روزمين♡الامبراطور♡ 9

القائمة الرئيسية

الصفحات

 فتح عينيه ليعدل من جلسته بعد حين وابتسامته

ماتزال تزين وجهه الوسيم مظهرا غمازاته العميقة

على طرفي شفتيه 


امسك كتفيها ليدفعها برفق ويجعلها تغير

جلستها هي ايضا ليصبح ظهرها ملتصقا

بصدره بعد ان كانت تعانقه وتستند عليه

يحيطها بذراعيه وذقنه على كتفها بينما

خده يلامس خصلات شعرها الغرابية 

كخاصته 


وكالعادة كانت ساكنة جدا


هادئة ودافئة مثل الغطاء الآمن

يشعر بهالتها تحيط به 

كأنها هي الامبراطورة هنا لا هو


"هل تريدين ان أصف لك المشهد؟"


تحدث بنبرة خافتة قرب اذنها وهو يتأمل

جمال الغروب أمام ناظريه


فقصره المبني على علو شاهق يتيح له

رؤية اجمل المناظر الطبيعية التي لا يمل

من تأملها

اكتفت بإيماءة صغيرة فأخذ هو يحاول 

وصف ما امامه، ليس جيدا جدا في فعل

ذلك لكنه سيحاول ايصال المنظر بدقة

اليها


"نحن نقابل الغرب الآن، قرص الشمس بدأ

ينزل مختبأ خلف قمم الجبال البعيدة

لم يعد يظهر منه سوى ضياء اصفر مائل للحمرة..


السماء اصطبغت بألوان مختلفة، فبالأمام نرى

خطا برتقاليا يخف كلما ابتعد عن الشمس ليتحول

الى وردي باهت، ثم يمتد هذا اللون ليلتقي 

بالأزرق الذي يزداد غمقه كلما اتجهنا شرقا

هناك حيث سنرى خطا اسودا يلوح في

الافق، ينذر بقدوم ليلة جديدة


الغيوم ليست كثيفة اليوم بل تبدو كمجموعات

قطنية ناعمة ملقية عشوائيا في السماء، حتى ان بعض النجوم اللامعة قد بدأت تظهر، بعضها يلمع

أكثر من الاخر.. لكنها جميعا جميلة، جمال أرضنا لا يضاهيه شيء سوى جمال السماء"

كان يتحدث بأعين كسولة شبه مغلقة وهي تستمع

باهتمام وتتخيل كل ما يقوله، ولن تستطيع انكار

ذاك الشعور الطفيف بالحنين الى أيام طفولتها

حينما كانت تستطيع الرؤية، رغم عدم تذكرها

لأغلب الامور، الا ان هناك اشياء تستطيع تذكرها

بوضوح

مثل الشمس.. القمر.. النجوم بمنتصف ليلة

صافية، والمياه في الأنهار والوديان، ووجه آخر شخص قابلته 


وجودها مع الامبراطور بغرض حمايته لم

يعد بذلك السوء بعد كل الأيام التي قضتها

معه

استطاعت التعرف عليه اكثر وربما مشاركته

اعمق أفكاره


كان شخصا حذرا جدا، عصبيا وجادا اغلب الأوقات


فهم قد لقبوه بأسماء تعبر عن وحشيته لدى

الغضب، وتناسوا أنه ليس سوى انسان قوي

مل من رؤية الناس يرتجفون بين يديه

كان يتوق الى شخص يقف ساكنا في حضرته

ويتحدث معه بشكل طبيعي


باختصار هو وجد غايته عندها ولا ينوي تركها

تفلت من بين يديه ابدا


في جهة اخرى من القصر 


كانت الأميرة أريس تجلس داخل غرفتها

الجديدة، خصص لها جناح صغير ذو حراسة

مشددة واصبح لديها وصيفتان تلاحقانها اينما

ذهبت حتى ان لم تكن تريد ذلك

تنهدت وهي تجلس فوق سريرها لتقوم

احدى الخادمات بتسريح شعرها بعد ان

استحمت وارتدت ثيابا جهزت لها 


التفتت بعد حين لتخبر الخادمة ان تتركها

وحدها ففعلت الاخرى وخرجت لتنهض هي

وتدور في المكان 

بدأت اولا بتفتيش الغرفة ورؤية كل ما بها

ثم نظرت خارج النوافذ لتحدد موقع جناحها

بالضبط وهو كان قريبا بعض الشيء من 

الجناح الخاص بالامبراطور


نظرت للأسفل عبر احدى النوافذ لتراها

تطل فوق الحديقة المحظورة وهناك كانت

تجلس فتاة تروي الزهور 

فتاة شابة تبدو خادمة تقوم بعملها هناك

فرفعت أريس حاجبيها وهي تتفقد ملامح

وجه تلك الخادمة لتخطر على بالها فكرة ما


منذ ان دخلت أريس لهذا القصر وهي تفكر

في طريقة للهرب او للوصول الى والدها 

و خطيبها 

تشعر بالضيق هنا وفي كل مرة تفكر انها

تجلس تحت كنف العدو يجتاحها شعور سيء


سوف تفعل ما بوسعها للمغادرة ولن تسمح

بأن تكون سلاحا يستغل ضد من تحب


لا تريد ان تكون عائقا او عبئا على ظهر

والدها وخطيبها اللذان يعانيان وقتا 

صعبا الان بسبب الخسارة في الحرب

خرجت من جناحها لتبدأ الوصيفتان باللحاق

بها لتسألهما عن الطريق نحو الحديقة 


نظرت الاثنتان لبعضهما قبل ان تتحدث 

واحدة بحذر وهي تخبرها عن القوانين

التي تجهلها


"عذرا سموك لكن الحديقة المحظورة خاصة

بالامبراطور ولا يدخلها سوى الأشخاص 

المسموح لهم بذلك"

"ماذا يعني هذا؟ لكنني رأيت خادمة تتجول

فيها قبل قليل"


أردفت بنبرة هادئة لطيفة عكس دواخلها

التي تتأجج بنار حارقة تتمنى قتل الجميع


"هناك رجل عجوز وحفيدته هما من يعتنيان

بأزهار الحديقة"

قالت الوصيفة الثانية لتلتفت اريس وتسير

مكملة طريقها وتتجول رغبة في حفظ كل

الاتجاهات داخل القصر 


واثناء ذلك هي كانت تفكر


"ان كانت الحديقة محظورة ولا يدخلها

سوى شخصان، فهذا يعني ان لدي فرصة

في سلكها كممر الى الخارج دون ان يراني

احد، لكنني سأحتاج الى مساعدة ذلك العجوز

او حفيدته.. وربما كليهما"

في نفس الوقت 


كان تايهيونغ يسلك طريقه داخل القصر

بعد ان انتهى من تدريبه عند الملازم

هوسوك وقرر البدأ بتدريبات بارك رغم

شعوره بالتعب 


مر من امام بوابة مفتوحة تؤدي الى

الحديقة ليتوقف حينما كاد يصطدم 

بفتاة دخلت منه فجأة

انتفض الاثنان للخلف لينحنيا لبعضهما

قبل ان تعتذر الفتاة على تسرعها وتحاول

اكمال طريقها فأمسك تايهيونغ يدها سريعا

وأوقفها


هو نفسه لم يعلم تماما سبب فعله ذلك

لكن وجهها كان مألوفا

يعلم انها نفس الفتاة التي رآها سابقا

مع الرجل العجوز في الحديقة لكنه

يشعر انه رآها في مكان اخر ولا يذكر

اين


التفتت هي إليه بدهشة وتساءلت عما

يريده فأبعد يده بارتباك واعتذر


"اسف، لكنني اشعر اننا التقينا من قبل"

نظرت اليه الفتاة في حيرة قبل ان تتنحنح

في مكانها وتهز كتفيها، هي في الواقع 

تذكر انها التقت به في احدى المرات بالحديقة

عندما وجدها تبكي خلف النافورة 


لكن على ما يبدو هو لا يذكر ذلك الموقف 

وهذا أفضل 

"ل-لا اظن اننا التقينا مسبقا، عن اذنك الان"


انحنت سريعا ورحلت ليظل واقفا يحدق

بها، يعلم انه شاهدها في مكان ما لكنه 

أيضا يشعر بالفضول للتعرف عليها لسبب معين 


توقف عن التفكير لها عندما مرت الأميرة

اريس من أمامه ونظرت اليه باستعلاء

فرفع حاجبيه ورمقها بحدة يتفحصها من

رأسها حتى أخمص قدميها

بدت له كأنها مشبعة بالسم وقد كرهها 

من اول نظرة، كيف لا وهي عدوة لهم


لكن الإمبراطور ليس غبيا ليتركها تتجول

هكذا في القصر دون مراقبة 


أليس كذلك؟ 


تنهد وحرك رأسه بعدة اتجاهات قبل ان

يتحرك مغادرا فقد حان وقت الطعام 

وبعدها سيرتاح قليلا قبل أن يبدأ التدريب

مع بارك روزي

مرت أيام عديدة


طالت لتغدو أسابيع 


ومن ثم أشهر


العلاقة التي تجمع الإمبراطور وعشيقته

العمياء قد تطورت وانتشرت ليصبح الجميع

على علم بها 

وهو من قرر جعل الأمر يصبح رسميا 

وسمح للخدم بالحديث عنه 


أصبحت بارك تتشارك الغرفة معه 

وهو أمر بتخصيص خزانة كاملة 

لها وجعلهم يصنعون لها ثيابا مختلفة 

حسب ذوقها الخاص لكن بألوانه المفضلة 

بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المجوهرات 

النفيسة التي شارك هو بتصميمها، وبعضها 

قد كانت تنتمي إلى والدته جعلهم يصقلونها

ويلمعونها لأجلها 


ولأول مرة منذ وقت طويل 


أصبح يشعر بالحماس لشيء ما، عدا الحرب

والأمور الخاصة بالسياسة 

يشعر بالحماس للعودة إلى غرفته وقضاء

مزيد من الوقت معها 


تلك الأشهر التي عاشها برفقتها أعادت 

له الحياة وتركت قلبه يتشبع بالسعادة

التي تأتي مع الحب 


لكن ورغم كل هذا لم تتغير الكثير من

الأمور بها 

فهي لم تعد مدللة تقضي اليوم بطوله

جالسة في جناح الإمبراطور تنتظر عودته


بل هي قد أصبحت تمضي وقتها خارجا

تتدرب على القتال او تدرب تايهيونغ 


حتى انها حصلت على سمعة معينة 

لدى حاشية القصر وحتى العامة من الشعب 

الفتاة العمياء التي نجحت في سرقة 

قلب الإمبراطور المتوحش القاسي الذي

لم يهتم يوما لأي امرأة كما يهتم لامبراطوريته


وبطريقة ما هي أصبحت رمزا لديهم، ليس

لكونها عشيقته فقط بل لأنها نفسها تلك

الفتاة القوية القادرة على إمساك سهم 

قبل وصوله إلى هدفه 

أما بالنسبة للأميرة آريس


فهي ماتزال مصرة على الهرب


استطاعت تغيير ولاء إحدى الوصيفات

المحيطات بها وجعلتها تابعة لها 


وها هي ذي الآن تقرر التحرك، وكتبت

رسالة إلى والدها مرفقة بخريطة مفصلة

للقصر 

ثم اعطتها الى تلك الوصيفة وأرسلتها

لتوصلها إلى والدها وخطيبها 


"لا داعي لأن أخبرك بما سيحدث اذا

أخطأت أليس كذلك؟" 


نبست بنبرة محذرة وهي تطوي تلك الورقة

بحرص لتضعها في صرة جلدية مليئة بالعملات

النقدية قبل أن تعطيها لخادمتها 

أومأت لها الفتاة بثقة وهي تمسك تلك 

الصرة وتخفيها في ثيابها 


"لا تقلقي سموك، غدا صباحا سوف أخرج

لزيارة عائلتي كما افعل كل شهر، وفي طريقي

إلى هناك سوف أوصل الرسالة الى خادم 

جلالته، اتفقت معه آخر مرة على مكان اللقاء" 

"جيد، اذهبي الآن" 


انحنت الوصيفة وغادرت لتلتفت الأميرة 

عائدة الى نافذتها المطلة على الحديقة 

الخاصة بالامبراطور 


قطبت حاجبيها وهي ترى الإمبراطور يسير

بها عاقدا يديه خلف ظهره يتأمل سماء 

الليل المظلمة التي غاب بها القمر 

وحيدا يتفقد تلك الأزهار المفضلة لديه


أطلت برأسها لتنظر في الأرجاء وتتأكد

ان عشيقته ليست معه وأنه وحيد بالكامل

هناك فتراجعت للخلف بسرعة لتنظر الى

نفسها بالمرآة ثم ترش كمية من العطر

على عنقها وثيابها 

تأكدت مجددا من انه مايزال في تلك الحديقة 

وأسرعت بالخروج من غرفتها لتنزل اليه وخلفها

خادمتها تلحق بها 


أوقفها الحراس أمام بوابة الحديقة ورفضوا

تركها تمر 


حتى أن وصيفتها ظلت طوال الطريق

تذكرها ان الدخول إلى هناك ممنوع

وكم رغبت آريس في قطع لسانها 

الثرثار ذاك


"لست أفهم ما المميز حقا في هذه

الحديقة لما هي ممنوعة!؟؟" 


صاحت بصوت متذمر مرتفع لتلفت انتباهه

فرفع حاجبه والتفت قليلا لينظر إليها بطرف

عينه 

"نعتذر لكنها أوامر الإمبراطور، يمنع عل-" 


قاطع حديثه اقتراب جيمين منهم فالتفت

الحراس اليه وانحنى الجميع له 


"مالذي يحدث هنا؟"


تحدث بهدوء ليستقيم الحارس بجذعه

ويجيب باحترام ورسمية

"الأميرة كانت ترغب في دخول الحديقة

لكننا منعناها من ذلك، امتثالا لأوامر جلالتكم"


ظلت هي تحدق في طرف ثوبها وهي 

تدعوا أن تسير الأمور كما تريد وألا يأمر

بمعاقبتها او شيئا من هذا القبيل

فحسب ما كانت تسمعه عنه، هو كان شخصا 

قاسيا جدا يمنع الخدم من النظر إليه، مغرور

بسلطته لكنه وفي لعرشه


لكن الآن، هو تغير كثيرا


لم يعد يصر على منع تحديق الحاشية به

وأصبح اكثر إشراقا وهدوءا

لهذا تشجعت على الاقتراب منه 


"لا بأس دعوها تمر" 


رفعت رأسها مندهشة لتجده ينظر إليها 

فابتسمت في وجهه وانحنت بامتنان 

قبل أن تلحقه إلى داخل الحديقة 

فيما أكمل هو تجواله متجاهلا إياها 


لكن هذا لا يعني انه غافل عنها 


اخذت تنظر في الأرجاء وتستنشق عبير

الأزهار الجميلة 


أكاليل تتدلى على الجدران وأزهار مختلفة

الألوان متباينة في الشكل والنوع مغروسة

بعناية فائقة ومرتبة بدقة

أعجبتها الازهار كثيرا وللحظة نسيت سبب

قدومها حتى شاهدت زهرة بيضاء أكبر من

البقية فأعجبتها كثيرا


كانت قصيرة ومختبئة بالمنتصف، فاختلست

النظر الى جيمين لتتأكد انه لا يراقبها ثم

مدت يدها ببطء إلى ساق الزهرة لتقطفها

بينما تعلق عينيها على الإمبراطور 

حركت الزهرة قليلا لتسحبها لكنها شعرت

فجأة بوخزة مؤلمة في اصبعها جعلتها تصرخ

وتنتفض ممسكة يدها 


التفت جيمين بسرعة وقطب حاجبيه

قبل أن ان يقترب منها فيما استمرت بترديد

كلامها "شيء ما عضني، شيء ما-" 

سحب يدها اليمنى بين كفيه ليتفحص 

اصبعها الذي اخذ ينزف وفيه جرح صغير

لكن عميق، وبه بعض الوبر الخفيف ملتصق 

على جلدها 


نظر ناحية الازهار للحظة ثم سحبها خلفه

بسرعة متجها إلى النافورة التي تتوسط 

الحديقة متجاهلا بكاءها 

"هل كانت أفعى؟ انها أفعى أليس كذلك؟ 

هل تسممت؟ يا إلهي سأموت، لا اريد الموت

اريد رؤية أمي قبل أن أموت" 


وضع يدها تحت الماء وفركها برفق مبعدا

تلك الشعيرات الصغيرة من عليها، واستمر

بفعل ذلك لعدة ثوان استطاع خلالها الحراس 

الوصول إلى حيث يقفان

"جلالتك هل كل شيء بخير!؟"


"استدعي الطبيب مين الى جناح الأميرة

وأخبره انها تعرضت لعضة عنكبوت"


"أمرك"


عاد الحارس أدراجه بسرعة لينفذ بينما

بقيت هي متصنمة مكانها تنظر اليه ثم

إلى يدها 

كل هذا البكاء والنواح والأفكار المتشائمة

وفي النهاية تبين انها مجرد عضة عنكبوت 


هذا محرج 


أخرج يدها اخيرا ليتفقدها وقد انتفخ

اصبعها قليلا واحمر بشدة بالإضافة الى

ان الجرح استمر بالنزيف وبدأ يفرز سوائل

صفراء من تحت جلدها ايضا

كان شكله سيئا ومخيفا 


"ه-هل هو مسموم؟" 


"اجل، ذاك العنكبوت هو أكبر نوع في المنطقة 

وتلك الشعيرات التي يطلقها تصيب بالحساسية

التي ستجعلك تشعرين بالألم في ذراعك طوال الليل

سمها غير قاتل، لكنه يظل مؤلما" 

كلامه لم يكن مطمئنا جدا فاستمرت بالبكاء

وهي تسير بجانبه لتبلغ القصر ثم ترافق 

وصيفتها لتعود إلى غرفتها حيث ينتظرها 

الطبيب ليعالجها 


بينما ظل هو في حديقته يشرف على عمليات 

البحث والتنظيف التي أمر بإجراءها لإخلاء

الحديقة من الحشرات السامة والمضرة 

ثم عاد بعدها إلى جناحه 


في جهة أخرى من القصر


كان تايهيونغ يقف عاري الجذع مستقيم

الظهر يعقد يديه خلف ظهره ويستمع بحرص

لكلام بارك التي تقف مقابله على بعد خطوات

قليلة


"بما أنك في الأشهر القليلة الماضية قد

استطعت تعلم أسس التأمل، ونجحت في 

التركيز، فهذا يخولك للتقدم في مراحل 

القتال، اليوم سأعرفك على نقاط ضعف

الجسد البشري، سأريك اياها مرة واحدة

فقط، وسأريك كيف تصيبها، وانت ما عليك

الا ان تتدرب على تلك الحركات حتى تحفظها

جيدا كما تحفظ اسمك"

"مفهوم"


نطق بحزم وهو متحمس فأكثر ما يحبه

هو تعلم الأشياء الجديدة 


رغم أنها أرهقته اليوم بالتدريبات لكنه

مايزال جاهزا لتعلم المزيد 


اقتربت ومدت اصابعها التي كانت محكمة

الالتصاق ببعضها البعض، ووجهتها بحركات

مختلفة نحو نقاط معينة في جسده 

على جانبي عنقه


كتفيه 


تحت ذراعيه في نقطة قريبة من الابط 

حيث توجد شرايين قريبة من الجلد وأعصاب 

وألياف معينة اذا ضغطت عليها بقوة كافية فسوف تحدث ألما يشل ذراعك بأكملها

وثلاث نقاط متتابعة واحدة في منتصف

الصدر واخرى تحتها أسفل القفص

الصدري قرب القلب والاخيرة في البطن 


وأخيرا نقطتان على جانبي بطنه


"هذه النقاط مؤلمة، في القتال احرص الى

استهدافها، سوف نكتفي بهذا لليوم، تدرب

عليها جيدا، وعندما تحفظها سوف ننتقل 

إلى الساقين، وسأعلمك الأماكن القاتلة التي

تكفي لهزيمة عدوك بضربة واحدة" 

"حاضر، عمت مساء" 


تحدث بابتسامة سعيدة واسعة فتركته

وغادرت، حينها هو اتجه إلى دمية التدريب

الخشبية وبدأ يطبق ما شاهده قبل قليل


لحسن حظه ان له ذاكرة قوية ويحفظ 

الحركات بسرعة وإلا فكان ليقع في ورطة

"علاقتكما تبدو جيدة"


توقف عن التدريب عندما سمع صوتا يحادثه

من قريب فنظر إلى صاحبه لتتسع عيناه بدهشة

مختلطة بالسخرية


"هل قررت اخيرا اكتشاف العالم الخارجي 

وترك تلك المكتبة؟ هذا رائع جين.. دعني 

أعلمك بعض الأشياء التي لم يسبق ان رأيتها، انظر

إلى الأعلى، تلك السجادة الداكنة هناك اسمها

سماء، وتلك النقاط اللامعة هي نجوم، عادة

ما تظهر قطعة زلابية مستديرة في الوسط لكنها

اليوم غير موجودة واسمها قمر"

"مضحك جدا، ان انتهيت من سخريتك هذه

فتعال معي لدي ما أريك اياه"


"لا استطيع، المعلمة أعطتني حركات يجب ان

أحفظها لذلك دعني وشأني قبل أن أنساها 

واقع في مشكلة بسببك"


"حسنا ابقى هنا واكسر ما تبقى من عظامك، كنت

أود اخبارك انني عثرت على حقيقة معلمتك تلك

لكن بما انك غير مهتم فلا بأس"

"ح-حقا؟ انت لا تكذب علي أليس كذلك؟" 


"انا لا اكذب ايها الصغير، تابع تدريبك

انا عائد إلى المكتبة"


نظر اليه تاي وهو يبتعد وقضم شفته يفكر

في كلامه 


يشعر بالفضول لمعرفة المزيد عنها لكنه

يخشى ان ينسى الحركات ان لم يتدرب

عليها فورا 

"مهلا، سآتي معك لكن علي العودة بسرعة"


"لماذا ذهبت اليه على كل حال؟ هل تفكرين

في شيء ما؟" 


تحدثت الخادمة بهمس بعد أن جلست بجانب

آريس، علمت بما حدث وأتت فورا لتطمئن عليها

وتعلم تفاصيل ما حدث


"اجل لدي خطة، ان كان علينا افساح المجال

لوالدي للدخول إلى القصر مع رجاله، فعلينا

التأكد من أن الإمبراطور لن يكتشف الأمر، لكنني 

خائفة من أن يفعل"

"لهذا سوف تقومين بإغوائه!؟ أتعلمين كم 

ان الأمر صعب؟ بالكاد وقع في حب تلك 

الغريبة العمياء كيف ستحصلين على فرصة

وهي تسكن جناحه، ثم انه لم يطلب اي جارية

إلى غرفته منذ أن تعرف عليها"

"لست بحاجة لتخبريني هذا انا اعرف ان 

الأمر صعب، لكنه رجل في النهاية وقد سمعت

انه لم يطارحها الفراش بعد"


"حقا؟ وكيف تعلمين هذا؟ هه هي تنام معه

كل يوم فكيف لك ان تصدقي كلاما غبيا 

كهذا بالطبع فعلاها وليس مرة واحدة او

مرتين متأكدة من ذلك"

"سمعت بالصدفة الخادمات المسؤولات عن

تغيير اغطية فراشه يتحدثن عن الأمر، وقد

سمعت بوضوح انهن لم يجدن أية آثار على

سريره تدل على أنه فعلها، وهن متأكدات

من ذلك"


"أجد ان هذه المحادثة غريبة بعض الشيء 

ولكن.. لماذا لم يفعل ذلك حتى الآن هذا غريب!

هل تظنين ان بها مشكلة ما؟ مهلا أيعقل انها

رجل متنكر!؟"

"يا إلهي من أين تحضرين هذه الأفكار الغبية!؟ 

رجل متنكر! حقا؟ "


"أ-أنا فقط اقول"


"على كل حال سوف استمر في التقرب منه

وانت سوف تساعدينني"


"كيف؟ "

"راقبيه وأخبريني عندما يكون متفرغا 

حتى استطيع الذهاب اليه، لأنه سيكره

ان اقاطعه عن عمله"


"انت بارعة في هذا، لكن كيف تعرفين الوقت

المناسب للقائه؟ "

"خطيبي.. ييشينغ هو هكذا، يكره ان تتم مقاطعته

أثناء اعماله المهمة لأنه يحتاج التركيز، ووالدي

كذلك، ثم إن هذا أمر بديهي الرجال لا يحبون

تدخلنا في شؤونهم، لكن عندما يتفرغون.. فهم

يصبحون ملكا لنا، هيا كفى حديثا وتحركي، نامي

باكرا لتستطيعي تنفيذ ما اخبرتك به بدقة"

أومأت الخادمة واستقامت لتغادر، وبقيت 

آريس تعيد التفكير فيما ستفعله بالأيام المقبلة


لن ترتاح وتهنأ حتى تخرج من هذا المكان

وتعود إلى أحضان عائلتها 


وكما قالت قبل قليل

أول خطوة هي.... إغواء الإمبراطور 



تعليقات

التنقل السريع