن الفتاة قد فارقت الحياة في حين أن فرانسيا تحاول أن تقنعه بأخذها للمشفى قبل فوات الأوان وبعد نقاشٍ طويل قام أليكس بحمل جيني بين ذراعيه وهي تبدو كالجثة الهامدة تماماً فكلما نظر إليها وهي بهذا الحال كلما شعر بأن كل شيءٍ حوله يدور....ماذا لو ماتت بالفعل! مالذي سيحصل! وكيف سيستطيع أن يشرح ماحصل لتايهيونغ الذي سيفقد عقله حتماً وضعها على المقعد الخلفي للسيارة وجلس بجانبها عندما قررت فرانسيا أن تتولى مهمة القيادة فشقيقها في وضعٍ مزرٍ لا يسمح له بأن يقود....فحتى لو كانت جيني على مايرام سيتسبب هو بحادثٍ بسبب ذعره ليجعل الوضع يزداد سوءً "مازالت لا تتحرك مالعمل؟" يقول بخوف وهو ينظر إليها في حين أن فرانسيا تقود بسرعةٍ بالغة وتستدير للخلف بين الحين والآخر لتتفقد جيني "فقط اصمت....ارجوك اصمت أنت تجعلني انهار! سنصل قريباً كن هادئاً من فضلك" تقول بنفاذ صبر ولكن من يجلس بجانب جيني لا يمكنه أن يهدأ أبداً فقد أخرج هاتفه من جيب بنطاله ليتصل لتاي ويخبره عن ماحصل بالضبط "أهلاً" قالها بصوتٍ مرتعش ماإن تلقى الإجابة من الطرف الآخر ولكن الآخر بقي صامتاً لفترة قبل أن يقول تايهيونغ: أليكس لا مزاج لي لأي شيءٍ الآن....سأفقد عقلي حتماً...أنا لا استطيع إيجاد جيني في أي مكان انقبض قلب أليكس الذي أحس من خلال صوت تايهيونغ أنه ليس بخير أبداً فمالذي سيحصل له الآن إن سمع بأن جيني في وضعٍ كهذا "جيني معنا" اكتفى بقول ذلك وفرانسيا تكاد أن تجن من تصرفات شقيقها الذي لم يصبر حتى وصولهما للمشفى في حين أن تايهيونغ بدا مندهشاً عندما قال تايهيونغ: كيف ذلك؟ وأين أنتم الآن؟ وهل هي بخير؟ "كنت أتمنى لو أنني استطيع أن أقول بأنها بخير....ولكنها ماتت بيننا وفي منزلنا" "أليكس توقف" صرخت فرانسيا بأقوى مالديها في حين أن المدعو بأليكس استمر بما كان يقوله ليجعل للطرف الآخر في المكالمة متجمداً في مكانه "كانت حادثة! سقطت من أعلى السلم..مهلاً تايهيونغ هل تسمعني؟" "تايهيونغ؟" "هل مازلت تسمعني؟ لِمَ لا تتحدث؟" "فرانسيا...الرجل لا يرد! هل يعقل بأنه قد فقد وعيه؟" يوجه أليكس سؤاله لفرانسيا التي سئمت من هذا الوضع ومن تصرفات شقيقها الطائشة لتقول "تباً لم يعد يهمني أي شيء....فقط اقطع الخط واكتب له رسالة اخبره فيها أننا ذاهبون للمشفى وهو سوف يتصرف" ....................... لو لم يتصل بي أليكس مجدداً ليخبرني أن جيني بخير وتعرضت لإصابةٍ بسيطة فحسب كنت قد بقيتُ مكاني جالساً بين السرير والخزانة أحدق بالفراغ بشرود وعدم استيعاب لما قاله في اتصاله الأول أعني لم استطع أن اتخيل الأمر حتى على الرغم من نبرة صوت الآخر المذعورة التي تؤكد بأن ماقاله حقيقة....إلا أن الوقت قد توقف علي في تلك اللحظة...لم أعد قادراً على التفكير بأي شيء...ولكن لا استطيع أن أنكر بأن ذلك الشعور المليئ بالخوف قد تملكني...الخوف من فقدان شخصٍ أصبح لي الحياة بأكملها وصلت للمكان المنشود لأجد أليكس واقفاً أمام إحدى الغرف ينتظر قدومي وما إن رآني حتى هرع لي قائلاً بحماسه المعتاد "الفتاة بخير لا تقلق" "وهل تركت فيها أي قلق؟ لقد كدت أن تجلطني" "لا تلمني أبداً فعندما رأيتها في ذلك الوضع بدت لي وكأنها قد ماتت...لم تكن تتحرك تاي!" "وهل مفهومك للموت هو أن الشخص لا يتحرك فحسب! ربما يكون إغماء! ألم تتفقد تنفسها أم ماذا؟ أنت لا تعلم لأي درجةٍ قد افزعتني!" "جميعنا قد فُزِعنا يا تاي...حتى فرانسيا عديمة الأحساس كادت أن تبكي" "سأذهب لإطمئن على جيني أولاً..ثم لي حديثٌ معك، أريدك أن تخبرني بكل ماحصل بالتفصيل" قلت عندما أطال هذا الثرثار الحديث ليأخذني بدوره إلى غرفة جيني التي كان واقفاً عندها عندما اتيت فتحت الباب بكل هدوء خشيةً من ايقاظها فقد تكون نائمة....ولكن عندما تقدمت أكثر وجدتها مستيقظة تحدق بالسقف كعادتها قبل النوم...رأسها مضمدٌ فحسب ولا يبدو لي بأن لديها أي اصاباتٍ أخرى اقتربت منها لتنتبه لي بعد أن كانت سرِحة....ولكن الشيء الذي صدمني هو أنها لم تعطِني أي اهتمام....تماماً كما لو أنني لست موجوداً حتى! استغربت الأمر ولكن لم ابالغ برد فعلي فقد تكون متعبة أو أن رأسها يؤلمها "حبيبتي هل أنتِ بخير؟" قُلتُ بينما أجلس على طرف السرير وآخذ يدها بين يدي لأقبلها...أما هي فلم تنظر لوجهي أبداً بل عادت للتحديق بالسقف متجاهلةً وجودي انزعجت من تصرفها هذا وأنا الذي كنت قلِقاً عليها وبقيتُ أبحث عنها لوقتٍ طويل في الشركة وبالقرب من مبنى الشقة حتى هلكت ولكن في المقابل هذا كان تصرفها عندما رأتني! "حبي...انظري إلي...هل من مشكلة؟" لم اسمع منها جواباً "هل فعلتُ لكِ شيئاً يجعلكِ تتجاهلينني هكذا؟" التزمتُ الصمت لمدةٍ طويلة بعد أن سئمتُ الحديث معها دون أن اتلقى منها أي جواب حتى أنني كدتُ أن انهض من مكاني واذهب إلى أليكس لعله يخبرني بكل ماحصل والسبب الذي جعل جيني بهذه الحالة ولكن قبل أن انهض كانت قد تحدث أخيراً "تاي" اكتفت بقول ذلك لآخذ يدها ثانيةً بين خاصتي وأنا أقول "قلبه و روحه...ماذا تريد جميلتي؟" "كيف للمرء أن يتخلص من تلك المشاعر القوية اتجاه شخصٍ معين؟" سألت سؤالاً غريباً لأعقد حاجبي بالمقابل عند سماعي لما قالته تواً ولكنني في النهاية اجبتها بقولي "ليس من السهل التخلص من تلك المشاعر...خصيصاً عندما يكون الشخص حولكِ طوال الوقت فكلما ترينه يكون من الصعب عليكِ عدم التفكير به أو أن تتجاهلين وجوده حتى....ولكن لا شيء مستحيل فبإمكانكِ فعلها لو امتلكتِ الإرادة....إنها مسألة وقت وتتطلب الصبر" كانت تومئ برأسها مع كل جملةٍ تسمعها ولكن عندما قلت أنها مسألة وقت عبست واطلقت تنهيدةً عميقة....شعرتُ بالفضول حقاً من سؤالها هذا لذلك لم أستطع منع نفسي من سؤالها هي الأخرى "هل لي أن أعلم السبب وراء سؤالكِ هذا؟" لم تتردد أبداً بل أجابتني على الفور بشيءٍ قد صدمني تماماً "جيني تريد التخلص من مشاعرها اتجاهك....هي لم تعد تريد حبك أيضاً" "واه!" لا أعلم ماذا أقول حقاً! ففي الصباح اعترفت لها بمشاعري! واخبرتها كم أنني احبها وأنها قد اضافت لحياتي كل هذه البهجة! وفي اليوم ذاته تأتي لتخبرني بأنها لا تريد حبي! لا أدري مالذي يجول بعقل هذه الفتاة ولكنها تصدمني بكلامها دائماً "ولكن لماذا؟ مالذي فعلته أنا حتى ترغبين بالتخلص من مشاعركِ اتجاهي! هل اخطأت بحقكِ يوماً!" "لقد كنت تستغفلها طوال الوقت" قالت واشاحت برأسها للجهة الأخرى...تصرفاتها هذه تقودني للجنون حقاً "وكيف استغفلتكِ!" "تتصرف معها بشكلٍ طبيعي وتعاملها بطريقةٍ لا تجعلها فيها أن تشك بما في داخلك...ولكنها في النهاية تكتشف بأنك تتآمر مع والدك من أجل أخذها للطبيب لأنكم ترونها فتاة غير طبيعية وربما مريضة!" "هل حدث وأن سمعتِ حديثي مع والدي اليوم!" "أوليس ماقالته الآن يثبت بأنها سمعت كل شيء!" "ولكنني لم أقبل بذلك! لقد دافعتُ عنكِ! قلتُ بأنكِ واعية ولايجب أن يحكم عليك بمجرد رؤيته لتصرفاتك!" "ومالذي حدث في النهاية! لقد سمعت جيني كل شيء وانتهى حديثك معه بالموافقة! حتى أنك قلت له بأن كل شيء سيحدث كما تريد لأنك تعرف مصلحتنا جيداً! أليس هذا ماقلته! وأليس هذا يثبت بأنك قد وافقت على كلامه!" "أجل فعلت....ولكن ألم تسألِ نفسكِ لماذا؟" "لا يهم....جيني لم تعد ترغب بسماع أي شيء" عادت لتدير رأسها للجهة الأخرى رافضة النقاش أو الاستماع لأي شيءٍ من طرفي ولكنني لن ابقَ صامتاً بمجرد أن قالت أنها ترفض سماعي بل سأبرر لها موقفي وأنني فعلت ذلك لأجلها أولاً ثم لأجل علاقتنا واستمراريتها "حسناً أنتِ لا تريدين سماعي ولكن أنا لدي الكثير لأقوله بالمقابل.....لقد مررتِ بالكثير وجميعنا ندرك ذلك...منذ طفولتكِ وحادثة شقيقتكِ وانتهاءً بترك عائلتكِ لكِ... قد يكون سماعكِ لهذا الكلام قاسياً ولكن عليكِ أن تتذكرِ بأنكِ مررتِ بالكثير حقاً....وأي شخصٍ قد يمر بما مررتِ به سيتأثر بذلك كثيراً...وتأثرك بما حصل قد يؤثر وينعكس على حياتك الآن! أعلم أنكِ مستاءة وحزينة من الداخل ولكنكِ لا تظهرين سوى تعابير وجهكِ المبتهجة وابتسامتكِ الحُلوة التي تخفي حزنك....أنا هنا بجانبكِ ولن أترككِ أبداً وإنما اتخذت هذا القرار من أجلكِ أولاً وثم من أجل علاقتنا! أنا أريد أن استمر معكِ! هي ليست علاقة عابرة أو مشاعر مؤقتة فحسب! أريد أن نستمر مع بعضنا ونتعمق بعلاقتنا أكثر! نتزوج! نكون أسرة جميلة! نبذل المزيد من الجهد لنحقق أحلامنا وما نسعى لأجله! كل ذلك أريد أن افعله معكِ لذلك أريد أن نصل لتلك المرحلة وأنتِ بكامل عافيتك" "بقولك هذا الكلام أنت فعلاً تثبت بأنها مريضة!" اطلقتُ تنهيدةً عميقة بعد ماقالته، يبدو بأنها لم تفهمني جيداً لذلك اقتربت منها أكثر لأقول وأنا ممسكٌ بيدها "حبي أنا لا أجبركِ على أي شيءٍ أبداً فلو قلتِ لي بصريح العبارة أنكِ لا تريدين الذهاب فسوف أغلق الموضوع عند هذا الحد ولن أفتحه مجدداً....ولكنني اخبركِ بالأشياء الإيجابية التي قد تحدث بعد زيارتكِ للطبيب! ستستطيعين التخلص من كل الخوف الذي بداخلكِ بمجرد أن تبوحِ بالألم والحزن الذي يسكنكِ....زيارةٌ بعد زيارة ستشعرين بأنكِ أفضل من السابق! أنا لا اتمنى لكِ سوى الأفضل وأريد لعلاقتنا أن تستمر دون أي حواجز....أنتِ فقط فكري بالأشياء التي قد تحصل لاحقاً عندما تثقين بكلامي فحسب" "ومالذي سيتغير؟" تقول بيأس لأحاول قدر الإمكان أن أتحدث معها ببهجةٍ أكثر لتشعر هي الأخرى بالحماس وبصدق ما أقول "الكثير! أولها نفسيتكِ ستتحسن وعندما تتحسن نفسيتكِ ستكونين قادرة على فعل أي شيءٍ تريدينه، لأن كل ماستعملين عليه سيكون بحب...انتِ ستتعلمين وستأخذين دروساً في القراءة والكتابة حينها يمكنكِ أخذ وظيفةٍ أفضل في الشركة وستستطيعين التحدث مع الآخرين بطلاقة دون شعوركِ بالخجل من طريقة كلامكِ اللطيفة هذه! ثم أنني أريد أن نبقى معاً دائماً! سنتزوج، أجل سنتزوج وسنحصل على أطفالٍ جميلين مثلكِ وأنتِ ستكونين لهم أماً مثالية...أنا اتطلع لفعل الكثير من الأشياء معكِ وأنتِ لكِ حرية الإختار...ثم اعلمي جيداً أنني سأكون في صفكِ مهما كان قرارك" "أنت تبالغ تاي....لقد خرجت للتو من علاقةٍ فاشلة والآن وبكل عجلة تقول بأنك ترغب بالزواج من جيني!" "لستُ ابالغ صدقيني! فأنا لست من النوع الذي يدخل في علاقة عبثاً أو لتضييع الوقت واشباع الرغبات! أنا أحب العلاقات المستقرة التي تُشعر الشخص بالإحتواء...ثم أن كلانا نحب بعضنا فلِمَ لا نتزوج؟ أنا لا أقول بأن نتزوج في الغد ولكن أخبركِ بأن علاقتنا لن تتوقف عند هذا الحد فحسب" لم تتفوه هي بأي كلمة وبقيت صامتة لمدة بينما أنا لم أرغب أن أشوش تفكيرها أكثر فنهضت من مكاني قائلاً "سأخرج الآن...علي أن اتحدث مع أليكس...وسأترككِ تفكرين بهدوء" ................... "باختصار هذا كل ماحدث" انهى أليكس حديثه بهذه الجملة بعد أن اخبرني بما حصل في منزلهم وكيف أصيبت جيني بالضبط....تنهدت بعمق قبل أن اسند ظهري على الحائط وأنا أقول "وأين هي فرانسيا الآن! تقول بأنها هي من جاءت بكم إلى هنا ولكنني لا أراها بالقرب!" "ماإن اطمأنت على جيني ذهبت على الفور....لقد كانت قلقة ولكن كل قلقها تلاشى سريعاً عندما قال الطبيب بأن إصابة جيني ليست بالشيء الخطير" "شكراً لاهتمامك بجيني...لقد تعبت معنا كثيراً لذلك يمكنك الذهاب الآن...فأنا سأبقى لديها" "لقد اخذت فرانسيا السيارة على أي حال! كنت أنتظر قدومك حتى توصلني للمنزل!" "اذن انتظر قليلاً...أمي ستأتي بعد قليل للإطمئنان على جيني فما إن تصل سأوصلك...لايمكنني تركها لوحدها" "ليست بمشكلة...فأنا لم أشعر بالملل أبداً فطوال الوقت كنت اتسلى مع الممرضات الجميلات" يقول وهو يرقص حاجبيه بطريقةٍ غبية...هذا الفتى لن يعقل أبداً تركته مع ممرضاته منذ أنه مستمتعٌ معهم ودخلتُ لغرفة جيني ثانيةً، وما إن رأتني حتى قالت باندفاع "موافقة" اتجهت ناحيتها لأجلس على طرف السرير لتقول هي ثانيةً "جيني موافقة...ستذهب للطبيب وستحاول التخلص من ألمها فقط لكي تعيش الحياة التي تتمناها مع تاي" امسكت بكف يدها وانحنيت لأقبل جبينها قبلةً طويلة تعبر عن امتناني لها كونها فكرت بطريقةٍ سليمة "كل شيء سيكون تماماً كما..." توقفت عن الحديث عندما شعرت بدخول احدهم للغرفة....استدرت للخلف وإذا بها والدتي قد أتت لتتقدم سريعاً وتحتضن جيني بينما تقول "يالهذه الصغيرة اللطيفة...لاتستحقين ماحصل لكِ حقاً" "شكراً لقدومك" تقول جيني بهدوء لتفصل والدتي العناق وتبدأ بتفقد جيني بقلق وهي تقول "هل أصبتِ في رأسكِ فحسب أم أن هناك اصاباتٌ أخرى؟" "لايوجد...ثم أنها جرحت رأسها جرحاً بسيطاً بسبب اصطدام رأسها بحافة السلم...ولكن لم يحدث أي شيءٍ خطير...صحيحٌ بأن جسدها بأكمله يتألم إلا أنها بخير فقد تم إجراء الفحوصات ولا توجد أي مشكلة" أجابتها جيني بطريقتها اللطيفة وقد كانت أحاول منع نفسي من تقبيلها أمام والدتي التي لم تحتمل لطفها أيضاً فقرصت وجنتها بخفة عند قولها "لقد قلقتُ عليكِ كثيراً....عندما اتصل بنا تايهيونغ بدا وكأن الأمر خطيراً ولكن من الجيد أنكِ بخير حقاً" "أمي بما أنكِ هنا الآن...سأذهب لإيصال أليكس إلى منزله" "انتظر....فأنا لدي ما أقوله....لقد اخبرني والدك بأنكما في علاقة الآن لذلك تحدثنا عن هذا الموضوع طويلاً حتى توصلنا إلى قرار" ما إن قالت ذلك حتى نظرت لي جيني بشيءٍ من الخوف في حين أنني كذلك لا اعلم مالذي توصلا إليه وهل سيعجبني قرارهما أم لا "وماهو قراركما؟" قلتُ بصوتٍ منخفض لتنظر هي لجيني بينما تقول "الفتاة ستبقى لدينا وفي منزلنا....من الآن فصاعداً نحن المسؤولون عنها" "ولِمَ؟ أولست أنا المسؤول عنها؟ ثم أنها مرتاحةٌ في بقائها معي!" "إن كنت حقاً تريد الفتاة فلا تعارض قرارنا....هي ليست بحاجةٍ لك فحسب وإنما هي بحاجة لعائلةٍ تحتويها أيضاً" "حسناً انتم عائلتها ولكن لا داعِ لبقائها لديكم!" "تايهيونغ...مالذي يجعلني أضمن بأن لاشيء بحدث بينكما في تلك الشقة والأبواب مغلقة عليكما! بمجرد التفكير بهذا الأمر تتراودني أشياء سوداء" حسناً هي محقة! لقد حدث الكثير بيننا وقبل أن ندخل في علاقةٍ حتى ولكن في النهاية أنا لم أفعل أي شيءٍ دون رضاها! ثم أنني من المستحيل أن أؤذيها بأي شكلٍ من الأشكال "مالذي قد يحدث بيننا يا أمي! أنا بالكاد أجد وقتاً لكي أرتاح فيه من تعب العمل! ألا تثقين بابنك؟" "بني المسألة ليست مسألة ثقة فحسب! أخشى أن يأتي ذلك اليوم الذي تفقدان فيه السيطرة على نفسيكما! لا اعلم مالذي قد يحدث حينها!" لقد أتى ذلك اليوم يا أمي... لقد أتى وحدث كل شيء ولكنني في المقابل يجب أن أكون متحفظاً ولا أذكر لها ماحدث حتى لا تنهار ولكن عندما تكون جيني موجودة في الجوار لايمكنها أن تبقى صامتة فقولها لهذه الكلمات جعلت من والدتي متجمدةٌ في مكانها "مالذي من الممكن أن يحدث بعد ممارسة الحب؟"

تعليقات

التنقل السريع