روزمين♡الامبراطور♡10

القائمة الرئيسية

الصفحات

 طرقت الباب عدة مرات قبل أن تدخل 

إلى غرفته، كان يجلس أرضا أمام شرفته

وفوق وسائده الحريرية


يمسك بكأس نبيذ عتيق ويحدق في 

نقطة فارغة أمامه شارد الذهن

اقتربت منه ليرفع ناظريه نحوها فانحنت

له باحترام 


"اعتذر للتأخير مولاي" 


"لا داعي للاعتذار، ليس شرطا أن تحضري

إلى الغرفة قبلي" 


وضع الكأس جانبا على الأرض ومد 

يده ليسحبها من كفها فتجلس بين 

ساقيه مستندة على صدره وهو يريح

ذقنه على كتفها

حبس كفيها بين يديه وتحسسهما جيدا 


هو دوما يفعل ذلك لكنه هذه المرة 

قرر السؤال عن أمر لاحظه 


"يداك.. جلدهما قاسي جدا، ليس خشنا.. لكنه

يبدو كما لو انه ميت والدماء لا تسري به" 

تمتم بجانب اذنها بصوت خافت وهو يحدق

في يديها بينما يضغط عليهما ويتأكد من كلامه


"صحيح، ليس فقط يداي بل قدماي أيضا، جلدها

الخارجي ميت، لا أشعر بالألم به، هذا قد نتج

عن تدريب دام لعشرين سنة، وهو مريح كون 

جسدي تأقلم وصنع لنفسه دروعا تبعد عني الألم"

تنهد بعمق وأمال رأسه ليخبئه في 

عنقها وبقي على تلك الحال لعدة لحظات 


ولربما غفا قليلا لكنه اجبر نفسه على

الحديث بصوت كسول لم يسبق ان

سمعه احد غيرها

"انا متعب جدا، اريد النوم هكذا، لكن ظهري سيؤلمني"


ارتفع طرف شفتيها بابتسامة صغيرة 

ثم اردفت


"ما رأيك أن اجهز لك الحمام؟ سيريح جسدك من التعب" 

همهم موافقا لكنه رفض افلاتها


"ألا يمكنك فعل ذلك دون الإبتعاد عني؟" 


اعتادت مؤخرا على تحوله المفاجئ من

إمبراطور صارم إلى طفل يتشبث بها 

كما لو كانت والدته، وهي مرتاحة لذلك

فهو يحتاج لمجال كي يتصرف على طبيعته

ويخرج ذلك الطفل الضعيف بداخله 

والذي لم يحصل يوما على فرصة للخروج


حتى في صغره، فقد احتاج لأن يكبر

بسرعة ويتخلى عن طفولته لأنه ولي العهد 


ولم يكن يملك شخصا يلعب معه بشكل

طبيعي فقد اعتاد الجميع على الخوف منه

ومعاملته بشكل رسمي وسطحي جدا

لهذا تخلى عن فكرة اللعب والتصرف 

بلطف كما يقتضي عمره 


لكن الآن، حان الوقت ليعيش أجمل فترات حياته


وسوف يستغل ذلك بقدر الإمكان 


قاطعا وعدا لنفسه ولها 

بأنه مهما حدث، لن يتخلى عنها 

ولن يفقدها 


فهي كانت العمياء التي استطاعت رؤية جوهره 


"أخبرني بسرعة ما وجدته لأستطيع

العودة للتدريب قبل أن انسى الحركات" 


نبس تايهيونغ بتذمر وهو يشاهد جين 

يبحث بين أوراقه بهدوء ليس وكأن الذي

أمامه يكاد يموت وهو ينتظر


"ها هي"   

تحدث جين اخيرا وهو يخرج الورقة المعنية


كانت ورقة قديمة متسخة وممزقة لكن

الكتابة الموجودة عليها مازالت ظاهرة قليلا

ويمكنهم رؤيتها 


"ما هذا؟"

"هل تذكر الكتاب الذي وجدناه يتحدث عن 

جيش كيونغ؟ هذه الورقة هي المفقودة منه" 


أخذ تايهيونغ الورقة من بين يديه بسرعة 

ليحصل في المقابل على ضربة قوية على رأسه

"احذر ايها الغبي انها هشة جدا وقد تفسدها" 


عبس تاي بوجهه ثم تجاهله ليقرأ ما كتب عليها 


"النساء اللواتي تدربن ضمن ما يدعى جيش 

كيونغ الأعمى، قد تم توزيعهن حول البلاد 

لينفذن مختلف المهمات، وبعضهن قد تم 

وضعهن داخل القصور، لحماية العائلة الحاكمة

بينما الاخريات تم تكليفهن بالاغتيال والتخلص

من الجواسيس والاعداء

انهن يتدربن على إماتة مشاعرهن حتى 

لا يغدو سهلا على العدو إغواءهن بطريقة

أو بأخرى، فليس بداخل هؤلاء النساء اي 

رغبة او طمع 


لهذا يعتبر جيش كيونغ الأعمى أفتك جيش

على وجه الأرض، هن لسن مجرد مجموعة

من النساء المدربات 

بل هن أقرب الى الأشباح او الشياطين 

المسخرة لغرض معين 


أما اللواتي يبدأن في التغير بطريقة ما 

فإن بقيتهن يشعرن بذلك خصوصا معلمها


لهذا فيتم قتلها قبل أن تعود لها مشاعرها 

ورغبتها في العيش مع شخص ما او حاجتها

لشيء ما حتى تتابع حياتها

فمن أهم شروط انضمام امرأة إلى جيش 

كيونغ، هي تخليها على جميع احتياجاتها

البشرية


الطعام والدفئ والمفرش المريح وما إلى ذلك

من احتياجات ورغبات عاطفية وجسدية

هذه الأمور لا يستطيع البشر

الطبيعيون العيش بدونها


وهذا ما يجعلهن غير طبيعيات 


في غنى عن كل شيء وكل شخص"


أنهى تايهيونغ قراءة تلك الأسطر من

على الورقة ثم رفع عينيه لينظر إلى جين

"اذن بارك روزي قد أتت بغرض حماية الإمبراطور! "


"هذا ما يبدو عليه الأمر"


"لكن جين.. هذا يعني انها لا تكن له المشاعر

أليس هذا سيئا؟"


"لا شأن لك بهذه الأمور، يكفي ان نعلم ان 

الإمبراطور في أيدي أمينة، بما انها عشيقته

فهي ستشعره بالسعادة كونه يحبها وفي نفس

الوقت ستحرص على سلامته"

"هل يجب علينا اخباره؟ "


" لا، دع الأمور كما هي"


"لكن هذا مذهل، ان تعيش دون أن تبصر

ودون ان تحتاج لفراش مريح دافئ ولا 

ثياب ثقيلة او طعام كثير"

"هل تحسدها على قدراتها هذه؟ "


"نوعا ما"


"اذن لا تفعل، لأنك لن ترغب في إمضاء

عشرين سنة وأنت تتعذب تحت مسمى التدريب. 

المشاعر هي ما يجعلنا بشرا، بدونها نحن

مجرد أجساد فارغة، وصدقني أنت لا

ترغب في العيش مثلها"


أخذ منه الورقة وأعادها الى الكتاب حيث

تنتمي ثم ابتعد ليخفيه بين أكوام الكتب

سمع فجأة صياح تايهيونغ المتذمر 

من انه نسي حركاته القتالية فبدأ

يضحك عليه 


رمقه تاي بانزعاج قبل أن يركض على

الدرج عائدا إلى باحة التدريب ليحاول

التذكر 

وإلا فسيكون عليه تحمل عقابها 


آخر مرة لم يفعل ما قالته له جعلته يصعد

على الدرج وينزل مئة مرة وبعشرات الطرق

المختلفة التي تفننت في اختراعها

حتى شعر بأن جسده لم يعد قادرا على التحرك 


اخذ نفسا عميقا وأزال تلك السترة التي

كان يرتديها ليلقيها جانبا ويبقى عاري 

الجذع يشعر بلسعات البرد تقرص جلده

الذي بدأ يبرد لتوقفه عن الحركة

أغلق عينيه وأخذ يركز معيدا شريط 

الأحداث إلى حيث كانت بارك تريه

الحركات بيديها 


وعندما كاد يتذكر ما نسيه فتح عينيه

فجأة عندما سمع صوتا قريبا 


التفت نحو مصدره وأخذ يقترب منه 

بحذر وبصمت 

كانت الضجة قادمة من خلف جدار قريب


ويبدو ان هناك شخصا يقف خلفه 


رفع حاجبيه عندما شاهد طرف ثوب

طويل تحركه الرياح وصاحبته تقف

منكمشة الملامح تغلق عينيها بقوة 

وكأن ذلك سيساعدها على الاختباء

وجد ذلك مضحكا وسخيفا


اقترب منها ليقف أمامها فتفتح عينيها ببطء


نظرت اليه محمرة الوجه ثم أشاحت أنظارها

عنه خجلة من مظهره ومن هذا الموقف المحرج

"منذ متى وأنت تقفين هنا؟" 


استهل بالسؤال ليراها تقبض شفتها

بين أسنانها وتحرك عينيها بتوتر 


"مهلا.. تذكرت أين رأيتك، انت هي فتاة 

النافورة! رأيتك اول مرة عندما كنت تبكين هناك

وفي كل مرة نلتقي تهربين مني" 

رفعت عينيها بسرعة لترى ابتسامته الواسعة

مرتسمة على وجهه، تدريباته النفسية التي 

حصل عليها من قبل بارك أعطت ثمارها 

وجعلت من ذاكرته تعمل بشكل أفضل 


أصبح يتذكر هذه الفتاة الان وفي المقابل 

نسي حركاته القتالية 

"اذن هل ستخبرينني ماذا تفعلين هنا أم 

علي أن أشكوك إلى رئيسة الخدم؟" 


نظرت اليه بخوف وتوتر لا تدري ما تقوله

فهي كانت تراقبه منذ أن بدأ التدريب بمفرده 


وما لا يعلمه انها قد بدأت تراقبه منذ زمن 

طوال الأشهر التي مضت بعد أن اصبح

يلاحظها وهي تهرب منه، كانت هي أيضا 

مهتمة به


حتى رأته صدفة يتدرب مع بارك ولم

تستطع التوقف عن النظر اليه 

وكل مساء تنهي عملها بسرعة لتذهب 

وتراقبه 


ثم تعود إلى غرفتها محمرة الوجه

غير قادرة على التحكم بدقات قلبها 


تراه من بعيد وهو يتدرب بجدية 

حتى يتبلل بعرقه ثم ينهار أرضا 

وهو بتلك الهيأة المثيرة الإعجاب 

هي وبالنهاية اكتشفت انها معجبة به 


معجبة سرية خجولة جدا لتعترف 


لم تنطق بأي حرف رغم خوفها وشعرت

برغبة بالبكاء 

حدق فيها للحظات ثم أنزل عينيه

إلى يديها ليراها تمسك كوبا فخاريا

وتشده إليها


ذلك الكوب هو نفسه الذي يعثر عليه

كل يوم بعد التدريب مملوءا بمشروبات 

باردة تساعده على استعادة أنفاسه بعد

التدريب

لم يكن يعلم من يضعه هناك لكنه 

كان ممتنا وأعتقد أن معلمته هي 

التي تتركه هناك من أجله كمكافأة

على عمله الجاد 


فرق بين شفتيه واستجمع أفكاره

ليستنتج اخيرا وبعد عناء مع عقله 

البطيء انها من كانت تراقبه كل

يوم وتصنع له تلك المشروبات ثم

تضعها في اكواب فخارية لتحافظ 

على برودتها 

أطلق ضحكة خفيفة ظنت أنها ضحكة

ساخرة لاكتشافه امر إعجابها به وهذا 

أحزنها وأحرجها كثيرا


مد يده إلى ذلك الكوب ليقتلعه من بين

يديها المحكمتين ثم شربه كله وأعاده إليها فارغا

"شكرا، كنت احتاجه" 


رفعت عينيها اليه مندهشة فحاول تصحيح

هذا الموقف الغريب بكلامه 


"يمكنك القدوم ومشاهدتي كل يوم أتدرب

ان أردت، لكن بالمقابل اريد ان تحضري

لي دائما هذا الشراب اللذيذ مع انني لا اعلم

ما هو لكنه منعش" 

أشرقت ملامحها وظهرت ابتسامة

صغيرة على وجهها قبل أن تومئ

عدة مرات فوضع يده على رأسها

مودعا اياها كي يعود إلى تدريبه 


رغبت في البقاء حتما والمشاهدة 

لكن ذلك محرج لأنه أصبح يعلم

بوجودها 

لذلك رحلت وتركته يضرب رأسه

مع دمية التدريب لعل ذلك يساعده

على تذكر الحركات  


"لا فائدة، هي سوف تقتلني لا محالة" 

داخل غرفة الإمبراطور، كان يسترخي تحت مياه 

حمامه الدافئة، وخلفه تجلس ذات الأعين البيضاء

تمرر الرغوة على عنقه وكتفيه باسفنجة ناعمة

تساعده على الاسترخاء


وثبات يديها كان أكثر ما يجعله مسترخيا، حيث

يستشعر تلك الثقة المخزنة داخلها، لا مكان عندها

للتردد والخوف 

وفي الأشهر التي مرت كلها، أصبحت هي الملجأ

الذي يتوق إليه بعد كل يوم متعب يقضيه 


كانت الدواء والترياق الذي أدمنه ولم يعد

قادرا على الاستغناء عنه


عندما يصاب بجرح لم يعد يستدعي طبيبه

الملكي ليعالجه، بل يذهب إليها هي

عندما تنبض عروق رأسه بألم من كثرة التفكير

يلجأ إليها لتعطيه الدواء، ويستلقي في حضنها

لتدلك رأسه


استغنى عن بقية الخادمات اللواتي كن يساعدنه

على الاستحمام وارتداء ثيابه، أصبحت هذه 

وظيفتها

بدا وكأنه قادر على الاستغناء عن جميع 

خدم قصره ومستشاريه ووزرائه وأركان دولته

وحتى جيشه، فهي قادرة على القيام بكل 

مهامهم أفضل منهم 


لها القدرة على إدارة الإمبراطورية بنفسها، قدراتها

القتالية تفوق قدرات رجال جيشه

تجيد أسس الطب والتمريض، تجيد الطبخ 

وتحويل الدواء إلى طعام، وتجيد العزف على

القيثارة وصنع ألحان تهدئ الأعصاب وتريحها


في الواقع 


هل هناك شيء لا تجيد فعله؟ 

حتى انها تستطيع صنع السيوف 


وقد صنعت سيف الإمبراطور 


كان سيفا ثقيلا يحتاج قوة كبيرة لحمله 

والقتال به، لكنه يستحق العناء فبضربة

واحدة يخترق السلاسل المعدنية التي

يضعها الجنود أثناء المعارك، يقطعها ويمر

ليقطع أوصال صاحبها 

وحتى الآن لا يعلم كيف صنعته او ماذا

استخدمت لفعل ذلك، حاول سؤالها 

لكنها لم تعطه جوابا واضحا، وحداد القصر

أخبره بأنها طردت الجميع من المعمل عندما

كانت تصنعه 


لكن المضحك في الأمر أن العمال هناك 

يعتقدون أنها عقدت صفقة مع الشيطان 

وهو من أعطاها السيف 

انفلتت ضحكة ساخرة من بين شفتيه

ليستوعب انه انجرف بتفكيره، ففتح

عينيه ليشعر بأنها ما تزال خلفه تمسح

على ظهره وكتفيه بالرغوة 


يبدو أنه استرخى كثيرا لدرجة فقدانه

الشعور بما حوله والتوغل في ذاكرته

وأفكار فقط 

انه مستوى عال من التركيز ذاك الذي

يفقدنا الشعور بما يوجد حولنا 


"المياه بدأت تبرد، سوف أحضر المزيد

من المياه الدافئة" 


تحدثت وهي تستعد للنهوض لكنه أوقفها 

ممسكا يدها الموضوعة على كتفه 

"لا داعي، لقد اكتفيت بالفعل" 


أخذت تسكب المياه النظيفة على ظهره 

لتغسل الرغوة وتمرر يدها الأخرى فوق

جلده بهدوء، وهو في تلك الأثناء كان يفكر

في سؤالها مجددا عن السيف 

وغريب كيف انه الآن يجد نفسه مترددا

لا يعلم كيف يسألها بطريقة تجعلها تجيبه 

بوضوح، في العادة كان ليقتلع منها الجواب

الذي يريده بالتعذيب والتهديد، لكنه لن يفعل

ذلك لها بالطبع 

هذه الطريقة التي يتبعها مع الأعداء 


لم يكن يوما مضطرا لسؤال أحدهم بتهذيب


تحمحم قليلا قبل أن يخرج من الحوض

لتأتي هي بردائه الطويل وتلبسه إياه 

ثم تسير خلفه لدخول الغرفة 

وقفت أمامه لتبدأ بتجفيف رأسه أولا 

بالمنشفة، وهو يظل متصنما فقط يحدق

بها، يحب طريقتها في فعل ذلك، حركات

أصابعها وضغطها الرقيق على جلده 


هل يوجد شيء لا يحبه بها 

اجل في الواقع، لا يحب حقيقة انها

لا تكن له المشاعر، لكنه يعمل على تغيير ذلك حاليا


"بارك روزي.." 


"نعم مولاي" 


"من أكون أنا؟" 

"أنت الإمبراطور الأعظم، بارك جيمين.. مولاي" 


"وعندما يسأل الإمبراطور الأعظم سؤالا.. 

ماذا يجدر بالناس فعله؟" 


"الإجابة" 


"اذن لماذا لا تجيبين على سؤالي بوضوح.. كيف

صنعت ذلك السيف؟" 

شاهد ابتسامة خفيفة جدا بالكاد ترى 

على زوايا شفتيها، حاولت إخفاءها 

بما فيه الكفاية لتفتح فمها وتتحدث 


"اعذرني إن تهربت من إجابة جلالتك، واعذر

أجوبتي العقيمة إن لم تشفي غليل أسئلتك"

قهقه للحظة وأغلق عينيه عندما أسلدت

المنشفة فوق وجهه وبدأت بتمرير أصابعها

بسلاسلة تضغط عليها برقة، لتجفف المياه

من على بشرته دون إيذائها


أزالت المنشفة بعدها، لتشعر بيديه تحيطان

خصرها، فيجذبها إليه ليقرب وجهه منها

"لقد سألتك مجددا بارك ومجددا أنت تهربين.. 

هذا يجعلني أشك في الذنب الذي اقترفته كي

تصنعي السيف" 


"لم أقترف ذنبا، وإنما أرغب في تحاشي

الشك الذي سيخلق في قلب جلالتك إن

علمت مما صنع السيف" 

"وما هو هذا المكون السري يا ترى؟" 


"الألماس" 


قطب حاجبيه ونظر إليها باستغراب ودهشة


الألماس؟ 

سيف مصنوع من الألماس؟ كيف ذلك؟ 


"تقصدين أنك صنعت مقبض السيف من

الألماس؟ لقد رأيت ذلك بالفعل. يوجد ألماس

دقيق يزينه، لكني لا أتحدث عن المقبض بل

عن النصل، كيف صنعته لتجعليه بتلك الصلابة والوزن؟" 

"السيف ليس ثقيلا، المقبض هو الثقيل لأنه

صنع من الذهب، لقد كنت ضد هذه الفكرة

لكنني سمعت أنها عادات لا يمكن تجاهلها

لذلك صنعته من الذهب، أما النصل فهو 

من الألماس، وهو خفيف في الواقع، لو بدلت

المقبض سيصبح خفيفا وسيسهل عليك 

القتال به"

زفر بهدوء ليفلتها ويسير باتجاه سريره

حيث ترك السيف، أخذه وأخرجه من غمده

ليتفحصه جيدا 


النصل يبدو كأي سيف عادي، مصنوع 

من المعدن فأين هو الألماس؟ 

"عندما تسمع أنه نصل من الألماس يخطر

ببالك ألماسة عملاقة منحوتة على شكل سيف


او سيف مرصع بالألماس، وهذا ليس ما قصدته


لن ترى تلك الجواهر لأنها موجودة في الداخل

وملتحمة مع المعدن" 

حدق بوجهها لوهلة ثم أطلق ضحكة مرتفعة

بطابع ساخر، ثم أردف


"لا يعقل أن تكوني جادة، إن هذا لأمر مستحيل

وحتى أنت.. لن تستطيعي القيام به، الا اذا كان

ما يزعمه العمال صحيحا وأن الشيطان هو من

صنعه، حينها أنا سأستقيل من كوني امبراطورا

وأضع الحكم بين يديك فيما سأذهب الى الجبال

وأزرع الأرز وأقضي بقية حياتي معتكفا في كهف" 

"أنا صنعته، أخذ مني عدة أيام لأنهيه، وهو

حقا يحتوي على الألماس، لهذا هو غير قابل

للكسر"


شد على عينيه ليتنهد بعمق ويعيد النظر

إلى السيف بين يديه


يعلم جيدا كيف تصنع السيوف، يتم أخذ

قطعة من المعدن بالطول والعرض المطلوب

ويتم تسخينها جيدا وضربها بالمطرقة 

ثم إعادة المحاولة عدة مرات حتى يحصل

على السمك والشكل المرغوب به 

ثم يتم شحذه ورسم الشعار فوقه ثم

تركيب المقبض 


فكيف بحق السماء قد يستطيع شخص

وضع الألماس داخل قطعة المعدن تلك!؟ 


"حسنا هل ستشرحين كيف فعلتها أم 

ستتركينني أفقد أعصابي هنا؟" 

"سأخبرك، فقط دعني أجفف جسدك مولاي

فقد تنخفض درجة حرارتك إن بقيت هكذا" 


رمقها بوجه عابس ورمى السيف جانبا 

لتقترب هي وتجفف جسده من المياه 

بينما تتحدث

"ببساطة صنعت سبيكة من الفضة وجعلتها

بالطول المطلوب، ثم قطعتها نصفين لأحصل

على سبيكتين متشابهتين


قمت بلويهما قليلا من الداخل

لأحصل على تجويف بينهما عندما اعيد لصقهما

فأعدت لحمهما معا بعد أن وضعت بينهما

قطعا دقيقة جدا من الألماس وسكبت فوقه

سائل الفضة ليتماسك جيدا ثم شحذت السبيكة

لأجعلها تبدو كالسيف

وبذلك كشطت الفضة الخاصة من على حده

و جعلت الألماس يظهر قليلا على

النصل، لكي يحول دون انكساره

ويكون مفعوله أقوى، فالألماس حجر قوي جدا

يستطيع اختراق عظمك إن استخدم بالقوة 

المناسبة، وأنا اقترح عليك مولاي أن تستبدل 

المقبض فهو يزيد من ثقل السيف"

ظل ينظر إليها بغير تصديق ولو لم يكن

يعرفها لظن أنها تمازحه 


" من أين تحضرين هذه الأفكار!؟ سيف مصنوع

من الألماس والفضة؟ هل انت جادة!؟ "


"أنا لا اكذب مولاي، هذه الطريقة قد تعلمتها

في المعبد، وهي سرية وغير معروفة، تم ائتماني

عليها، لذلك منعت العمال من مشاهدتي وانا 

أصنعه" 

"مهلا، من أين أحضرت هذا الكم من الفضة

والألماس الذي وضعته به؟ كان عليك طلبه

من أحدهم وبالطبع كنت لأعلم بالأمر، لكن

لم تأتني اي معلومات غير انك حصلت على

الذهب والجواهر التي تكفي لصنع المقبض فقط"

"إن أذن لي مولاي، فسوف أمتنع عن الإجابة"


"والسبب؟ "


" هذا سر لا أقدر على الكشف عنه"


" لا تقدرين.."


التفت ليواجه المرآة بجسده فيما أخذت هي

تلبسه ثيابه الحريرة الخاصة بالنوم 

كان يستمر بالتفكير في الأمر ويقلبه أكثر

داخل عقله، لا يرضيه كونها تخفي عنه 

أمرا ما، هذا يشعل غضبه 


انتهت من تلبيسه ثيابه لتحمل المنشفة

والرداء المبللين وتطلب خادمة تأخدهم للتنظيف

وعندما عادت كان هو يستلقي على السرير

ممسكا السيف يتابع النظر به 


"استلقي بجانبي" 


تمتم بخفوت لتحني برأسها وتنفذ أمره 

تعلم أنه غاضب فهي تسمع صوت أنفاسه

التي ينفثها بحنق، وتستشعر غضبه من تصرفاته 


استلقت بجانبه على ظهرها وحالما فعلت

ذلك تحرك هو بسرعة ليعتليها واضعا السيف

على رقبتها 

لم تتحرك ولم تتفاجئ، بل ظلت ساكنة

كأن شيئا لم يحدث 


كان يحاصر خصرها بين ركبتيه ويده

تضغط السيف على عنقها، وجهه كان 

يحمل تعابير الإمبراطور الجاد 

وهي لم تبدو متأثرة بفعلته 


"ليكن في علمك أنني أكره الأسرار وأمقت

أن يخفي عني المقربون مني أية أسرار، فابدئي

بإخباري من أين لك بذلك الألماس" 


ظلت صامتة لعدة لحظات 

 وجيمين ظن أنها ستعترف لا محالة


فلا مجال للرفض تحت ضغط السيف 


لكن ظنه قد خاب حينما أردفت بهدوء


"اعذر وقاحتي مولاي، فالأسرار وجدت لتظل

مدفونة، وإن حاولنا نبشها في غير وقتها قتلتنا"

أعاد رأسه للخلف مغلقا عينيه وشعر 

بأنها تدفعه للجنون، كم يكره أن يرفض

أحدهم أوامره، خصوصا هي، فهي مميزة

ولا يرغب بإيذائها، لكنها تغضبه ولا تترك

له خيارا اخر


"بارك روزي، لآخر مرة أسألك أن تبصقي

السر من فمك وإلا حشرت سيفي به"

"سوف تعلم يوما ما، لكن إن أردت.. يمكنك

معاقبة فمي بسيفك، حينها أنت لن تعلم السر 

لا اليوم ولا في يوم غيره" 


نفث بسخرية ليبدأ بالضحك يغير تصديق 


هل استفزته للتو؟ هددته أنه اذا قطع لسانها

لن يعلم السر أبدا وإن لم يفعل فسوف يأتي

يوم وتخبره به 

" ياللجرأة، إن لم أجبر فمك على الاعتراف

فسوف اجبر يديك على كتابته"


"لا أشعر بالألم في يداي أتذكر؟ "


ألقى السيف بعيدا وقبض عنقها بكفه لينحني

فوقها ويحدق فيها بحنق 

إنها أول مرة تقوم بالرد عليه هكذا وتستفزه

لدرجة أنه يرغب في تعذيبها بأسوء الطرق

التي تخطر على باله 


"كم أرغب الآن في سلخ جلدك بأظافري لكن

للأسف أنت لا تشعرين، ماذا سأفعل بك بارك روزي.. 

السجن والضرب لن يجدي فماذا عساي أفعل بك؟" 

رفع رأسه عنها ليرخي قبضته قليلا وينظر

إليها بهدوء وكأن فكرة ما خطرت على باله 


سرعان ما ابتسم وامتدت يداي ليطبقها قائلا


"لا يمكنني ايذاؤك لكني أحتاج لإخماد 

غضبي في جسدك"

فتح حزامها ليسحبه بعنف ويلقيه جانبا

ثم باعد بين أطراف ثوبها العلوي ليكشف

كتفيها وجزءا من صدرها 


"ما كنت أنوي بك السوء عزيزتي لكن

لسانك كالأفعى يغيظني" 

همس أمام وجهها الهادئ ناظرا وسط عينيها

ثم انقض بقبلاته العنيفة على رقبتها، حاول

جعل الأمر مؤلما قدر الإمكان وترك علامات 

أغمق في كل مرة يغير فيها مكان قبلته الدامية


وهي لم تتحرك البتة، كما استلقت قبل

قليل ظلت على حالها، راضخة مستسلمة

انغمس في تلوين لوحته لمدة، لكنه توقف

على حدود صدرها يضع ختام سلسلته


رفع رأسه ليتفحص وجهها فوجدها متصنمة

تحدق بالسقف


نفس النظرة المتجمدة الفارغة منذ قليل

لم تتغير لا قبل ولا بعد ما فعله 

كأنه لا يشكل فارقا


جسدها لم ينتفض، لم ترتجف للمساته الجريئة

ولا للشعور بأسنانه تعتدي على بشرتها، لم تكن

تخشى ما سيؤول إليه الأمر


سكن ينظر إليها مليا، ولم يعجبه ما رآه

"ألن تقاومي؟ أعلم أنك تستطيعين قتلي 

الآن إذا أردت، فلماذا لا تفعلين؟" 


"كبرت على الاعتكاف في المعبد أتعلم أن 

كل ما يرغب به الإمبراطور من حقه الحصول

عليه، حتى وإن كان جسدا أنهكته قسوة 

الزمن، كجسدي الذي لا يليق بفخامة حاكم 

عظيم، فمن أنا لأتكبر وأعارض رغبة جلالتك"

بطريقة ما، هو شعر بأنه أخرس والكلمات نفذت

منه، أشعرته بالذنب دون أن تذرف الدموع او

تتوسل كما قد تفعل اي امرأة في حالتها، فقط

برضوخها وتقليلها من نفسها أشعرته بالذنب 


"أنت حقا.. تقتلينني"

سحب طرفي ردائها بعشوائية ليغطي ما 

قام بتعريته مسبقا ثم نهض من فوقها

ليحمل حزامها ويلقيه عليها مردفا


"غادري الان، واذهبي إلى رئيسة الخدم والجواري

أخبريها ان ترسل لي أجملهن حالا" 

أخذت حزامها وعدلت ثيابها لتنحني وتغادر

بينما أعطاها هو ظهره 


وكانت تلك اول مرة يطلب بها جارية الى

جناحه، اول مرة منذ أن التقى بها 


سارت في الرواق الطويل متجهة نحو

قسم الجواري حيث ستجد المسؤولة

هناك في هذا الوقت المتأخر من الليل

لكن عندما أصبحت تقف لوحدها بعيدا

عن الأعين، رفعت يدها ببطء وتردد 

لتضعها على عنقها 


تحسست آثار شفتيه وأسنانه، واللعاب

الذي مازال عالقا عليها، فأخذت نفسا 

عميقا وفتحت عينيها 

"آسفة، سوف يقتلونني إن أخبرتك، هو ليس

شيئا مهما على كل حال، فتلك الجواهر تم

إرسالها لي من المعبد، بعد أن أخذت إذنا 

منهم بصنع هذا السيف، هذا كل شيء، جيمين" 


تحدثت بداخلها، قبل أن تعيد إغلاق عينيها

وتكمل الطريق إلى جناح الجواري، فتحضر

له بنفسها فتاة تقضي بقية الليل بأحضانه 

بدلا منها

الشيء الذي اعتبره الخدم إهانة لها 


الإمبراطور يطرد عشيقته من جناحه ويجعلها

تحضر له جارية بنفسها 


وهنا بدأ الجميع يتساءلون عن السبب 

وبالطبع ذلك كان آخر همها، فبدل النوم

الليلة وهي تستمع إلى صوت أنفاسه

ودقات قلبه، ستعود إلى غرفتها القديمة

حيث الصمت المطلق والسلام الداخلي العميق


من الأفضل أن تفعل ذلك من حين لآخر

كي لا تتراجع قدراتها وتضعف

اليوم التالي


"هذا خامس بلاغ يأتينا من ضحايا قطاع

الطرق ألم تعالجوا المسألة بعد؟ ثلاث أسر

من أنبل عائلات الصين قد تم نهبها داخل

تلك الغابة غير السرقات التي لم نستلم

عنها بلاغا! أريد أن أعلم مالذي يفعله 

حراس الغابة بالضبط؟ لماذا وضعتهم هناك

أساسا إن لم يقوموا بعملهم؟" 

صرخ الإمبراطور بأعلى صوته ليجعل من

حوله يرتعشون مطأطئين رؤوسهم في خوف


مسألة قطاع الطرق هي من الأشياء التي

يكره سماعها، فكرة أن هناك من يتعرض 

للسرقة بطريقة همجية على أراضي إمبراطوريته

غير مقبولة البتة، لم يتغاضى عن الأمر وأوكل

جنوده بمهمة الحراسة والبحث عن المجرمين

لكن لا فائدة


"سيدي، لقد عثر على الجنود ميتين 

داخل الغابة، لقد قاموا بقتلهم عندما

حاولوا إيقافهم" 


تحدث الملازم هوسوك ليحول جيمين 

نظره ناحيته ويضيق عينيه 

"إذن أرسل المزيد، أرسل أكثر وأشد الحراس

أي إمبراطورية هذه الذي يتغلب فيها اللصوص

على جنود القصر!؟؟" 


صاح في نهاية كلامه ليحني هوسوك رأسه 

ويردف

"هم ليسوا لصوصا عاديين سيدي، إنهم على

قدر عال من التدريب، لا بد من أنهم جنود

إحدى الممالك المعادية الذين أتوا لنشر الفوضى 

أو أنهم ينتمون إلى مجموعة كبيرة لها هدف "


"أيا يكن، لا ألقي لعنة لما يكونون، أريدهم 

أحياء هنا أمامي، وإن مات بعضهم اريد

رؤوسهم معلقة فوق الرماح على

جنبات الطرق وبأرجاء الغابة"

"حاضر مولاي، سوف أرسل كتيبة أخرى من

افضل جنودنا وسأذهب معهم هذه المرة انا 

وقائد الجيش"


"مهلا"


تحدث جيمين بهدوء وأطبق يفكر قبل

ان يرفع بحدة عينيه ويرمق الملازم 

"سوف نرسل بارك روزي، لوحدها"


نظر المستشارون لبعضهم في ذهول وقاوموا

رغبتهم في الاعتراض على إرسال عشيقة

جلالته للتصدي لقطاع طرق همجيين 

هوسوك أيضا ساورته تلك الرغبة في طرح

تساؤلاته لكنه يعلم أن الكلمة اذا خرجت من

فم الإمبراطور فإما تنفذ وإما تسفك دماء

المعتضرين عليها 


لذلك انحنى بطاعة وغادر القاعة ليبحث

عن الفتاة العمياء ويعطيها الأوامر





عصر ذلك اليوم 


بمنتصف الغابة الكثيفة على إحدى اراضي 

الإمبراطور، كان ستة رجال يجلسون فوق

أغصان الشجر ينتظرون 


كالأسود تختبئ بين الأعشاب الطويلة

منتظرة فريستها 

بكل صبر ينتظرون 


سرعان ما انتهى انتظارهم عندما لاح لهم

في الأفق سهم ذو رأس أحمر، وتلك إشارة

من أحد أتباعهم من بعيد، ينذرهم ان هناك

فريسة في الطريق ليستعدوا لها 

بعد لحظات اقتربت العربة أكثر وأكثر

لتصل إلى فخهم، كانت عربة ذهبية

كبيرة تبدو ملكية يجرها حصانان 

متشابهان وعليهما زينة فاخرة، بينما

كان السائق ملتحفا بالسواد 


قفز الستة من فوق الشجر كالعناكب

مظهرين سيوفهم في نفس الوقت 

وقد كانوا يتجهزون للانقضاض على

السائق أولا ثم فتح العربة وتهديد

من فيها 

لكن المفاجأة كانت عندما نهض ذو

الثياب السوداء ونفض رداءه بعيدا

ليظهر لهم أنها امرأة تحمل سيفا 


التفوا حولها وبدؤوا بالضحك والحديث

بسخرية بينما البقية اتجهوا لفتح أبواب

العربة، وهنا كانت المفاجأة

العربة فارغة تماما


تملكتهم خيبة الأمل ليحولوا تركيزهم الى

المرأة التي تقف مغمضة العينين تمسك سيفا 


هم معتادون على رؤية النساء يستخدمن

الأسلحة، كن يحاولن الدفاع عن أنفسهن

بالدبابيس المسممة او السيوف، وبعضهم 

كن يقاومن بالفنون القتالية وهذا نادرا ما يحدث

حاول أحدهم الاقتراب لإمساكها بعد

ان رفضت الانصياع لحديثهم لكن

حركتها كانت أسرع منه 


فقد طار السيف بعيدا ومعها يده التي قطعت 


صرخ بفزع وهو يرى الدماع تخرج بغزارة

من مكان يده فانتفض البقية للهجوم عليها 

وهي قفزت فوق ظهر أحد الأحصنة لتبتعد

عن العربة وتقف حيث الميدان الخالي 

"أعلم أنكم تشعرون بالخيبة الان، لكن هذه العربة

تساوي ثروة فهي مرصعة بالجواهر، يمكنكم 

الحصول عليها مع الاحصنة أيضا، لكن بشرط

ان تهزموني" 


تحدثت بهدوء استفزهم فهاجموها تباعا 

وهي تصدت لهم الواحد تلو الآخر 

وعندما رأوها تطيح باثنين منهم صرخوا 


"أين هو ذاك اللعين أخبرته أن يلحق بنا!؟ "


"هل تقصد صاحبكم الذي لقيته في طريقي؟ لقد

غرست سيفي في رقبته قبل أن أطلق 

لكم الإشارة بسهمه الأحمر"

زاد كلامها من غضبهم فازدادت شراسة

هجماتهم


وهي في كل مرة كانت تتحاشى قتلهم

فالامبراطور يريدهم أحياء، لهذا كانت

تصيبهم إصابات مؤلمة تجعلهم عاجزين

عن الحركة

داخل القصر 


كان الإمبراطور يجلس على عرشه وبجانبه

مستشاره الأول كوك، بينما أمامهما تجثو

خادمة على ركبتيها وهي تكتم شهقاتها الباكية

وارتجاف جسدها 

كان جيمين يقرأ ورقة ما بوجه جاد 

ثم ابتسم بعدها ورفع رأسه ينظر الى

الخادمة


"مثير للاهتمام" 


تحدث بينما يعيد لف تلك الورقة ويمدها

إلى كوك، وهذا الأخير أمسكها وتحدث

"ماذا سأفعل بها مولاي؟" 


"سوف نعيدها إلى هذه الآنسة ونتركها تنهي

تسليمها بلا مشاكل" 


شعرت الخادمة بخوف أكبر عندما سمعت

كلامه فهو بذلك يطلب منها خيانة الأميرة آريس

والتظاهر بأن خطتها تسير كما ترغب 

"لكني أشعر بالفضول، كيف استطاعت اكتسابك

إلى صفها؟ مالذي أعطتك إياه، والذي كان قيما

جدا لدرجة أن تبيعي وطنك من أجله؟ "


بدأت الخادمة بالتأتأة ولم تجد مفرا غير

قول الحقيقة، فهي في حضرة الإمبراطور 

ولن تتجرأ على الكذب

"ال-المال.. أعطتني المال" 


"هذا فقط؟ ألا تحصلين على المال هنا؟ 

على حد علمي فإن الخدمة في قصري

وظيفة تجلب الثراء وليس المال فقط، راتبك

في الشهر الواحد يكفي لشراء منزل، لكنك

قررت انك ترغبين في المزيد" 

صمت قليلا يشاهد بكاءها المثير للشفقة 

ثم اردف بنبرة جادة تحمل تهديدا واضحا 


"سوف تأخذين الرسالة وتقومين بتوصيلها 

تماما كما طلب منك، ودون ان تفتحي فمك

بأي حرف، ان علم أحدهم ان الرسالة وقعت

في يدي فسوف أنحرك ببطء وبشكل تدريجي

حتى تتمني أن أقطع رأسك بسرعة، وبالطبع

لن تحصلي على هذا الشرف لوحدك فأنا قبل ذلك

سألتقط كل فرد من عائلتك وأجني رؤوسهم 

أمامك، وصدقيني سأستمع بفعل ذلك"

تضاعف الرعب بداخلها وما كان منها الا 

أن توافق، لم تعد تهتم لأي شيء وستكون

اخر مرة تحاول فيها خيانة الإمبراطور 


"ألم تعد بعد؟ لقد غابت الشمس بالفعل"


تساءل بهدوء وهو يكتف ذراعيه خلف

ظهره وينظر خارجا عبر شرفته، ليأتيه

كوك بالجواب


"ليس بعد، لقد أمرت جلالتك ألا نرسل خلفها 

أحدا، لذلك لا نعلم ماذا حصل لها ولماذا تأخرت" 

بدأ القلق يتصاعد في صدره فزفر الهواء

بهدوء وحاول تمالك أعصابه 


"أرسل من يقتفي أثرها" 


انحنى كوك وغادر ليبقى هو حبيس هواجسه

وشكوكه، له حدس قوي يخبره انها ليست ضعيفة

لتخسر أمام مجموعة من قطاع الطرق لكن في

نفس الوقت يخشى أن ثقته الزائدة بها قد تؤدي

إلى هلاكها 

وفي الواقع، هذه المرة قد يكون حقا السبب

في هلاكها 


لأنه وبينما كان ضائعا بين الشك والحدس


كانت هي مربوطة وسط مخيم مليئ باللصوص

الذين يعملون معا 

بعد أن كادت تتغلب عليهم، تدخل بقية الفريق

اخيرا واستطاعوا محاصرتها بعددهم الكبير

ثم أخذوها إلى مخيمهم، لأنها كانت مثيرة

للاعجاب بالنسبة لهم، وبدل قتلها أرادوا اخذها

إلى زعيمهم لربما يقنعها بالانضمام إليهم 

لكن ذلك لم يمنعهم من تسديد بعض الضربات

والجروح، فقد غطت الجروح جسدها ونزفت

كثيرا حتى شحب لونها 


وفي النهاية ربطوا يديها مع احد الأحصنة

وجعلوها تسير طوال الطريق إلى المخيم 

اما الان فهي مربوطة بإحكام تجثو على

ركبتيها، تتنفس ببطء 


والرجال حولها يحتسون المشروبات ويأكلون

اللحوم المشوية، بينما يضحكون ويحتفلون 

بفوزهم الجديد

معتقدين أنهم تغلبوا عليها 


لا يعلمون أنها هنا الان 


ليس لأنهم أقوياء وعددهم كبير


بل لأنها سمحت لهم بذلك 

الي ما يتذكر سالفة الرسالة والأميرة

( الأميرة آريس هي أسيرة عند جيمين كتبت رسالة لأبوها وخطيبها طلبت منهم يهجمون عالقصر وعطتهم خريطة للقصر والمداخل وهيك، بس الرسالة طاحت بيد جيمين وهو خلى الخادمة تكمل شغلها وتسلمها لخطيب الأميرة) 

وبالنسبة لسالفة السيف طبعا الموضوع خيال مدري اذا صح ممكن ينعمل سيف جواه ألماس واذا كانت هذي هي الطريقة ولا لا بس هذا ممكن فخيالي وبيقولو 

"يمكنك صنع أي شيء ما دمت تستطيع تخيله"💀


تعليقات

التنقل السريع