وصل موكب جيمين الى
المعبد القديم المبني فوق
جبل شاهق
ارتفعت انظراهم الى أعلى
تلك الدرجات المصنوعة من
الحجارة والتي تمتد الى
اعلى الجبل لتنتهي اخيرا
بالمعبد
عددها ككل كان 568 درجة
وهي سوف تكون متعبة بحق
توقف الجميع اسفل الدرج
بعد ان تركوا احصنتهم فسألها
الامبراطور عما سيجدونه في الاعلى
وما ان كان عليه اخذ جنوده جميعا
"لا داعي لذلك.. لا خطر على جلالتك
في الأعلى، يمكنك أخذ المقربين
منك وترك البقية لينتظروك هنا"
همهم ليأمر جنوده بنصب مخيم
قريب ليبقوا فيه
بينما سيأخذ معه جونغكوك وهوسوك
واثنين من رجاله واحد منهم يكون
تايهيونغ
صعد الستة على تلك الدرجات
يتقدمهم الامبراطور بجانبه حبيبته
متجهين الى حيث يأمل ان يعثر
على بعض من اسرارها
بينما كان تايهيونغ متحمسا بشدة
هو الاخر لرؤية المكان الذي ينتظرهم
حتى انه كان ينوي التملص من الملازم
ليبقى هناك ويتدرب للأبد
او ربما ان طلب من الامبراطور فقد
يسمح له بالبقاء هنا
..
وصلوا اخيرا الى ذلك المعبد
الكبير وكم كان مكانا جميلا
محاط بالنباتات الخضراء وتوجد
خارجه بركة مياه نظيفة جدا
ولامعة كالفضة
بوابة المعبد الخارجية كانت
مغلقة فاقتربت روزي اولا
لتفتحها رغم ثقلها وكبر حجمها
فتحت على مصراعيها لتظهر
من خلفها ساحة واسعة جدا
وبالمنتصف يوجد عدد
من الاطفال متربعين على الارض
بصمت شديد وامامهم يجلس
معلمهم بنفس الوضعية يقابلهم
والجميع كانوا مغلقي الأعين
بعد انتهائهم من احدى جولات
التدريب اليومية
مع ثياب حمراء موحدة تسهل
عليهم الحركة اثناء التدريب
انظار الامبراطور وجنوده وقعت
عليهم ليرفعوا حواجبهم متفاجئين
من رؤية اطفال هنا
لكن روزي قاطعت تحديقاتهم بالمكان
لتدعوهم الى الداخل حيث ستعرفهم
على المعلم الاكبر والذي يكون حفيد
مؤسس هذا المعبد
بينما كانوا يسيرون خلفها عدى
جيمين الذي يتخذ جانبها
كانت هي تتحدث وتشرح لهم
عن هذا المكان بطريقة مختصرة
قدر الامكان
"هذا المعبد قد بني هنا منذ وقت طويل
جدا.. على يد معلم هو من اكتشف اسرار
فن القتال، اتخذ حينها عدة اشخاص يدربهم
وابنه واحد منهم، هكذا تناقلت العائلة ارث
المعبد.. فيحضر الى هنا اشخاص من مختلف
الاعمار للتدريب.
هذا المكان لا يركز فقط على تدريب
القتال فقط، بل هو كذلك يعلم فنون
الطب و الشفاء، يأتي الناس الى هنا
من بقاع الارض بحثا عن العلاج.. وهم
دائما ما يجدونه، هذا المكان مليء بالسلام
والراحة النفسية.. ولا احد سيقوم بتهديد
حياتكم لذلك يمكنكم الاسترخاء"
انهت كلامها عندما وصلت الى باب
مغلق طرقته ثلاث مرات ثم دفعت به
لتدخل اولا وتنحني للشخص الذي
يجلس بالداخل ثم تتراجع وتعرف
جيمين عليه
"مولاي.. هذا يكون المعلم شينغ تاو،
جميع من في هذا المعبد قد تم تدريبهم
على يده او على يد متدربيه بنفسهم"
اكملت حديثها لينظر جيمين نحو
الرجل العجوز الجالس أرضا وتحيط
به شموع مطفأة تشكل صفوفا كثيرة
امامه
شعره أشيب و لحيته البيضاء طالت
كثيرا لتصل الى صدره بينما كان
يرتدي ثوبا أبيض
نهض الرجل بعد لحظات ليلتفت
بأعينه المغلقة ويفتحها فتظهر
مقلتاه يغشاهما البياض فعلموا
فورا انه أعمى
ابتسم الرجل لينحني للامبراطور
قبل ان يتحدث بصوته القوي الذي
يناقض عمره
"مولاي الامبراطور.. لقد شعرت بهالتك
المهيبة حالما وطأت قدماك أرض المعبد..
شرف لنا الوقوف في حضرتكم"
رغم ان روزي لم تخبره ان الامبراطور
هنا هو استطاع معرفة ذلك بنفسه
وكأنه يرى
الان قد صدق جيمين ان قدرات
هذه الفتاة لم تكن شيئا خارقا
لا يمكن تعلمه.. بل هو فقط نتيجة
للتدريب على يد شخص خبير
تحدث الامبراطور مع ذلك المعلم
لينتهي الامر بأن سمح لهم الاكبر
ان يتجولوا في المكان كما يشاؤون
غادروا جميعا لتبقى بارك روزي
وحدها مع معلمها
تاو: سعيد بعودتك ايتها المعلمة
روزي: انا ايضا.. اشتقت الى هذا
المكان
تاو: اذن.. ارى انك نجحتي في
مهمتك، ارجو ان تحافظي على
ذلك وتذكري دائما.. لا مكان للمشاعر
في قلوب فقدت لونها
روزي: حاضر
تاو: اعلم انك أدرى بهذه الامور لكنني
احب دائما تذكيرك بارك، انت معه فقط
لتحميه.. هذا مفهوم أليس كذلك؟
روزي: مفهوم.. لن اخذلك ايها المعلم
تاو: ابقي مركزة وانت هناك فقد
يأتي يوم تتغير فيه الأوامر.. وان
حصل ذلك سأرسل لك من يخبرك.
غير جيمين ثيابه ليرتدي اخرى
بيضاء مثل تلك التي يرتديها بقية
المتدربين هنا
وكذلك ارتدى هوسوك و جونغكوك
بينما تاي والجندي الاخر ارتديا
ثيابا حمراء
احد المعلمين قاموا بمرافقة
الامبراطور في جولة حول المكان
ومعه هوسوك وجونغكوك
اما تاي وصديقه فقد قررا الانضمام
الى الاطفال الذين يتدربون في الساحة
بعد لحظات ظهرت لروزي لتقف بعيدا
قبل ان تقترب منهم فتوقفوا جميعا
عن التدريب بأمر من معلمهم ليواجهوها
ثم ينحنوا لها
"تايهيونغ.. الحق بي"
تحدثت ليغلق المعني فمه ثم يلحق
بها تاركا صديقه بمفرده هناك
تاي: مهلا.. مالذي حدث للتو؟
روزي: ماذا؟
تاي: لقد انحنوا لك!!! هل انت
مقدسة هنا ام ماذا؟
روزي: هم ينحنون لمن هو أقوى منهم..
ينحنون للمعلمين
تاي: هذا يعني انك معلمة هنا؟
لا تبدين كذلك ابدا
روزي: الحق بي وانت صامت
تاي: اوه حسنا.. لكن الى اين؟
لم تجبه واستمرت بالسير بهدوء
متجهة صوب الجزء الخلفي للمعبد
حيث توجد بوابة اخرى مفتوحة على
درج يؤدي لأعلى الجبل المحادي لهم
الدرج لم يكن مختلفا عن الذي صعدوا
به من قبل لكنه كان اقصر
وصل الاثنان الى الاعلى حيث توجد
بركة مياه كبيرة وشديدة الصفاء
تحيط بها صخور مغطاة بالطحالب
الخضراء
ذاك المكان كان شديد الهدوء
لا يسمع فيه اي صوت عدى
ذاك الذي يصدره تاي وهو
ينظر حوله متساءلا لماذا
احضرته الى هنا
"ان كنت تريد النجاح في تأملك
فعليك المحاولة كل يوم.. وهذا
المكان سيساعدك على تصفية
ذهنك"
تحركت لتجلس بجانب البركة
ففعل نفس الشيء وحاول
التوقف عن التفكير رغم تلك
الأسئلة التي تدور في عقله
"اغلق عينيك.. استمع إلى دقات
قلبك.. نظم أنفاسك معها، ركز
على تنفسك فقط، لا تفكر في
اي شيء عدى تنفسك، وبعد ان
تنجح في فعل ذلك استمر فيه
حتى تنسى نفسك وتتوقف عن
التفكير"
هذه المرة قدمت له بعض الارشاد
الذي استمع إليه بتركيز وحاول
تطبيقه لجعل الأمر اكثر سهولة
ولو بمقدار ضئيل
نظم تنفسه وتوقف عن التفكير
في اي شيء سوى ذلك
من الصعب جدا التحكم في
العقل وإطفاءه
وحينما ينجح الشخص في
فعل ذلك.. فإن كل شيء
يغدو ممكنا بالنسبة له
المرة الماضية نجح لمدة
قصيرة لكنها كافية لتظهر
له كم انه شعور رائع
وهذه المرة نجح ايضا واستطاع
فعل ذلك لمدة أطول امتدت
لدقيقة واحدة ثم انقطع تركيزه
تنهد ثم فتح عينيه ليجد نفسه
جالسا بمفرده ولا اثر لها
احضرته هنا ليمضي وقته في
التدريب ولن تبقى معه بالطبع
مدد ذراعيه قليلا وغسل وجهه
في مياه البركة قبل ان يعود
مجددا لتدريبه الذي أصر على
النجاح به فهو متحمس للنزول
واخبارها بذلك
بعد عصر اليوم
كان جيمين يقف في غرفة فارغة
تستخدم للتدريب تملك نافذة كبيرة
مطلة على الوادي بأكمله
استطاع رؤية الجبال المحيطة بالمكان
والخضرة تغطيها.. مع أنهار متفرقة
تتدفق من اماكن مختلفة بالصخور
وتنزل لتصب جميعا في نهر واحد
منظر جميل ختم بالأشعة الذهبية
للشمس التي بدأت تنخفض استعدادا
لغروبها
سمع خطوات خافتة جدا تسير
من خلفه وهو علم صاحبها فورا
ليلتفت اليها فتوقفت وانحنت
ابتسم بخفوت ليقترب بعدها
ويسحبها اليه فتقف بجانبه
امام النافذة بينما يضع يده
على خصرها ويراقب جانب
وجهها الهادئ تحت ضوء الشمس
الذهبي
جيمين: هنا حيث تدربت اذن..
روزي: اجل مولاي
جيمين: ليس كما تخيلته.. من هنا
حصلت على تلك الجروح
روزي: بل من هنا حصلت على القوة
للاستمرار.. دعنا نرتح الليلة وغدا سأريك
كل ما تريد معرفته
جيمين: اين هي عائلتك؟
روزي: لماذا هذا السؤال المفاجئ الان؟
جيمين: قلت انهم تركوك هنا للتدريب
فأين هم الان؟ لماذا لم يبحثوا عنك؟
روزي: لقد تركوني هنا بمعنى انهم
تخلوا عني.. وضعوني بالمعبد
ولم يعودوا يوما للسؤال علي
لم يستشعر اي تأثر في نبرة صوتها
او حزن على ما تحكيه وكأنه أمر
غير مهم
في الواقع لم يسبق أن رآها تظهر
أي نوع من المشاعر امامه
عدى عن الايام الاولى لوجودها
في القصر
لقد سبق ان رآى ابتسامتها لكنها
خافتة جدا وكأنها مجبرة عليها
أدارها ناحيته وأمسك وجهها بكلتا
يديه لتفتح هي عينيها وتضعهما
في خاصته
عيونها الاشبه بقواقع زجاجية
انعكس داخلها نور الشمس اثناء
غروبها
حدق بهما بانبهار للحظة قبل ان
يقترب ويأخذ شفتيها بقبلة
رقيقة تليق بهدوء محيطهما
وصفاءه ثم يبتعد ملصقا
جبينيهما معا و يهمس لها
"وراء رضوخك هذا سر علي
معرفته.. فمتى ستخبرينني به؟"
صمتت للحظة قبل ان ترفع يديها
وتضعهما على خاصته لتجيب بنفس
همسه
"لكل شيء وقته المناسب..
موعد العشاء سيكون بعد المغيب
دعني أخذك الى غرفتك"
انزل يديه وابتعد مفلتا اياها
فهمت بالمغادرة اولا لينظر
هو الى الغروب بتمعن قبل ان يلحق بها
لا شيء تغير بينهما بعد ليلة
الأمس سوى أخذه اياها الى
خيمته وجعلها تنام بجانبه
لا شيء تغير بينهما بعد ليلة
الأمس سوى أخذه اياها الى
خيمته وجعلها تنام بجانبه
هي لا تنوي الحصول على اي
معاملة خاصة وبالطبع لن تتوقف
عن مناداته بعبارات الجلالة
بينما كان هو ينوي عكس ذلك
..
بعد مغيب الشمس
هي لاحظت ان تايهيونغ لم ينزل
بعد من على الجبل
هناك عدة تفسيرات لذلك
ربما ضاع
ربما وقع من فوق الجرف
ربما غرق في البركة
او ربما نجح في التأمل ولم
يلحظ تأخر الوقت
وجميعها ممكنة عدى الاخيرة
صعدت هي الى هناك لتجده
مستلقيا على الارض ينظر
الى السماء الصافية المزينة
بالنجوم
انعكست اضواء النجوم في
مقلتيه اللامعتين مع تلك
الابتسامة الخافتة التي لم
تبرح شفتيه
اتجهت نحوه واستلقت بجانبه
ليلتفت وينظر اليها فتتسع ابتسامته
ويبدأ بإخبارها بما فعله في غيابها
تاي: لقد نجحت
روزي: لا اصدقك
تاي: و-ولكنني فعلت ذلك حقا
روزي: كم من الوقت؟
تاي: لا اعلم.. لكنه كان رائعا
واعلم انني قضيت مدة اطول
هذه المرة
روزي: هذا جيد.. لكنه لا يعد نجاحا، مازلت
تحاول، عندما تنجح في ذلك فستكون
قادرا على القيام به في اي مكان وليس
فقط بالأماكن الهادئة.. بل حتى شديدة
الصخب
تاي: في ماذا سيساعدني هذا بالضبط؟
روزي: عندما تعتاد عليه ستكون اكثر
قوة.. في نزالاتك سوف تستطيع
التركيز ومواجهة اكثر من شخص
في ذات الوقت وبدقة اكبر حتى
لو كنت وسط حرب
تاي: مذهل.. وسأكون قادرا على
المشي على الصخور مثلك؟؟
روزي: ربما.. هذا يحتاج تدريبا اخر
تاي: كم من الوقت سأحتاجه بالضبط
حتى اتقن كل شيء؟
روزي: عشرون سنة
تاي: ماذا!؟
روزي: انت لم تبدأ منذ طفولتك لهذا
سيكون صعبا جدا ان تتقن كل شيء..
لكن من يعلم.. قد تفاجؤني
تاي: هذا ليس مشجعا ابدا.. عشرون
سنة!! انا في العشرين من عمري
روزي: لو انك بدأت منذ طفولتك لكنت
الان قريبا من الاتقان
تنهد بحسرة وهو يتابع التحديق
بالسماء ثم نظر اليها ليجد عينيها
مفتوحتين
تاي: هل تستطيعين رؤية النجوم؟
روزي: لا
تاي: مالذي ترينه اذن؟
روزي: لا شأن لك
تاي: اااه هيا اخبريني
روزي: لما لا اجعلك أعمى وسترى
بنفسك ما أراه
تاي: لا شكرا.. ما زلت اريد
رؤية امي
روزي: طفل
تاي: اخبرتك انني لست طفلا..
روزي: الافضل ان تنزل وتنام
في غرفتك.. فقد فاتك وقت
العشاء
تاي: ماذا؟؟ لماذا لم تخبريني
ان العشاء يقدم باكرا!؟
روزي: أردت التحديق في النجوم
بدل تناول الطعام فلا تلمني
وانزل قبل ان يغلق المعبد فتنام
بالخارج
تحدثت وهي تنهض لتنزل فلحق
بها فورا وهو يثرثر ويتذمر بشأن
الطعام
فجر اليوم التالي
استيقظ الجميع على صوت قرع
مرتفع يعلمهم بأن الصباح قد
حل اخيرا وعليهم النهوض
استيقظ جيمين ونهض ليغتسل
بعد ان وجد نفسه نائما بمفرده
فقد غادرت مفضلته قبل دقائق
عديدة
الغرف هنا متجاورة وجدرانها
مصنوعة من الورق لذلك يسهل
سماع اي شيء من خلالها
لكن ورغم ذلك هو لم يسمع
شيئا طوال الليل
الهدوء كان شديدا لدرجة شعوره
ان صوت تنفسه سوف يسمع
كالضجيج
فتح النافذة المطلة على الجهة
الاخرى من المعبد حيث تشرق
الشمس
الهواء نقي جدا هنا والجو ساكن
وكم هو مريح النوم والاستيقاظ
في مكان بعيد عن القصر الخانق
والمسؤوليات التي تنتظره كل
صباح
كما انه قد شعر بالحرية والأمان
لا يحتاج لعدد كبير من الحراس
ليقومو بحمايته من اي هجوم
مفاجئ
هو هنا فقط مع المقربين منه
اجتمعوا كلهم لتناول الفطور
بعد استيقاظ الجميع ليتوجهوا
بعدها كل الى عمله
منذ استيقاظهم وحتى ذهابهم
الى النوم هم يعملون ويفعلون
شيئا
لا يجب ان يتوقفوا
خرج تايهيونغ ليصعد الى الجبل
مثل الأمس ويتدرب مادام قادرا
على فعل ذلك هنا
بينما في الجهة الاخرى كان
جيمين يسير برفقتها لتشبع
بعضا من فضوله كما وعدته
"هؤلاء الاطفال يأتون الى
هنا ليتم تعليمهم القتال لفترة
ثم يرحلون ويعودون الى منازلهم..
بينما المعلمون يتخذون هذا المكان
منزلهم.. عندما أتيت الى هنا وانا
لا ارى أخذوا وقتا ليبحثوا عن علاج
لكن الامر لم يكن مفيدا لذلك بقيت
هنا أنتظر عودة والداي لأخذي، عندما
تأخرا في العودة اخبرني المعلم تاو
ان عليه تعليمي أسس النجاة لوحدي
فالشخص الاعمى سيصبح عبئا على
من حوله
لذلك تدربت بكل جهد حتى
لا احتاج لمساعدة احد في السير، ظننت
في البداية ان التدريب لن يكون طويلا
او قاسيا.. لكنني اخطأت، أرأيت ذلك
الدرج بالخلف والمؤدي للأعلى؟ صعدته
بمساعدة المعلم ونزلت ايضا بمساعدته
في اول مرة لكن في اليوم التالي
أمرني بالاعتماد على نفسي
في اول محاولة سقطت من
على الجرف فوق صخرة واستطاعوا سحبي
مع بعض الكسور.. وفي كل محاولة كنت
أتأذى لكنني في نفس الوقت أتعلم من
اخطائي.. واعتاد اكثر على الظلمة، لذلك
اتخذت الألم حافزا حتى اصبحت اتقدم
لأكون ما انا عليه الان.. فخورة بكوني
على قيد الحياة "
كان ينظر اليها طوال الوقت مراقبا
وجهها الذي لا يظهر اية تعابير
ونبرة صوتها الثابتة التي لا تتغير
مع اي جزء من كلامها كأنها تحكي
قصة من نسج خيالها وليس ماضيها
هي
الان فهم لماذا تملك كل تلك الندوب
ليس سهلا ان تتجاوز تدريبا قاسيا
هنا ولا بد من ان تدريبها كان من
نوع اخر
توقفا امام شلال يقبع اسفل الجبل
في مكان محاط بالنباتات الخضراء
فنظر إليها وتحدث
" لا بد من ان كل تلك السنوات من
التدريب قد جعلتك تنسين الألم"
"ليس كليا.. لكن اجل"
"كما انها أنستك جميع مشاعرك معه.."
صمتت قليلا بينما استمر هو في
التحديق بها قبل ان يمسك يدها
ويسحبها اليه لتخفض وجهها وتتحدث
بتلك النبرة الباردة
"صحيح.. وانا اسفة مولاي، اسفة
لأنني غير قادرة على مبادلتك الحب
كما ترغب "
"اسفة مولاي.. لأنني غير قادرة على
مبادلتك الحب كما ترغب"
لحظة صمت مرت جعلته يفهم السبب
وراء عدم خوفها منه ورضوخها امامه
هي لا تشعر ولا تملك شيئا لتخسره
لا تهتم
كأنها جسد مسخر بدون روح
صمته الطويل جعلها تعتقد انه
انزعج من الأمر فانحنت ارضا
على ركبتيها وهي تعتذر
نظر اليها قبل ان ينزل الى مستواها
ويضع يده تحت ذقنها ليرفع وجهها
ويجعلها تنهض وتقف امامه
حدق في وجهها بهدوء ويده
ماتزال تحت ذقنها
لا يعرف ما يقوله بالضبط او ما يفعله
بها الان
ليس خطأها انها لا تملك مشاعر
تعطيها له لكنه محبط قليلا
ويشعر ان هناك شيئا خاطئا
هناك شيء مفقود وغير مفهوم
مرر ابهامه على شفتها السفلى
ثم تحدث بنبرة هادئة
"لا بأس.. فهذا ما يميزك على كل حال..
اعلم انك لا تمنعينني من لمسك لأني
الامبراطور، لكنني لن أفعل وسأنتظرك
حتى تستعيدي مشاعرك.. أعلم انك ستفعلين"
ابتسم بلطف ليقبل خدها ثم يبتعد
ويكملا جولتهما بالمكان
في اليوم التالي قرروا الرحيل
فجرا ليصلوا مبكرا الى القصر
رغم رغبته في البقاء اكثر الا
انه غير قادر ولا يملك الخيار
فهو امبراطور
على صهوات الاحصنة اجتمعوا
مع بقية جنودهم ليتجهوا الى
القصر
في اليوم التالي قرروا الرحيل
فجرا ليصلوا مبكرا الى القصر
رغم رغبته في البقاء اكثر الا
انه غير قادر ولا يملك الخيار
فهو امبراطور
على صهوات الاحصنة اجتمعوا
مع بقية جنودهم ليتجهوا الى
القصر
هناك حيث استقبلهم الجميع
باحتفال كبير بمناسبة فوزهم
على الممالك المعادية وضم
المزيد من الاراضي الى الامبراطورية
جلس على عرشه ليسمع الاخبار
من مستشاريه الذين جهزوا لهذا
الاجتماع
يخبرونه بكمية الغنائم التي حصلوا
عليها وايضا الأسرى الذين أمسكوا
بهم
جونغكوك: جلالتك.. كما تعلم فقد هرب
الملك مع المقربين منه قبل ان نصل
الى قصرهم.. لكننا ارسلنا كتائبنا
خلفهم وقد استطاعوا القبض على
بضع اشخاص منهم الأميرة أريس
وجميع خدمها وأملاكها التي كانت
تأخذها معه
جيمين: وأين وضعتم الأميرة؟
جونغكوك: فعلنا ما أمرتنا به وقمنا
بسجنها
جيمين: يجب ان نستغلها جيدا فغايتنا
ليست الفوز بالأراضي فقط.. والدها
أرسل لي رسالة وقحة جدا تحمل التحدي
بين سطورها، وانا سأجعله يندم على ذلك
جونغكوك: مالذي تنوي فعله بها جلالتك؟
جيمين: سأقرر لاحقا.. وحتى ذلك الوقت
سنتركها في السجن واياكم وأذيتها
..
في مكان اخر من القصر
هرول تاي على الدرج نازلا الى
المكتبة متحمسا للقاء صديقه
جين وإخباره بكل ما فعله اثناء
رحلته الى المعبد
هناك وجد طبيب القصر مين يونقي
جالسا مع اثنين من الأطباء وامامهم
الكثير من الكتب
انحنى لهم ثم تجاوزهم للذهاب
والبحث عن دودة الكتب تلك
مر بين بضعة خزائن ليلمحه اخيرا
وهو يمسك كتبا كثيرة بذراعه بينما
يده الاخرى تبحث بين الرفوف عن
شيء معين
اقترب منه تايهيونغ ليضرب كتفه
فيلتفت الاكبر اليه بأعين متفاجأة
جين: اوه لقد عدت اخيرا.. اخبرني
ماذا حدث معكم ولماذا تأخرتم
في المجيء
تاي: لدي الكثير لأحكيه لك دعنا
نجلس اولا
جين: لا استطيع الان.. انا ابحث عن
كتب مهمة لأجل الطبيب يونقي
اذهب انت وسألحق بك عندما انتهي
تاي: ياللازعاج.. اي كتب هذه التي
يبحث عنها؟
جين: هو يأتي كل فترة للبحث في
امور الطب
تاي: أليس طبيبا؟ من المفترض انه
يعلم كل شيء خصوصا انه امهر
طبيب في الامبراطورية
جين: صحيح انه الأكثر مهارة و خبرة..
لكن الانسان لا يعلم كل شيء.. مهما
تعلمنا سنجد شيئا جديدا يقابلنا فنعود
ونستنجد بالكتب
تاي: عن ماذا يبحث بالضبط؟
جين: مرض غريب أصيب به ابن احد
النبلاء وهو لم يترك طبيبا الا واستشاره
لكنه لم يجد علاجا له، هو حتى احضر
السحرة لاعتقاده انه مسحور لكنهم
نفوا ذلك
تاي: يبدو مرضا سيئا.. ما اعراضه؟
جين: يتقيأ دما اسود ويسعل طوال
الوقت.. شاحب جدا ولا يستطيع
الأكل، تأتيه نوبات ألم في جسده
وخصوصا معدته فتحرمه النوم
تاي: اوه ياللمسكين.. ارجو ان
يقدروا على مساعدته، اذن سأتركك
تساعدهم على البحث وسأعود لاحقا
للحديث معك
جين: لا داعي.. سأعطيهم هذه الكتب
وآتي حالا اذهب انت وانتظرني في
الغرفة
اومأ تاي ليذهب الى تلك الغرفة
الصغيرة المليئة بالشموع والكتب
ليجلس وينتظر دخول الاكبر
فتح جين الباب بعد فترة ودخل ليجلس
هو الاخر مقابل تايهيونغ مصغيا لما
سيقوله وهو قد سرد له كل شيء
بالتفاصيل
جين: من وصفك لذلك المعبد اعتقد
انه معبد بوذي
تاي: غير صحيح.. المعابد البوذية
لا تخلوا من تمثال بوذا لكن هذا
المعبد لم يحتوي على اية تماثيل
او رموز دينية حتى
جين: هكذا اذن.. لقد قلت انهم
يعالجون الناس هناك ايضا
أليس كذلك؟
تاي: اجل.. وانا بنفسي شهدت عملية
علاج رجل غاب عن الوعي لأسبوع
كامل كأنه دخل في سبات.. قاموا
بعلاجه بوخزات الابر واستعملوا بعض
الأبخرة ذات الرائحة الغريبة وجعلوه
يتناول اعشابا قيل انها لا تنموا الى
جنب البحيرة المباركة في رأس الجبل
جين: وهل استيقظ الرجل بعدها؟
تاي: بالتأكيد.. لقد استيقظ فورا بعد
انتهاء طقوس المعالجة وانا كنت منبهرا..
لماذا لا تخبر الطبيب يونقي عن المعبد
فإن لم يجدوا له دواء هنا ربما سيجودنه
هناك
جين: سأفعل.. لكن لدي فكرة اخرى
لما لا تخبر بارك روزي اولا.. ربما تعلم
السبيل الى معالجته بما انها كبرت
هناك
تاي: لا اعلم.. لا اظن انها تجيد اساليب
الطب، هي تعرف كيف تكسر العظام فقط
جين: جرب فلا تعلم ما تخفيه تلك الفتاة
تاي: لقد رأيت الامبراطور معها وهما
يتحدثان بكل أريحية طوال الوقت كما
لو كانا صديقين.. لم يعد مخيفا او
يظهر لها جانبه الشرير كما يفعل مع
جواري وخدم القصر
جين: هي مختلفة.. يرى فيها سلاحا
مميزا عليه اكتسابه الى صفه، لذلك
يتصرف بغرابة
تاي: لم اعهدك بهذا الغباء جين مع
انك تسهر على الكتب وتستيقظ عليها
الا انك احمق كبير.. هل تظن حقا انه
يعاملها هكذا فقط لأنها مختلفة؟
جين: بالطبع هو يفعل.. لقد قامت
بحمايته وأوفقت السهم عن اختراق
رأسه فكيف تتوقع ان يتصرف مع
من انقذ حياته؟
تاي: كان ليعطيها مكافأة فقط
وليس ان يجعلها تشاركه خيمته
وغرفته
جين: لم تخبرني انهما تشاركا الخيمة
تاي: في اليوم الذي يسبق وصولنا
الى المعبد.. رأيته يغادر خيمته
ويذهب اليها، بقيا في الداخل للحظات
ثم خرجا ولحقت به لتنام في خيمته..
انها عشيقته ايها الابله
جين: وانا ما شأني لماذا تخبرني
بذلك؟
تاي: هناك حرفيا عشرون جارية
أجمل منها في القصر وكل واحدة
تنسيك في الأخرى لكنه قضى معهن
ليلة واحدة ولم يعد ليطلبهن مجددا..
هو حتى لم يملك جارية مفضلة في
حياته، مالذي يجعله يختارها هي؟
امرأة عمياء جسدها مليء بآثار تدريبها
الوحشي..
جين: مالذي ترمي إليه تايهيونغ؟؟
تاي: الأمر مثير للريبة فقط.. ليس
سهلا التأثير في شخص مثل الامبراطور
ان لم تأثر به اجمل الجميلات فمن سيفعل؟
فتاة عمياء؟
جين: وانت مالذي جعلك تلحق بها
كل هذه المدة وتطاردها؟
تاي: غموضها مثير للاهتمام وانا فضولي
جين: بالضبط ايها الاحمق الأكبر..
هو شعر بالفضول اتجاهها مثلك
تماما مما جعله يتحدث معها..
الجميع يعلم انه يمنع جواريه من
الحديث معه والخادمات لا يرفعن
بصرهن اليه حتى، بما انها اول مرة
يتحدث فيها مع فتاة غامضة ومثيرة
للاهتمام فهو بدأ يتوغل عميقا في
معرفتها لذلك وقع في حبها، هذا
بديهي جدا ولو لم تكن اكبر منك
يا رأس الجوزة لوقعت في حبها
ايضا ولكنت في ورطة
تاي: كيف لك ان تعرف كل هذا؟
جين: انا احد حكماء القصر كما
تعلم.. استطيع التخمين فيما تفكر
تاي: اذن خمن فيما افكر الان
جين: انت جائع.. كالعادة
تاي: مهلا هذا ليس عادلا
اصوات بطني هي من فضحتني
استقام جين من مكانه بعد ان
استمع الى ما سرده تاي ثم
غادر ليعود ويرى ان كان الاطباء
في حاجة للمساعدة
فكر تاي مليا في أمر اخبار روزي عن
مرض ذلك الفتى فلعلها تعلم ما
يجدر بهم فعله
في الواقع هو لم يكن مهتما كثيرا
بذلك المريض بل كان يراها فرصة
لمعرفة بقية اسرارها
لربما هي تعلم اكثر مما تظهره
وبالتفكير في الأمر فإنها قطعا
تجيد بعص فنون التطبيب، فكونها
معلمة في القتال لا يعني انها
قوية جسديا فقط، بل فكريا ايضا
لن تنفعك قوتك لو لم تكن ذكيا
وهي امرأة قوتها الجسدية لن
ترقى الى قوى الرجال، لذلك
هي ستلجأ للتعلم عن جسد
الانسان وتدرس تفاصيله وبنيته
لتعلم اين تضرب بدقة
بعد لحظات عاد جين ومعه صينية
طعام ليضعها امامه ليأكل منها
ويغير الموضوع، وهذه المرة
اخذ يحادثه عن المعركة وكيف انه
قتل العشرات من الاعداء
طبعا مع بعض المبالغة الطفولية
في سبيل ابهار صديقه المدفون
بين الكتب والاقلام
في طريقه للمغادرة من المكتبة
مر من الحديقة حيث كانت خادمة
تهتم بالأزهار مع البستاني العجوز
توقف بعيدا يراقبهما باهتمام ليسمعها
تناديه "جدي"
بعد لحظات من وقوفه هناك لاحظ
انها تبدو مألوفة له بطريقة ما
يعلم انه رآها في مكان ما وربما
التقى بها او تحدث معها ولم يذكر
كان شاردا فيها حتى سمع صوتا
يتحدث من خلفه وقد كان قريبا
منه جدا
"مالذي تفعله هنا؟.."
انتفض وقد اصابته القشعريرة
لقرب ذلك الصوت بحيث شعر
بأنفاس المتحدث ترتطم بأذنه
ابتعد لينظر خلفه ثم يخرج نفسا
عميقا ويمسك على قلبه
تاي: انت ستتسببين لي بالموت
يوما ما وهذا امر لا شك فيه
روزي: لماذا تقف هنا كاللوح أليس
لديك عمل؟
تاي: وكيف تعلمين انني لم اكن أعمل؟
روزي: الوقوف في مكان واحد والتحديق
بالناس لا يعتبر عملا، قلل من فضولك
واشغل نفسك بالعمل ان كنت مصرا
على النجاح
تاي: اجل اعلم.. التدريب، سأذهب الى
الملازم هوسوك لأكمل تدريبي الروتيني
ثم سأكمل تدريبك انت.. اتفقنا؟
روزي: لا اهتم، انت تفعل ذلك لنفسك
وليس لي
تاي: بما أنك هنا أريد سؤالك
روزي: ماذا؟
تاي: هناك فتى مريض جدا لم يستطع
احد إيجاد علاج لمرضه.. وكنت
أتساءل إن كنت تقدرين على مساعدته
روزي: هل أبدو لك طبيبة؟
تاي: لا لكن-
روزي: اذن لا تزعجني واهتم بشؤونك الخاصة
مرت بجانبه لتسير مغادرة الحديقة
ليعيد أنظاره نحو الفتاة وجدها ليجد
انهما رحلا ايضا
تنهد وأكمل طريقه للقاء الملازم هوسوك
الذي بدأ مؤخرا يؤنبه لتأخيره المتكرر
...
فتحت أبواب السجن لينحني كل من
بالداخل والخارج لدى مرور الإمبراطور
من بينهم ليدخل رغبة في رؤية الأميرة
أريس التي اصبحت أسيرة الحرب لديهم
مع مجموعة من خدمها ووصيفاتها
توقف امام زنزانتها حيث كانت مستلقية
على كومة قش تحضن ساقيها الى
ذقنها وتنظر الى الفراغ
حالما رأت ظله امام زنزانتها حتى
قفزت من مكانها لتعدل جلستها
فتح الحارس الباب ليتقدم ويدخل
بينما تبتعد هي للخلف خوفا منه
رغم عدم رؤيتها له في حياتها
الا ان تلك الندبة الكبيرة على وجهه
جعلتها تحزر فورا من يكون
وقف امامها ينظر اليها بجمود
بينما هي ترتجف بخوف وتنظر
للأسفل لا تستطيع مواجهة نظراته
اما هو فلم ينكر ابدا كونها جميلة
يليق بها لقب الأميرة
خصلات شعرها بنية اللون مثل
لون عينيها الواسعيتين وبشرتها
بيضاء صافية وناعمة
وجهها يحمل ملامح أجنبية اكثر
منها صينية لكون والدتها ذات
اصول مختلطة مما جعلها مميزة
جيمين قد علم من رجاله انها
الابنة لوحيدة لوالدها ومن المفترض
انها ستتزوج من أمير مملكة اخرى
لتتحد كلتا المملكتين ويجلس زوجها
على العرش
لكن الخطط تم احباطها من طرف
الامبراطور ولم يعد هناك زواج
او مملكة
اقترب اكثر منها لتشد يديها حول
ركبتيها تلصقهما الى صدرها ثم
اغلقت عينيها بقوة عندما انحنى
الى مستواها لينظر اليها عن قرب
تتذكر جيدا تلك الاساطير التي يحكونها
عن الامبراطور القاسي
وكيف انه يعاقب جواريه باقتلاع
اعينهن إن تجرأت اي منهن على
النظر اليه
هي قد صدقت هذه الاقاويل وتذكرتها
جيدا في هذه اللحظة لذلك تملكها
الخوف من ان يقوم بإيذائها بتلك الطريقة
الوحشية
في العادة هي وقحة جدا سليطة اللسان
لكنها الان اصبحت كالعصفور المبتل ينتظر
ان تجف أجنحته ليفردها من جديد
شعرت بأصابعه تحت ذقنها وصوته
يقول بهدوء "افتحي عينيك"
فتحتهما فورا لتراه عن قرب وهو
يشاهد لون عينيها الغامق الذي
يتحول الى العسلي ما ان تقف
تحت ضوء الشمس
"لا تخافي.. انت هنا في آمان ما دمت
تتصرفين بحكمة، انت ضيفتنا وسنعتني
بك.. "
تحدث مع ابتسامة جانبية لتهدأ هي
وتسكن رغم هيجان قلبها وخفقانه
بخوف
فاستقام ليغادر ويأمر بالاعتناء
بأمرها
أخرجوها من تلك الزنزانة ليقومو
بأخذها الى غرفة في القصر حيث
أعدت لها بضع قطع من الثياب
وخادمات يعتنين بها
فهي أميرة بعد كل شيء ولم تفعل
شيئا خاطئا غير كونها ابنة شخص وقح
الان هي ستبقى سجينة غرفتها
مع حراس يرافقونها طوال الوقت
ان ارادت الخروج والتجول
لكن الإمبراطور حتما لم يكن يعلم
ان اكبر المشاكل ستأتي من تحت رأسها
مساء ذلك اليوم.. تحديدا عند الغروب
طرقات خفيفة على باب إحدى غرف
جناحه أخرجته من شروده ليسمح للطارق
بالدخول
فتحت الباب وتقدمت منه لتنحني
بينما كان هو جالسا على الارض
على وسائده الحريري المريحة
اقتربت منه بهدوء حيث كان
يواجه الشرفة المفتوحة ينظر
إلى غروب الشمس
وقفت بجانبه ليرفع عينيه اليها
ثم يمد يده ويمسك خاصتها
فتقترب منه
جعلها تسير أمامه ثم سحبها برفق
لتجلس في حضنه بين ساقيه
وتضع رأسها على صدره
هو يعلم جيدا ويلاحظ مدى تغيره
منذ أن التقى بها
منذ أن تحدث معها وتعرف عليها
لم يعد يهتم ان رفعت احداهن
أنظارها إليه، اما بالنسبة للمسه
فهو لم يعد يسمح لأحد غيرها
بدخول حمامه معه
يشعر بأنها تمده بالسكينة حينما
تكون حوله
يريدها ان تبقى دائما معه
ربت على ظهرها بيده بينما
يشعر بوقع دقات قلبها الهادئة
على صدره
شدها أكثر إليه
ودفن وجهه في خصلات شعرها
يستنشق رائحتها عن قرب
قهقه فجأة بنبرته الخاملة
لتشعر بذبذبات صوته تسري
على طول جذعها بينما يتمتم
"قربك اصبح جنتي.. وغدوت
أدمنك ببطء مميت، كيف لك
أن تحكمي قلب إمبراطور الصين وأنت
بدون مشاعر، فما كنتِ لتصنعي
بي لو كنتِ تشعرين؟ "
تعليقات
إرسال تعليق