روزمين اوقعني في حبه 2

القائمة الرئيسية

الصفحات

 تقدم بهالة بروده المخيفة نحو تلك الفتاة الجميلة 

لم يتصور أنه سيقابلها مجددا...واين؟

في منزله

ماذا واللعنة تفعل في منزله؟!


كان هذا السؤال الذي يراوده، وبالطبع سيحصل على الإجابة فهو من النوع الذي يحصل على مايريد وقت ما يريد

"من انتي؟" فرق شفتيه سائلا ببرود قاتل مدعيا عدم المعرفة


لتنحني روزي سريعا "اه اهلا...انا روزي نحن زملاء في الجامعة وقد انتقلت اليوم لاعيش هنا بطلب من السيدة....امم والدتك" قالت كلامها دفعة واحدة بنشاط مبتسمة

ليستقبله ذاك اللوح دون تعابير لتظهر بعد قليل ملامح غضب وسخرية على وجهه "ماذا واللعنة يحدث هنا"


ابتسم تلك الابتسامة الخالية من الفكاهة ليتجاهل الواقفة امامه ويعبر من جانبها متجها نحو قصره 

"هه يا له من وقح" قالت روزي بينما احترقت من الغيظ ااااه كم تكره هذا التعامل الوقح 


دخل للمنزل لتستقبله ابتسامة والدته التي يعشقها اتجه نحوها ليعانقها، هو يصبح شخصا جديدا امامها هي سبب سعادته

"امي لما جلبتي فتاة غريبة للمنزل؟" قال حالما فصل العناق لاجيبه والدته مفسرة "بني انا حقا اريد ان يكون هناك فتاة معنا في المنزل وعندما خرجت اتنزه وجدتها فعلمت انها تعيش وحدها لذا جعلتها تأتي"

تنهد جيمين بقلة حيله ليتجه نحو غرفته التي أضفى عليها اللون الاسود طابعا ملوكيا، خلع قميصه لتظهر عضلات جسده المنحوتة ويرتدي شيئا مريحا 


جلس على السرير يفكر باموره الخاصة الدراسة، الورثة، العمل،المسؤوليات التي سيحملها على عاتقه "هل سأكون قادرا على فعل كل هذا؟ ااااه لقد سئمت" 

نهض بعد ان مل من التفكير ليتجه نحو شرفة غرفته ليجدها


مازالت تلعب مع الكلب "هه طفولية" نطق ليلتفت يريد الذهاب ولكن اوقفه منظرها


شعرها الطويل يتطاير مع الهواء وتحيطها قطرات المياه من كل مكان بينما تلعب مع كلبه الصغير هو رآها جميلة ولكن قلبه المتحجر لا يحركه زئير اسد 

ليلتفت ويعود نحو سريره

دخلت الأخرى للمنزل بعد مدة، لقد استمتعت كثيرا احبت المكان احبت كل شيء ماعداه ذاك الوقح ولكنها تجاهلته لتكمل يومها الجميل


وصلت سيارة سوداء امام باب المنزل حين بدأ الخدم بتحضير طاولة العشاء ليفتح (الشوفير) باب السيارة ويخرج ذاك الرجل الذي يهابه الجميع 

دخل المنزل لينحني الخدم جميعا"اهلا بك سيدي"

تابع سيره متجها نحو غرفة الطعام  بعد إلقاء التحية على زوجته


بينما كانت روزي تبدل ملابسها لأخرى غير المبتلة في غرفتها لتنزل حالما انتهت ويدلها الخدم لغرفة الطعام طرقت الباب لتسمع صوت السيدة لتفتحه وتدخل

"اااه اللعنة ارعبتني!!" قالت بينما تضع يدها على قلبها، لم تتصور رؤية السيد الان، لتتجه بيدها نحو فمها سريعا حين أدركت الطريقة التي تحدثت بها للتو لتقوم بالانحناء سريعا "اه...ا.انا اسفة سيدي...اعني انا لست قليلة ادب سيدي" قالت بطريقة مضحة

انهت كلامها لتظهر ضحكة على وجه السيد لينزل وجهه محاولا امساكها ثم رفع رأسه بتعابيره الباردة مجددا


"انها الفتاة التي حدثتك عنها عزيزي"

"اه اهلا"

ليقاطعهم دخول جيمين وكالعادة هو لم يقل اي شيء دخل ببرود شديد جلس مكانه وبدأ بالاكل 

تجاهلته روزي 

"أهلا بك سيدي....اوه؟!"

"ماذا؟"سألت السيدة بينما نظر زوجها متسائلا باهتمام

"سيدي!!!!!!!!"

"م.ما بكي؟!"سأل السيد بارك بخوف 

بينما توقف جيمين عن الاكل يريد سماع ما ستقول باهتمام على غير العادة

"سيدي.....لديك شعر اااه ظننتك ستكون اصلع ولديك كرش"نطقت كلامها بصدق 

لم يستطع السيد بارك مسك ضحكته ليملأ المنزل صوت ضحكاته ومنذ زمن لم يحدث هذا بينما انتبه على ابنه الذي أطلق"تشه" ليست بساخرة وإنما لم يستطع كتم ضحكته لينزل رأسه سريعا محاولا عدم الضحك فمن يتجرؤ على التحدث هكذا ومع السيد بارك

بينما الأخرى مازالت واقفة تنظر بعدم فهم *هل قلت شيئا مضحكا* هذا ما فكرت به لتسمع صوت بارك يتحدث "صادقة لست مثلهم، اجلسي" لم تفهم كلمة مما قال سوى اجلسي لتذهب وتجلس بجانب السيدة

"حسنا؟اخبرينا عن نفسكي"

"اه حاضر...اسمي روزي سأكمل ال23 عاما قريبا. انا لن اخفيكم شيئا عن نفسي كوني سأعيش معكم.

انا عربية-"

"حقا؟!"سأل السيد والسيدة معا

"نعم"اجابت روزي بابتسامة لتتابع 

"لم ارى والدتي من قبل، كل ما اعرفه عنها انها ماتت حين ولدتني...عشت مع ابي طوال حياتي هو الوحيد الذي تبقى لي، انتقلنا للعيش في كوريا قبل 3أعوام،لماذا؟ وضعنا المادي كان سيء بالإضافة إلى ان والدي قد درس بالجامعة هنا، حتى بعد انتقالها لم تزد الأمور الا سوءا أصبح وضعنا أسوء وأصبحت اعمل في مقهى لاساعد ابي على النفقات وفي النهاية اضطر والدي للسفر خارج البلاد بدافع العمل وفي تلك النقطة تقابلت مع السيدة وحدث ما حدث" 

انهت كلامها بابتسامة بينما استمع لها الجميع بهدوء ليقف جيمين بعد ذلك مباشرة دون اهتمام متجها خارج غرفة الطعام


"ااااااه ذلك الوقح قليل الادب" لتنتبه بعد ذلك انها مازالت معهما 


"ا.انا ا.ا.اسفة لم اعني-"ليقاطعها صوت ضحكهما

"احببتكي يافتاة"قال بارك خلال ضحكه الذي لم يسمعه أحد منذ زمن


"احم احم"قال السيدة مشيرة لاحببتكي ليضحك الجميع 

كانت أمسية رائعة لتنتهي بذهاب كل لغرفته

"عزيزتي"

"همم؟"

"تلك الفتاة روزي؟

"آه مابها"

"أريدها ان تكون مع جيمين"

"هيهي تقرأ افكاري"

ليتابع بارك كلامه بجدية "لطالما أردت لجيمين ان يصبح رجلا لا يهاب شيئا لذا عاملته بقسوة واظن أنه حان الوقت ليتعلم قلبه معنى الحب... اليوم رأيته يبتسم لأول مرة في الحياة مع احد غيركي"

"أجل رأيت ذلك"قالت السيدة بابتسامة

"لذا اتمنى ان يكون هذا القدر"

اتجهت لغرفتها بعد انتهاء العشاء تسير في الممر متجهة لغرفتها لتشعر بيد تسحبها حاولت الصراخ ولكن منعتها تلك اليد التي سكنت على فمها 


دفعها على الحائط ليحاوطها بين جسده والحائط خلفها نظرت لعينيه لتدرك سريعا من هو امامها فمن يمتلك حدة النظرات هذه غيره؟ اجل انه هو 

بارك جيمين

"فقط أردت اخباركي احذري ان علمت ان لكي نوايا حقيرة اقسم لكي سارسلك للجحيم بيدي وادهن حائط غرفتي بدمائك"


انهى كلامه ليخرجها من الغرفة بينما بقيت متصلبة قليلا فقد تجمدت الدماء في عروقها هي شعرت بالخوف الشديد لقد ارعبها...كلامه، نظراته، بروده، جبروته وقبضته جميعها جعلت منها جسدا بلا روح 

استجمعت ما تبقى لها من طاقة لتتجه لغرفتها وتنام هي ستحاول ان تنسى كلامه لن تكترث له 


تمددت على سريرها تفكر بكلامه هو حقيقة جرحها....ماذا يعني بكلامه؟ هل يظنها ذلك النوع من الأشخاص ناكري الجميل؟

هو بالفعل ليس عنده امل بالحياة شعرت انه حقيقة يعاني ويفضل ان يعاني وحيدا على مشاركة احزانه ومن نظرات اهله هم بالفعل يائسين، وهي كرهت هذا الامر لذا 

"انا ساغيره...ساغيرك سيد بارك جيمين"


تستيقظ صباحا بيومها الجديد والذي ستبدأ به حربها مع كتلة الجليد تلك هي توعدت بتغييره وستكون عند كلمتها


استحمت وارتدت ثيابها لتصبح جاهزة ثم تنزل الدرج الطويل متجهة لغرفة الطعام

دخلت لتجد الجميع هناك والأجواء المخيفة تسيطر على المكان كالعادة 


انحنت باحترام لتتقدم بابتسامة على وجهها

"صباح الخير جميعا"قالت باشراق 

"صباح النور" ليجيبها السيد والسيدة بينما الاخر بقي صامتا...لا يستطيع الانتظار ويخرج من هذه الغرفة 

جلست مكانها بينما لم تزح نظراتها عنه تراقبه بطريقة مضحكة وتضيق عينيها نحوه

*تشه احمق...ااه ياا روزي انا قررت تغييره، كوني عند كلامك*


ليصدم الثلاثة حين صفعت نفسها لتقول مباشرة

"طعااااام" وتبدأ بالاكل بشراهة

"تشه" قد أخرجها ساخرا من فمه ليتابع تناول طعامه بينما يشعر بنظرات الأخرى نحوه يشعر وكأنه سيختنق بالطعام في ثانية من نظراتها


وقف بعد بضعة دقائق ليتجه خارجا نحو سيارته قاصدا الجامعة

*انها فرصتي* لتقف الأخرى تستأذن باحترام وتخرج بعجلة لتلحق به 


شغل السيارة واذا بالباب بجانبه يفتح لتدخل الأخرى وتجلس بأريحية

"ااااخ ظهري...واااه ما اروع سيارتك!"

"ماذا واللعنة تفعلين؟!"قال بغضب ممزوج ببروده

"ماذا؟!...السنا بنفس الجامعة والمنزل ايضا؟ لا مشكلة في اصطحابي"قالت كلامها بابتسامة بينما تريح رأسها على المقعد ليتنهد الاخر وفضل الاختصار

"احم"قالت بعدما شعرت بالملل 

"احم...احم...اححححححمممم!!!!!!"قالت مجددا بعد تجاهله لها

"يالك من....ااااه اتعلم ان الشخص عليه ان يتكلم يعني كيف تعيش من دون تكلم لا استطيع ان أصمت ثانية ها انت حقا غريب....دعني اخبرك ماذا حصل معي مرة حين لم اتكلم يوما كاملا....ااااه هههههه كلما أتذكر اموت من الضحك ظننت اني أصبحت خرساء ههههههه وبدأ ابي باقناعي اني لست كذلك وانا ابكي هههههه لا لا ومرة ظننت انني مت وانني قتلت ابي وتعلم ماذا؟كان حلما هههههه اااااه قبل ان انسى تلك النمامة جارتنا."

ليقاطعها توقف السيارة فجأة بقوة

"اخرسي!!!!!!"قال بغضب لا يحتمل المزيد

شهقت بقوة تضع يدها على فمها ثم أغمضت عينيهما بحسرة وحركت يدها لتضعها امامه

"لا تكلمني رجاء يالك من بذيء"

تنهد بقوة لينزل من السيارة ويتوجه نحو بابها ليفتحه

"انزلي"

"ماذا؟"

"انزلي الا تفهمين؟"

نزلت وما زالت لا تفهم ليعاود الالتفاف نحو بابه يجلس في مقعده ويسير بالسيارة بينما الأخرى بقيت تنظر للسيارة من بعيد ومازالت لاتستوعب إلى ان اختفت السيارة عن ناظريها لتبدأ بادراك انه قد رحل بالفعل

تمشي وهي تشتمه وتضرب الهواء امامها تتصوره هو

"حقير، وغد،سافل، عديم أخلاق...."

ليقاطعها رنين هاتفها لتجيب دون النظر للمتصل 

"من؟!"قالت بغضب 

"روزي"

"ابييي!!!؟"

يجلس بالمقعد بينما يتجاهل صراخ الفتيات التافهات كالعادة ويفكر بما سيحصل معه من الان وصاعدا ليس سوى اليوم الأول الذي يقضيه معها وافقدته عقله بكلامها الذي لا ينتهي


هو ليس من النوع الذي يفكر بحياته مستسلم للزمن لذا هو مستغرب من نفسه جعلته يرى الخوف من المصائب للمرة الأولى

...فهي مصيبته الأولى 

ليقاطع تفكيره دخول الأستاذ(تبع الجامعة)

ليقلب نظره نحو النافذة 


*الم تتأخر؟*فكر في عقله متسائلا 

ليس وكأنه يهتم بحضورها او ما شابه 


لتدخل المحاضرة وهي تجر قدميها جرا من التعب 

"ابيييي!!!!؟؟"

"كيف حالكي بنيتي؟ هل انتي بخير؟ اتأكلين جيدا؟ هل الجامعة جيدة؟اشتقت لكي" القى فوج الاسئلة تلك عليها لتبتسم بخفة، بالنهاية هو الوحيد الذي يهمه أمرها

"انا بخير ابي...ماذا عنك؟"

"يبدو ان وضعنا سيبدأ يتحسن بنيتي"قال بفرح 

لتجيبه الأخرى "حقا؟"

"نعم وحالما يصبح وضعي أفضل سأعود يابنتي" قال وقد شعرت هي بشوقه وحنانه والدها هو حياتها بأكملها

"اااه ابي نسيت ان اخبرك؟!"

"ماذا؟"

لتخبره ماحصل معها حين سافر وكيف انتقلت للعيش مع عائلة بارك لتتابع حديثها و تخبره عن بارك جيمين، تحدثت بنشاط للذي يستمع لها من طرفه 

"ابنتي انا لم اجبركي على شيء من قبل ولن افعل ولكن أود منكي ان تعلمي ان الفقراء والأغنياء كالليل والنهار لا يجتمعان ولايتلاءمان ابدا 

نحن فقراء وهم أغنياء ولكن كما قلت لكي افعلي ما تجدينه مناسبا وابقي قوية بنيتي"

اثرت كلمات والدها بها، حتى وهو يعمل ولديه الف شيء مهم يفكر بها، لايزال يراها الأولى دوما


تحدثت معه قليلا لتغلق الخط وتتذكر انها ستضطر للمشي طول الطريق نحو الجامعة لتكمل شتمها على الحقير الذي تركها ورحل 

"اااااه وأخيرا وصلت!!!!!!!!!!!"قالت وكأنها ستموت قريبا 

"سأقتلك بارك جيمين"تابعت تتوعد له 

لتدخل الجامعة تجر قدميها 


تتجه نحو صفها لتقف تنظر عبر نافذة الباب لترى ان الاستاذ بالفعل قد دخل وتحول نظرها نحو الآخر الذي ينظر عبر النافذة "هه متوحد!"

رفع نظره نحوها ليجدها ترمقه بغضب هو قد اقشعر من نظراتها بالفعل فعيناها العربية بروفيشنال بالنظرات المخيفة(الجحرة)


ولكن بالطبع لم يتأثر وإنما حرك رأسه لينظر من النافذة مجددا

شعر بجلوسها بجانبه

لتنتشر رائحة عطرها الجميلة، ولكن ما فاجأه عدم تكلمها ابدا


انتهى دوامهما ليخرج قبلها نحو سيارته الرياضية ليركبها ويجلس ينتظرها هو ظن أنه تمادى قليلا كونها فتاة بالنهاية

لتخرج أخيرا وتراه مازال موجودا لتدرك أنه ينتظرها ولكنها تجاهلته لتتابع طريقها 


فتح نافذته حين وصلت لجانبه

"اصعدي" قال ببرود دون الالتفات لها

ليفور بركانها بالغضب من قلة ادبه الا يتنازل لينظر ناحيتها على الأقل 

"يااا!!"صرخت بغضب 


ليتفاجأ منها وينظر لها بنظرته الباردة كالعادة ولكنها مصحوبة برمقات غضب، كيف لها ان تتجرأ وتتحدث معه بهذه الطريقة؟! كيف تصرخ في وجهه؟!

ولسبب من الأسباب كلما نظرت نحوه وتبادلا النظرات ينعقد لسانها ولا تستطيع التحدث نظراته مخيفة لدرجة تجمد دماءها في عروقها


لتلفت حين لم تستطع متابعة النظر في عينيه وتسير

تجاهلها وقاد سيارته نحو المنزل بينما لاتزال هي تمشي وتشتمه


لما عليه ان يكون هكذا؟ لما هو بارد ولا يهتم برغبة والدته ان تراه مبتسما دوما؟ 


ظلت تلك الأسئلة تحوم في عقل روزي وكم ترغب ان تجد لها إجابات مناسبة...ولكن لا فائدة

عادت إلى القصر لتضع أعراضها وتتجه نحو عملها بالدوام الجزئي في المقهى 


"مرحبا" قالت حالما دخلت لتبدأ بعملها


كانت تنظف الارض لتنتبه لدخول أحد الزبائن، رفعت نظرها لتجده امامها...لقد تفاجأت لتخفض رأسها وتخفي وجهها بينما تحاول الهروب إلى الداخل

"عفوا"نطق بصوته العميق 

"اااه روزي هلا ذهبتي للزبون" نطقت زميلتها لتضع الأخرى في موقف محرج


شهيق...زفير.....تنفست بعمق لتستجمع شجاعتها وتتجه نحوه


"نعم سيدي" قالت ممثلة عدم الانتباه له 

ليرفع بنظره نحوها ويجدها......ترتدي لباس النادلة وتنظر للدفتر بيدها بينما خصلات شعرها تنزل على طرف وجهها


لوهلة كان قد شرد بها لينتبه لنفسه ويتدارك وعيه

"تعملين هنا اذا...ايتها النادلة"قال مستفزا وساخرا منها

"طبعا فمذا ستفعل فقيرة مثلكي لتحصل على المال؟ اااه يالكي من بائسة" لقد اهانها للتو جرحها من دون ان يشعر حتى...هي تبذل كل جهدها لتقوم بما تستطيع القيام به ولكنه استهان بكل تعبها


"سيدي ان لم ترد الطلب فارحل رجاء نحن لا نقدم الماء هنا" قالت بينما لايزال نظرها موجها الارض 

ليضحك الاخر بسخرية "احضري لي قهوة مرة"


لتلتفت تريد الرحيل لولا الصوت الذي اوقفها لتعاود الالتفاف


"الا يجدر بكي الانحناء قبل الرحيل...يا انسة؟" قال ساخرا مجددا

لتتردد الأخرى ثم تنحني بهدوء لن تضحي بالعمل ايضا


جهزت القوة لتمسكها متجهة نحوه، لتقف امامه وتضع القهوة على الطاولة وتنحني تريد الرحيل

"انتظري"قال بعد ان ارتشف من القوة

لتلتفت وتجده واقفا 

"نعم سي......"

القى القهوة عليها بينما نظراته وملامحه يكسوها البرود

"لقد تأخرتي...ولم تعجبني القهوة"

قال كلامه للتي مازالت متصلبة مكانها ثم تركها وخرج من المقهى

بدلت ملابسها وأخذت دوشا في حمام المقهى لتحمل حقيبتها وتخرج بعد انتهاء دوامها


جلست على الارجوحة في إحدى الحدائق العامة لتنتبه لطفلة صغيرة تبكي أرادت الاتجاه نحوها ولكن اتت سيدة لها وعانقتها

"اومااا"قالت الفتاة الصغيرة بين شهقاتها

"عزيزتي لا تبكي هيااا سأشتري لكي الحلوى"قالت والدتها بينما تمسح لها دموعها 


بينما الأخرى تنظر لهما وتتذكر حين كانت تبكي وهي صغيرة والدها كان دوما في العمل ولم تجد من يمسح لها دموعها، حين كانت تمرض ولا احد يعتني بها، او حين كانت تلعب مع الأطفال ويأتي اب وام كل من الأطفال ليصطحبوهم وتبقى هي تنظر لهم وفي النهاية تعود وحدها للمنزل 

تمنت لو تجد من يمسك بيدها ويعود بها للمنزل ومازالت امنيتها حتى الآن 


شردت بالطفلة ووالدتها ولم تنتبه للسيارة التي توقفت لينزل منها بغضب


"ياااا ما لعنتكي اتستحمقين ام ماذا؟!" قال بغضب

ولكنها لم تجب بينما لا تزال شاردة 

انتبه لتعابيرها الحزينة وتفاجأ هو اعتاد ان يراها غبية وعنيدة 


ليتجه بنظره نحو ما تنظر له ويجد الام تمسك بيد ابنتها


أعاد نظره لها ليجد يديها تشابك بعض، تذكر ما قالته والدته انها لم تر والدتها من قبل، شعر ببعض الاسى عليها هو ايضا تفاجئ من شعوره فهو عادة بارد لا يهتم بهذه الأشياء، ولكن الأمر مختلف

شعرت بيد كبيرة دافئة تمسك يدها الصغيرة الباردة هل تحقق حلمها؟


رفعت نظرها نحوه لتجد جيمين امامها لوهلة ارادت تجاهل ما فعل سابقا وتعيش هذه اللحظة التي تمنتها كثيرا

اخذها باتجاه أحد المقاعد وجلس بجانبها هناك


كان الصمت سيد المكان لفترة لولا بترها له بحديثها "لطالما أردت ان تأتي امي او ابي ليأخذوني كالأطفال الآخرين وانا صغيرة"


نظر باتجاهها وغاص بعالمه الخاص الكامن في عينيها

دخلا المنزل ليستقبلها السيد والسيدة 

"هيا هيا اذهبوا لتوضيب حقائبكما" قالت السيدة بابتسامة


لتظهر معالم الاستغراب على وجه كليهما


"سنذهب إلى جزيرة جيجو لأسبوع وسنتجه للمطار بعد قليل...هيا اسرعا"

قالت ليتجه كل إلى غرفته لتوضيب اغراضهما 



تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع