رواية تايني ♡صغيرتي♡ 27

القائمة الرئيسية

الصفحات

"لِمَ توقفتما؟ هل أفسدت عليكما متعتكما؟" لم أنبس أنا بأي حرف في حين أن جيني كذلك أيضاً...بل ومازالت ملتصقةٌ بي خائفةٌ من نظرات والدي التي لا تنذر بقدوم الخير...ثم كيف عاد بهذه السرعة! من المفترض أن عمله في الخارج سيستغرق وقتاً أطول وعودته في هذا الوقت بالذات غير متوقعة أبداً وأن يراني على مقربةٍ تامة من جيني لشيء يبعث للشك طبعاً....فكل مايعرفه والدي أنها تسكن معي مؤقتاً ولاشيء يربطني بها أبداً من الناحية العاطفية...أعلم أن شيئاً كهذا يُصعب تصديقته ولكن من الجيد أن والدي لم يبدِ أي رد فعل اتجاه هذا وحتى عندما اخبرته عن حقيقة عائلتها وأنها ليست مريضة لم يغضب أبداً لتعرضي للخداع من قبل عائلتها ولم يرفض فكرة بقائها معي في شقتي....لقد كان متساهلاً معي كثيراً ووضح لي لأي درجةٍ هو يثق بي لذلك أنا ممتنٌ له ولكن دخوله المفاجئ علينا ونحن نعانق بعضنا جعلني أخجل قليلاً خصيصاً عندما قال بأنه قد افسد علينا متعتنا بصيغة السؤال "لابد أنني أفسدتها بالفعل!" قال بالمقابل بعد أن شهد صمتاً طويلاً من قِبلنا وكان على وشك أن يغادر الغرفة دون أي حديث إلا أنني لحقت به لأقول مبرراً "أبداً لا تقل ذلك....أنا فقط كنت متفاجئ من عودتك في هذا الوقت....لقد استغربت الأمر منذ أنك قلت بأن رحلتك ستستغرق وقتاً طويلاً!" أما جيني فقد تبعتني لتبرر هي موقفها أيضاً بطريقتها اللطيفة المعتادة "كان عناقاً بسيطاً لم يكن ممتعاً على أي حال....تاي فقط كان يواسيها للحظة" هذه الفتاة ستقتلني يوماً بلطافتها وبأسلوب كلامها الخاطف للأنفاس....في حين أن أبي نظر لها للحظة قبل أن يتبع نظره لي بينما يقول ضاحكاً "أين هيبتك يا بني! هل بعد كل ماوصلت إليه سيأتي من يناديك بتاي؟" تدخلت جيني في الموضوع لتقول متسائلة "أليس اسم تاي لطيفاً جداً؟ قد يكون تايهيونغ جادٌ في عمله وذا هيبة ولكن لايمكنك أن تنكر لأي درجةٍ هو لطيفٌ ومراعٍ....فاسم تاي يليق به كثيراً" "وهل يمكنني أن أنكر ذلك! هو ابني واعرفه جيداً" قالها والدي وهو يربت على كتفي مع أكثر ابتسامةٍ تدل على شعوره بالفخر....في حين أنني كنت اتساءل كيف له أن يكون متوافقاً لهذه الدرجة مع جيني! ظننت أنه سيتغير للحظة ما إن شهد عناقنا! "هل أتيتِ لتلطيف الجو عليه أثناء عمله يا صغيرة؟" سألها بأكثر طريقةٍ لطيفة مما جعلني ابتسم له بامتنان فهذا سيجعل جيني تتقبله وتحبه بلا شك بسبب أسلوبه اللطيف في الحديث معها....في حين أنها أجابته بحماسها المعتاد "لتحزر لِمَ جيني هنا! احزر احزر" وفي الجانب الآخر كان هو متجاوباً معها وقد أخذها على قدر حماسها عندما قال "دعيني أفكر...أتيتِ لتفاجئيه؟" أشاحت برأسها للجانبين ليعاود التفكير قبل قوله "للإطمئنان عليه؟" أشاحت برأسها للجانبين ثانيةً ليقول هو مستسلماً "لا فكرة لدي حقاً....اخبريني الآن" "جيني أصبحت موظفة في هذه الشركة الكبيرة بعد أن وظفها مدير القسم المميز تاي" طريقة كلامها كانت تعبر عن مدى سعادتها بهذه الوظيفة وكم أنها ممتنةٌ لي لأنني منحتها فرصةٌ كهذه....التفت لي أبي قائلاً بتشتت "هل حقاً فعلت؟ ألا تظن بأن العمل هنا سيكون صعباً عليها؟" "لا تقلق فأنا قد تدبرت أمرها من هذه الناحية....كلفتها بمهمةٍ سهلة وجعلت إحدى الموظفات تدربها على العمل....هي ستكون بخير" "خيراً مافعلت" صمت لفترةٍ طويلة بينما يكتفي بالتحديق بجيني على نحوٍ غريب...هي لم تكن منتبهةٌ له أبداً منذ أنها كانت تنظر لبعض الأشياء على سطح مكتبي...شعرت بالفضول قليلاً لأقول له بهمس "هل من مشكلة؟" "تعال معي" اكتفى بقول ذلك قبل أن يسحبني إلى خارج غرفة المكتب...لم نبتعد كثيراً ولكنه حرص على ترك مسافة معقولة بيننا وبين الغرفة حينها اطلق تنهيدةً عميقة قبل أن يقول "بني...سبق وأن اخبرتني عن وضع الفتاة وأنها ليست بمريضة كما ظننا...ولكن ألا تجدها غريبة نوعاً ما! لا أقصد التقليل منها ولكن أسلوبها في الحديث وطريقة تفكيرها البسيطة تجعلني اتساءل ماإن كانت مريضة بالفعل أم لا....كن صادقاً ألا تجدها غريبة أحياناً؟" لا أجد الرد المناسب أبداً فما قاله جعلني في المنتصف تماماً...أحياناً استغرب كونها بهذه البراءة وطريقة تعاملها معي وأسلوبها الطفولي يجعلني أشك إن كان بها خطبٌ ما خصيصاً كونها قد بلغت العشرين من عمرها....ولكنها تفاجئني بين الحين والآخر عندما يتضح لي بأنها تفهم الكثير من الأمور وكيف أنها كانت واعية تماماً عند أول علاقةٍ لنا....لهذا أنا في المنتصف الآن بين أنها فتاةٌ بكامل وعيها وبين أنها تعاني من خطبٍ ما "مالذي جعلك تقول ذلك؟ هل لأنها تتحدث بطريقةٍ طفولية فحسب؟" سألته بالمقابل ليصمت للحظة قبل أن يقول "الأمر ليس متوقفاً على طريقة كلامها وأسلوبها الطفولي فحسب! تصرفاتها كذلك تبدو كما لو أنها فتاةٌ بعمر العاشرة! حتى فتيات العاشرة لم يعدن يتصرفن بهذه الطريقة! أمرها غريبٌ يابني وإن كنت مهتماً لأمرها حقاً ليس عليك أن تقف مكتوف الأيدي هكذا....مارأيك أن تأخذها للمشفى؟ ليس وكأنني أبالغ بالأمر ولكن عليك أخذ الموضوع بجدية وأن لاتكون متساهلاً فقد تكون تعاني من خطبٍ ما حقاً! ثم ذكرني بعمرها! كم تبلغ من العمر الآن؟" "عشرون عاماً بالضبط" "آي فتاةٍ في سن العشرين قد تتصرف مثلها يا بني؟ لا أقول ذلك لانني لا احبها أو لا اتقبلها على العكس تماماً فهي لطيفة جداً وتُشعر من حولها بشعورٍ جيد عندما يتواجدون معها في المكان ذاته ويحظون معها بحديثٍ بسيط....ولكن أقول ذلك حتى تفتح عينيك جداً قبل أن يحدث شيئاً سيئاً....وليس من العيب أن تأخذها للمشفى أبداً أنت فقط تريد الإطمئنان عليها...ثم أن مامرت به هذه الفتاة لم يكن سهلاً أبداً بدءً من الحادثة التي حدثت في طفولتها وانتهاءً بترك عائلتها لها! لست تدري عن مايسكن بداخلها وقد لاترغب هي بالبوح به أيضاً! نصيحتي لك أن تأخذها للمشفى والأمر عائدٌ إليك في النهاية" "قد تراها تتصرف كالطفلة ولكنها واعية يا أبي! أحياناً تتصرف ببراءة وأحيانٌ أخرى بنضج! لايمكنني أن أحكم عليها بكونها مريضة فقط بسبب تصرفاتها! ثم أنها ستحزن كثيراً إن ذكرت لها موضوع المشفى ستشعر بأنني خائفٌ منها أو أشك بأمرها! أنا الشخص الوحيد الذي استطاعت أن تسلمه كامل ثقتها...لا أريد أن اخذلها أبداً..." "وربما تواجدها في هذا المكان لن يكون في صالحها أبداً....أنت تريد الأفضل لها ولكن قد تتعرض للمضايقات في العمل بسبب أسلوبها في التحاور مع الآخرين وتصرفاتها الطفولية كذلك! الموظفين سيشعرون بوجود خطبٍ ما فيها وأنت لا تعلم مالذي سيحدث حينها قد تتعرض للتنمر من قبلهم أو أن يستصغرونها حتى؟ أنت بالطبع لا تريدها أن تتعرض للمضايقات هنا صحيح؟ فذلك سيؤثر سلباً عليها حتماً....كن مراعياً لوضعها وخذ بنصحيتي ففي النهاية أنا والدك ولا أريد لك سوى الأفضل!" أطلقت تنهيدة عميقة بعد سماعي لكلام والدي الأخير....فعلاً كلامه هذا جعلني مشتتاً خصيصاً عندما بدأت أتذكر ماحدث معنا منذ اللقاء الأول حتى الآن....أشياءٌ كثيرة قد حصلت وجدياً كنت دائماً اتساءل عن وضعها الغريب إلا أنني لم أشك ولو لمرة بأنها تكون مريضة أو أي شيء من هذا القبيل ............. انتهيتُ من عملي أخيراً ولحسن حظي بأن العمل اليوم لم يكن مرهقاً كبقية الأيام حتى أنني انتهيت مبكراً هذه المرة لذلك قررت أن اصطحب جيني لتناول الغذاء في مطعمٍ ما ومنها استطيع أن احظى معها بحديثٍ عميق بما يتعلق بعلاقتنا وكذلك أن افاتحها بموضوع الذهاب للطبيب ذهبت إلى قسم مكاتب الموظفين لأجد نصفهم قد غادروا بعد انتهائهم من عملهم بينما النصف الآخر مازال يعمل بجد...وجدتُ روندا تعمل على مكتبها الخاص ولم تكن جيني بجوارها! حتى أن مكتب جيني فارغ والحاسوب مغلقٌ أيضاً! هل يعقل بأنها قد انتهت من عملها وغادرت! لا اعتقد بأنها ستفعل شيئاً كهذا! على الأقل كانت ستأتي لمكتبي لتبلغني بانتهائها ورغبتها بالعودة! اتجهت نحو روندا وقبل أن أصل لها كانت قد انتبهت لي لتبتسم على الفور قبل أن اسألها "كيف هو العمل اليوم؟" "كل شيءٍ على مايرام...شكراً لاهتمامك بنا" ابتسمت لها ومازلت التفت هنا وهناك لعلي أجد تلك الصغيرة إلا أن لا أثر لها هنا...فقررت أن اسأل روندا منذ أنها تعمل مع جيني الآن "لا أجد جيني هنا....كيف سار العمل معها؟" "في الحقيقة عملت معها صباحاً فحسب حينها شعرت بأنها متعبة لذلك اعطيتها استراحة لمدة عشر دقائق ومنذ ذلك الحين والفتاة لم تعد بعد! سألت بعض الموظفين عنها ولكن لا أحد يعلم أين ذهبت!" بدت مشتتة وهي تتحدث بينما أنا شعرتُ بقلبي ينقبض خوفاً عليها...أين من الممكن أن تذهب دون أن تخبرني! فآخر مرة تصرفت من تلقاء نفسها وكادت أن تتعرض للاغتصاب! أتمنى فقط بأن تكون بخير شقيتُ طريقي خارج مكاتب الموظفين بينما أنا محتارٌ تماماً...لا أعلم ماذا أفعل هل ابحث عنها هنا في الشركة! أم اذهب للشقة لعلها تعبت فعلاً وذهبت إلى هناك! ولكن الشيء الذي جعلني أشعر بالخوف هو أنها لم تعد لعملها منذ وقت الاستراحة هذا يعني أن آخر مكانٍ كانت فيه هو مكتبي! آخر مااتذكره هو أن والدي قد استدعاني ليتحدث معي خارج المكتب وعندما عدت إلى هناك ثانيةً لم اجدها بالداخل! حتى أنني كنت اتساءل كيف خرجت وأنا لم الحظ ذلك! ظننت بأن فترة استراحتها قد انتهت لذلك عادت لعملها ولكن المريب في الأمر بأن روندا قالت بأنها لم تعد أبداً! لا يمكنني أن اهدأ في هذه الحالة خصيصاً عندما يتعلق الأمر بجيني! فأكثر من مرة تعهدت على أن أقوم بحمايتها ولكنني أفشل بالمقابل....لا أريد أن يحدث لها شيئاً سيئاً تماماً كتلك المرة. بدوت كشخصٍ قد فقد عقله تماماً وأنا أبحث في الممرات هنا وهناك لعلي أجد لها أي أثر وربما تكون أجواء الشركة لم تعجبها لذلك لم تعد ترغب بالعمل وبدأت تتجول في الأرجاء! ففي النهاية هي جيني ولايمكنني أن افهمها أبداً....تتصرف كما يحلو لها ولا تحسب أي حساب للباقين بينما أنا لا أعلم لِمَ لم أشتري لها هاتفاً حتى الآن! فذلك سيسهل التواصل بيننا ولن تعد هناك أي حاجة لإثارة كل هذه الجلبة والقلق الزائد عن حده...فباتصالٍ واحدٍ لها سأستطيع معرفة اخبارها ومكانها....حتى لو لم اتصل فالرسائل تفي بالغرض ولكن في هذه الحالة ليس علي سوى أن أواصل البحث عنها أو أن اسأل الموظفين لعلهم يعلمون أين ذهبت ............. في الجانب الآخر كانت جيني تتجول في المتنزه وهي تركل العشب بغضب...وكلما رأت شخصاً أمامها نظرت إليه بوجهٍ يحمل كل تعابير الانزعاج والغضب حتى أن كل من يراها كان يعقد حاجبيه على تصرفاتها هذه....فلِمَ قد تقابل الآخرين بهذا الوجه في حين أنها لا تعرفهم حتى! استمرت بالسير في ذلك المتنزه الكبير دون أي هدف ولا تفكير بوجهتها القادمة...كل ماكانت تعرفه هو أنها لا تريد العودة للشركة ولا حتى للشقة لتقابل تايهيونغ هناك ارادت أن تبتعد فحسب لم تكن ترغب أن ترى تايهيونغ أمامها لأنه حتماً سيفاتحها بموضوع الذهاب للمشفى بعد حديثه الطويل مع والده بهذا الشأن أجل جيني قد سمعت حديثهما عندما تأخر كلاهما وبقيت هي لوحدها في غرفة المكتب....فقررت أن تفتح الباب قليلاً لعلها تجدهما في الجوار وبالفعل لم يبتعدا كثيراً...فكان بامكانها أن تسمع كلامهما بوضوح بسبب الجدية التي كان يتسم بها والده في الحديث حيث لم يشعر بأن صوته كان مرتفعاً وكفيلٌ بأن يجعل من بالقرب يسمعهم جيداً ولأي درجةٍ جيني شعرت بالاحباط عندما استطاعت سماع كل ذلك الكلام! صحيحٌ بأن تايهيونغ قد دافع عنها أمام والده ولكن فكرة بأنه مازال يراها غريبة أطوار جعلتها تشعر بالحزن فخصيصاً عندما انتهى نتقاشهما بقول تايهيونغ أنه سيفاتحها بالأمر وسيحاول اقناعها هنا بدأت تستاء منه حقاً فكيف له أن يدخل معها في علاقة بينما هو ليس صريحاً معها منذ البداية! كيف أنه اعترف لها بحبه ولكنه مازال يشك بأمرها ويظن بأنها مريضة! هو لم يخبرها ولو لمرة بأنه يجدها غريبة فهل كان يخبئ كل ذلك بداخله! 'من يظن نفسه حتى يأخذ جيني للمشفى!' قالت ذلك بينها وبين نفسها وهي مازالت تركل العشب وكلما تذكرت كلام والده كلما بدأت تدهس على العشب أكثر جراء غضبها "من المستحيل أن تعود جيني إليه مجدداً....هل تعود لكي يأخذها للمشفى!" تقول باستياء لتجلس أخيراً على العشب بيأس لا تعلم ماذا تفعل ولا حتى إلى أين تذهب منذ أنها ترفض فكرة العودة للشقة....بدت محتارة تماماً وهي تنظر هنا وهناك....كادت أن تبكي حقاً بمجرد أن فكرت بأنها ستصبح مشردة لا مأوى لها....أجل هي قد وصلت بتفكيرها لهذه الدرجة بأنها ستلتزم بكلامها ولن تعود إليه حتى وإن بقت في الشارع ربما هي تبالغ برد فعلها أحياناً ولكن ذلك الحديث الذي سمعته سراً جعلها تشعر بشعورٍ سيء حقاً....فإن كان والده ينظر لها بهذه النظرة فهذا يعني بأنه لن يتقبل فكرة ارتباطها بابنه ظناً منه بأنها لا تفهم شيئاً كونها تتصرف كالطفلة "واه انظروا من هنا! هل هذا يوم سعدي أم ماذا؟" سمعت أحدهم يصرخ بهذه الكلمات بكل حماس فنظرت من الجانب لتجد بأن أليكس يقف على يمينها.....لم يعطِها المجال لتتكلم أبداً بل جلس بقربها على الفور وهو يقول بحماسه المعتاد "كيف حالكِ يا صغيرة! أتعلمين أنني منذ آخر مرةٍ رأيتكِ فيها وأنا أفكر بكِ دائماً! اتساءل إن كنتِ بخير أم لا! ما أنتِ يا فتاة! كيف تدخلين القلب بهذه السرعة وتجعلين كل من يراكِ يتعلق بكِ هاه؟" "جيني ليست في مزاجٍ جيد اليوم" قالت بذبول ليضع يده على جبينها قائلاً "لِمَ؟ هل أنتِ مريضة؟ أم أن هناك من ازعجكِ؟" "لا يوجد أي شيء هي فقط حزينة" "واه مالذي حدث؟ هل تشاجرتِ مع تاي خاصتكِ؟" قال وهو يرقّص حاجبيه لتنظر له للحظة قبل أن تزفر بانزعاج وتلتفت للجهة الأخرى متجاهلةً إياه حينها نهض هو ليجلس أمامها في الجهة الأخرى بينما يقول "أنتِ حقاً تشعرين بالحزن! الحزن لا يليقُ بكِ ابداً لقد اعتدتُ على اشراقكِ وابتسامتكِ اللطيفة" "لم تعد هناك أي ابتسامة....لقد سلبها تاي من جيني" تقول وهي تقتلع كميةً من العشب بين يدها لينظر لها أليكس بصدمة وهو يقول "هوّني عليكِ يا فتاة فالعشب لا ذنب له أبداً....الذنب ذنب تاي وحده لأنه ازعج لطيفتنا الجميلة" "توقف أنت الآخر عن التعامل معها كالأطفال!" قرص وجنتها بقوة ليجعلها تنزعج أكثر بينما يقول "أولستِ أجمل طفلة؟" "توقف هذا مزعج" "اتساءل فقط مالذي فعله تاي ذاك حتى يجعلكِ غاضبةٌ لهذا الحد؟ "هي لا تريد أن تتحدث في الأمر...فهل يمكنك أن تكون هادئاً قليلاً؟" "حسناً سأكون هادئاً عندما توافقين على الذهاب معي لمنزلي لنشرب القهوة معاً...هل طلبي كبير؟" "جيني لا تحب القهوة" "حسناً يمكننا أن نستبدلها بالشاي" "جيني لا تحب الشاي أيضاً" "عصير؟" "لا تريد أن تشرب شيئاً بارداً فهذا يؤذي حلقها" "ماذا تريدين أن تشربين اذن؟" "حليب سيفي بالغرض، ثم أنها تشعر بالجوع أيضاً لذلك سيكون من اللطيف لو قدمت لها شيئاً لتأكله" كاد أن ينهار على طريقة كلامها اللطيفة فلم يستطع أن يمنع نفسه من معانقتها سريعاً وهو يقول "طفلة...أنتِ حتماً ألطف طفلة" ................. الثالثة مساءً تجلس جيني مع أليكس في غرفة المعيشة في منزل عائلته بينما يتبادلان أطراف الحديث وسط شربها للحليب الخاص بها وتناولها لبعض المأكولات الخفيفة كالكعك والفطائر....كانت مستمتعة تماماً بتناول الطعام خصيصاً كونها لم تأكل أي شيء منذ الصباح فللحظة نسيت ماجعلها مستاءة إلا عندما ذكرها أليكس بقوله "أشعر بالفضول حقاً....ماذا فعل تايهيونغ معكِ بالضبط؟" "لم يفعل أي شيء" تحاول أن تتجاهله قدر الامكان وهي تشغل نفسها بتناول الطعام إلا أن ذلك الفضولي كان مصراً على معرفة السبب عندما قال مجدداً "ربما لو اخبرتِني سأستطيع أن اقنعه بخضوعكِ لعملية تكبير النهدين" ظن بأنها سوف توافق فوراً لاصرارها في السابق على اجراء العملية ولكنها جعلته يشعر بالاحباط عندما قالت "لم يعد هناك أي داعٍ ....فتاي أصبح يحب حجمهم الطبيعي أكثر" "واه! ماذا يعني هذا الكلام جيني! هل حدث شيء بينكما!" ازداد حماسه ماإن ركز بماقالته جيداً لتضحك هي بالمقابل قبل أن تقول "ممارسة الحب فقط" "مهلاً مهلاً....هل تقولين لي بأنكِ أنتِ و تاي خاصتكِ قد ما....." لم يُكمل كلامه بسبب فرانسيا التي دخلت المنزل وبين يديها مختلف أكياس الماركات العالمية....ابتلع هو مافي حلقه لأنه يعلم جيداً بأن وجود الاثنتين في المكان ذاته ليس بخيارٍ جيدٍ أبداً نظراً لما حدث مؤخراً ولكن الجزء الصادم هو أن فرانسيا قد القت نظرة خاطفة عليهما قبل أن تتخطاهما دون أي اهتمام لتصعد السلم ذاهبةٌ لغرفتها.... بينما لم يكن الحال ذاته مع جيني التي كانت تحترق من الداخل لمجرد رؤيتها للفتاة التي غدرت بها برسمها لخطةٍ مثالية كي تُطيح بها فنهضت من مكانها على الفور لتلحق بفرانسيا بأسرع مالديها لتدفعها من كتفها بينما تقول بغضب "مالذي جاء بكِ إلى هنا!" استدارت لها فرانسيا لتطلق ضحكةً مستفزة وهي تقول "عذراً؟ هذا منزلي! ثم أنا من يجب علي أن اسألكِ هذا!" للحظة نسيت جيني بأن فرانسيا تكون شقيقة أليكس وهذا جعلها في موقفٍ محرج ولكنها لم ترغب بأن تبدو ضعيفة أمام الأخرى بتجاهلها لما حصل في ذلك الوقت....فلم تستطع أن تمنع نفسها من شد شعر الأخرى بأقوى مالديها جاعلةً إياها تصرخ بألم "كيف استطعتِ أن تفعلي بجيني ذلك؟ لقد وثقت بكِ وظنت بأنكِ ترغبين بمساعدتها حقاً! هل كان هناك داعٍ لتلك الخطة الخبيثة؟" بدأت الأخرى بالدفاع عن نفسها لتسحب شعر جيني بالمقابل أيضاً وهي تقول "لستُ أنا التي تُترك من أجل فتاةٍ مثلكِ مثيرةٌ للشفقة" وكأن قدوم فرانسيا في هذا الوقت كان في صالح جيني حتى تستطيع أن تنفس عن غضبها عن طريق ضربها للأخرى....هي دون أي شيء كانت غاضبة ومستاءة ووجود فرانسيا جعلها تعيد النظر لما حدث سابقاً وتنتهز الفرصة للانتقام منها بطريقتها الخاصة في حين أن أليكس كان واقفاً بجانبهما محتاراً لا يعلم مالذي يجب عليه فعله....هل يتصل بتايهيونغ أم يحل المشكلة بنفسه؟ فهو يرى بأن لا داعِ لإثارة الجلبة وجعل الآخر يقلق من أجل شجارٍ بسيط ولكن هذا الشجار البسيط قد تحول لمأساة عندما قامت فرانسيا بدفع جيني بكل قوتها....حاولت جيني أن تتوازن أو أن تمسك أقرب شيءٍ إليها إلا أنها كانت تقف على حافة السلم لتسقط من الخلف وسط صدمة الأخوين من هول المنظر كانت الصغرى تتدحرج على عتبات السلم بطريقةٍ سريعة ومؤلمة حتى وصلت إلى الأرض ليهرع كلاً من أليكس وفرانسيا إليها بذعر في حين أنها لم تعد تتحرك أبداً "مالذي فعلته؟ إنها لا تتحرك! لقد ماتت....ماتت الفتاة في منزلنا مالذي سنفعله!" يقول أليكس مذعوراً وصراخه هذا لم يكن يساعد فرانسيا التي حالها لم يكن أقلاً منه....فبدأت تتفقد جيني وهي تقول "ماذا تقول! ربما فقدت وعيها فحسب" "لقد سقطت من الخلف على رأسها بقوة! هي حتماً ماتت"

تعليقات

التنقل السريع