رواية تايني ♡صغيرتي ♡ 26

القائمة الرئيسية

الصفحات

وصلنا للشركة وحتى هذا الوقت جيني لم تتحدث معي مطلقاً...ومن خلال النظر إلى تعابير وجهها الاحظ لأي درجةٍ هي تشعر بالغضب الممزوج بالاستياء فخصيصاً عندما تجاهلت سؤالها الأخير وحاولت تغيير الموضوع علمت هي بأنني لا امتلك الجواب ومنذ ذلك الحين وهي لم تنبس بأي حرفٍ معي وكلما اسألها سؤالاً تتظاهر بأنها لا تسمعني ولكنني في الجانب الآخر أعلم بأنها غاضبة جداً بسبب مافعلته جدياً سؤالها جعلني اتشتت واتساءل عن الذي فعلناه سوياً ليلة البارحة....كيف أننا وضعنا كل شيءٍ جانباً لنتودد لبعضنا متجاهلين العلاقة الغريبة التي بيننا....نحن لم نصرح عن صداقتنا أبداً ولم نعترف لبعضنا بمشاعر حبنا أيضاً مما يجعلنا نسأل انفسنا ماهي طبيعة العلاقة التي بيننا! لم أكن أرغب بفعل ذلك في الليلة الماضية ولكن بسبب اصرارها وتجاوبها معي وصلت لتلك المرحلة التي من الصعب علي السيطرة على نفسي فيها وخصيصاً عندما يحدث كل شيءٍ بطلبٍ منها! أردت أن نقدم على هذه الخطوة عندما نكون في علاقة....ومافعلناه جعلني ادرك بأنني ارتكبت خطأً فادحاً وهذا الخطأ جعلني ابدو كشخصٍ غير مسؤولٍ أمامها...كعندما سألتني بكل أمل ولم اعطيها الجواب الذي تريده هل هي تشعر تماماً كما أشعر أنا! أننا في علاقةٍ غريبة نوعاً ما! نتودد لبعضنا أحياناً دون أن نصرح بالمشاعر التي بداخلنا! في هذه اللحظة كنا قد وصلنا الى قسم التسويق....كنت أسير بينما هي خلفي ومازالت على وضعها السابق فعلى الرغم من حماسها الشديد للعمل معي إلا أن مافعلته معها صباحاً عندما تجاهلت سؤالها جعل كل حماسها ينطفئ لتبدو ذابلة تماماً توقفت مكاني عندما دخلت لقسم مكاتب الموظفين التي تبدو كخلية النحل لتقف هي بدورها بجانبي بينما جميع طاقم العمل قد انتبه لوجودي ليقفون ويرحبون بي كعادتهم "صباح الخير جميعاً آمل أن العمل يسير على نحوٍ جيدٍ اليوم" قلت بالمقابل ليخبرني بعضهم عن طبيعة سير العمل وبعض المستجدات ولكن في الجانب الآخر هناك من ينظر لجيني بكل فضول حتى أنني وجدت إحداهن تهمس لزميلتها بشيءٍ ما ولابد بأنها تتساءل عن سبب وجود فتاةٍ بقربي لذلك قررت أن أشبع فضولهم بقولي "بالمناسبة...هذه جيني موظفةٌ جديدة في قسمنا تم توظيفها حديثاً من قِبلي...ستحظى بعملٍ بسيطٍ جداً بناءً على طلبي...آمل أن تكونوا متساعدين معها" "ولكنك قلت بأن لدينا اكتفاء! حتى أنك رفضت جميع المتقدمين على وظيفة في قسمنا!" احتج أحد الموظفين لأصمت بالمقابل وجميع من في القسم يعلم جيداً أنني ألتزم الصمت عندما اسمع شيئاً لا يعجبني لذلك ادرك ماقاله فوراً ليقول مبرراً "لا أقصد أي شيء أيها المدير ولكنني كنت اتساءل فحسب!" "لايحق لأي موظفٍ هنا أن يتساءل أو أن يحتج على أي قرارٍ يصدر مني...أنا هنا الذي أأمر وأنتم هنا بالمقابل لكي تنفذوا ماآمر به دون أن أي اعتراض ومن لا تعجبه قرارتي فهو ليس مضطراً لمواصلة العمل في القسم أو في الشركة ككل" حينها لم أسمع منهم أي كلمة فالتفتت لإحدى الموظفات التي أثق بها جيداً بسبب عملها الجاد، سرعتها في انجاز المعاملات، ودقتها حيث لم أرى من قبل بأنها ارتكبت أي خطأ في عملها وماإن رأتني أنظر إليها حتى ارتعبت ظناً منها بأنني سأوبخها أو أي شيء من هذا القبيل ولكنني أردتها أن تساعد جيني في بداية عملها عندما قلت "روندا...أنا أثق بكِ جيداً وأعلم بأنكِ لن تقصرِ أبداً بمساعدة الموظفة الجديدة....لم يسبق لها وأن عملت في هذا المجال من قبل لذلك سيكون من الجيد لو أنكِ تعلمينها طريقة سير العمل في القسم....كما أنني سأكلفها بمهمةٍ بسيطة جداً ألا وهي أن تقوم بارسال الملفات النهائية لي عن طريق البريد الالكتروني....أي أن كل شخص ينتهي من عمله عليه أن يرسله لجيني و جيني ستقوم بفرز الأعمال بناءً على التواريخ قبل أن تقوم بارسالها جميعها في ملفٍ واحدٍ لي....فقط قومي بمساعدتها بانشاء بريدٍ الكتروني وعلميها على طريقة استخدامه وكيفية فرز الأعمال ووضعها في ملفٍ واحد قبل الارسال" "شكراً لك لاختياري سيد تايهيونغ...سأحرص على مساعدتها جيداً وأجعلها ملمةً بكل شيء" تقول روندا بحماس في حين أنني أرى بعض الوجوه التي لم يعجبها ماقلته تواً فيبدو بأنهم يتساءلون لِمَ قد أوظف شخصاً وأكلفه بمهمةٍ في غاية السهولة كهذه! فهذه الوظيفة تبدو تافهة جداً ولكن علي أن أراعي وضع جيني فهي في النهاية لا تجيد القراءة ولا الكتابة فأي عملٍ آخر سيكون صعباً بالنسبة إليها وحتى هذه المهمة البسيطة التي كلفتها إياها قد تكون صعبةً عليها في بادئ الأمر بسبب وضعها ولكنها ستعتاد عليها في النهاية وإن تلقت المساعدة الكافية من قِبل روندا "عملكِ بمساعدة الموظفة الجديدة لن يذهب سداً....ستحصلين على علاوة بالتأكيد لذلك ابذلي كل مافي وسعك" وقبل أن أذهب لمكتبي جعلت روندا تدل جيني على مكتبها الصغير واستدعيتها قليلاً لأخبرها بعض التفاصيل عن وضع جيني وأن عليها أن تراعيها وأن تكون صبورة معها إن لم تفهم بسرعة ومن هذا القبيل ................ وبينما كان تاي يتحدث مع روندا كانت جيني تتفقد مكتبها الصغير وشاشة الحاسوب التي أمامها بينما تتساءل هل هذا المكتب سيكون لها حقاً! فعلى الرغم من بساطته إلا أنها كانت منبهرة وتشعر بأنها محظوظة جداً لامتلاكها هذا المكتب لوحدها "هل هذا كله سيكون لجيني؟" سألت إحدى الموظفات التي بجانبها لتومئ لها الأخرى وتجيبها بشيءٍ من السخرية "لمن سيكون إذاً لو لم يكن لكِ!" "جيني تتساءل فحسب إن كانت هذه الشاشة لها حقاً...فهذا سيكون رائع أليس كذلك!" "إنها مجرد شاشة لتعملين عليها فحسب وليست لللعب....لايجدر بكِ أن تكوني سعيدة بها لهذه الدرجة ففي النهاية أنتِ لن تأخذيها معكِ للمنزل" تقول الأخرى لتطفئ بكلامها حماس جيني التي ابتسمت بذبول وبقيت تلعب بأصابع يدها بتوتر وهي تنتظر قدوم روندا التي ستساعدها بالعمل فكما يبدو بأن الجميع هنا لايتقبلون وجودها فقط لأنها الوحيدة التي تحصل على عمل في غاية السهولة عادت روندا لتسحب لنفسها كرسياً وتقربه من مكتب جيني بينما تبتسم لها بوسع وتتحدث معها برحابة صدر على عكس الباقين "كما سمعتِ من الرئيس أنا روندا سأكون مساعدتكِ في أسبوعكِ الأول في العمل....سأعلمكِ الأساسيات وكيفية سير العمل في قسمنا ولاسيما العمل الذي ستقومين به كل يوم....آمل أن تستمتعِ بعملك فكلما استمتعتِ به كلما استطعتِ الانجاز أكثر" "شكراً...جيني سعيدة بوجودكِ حقاً" مضت ثلاث ساعات بينما روندا مازالت تعلم جيني على الحاسوب وكيفية ارسال الرسائل عبر البريد الالكتروني وبما أن كل شيء جديد بالنسبة لجيني فكانت تواجه صعوبة بالغة في تعلم كل هذا في آنٍ واحد حتى أنها بدأت تخلط الأمور ببعضها مما جعلها تتشتت ولكن لحسن حظها أن تايهيونغ قد اختار لها الموظفة روندا لتكون مساعدتها فقد كانت صبورة جداً وتعيد المعلومة للأخرى لأكثر من مرتين إن تطلب الأمر ذلك....لم تكن تغضب ولا تشعر بالملل أبداً وهذا جعل جيني مرتاحة في التعامل معها ولا تخشى أن تسألها أي سؤال ولكن الشيء الوحيد الذي أزعج جيني قليلاً أن روندا جادةٌ في عملها أكثر من اللازم فهي ترى بعض الموظفين يأخدون استراحة أو يذهبون لشرب القهوة بين الحين والآخر إلا أن روندا كانت تواصل الشرح دون انقطاع على الرغم من مرور ثلاث ساعات شعرت فيها جيني بالتعب والتشتت مع كثرة المعلومات حتى أنها كانت تشعر برغبةٍ في الذهاب لدورة المياه ولكنها كانت خجلةٌ من أن تخبر روندا بذلك فما عليها إلا أن تصبر قليلاً "تبدين متعبة هلّا أخذنا استراحة لمدة عشر دقائق؟" تقول روندا بعد أن لاحظت هالة التعب التي تحيط بالأخرى فأومأت لها جيني بالمقابل قبل أن تنهض سريعاً باحثةً عن أقرب دورة مياه بحثت هنا وهناك ولكنها لم تتمكن من إيجاد أي واحدة بالقرب....وفي تلك اللحظة رأت ريما السكرتيرة الخاصة بتاي فهي تعرفها جيداً لذلك اتجهت نحوها على الفور بينما تسألها "أهلاً...هل يمكنكِ أن تدلين جيني على دورة المياه؟" نظرت لها ريما من الأعلى للأسفل بشيءٍ من الاستصغار فهي لايمكنها أن تنسَ ذلك اليوم الذي ذهبت فيه إلى شقة تايهيونغ ووجدت هناك الفتاة ذاتها تختبئ خلف أحد الجدران تحاول أن تسترق السمع لما تتحدث به هي و تايهيونغ كانت تتساءل فيما بينها من تكون تلك الفتاة التي تتواجد في منزل تايهيونغ على الرغم من انفصاله عن خطيبته بفترةٍ بسيطة! وعندما رأت جيني في الشركة شعرت بالخطر وكأنها ستكون الحاجز بينها وبين تاي التي هي معجبةٌ به كثيراً "لقد نسيت...دعيني أتذكر أين هي دورة المياه تلك" تقول ريما وهي تدّعي الغباء بينما في الجانب الآخر هي لا تريد اخبار جيني بسبب حقدها عليها الذي تكون سريعاً بمجرد أن رأتها هنا في الشركة ومنذ أن قال تايهيونغ للموظفين بأنه وظفها بنفسه وسلمها عملاً بسيطاً "للأسف أنا لا أتذكر" تقول ريما مجدداً وهي تضحك قبل أن تتجاوز جيني سريعاً تاركةً إياها تقف مكانها بحيرة! كيف لها أن تنسَ مكان دورة المياه حتى! أليست تعمل هنا منذ مدة! "مالأمر جيني؟" سأل تاي الذي خرج من غرفة المكتب خاصته تواً ليرى جيني تقف أمام غرفته ونظرها مثبتٌ على ريما التي تسير في الممر استدارت له سريعاً ما إن سمعت صوته لتقول فوراً وبنفاذ صبر "تاي تاي...جيني بحاجة لاستخدام دورة المياه بسرعة" "تعالي معي" امسك بيدها وأخذها إلى مكتبه ليشير لها على دورة المياه في حين أنها لم تنتظر أكثر بل اسرعت إلى هناك ليقهقه هو بدوره على تصرفاتها الطفولية المرفرفة للقلب هي دقائق معدودة حتى خرجت جيني من دورة المياه وهي تشعر بالراحة التامة...فقد خصصت بعض الوقت لتتأمل به غرفة المكتب الكبيرة التي كانت رسمية جداً بتصميمها وبعض التفاصيل التي أثارت اعجابها "واه تاي...أنت تمتلك مكتباً جميلاً! ثم هل كل هذه الغرفة لك وحدك؟" نهض من على كرسيه ليتجه نحوها ويقف أمامها مباشرة بينما يقول "هل أعجبتكِ؟ يمكنكِ العمل معي هنا إن أردتِ" أشاحت برأسها للجانبين وهي تقول باندفاع "لا ذلك لن يكون جيداً أبداً....فالجميع هناك ينظرون لها بنظراتٍ مميتة تماماً كما لو أنهم يودون أن يحرقوها....لا أعلم حتى لماذا يفعلون ذلك بينما جيني لم تفعل لهم شيئاً وهذا يومها الأول فحسب! فماذا لو أتت لتعمل هنا معك! هي حتماً ستكون مكروهة" ضحك هو بالمقابل قبل أن يمسح على شعرها ويلعب ببعض خصلاتها المتدلية جانباً وهو يقول "هل تعلمين لِمَ هم يفعلون ذلك؟" "لِمَ؟" سألته بفضول وهي تنظر له مباشرة بنظراتها البريئة التي تجعل الآخر ذائباً في مكانه "لأنهم يشعرون بالغيرة منكِ....فأنتِ الوحيدة التي تم توظيفها في القسم من قِبلي ودون أي رسالة طلب توظيف" ابتسمت بوسع قبل أن تقول بإشراق متناسيةً غضبها منه واستيائها في بداية اليوم "وهذا  يجعل جيني مميزة أليس كذلك!" "بالطبع أنتِ مميزة" قالها وهو يلصق أنفه بأنفها ويداعبها برقة لتتسع إبتسامتها أكثر وهي تقول بفخر "جيني موظفة في قسم التسويق من قِبل الرئيس الفخم تاي...هي ستذهب للجميع لتخبرهم بأن تاي هو الذي وظفها هنا حتى تجعلهم يحترقون في مكانهم لشدة غيرتهم" بمجرد ماإن تتحدث بهذه الطريقة لا يستطيع هو أن يمنع نفسه من الضحك...امسكها من ذراعيها ليقول وسط ضحكه "حبيبتي أنتِ لن تفعلِ ذلك حسناً....أنتِ لا تريدينهم أن يكرهوكِ أكثر صحيح؟" " لا يهم....الأهم أن تاي يحبها كثيراً" تعمدت قول ذلك وكأنها تضرب له طعنة...فتنهد هو بقوة قائلاً "لأي درجةٍ أنتِ واثقة من حبي لكِ؟" "هذا بديهي تاي! إنه لأمرٌ واضح! أنت تحبها كثيراً ولكنك ترفض الاعتراف بذلك...لو لم تكن تحبها لما اهتميت بها لهذه الدرجة ولما عاتبتها خوفاً عليها وعلى مصلحتها....أنت تحبها جداً ولكنك خائفٌ من الاعتراف لها...تخشى أن تتعلق بها ثم تذهب وتتركك عندما تسافر لوالدتها" تماماً كما لو أنها قد دخلت قلبه لتعرف كل ذلك...في حين أنه كان مصدوماً من معرفتها لهذا الكلام الذي كان يحتفظ به لنفسه....ولكن عندما افصحت هي به نيابةً عنه كان عليه أن يتكلم "خرجتُ من علاقةٍ فاشلة من وقتٍ قصير...لم أكن أعلم بأن قلبي قادرٌ على أن يحب مجدداً وبهذا الشكل الجنوني! حتى اصبحتِ أنتِ بقربي....كنت مهتماً لأمركِ منذ مدة وكلما رأيتكِ في منزل ادريان في عطلة نهاية الأسبوع يزداد فضولي لمعرفتكِ عن قرب....وعندما حصل ذلك واصبحتِ بجانبي كان من الصعب علي السيطرة على مشاعري...كل شيءٍ بكِ يجذبني نحوكِ بشدة...بحيث لا استطيع أن ابقى بعيداً عنكِ أبداً....جمالكِ، أسلوبكِ في الحديث، طريقة تفكيركِ البسيطة وتصرفاتكِ الطفولية كل هذه كانت تجعلني أحبكِ أكثر....ولكن خوفاً على مشاعري ومشاعركِ كنت أرفض الاعتراف....ماذا لو سافرتِ جيني! ماذا لو قررت الاستقرار هناك مع والدتك! مالذي سيحصل لنا ونحن قد تعلقنا ببعضنا كثيراً!" هي بكت....لم تستطع أن تحبس دموعها أكثر لتبدأ بالبكاء بصوتٍ عالٍ كالأطفال بينما هو كان مصدوماً من رد فعلها هذا....لم يتوقع بأنها قد تبكي أبداً وحتى وإن بكت ليس بهذه الطريقة التي تبدو وكأنها فقدت شخصاً عزيزاً عليها "مالأمر جيني؟ لِمَ تبكين الآن؟" سألها بقلق وهو يحاول مسح دموعها التي كانت تسقط واحدةً تلو الأخرى دون توقف....فأخذت هي نفساً عميقاً لتقول ببكاء "لأنك اعترفت لها سريعاً....هي لم تتوقع بأنك قد تعترف الآن! هي أرادت أن يكون اعترافك رومانسياً كالأفلام وليس هكذا!" أعاد شعره للخلف ولم يكن يصدق ماتقوله الآن....فمن كان يراها تبكي قبل قليل لما ظن بأن هذا هو السبب وراء كل تلك الدموع "ألم يكن كلامي رومانسياً؟ لقد شعرت بأنه الوقت المناسب لذلك!" "لا لم يكن كذلك....هي أرادت ليلة مميزة كعشاءٍ فخم في مطعمٍ راقٍ...زهورٌ حمراء جميلة وهديةٌ تعبر عن مدى حبك لها....أنت لم تفعل أياً من ذلك لقد كان اعترافك بسيطاً" استدار هو للخلف محاولاً أن يسيطر على نفسه وأن لا ينفجر ضاحكاً أمامها فحينها هي ستغضب أكثر....فاستجمع نفسه ليستدير لها ثانيةً وهو يقول "هل هذا كل ماتريدينه فقط؟ أليس هذا سهلاً بالنسبة لي؟ فكل طلباتكِ أوامر....إن أردتِ ليلةً رومانسية نقضيها في الخارج فهذا سيحدث تماماً كما تريدين ولكن لاداعِ لكل هذه الدموع الآن!" مسحت دموعها بنفسها بشكلٍ لطيف ونظرت إليه وإذا به يحاول جاهداً أن لايضحك وماإن رأته هكذا حتى ضحكت هي أيضاً بينما تقول "لقد كانت جيني حساسة أكثر من اللازم" "وللتو ادركتِ ذلك! أنتِ تضخمين الأمر لم يكن هناك داعٍ لكل هذه الجلبة....جعلتِني أقلق!" "تاي....مافعلته بالأمس مع جيني! هل فعلته مع فرانسيا أيضاً؟" سألت سؤالاً مفاجئاً ليبتلع هو مافي حلقه بينما لا يرغب بالإجابة على هذا السؤال أبداً ولكن نظراتها التي ترمقه بها لم تكن تساعد أبداً...فزفر بقوة وهو يقول "دعينا لا نتحدث بهذه الأمور الآن....ثم أن علاقتي بفرانسيا قد انتهت تماماً وماحدث في الماضي سيبقى في الماضي" "هذا يعني بأنك قد فعلت!" تقول بخيبة أمل ليتأفف هو بالمقابل بينما يقربها منها أكثر قائلاً "ليكن يومنا هذا سعيداً حبي...لا أريد أن نفسده بسبب أشياء قد حدثت سابقاً....ثم أنكِ أنتِ حبيبتي الآن لا هي" "فكرة أن فرانسيا كانت تنام مع تاي تجعل جيني حزينة" "ولكن من يحب تاي في هذا الوقت؟ أليس يحب جيني فقط! توقفِ عن التفكير بهذه الطريقة صغيرتي همم؟" اومأت هي برأسها قبل أن تحتضنه بقوة...احاطها هو الآخر بكل حنان وفي هذه اللحظة يشعر بأنها طفلته الصغيرة التي يجب عليه حمايتها من الحزن....رأسها بالكاد يصل إلى صدره وهذا الحضن القوي كان كفيلاً بأن يجعل الصغرى تشعر بدفء الحب لم يستمر هذا العناق طويلاً منذ أن والد تايهيونغ قد دخل المكتب في هذا الوقت بالذات وفي لحظةٍ غير متوقعة جعلت هذا العناق ينفصل بأسرع مايمكن نظرات الأب لم تكن تنذر بقدوم الخير أبداً في حين أن تاي كان مندهشاً من ظهور والده المفاجئ والذي كان على حد علمه بأنه خارج البلاد! لم يكن يتوقع بأن يراه في الجوار في هذا الوقت من اليوم "أهلاً بعودتك أبي" قالها بصوتٍ منخفض ممزوجٍ بالصدمة بينما جيني شعرت بالفزع من دخوله المفاجئ ونظراته المخيفة لتبقى ملتصقاً بتاي رغم كل شيء.... "لِمَ توقفتما؟ هل أفسدت عليكما متعتكما؟"

تعليقات

التنقل السريع