شوقا جيسو ♡صورتي هي السبب♡ 5

القائمة الرئيسية

الصفحات

 سحبها بلطف و مراعاةٍ بالِغة كأنها قطعة زجاجية ثمينة يُخشى عليها من أن تهشش ، نحو حجرة

الممرضة بالمدرسة لمعالجة جراحِها و كذا الفحص عن كاحلها ،


"أوتش هذا مؤلم" نبست جيسو بينما الممرضة تحرك قدمها يمينا و يسارا 

"ماذا حصل معكِ صغيرتي" أردفت الممرضة المتقدمة في السن بتعجب تناظر كدماتها


"أوه إلتوى كاحلي و وقعت على وجهي"


"شخص ما يتنمر عليها" قال يونغي الواقف خارج ركن الفحص المغطى بالستار ، الإظطراب مقروء على وجهه هو فقط يعرف كيف يهدأ من روعه ، تفكيره خارج رأسه الأن 

"التنمر فعل شنيع عليكِ التحدث مع الناظر بشأن هذا إبنتي " هزت الأخرى برأسها مطمئنة ليس بيدها حيلة ،


طلبت الممرضة منها الذهاب للمنزل لبقية اليوم و أخذ قسط من الراحة و بإصرار من مرافقها فعلت ذالك ، مشددا على أنه لن ينسى كذبها عليه و إخفائِها لجرائم تلك المختلة

و الأن لا شيء يبقى غضبه غير المبرر تحت السيطرة لربما كونه يكره التنمر و يبغضه أو لكون تلك الفتاة تعدت الحدود و خرجت عن السيطرة ، أو لأن شخص يهمه أمره قد تعرض للأذى و بسببه .


"واه يونغي أوبا قادم ناحيتنا أنظروا" صاحت إحدى الفتيات المتجمعات سوية ليتصرفن الباقيات بدرامية 

"إغربن هو قادم من أجلي" إضطجعت تعدل شكلها


"سانا ، فلنتحدث على إنفراد" زمجر بوجهها


"أخبرتكن ، حاضر" غادرن يتهامسن و قهقهن ضائِعات في تخيلات ترضي نقصهن العقلي ،

إقتربت منه تبتسم بإزدراء مدت يدها لتمسك بيده ، سحبها بسرعة من بين براثنها لينبس بحنق

"لست حبيبكِ سانا لا تلمسيني" 


"ليس بعد" وسعت إبتسامتها 


"إسمعيني بتمعن ، أنا لا أسامح أي أحد يوذي شخصٌ يعني لي شيئا"

"ما الذي تتكلم عنه" جمعت يدها تفركهم بتوتر


"لا تلعبي دور الحمقاء لأنكِ بالفعل واحدة ، كنت تتنمرين على جيسو صحيح تشان جيسو" صاح بغضب ثو واصل "إن لم تتوقفي عن مضايقتها سوفـ.." 

"كيف ستثبت ذالك" قاطعت حديثه


"هاه؟!!"


"ستقول سوف نخبر الناظر و جميع من بالمدرسة صحيح سيكلفني ذالك تغير المدرسة و سيعرف والدي و لكن كيف ستثبت ذالك هل يا ترى معك دليل" لم تكن مغفلة كما كان يتوقع إن إتهمها أمام الجميع ستنكر فحسب و هم لا يملكون دليل ضدها سينقلب وضع عليهم بطريقة فظيعة ،

جعلته يبتلع لسانه فليس لديه ما ينطق به في هذه الحالة ، إقتربت للمرة الثانية و أخذت تمسح على شعره "آرأيت ليتك لم تقرر لعب دور البطل لا أفهم لما لا تريدني أو ما الذي ترونه بتلك الساقطة"


دفعها بعنف بعيداً يجزم إنه لم يعد يتحكم بِـما يبدر عنه من أفعال "حاذري كلماتك أو لن يعجبك يونغي الذي سأصبح عليه" 

صمت لبضع ثوان طغى ثم واصل قوله "لا أدري لما لا تنفكين تبتعدين عن طريقي ما الذي تريدينه مني المدرسة بها العديد من الفتيان و أنا لست بنصف وسامة تايهيونغ و لا ثرائه" 


"لأنك حبي الأول يونغي" 

"لن أستطيع أن أحبكِ يوما" 


"إذن سأواصل إعتراض طريقك و إبعاد كل من يتدخل حياتك إلى أن تفعل" 


قالت و خطت مبتعدة من هناك تاركة إياه يحترق غضبا لم يرى بحياته شخص مختل فاقد لعقله مثلها ، ترعرت كونها فتاة غنية مدللة لأبعد الحدود تحصل على كل ما تتمنى ، فعندما لا يقع شيء ترغبه بين كفيها تعتبره تحديا و تستمتع بلعب للفوز به ،

الساعة تاسعة مساءا وقفت خارج شرفتها تتأمل النجوم بالسماء الداكنة ترتشف كوب الشاي الساخن و تلتف بسترتها التى تقيها الريح الباردة ، إنتشلت هاتفها من جيبها لترد على الإتصال الوارد ، إنه يونغي ..

"مرحباً" قال هو


"أهلا"


"كيف حال كاحلك"


"لا بأس بها الأن" 


"تبدين جميلة بالمناسبة" 

"هاه!!" ابعدت الهاتف عن وجهها لتنظر حولها بالجوار

"ماذا هل أنت بالخارج أو شيء من هذا القبيل؟"


"لا أنا بمنزلي" رد مقهقها


"إذن؟"


"واضح أنكِ تبدين جميلة لأنكِ كذالك على الدوام يا رأس البِطيخ .." 

"ثقيل الدم بالمناسبة" لم تستطع إخفاء الإبتسامة التي شقت وجهها و تورد و جنتيها 


"أسف لم أتمكن من أيقاف سانا قالت أننا لا نملك دليل ضدها.." 


"لما تفعل هذا من أجلي!"

"لأن كل هذا حدث بسببي و لأنكِ ... صديقتي"


"صديقتك"


"صديقتي التي أمتلك صورها العارية أليسـ..."


فصلت الخط بسرعة تخفي وجهها للمحمر خلف كفيها تلعن إحراجها الشديد نست لوهلة إن تلك صور لايزالوا بحوزته و كم ذالك محرج 

عاود الإتصال لكنها لم تنتبه كانت تفكر بكل شيء حوله و حول ما حصل بحياتها الفترة الأخيرة و كم أنه يستطيع أن يكون شخص دافئ ليس بذاك البرود الذي يشاع عنه يحوي بين ضلوعه قلب من ذهب ،

 أرسلت بنصية له 


"سٱراك في الغد" : Heera


Yoongi : "مهلا أظن أنني أعرف كيف نفضح سانا ، سنحتاج مساعدة الرفاق فلنتقي جميعاً بالغد "

"دقيقة نفهم يا جماعة ، فلتهدؤا بحق الراميون"

زمجر سوكجين بهم و ضرب الطاولة بقسوة ، جميع من علت أصواتهم يتناقشون بحدة داخل المكتبة لكنهم إلتزموا الصمت ليس بسبب صراخ جين بل بسبب وقوف أمينة المكتبة أمامهم بوجهِِ كاشِر تشابك ذراعيها و ترمقهم بنظرات تطلق السم ،

10 seconds later ..


"هل أعجبكم هذا لا بد أنكم راضون الأن" 

قال يونغي يحملق بتأفف بأصدقائه و جيسو الذين طردوا جميعاً للتو من المكتبة بعدما أحدثوا فوضى عالية 


"كل هذا بسببكما أنتما إثنان" خاطب جيمين كل من يونغي و جيسو 

"نعم لما أبقيتم أمرا كهذا في السر" أيده تايهيونغ و البقية 


"أسفة بحق يا رفاق" تمتمت جيسو 


"ليس عليك أن تخافي من تلك الفتاة التنمر ممنوع بتاتا في مدرستنا حتى أنها أذتكِ جسديا" أردف نامجون مطمئِننا فوافقه الجميع بهز رؤوسهم

"و هنا تكمن المشكلة ، لا نملك أدنى دليل ضدها لن يصدقنا أحد" قالت جيسو من جديد بإمتعاض تقضم أظافِرها 


"و لهذا جمعتكم جميعاً اليوم يجب أن نصنع دليلاً"


غمز يونغي ليفهم بعضعهم ما يشير إليه بينما البعض لم يستوعب و بعد مشاوراتِِ مكثفة بأحد حدائق العمومية تخللتها كثير من مناوشات الطفولية و علب العصير مع أكياس رقائِق البطاطاس ،

صاح نامجون بحماس "إذن أنا سأقود هذه العملية "


إنصرف الكل إلى مضاجعهم متفقين على أن يلتقوا في اليوم الموالي عند الوقت المحدد بالمكان المحدد 


[···]

يوم مشمس حل رغم برودة الجو إلا أن الشمس تتوسط السماء معلنة عن نهار جديد يلوح في الأفق ،

بدأت أروقة المدرسة بالإكتظاظ و علا صوت الطلاب بينها ، تجمع الثمانية كما إتفقوا بالفناء الخلفي للمدرسة وضع كل منهم سماعة الأذن ليبقوا على تواصل معا على الهاتف في محادثة جماعية 

و إنطلقوا 

"إذن مراجعة أخيرة جميعاً هل الجميع بمواقعهم" صرح نامجون الواقف بسطح المدرسة يراقبهم


"نعم" 


تايهيونغ يتكلف بإلهاء صديقات سانا حتى لا يصلن إليها "مرحباً يا فتيات هل لي بسؤال" غمز لهن و تمتم للسماعة "تم" 

هوسوك يحرص على أن لا يتواجد أحد بالفناء الخلفي للمدرسة " وذالك قد تم" 


جيمين يراقب سانا التي تتحدث عبر الهاتف أمام خزانتها " هي تحت مرآى أنظاري ، نعم بمفردها تماماً" 

جونغكوك يختبئ خلف الشجيرات بالفناء الخلفي مع كاميرا ليصور ما سيحدث "موقعي ممتاز سأتمكن من إلتقاط الصوت و الصورة بوضوحِِ تام من هنا" 


جين مخرج الكاميرا يجلس في المكتبة خلف الحاسوبه المحمول الذي يظهر ما يصوره جونغكوك ،

جيسو و يونغي بالفناء ينتظرن وصول تلك مبتذلة 


و نامجون قائد العملية الذي يضمن تحركات الجميع بسلاسة لتنجح الخطة قال "إذن الجميع في مواقعكم جاهِزون" 


"تمام" 

"جيمين يمكنك أن تنطلق" 


مشى جيمين ناحية من كان يراقِبها ليخبرها أن يونغي كان يبحث عنها من مدة و هو الأن موجود بالفناء الخلفي و بالطبع تحركت تلك تهرول إلى هناك دون أن تضيع ثانية ،

"هي أتية ناحيتك يونغي" قال جيمين


حين وصلت هناك سانا إمتعضت مما تراه يونغي و جيسو يقفان مع بعض يبدوا الحديث بينهم ودي تخلله الضحكات ، 


"أنا أراها يونغي إنها تتقدم ناحيتنا" همست له 

"الآن سأرحل إنتبهي لنفسك و سنكون بالجوار من أجلك لا تخافي" تمتم لها و حملته قدماه مبتعدا ناحية هوسوك الذي يختبئ خلف الجدار و راقبا الوضع من بعيد


هرولت تلك السانا ناحية جيسو مسرعة تهددها لفظيا و تسيئ إليها كالعادة و عدسة جونغكوك تلتقط كل تحرك هناك 

"إستفزيها جيسو" إقترح نامجون 

"أنا سئمت منكِ سانا لن أمتثل لكلامكِ أبدًا أيتها المختلة الغيورة" عرفت كيف تضغط أوتارها الحساسة فدنت منها أخرى تقبض شعرها لكن جيسو أصبحت أكثر شجاعة فدفعتها بعيداً عنها و قد حصلو على الدليل الذي يحتاجون ،

"و إقطع جونغكوك ، فعلناها أصدقاء" 


"ستحصلين على هدية رائعة كانغ سانا" إبتسمت جيسو لها و مشت من هناك تكاد تطير من الفرح 


تجمعوا ثانية كلهم عدا سوكجين الذي سيقوم بالجزء الثاني من الخطة ، فـ لسوء حظ سانا كان ذاك يوم إجتماع الناظر و المدرسين بالطلاب في قاعة الإجتماع ، 

فإكتظت القاعة بهم جميعاً جلست سانا بين أصدقائِها الأثرياء و أخذوا السبعة بمجلسا لهم ثم ساد السكوت عند ظهور المدير خلف الميكروفون إستعدادا للحديث ،


"الآن هيونغ" خاطب نامجون سوكجين عبر السماعة 

ليظهر فيديو على شاشة الضخمة فوق رأس الناظِر قبل أن يستطِيع الكلام ، الفتاة ذات السمعة العالية تقوم بالتنمر و إساءة و حتى التهجم على زميلة لها في المدرسة ، أكثرهم صدمة كانت تلك الفتاة نفسها أما بعض منهم كانوا يصورون بعض منصدمين بعض يضحكون ، رأسها صار في الحضيض و أسمها على ألسن الحاضرين ، غادرت المدرسة تجري باكية ، 

شعرت جيسو بالراحة لذالك و أزيح كثير من الهم عن أكتافِها المثقلة هموا جميعا يقفزون فرحين بإنجازهم معانقين بعض بسذاجة شكرتهم جيسو بحفاوة


"علينا أن نحتفل بعد هذا" 


ثم إنصرف الجميع بعد محداثاتِِ طويلة عن مدى روعة خطتهم المحكمة ، الجميع عداه ، قابلها بجسده نظراتِِ و إبتسامة دافئين كما شعور الرحال الذي يصل لمنزله بعد مدة مديدة ، 

"يمكِنكِ الأن تطوي ذاك الفصل المخيف من حياتكِ"


إرتمت جيسو بحضنه كطريقة للتعبير عن الإمتنان الذي شعرت به حينها ليبادلها برقة مربتًا على ظهرِها 


"شكراً لك يونغي و لكل الرفاق"

"هل بإِمكانِي طلب هدية صغيرة جيسو ؟!" 

كان صباح يومُ أحدِِ هادئ ، بأحد المقاهِي الصغيرة في وسط المدينة ، رائِحة القهوة تنبعث تحيط المكان دفِئًا و تزين رونقه الخاص تعدل المزاج و تجلب السكينة


منذ ساعة تامة جلست تنتظِر قدومه ، هو الذي دعاها إلى هناك ؛ تريح أرسها على يدها و تحملق بالفراغ بملل

"إبقاء هاتِفي في المنزل كانت فكرة سيئة حتمًا" تمتمت ترتشف كأس عصيرها الثانِي بضجرِِ ،


-


Flashback :

" هل بِإمكانِي طَلب هديةٌ صغيرة جيسو ؟!"


توسعت حدقتاها لتتوتر "ماذا" 


ليضحك هو حتى تؤلمه معدته على ردة فِعلها "هدئي من روعِك يا فتاه ، هل تذهبين معي لشرب قهوة يوم الأحد" 

"هل هذا ما تريد طلبه" أردفت بلكنةِِ محرجة فأومئ برأسه كجوابِِ لها 


"آممـ إذن .. حسنًا" 


"شكراً سأرسِل العنوان" و قبل وجنتها بلطفِِ ثم رحل يبتسم ، هي ترتفع حرارة وجهِها إستحياءًا ، حركاته غدت غير متكهنِنِِ بها لكنه يقف دائِما عند الحدود و لا يتعداها 

End .



تطلعت إلى ساعة اليد الملتفة حول معصمها بقلق ، ساعة و بضع دقائِق قد مرت هل يعقل أنه نسى أمرها أم غير رأيه و لم يرد أن يأتِي إلى هناك بعدما دعاها و هي قد تركت هاتِفها بالمنزل موصولا بالشاحن

لا تستطِع تواصل معه حتى 

كان يعامِلها بلطف مؤخراً ، أضحى قلبها المشوش يهوم حائِرا بين المشاعِر التي تخالِجها ناحيته ، منغمسة في سيل من الأفكار فاجئها صوت مينجي التي دخلت للتو المقهى مع شخص ما و نادت بإسمها "جيسو" 

"ماذا تفعلين هنا يا فتاه" صاحت بها مينجي


"أنا أنتظر أحدهم" قالت بنبرة غير واثِقة تجول ببصرها من حولِهم 


"آه هذا صديق طفولتي هيون أتذكرينه؟" قالت مشيرة مينجي إلى الشخص الواقِف بجانبها الذي لوح و إبتسم بدوره ، طويل القامة يرتدي نظارة و يبدوا كذاك الشخص الذي يعيش بمكتبة المدرسة كان معجبا بَـ جيسو منذ زمن 

"أوه نعم أتذكره إنه يرتاد نفس مدرستنا ، مرحبًا" 


"كنتِ شجاعة جداً ضد المتنمرة جسيو" قال المدعو هيون "نعم" لتأيده منجي ثم أخذوا بمجلساً بجانبها يأنسون وحدتها متجاذبين أطراف الحديث حول ما حدث في آوِنة الأخيرة ، 

قبل ساعةِِ :


عدل من شكله أمام المرآة رش قليل من العطر فوق ملابسه ، إلتقط هاتِفه ثم مضى 


"أين مستعجِلٌ صباح الأحد ألن تتناول الإفِطار"

نبست والدته من داخل المطبخ 

"لدي موعِد أمي لا يجب أن أتأخر وداعا" 


أخرح دراجته الهوائية وضع الخوذة ثم إنطلق ناحية ذاك المقهى المفضل لديه ، صغير و هادئ ليس به إكتظاظ و يقع بشارع قليل الضجيج بالمدينة لذا تردد عليه محبب إليه،

"هل أخذ لها بعض الزهور سيكون لائِقا" تمتم بداخله و أوقف دراجته جانب طريق أمام محل أزهار ، إبتاع باقةِِ جميلة ثم هم بالإنطلاق ،


فجأةً توقفت أمامه سيارة سوداء لتفزعه فكبس المكابح بقوة سقط على أرض إثرها ، إستقام و نفض ما به من غبار 

"هيي أنت ألا ترى أمامك" زمجر بصوتِِ عالِِ على صاحب السيارة المتوقِفة أمامه ، إرتجل منها رجلان مهندمين ضخام البنية يبدون كحراسِِ شخصين و أمسكوا بجسده الهزيل 

"ما اللعنة إتركانِي ما الذي تفعلانه"

ضربا جسمه الذي بات ضعيفا لم يكن قادِرا على المواجهة لكونهم أقوى و لم يتركوا له فرصة للهرب

عدة لكماتِِ وجهوها لأنحاء جسمه و وجهه ، تأوَه بَقلة حيلة و وهن ، 


"حسنًا يكفي هذا" صدر هذا صوت من التي إرتجلت من الباب الخلفي لتلك سيارة ليبتعدا عنه تاركان جسده يعانق الأرض بِـ وجع 

رفع بصره ناحيتها "صحيح أنني سأغادر حياتك عزيزي يونغي لكني كان علي أن أترك لك هدية لن أجعلك تنسى إسمي بهذه سرعة أيها البطل" نبست بتعالِِ بينما تزيح النظارات الشمسية من على عينيها تنحني إلى مستواه ثم واصلت

"كن واثِقا أن تلك الفتاة لن تخلص لك ستكون محاطة بكثير من الفتيان و منهم أصدقائك مقربين و ستبقى أنت وحيدا كما تفعل على دوام لأنك لا تدري ما هو إلتزام و لا ما يكون الحب" أنهت القول سانا تلك ثم غادرت بمركبتها على وجه السرعة ،

حمل نفسه المنهكة من على التراب ، جسمه بأكمله يؤلمه مشى عائِدا إلى محل الأزهار الذي لا يبعد كثيرا ليساعِده البائع المسن على تنظيف ملابسه و تخفيف وجع كدماتِه و كذا غسل الدم النازل من فتحة أنفه

و بعد برهةِِ من الوقت إستعاد القليل فقط من طاقته و قرر مواصلة إلى ذاك المقهى على كل حال فهي تنتظِره ،حمل أزهاره المهششة و مضى يقود دراجته بتجلُف ، إتصل بهاِتفها مراتِِ عدة لكنها لم تجب أراد إخبارها أنه آت ، لا ضير أن تنتظره لبضع دقائِقِِ بعد ،

"سأجيب على هاتِفي بسرعة رفاق" خاطبت مينجي كل من جيسو و هيون أومئا لها لتتركهما على الطاولة و تبتعد للرد على مكالمتِها 


وصل يونغي لاهِثا و مثقل هو جسده ، ركن ما يقود في المكان المخصص على جانب الرصيف تحرر من خوذته 

ثم عدل مِن شكل الباقة التي بين يديه و مشى صوب المكان ،

لتختفي إبتسامته تدريجيا و تزداد ضربات نابِضه حين مر بمحاذاة الزجاج الخارجي للمقهى ليرى  جيسو ليس بمفردها بل مع شخص ما و هما بذاك القرب أيديهم تتلامس ، تضحك و تتبادل الأحاديث وتبدوا سعيدة للغاية في تلك اللحظة ، توقف ليحدق لمدة من بعيد بغضبِِ كبير ، 

أفلت الأزهار من يده لتطرح الأرض ، أدار ظهره و خطى مبتعدا ينكر إنكساره و يبتلع الغصة التي بحلقه و يقسم أنه لا يهتم لأي من هذا و أن كله ليس من شأنه ، ألمٌ يتسلل لجوفِ قلبِه و كثير من مشاعر لم يعرف كيف يفسرها أغلبها كان الغضب و الحنق 

و ما يَفعله هُو عند الغضب هو الهرب ،


"و سَتبقى وحِيدًا كَما تفعلُ علىّ الدَوام"


-


.


بيومِِ موالِِ للذي سبقه ، كان شارد الذهن ، مركزًا و متعمِقًا كل العمق فيما يحرر على ظهر ورقاتِه البيضاء ، جالسًا بمحاذاة الدرج أمام باب منزله المتواضِع ، بعثر شعره بتحجفلِِ مرات عدة نافِضا الأفكار من باله و رمى كومة من مسوادات الورق التي هو ليس براضِِ عنها ،

بتأجج مبالغ زفر لتستقِر بذرة ثمرة الخوخ على مؤخرة رأسه مصدِرة صوت الإرتِطام الطفيف صاح بخفة إثرها مصرحا " أوتش هذا لا ينفع الإلهام يهرب مني" 


لسعت بذرة خوخِِ أخرى مؤخرة رأسه لاح في وجهه بعض إنزعاج ليستقيم من مقعده

"جدتي هذا يؤلم"

علا صوته عن عادة هذه المرة ، متذمرًا 


"يونجوناآه ، أخبرتك سلفًا أن تبتاع بعض خوخ من أجلي لِما لم تفعل" إسترسلت الجدة الطاعِنة في السن المقعدة على كرسي متحركِ تتناول بعض الفاكهة مخاطبةً الصغير أمامها مضيقة حدقتيها به ،

"لست يونجون جدتي أنا يونغِي" أسرع الأصغر بالصياح مبهوتا 


"يونغياآه لِما تصيح بالجدة" تدخل بالقول صوته أخيه الوحيد -يونجون- الذي يكبره بست سنوات تعلقت بساقِه إبنته الصغيرة ذات ثلاث أعوام التي تنوح كما يفعل الأطفال

"آبا أريد غزل البنات" ،

تغاظى يونغي عن الرد و عاد يغرس رأسه بين أوراقه متشائِما من الفوضى العالية من حوله إضافة إلى صوت صرير خزان المياه العالي، وطأت قطراتِِ فوق شعره معلنة عن هطول مطرِِ خفيف


"آيقو يونغي الصغير هل تركت شعرك يطول إلى هذا الحد" قالت من جديد الجدة التي تعانِي من الخرف بشكل حرفي مخاطِبة إبنة شقيق يونغي صغيرة التي لم تبرح البكاء ، لتسمع تأفف الذي يسشيط غيضا هناك 

"ما الذي يحدث عندكم" إسترسلت الأم من داخل المنزل تحمل بيدها سلةالغسيل ترمقهم متعجِبة


"يونغي يصيح بالجدة" قال يونجون مقهقِها


"إعتذر يا بني" تمتت والدته بنبرة هادئة 

أطبق جفناه حنقًا ثم هم يتنهد بعمق بعدها إستقام بإمتِعاض و لف خاطِيًا ناحية مدخل البيت أين تجلس الجدة ،


"آسف جدتي" 


"هذا لأنكَ لم تحضر الخوخ الذي طلبته يونجون المشاكِس" لكزت قدمه مرتين بالعصا التي تحملها تآوه إثرها الأخر متذمرًا ، ليضحك الجميع عداه هو ،

شق طريقه إلى درج ليصعد لغرفته ، قاطعه للحظات صوت والدته الهادئ " بني فلتركِز بدراستك قليلا هذه سنتك الأخيرة بالثانوية فلتكف عن لهو" 


"لست ألهو أماه" نفث من بين أسنانه بصوتِِ ميت

"هذه الكدمات التي تغطي جسمك تقول غير ذالك" 

طأطأ رأسه و أكمل سبيله صوب غرفته لعله يجد بعض السكينة هناك ، تلك كانت عائِلته الصغيرة والدته جدته و شقيقه الذي توفت زوجته تاركة إبنة يافِعة ، جميعهم يعيشون بذالك المنزل المتواضِع متوسط الحجم ، ميسور الحال لم يحيا حياة رغيدة ، بل حياة شاب عادي تراكم فوق كتفاه كثير من الأحلام و الأماني التي يهوى إلى تحقيقها ، 

عاد يمارس شغفه الأكبر، التأليف و الكتابة واضِعا رأسه بين الغيوم راجِيا الإلهام أن يرأف به ليخط تلك الكلمات بين ثنايا مخطوطاتِه ،


تجاهل -و هو يفعل ذالك منذ يومِِ- هاتِفه الذي لم يتفقده قط ، إشعاراتِِ و إتصالات عديدة واردة تهز وحشة الهدوء بغرفته ،نفث الهواء بين ثغراه ثم أطفآ تشغيله منزعِجا ليعود لمشغله ،

[···]


صباح الداوم الدِراسي تجري لاهِثة بين الطلاب في الرواق لم تتوقف للحظة لتمسك بأنفاسِها الهاربة ليس لأنها متأخرة بل تجول بعيناها على كل من يمر أمامها تبحث بين الأوجه ليقع مرآها عليهم ،

"أين هو .. هو لا يرد على إتصلاتي و لا رسائلي .. لم يآتِ ذاك اليوم تركني أنتظر مطولاً .. " أردفت بسرعة تفوق قدرة إستيعاب الذين يتطلعون بوجهِها محمر و نفسها المنقطع شكلها مبعثر كأنها تعثرت مرتين قبل أن تصل فحواهم ،

"على رسلكِ يا فتاة إبتلعِي ريقك ثم تحدثِي" نبس جونغكوك المحاط بالرفاق مهدِأً ، 


شرحت جيسو ما في الأمر لهم لكنهم لا يدرون و هو يتجاهل إتصالتهم أيضاً ، لم يتصرف كذا يوما قالوا .

تفرع الجميع إلى صفوفِهم حين رن الجرس لم يبقى غيرها تقف في وسط الرواق وحيدة و قلقة بحت تطالع طول الممر لعل خياله يظهر من العدم ، بعد دقائِق عندما إستسلمت و قررت إنصراف ظهر يمشي ببرود كالمعتاد ينظر أمامه بفراغ ، تألقت تلقائِيا إبتسامة على ثغرها لتسرع نحوه قافِزة

"يونغي الشكر للإله ، أنك بخير لِما تتجاهلنـ .." 

تجاوزها و أكمل طريقه بِبساطة يحشر يداه داخل جيوبِه لم ينظر ناحِيتها حتى كان قاصِدًا التعامِي عنها


"يا أنت ما هذا" صاحت بإغتياظ شديد 


"قد تأخرت" تمتم و صفع الباب خلفه بعدما ولج لصفِه تاركا علامات إستفهام فوق رأسها العنيد ،

أثناء فسحة الغذاء كانت تفترسه بنظراتِها الشاحِذة

من مقعدها بجانب مينجي التي تثرثر لكنها عقلها مشغول به لم تكن تستمِع لأي من كلامِها ،


"تجاهلني بطريقة بغيضة ذاك الـ و الأن ها هو يمرح على طاولة الغذاء مع أصدقائه و لما واللعنة كل تلك فتيات يجلسن معهم" تمتمت داخل نفسها التي تشتعِل حنقا ، 

تشنج عنقها نتيجة مده للأمام بغية إختلاس النظر عليه ، تخيلت نفسها تمسك بشعر التلك الفتاة متملقة التي تجلس بجانبه تجرها بعيدا عنه ثم تجلس هي بمكانها فيبتسم لها بدفئ ، هزت رأسها بعنف تنفض تلك الأفكار لترى مينجي تحملق بها بتعجبِِ

غرست عيدان الأكل في صنية طعامِها و إستقامت لتنصرف .. عارض طريقها المدعو هيون ليشغلها بالحديث لوهلةِِ لم ينتبه كلاهما لزوج الأعين الذي يكاد يخترِقهما من بعيد ،

"لقد شبعت" إنتفض يونغي مغادِرا المقصف ، إنسل ورائه تايهيونغ من بينهم ليدعوا جيسو لمشاهدة مباراة كرة السلة هذا المساء و وافقت على ذالك ،


~


"أنظري جيسو كم أن جونغكوك بارع للغاية ، كيف يسدد الكرة" نبست مينجي الذائِبة لرفِيقتها و حشد من المراهِقات الذين يجلسون في مقاعد متفرجين بملعب المدرسة يشاهدون اللعبة و يهتفون بحفاوة لمفضليهم ،

"لما لا تلعب أيضاً جيمين" خاطبت جيسو ذو خصلات الشقراء الذي يجلس بجانبها 


"لأنني قصير يقولون ، هراء" تنهد بتملل لتخفي الأخرى ضحكتها الخافِتة و أضاف

"يونغي هيونغ جيدا لا بل ممتاز بهذه الرياضة" 

"أستطِيع الجزم بِذالك" قالت بإبتسام 


"أنتِ معجبة به صحيح" قال بإبتسامة وجدتها سخيفة يهز حاجبيه للأعلى 


"أنا لا لا " أجابت بتوتر 

"شيء مريب يحصل بينكما حتمًا" 


"هو يتجاهلني اليوم أيضاً" تنهدت بعبوس 


"إذن تحدثوا في الأمر و كفا عن العناد ، هذا الهيونغ طيب القلب و برغم من أنه لا يظهِر ذالك إلا أنه حقاً يهتم" تحدث مطمئِننا ليتبادلا إبتسامات و النظرات كلاهما و في الوقت الغير مناسِبا بتاتا فكان يونغي يحملق بهما من الملعب متناسيا لعبته حتى أن الفريق الخصم خطف من يده الكرة ، نفث زفرة غاضِبة و واصل لعبته بـِ طاقة غريبة هائِجة ،

"هو هناك تحدثي إليه ، حظٌ موفق" مشى مبتعِدا و غمز جيمين لجيسو التي كانت تنتظِر بصبرِِ أمام غرفة تبديل الملابس التي أضحت فارغة مِن الأرواح ، عدا جسده الساكِن الذي يرتب أغراضه بهدوء مريب أمام خزنتِه ،


"يوـنغي فلنتحدث قليلاً" أردفت بصوتِِ ثابت

"ليس لدينا شيء نتحدث به جيسو" غمغم بصوتِِ بارد دون أن ينظر إليها ذو الخُصلات الكحلِية المبللة التي تقع على عيناه


"كنتَ تتجاهل رسائِلي و كذا جميع إتصالاتي" 

بحح صوته محوما فقط و تغاظى عن إجابة 

"لم تظهر يوم أحد حين دعوتني إلى المقهى" 

رفع بصره ليرمقها شزارًا جاعلا منها تبتلع الغصة بجفل

"يونغي" 


دفع جسدها ضد الخزائِن خلفها ، يوصِدها غير سامِحا لها بالإفلات ، لترتفع نبضاتها لتحديقاته الحادة تلك

"لم أرغب أن أقاطع موعِدك اللطيف ذاك اليوم" صار صوته غاضِبا ثم بلل شفتاه

"ماذا" 


"كنت تبدين مستمتعة لم أرد أن أقاطعكما ، بالمناسبة هل هو تسليتكِ الجديدة مللتِ مني بهذه سرعة ثم من يا ترى هو القادم ؟ جيمين !"


"ما الذي تتفوه به" حاولت دفعه عنها لكنه شدد عليها أكثر يدنو بوجهه من خاصتِها إلى أن تشاركا الهواء ذاته ، صدره يعلو و يهبِط بسرعة و عيناه تفِيضان هيامًا ،

"أنتَ تهذي ليس إلا، تفهم الوضع خطأً" إزدرت ريق حلقِها الجاف 


"ما آراه ليس خطأ" 


"لِما كل هاته الدراما يونغي" 

"هه دراما ، ألست من أرسلتِ لي بصوركِ العارية جيسو أتفعلين ذالك مع الجميع" إتسعت مقلتاها لكلِماته


"كف عن هذا أنت تتجاوز الحدود"

يديها و جسدها تحت قبضته بين براثِنه حملق بوجهِها الغاضب الذي بدا له فاتِن و آخذ للغاية لم يعد يدري بما يتفوه و لا بما يصنع بل تائِه فحسب بين عينيها و ما بهما من سوادِِ و أنفاساها مرتعشة التي تلفح بشرته ، قريب فقلبها ينبض بالوتيرة عينها مع خاصته ، روحه و كل ما به ينادي بالمزيد

"الحُدود !! إنكِ لمرهقِةً لقلبي الضَعيف" 


حنى رأسه و إحتضن شفتاها بين خاصته برهف ، سارقا من بين ثغرها قبلة عميقة كان تواقًا لإرتِشاف عذوبتِها ، غَير الزاوية بين حين و الأخر بغورِِ متعمقًا و هي تقدم شفتاها قربانًا له مستسلمة لا و بل راضية جوف روحها يمتلأ حنينا ، حاوط جسدها خصرها بذرعاه و شدها أقرب يدنس عِفتها ، رافِضا بشكل قاطع الإبتعاد سافرت روحه تخوض أرضِها ثم صحت ليفيق في لحظة وهنِِ و يعي ما هو بِفاعلِِ ، فصل ثغره يسترق أنفاسه الجافِية ، تحرر هي خافِقها من بين ضلوعِها ليحلق بعيداً في تلك اللحظات 

قبل أن يتمكن من نبس حرف واحد ركضت هي تهرب من هناك فلا قدرة لها على النظر بمقلتاه بعد ذالكِ ، وجهها يضيء توردا و لا تدري كيف تشعر حيال ما جرى غير أن الفراشات ترقص تلعب و تغني داخِل معدتِها ، أما هو لم يختلف إحساسه إلا أن فمه توسع إبتِساما "كانت تلك قبلتها الأولى بدون شكِِ " ،

و لكن لم يكن الوحيدان المتواجِدان بالمكان حينها عجز كلاهما عن لمح أحد الطلاب يختبئ خلف الجدار المنعطف هناك ..


تعليقات

التنقل السريع