شوقا جيسو♡صورتي هي السبب♡4

القائمة الرئيسية

الصفحات

 "إذن كيف كان الحفل هيا أخبرينا كل شيء"


"هل قابلتِ المجموعة بأكملها ؟!!" 


"أخبريني كيف يبدوا سوكجين أوبا عن قرب يقال أنه أشد وسامة من عن بعد"

"لا أصدق أنك دخلتِ منزل كيم تايهيونغ"


شهقت بحماسِِ مجموعة الفتيات المراهِقات مجنونات المتجمعة حول جيسو بينهم مينجي، بمقصف المدرسة بينما هي منغمسة في تناول غذائِها بتركيز ، يتسائلن عن كل تفاصيل الليلة سابِقة بعدما سمعن أنها حضرت ذالك الحفل 

"كانت حفلة لا بأس بها ، و الأن أتركوا مساحتي الشخصية رجاءاً" قالت جيسو تبتلع ما بـِ حلقها 


"سؤال بعد هل تايهيونغ بذاك الثراء الذي يشاع عنه"

نبست إحدى تلك الفتيات الدراميات 

"لا ، أكثر من ذالك بكثير إنه فاحش الثراء" ردت عليها

تعالت الشهقات و الهمسات التِي إنطلقت بينهن لتردف إحداهن بنبرة مستفزة "و لكن ماذا كانت تفعل فتاة من الطبقة الفقيرة مثلكِ في حفلةِِ كتلك لم يحضرها سوى أصدقاء تايهيونغ و معارفه الأغنياء"

وضعت جيسو عيدان الأكل خاصتها على الطاولة بقوة بينما قهقهت الحاضِرات فقرصتهن مينجي بنظراتِها لتربت على يد صديقتها 


"أنا سمعت أنها كانت مع مين يونغي طوال الحفل بمفردهم" إصطنعن البقية الصدمة 

"و أنا سمعت أنها قبلت جيون جونغكوك" 


"كلا لم أفعل أبدا" قالت جيسو بغضبِِ عارم 


"يالكِ من .." 


"حسنا جميعاً سينتهي وقت الغداء فلتنصرفن الأن"

قاطعتهم مينجي ليرحلن جميعاً يتجاذبن أطراف الأكاذيب حولها ، "لا بأس جيسو لا تعيريهم إهتِماما" واصلت مطمِنة صديقتها تربت على كتفها

"أنا لم أقبل أي شخصِِ بتلك الحفلة" أومئت مينجي لها مبتسمة ، "لا عليك الناس يثرثرون فقط بما يرغبون" 


..


أنهت كلتهما الغذاء و كانتا تتوجهان نحو الصف تتبادلن الأحاديث لتتذكر جيسو فجأة ،

"آه نسيت بشأن تلك الرسالة"

"أي رسالة ؟!"


"الليلة السابِقة قد ... آه" إصطدمت بها إحدى زميلاتها بالصف لتسكب على زيها بعض العصير لتتشكل بقعة صغيرة عليه

"أوه عفوا" قالت بإعتذار و إبتسامة مصطنعة

"لا بأس" ردت جيسو ثم غادرت الصف تتوجه ناحية حمام البنات لتغتسل ، حينما إنهت غسل قميصها الذي لم يُنظف بالكامِل و كانت على وشك الخروج دخلت إحدى فتيات مدرستِها الحمام ، كانغ سانا ، كانت من الفتيات الثريات المدللات ، ملابسها باهِضة حقائِب و أحذية مصمم ، الكثير من المستحضرات حتى لا تستطيع تمييز ملامحها الحقيقية .. تحكِم شعرها عاليا بتسريحة ذيل الحصان 

تقدمت ناحية جيسو و دفعتها ضد حائِط الحمام البارد القاسي لتحدق بها لبضع لحظاتِِ أمسكت بوجهِها قبل أن تنبس 

"أظن أن تحذيري قد وصلكِ بالفعل ، لكن لا بأس بتكريره إذن تشان جيسو إبتعدي عن أولئِك الفتية إِن لم تريدي التعرضَ للأذى"

أبعدت جيسو يد الأخرى عنها و حملقت بها بَـ أسى ثم أردفت "الفتية ؟! عن ما تتكلمين يا أنتِ"


"تعرفين جيداً و اللعنة ، مين يونغي و أصدقائه المدرسة بأكملها تعرف أنك كنتِ بحفلة تاي لكن كيف و لِما لا أحد يدري أيتها ساقِطة" كانت تعدل من شكلها أمام المرآة بعدما مشت مبتعِدة من أمامها

"كوني حذرة من الكلمات التِي ترمين بها نحوي يا هذه ، ثم ليس لديك أدنى حق لتخبريني ما يجدر علي فعله و من يجدر بي أن أبقى بعيدة عن !!" جيسو لم تكن من النوع الذي يصمت للإهانة و يبتلعها كأنه شيء لم يكن فلم تسكت يوما عن حقها ،

أغضب هذا المدعوة سانا التي أمسكت الأخرى من ياقة قميصها بعنف لتخاطِبها مشددة على الأحرف

"إعتبريه التحذير الأخير و إلا ستندمين عزيزتي فلتسألِي عن عائِلة كانغ ليس المدرسة فحسب بل المدينة بأكملها سأمحيكِ عن الوجود لو رغبت صدقيني أيتها اللِقيطة عديمة مستوى رائِحة فقر تفوح منكِ" ثم أفلتتها

في لحظةِِ من ضياع تام أضاعت فيها جيسو نفسها بين الأفكار المتضارِبة إبتسمت للواقع الذي تعيشه و نظرت ناحية الحثالة التي تقف تقابِلها تتأمل أظافِرها 

قالت بهدوء "أنت تغارين ألستِ كذالك ؟!"


و مع تلك الكلمات رفعت سانا قبضتها و وجهتها ناحية وجه الأخرى ، جعلتها تتراجع للخلف مصطدمة بالجدار مخلفة كدمة أرجوانية أعلى خدها ،

إبتسمت بإنحطاط و تمتمت "حذرتكِ عزيزتي"

ثم غادرت تاركة الأخرى تخسر معركة الدموع لتنحب بصمتِِ وحيدة هناك ،

جلست جيسو على مقعدها في الصف ، تضع قلنسوة (غطاء) سترتها على رأسها تريح رأسها على كفها بينما تنظر للخارج عبر النافذة ، لا تعير الدرس أي إهتمام ، حركت قدميها بقلق فهي تشعر بخدها تخدر من شدة الألم لذا أمسك كتابها تخربش به لعل ذالك يلهيها عن الوجع 

رن الجرس و إندفع جميع الطلاب بسرعة بينما أخذت وقتها في جمع أشيائِها ثم غادرت و أثناء ما كانت تمشي أسفل الرواق شعرت بأعين الجميع معلقة عليها ليس فقط لأن الجميع يثرثر عن حفل البارحة بل لأنها لم تستطع إخفاء الكدمة السيئة الظاهرة أعلى وجنتها "لما لا يستطيع الناس الإهتمام بشؤنهم الخاصة اللعينة ، هذا غير مريح البتة" تمتمت بداخِلها بينما تمشي بسرعة لغرض تفادي النظرات المبهمة المزعجة .

في حين أنها تمشي مطأطأة رأسها للأسفل تلعن حياتها بداخِلها لم تلاحظ الفتى الذي وقف في طريقها لتصطدم بصدره الصلب ، رفعت عينيها فقط لتقع على خاصتا يونغي الذي إبتسم لها بدفئ ، تجنبت التحديق لتنزل رأسها من جديد 

"مرحباً ، كيف حالكِ اليوم" قال بصدقِِ ظاهِر في نبرة صوتِه 


"بخير شكراً" ردت بتوعكِِ تحاول تفاديه 


إستوقف طريقها لتتختفي إبتسامته ببطئ حين وضع يده أسفل ذقنها برقة ليرفع وجهها مقابلاً له ليلاحظ تلك كدمة القاتمة تلطخ صفاء بشرتها الشاحِبة ،

"ما هذا جيسو"


أبتعدت من بين يده بخفة لتعدل من قلنسوتِها ثم نبست "لا لا شيء إطلاقًا أنا فتاة خرقاء فحسب" 


رفع أحد حاجِباه " خرقاء !!، كيف قد تصيبين أعلى خدكِ بنفسكِ ها ؟!"

"كان حادِثا ضربت نفسي عندما كنت أفتح خزانتي كفاكَ قلقا رجاءاً فليس شيء من شأنك" توترت بشدة بعد كل كلمة غادرت ثغرها


أمسك كتفيها بخشونة و أنزل رأسه لِـ مستوى خاصتِها وجهه كان بذاك القرب لتخترق نظراتِه الحادة حدقتيها لعمق روحها ،

"أنتِ تكذِبين .." 


ساد الصمت بينهما لمدة لم تتعدى ثوانِِ قبل أن يقاطِعه صوت فتاة ما ، 


"يونغي أوبا"


إلتصقت بشدة بذراعِه بينما تصطنع الضحك 

و اللطافة بطريقة مبتذلة ، لتتصلب جيسو في مكانها بعد رؤيتها تتفرس بملامحها و تبتسم بإِنحطاط جمعت الأخرى يدها على شكل قبضةِِ و أشاحت بنظرها بعيداً

"ما الذي تفعله يونغي أوبا" قال صوتها المزعج بينما تفترس جيسو بعينيها 


"أنا أكلم صديقتي سانا فلتبتعدي عني" لم يرفع نظره عن من تقف أمامه يحاول فك لغز تعابيرها مشفرة

"إشتقت إليك أوبا" شعرت جيسو بالغثيان من رؤية تلك المتملقة المختلة تتشبث بـِ يونغي الذي يبدوا منزعج للغاية فقالت 


"يجدر بي الذهاب" لم تعطي له أي فرصة للكلام فتحركت مبتعدة ثم بدأت بالركض إلى أن خطت خارج المدرسة تحبس مشاعِرها المظطربة 

"كم من المرات أخبرتك سانا عن توقف عن التودد إلي و في العلن لست مهتماً بحق السماء و الأن إتركيني أصدقائي ينتظرون" صاح بوجهها فاقِدا لأعصابِه ثم أفلت نفسه من بين براثِنها


"لا تفعلِي هذا مجدداً" غمغم بإنزعاجِِ 

"لكني أريدك فقط أن تحبني أيضًا" نبرتها المزيفة المبتذلة تثير الإشمئزاز 


تنهد بعمْق و سارع خطواته التي قادته خلفها من تستولي على معظم أفكاره ، رآها على حافة أفق مرآه تمشي لِوحدها مبتعدة ، زفر محومًا 

"´ مَا الذيّ تُخفِيه عَيناكِ جيسو '"

إجتمع الأصدقاء السبعة بأحد المقاهِي يتجاذبون أطراف الحديث بمرح و يلهون ، صداقتهم كانت تحتذى بها و الكل يحسدهم عليها ، رغم إختلافهم إلا انهم مترابِطون يلمعون عندما يكونون سويةً ،


"و لم تستطِع الرفض عندما رأت وجهي الوسيم" قال سوكجين متفاخِرا لينفروا البقية 

"كفاك كذبا هيونغ" ليرد عليه نامجون متئفأفًا 


"تايهيونغ لا تأكل من طبقي الزلابية هي المفضلة عندي" 


"لا تكن فظًا جيمين المشاركة عمل نيبل" 

جونغكوك كان منغمسٌ بلعبته على الهاتِف لا يلقِ بالا لمن حوله بينما يونغي و هوسوك كانا يتحدثان بشغفِِ عن مباريات كرة السلة ،


"جميعاً أتريدون سماع نكتة" قال سوكجين جاذِبا إنتباه الرفاق الذين ردَدوا "لا يا رجل"

"سأحكيها على أي حال ، لِمَ قرر شخص ما التبرع بالدم ؟!"


لم يرد أحد بل حملقوا فيه بغرابة ليكمل 


"ليصبح خفيف دم ، تن ترا"


قهقه تايهيونغ فتعجب منه البقية يهزوا رؤسهم للكوميدي الذي يضحك بدوره 

"إذن عليك التبرع بالدم هيونغ" قال يونغي ليضحكوا البقية فعليا على نكتته غير المقصودة 

"يونغي عليك أن تتخلص من تلك الفتاة" أردف هوسوك مشيرًا على المدعوة سانا التي دلفت للمقهى مع بعضِِ من رفيقاتِها تمشي بغرور


حالما رآها يونغي أدار رأسه للجهة المعاكسة مُنزلا إياه "لا تنظروا ناحيتها رفاق" قال ليمتثل له الجميع

لحسن حظه لم تلمحه هي و عندما جلست على طاولة بعيداً ، هرولوا هاربين جميعاً من هناك على طلب يونغي 


"هي تلتصِق كالعلكة" 


"لِما لا تطلب منها الإبتعاد فحسب" قال جيمين بينما يخطون خارج المكان 

"إبنة عائِلة كانغ المدللة لا تريد الإبتعاد كما أنها تحصل على كل ما ترغب" ردد تايهيونغ ليكمل القول نامجون 

"نحن لا نريد رفقتها المزعجة ها قد أفسدت أمسيتنا"


"لا عليكم رفاق فلنتوجه للحديقة" تحرك الجميع إلى الموقع الذي أشار إليه جونغكوك 

"جيسو يا إبنتي أنتِ تغادرين باكِرا للمدرسة مؤخراً"

خاطبتها والدتها حينما كانت ترتدي حذائها تتستعد للخروج حملت حقيبتها "هذا أنسب لي ، أراكِ بالمساء أمي وداعا" و تركت المنزل للمدرسة ، كانت تتجنب الجميع في الفترة الأخيرة ، تصل باكرًا و تغادر قبل الجميع ،

منذ حادثتها مع تلك الفتاة المختلة كانت تحرص على أن لا تقع تحت أنظار يونغي حتى و لا أصدقائِه 

لوح لها تايهيونغ جيمين و جونغكوك لكنها تجاهلت نظر إليهم مراتِِ عدة أخبرت الجميع حتى عائِلتها أن كدمتها كانت جراء ضربةِِ من باب الخزانة و لزمت الصمت مُمارسةً الركض من الحقيقة ..

قبل الجميع تناولت الغذاء في المقصف ثم همت بالمغادرة ، لمحها جيمين لكنها تفادت طريقه بسرعة تاركة العديد من علامات الإستفهام فوق رأس الأخر


-


"يونغي" نبس جيمين به بينما يتناولون الغذاء ليهمهم له الأخر ، "صديقتك جيسو تتصرف بغرابة شديدة" 

رفع رأسه لينصت بتمعن 

"هي تتجاهلنا جميعاً" 

"حاولت التحدث معها لكنها ركضت قبل أن أصل إليها" قال كل من تايهيونغ و جونغكوك 


"ما خطبها كانت تتجاهلني منذ تلك الحفلة حتى أنها لا ترد على رسائلي و تلك الكدمة على وجهِها" قال بينما يبتلع ما بحلقه ليواصل "إستفسرت مينجي صديقتها لكنها لا تدري ما بها أيضا، إنها ليس بالكافيتريا حتى" غمغم بإمتعاض

"رأيتها تغادر قبل ربع ساعة فقط" تمتم جيمين للآخر


ترك مقعده لتحمله قدماه مبتعدا من هناك "سأبحث عنها" نبس لرفاقِه و مشى في أروقة المدرسة بحثا عنها ، ركض بين صفوفِها في الساحة في الملعب في كل مكان يخطر بباله لكن لا أثر لوجودها 

إستفسر زملائها لكن لم يملك أحد فكرة عن مكان تواجِدها ، أين قد تختفي هذه الفتاة تسائل بداخله ، كاد أن يستسلم ليعود أدراجه لكن مكان واحد بعد لم يبحث فيه ، تحرك أسرع من خفقان قلبه ..


~

أنهت علبة حليب الفروالة خاصتها لتدسها بحقيبتها ، عدلت هندامها ثم تفقدت الساعة "لازال لدي ربع ساعة قبل الصفوف المسائية" خاطبت نفسها بينما تخرج مرأتها الصغيرة التى بها شقوق لتتأمل وجنتها بدأت تختفي هذه الكدمة فكرت بداخلها تمسح على وجنتها بلطف جمعت أغرضِها لتحملهم ثم إستقامت من مضجعها مطلقة تنهيدة قصيرة إستدارت لترحل 

وقع ظِله عليها ، إبتلعت ما بِـ ريقها أين قد تهرب فهي تقف بسطح المدرسة و الباب يقبع خلف ظهره هو و مع ذالك تفادته محاولة الهروب ، هو أسرع منها وصلت يده إلى معصمها قبل أن تخطو ثلاث خطوات ليمسكها بِـ لئم يعيد جسدها إلى أمامه 

"جيسو لِما تهربين" 


"لست كذالك يونغي أفلتني"


"فلنتحدث قليلا"


"لا أريد" 

لاحظ أنها لا تريد النظر بعيناه و تبدوا خائِفة من شيء مجهول 


"لقد إشتقت لإزعاجك أيتها القطة" قرب أنفه من خاصتها يرخي قبضته على معصمها لتدفعه

"إسمعني يونغي أنت لا يجدر بك التواجد معي هنا الآن و بكل وقت لا يجدر بنا التحدث أو المصداقة أو أي شيء من هذا القبيل" تواصلت أبصارهم ففقد قلبها السيطرة على نبضاتِه 


"ما الذي تهذي به" قال من أفلت يدها تعابيره مبهمة

"إرسال تلك الصور كان خطأ فادح صدقني أنني أندم بشدة سامحني فليس لدي شيء أقدمه لك في مقابل ، فقط للتركني و شأني" الدموع تجمعت بمقلتاها


"هذا لا يتعلق بتلك الصور جيسو لا يهمني أمرهم بعد اليوم ما الذي يحدث معكِ أريد أن أعرف" 

"لِما تهتم لسنا أصدقاء يونغي لا يمكننا أن نكون أنا فتاة بسيطة تريد أن تعيش حياة بسيطة" 


تنهد الآخر ليس بحوزته إجابة لسؤالها فهو نفسه لا يدري غير ما يملي عليه نابِضه ،

"بِجدية ، يجب أن تبقى بعيداً عني"


"و إلا ماذا" جذب جسدها ناحية خاصته خاطفا أنفاسها المثقلة "لن تملي علي ما أفعله ، و إلا ماذا أخبريني عزيزتي" 


علقت أنفاسها بمنتصف حلقها حينما كانت يداه تدنسانِها ترسل الرعشة بمؤخرة رأسها لأسفل ظهرِها

يشاركها الهواء الذي تتنفسه ، يدقق بكل إنش من ملامحها القريبة ، قلوبهم تنبض على الوتيرة عينها ، عندما يصل الغضب لأعلى دماغ تفيضان عيناك لهبا ستنسى كيف تتصرف بحق فإحذر أن لا تتحول تلك النشوة إدماناً 

"ألا ترى أنه أقرب من المسموح مخالفًا للقوانين" 


"كل ما أرى أنني لم أتجاوز الحدود بعد فهذا القرب ليس بقربِِ ما دام يفصلنا الكثير ، فَـ يأن قلبي وجعا لشيء يحرم الحصول عليه" 


"توقف عن اللعب معي"

"و من قال أنني ألعب"


كان يرى بها شيء لم يستطع الشعور به مع أي شخص مِن قبل مشاعر مبهبة تخالج قلبه الوحيد القابع بالعتمة يتمسك بكل نبضةِِ تغادره و يصرخ للمساعدة ، يجمع شتات كيانه المهترئ يكسر القيود مطالبٍا بالإبتعاد عِن الوحدة 

مَسحت يده الخشنة على وجنتها لتأن متئلمة إبتعدت لتترك يده معلقة في الهواء "يجدر بي الإسراع لصفي"


أطلقت العنان لرجليها التي قادتها ناحية الباب قاصِدةً المغادرة ، أدارات مقبض الباب 

"جيسو من الذي ضرب وجهكِ" 


أغلقت الباب خلفها بقوة لتختفي ، ليس للغريب أن يقتحم حياتها يقلب موازينها ثم تتوقع منه أن يقف مكتوف الأيدي يشاهِد من بعيد ، 

Heera's Pov : 


"أنتِ فتاة غريبة لم قد يرغب أي أحد بمصادقتكِ"


"تلتزمين الصمت معضم الوقت تجلسين بمفردك في صف في مقصف أثناء حصة الرياضة"

"لن يرغب بكِ أحد أنتِ كقطعة حلوى مرفوضة" 


إضطجعت من نومي مفزوعة أتنفس بسرعة ، جبهتي تتعرق بشدة ، هل كان كابوسًا مخيف أم مجرد قطعِِ مفقودة من الحياة التي إعتدت عليها الآن ، الواقع المرير ، ذاك الشخص المريب المرفوض الذي نراه بالأفلام و المسلسلات هو أنا ، كوني إنطوائِية لا غير أفضِل الإبتعاد عن ضجة الحياة المتعبة

رن المنبه بجانبي مددت يدي لأوقِفه لا أريد الذهاب للمدرسة اليوم الأمر بدأ يصبح مرهِقا للغاية ، هذه سنتي الأخيرة بالثانوية سأتخرج و أخيراً وينتهِي هذا الحلم المضجِر ، ظننت أن حياتي ستبقى كما كانت هذه سنة أيضاً هادئة و مملة و لا جديد بها ، لم أرد أن يتغير نمط حياتي بصراحة، لطالما بقيت بعيدة عن أولئك المجموعات مرموقة من الطلاب بمدرستي 

راقبتهم من بعيد فقط طوال سنوات ثانوية و حتى بالمدرسة الإعدادية ، مين يونغي و أصدقائه الفتيان الأكثر شهرة من لا يريد تقرب منهم أوه حسنا قطعا ليس أنا ، صاخِبون يلهون على دوام يستمتعون بلذة الحياة لأخِرها ليس لهم مخاوِف أو هموم إنهم يعرفون كيف يعِشون بحق

مين يونغي ، إسمه بات يؤلم قلبيّ الأن ، كقطعة سكر كريستالية كان شديد البياض عيناه بلونِ القهوة يسحران من يطالِعهما ضحكته لوحدها تذيب الجليد شعره المبعثر طريقة كلامه و نظراتِه كل ما به لافِت و أخاذ حتى من لا يملك قلبا سيقع له ، منذ المرحلة إعدادية كنت أختلس النظر إليه من بعيد فقط كان دائِما محاطٌ بالإهتمام لم تُتح لي الفرصة لأصادقه فظللت أحدق من بعيد أرسم أوهام الطفولة الساذجة ، ليته يكون أميري الساحر 

حين كان ينظر إلي بالصدفة كنت أختفي خلف ستارِِ من الخجل أشعر أنني أحلق بين الغيوم و حين تحدث إلي لأول مرة لم أستطع الرد عليه بحرف واحد 

و لكن في الثانوية زاد غروره لكونه صار أكبر أقوى و أوسم زاد طوله أين أصبح رجلا ، حينها عدت برأسي إلى الأرض و محيت تلك الأحلام الغبية و ركزت على كوني الغريبة كدومًا ، و مع ذالك تمكنت من الحصول على رقم هاتفِه لأحفظه عندي ليس لسبب معين ، 

End Heera's pov 


[···]



"أماه جيسو لا تريد الإستيقاظ" ردد شقيقها الأصغر بينما يغادر غرفتها 

"أصمت أيها المزعج" رمته بأحد وسادتِها لتخبئ نفسها تحت الغطاء من جديد لم ترضى أن تبرح مكانها لولا صوت رنين هاتِفها الذي يتردد في الغرفة يكسر حاجِز الهدوء 


"رقم مجهول ، من قد يكون هذا !!" فكرت لكنها أجابت عنه على كل حال "مرحباً" 

"مرحباً، هل هذه تشان جيسو ؟" تكلم صوت عميق أجش على الخط ، يبدوا أنه يرجع لرجل بالِغ قد يكون في منتصف الثلاثينيات ،


تتردت في قول "ن-نعم ، من هذا" 

"أنا أتصل بشأن إعلانكِ في ذالك الموقِع هل مزال متاحًا حلوتِي" 


شعرت بقلبها يقع من مكانها لترفع يدها إلى صدرها

"عذرا أي إعلان ؟؟" 


"الموجود بموقِع المواعدة أنكِ تبحثين عن شخصِِ جاد لتواعِديه لقد نشرتيه ليلة أمس مع معلوماتِك الشخصية و رقم هاتِفك ، آمل أنك لا تمانعيـ -.." 

قبل أن يتمكن الشخص من إنهاء جملته رمت الهاتف على أرض مرعوبة ، لم تستطع التحكم بردة فعلها المفزوعة يدها تغطي وجهها و شقت الدموع طريقها لأسفل خديها حالتها و أفكارها عبارة عن حالة فوضى ، 

بعد وقت أخذته لتستوعِب الأمر و تهدأ قليلا تلقت فيه عدة إتصالات أخرى مجهولة ، جمعت بعض العزيمة و الشجاعة لمواجهة الأمر فهي بالفعل تعرف من المسؤول عن هذا ، لذا إرتدت ثيابها حملت حقيبتها و هرولت للمدرسة في حالة من الغضب المبعثر 

رأت يونغي و أصدقائه يقفون مقابلا لها إبتسموا و لوحوا لها كالعادة لكن ليس هذا ما أتت من أجله ، بالكاد نظرت ناحيتهم و أخذت منعطفا أخر تمشي بسرعة كبيرة محمومة تبدوا كحالة من الفوضى العارمة ،

دلفت لـ حمام الفتيات ، هاهم صديقات سانا تلك الذين يشبهنهنا شكلا و مضمونا يقمن بالتنمر على فتاة أخرى ، "أين كانغ سانا ؟!" صاحت بهم فإلتفتوا جميعا ناحيتها 


"هاي يا أنت لما تخاطبيننا بهذه الوقاحة" قالت إحداهن 

تقدمت جيسو منها و أمسكت بياقة قميصها مشددة عليها "قلت أين هي تلك الحثالة" جعل ذالك تلك الفتاة الجبانة ترتجف خوفًا لتقول "هي في الملعب" 


غادرت جيسو صوب الملعب بعدما حررت الفتاة التي كن يتنمرن عليها ، بخطواتِِ سريعة وصلت إلى هناك ها هي تلك تحاول التودد لِـ فتى أخر لن تكف عن كونها وضيعة يومًا ، 

"لِما فعلت ذالك" 


غادر ذالك الشاب لتبقى كلتاهما فقط و شرارة تنطلِق بينهما


"فعلت ماذا" 


"نشرتِ معلوماتي على إنترنت هذا تصرف وضيع"

"أردتِ أن ألقنكِ درسا لواقحتكِ معي و لأنك لم تنصتِ إلي" قالت بينما تبتسم بوساخة تلك مختلة 


"فلتقومي بمسحها و إلا "


"و إلا ماذا" نبست تتقدم ناحيتها ببطئ

"ألا تتعبين من كونكِ حثالة أبدا ، أتدرين أنكِ غير مستقرة عقليا" جعل هذا الآخر تستفز للتقدم ناحيتها بخطوات أسرع فتراجعت جيسو للوراء لكنها لوت كاحِلها فسقطت على وجهِها 

قطرات من الدم تنزل من أنفها ، هربت تلك المختلة بجلدها حين رأت أنها تتألم جراء إصابة كاحِلها 


إستقامت بصعوبة شديدة تكابر لتمشي لصفها مسحت الدم النازل لأسفل شفتها ،


"هل أنتِ بخير" سألها كل من تايهيونغ و هوسوك الذين كانو يمرون بجانبها أجابت بإختصار أنها لوت كاحِلها و سقطت ثم توجهت للحمام قصد أن تغتسل لكن لم يرضي هذا فضولهم 

فور ما أنهت و وقفت خارج باب الحمام تفاجئت به يقف أمامه ينتظِر خروجها دون حرف واحد ينبس سحب يدها ورائه بقسوة غير أبِه بصوتِها تنادي إسمه بضعف ، إلى سطح المدرسة مجدداً الغضب يفيض من حدقتاه ترك معصمها تاركاً أثار يده تُشوِهان بياضه 

"لن أخذ كذبة أخرى هذه المرة ، جيسو ما الذي حدث معكِ" أصدقائه أخبراه فورا عنها 


لم تحتمل ما يحدث لها و كيف حياتها تدمر و تسرق من بين يديها ، الألم الذي كان مدسوسا داخل قلبها أكبر بكثير من الألم الجسدي الذي تشعر به الآن ، كونها تعيش في دوامة من القلق و الخوف سمحت للدموع أن تأخذ مجراها و لتبكي بحرقة لم تستطع فيها كتم شهقاتِها العالية ،

عانق هو جسدها الضعيف البالي حين رأى إنكسارها ، ضمها إليه بشدة و بلطف في وقت عينه، ليحتوي أضلعِها المكسورة و ما يخفق بينهما بِـ وجع ، بلا وعي منها بادلته لتريح ما بـِ روحها من أسى حتى ولو للحظات قليلة 

" لا بأس أنا هنا أنا موجود " ربت برقة على خصيلاتها 


فُصل العناق بينهم ، مسحت بعض من دموعها و عاد تنفسها إلى الطبيعي وصلت يده إلى وجهِها ليرفعه ناحية خاصته سامحًا لأنظارهم أن تتصِل "ماذا هناك أخبريني" 

"سانا تلك تهددني بِأن أبقى بعيدة عنكم ، هي من ضربت وجهي ذالك اليوم ، و .. و قد نشرت معلوماتِي الشخصية على موقع مواعدة" 

قبض علي يده يبتلع ما بـِ ريقه بحنق ،


يونغي كان الأكثر إخافة حين يكون الأكثر غضبًا ، يجعله ذالك يغير شخصياته مثل قابِس الإنارة ، 

من النور إلى العتمة . 


تعليقات

التنقل السريع