روزمين ♡الامبراطور♡ 7

القائمة الرئيسية

الصفحات

 تناقلت الخادمات الاخبار فيما

بينهن وعلم الجميع بما حدث

فاستغربوا تصرفات امبراطورهم

التي بدأت تأخذ منحى معاكسا

لما عهدوه عليه


لم يكن يهتم ابدا بالخادمات بل

لم يكن يلاحظهن حتى.. والان

هو من يجثو بملابسه الفاخرة تلك

فوق الثلج ويسارع لإنقاذها!

تصرفاته مختلفة جدا واصبح

يتحدث اكثر ويغدو اكثر لطفا

وان كان ذلك بمقدار شديد

الضآلة فهو يظل ملحوظا


تراقصت الستائر من حول سريره

الدافئ تزامنا مع تحركها ومحاولتها

للنهوض بعد ان استعادت وعيها

واستطاعت التحرك اخيرا

هي في الواقع قد استيقظت بعد

عصر ذلك اليوم لكن جسدها بقي

مجمدا وغير قادر على الحركة


كانت تسمع كل شيء وتشعر بكل

شيء، حتى انها شعرت بقبلته الصامتة

أحكم قبضته فجأة على رصغها

ليسحبها اليه بأعين مغلقة ويجعلها

تنام فوق ذراعه ووجهها يلامس

عنقه


احتضنها مغطيا كليهما بلحاف دافئ

فبقيت هي هادئة لبضع ثوان قبل

ان تتحدث

روزي: لقد استيقظت الان.. استطيع

النوم في مكاني


جيمين: لا احب ان اشعر بأي حركة

وانا نائم لهذا فالافضل ان تثبتي

حتى الصباح 

روزي: حاضر


جيمين: سوف نخرج في طريقنا

للحرب بعد يومين.. كوني مستعدة


روزي: هل اجتزت الاختبار اذن؟


جيمين: همم

روزي: ماذا ستكون مهمتي هناك؟


جيمين: سنكتشف ذلك لاحقا


طغى الصمت على المكان بعد 

سكوته ليبقى الاثنان مغلقي 

الأعين ملتصقان بحضن واحد

يبدوان نائمين بهدوء لكن دواخل

كل منهما اصخب من ضجيج الحرب

كل واحد يفكر في امر مختلف

عن الاخر يلتقيان في نقطة متشابهة

ثم يختلفان من جديد 


خارج اسوار القصر وداخل حديقته

الواسعة كان تايهيونغ يتجول بحرية

اثناء فترة حراسته والتي تعتبر عقوبة

لأن الملازم اكتشف غيابه عن القصر

بعد ظهر اليوم فكان عقابه الحراسة

طوال الليل

توقف فجأة امام نافورة المياه الكبيرة

التي تتوسط الحديقة وقد كانت مياهها

متجمدة بالفعل فالجو بارد في منتصف

هذا الفصل 


لكن ما اوقفه فعلا لم يكن شكل النافورة

ولا جمال تلك الكريستالات اللامعة المتدلية 

من عليها 

بل كانت تلك الفتاة التي تجلس ارضا

بجانبها تخفي وجهها بركبتيها المثنيتين

وتجهش بالبكاء بصوت مختنق


تحاول جاهدة عدم اخراج شهقات مرتفعة

او اصوات نحيب مزعجة لكنها لم تكن 

قادرة على منع ارتجاف جسدها 

نظر حوله ليرى المكان فارغا الا من

بعض الحراس المنتشرين في الانحاء

وكل منهم يهتم بشؤونه الخاصة 


لذلك اقترب منها وتحمحم قليلا

لتشهق هي وترفع وجهها المبلل

بالدموع نحوه

شعرت بالحرج لرؤية احد الجنود 

امامها فنهضت فورا وانحنت 

معتذرة 


"هل انت بخير، لماذا تبكين هنا"


تحدث بينما اخذت هي تمس دموعها

بخشونة وتوتر

"ل-لا شيء.. عن اذنك "


انحنت مجددا وركضت الى الداخل

ليقطب هو مراقبا اياها تدلف الى

القصر من احدى بواباته وتختفي

من امام ناظريه


"فضولي اللعين لا يكف عن تعذيبي"

تمتم وهو يشعر برغبة في معرفة

ما جعلها تبكي.. هو حتى لا يدري

ما اسمها فهي اول مرة يلاحظ فيها

خادمة ما في هذا القصر


ومن خلال ثوبها فالواضح انها تعمل

في ترتيب الغرف وتنظيفها

هز كتفيه لتسري رعشة باردة في

بدنه فتنهد واكمل سيره لعل ذلك

يضخ فيه بعض الدفئ


....


صباح اليوم التالي


اشرقت شمس يوم جديد وانقضى

الليل ببرودته القارسة فتنفس

تاي الصعداء اخيرا واتجه بخطوات

سريعة الى الداخل حتى ينام 

بعد انتهاء عقوبته

اطرافه قد تجمدت فعلا من البرد 

وجسمه كان يتداعى لشدة تعبه


اما عند الامبراطور فتلك التي بين

ذراعيه قد استيقظت منذ مدة لكنها بقيت

ساكنة فقط لأجله 

بينما تشعر به يرخي ذراعيه من 

حولها احيانا ثم يشدها اليه احيانا

اخرى


هو بدوره هادئ جدا ولا يتحرك

كثيرا خلال نومه لذلك لم تتغير

وضعيتهما اطلاقا 

اهتزت أهدابه قليلا قبل ان ترتفع

كاشفة لمعان عينيه الناعستين 


قابله وجهها قريبا منه يلامس

جبينها بجسر انفه ورأسها

فوق ذراعه يعانقها 

انها اول مرة يترك فيها امرأة

تنام معه حتى الصباح فقانونه

كان ان يرحلن قبل استيقاظه 

ولا مجال لديهن للتفكير في

القيام بعكس ذلك 


تراجع الى الخلف ليتمدد على

ظهره مخرجا نفسا عميقا 

قبل ان يعود وينظر اليها ويقترب

من جديد

مرر يده على طول فكها و رفع

بسبابته خصلة سوداء يبعدها عن

عنقها 


"اعلم انك مستيقظة.."


همس بنبرته الثخينة الناعسة

لتظهر هي ابتسامة خفيفة

تؤكد كلامه 

يده لم تتوقف عن المرور على

فكها و ذقنها المنحوت ووجهه

يزال قريبا من خاصتها لكن مع

ذلك لم يبدو ان لديه تأثير واضح

عليها 


وهذا ما جعله يتابع ما يفعله

بها.. هي لا تمانع ولا ترتجف 

او تبدو مترددة لا تقبل ملامسته

لها 

"اعلم انك مستيقظة.."


همس بنبرته الثخينة الناعسة

لتظهر هي ابتسامة خفيفة

تؤكد كلامه 


يده لم تتوقف عن المرور على

فكها و ذقنها المنحوت ووجهه

يزال قريبا من خاصتها لكن مع

ذلك لم يبدو ان لديه تأثير واضح

عليها 

وهذا ما جعله يتابع ما يفعله

بها.. هي لا تمانع ولا ترتجف 

او تبدو مترددة لا تقبل ملامسته

لها 


جيمين: ما هو سرك يا ترى؟ 

كيف استطعت النجاة 

روزي: تدربت على ذلك في

المعبد


جيمين: همم المعبد مجددا.. اصبحت

اشعر بالفضول لزيارة ذلك المكان

وربما التدرب فيه ايضا

روزي: الامبراطور دائما مرحب به

وشرف لتلك الاراضي ان تدوس

جلالتك عليها.. ولتلك الجدران 

ان تشهد على قوتك


جيمين: اعلم ان هنالك قصة ما خلفك..

هناك شيء تخفينه عني وتستثنينه

دوما من اجاباتك، اتلمس في كلماتك

صدقا كاذبا ولا اعلم كيف تفعلينها

روزي: وان كانت لي الجرأة في الكذب

عليك فذلك له سبب وجيه.. وانا لست

ممن يحاولون الغدر بك


جيمين: اعلم هذا.. لو كنت تريدين الغدر

لكنت انا ميتا الان وانت هاربة دون عودة.

افهم انك لست خائنة، لكن ما يزال هناك

سر اكبر خلفك

روزي: أسرارنا خلقت لتبقى مدفونة

دائما.. و ان لم تكن دائما وابدا مخفية

فلربما يأتي يوم يتغير فيه التيار لينبشها

من القاع ويلقي بها فوق اليابسة.. ليغدو

الجميع على علم بها


قهقه بخفة مستمعا لكلامتها الملتوية

غير راغبة في اخباره شيئا مما يريد

عم الصمت الغرفة للحظات قليلة

وهو يستمر في تلمس وجهها 

دون ان يتلقى منها اي رد فعل

او تجاوب 


حركاته البطيئة على بشرتها 

و نظراته الخاملة قد كانت 

تنذر مسبقا بما يريد القيام به

"لا تريدين الكذب ولا قول الحقيقة..

عجيب امرك.. وأمري انا اعجب بكثير

منذ انني ما زلت استمع اليك دون

ملل او تذمر، ما زلت مقتنعا بكلماتك

القليلة لعلها تروي فضولي اتجاهك..

أتساءل ان كنت هنا لتمديني بحكمتك

ام لتعلميني امرا انا غافل عنه.. او ربما

قد ارسلك القدر لتحميني وتوجهيني

الى الطريق الصواب"

صمت لثوان قليلة قبل ان تتوقف اصابعه

عن الحركة مستقرة تحت ذقنها ليرفعه

قليلا نحوه متلمسا شفتيها ببطء 


"شفاهك لا تتفوه الا بما يزيد حيرتي..

فدعيني أرتوي بها لعل هيجان دواخلي

يهدأ ولو قليلا"

سحب ذقنها بإبهامه للأسفل لتتباعد

شفتاها قليلا فيحرك رأسه مستهدفا

اياهما بقبلة هادئة كهدوئها 


تموضعت شفتاه برقة على خاصتها

ليحركهما ببطء شديد دون ان يتلقى

اعتراضا او مبادلة 

يشعر بخدر غريب في جسده ليعمق

من قبلته اكثر وكلما فعل ذلك حتى

رغب بالمزيد وما زاد من رغبته 

وجعلها اكثر جموحا هي مبادلتها له

بعد سكون دام للحظات وقد وجد

ذلك لطيفا على غير العادة

انتقل بشفتيه الى ذقنها وعلى طول

فكها حتى عنقها واسفل اذنها 


يقبلها بعمق ويستنشق رائحة بشرتها

بنفس الوقت بينما يشد في عناقه 

حولها منتشيا بخضوعها ذاك والثبات

الجميل الذي يغلفها طوال الوقت 

توقف عما يفعله مخلفا بقعا غير

مرئية من اللعاب على عنقها

ليعود ويلقي رأسه على الوسادة

يتنفس بعمق ويشعر بحرارة جسده

ترتفع رغم كونها مجرد قبلة الا

انها كانت مختلفة 

لم تحدث بين شخصين غريبين لم

يسبق ان تحدثا كما كان يفعل مع

جواريه فقط بغرض المتعة الجسدية

ثم يطردهن مباشرة بعد اخذ غايته


مختلفة لأنها تحدث بين كيانين

اولهما اعمى عن الجمال السطحي

والاخر قد التمس غاية جديدة في

قربه من الأول 

كالأنصاف التائهة التي تنجذب 

لبعضها البعض حينما تتقارب


اخذ نفسا عميقا ثم سحب ذراعه

من تحت رأسها لتنهض هي ايضا

تزامنا معه وتلحق به الى الحمام

دون قول اي شيء

مر اليومان بسرعة ليحين موعد

خروج الامبراطور وجيشه بعد

انتهاءهم من تجهيز الاسلحة والدروع

وكل مستلزمات الحرب 


ارتدى ثيابه الحمراء المرصعة 

بالذهب والجواهر مع تاجه الملكي

ليعتدل ظهره بشموخ فوق حصانه

شديد السواد وسرجه المزين كذلك

بحلي فاخرة تزيده جمالا 

برز من خلف بوابة قصره ليرى جموع

الرعايا مصطفين على الجنبات فترتفع

اصواتهم بهتافات للامبراطور الشجاع

فخرا به و بكونه زعيم هذه الحرب 

على جنباته يقف مستشاروه الاعلى

مكانة واولهم جونغكوك و الملازم هوسوك

وبقية جنوده الاوفياء بينما جيشه الكبير

قد خرج مسبقا ينتظر بعيدا عن القصر

حيث سيتجهون الان ليكملوا طريقهم 

لكن وبينما نمرر اعيننا على هؤلاء

الجنود المحيطين جيمين تقع

انظارنا على امرأة هي الوحيدة 

هناك 


بثوب قتال اسود كالبقية يسهل عليها

التحرك به في ساحة القتال وسيف 

على جانبها بينما شعرها مرفوع للأعلى

ومربوط بشريط يحمل شعار الامبراطور

لكونها ستذهب الى الحرب بإذن منه 

وهذا الامر قد اخذ بضع ثواني من 

جيمين ليقنع مجلس مستشاريه

بأنه ليس من شأنهم ان اراد هو اخذ

امرأة معه الى الحرب 


فوق حصان رمادي مرقط ببعض السواد

وعرف ابيض ناعم يماثل لون عينيها

مر حصان الامبراطور اولا عبر البوابة

لينزل الرعايا على ركبهم راكعين له

بامتنان كبير 


لحق به البقية بنفس وتيرة تحركه

ليزيد سرعته تدريجيا حتى غدا

حصانه يركض وهم خلفه يتبعون

حركاته مخلفين زوبعة من الغبار

المتصاعد من تحت حوافر جيادهم

المروضة بصرامة 

أغلقت الابواب التي ظهر من خلفها

صفوف الخدم والحراس الذين ودعوا

امبراطورهم وتركوا في القصر للحفاظ

على أمنه وسلامه الى حين عودة 

جيمين مكللا بالنصر

تسابقت الجياد الى اعلى التلة 

حيث ينتظر الجيش العظيم الذي

يتجاوز عدد مئات الالاف


وهو عدد مرعب جدا ما زال في

تزايد يوما بعد اخر ليقترب من

المليون فرد بين جيش المشاة 

والخيالة 

لكن هذا الذي ينتظر هنا 

لم يكن مكتملا بل كان جزءا

قليلا منه بينما الجزء الاكبر

قد خرج بالفعل تحت زعامة

قائد الجيش ليسبقوهم فأعدادهم

كبيرة جدا عليهم الاستعداد 

وتجهيز الأسلحة والخيام قبل

وصول امبراطورهم مع البقية 

وصل الامبراطور الى الاعلى 

ليقف بشكل عرضي بحصانه

الأملس اللامع فيزيل عنه

عباءة الامبراطور والتاج ليظهر

من اسفلها ثوب فروسي فاخر

بدوره 


لقد تجاوز حدود قصره الان 

وهنا هو يتحول الى فارس 

مقاتل كما بقية جنوده وفرسانه

اصوات جيوشه علت السماء و الجنود

يرفعون قبضاتهم في الهواء يقومون

بتحية امبراطورهم الذي لم يشارك في

حرب منذ مدة 


وهو قد اشتاق لفعل ذلك 

رفع يده في الهواء ليتوقفوا عن

الصراخ فيحين دوره هو لإلقاء

كلماته 


صرخ بصوت مرتفع ليوصله

الى جميع من هم امامه في 

الاسفل 


وان كان صوته لا يمتد الى رجال

الجيش كلهم الا انهم يمررونه 

لبعضهم البعض فكلام الزعيم أهم

من ان يتم تجاهله

"في هذا اليوم المبارك بأنصال سيوفنا..

نتقدم سائرين على خطى الاجداد، محافظين

على اراضي امبراطوريتنا العظمى التي

لم يشهد العالم مثيلا لها.. بصلابة اياديكم

حاملة السيوف و عرض صدوركم الممتلئة

بعزة النفس والشجاعة الخالصة فداء

الصين.. سوف نسير الى الحرب في يومنا هذا

ونعود غدا حاملين النصر على أعتاقنا..

ولمن أعطي شرف التضحية لأجل أرضنا

فليتقبلها برحابة صدر.. فالتضحية وسام 

شجاعة يزين دروعنا المطلية بدماء الاعداء."

صراخه وحماسه في الحديث قد مد

رجال جيشه بنفس الحماس لخوض

قتال جديد 


متعطشين لانتزاع المزيد من الانتصارات

الساحقة التي ستخلد في كتب

التاريخ و تروى على ألسنة الناس كبارا

وصغارا

"فلتهتز الجبال تحت حوافر خيولنا 

ولترتجف قصور الاعداء لصليل هذه

السيوف.. فجيش الامبراطور لن

يرحم عدوا تطاول على ارضه.."


انهى كلامه رافعا يده بالهواء بينما

الاخرى يسحب بها عنان الحصان

ليرتفع على قائمتيه الخلفيتين مصدرا

صهيلا قويا تعالت معه صيحات الجنود

التفت جيمين بخيله ليشق الطريق نحو

الحدود الشرقية للامبراطورية فيلحق

به نخبة جنوده وخلفه المئات من رجاله

فوق احصنتهم 


تجاوزت مغلقة العينين بقية الجنود

لتصل الى حيث الامبراطور بالمقدمة

فنظر اليها ليراها تقود الحصان 

باحترافية كما توقع منها

يبدو ان حربه هذه المرة ستحمل 

مفاجآت و حماسا اكثر من مجرد

نصر وفوز بأراضي جديدة 


فهناك من سيضيف لمسة مختلفة

اليه

.

.

.

تحكي الاسطورة عن رجل 


ولد مع هبة ربانية


استطاع رؤية المستقبل وما 

تؤدي به افعال الحاضر من

كوارث كبيرة 


لذلك كرس حياته وموهبته تلك

لحماية الناس 

عبر تدريب وارسال من يؤثر

فيهم ويجعلهم يغيرون افعالهم

وقراراتهم 


ربما لم تذكر الكتب تفاصيل

الملوك والأباطرة 


وربما هي ذكرت لكنها انمحت

بطريقة ما 

ولو جمعنا كل الاجزاء الممسوحة

فسوف نحصل على صورة واضحة

لما يحدث حاليا 


مع امبراطور الصين 


..

وصل جيمين مع موكبه

الهائل الى مخيم الحرب


حيث نصبت الخيام ورتبت

الأسلحة 


وحيث ينتظر جيشه العظيم


مر من بين جموعهم المنحية

بحصانه يتبعه مستشاروه 

الأعلى رتبة وهي من بينهم

ليس لديها رتبة رسمية 

لكنها جاءت بأمر من الامبراطور

اي انها مميزة 


توقف و ترجل من على ظهر

فرسه ليتجاوز جنوده متجها

صوب خيمته وتلك كانت اشارته

لهم بالعودة الى اعمالهم 

اذناها التقطت من الاصوات 

ما يقربها ويبعدها في نفس

الوقت 


بعضها كانت همسات تستغرب

وجود امرأة هناك 


وبعضها كانت شتائم تقلل من

قيمتها كأنثى و البقية مجرد

ثرثرة عابرة و كلام حول التجهيزات

نزلت من على حصانها لتقوده

خلفها من لجامه متجهة الى

حيث يربطون الاحصنة


اخترقتها تحديقاتهم التي تحمل

الكثير من الأسئلة 


اسئلة من قبيل

"كيف ترى طريقها وهي

تغلق عينيها هكذا؟"


"مالذي تفعله فتاة هنا؟

هل جن الامبراطور؟"


"اتعتقد ان الامبراطور احضرها

لسبب معين؟ هه ربما هو 

يخشى الشعور بالملل هنا

لذلك احضر من يسليه"

"علينا اكتشاف امرها.. ما رأيكم

ان نزور خيمتها هذا المساء؟"


هم قد تحدثوا عنها اكثر مما

تحدثوا عن الحرب نفسها


وهي سمعت كل شيء

ربطت حصانها الى عمود خشبي

موضوع افقيا وبجانبها كان يقف

جونغكوك الذي رمقها بعبوس وهو

يضيق عينيه


جونغكوك: اذن.. انت هنا، اول امرأة

في التاريخ تذهب الى الحرب 

ما شعورك؟

روزي: لا شيء جديد.. فكل يوم

يمر هو بمثابة حرب بيننا وبين

انفسنا


جونغكوك: كلامك لا مغزى منه


روزي: بالضبط

جونغكوك: افهم انك لست ممتنة لأن

جلالته قد سمح لك بالمجيئ


روزي: حافر حصانك ينزف.. اعتني

به جيدا، فهو يستحق ذلك بعد 

ان استحمل مؤخرتك لكل هذا 

الوقت 

التفتت لتغادر بينما فتح هو فمه

بغير تصديق ونظر الى قدم حصانه

التي كانت تنزف بالفعل وهو لم 

يلاحظه


تتبعها بعينيه حتى اختفت من امامه

فأخذ نفسا عميقا غير مصدق لما

يحدث

هو حتى لا يفهم سبب وجودها هنا


..


انتهى تايهيونغ من ترتيب اغراضه

داخل خيمته المشتركة مع جنود

اخرين ثم خرج يتفقد الارجاء فلمحها

تسير مبتعدة 

نظر حوله ثم لحق بها الى خارج 

المخيم


يعلم انها تسمع خطواته لكنها

لا تهتم وهذا يشجعه اكثر 

لتعقبها


وصلت الى بقعة هادئة 

حيث تنتشر الصخور الكثيرة

صعدت على احداها لتجلس

بوضعية التأمل المعتادة 

فتحمس هو ليذهب ركضا 

نحوها ويحاول تسلق أقرب

صخرة منها


كانت صخرة اقل علوا لكنها

قريبة بما فيه الكفاية 


حالما جلس فوقها حتى تحدث

"لن استسلم.. سوف انجح

في فعلها مثلك وسوف 

تقومين بتدريبي"


تحدث واغلق عينيه ليعدل طريقة

جلوسه ويحاول هذه المرة ان 

يفرغ عقله من الافكار بجدية 


لكنه لم يستطع فعل ذلك لأكثر

من عشرين ثانية 

خلال تلك الثواني القليلة هو توقف

عن التفكير نهائيا 


وكم كان شعورا رائعا 


للأسف لم يستمر لأكثر من ذلك

رغم محاولته تكرارها ولو بشكل

متقطع 

تنهد بخيبة امل وهو ينظر اليها


كما ينظر الى مثل أعلى يريد

الوصول لنفس مستواه 


قوتها الكبيرة لم تكتسبها في

ليلة وضحاها 

وقطعا لم تكتسبها بسهولة 


لذلك لن يستسلم 


اعاد تكرار محاولاته لعدم التفكير


وقد نجح عدة مرات متباعدة ومتفاوتة

المدة 

لكن جميعها لم تكن تتعدى العشرين

ثانية 


انتهت من تأملها لتنزل من فوق الصخرة

وتبتعد في الاتجاه المعاكس للمخيم


كان يظن انها ستعود ادراجها فأراد

البقاء ومتابعة التدريب لكن تغييرها

للاتجاه جعله يلحق بها ويأجل فكرة 

التدريب

سارت بخطوات سلسة نحو نهر 

صغير ذي مياه عذبة و نقية 

غسلت به يديها وشربت منه بضع

رشفات 


وصل تاي لينحني بجانبها ويراقبها

روزي: اشرب منه.. هذه المياه مفيدة


تاي: حقا؟ هل هي مياه شافية 

او شيء ما؟


روزي: لا.. انها مجرد مياه، لا يوجد

شيء كالمياه الشافية او المباركة

كما يدعي البعض، المياه العذبة

عموما مفيدة مهما كان مصدرها

تاي: اها.. امم بخصوص ما حدث

قبل قليل


روزي: اعلم.. لقد نجحت في افراغ

عقلك من الافكار لكنك لم تقدر

على الاستمرار

تاي: وكيف يمكنني الاستمرار؟


روزي: تابع المحاولة.. التدريب هو

مفتاح الاتقان، وان نجحت يوما ما

فسوف أكشف لك اسرارا لم تحلم

بمعرفتها 

لا تفشل كلماتها بتشجيعه لكنه 

هذه المرة شعر ببعض التغيير

في نبرتها


كانت تبدو اكثر لطفا 


لم ينسى انها كانت ستقتله

تلك المرة لكنها الان تقبل

تدريبه وتشجعه على الاستمرار

مالذي غير رأيها؟


او بالاحرى مالذي غيرها هي؟


خرج من شروده لينهض ويلحق 

بها مكملين طريقهما بعيدا عن

مخيم الجيش 

حتى وصلا الى مكان مرتفع يطل

على وادي عميق به شلال

كبير و نهر ذي تيار قوي 


تاي: المكان جميل جدا.. لكن كيف

علمت بوجوده؟


روزي: الأرض اخبرتني

تاي: اوه.. مذهل، ماذا عن الاشجار

ألا تتحدث معك عادة؟


روزي: لا فهي ليست ودودة


تاي: هاها وانا الذي ظننت 

انك لا تملكين حسا فكاهيا 


تاي: على كل حال مالذي نفعله

هنا؟

روزي: انا هنا للتدريب وانت عد الى

المخيم حتى لا تعاقب


تاي: لكنني اريد رؤية تدريبك


روزي: حسنا الحق بي 


شهق بخوف عندما قفزت الى

الاسفل على تلك الصخور شديدة

الانحدار 

كانت تستخدمها كعوارض تقفز

فوقها وتدفع نفسها من واحدة

الى اخرى نزولا الى الوادي 


"كنت اعلم.. انها شيطان 

يستحيل على البشر فعل ذلك!

وتقول لي ان ألحق بها!؟"

تمتم لنفسه وهو ينظر اليها 

بقلة حيلة


يتمنى لو باستطاعته اللحاق بها


لكن الامر ليس سهلا فتلك الصخور 

زلقة ورطبة

عليه ان يكون سريعا والا يتردد


فإن حصل و تردد قليلا سيسقط

ويلقى حتفه


اختفت من مرآى عينيه واصبح غير

قادر على تتبعها ببصره لذلك

تنهد بتذمر وعاد أدراجه الى حيث

كان يجلس معها

واخذ يحاول التركيز والتدرب على

التوقف عن التفكير حتى تعود


هذا ان عادت 


..


مساء ذلك اليوم 

اشعلت نيران كثيرة في المخيم

وتجمع حول كل منها مجموعة

رجال يتناولون العشاء ويتبادلون

الاحاديث


اما الامبراطور فقد كان جالسا

في خيمته يراجع خطة التحرك 

التي رسمها مع جنرالاته و رؤوس

الجيش الخاصين به

ترك السيف من يده لينهض ويغادر

خيمته قاصدا تفقد الاحوال في

الخارج ومشاركتهم الامسية التي

تسبق الحرب


فهم سيتحركون عند طلوع الفجر

الحروب الكبرى عادة ما تستمر

لعدة اشهر او حتى لسنوات 


لكنه كان ينوي انهاءها في غضون

ايام 


جلس مع مجموعة من مستشاريه

منهم جونغكوك وهوسوك وعدة اشخاص

اخرين مقربين منه 

تتوسطهم كومة حطب مشتعلة

تعالت ألسنتها الحارقة للسماء

تنير مجلسهم وتمدهم بالدفئ


مرر له جونغكوك صحنا عليه اعواد

لحم مشوية فأخذ احداها ليتناولها 

بينما يمرر عينيه على بقية حراسه

ورجاله المنتشرين من حوله 


تذكر انها هناك لكنه لا يراها 


هو يعلم انها سوف تتعرض للمضايقة

من طرف جنوده لكنه يثق انها قادرة

على الدفاع عن نفسها لذلك اعاد انتباهه

لمن حوله متجاهلا امرها مؤقتا

بعد عدة ساعات بدأ الجنود يخلدون

الى النوم ونار المخيم تقل اكثر 

مع تناقص اعداد الساهرين 


في خيمة بعيدة عن البقية 


وكأنها منفية عنها 

خيمة بيضاء اصغر حجما يحيط

بها الظلام ولا يسمع فيها حس

بشر


تقدم من حولها مجموعة من الجنود

يتربصون بمن تقبع داخلها 

كقطيع أسود يحومون حول فريسة

وحيدة 


كانت الضحكات تتخلل همساتهم 


يتحدثون حول ما سوف يفعلونه

بها جاهلين ان خصمهم هذا ليس

مجرد امرأة 

لمع ضوء شمعة من داخل الخيمة

ليتوقفوا للحظة وهم يشاهدون

ظلها يتحرك لتجلس على الارض 

أمام تلك الشمعة الوحيدة 


ابتسم أربعتهم بخبث ثم تزايد 

عددهم ليصبح ستة بعد ان 

تسرب الى علمهم ما يريدون

فعله الليلة 

تقدم زعيمهم اولا والذي يكون

صاحب الفكرة ليدفع رأسه

الى الداخل وينظر اليها


تجلس بصمت تدعي انها لا 

تسمعهم 


بجانبها تضع ثياب القتال

مع السيف وبقية اغراضها

لترتدي فستانا ابيض مريحا

وتترك شعرها حرا كما تفعل

عادة


اشار الى اصدقاءه بابتسامة

ان يدخلوا خلفه وهم كانو اكثر

من متحمسين لفعل ذلك 


أحاطوا بها واخذوا ينظرون اليها

ويتبادلون النظرات فيما بينهم

باستغراب

فهي لم تحرك ساكنا او تجفل 

من حضورهم رغم علمها انهم

هناك


"هل هي نائمة؟"


"بالطبع لا.. ومن ينام وهو جالس

هكذا"

"اذن هي صماء؟"


"هي عمياء كذلك.. اليس هذا

رائعا؟ لن تستطيع رؤية وجوهنا

حتى"


"وقبل ان نرحل دعونا نجعلها

خرساء ايضا.. ما رأيكم؟"

تعالت ضحكاتهم ليقترب آخر

من تحدث ويضع يده على 

كتفها 


وكان ذلك خطأ فادحا 


تحركت اخيرا لتمسك يده في 

لمح البصر وتطويها بالاتجاه

المعاكس ليسمع صوت انكسارها

صوت صراخه أيقظ الجنود النائمين

ولم يكن ذلك من فعل الألم فقط

بل ايضا الخوف


كان يرى عظمه المكسور خارجا

من جلده لتتدفق الدماء بغزارة 

منها

أمسك به اثنان من رفاقه بينما

حاول البقية التغلب على صدمتهم

والانتقام منها


هي لم تحرك ساقيها ابدا 


تنحني للأمام والخلف لتتجنب

ضرباتهم احيانا بينما يداها 

تعملان بسرعة هائلة


انطفأت تلك الشمعة الصغيرة

امامها والتي كانت مصدر الضوء

الوحيد هنا ليحل الظلام على الخيمة


ويفقدو تركيزهم 

هذا قد جعل امر انهاء العمل اسرع


فيما يتعلق بطريقتها في القتال


فإن عدم قتل خصمها لا يعني 

تركه يذهب دون أن يتألم 


لن تضربه وتسبب له بعض

الكدمات فقط

بل تحب ترك الجروح البليغة

او الكسور صعبة الشفاء


خصمها الوحيد الذي لم ترضى

ايذاءه كان الامبراطور 


وصل خبرهم الى جيمين الذي

ذهب الى هناك فورا 

خرج بعض المصابين من خيمتها

بينما الاخرون لم يقدروا على

النهوض حتى 


جنود الجيش اقوياء.. لديهم

قدرات هائلة على التحمل 

وهم ماهرون جدا في استخدام

الاسلحة 

كما ان قبضاتهم قوية لكنها

انكسرت بسهولة بين يديها


ليعلموا ان القوة لا تفوز امام

التقنية 


أعادت اشعال شمعتها وهي

تجلس في نفس المكان 


الدماء لوثت خيمتها و اغراضها

لكن لا بأس بذلك مادام هناك

من تعلم درسا الليلة

ابدا لا تستخف بقدرات امرأة


خصوصا تلك التي كسرت سيف

الامبراطور


اشار هذا الاخير لجنوده بأن يأخذوا

المصابين الى خيمة الطبيب بعد

ان ألقى نظرة على كسورهم العنيفة

من يراهم سيظن انهم وقعوا في

عرين وحش فتاك مزق لحومهم


رفع يده ليصرف الجموع المتجمهرة

بدون فائدة ويعود كل الى عمله

ما عدى حراسه الشخصيين

اتخذ خطواته صوب خيمتها ليدخل

ويشهد مسرح الدماء ذاك


رفع حاجبه وتقدم نحوها 


لم يسبق ان رآى من يتصرف مثلها

اطلاقا

لكن ذلك اصبح معتادا بالنسبة له

فلو لم تكن كذلك لما لاحظها منذ

البداية


تحركت فجأة لتلتفت بهدوء وتنحني

له ارضا على ركبة واحدة احتراما

لجلالته

فالاحترام هو من مبادئها 


تقدم ليجلس على الارض

فتلك الخيمة لم تكن تحتوي

على فراش او حتى اغطية


تفحصها قليلا وهي تعدل

جلستها كما كانت تفعل

قبل قليل لكنها هذه المرة

تواجهه هو بدل الشمعة

جيمين: لقد توقعت ان يقوم

احدهم بمضايقتك.. لكنني

لم اتوقع ان تفعلي ذلك بهم


روزي: لم اكن انوي إلحاق الضرر

بهم.. لكنهم كانوا صاخبين وقد

حرموا عني النوم، كما انهم لا

يملكون الاحترام، ومن لا يحترم

غيره لا يستحق اقل مما حدث لهم

جيمين: أخشى ان أسألك عن تلك

القوة التي خولتك لتكسري

عظامهم بتلك الطريقة فتقولين

انه تدريب المعبد


روزي: في الواقع هو كذلك


جيمين: عظيم.. اذن بما اننا الان

بعيدون عن القصر فلما لا

تأخذيننا الى معبدك بعد انتهاء

الحرب.. لعلنا نتجرع من كأس

القوة نفسها

روزي: القوة ليست شيئا تشربه

من كأس مولاي.. لن تجد هناك

شيئا سوى الارشاد، وان تمكنت

من تتبعه بدقة، فقدراتك ستصبح

أعظم مني

جيمين: اتفقنا اذن.. بعد الحرب، سنذهب

مباشرة الى المعبد 


روزي: كما تشاء جلالتك


جيمين: حسنا استريحي الان.. لم 

يبقى الكثير على شروق الشمس

وان اعتدى احدهم مجددا على 

خلوتك فأنا اعطيك الصلاحية لقتله

وليس كسر ذراعه فقط

ابتسمت بهدوء وهي تحني رأسها

لينهض هو ويغادر مكانه 


لا ينكر انه شعر بالحماس لفكرة

الذهاب الى معبدها ورؤية 

اين تدربت وكيف 


هو لا يملك وقتا للتدريب هناك 

لكنه يريد رؤية ذلك فقط

هذا كل ما يهمه


فلربما استطاع اكتشاف المزيد من

الاسرار حولها


..


اشرقت الشمس على عدد هائل

من الجيوش المستعدة للقتال

الممالك المتحالفة قد جمعت 

ما يقرب الربع مليون جندي 


كثير منهم قد كانوا شبابا تم

احضارهم رغما عنهم وقد انتشلوهم

من بين احضان امهاتهم وعائلاتهم


هم احضروا رجالا من كل الفئات

العمرية ليقاتلوا ما عدى كبار

السن الغير قادرين على ذلك 

ولا احد منهم يستطيع انكار انه

رأى الخسارة تلوح لهم في الأفق

مع ظهور أعلام جيش الامبراطور


كان هو على رأسهم يرتدي درعه

بدون خوذة الرأس فأخذت رياح

الصباح الباردة تهز خصلاته السوداء

فوق عينيه المتقدتين بنار الحماس

والتي ستحرقهم جميعا هذا اليوم 


بالنسبة للجيش المعادي فقد

كان يقف على رأسهم رؤساء

الجيوش الأربع يوجهون الجنود

بينما هم يقفون مكتوفي الايدي

يشاهدون


رفع الامبراطور سيفه ليرتفع

معه حصانه على اطرافه الخلفية

وحالما لامست حفواره الارض

حتى انطلق الى الامام وانطلق

معه الجيش مهاجما ترتفع اصواتهم

لتهز قلوب الاعداء 

اشتبك الخيالة مع بعضهم والمشاة

استخدموا رماحهم ليموت العديد

منهم من كلا الجيشين 


الامبراطور اخذ يضرب بسيفه 

هنا وهناك ويقتل كل من وقعت

عليه عيناه 

ذاك السيف المميز الذي كان يحمله

هو من صنع صاحبة العيون الثلجية


والتي كانت من بين جنوده حاليا 

تقاتل هي الاخرى وبدل قتل 

واحد هي تطيح باثنين في نفس

الوقت 

يدها اليمنى تمسك سيفا عاديا

واليسرى تحمل خنجرا حادا

جدا وقصيرا يكاد يرى لشدة

سرعتها في تحريكه


تخلت عن حصانها لتنزل وتشتبك

معهم 


تمر من تحت احصنة العدو وتقطع

السرج لينزلق الراكب من فوقه 

فتقتله بسهولة

الأحصنة لا تستهدف غالبا فهي

مفيدة ومن ينجو منها يتم اخذه

ليضم الى خيول الجيش فهي

تعتبر من الغنائم


السرعة لوحدها كافية


لكنها لن تنفع بدون الدقة 

الخصوم يرتدون دروعا بالطبع


لكن تلك الدروع لا تشمل أعناقهم


تستخدم السيف لتضرب اهم

نقاط الساق فيهوي المصاب

أرضا لتدخل الخنجر في أحد

جانبي عنقه ثم تمر الى البقية

هناك مبدأ بسيط فيما يخص

طريقتها في القتال 


الرجل الغاضب او المتحمس 

الذي يركض لمهاجمتها رافعا

سيفه سيكون مشوشا قليلا


لن يستطيع التركيز مثلها بالطبع

هو لن يقدر على مهاجمة من

يتحرك بسرعة كالافعى


فقط لنتخيله على شكل هرم


لكنه مقلوب


اي انه يقف على الرأس


ان كسرنا الرأس فسوف

ينهار الهرم 

لذلك هي عندما تهاجم شخصا

مهما كانت قوته فسوف تتقدم

نحوه سريعا ثم تنخفض فجأة

وذلك سيشتته لبعض الوقت ولن

يستطيع صدها عندما تجرح ساقه

يسقط ارضا ولو قليلا ليترك لها

المجال للوصول الى النقطة

القاتلة في عنقه 


كلا الطرفان قد قاتلا بشراسة


لكن الفوز هذا اليوم قد كتب

باسم واحد فقط 

جيش الامبراطور انتصر 


وبقي من الاعداء عدد قليل

من جنودهم الذين اختاروا

الانسحاب ورفع الرايات

البيضاء


تعالت هتافات المنتصرين وعلى

رأسهم الامبراطور فوق صهوة

جواده الاسود 

اختارت روزي احد الاحصنة العشوائية

لتمتطيه بعد انتهاء المعركة 


وهي معركة حاسمة


فالممالك ارسلوا كل جيشهم 

في آن واحد


وكأنهم يملكون خيارا اخر 

ما كانوا ليقدروا على الصمود

وهم علموا ذلك لكنهم لم يرضوا

الاستسلام دون قتال

انتهت المعركة وعاد الجميع الى

بلادهم مكللين بالنصر 


لكن الامبراطور اختار الاتجاه الى

مكان اخر ما دام بعيدا عن قصره


لم ينسى حديث الامس وقد قرر

تنفيذه فورا 

الشمس كانت على وشك المغيب

عندما توقف موكبه لنصب المخيم

الجديد والذي يكون اصغر فبالطبع

لن يأخذ جيشه بأكمله الى المعبد


هو احتفظ بحراسه فقط بالاضافة

الى الملازم هوسوك و ايضا جونغكوك

بينما ارسل بقية المستشارين 

والقادة الى القصر

التحفت السماء بغطاءها المظلم

لترتفع نيران المخيم و تنتصب

الخيام 


جيمين كان يشعر بسعادة

لا مثيل لها هذا اليوم 


يشعر ان جسده يفيض طاقة

وقوة حتى بعد خوضه للمعركة

غير ثيابه ليلقي نظرة الى درعه

المليء بالخدوش و اثار الضربات


لقد حصل على حقه من الجروح

هذا اليوم لكن الطبيب اعتنى بها 

بالفعل 

خرج مباشرة من خيمته ليتجه

الى مضجعها البعيد عن البقية

كما العادة فأصوات شخيرهم 

ستدوي كالرعد في اذنيها

ان اقتربت من الاخرين


اوقف حراسه ومنعهم من الدخول 

خلفه ليرفع هو ستار الخيمة ويدخلها

كما توقع كانت تستلقي بهدوء

على الارض قبل ان تنهض وتنحني له


اصبح ذلك مزعجا قليلا بالنسبة اليه


لم يعد يريد رؤيتها تنحني بتلك

الطريقة.. يشعر انه معتاد عليها

ولم يعد يريدها ان تفعل ذلك 

سار بخطوات بطيئة اليها ليمد

يده ويمسك خاصتها ليرفعها

ويجعلها تقف امامه 


جيمين: لقد رأيتك اليوم تقاتلين..

ولم تضعي الدرع الذي أعطوه لك

روزي: انه ثقيل ويكبح حركتي..

لذلك تركته


جيمين: وهذا قد كانت له عواقب


رفع يده الى ثوبها لينزله من

جهة الكتف كاشفا عن جرح 

عميق قليلا محمر بشدة ويبدو

انه توقف عن النزيف منذ مدة

روزي: الجروح هي تذكارات نفتخر

بها.. وهذا الجرح لا يقارن بما

حصلت عليه انت جلالتك


جيمين: اجل.. ويالسخرية انا الذي 

كنت ارتدي درعا أصبت اكثر منك

روزي: انت عرضة للهجوم والاستهداف..

انا كنت غير مرئية وهذا ساعدني 


جيمين: بخصوص هذا السيف.. لم

نتحدث عنه 


روزي: بخصوصه؟

جيمين: اذكر انني كلفتك بصنعه

لي بعد أن قمت بكسر خاصتي


روزي: اجل.. لكن هذا السيف 

غير قابل للانكسار حتى لو

حاولت انا كسره 


جيمين: لقد كان أثقل من غيره 

لكنه اكثر دقة كذلك، أتساءل 

ان كان هناك شيء لا تجيدين

فعله 

روزي: كلنا نملك حدودا بعد كل شيء


جيمين: اليوم.. رأيتك اثناء القتال،

وأنا اعترف.. انني في تلك اللحظة

أردت التوقف والنظر اليك فقط..

هناك رغبة في داخاي تجتاحني

كلما رأيتك.. 


رغبة في ان امتلكك لنفسي فقط


هل لهذا اي معنى؟ ام انه مجرد

حب للتملك؟

فأنت كأي شيء مميز في هذا

الكون ارغب بامتلاكه لنفسي


لي وحدي 


فهل هذا ما يعنيه خفقان 

قلبي كلما فكرت بك؟


كان يدور من حولها ببطء

يهمس بكلماته تلك واصابعه

تمر بخفة على خصرها 

بينما هي تقف مستمعة بحرص

لما يقوله


عاد للوقوف امامها ليسحب كلتا

يديها ويضعهما على جانبي وجهه

ثم يلصق جبينه مع خاصتها 

"المسيني لتشعري بي.. ولأشعر

انا انني أنتمي"


"انت تنتمي بالفعل مولاي.. انت

تنتمي لأرضك وشعبك الذي يعتبرك

رمزا مقدسا، تنتمي لعرشك ولاسم

عائلتك الخالد"

"لا اهتم لهذا.. لا اهتم لعرش الذهب

ولا لأحلام القصور المترفة.. لا اهتم

لهتافات الشعب ولا انحناءهم لي..

اريد ان أشعر بأنني انتمي الى شخص،

شخص واحد فقط اشعر معه بالسكينة"

اخفض يديها من على وجهه ليحيطها

بذراعيه ويعانقها 


بل ويغرق فيها 


وضعت يديها على ظهره تبادله

عناقه دون تردد او تفاجؤ

حضنه الضيق كان مليئا بالدفء

لكليهما 


وهو لم يحظى بعناق كهذا منذ

وقت طويل 


مرر يده على شعرها وهو يدفع

بها اكثر الى جسده ثم أعلن لها

بقراره الاخير 

"بارك روزي.. منذ هذه اللحظة انتِ عشيقتي"


"أنتِ ملك لي"


"وانا إليكِ أنتمي"


تعليقات

التنقل السريع