رواية تايني القائد السيئ البارت 48 والاخير

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية تايني القائد السيئ البارت 48 والاخير

 جيني رَكلَت بِـ قوة الذي يُمسِكُها لِـ تفعل المِثل مَع الاخر و تركُض ناحِيَة حَبيبها بِـ سُرعةٍ ادت الي عَركَلتِها وسُقوطِها امامِهُ مُستَلقِية عَلى مَعدَتِه


شَعرها اندثَر عَلى وَجهِها وبِـ مِرفَقيها هي اسنَدَت نَفسها وقَد رَفعَت القليل مِن جُزءها العُلوي عالِياً


كِلاهُما يَستلقي عَلى مَعدَتِهم ، والاختِلاف بَينهُما هو تَموضع راسِ تايهيونغ عَلى الارض حَيث وَجنتِه تُلامِس التُراب بَينما الاخرى تستند وتعيل نَفسها بِـ مِرفَقيها


ذَلِك الحِوار السِري اصبَح اكثَر وضوحاً بِـ قُربِ عَينيهِما الهادِئَة وهُدوءِها لا يَعني صَمتُها ابداً


' كَـ اول مَرةٍ رأيتُكَ بِها جَمالُكَ لازالَ يُدهِشُني ، كَـ اول مَرة قَبلتُكَ بِها شَفتيكَ لازالَت تُطعِمُني ، كَـ اول مَرةٍ رأيتُ بِها دُموعَكَ لازالَت تَحرِقُني ، وكَـ اولِ مَرةٍ أحبَبتُك بِها عَينيكَ بِكَ جَعلَتني مَفتوناً ' 


' كَـ اول مَرةٍ رأيتُكَ بِها لازلتَ تُخجِلُني ، كَـ اول مَرةٍ احتَضنتُكَ بِها لازلتَ تأويني ، كَـ اول مَرة آلمتَني بِها لازلتَ تُؤلِمُني وَكَـ اولِ مرةٍ احببتُكَ بِها لازِلتَ في قَلبي مُقدَساً '


جيني اقتربَ مِنهُ زاحِفَة عَلى مِرفَقيها لِـ تقلِص وبَعِدم مَسافَتِهما تِلك ، اخفَضَت رأسِها اليهِ لِـ تقبِل جَبينِه مُستَلِمَة دَورَه في ارسالِ الدِفئ لِـ حَبيبِها


اغلقَ تايهيونغ سِتارَه حاجِباً عَن سودويتيهِ النُور فَـ دِفئ صَغيرِته تَكلف بِـ إشعالِ ظُلمات داخِله الموحِشَة ، هو حَتى لَم يَعُد يَشعُر بِـ تِلك القَدم التي تَدوس عَلى ظَهرِه مِنَ الخَلف


فَتحَ عَينيهِ ومُباشَرةً عادت مُقلتاهُما لِلقاء فَـ تَبسَمت جيني  لَهُ وإبتِسامَتُها تَكون الدَواء وهي سَبب الشِفاء لِـ جُروحِه العَميقَة دوماً 


بادَلها الابتِسامَة ذاتِها لِـ يَرفع تايهيونغ راسِه بِـ صُعوبَة ناحِيةِ زَوجِته وكأنهُ فَهِمَ مُرادِها فَـ جيني اقتَربَت مِنهُ بِـ سُرعَة وآلصقَ شَفتيهِما امامَ كُل تِلك الآعيُن المُحاطَةِ بِهم


" إحرِقوهُما " أمر الرَئيس كانَ قاسِياً ، ونَظراتِه التي كانَ يُلقيها عَليهِما كانت آقسى ، بِـ تَحديقاتٍ ثاقِبَة كانَ يُراقِب الجُنود الذين جَلبوا البِنزين وبَدئوا بِـ سَكبِه عَلى جَسديهِما 


قُبلَتِهما لَم تُفصَل بَعد ، دُموع جيني هَطلت لِـتأن بِـ آلمٍ وَسط تِلك القُبلَة في حالِ آلمها البِنزين الذي لامَس جُروحَها وحَرقها


تايهيونغ الان يَتذكَرُ جَيِداً ، يَتذكَر ان كُل ما يَحدُث لَهُما لَيس إلا لاي سَببهُ ، هو سَبق وقَتله مَع حَبيبَتِه بِـ ذاتِ الطَريقَة حَرقاً حينَها رَمى عَليه المَظلوم بِـ عِدة دَعوات هو يُقاسيها ويَتعذب مَعها الان 


' اتمنى مِن الرب ان يُفرِقكُما وأن تَتعذب بِـ فُراقِها ، اتمنى ان تَتعذب روح كِليكُما في نارِ جَهنَم  عِقاباً لافعالِكَ الشَنيعَة '


كَما تُدينُ تُدان 


فُصِلت قُبلَتِهما ومِن خِلال مُدَتِها الزَمنِيَة الكَثير والكَثير مِن الذِكريات حامَت حَولَهُما ، حَدقيتِهما عادَت لِلتشابُك ومايَعجز لِسانَهُما عَن قَولِه عَينينهِما تَكلفت بِه


هي النِهايَة ، مُؤلِمَة ..؟ 


رُغم ذَلِك جيني لَيسَت حَزينة ، الحَياة أستَمتعت وحَرِصت عَلى أن تُعذِبها جَيِداً لِذا المَوت أرحَمُ لَها مِن جَحيمِ واقِعها المُر


بَغتةً ! 


صَوت إنفجارٍ قَوي دَوا ارجاء المُعسَكر مِما أدى الي سُقوط الرَئيس مِن كُرسيِه ، جيني وَضعَت يَديها عَلى اُذنَيها خَوفاً مِن ذَلِكَ الصَوت الذي كادَ أن يَصُم لَهُا سَمعِها


" ماهَذا واللَعنه !! " الرَئيس وَقفَ صارِخاً بِـ ذُعر لِـ يَنظُر بِـ فَجع ناحِيَة مكانِ الانفِجار الذي لَم يَكُن بِـ البَعيد " سَيدي لَقد هَجموا عَلينا " اتى رَد احد الجُنود العالِي والذي جاء يَركُض مِن بَعيد بَعدما كانَ في مُقدَمةِ المُعسكَر


" هَـ..هجموا ؟ " بِـ الكاد الرَئيس صَدقَ ذَلِك فَـ الانفِجار الذي اُحدِث امامَهُ تَحديداً جَعلَ مِن جَسدِه يَنتفِض حَتى سَقطَ عَلى الارض رِفقةِ الجُنود 


في الحَقيقَة هي لَيست قَنابِل حَقيقيَة ، فَقط تُصدِر اصواتاً وغُباراً لا غَير ، جونغ إن انحَنى ارضاً لِـ هَولِ الصَوت لِـ يَتسَلل ثُم استَقامَ راكِضاً نَحوا تايهيونغ وزَوجِته 


استَقرَ وراءَ تايهيونغ المُتسَطِح لِـ يَفُك لَهُ قَيدِه هامِساً لهُ ولِـ جيني " بِـ سُرعَة تايهيونغ ، اُهربا قَبل ان تَدخُل الحِكايَة بَعضها " تايهيونغ جَلسَ بَعدما تَم فَك وِثاقِه لِـ يَنظُر ناحِيَة جونغ إن لِـ لَحظاتٍ 


الا أن جونغ إن الذي صَرخ بِه بِـ أن يُسرِع جَعلَهُ يَقِف سريعاً تَزامُناً مَع تأوهٍ مُتألِم نَتُجَ مِنهُ ، جَسدَه بِـ الكامِل مُكسَر ، عَض عَلى شَفتيه مُقاوِماً الالم بِـ كُلِ ذَرةِ قُوَة تَبقَت لهُ


انحَنى لِـ يوقِف جيني مَعهُ ويَتمسكَ بِـ يَدِها قَوِياً كي لا تفلِت مِنهُ " انتَبِها ان تَقتَرِبا لاي مَصدر بِه نار ، خُذ هَذا مَعك " جونغ إن نَبه وهو يَمُد سِلاحَه الي الاخر الذي ناظَره بِـ إستِغراب ، لِما هو يَساعِدهُما؟


" لَيس وَقت تَحديقاتِكَ بي تايهيونغ اسرِع " إنعقاد حاجِبي جونغ إن ظَهر بِـ وضوح وهو يَدفع بِـ جَسد تايهيونغ لِلامام ، الدُنيا ضَباب وغُبار مٍن حَولِهم بِـ سَبب تِلك المُتَفجِرات الوَهمِيَة التي تَترامى في الارجاء 


" لا تَنتظِر مِني أن اَشكُرَك " ذَلِك مانَطق بِه تايهيونغ الذي سارَ بِـ إتجاه المَخرج وتَدريجياً بَدأ بِـ الرَكض تَحت عَينا جونغ إن الذي نَفض رأسِه " في داخِله هو شاكِر " 


احنَى جَسدِه لِـ يَضع يَديهِ عَلى اُذنَيه ويَمشي بِـ إتجاه الاعضاء الخَمسَة الذين هُم سَبب الهُجوم 


مالا تَعرِفونَه ، جونغ إن يَكون صَديق قَديم لِـ يونغي ، حينَما سأل واستَفسر يونغي اكثر عَن جُنود المُعسكَر الجُدد هو وَجد صَديقَه مِن بَينهِم 


تواصَل مَعهُ وحَكى لهُ عَن قِصة تايهيونغ و جيني وكَم تَعذبا طِيلة هَذِه السَنوات فَـ لانَ جونغ إن وشَعر بالاسى والحُزن تِجاه كِليهِما لِذا قَرر مُساعَدتهُما


وأول مافَعلهُ هو قَتلَ الحُراس الذين يَحرِسون جونسان بِـ مَنزِل المُربيَة ثُم اخذ الصَغير الي جين لِـ يَهتم بِه وللان الرَئيس لَم يَلحظ


" اللعنه لِما تَختبِئون كُلَكُم كَـ الجُبناء ، قِفوا وهاجِموهُم " صَرخ الرَئيس بِـ جُنودِه مُتناسِياً نَفسَه فَـ هو بِـ الكاد يَستطيع رَفع راسِه مِن شِدَةِ خَوفه! 


جُنودِه وَقفوا بِـ الفِعل وقَد تَقدموا لِلامام حَيث العَدو ، بَينما الرَئيس وَقف بِـ سُرعَة لِـ يَركُض لِـ ويَختبِئ خَلف أحد البرامِيل حامِلاً جِهازَهٌ السِلكي


جونغ إن وَقف بِـ جانِب نامجون لِـ يُعلِمَهُم مُشكِلاً ابتِسامةٍ واسِعَة دَليلاً عَلى نجاحِ خُطَتِه " لَقد هَربا "


في الحَقيقَة جونغ إن هُو مَن حَرض الرَئيس عَلى فِعل هَذِه المَجزرَة وقَتل الاثنان ، هو يَعلم أنهُ حينَما يَتِم إعدام احدَهُم يَجتمِع الكُل فَـ لِذا هو الوَقت الامثل لِلهُجوم


" احسنَت يا صاح " ضَربَهُ يونغي عَلى كَتفِه مُمتَدِحاً اياه لِـ يُخفِض الكُل رُؤسَهُم حينَما اتاهُم الرَد مِن الاخرين الذين القوا بِـ مُتفَجيراتِهم وبَدوا بِـ اطلاق النار عَليهِم


في حالِ كادَ الرَئيس أن يَستعين بِـ مُعسكَر مُجاوِر ، فَـ عَددهم قَل مُؤخراً ، الاغلب تَم قَتلَهُم ومِنهم مَن امسكوا الشُرطَة بِهم فَـ تَبقى فَقط مُعسكَرهِم ومُعسكَر مُجاوِر


هو واشكَ عَلى الحَديث والتَكلُم لَكِن المُسدَس الذي استَقر عَلى راسِه والكلام المُوَجه نَحوه بِـ نَبرةٍ حادَة صارِمَة " انتَ قَيد الإعتِقال " 


رَفع رأسِه مُبتَلِعاً رِيقِه عَلهُ يُبلِل حَلقَهُ الذي جَف كُلِياً ، لَم يَكُن سِوا قائِد الشُرطَة هوسوك هو مَن حاصَره عَلى غَفلةٍ مِن الرَئيس الذي عَقد حاجِبيه 


ابتَسم هوسوك بِـ جانِبيَة لِـ يَردِف " سَقطتَ الي القاع رَئيس  " 


... 


" تايهيونغ ، هُناك يوجَدُ ماء " بَعد فترة رَكض دامَت طَويلاً جيني اشارَت عَلى بُحيرةٍ كانت عَلى بُعدٍ قَصير مِنهُما " اخيراً " هَتفَ بِها تايهيونغ بِـ أنفاسٍ ضائِعَة لِـ يَسحب زَوجِته نَحوا تِلك البِركَة 


افلَت يَدِها وتَطوع هو الاول بِـ دُخولِها لِـ يُغمِض عَينيه مُعتَصِراً سَودويتيهِ بِـ ألم ، عَض عَلى شَفتيهِ لِـ يَمُد يَدِيه لِـ عَشيقِته التي عَلى الفَور تَمسكَت بهِما


الاكبر سَحبها وانزَلهُا بِـ بُطئ وتَروٍ ، حَالما استَقرت جيني مَعهُ هو احتَضنَهُا شادَاً عَليها لِـ تأن وَجعاً قُربَ اُذنِه " سَـ يَزولُ الوَجع " هَمِسَ تايهيونغ لَها لِـ تبادِلهُ هَمسه " طالَما انت رِفقتي لا وجودَ لهُ اصلاً " 


ارجعَت الأصغَر راسِها لِلخلف بِـ حَيث يُمكِنهُا رُؤية مَلامِح زَوجِهِا المُغطاة بِـ الدِماء والنُدوب ، عَضَت عَلى شَفتيهِا لِـ تقبِل عَينيهِا المُجحَظتين مُكمِلة هَمسِها " رَجُلي " 


مَر وقتٌ تايهيونغ لَم يَسمعها وحَرفياً قَد اشتاقَ لِـ سَماعِها وجِداً ، عَض عَلى شَفتيهِ هو الاخر لٍـ يُقبِل خاصَتي صَغيرِته بِـ خِفَة مُتَمتِماً وكُل الثِقة والحُب اجتَمِعوا في عَيناهُ الثاقِبَة بِـ تَحديقاتِها لِـ بُندقِيتَيهِ


" حُبي ، عِشقي ، شَوقي ، حَنيني ، ورَغبتي بِك سَـ تَصرُخ ألماً مِن هَولِ مَشاعِري تِجاهَكَ قَريباً ، فَقط لِـ تَتحسن حالَتُنا ولَن اُفرِط بِكِي لَحظة مُجَدداً " 


ابتِسامةٍ باهِتَة اظهَرتها جيني لِـ تكوِب وَجهَه بَينَ كَفيهِا ناطِقَة " كُل آلم مَصدرَه انت هو النَعيم حَبيبي صَدِقني " تَقربَت وقَبلَت أنفَه لِـ يَسحبهُا تايهيونغ لِـ قاع المِياه وذَلِك رغبةً في ازالة البِنزين عَن بادِنَهُما


... 


خَرجا مِن البُحيرَة وكِلاهُما الان دَخلا الي القَرية التي بِها مَنزِلُ جين ، سارا ناحِيَة المَنزِل بِـ إنهاكٍ شَديد ، اختارَ مَنزِلُ جين ظَناً مِنهُما أن لا احد يَتواجَدُ بِه فَـ جيني تملُك نُسخةً مِنَ المِفتاح 


حالِياً الساعَة تـقريباً مُنتَصفُ اللَيل ، فَتح تايهيونغ الباب لِـ يَخطوا لِلداخِل زافِراً انفاسُه الثَقيلَة لُـ تجلِس جيني عِندَ عُتبَةِ الباب " اللهي ، لا أشعُر بِـ قَدماي " 


تايهيونغ جَلس جانِبها لِـ يَحتَضِنُها مِن الجانِب مُقبِلاً رأسِها " اُحِبُك " ابتَسمت الاصغر وبِـ كَلِمةً مِن عَشيقِها تَعبُها لَم يَعُد لهُ وجود " اتَنفَسُك " 


رَفعَت رأسها لَهُ لِـ تعبِس مُكمِلة" هو فِعلاً انا اتحَدث ! فَـ حينَما لا تَكون انتَ مُتواجِد أفقِد انفاسي ولا اشعر بِـ إختِناق شَديد " 


" وانا مِثلُك صَدقيني " اسندَ تايهيونغ جبينُه عَلى خاصَتِها مُتَمتِماً بِما قالَت ، استَمدا بِـ القُوة مِن بَعضِهما عَن طَريق تَواصُل أعينَهُما المُطَمئِن لِـ حِبهِما الماكِث داخِل جُحورِ قَلبيهِما


المَنزِل كانَ مُظلِماً ، بِـ الكادِ يُمكِنُكَ الرُؤية لَكِن هُما يَريان بَعضِهما وبِـ وضوحٍ ايضاً ! شُعلَةُ الحُب وشَرارتِها تُنير عُتَمتِهما 


لَكِن للاسف لا شَئ جَميل يَدوم ! 


فَـ عَزيزنا جين الذي تَسلل دُونَ ان يَنتبِه العاشِقان لهُ هو قامَ بِـ ضَربِ رأس تايهيونغ بِـ المِقلاةِ صارِخاً بِـ ذُعر " فَلتَمُت ايها اللِص الحَقير ! " 


تايهيونغ ..؟ اترونَهُ يارِفاق ؟


لَقد سَقطَ ارضاً مُغماً عليهِ تَزامُنا لِـ تشَهيق جيني بقوة لِـ تصرُخ عَلى جين مُؤنِبَة " اللعنه عَليكَ جين !!! انهُ تايهيونغ وانااا " 


رَمِشَ جين لِـ وهلَة لِـ يقوم بِـ إحياء النُور مُتَفحِصاً هَيئة كِلاهُما " اوووه ، انتُما حَيان هُنا ياللهي لا اُصدِقُ عَيناي " جَثى عَلى رُكبَتيه امام راس تايهيونغ و جيني اخذَ يَضرِبُ وَجهَه رائِداً إستِفاقَته 


" ههه كُنا حَيان وانتَ قَتلتَ زَوجي الان " ضَربته جيني بِقوَة عَلى ذِراعِه صارِخاً بِه لِـ يَعبِس جين مُدافِعاً عَن نَفسِه " يا لَقد ضَربتهُ بِخفةٍ حقاً ! " 


وَقف لِـ يَنحني ويَحمِل جَسد تايهيونغ مُتَجِهاً بِهِ الي الغُرفَة والاخرى لَحِقَت بِه ، وَضعهُ عَلى السَرير لِـ يَجلِب عُلبة الاسعافات خاصَتِه بادِئاً في تَضميد جُروحِه


جيني جَلسَت عِند راسِه مُمسِكة يَدِه بَينما تناظِر وَجهَهُ بِـ قَلِقٍ وخَوف شَديدان ، نَظر جين ناحِيتها لِـ يَبتِسم ناطِقاً " اُنظري جانِبكِ جيني " 


جيني قَبل ان تمتَثِل لِما قالَه هي ناظَرَت الأكبر اولاً ثُم ادارَت رأسِها مُتَفقِدة جانِبها ، بِـ الكادِ استَطاعَت الرَمش مِن تِلك الصَدمَة التي سَكنت واستَعمرت جَسدِها حَيث بَقت مُتَصنِمة تحدِق بِـ ... 


 بِـ طِفلِها النائِم عَلى جانِب السَرير الاخر ، صَغيرُها التي لَم ترهُ مُنذ ولادَتِه بِـ يَوم ، هو كَبر وزادادَ حَجماً كَما أن مَلامِحهُ تَغيرت لَكِن رُغم ذَلِك هي عَرفَته


اعادَت عينيها عَلى جين الذي يُراقِبهُا بِـ إبتِسامَةٍ دافِئَة " ا..ابني ؟ " هَمسَت ولَم تقوى عَلى الكَلام بِـ نَبرةٍ أعلى ، الدُموع شَوشت ناظِريها حينَما اومئ جين لَها ايجابِياً


تَركت يَد تايهيونغ لِـ تقِف مُقتَرِبة مِن الصَغير ، مَدت يَديها ورُغم ارتِجافِهما هي زَعِمَت عَلى حَمل فِلذةِ كَبدِها وقَد فَعلَت ، احتَوتهُ بَين ذِراعيهِا وضَمَتهُ الى حُضنِها الدِافِئ


جونسان كانَ مُستيقِظاً ويُحدِقُ في السَقف بَين يُحرِك يَديهِ حركةٍ خَفيفَة ، حالَما شَعر بِـ حَمل والِدِته لَهُ بَدأ بِـ البُكاء وكأنهُ شَعر بِهِا ويَبكي حَنيناً وشَوقاً لَها


جيني قامَت بِـ هَزِه وهي تضمُه الى صَدرِها ، مِراراً قَبلتهُ عَلى رأسِه وبُكاء جونسان انخَفض حَتى سَكِن تَماماً بِـ حُضن امه " اشتقتُ لكَ جِداً بُني ، اللهي اُنظر كَيف كَبِرت " 


قَهقهت وَسط دُموع الفَرح خاصَتِها لِـ يَقِف جين ويأخذُه مِنها " صَغيرتي اُدخلي لِـ تَستَحمي انت لستَي نَظيفَة وذَلِك خَطِر عَلى صِحة الصَغير " 


اومئت سَريعاً لِـ تقبِل راسِ صَغيرِها الذي يُحدِق بِها ، ابتَسمَت لهُ بِـ رِقَة لِـ تتجِه لِلحمام وتدخله


... 



اليَوم التالي


اصوات سياراتِ الشُرطَة تَتعالى بارجاءِ تِلك الجِبال والقُرى المُحيطَة بِها ، سَيارَة تَتلوا الاخرى كانت تَمُر شاقَة طَريقِها الي المَدينَة 


داخِل تِلك السيارات كانوا جُنود الارهاب مُعتَقلين وَسطها ، تَم القَبض عَليهِم جَميعاً بَعد تَدخُل قَوي مِن الشُرطَة


تَوقفت إحدى السيارات في القريَة التي يَقبَعُ بِها جين لِـ يَنزِل مِنها الشُبان الأربَعة ، شَق كِل مِنهُم طَريقِه الي مَنزِل اكبَرهُم راغِبين في الاطمِئنان عَلى الزَوجان 


... 


" انتَ لَم تأكُل شيئاً !! تايهيونغ لا تُغضبني " هَذه كانَت جيني المُتَذمِرة فَوق رأس زوجِها الرافِض لِلاكل " لَكِني شَبعِت ، اُقسِم اكلت لَكِنك تُريدُيني ان اُصبِح فيلاً حينها سَـ تَرضين "


شارَكها تايهيونغ التَذمُر فَـ هو بِـ الفعل تَناول قَدر لابأس بِه مِن الطَعام فَقط زَوجِته تبالِغ " حَسناً ايها الاسد الشَرِس " بَوزَت الأصغر شَفتيها وهي تعيد المِلعقَة الى الصَحن لِـ يَبتسم الاكبر عَلى شَكلِها اللَطيف


جيني وَضعَت الصينية عَلى الطاوِلَة لِـ تغطي لحَبيبِها قَدميهِ جَيِداً ، قَبلَت جَبينه لِـ تهمِس لهُ " اغمِض عَينيك لَدي مُفاجأة لَك " جَعد تايهيونغ جَبينِه شاعِراً بِـ الريبَة " مُفاجأة ؟ " 


اومئن لَهُ " هيا فَقط أغمِض " تَمتم الأكبر بِـ " غَريب " قَبل ان يُغلِقهُما لِـ تسير جيني الي خارِج الغُرفَة حامِلة جونسان ثُم بِـ بُطئ وقَلبٍ نابِض عادَت الي مَقبَعِ زَوجِها


اقتَربَت مِنه لِـ تقِف امامَهُ مُباشَرة وتحني جَسدَها واضِعَة جونسان عَلى فِخذاي اباه ، تايهيونغ عَقِد حاجِباه لِـ يَفتح عَينيه مُحدِقاً بِزوجِته بٍـ إستِفهام


" ماهذا الذي وَضعـ.... " اتسعت مُقلتاه وشَهِق حالَما انزل عَيناه لِـ طِفلِه الماكِث بِـ حُضنِه ، اعادَ نَظره الى جيني ذا الابتِسامَةِ الهادِئَة " هـ..هذا ..؟ " 


اومئت جيني اليهِ مُقتَرِبة مِنهُ ، قَبلَت شَفتيهِ بِـ سَطحِيَة قائِلة " صَحيح ، هُو إبنُنا تايهيونغ ، ثَمرةُ حُبِنا " تايهيونغ ناظَرَ بندقيتَيها لِـ فَترةٍ وَجيزَة لِـ تَعلوا نَبضاتِه صَخباً 


اخفَض سَودويتاهُ الي ابنِه الذي فَورما نَظر تايهيونغ اليهِ ابتَسِم لِـ يُحرِك يَداهُ ، تَوسعت عَينانِ جيني التي نَطقَت بِـ عَدمِ تَصديق " انهُ يَبتَسِم لَك تايهيونغ !! " 


تايهيونغ بِـ تَرُددٍ ويَدان مُرتَعِشَة حاوَل حَملِه لَكِنهُ خَفِق ، يَنظُر الى جيني التي هَمسَت لهُ بِـ إبتِسامةٍ يَنبعُ مِنها الحَنان " هيا احمِلهُ ، دَعهُ يَشعر بِك "


" ا..انا خائِف ، خائِف ان اُسقِطَه " تايهيونغ رَدفَ بِها لِـ يَعض عَلى سُفليَتِه وهو يُناظِر صَغيرِه الذي يَبتسِم لَه " انتَ لَن تَكون يَوماً سَبب سُقوطِه حبيبي ، عَلى خُطاكَ ظَهرِه سَـ يَستقيم ، سَـ يُواجِه العالِم بِـ قُوة طالَما اباهُ رَجُل عَظيم مِثلك " 


تايهيونغ لَم يَجِد اجابةٍ تَرُد جَميل كَلِماتِ حَبيبِته سِوا الابتِسامَة التي غَمرت شَفتيه وقَد تَحمس وازدادت رَغبتِه في إحتواء طِفله بَينَ يَداه


هو فَعلها ! فَعلها وحَمل جونسان الذي وَضع اصبَعه بِـ فَمِه وهو يُحدِق في اباه بِـ بَراءةٍ تَامة ، كَـ بَراءة جيني تَماماً ، قَربهُ تايهيونغ مِنهُ لِـ يُقبِل لهُ جَبينَهُ هامِساً " جُونسان ، كيم جونسان " 


جَلسَت جيني عَلى طَرف السرير بِـ جانِب الاب وإبنَه ، هي راقَبت لَمعان أعيُن زَوجِها وهو يُحدِق في تَفاصيل صَغيرِه ، شاهَدت إبتِسامَتِه تَكبر لِـ تُصبِح اوسع واوسَع " انهُ ، انهُ يَبتسِم لي ، لَقد احبَني اليسَ كَذلِكَ ؟ "


" وكَيفَ لا يُحِب رَجُلٍ عَشِقَته امه ؟ " جيني جاهِزة لِـ إجابَتِه بِـ كَلِمات تَصهَرُ قَلبه وتَزيدَهُ عِشقاً بِها ، رَفع تايهيونغ سَودويتاهُ عَن جونسان لِـ يَنقلهُما لَها


قَرب راسَهُ مِن صغيرته لِـ يَسنُد جَبينهُما ناطِقاً بِـ عَقلٍ هَرب مِنهُ وتَرك السيطَرة لِـ قَلبِه حالَما نَظر لِـ تِلك البُندقية التي كُلما حَدق بِها زادَت مِن جُرعاتِ سَحرِه


" اُحِبُك حُباً جَماً ، سَعادَتي تَزايدَت أضعاف اليَوم ، بِـ إنجابِك لِـ قِطعةٍ مُصغرَة عَنا ، انتِ امرأة عَظيمٌة جيني ، حَقاً انتِ مِثال للمرأة العظيمة والانثوية و  الحَديديّة ، يَوماً بَعد يَوم تَجعلُيني اكثرَ فَخراً بِـ حُبي لكَ ! " 


تَبسمت جيني ابتِسامةٍ جِدا خافِتَة تعكِسُ بِها ما بِداخِلُها مِن مَشاعِر لَطيفَة وعَميقَة سَببُها كَلِمات تايهيونغ المِثالِيَة ، كِلاهُما يَعشقُ الاخر بِجنون


" إحم ، اعتَقِد اننا اتينا في الوَقت الخطأ " كانَ ذَلِكَ جيمين الذي تَحمحم قُرب الباب لافِتاً بِـ كَلِماتِه انتباه العاشِقان اللذان واشَكا عَلى خَوض قُبلةٍ عَنيفَة


ادارَت جيني رأسِها اليه لِـ تَتورد وَجنتيها ناطِقَة وهي تشتِت عَينيهِا عَنهُم " لـ..لا اتيتُم في وَقتِكم ، تَفضلوا " حاولَت عَدم إظهار احراجِها في كَلامِها وقَد نَجِحَت نِسبياً 


دَخلَ خمسَتهُم لِـ يَنتشروا حَولهُما ناطِقين بِـ صَخب " حَمداً لِله عَلى سَلامَتكُما " تايهيونغ نَظر لَهُم بِحدة " هِشش اُصمتوا سَـ تُفزِعون صَغيري "


صَمتوا خَمستهُم لِـ تجلِس جيني قُرب تايهيونغ مُقابِلَة لِـ جونغ إن وجيمين ونامجون الجالِسون عَلى الاريكَة " كَيف كانت المَعركة ؟ " 


" صَعبة بَعض الشَئ ، لَكِن تَغلبنا عَليهم ! اخخ اشعر بِـ الفَخر " رَد نامجون مُشكِلاً ابتِسامَة رِضى وتَفاخُر لِـ تَلمع بُدقيَتا جيني رادِفة " اذاً هَل نَحنُ بِـ امانٍ الان ؟"


اومئ نامجون لَها بِـ إبتِسامَة لِـ ترفع جيني رأسِها الي هوسوك الذي بَعثر شَعرها" اخيراً استَطعنا القَضاء عَليهم وقَبضنا عَلى رؤسائِهم ، تَبقى فَقط .. " سَكِت وهو يُحدِق في تايهيونغ الذي بادَلهُ النَظرات


فَهِمَت جيني مَقصدَه لِـ تنظُر الى تايهيونغ ثُم الي هوسوك ناطِقة " هَـ..هَل ستأخذونَه ؟ " ارجوكُم يَكفي فُراقاً ، مايَصرخ بِه قَلبُ جيني حالِياً


هَمهم هوسوك لَها لِـ يَضع يَداهُ في جَيبِه " سَـ نَنقُله لِلمحكَمة وهُناك سَيتِم تَخفيف عُقوبَتِه ومُدة سَجنِه لانهُ تعاوَن مَعنا في القَبض عَلى الارهاب ، كَذلِكَ الحال مَع البَقية " اشار عَلى الاربعة الجالِسين 


" مَتى ستأخذونَه ؟ " هي حالِياً تدعس عَلى قَلبِها وتقاوِم صُراخِها سائِلة وعَينيها تُظهِر آلآمُ دواخِلها المَكبوتَة " غَداً "


" امم فَهِمت " أخفَضَت رأسِها لِـ تقضِم سُفليَتِها مُخفيَة عَنهُم جَميعاً خَيباتِ مَلامِحها المُستعمرَة مِن قِبلِ الحُزن


" دعوووني ارى الصَغير " جيمين قَطع تِلك الاجواء التَعيسَة مُصفِقاً بِـ يَديهِ لِـ يَتقدَم مِن تايهيونغ وجونسان " اللهي ، انهُ يُشبِهُكِ جِداً جيني ! " 


تَحدثا بَعدما انحنَى وتأمل ملامِحَ الصغير البريئ الذي نَظر اليه ثُم اعاد نَظره الى والِده ، تايهيونغ ابتَسم لهُ لِـ يَبتسِم الصغير هو ايضاً مِما صَدم جيمين الذي كادَ ان يَغرِس راسَه في وَجِه جونسان 


" هااي ابتَعِد " انزعج تايهيونغ وقامَ بِـ دَفعِه لِلخلف لِـ يَعبِس الطَرف الاخر بِـ قُوة " يا اُريد الحُصول عَلى طِفل مِثله انا ايضاً ، أعطني لاحمِله " مَد يَديه الي ان تايهيونغ كانَ انانياً بِـ ضَمِ صَغيرِه الي صَدرِه ناطِقاً " اذهب وضاجِع امراة وسَتجلِب لَكَ واحِد " 


" يا هَذا قاسي !! " تَذمر جيمين لِـ يَتِم دَفعه مِن طَرف نامجون الذي ابتَسم مُظهِراً غَمازَتِه الجَميلَة " سيكون قَوِياً مِثلك تايهيونغ ! " ابتَسم تايهيونغ ايضاً وابنه فَعل المِثل لِـ يُوسِع نامجون عيناه " يااه انهُ يَملُك غَمازة مِثلي ! " 


" بَل مِثل تايهيونغ ، حَبيبي ايضاً يَملُك غَمازَة " جيني هَتفَت بَعدما جَلسَت بِـ جانِب تايهيونغ مُعانِقَة اياهُ مِن الجانِب " لَكِنَ غَمازَتي أجمل ! " دافَع نامجون عَن جمال غَمازَتِه لِـ تنفي جيني " تُؤ " 


" ايشش مُزعِجة " تَحرك لِـ يَخرُج بَعدما اشارَ للاخَرين بِـ عَينيهِ بأن يَتبعوه وقَد فَعلوا تاركين العائِلَة الصغيرَة بِـ مُفرَدِها


تَنهدَت جيني واضِعَة رأسِها عَلى كَتِفِ زَوجِهِا هامِسة " اُحِبُك "


... 


' السِنين تَمُر بِـ سُرعَة صَحيح ؟ هَذا ماشَعرتُ بِه انا جيني البالِغة مِن العُمرِ الَـ 30 في الوَقت الحالي ، كَبرت وكَبِر صَغيري مَعي ، زَوجي اخذوه لِلسجِن وهَذِه سَنتِه الخامِسَة ، جيمين ، نامجون ، يونغي وجونغ إ اُطلِق سَراحَهُم جَميعاً السنةُ الماضِيَة عداهُ هو ، للان لايَزال بَعيداً عَني ، كُل لَحظةٍ مَرت في الخَمس سنواتٍ هَذِه لَم استَلِذ بِها البَتة ، رَحيله عَني اذهب نِصفي الاخر ، فَقط جونسان صَغيري مَن يُعيلُني عَلى البقاء صامِداً ' 


" مامااا " 


" يالهي مالذي يكون قَد فَعله مُجَدداً هَذا المُشاكِس ؟! " طَأطأت جيني رأسِها وهي تستمِع لِـ صُراخ إبنِها مِن الخارِج ، وَقفَت لِـ تضع الكِنزة الصوفِيَة التي كانَت تحيكُها جانباً ثُم اَتجِهت للباب 


" ماذا ! هَل كَسرتَ لابناء الجيران إحدى اضلِعهم مُجَدداً !! " نَطقَت بَعدما وَقفت امام ابنِها مُكتِفة يَديها فَـ تَلقت تِلك النَظرة الحادَة مِن عَينين صَغيرِها كَـ خاصةِ والِده السَوداء الليلِيَة 


هَذا الصَغير مُشاكِس جِداً ، يَتسبَب لجيني بالمشاكِل دوماً بِـ شِجاراتِه مَع الاطفال الاخرين ودوماً مايَتِم غَلبُهم مِن قبل جونسان الذي يُدافِع عَن حَقِه فَكيف لَهُم ان يَقولوا انهُ بِـ دونِ أب ؟ 


" لَم افعل امييي لَكِني وَجدتُ شيئاً " شابكَ يديهِ خَلف ظَهرِه لِـ يَبتسِم رامِشاً بِـ بَراءَة " ماهو هَذا الشَئ اذاً سَيِد كيم ؟ " انحنت لهُ ماسِكَة ذَقنه


امسكَ جونسان يَدِه لِـ يَركُض ويَسحبُها خَلفَه " تعالي مَعي سَـ اُريك امي " 


" ياا عَلى مَهل " صَرخَت بِه والصغير يَستمر بالركض بسرعةٍ كَبيرَة ، هو حقاً سَريع كَـ آبيه " الي اينَ سَـ تأخذُني فَقط قُل لي ولنمشي اليه بَدل هَذا الرَكض "





جونسان عَن الرَكض لِـ يومئ لَهُ " حَسناً " اخذت جيني نفساً بينما تشتِمه " الهي هَذا الطِفل حَقاً " انحنت وحَملتهُ " هيا الي اين الوِجهة ياسيد ؟ "


" الي النهررر كابتِن " اشار بِـ يَدِه الي الامام وهو يَصرُخ لِـ يُقهقِه رِفقة والِدِته عَلى حَماسِه المُفرَط



سارَت جيني وهي تحمِلهُ الي النَهر وحالَما وَصلا أنزلت الصَغير ارضاً " ماهو هَذا الشَئ اذاً بُني ؟ " جونسان رَكض الي احدى السُجيرات الصغيرَة لِـ يجثوا عَلى رُكبتاهُ يَحفِرُ هُناك 





قَلصَت جيني عينيها وهي تراقِبهُ عَن بُعد " مالذي يَفعلُه ؟ " تَمتمَت بِـ تَساؤُل لِـ تنطق بِـ نَبرةٍ عالِيَة " ياا اياكَ وتَلطيخ نَفسِكَ بِـ الوَحل " سارَت نَحوهُ بَعد نُطقِها مُباشَرة لِـ تجِدُه يُخرِج عُلبةٍ ما مِن قاعِ الارض 


عَقدت حاجِبيها لِـ تنحني وتجلِس بِـ جانِبها ناظِراً لِـ تِلكَ العُلبَة " ماما ، هَذِه وَجدتُها هُنا حينَما كُنتُ ألعَب في الصَباح ، خُذي " مَدها اليها وهو يَتحدث لِـ تأخُذها جيني مِنهُ




قامَت بِـ فَتحِها وتَدرجياً بَدأت ما وَسط العُلبَة بِـ الوضوح ، لَم يَكُن الشَئ سِوا مُسبِباً في صَدمتِها وإتِساعِ بُندقيتيها الواسِعَة 


كانـت العُلبَة تَحتوي عَلى خاتَمين إحداهُما تابِع لَها والاخر خاصَة زَوجِها  ، انتَشلَت الخاتِم خاصَتِها لِـ تنظُر الى إسمِه المَنقوش بِـ مُنتَصفِه 





تَلمسَت إسمِها لِـ تحوم وَسط أطلالِ ذِكريات الأزل وكُل لَحظةٍ مَرا بِها كانت تُعانِق افكارِها ومُخليتِها بِـ شَكلٍ قَوي عَلى آثرِه أغمَضَت عَينيها تناظِر تِلك المَشاهِد في عَقلِها


جونسان حَدقَ فيها بِـ إستِغراب ، ارادَ النُطق والتَكلُم لَكِنهُ صَمت ونَظر الي حَيث الرَجُل المُقبِل عَلى المَجيئ وعُبور النَهر كي يَصِل الي البُقعَة التي هُما بِها 


وَقف لِـ يَركُض ناحِيَة النَهر ثُم قَفز وَسطهُ لِـ يَسبح ناحِيَة الرَجُل حَتى وَصل اليهِ لِـ يَخرُج مِن المِياه قائِلاً تَحتَ نَظراتِ الاكبر سِناً المُتَعجِبَة " هَل انتَ مِن المَدينَة يا سَيِد ؟؟ " 



حَركَ ذاكَ الرَجُل رأسُه بِـ ايجابِيَة لِـ يُحني ظَهرُه الي الصَغير اسفَلهُ قائِلاً " صَحيح ياصَغير ، انا مِن المَدينَة " هو تَفحص جَيِداً إبتِسامَة جونسان التي إتسعَت والذي امسكَ بيدِه مُتَكلِماً " هَل احضَرت بابا مَعك ؟؟ " 



ذَلِك الرَجُل اطالَ صَمتِه وهو يَتفَقد عَينانِ الاصغر التي تَحمِلُ لَمعةٍ تَطالِبُ بِـ إجابةٍ سارَة ، زَم شَفتيه لِـ يَجثوا عَلى الارض امامَه مُشكِلاً إبتِسامَة خَفيفَة


" والِدُك اخبَرني أنهُ يُريد شِراء لُعبة لَك والوَقت لَم يَكفيني لانتِظارَه وجَلبهُ مَعي ، هو سَيأتي لاحِقاً " لَم يَرغب في كَسر خاطِر جونسان الذي سُرعان ماتَبدلت لَمعةُ عَينيه لِلحُزن " هَل تَعرِف بابا ؟ "




" بالطَبع ، المَدينَة صَغيرَة والكُل يَعرِفُ بَعضَه " تَكلم الرَجُل وقَد لاحَظ نَظرة ونَبرة الحُزن عَلى الصَغير الذي أخفَض رأسِه حَزيناً ، مُنذُ سَنواتٍ وهو يَنتظِر والِدَه لَكِن .. اينَ هو ؟


فَتحَ ذَلِك الرَجُل حَقيبَتهُ لِـ يُخرِج مِنها لُعبَة صغيرَة كانَ قَد احضَرَها لابنِه لَكِنهُ لا يُمكِنه تَرك الصَغير هُنا مجروحَ الخاطِر هَكذا 



مَدها اليهِ لِـ يلتَقِطها جونسان الذي اُغرقَت عَينيهِ بِـ الدُموع حينَما نَطق الاكبر قائِلاً " إنها مِني لَك ، اعتَبرني كَـ والِدُك "


حَدق جونسان في اللُعبَة وعَينيه مُمتَلِئَة بِـ الدُموع الكَثيرَة ، هي اول مَرة لهُ ان يُعطيه ويهديهِ أحد شَيئا ما ، دائِماً مايرى الاطفال الاخرين يَتلقون الهَدايا والالعاب وحينَما يَطلُب اللَعِب مَعهُم يَصرُخون عَليه قائِلين ' قُل لِـ والِدك ان يَجلِب لكَ واحِدَة '





رَفع عَينيه الي الرَجُل لِـ يَندَفِع مُعانِقاً اياهُ بِـ كُل ما اوتيهِ مِن قُوَة ، بادَله الاكبر سِناً إحتِضانِه لِـ يُوخِزه قَلبِه مُتألِماً لِـ بُكاءِ الطِفل الكَثير " انا اشكُرُكَ كَثيراً ، ا..ابي " 


شَدَ عَلى عِناقِه وهو يَتشبث بِه لِـ يَدفِن راسِه في عُنق الاكبر راغِباً في الشُعور بِـ قَليل مِن الدِفئ ، فَقط القَليل هو لَم يَطلُب الكَثير ، يُريد أن يَشعُر بِـ قُرب والِده مِنهُ




لَكِنهُ حَصل عَلى أكثر مِما يُريد ، الدِفئ المُنبَعِث مِن هَذا الرَجُل الغَريب جَعله عاجِزاً عَن الابتِعاد والتَوقُف عَن البُكاء ، لَكِن ! لَم يَكُن الرَجُل بِـ الغَريب


قَد كانَ هو والِدُه حَقاً ، الهَدِيَة كانت لهُ هو ، كانت المُختارَة لهُ بِـ كُلِ حُب مِن تايهيونغ الذي حَرِص عَلى إسعاد صَغيرِه بِها وقَد فَعل !







تايهيونغ احسَ بِـ مَشاعِرَ غَير مُعتادَة تَدُق ابوابَ قَلبِه عِند نُطقِ الصَغير لِـ ' ابي ' 


نَعم تايهيونغ هي مَشاعِر الابوَة ، تِلك المَشاعِر التي أدمَعت لهُ سَودويتيهِ وجَعلتهُ راخِضاً لِـ بُكاء طِفلِه بِـ قلبٍ مُتألِم


لَم يَستمِر عَلى رضوخِه طَويلاً فَـ هو ابعَد جونسان عَنهُ ماسِحاً لهُ دُموعَه " هِشش ، لَن يَسعد بابا حينَما يراكَ تَبكي هِممم ؟ " اومئ الطِفل بِـ رأسِه ماسِحاً بقايا دُموعِه بِـ كُم كُنزَتِه





ابتَسم تايهيونغ عَلى لَطافَتِه لِـ يُمسِك بِـ وَجهِه مُقبِلاً جَبينُه " ما إسمُكَ يا صَغير ؟ " سألهُ لـ يُجيب الصغير عَلى الفَور بِـ إبتِسامَة صَغيرَة " جونسان ، بارك جونسان " 


إبتِسامَة تايهيونغ الهادِئَة بَدأت تَتلاشَى مَع نَسماتِ الرِياح الخَفيفَة لِـ تأخُذ عَيناهُ الرَمشَ البَطيئ مُهيئةً عَقلَهُ الاستِعاب " جونسان ؟ "


اومئ الصغير وهو يَبتسِم وغَمازَتِه ظَهرت بِـ شَكلٍ جَميلٌ جِداً ، فَرقَ تايهيونغ بَين شَفتاهُ لِـ يُحاوِل اخراج كَلِماتٍ يُعبِر بِها عَن الفَوضى التي حُدِثت في أعماقِه


لَكِن نِداء جيني عَلى صَغيرِها في الجِهَة المُعاكِسَة مِن النَهر جَعلهُ يُدير راسُه ناحِيَتِها ويَديه لازلَت تُمسِك بِـ وَجهِ طِفلِه


المَسافَة لَم تَكُن بِـ ذاكَ القُرب لَكِنه أستَطاع رُؤيتِه بِـ وضوح ، راى شَعرِها الطَويل الذي كانَ يَعشقُه كأولِ مَرة رأها بِها ، كأولِ مَرة وَقع بِـ شِباكِ عِشقِها هو عادَ وسَقط في نَفسِ المِصيَدَة






مالا تَعرِفونَه هُما التقيَى أول مَرة في نَفسِ هَذا النَهر ، تايهيونغ حينَما اتى لاولِ مَرة مِن اليابان تَوقف مَسحوراً بِه حينَما لَمحها لاول لَحظة 


وَقفَ مِن عَلى الارض وجونسان استَدارَ الي والِدِته " قادِم مامااا " رَدف بِـ صوتٍ مُرتَفِع لِـ يَرفع رأسِه الي تايهيونغ مُمسِكاً بِـ يَدِه " هَذه امي ، انها تنادي عَلي هَل تَذهب مَعي ؟ " 


تايهيونغ بلا وَعي اومئ لهُ فَقط ، لَم يَشعر بنفسِه الا وهو في الماء يَتِم جَرِه مِن طَرف جونسان الذي قَطع النهر وصولاً الى جيني


جيني لَم ترى تايهيونغ ولا أنتبَهَت لهُ اساساً ، هي امسكَت بِـ كَتفي الصَغير وهَزتهُ مُعاتِبة اياهُ بِـ حِدَة " ماذا قُلتَ لكَ عَن السِباحةِ في النهر في هَكذا جو ؟ اتريدُ قَتل نَفسك ؟ لِما لا تَسمع كَلامي وتستَمِر بجعلي أغضب دوماً لِما !! "





جونسان أخفَض راسِه وهو يَستمِع لِـ انفِعالاتِها وصُراخِها عَليه ، جيني انزَلت عَينيها عَلى اللُعبَة التي بِـ يَدِه لِـ تأخُذها مِنه ناطِقَة " ومِن اينَ لكَ بِـ هَذِه ايضاً ؟ هَل عُدتَ لِلسرِقَة مُجَدداً جونسان ؟؟! "


نَفى الصغير بِـ راسِه بِـ سُرعَة لِـ تَجتمِع الدُموع بِـ عَينيهِ الصَغيرَتين مُحاوِلاً اخذ اللُعبَةِ مِنه " بـ..بابا مَن جَلبها لي أعِدها إلي " تَكلم بِـ نَبرةٍ باكِيَة ومُهتَزة آلانت قَلب جيني الذي ذَبُلت مَلامِحُه كُلياً


" والِدُك ؟ "


اجهَش الصَغير بِـ البُكاء لِـ يَضع يَديهِ عَلى عَينيهِ في حينَ ادارَهُ تايهيونغ اليهِ حامِلاً اياه ، مَسح عَلى ظَهر إبنِه الذي تَشبث بِـ قَميصِه بِـ قَبضتيه الصَغيرتين




" كَيف تَجرؤين عَلى جَعل إبن كيم تايهيونغ يَبكي ؟ " 


تِلك كانَت نَبرتَهُ ، وذَلِك كانَ اُسلوبُه ، كانت سَودويتيهِ وشَفتيهِ هي التي نَطقت ، كانَ رَجُلهُ مَن تَكلم ! 


رَفعَت جيني رأسِها اليه وتَعابيرُها واحَتُها الصَدمة والإندِهاش الذي جَمدُها وجَعلُها خالِيَ الكَلِمات والأحرُف ، بُندقيتَيه تُكاد تَنقُض عَليهِا وتَلتَهِمهُ بِـ أيةِ لَحظة


تايهيونغ اقتَربَ مِنهُا حَتى وَقف امامَها بِـ بُعدٍ بَسيط بَينهُما ، أحنَى راسِه اليها وقَد تَرقبت سَودوتاهُ تِلك اللاألِئ التي باتَت تَلمع وَسط فاتِينَتيه البُندقيَة




" عُدت ، عُدت مَعشوقِتي " هَمس قُرابَة شَفتيها ومَع كُلِ حَرف خاصَتيهِما تَلامَست مُسبِبَة في رَعشاتٍ جَرت بِـ جَسد جيني التي أغمَضَت عَينيها مُفرِقَاً بَين شَفتيها


تايهيونغ قامَ بِـ إنزال جونسان عَلى الارض والذي كانَ بِـ الفِعل هَدأ لٍـ يُكوِب وَجنتا مَحبوبِته المُشتاقَة 


كَوب تايهيونغ وَجنتيها وقَبلَ عَينيها ثُم خَديها نزولاً لِـ شَفتيها بِـ حَيث انه خَلف طابِعاً بَسيطاً جِداً فوقَهُما


هو قامَ بِـ ضَمِها لِـ صَدرِه شاداً عَلى جَسدِ جيني وكأنهُ يَخشَى عَليها مِن الزَوال " اشتقتُ اشتقتُ اشتقتُ اليك لِلحد الذي جَعلني مُنهاراً دُونك " صَرحت بِـ مَشاعِرها لَهُ ونَبرتها تُعبِر عَن صِدقِها






جيني لَم تنطِق بِـ حَرف عَدا أنها شَدت عَلى خَصرِ رَجلِها مُحكِمَة إغماض بُندقيتيها لِـ تعض شَفتيها بِـ قُوَة ، كابِتَة شَهقاتِها فَـ دُموعِها لَم تستطِع السَيطرَة عَليها


عَلى الأقل امامَ صَغيرِها !


جونسان كانَ يَقِف ويُناظِرهُما مُنصَدِماً والدَهشَة كانت تَعابيرَه المَصعوقَة ، فَرقَ بَين شَفتيه وهو يُناظِر الرَجُل الغَريب يُعانِق اُمه !


لا بَل قَبلهُا ! حَسناً لَقد قالَ لهُ إعتَبرني كَـ آبيك لَكِنهُ لَيس آباه ؟ هَذا ماكانَ يُفكِر بِه الصغير الذي إندَفع ناحِيتِهما فاصِلاً ذَلِكَ العِناق الحَميمي 





" ياا لا تُعانِق اُمي هَكذا " نَبه عَلى والِده وهو يَحتضِن والِدِتهُ لهُ مُكمِلاً " فَقط انا وبابا مَن يَحِق لهُما مُعانَقتَهُا " جيني قَهقهت عَليه لِـ تمسح دُموعِه وتحمِله 



" هو والِدُكَ صَغيري ، هَذا هو اباك " اشارَت عَلى تايهيونغ الذي فَرد ذِراعيهِ حاطاً بِـ إبتِسامةٍ كَبيرة و واسِعَة تَركت آثراً واضِحاً عَلى زَوجِته التي شَردَت بِه


" بابا ؟ " وَسع الصَغير مُقلَتاهُ مُكمِلاً " هَل انتَ حَقاً هو ابي ؟؟ " بَدأت الابتِسامَة تَتمرد وتَستعمِر شَفتيهِا حينما اومئ لهُا تايهيونغ عِدة مَراتٍ مُتتالِيَة


القى جونسان نَفسه الي حُضن آبيه مُحاوِطاً خَصره بِـ قَدميهِ لِـ يَهمِس بِـ سَعادةٍ غامِرَة " أردتُ لُقاءَك كَثيراً بابا ، اردتُ أن اراكَ لاقولَ لكَ اني اُحِبُكَ كَثيراً واُريد أن اُصبِح مِثلك رَجُل قَوي حينَما أكبر "


ابتَسم تايهيونغ لِـ يَنحني ويَضع الصغير على الارض ، قامَ بِـ بَعثرةِ شَعرِه قائِلاً " كُنتُ ارى رُسوماتِك اللطيفَة حينَما ترسِلُها امكَ لي ، شَعرت بِـ حُبِكَ الكَبير لي صَغيري انا ايضاً اُحِبُكَ جِداً "


قَفز جونسان بِـ حَماس لِـ يُمسِك يَد والِده الكَبيرَة هاتِفاً والسعادَة تَشِع بِـ عَينيهِ " سَـ يموتون جَميعاً حينَما يرونُكَ ابي ، سَـ يَندمون عَلى سُخريتِهم مِني وقَولِهم اني لا أملُك اباً وانا في الحَقيقَة املك اجمل واروع واقوى اب في العالَم " 






مَثل الصَغير بِـ يَداهُ وهو يَتكَلم ويَعض عَلى شَفتيهِ مِن فِرط حَماسِه وهو يَتخيل رَد فِعل الاطفال حينَما يَرونُه مَع والِدَه


تايهيونغ أبتَسم بِـ قَليل مِنَ الألَم في حينَ انهُ شَعر بِـ النَقص الواضِح مِن كَلِماتِ ابنِه ، اعادَ حَملُه لِـ يُقبِل جَبينَهُ قائِلاً " هياا ولِـ نُريهِم كَيف يَسخرون مِن طِفلي الخارِق " 


عَبس جونسان ناطِقاً " لَكني لا استطِيع الطيران "


" غَير صَحيح " نَطقها تايهيونغ الذي وَضعهُ فَوق كَتفيهِ مُكمِلاً " جاهِز للاقلاعِ كابتِن ؟ " قَهقه جونسان لِـ يُصفِق بِـ يَديه " هاي هاي كابتِن " 


تايهيونغ تَمسك بِـ فِخذان طِفلِه لِـ يَنظُر لِـ زَوجِته ويَنطِق " إلحَقي بِنا سَيِدَة كيم هَذا إن استطَعتي إمساكَ إبني الخارِق " اومئ جونسان بِـ رأسِه مُخرِجاً لسانِه لامِه " لَن تَستطيع " 


عَبسَت جيني لِـ تحمل حَقيبة تايهيونغ الذي إنطَلق راكِضاً بِـ أقصى سُرعَتِه ، وَسعَت عَينيها بِـ ذُهول " وااا لايزالُ سَريعاً كَما عَهدتهُ " ابتَسمَت والفَرحة تُعانِقُ قَلبها " شُكراً لكَ يا الله " 


جونسان فَرد ذِراعيه في السمَاء مُصدِراً اصوات تَدُل عَلى إستِمتاعِه " هاااااي ، بابا سَريع جِداً " قَهقه الاب عَلى حَماسِ صَغيرَه المُفرَط لِـ يُخرِج الصَغير لِسانَهُ لِـ كُل طِفل سَخِر مِنه وَوجده في طَريقَه





تايهيونغ وَصل المَنزِل وحالِياً هو جالِس في الصالَة يَستريح بَعدما أكل الكَثير والكَثير مِن الطَعام مِن جيني التي أقسَمت ان تجعلَهُ فيلاً 


جونسان كانَ يَجلِس في حُضنِه بَينما يأكُل الشوكولا التي احضَرها والِده مِن أجلِه ، جيني جَلسَت جانِبهما بَعدما رَتبَت لِـ زَوجِها أغراضَه لِـ تبتسِم وهي ترى السَعادَة المُنبَعِثَة مِن صَغيرِها


" انهُ سَعيد بِـ وجودِكَ مَعنا " نَطقَت جيني بَعدما تأملت مَلامِح كِلاهِما لِـ يحيط تايهيونغ كَتفيهِا مُعانِقاً اياهُ مِن الجانِب " كَما انا سَعيد بِـ عَودتي لَكما "


جونسان وَقف مِن حُضن تايهيونغ لِـ يُقبِله ويُمسِك وَجهَه قائِلاً " بابا سأذهب لالعب قَليلاً ، فَقط قليلاً واعود لا تَذهب وتَتركنا حَسناً ؟ " 


اومئ لهُ تايهيونغ الكَثير مِن المرات ثُم قَبله " لَن اترككُما ابداً صَغيري انا هُنا دَوماً "


ابتَسم الصغير قَبل ان يَخرُج راكِضاً ، ما إن خَرج تايهيونغ بٍـ سُرعَة حَمل جيني واضِعاً اياهُا بـ حُضنِه لِـ تحاوِط خَصرِه بِـ ذِراعيها " اُحِبُك " 


" انا أكثر " هَمسَت جيني امام انفِه لِـ تعضهُ لَهُ وقَد أبدَعت بِـ رَسم إبتِسامَة جَعلت الناظِر يُفتَن بِهِا أكثر ، تايهيونغ وَضع إحدى يَديه عَلى ظَهرِها لِـ يَسحبها اليه حَتى التصَقت صُدورِهما وألتَحم جَسديهِما


" لِـ دَرجة الجُنون والهَذيان عِشقي لكَ قَد وَصل وتَخطى ، العِلاج والنِسيان لَم يَنفع بي حَتى فَـ هَل تَكونُين لِـ قَلبي مَحطة ؟ " 


الخدر بانَ في صَوتِه وعَينيه الخامِلَة والتي أخذت تَنتَقِل بَين شَفتيها وبُندقِيتيها، شَدِه كانَ قَوِياً عَليهِا ، بِـ أي طَريقةٍ كان تايهيونغ يَودُ إدخالِهِا والقُفل عَليهِا وَسطَها


جيني لَم تجِبه لَفظياً إنما فَعلَت ذَلِك بِـ دَمجِها لِـ شِفاه كِليهِما وقَد خَللَت انامِلها بِـ خُصلاتِ شَعرِه الخَلفِيَة مُداعِبَة اياه 


بَرعَِت وتَحكمَت في هَذِه القُبلَة و تايهيونغ سَمح لَها ، سَمح لَها أن تقبِلهُ بِـ بُطئ أرهَقت قَلبِه وعَبثِت بِـ أورِدَتِه


كِلاهُما فَصل القُبلَة بِـ خاطِر مَكسور حينما فُقدت الانفاس ، حَدقا بِـ هِيام بِـ أعين بَعضِهما عَل كُلِ مِنهُما يُشفي الجُروح التي خَلفها الفِراق






مَن قالَ أن المَسافات تُفرِق ؟ هي لَم تَزيدهُما سِوا تَشبُثاً وعِشقاً بِـ بَعضِهما أكثر 


... 


ليلاً تاي و جيني كِلاهِما جالِسان في الحَديقَة الخلفِيَة لِلمنزل مُلتَفين حَول النار ، يَنتظِران وُصول أصدِقائِهما الذين لِـ تَوِهم دَخلوا مُفتَعلين ضَجة بِـ صُراخِهم العالي


جونسان رَكض ناحِيَة جيمين مُعانِقاً اياه بِـ قُوَة " خاااالي اشتقتُ اليكَ جِداااااااا " بادلهُ جيمين لِـ يَحمِله ويَلف بِه مُشارِكاً الصَغير قَهقهاتٍ اللَطيفَة 


هوسوك اقتَرب مِن تايهيونغ الذي وَقف لاكِماً اياهُ بِـ قُوَة فَـ رَد لهُ الاخر ذَات اللَكمة مُسبِبين الشَهقة لِلكل اولِهم جيني التي وَضعَت يَدِها عَلى فَمِها


الاثنان حَدقا في بَعضِهما بِـ حِدَة لَكِن تايهيونغ غَير مَعالِم وَجهَه وأبتَسم ثُم أقتَرب مُعانِقاً جَسد الأكبرِ سِناً 


هوسوك كَذلِكَ تَبتسَم وطَبطب عَلى ظَهر تايهيونغ قائِلاً " ارى انكَ إزدَت قُوَة في السِجن " قَهقه تايهيونغ لِـ يَبتعِد عَنهُ ويَرد فَوراً " بِـ الطَبع ، كُنت الزَعيم هُناك " 


" لَن اشك بِـ ذَلِكَ مُطلقاً ! "


اقتَرب البَقية لِـ يُعانِقونَه ويَسلِموا عَليه ثُم اجتَمع جَميعهم عَلى النار يَدردِشون ويَتكلمون في مُختَلفِ الامور " يا يا أتذَكر كَيفَ كُنتُ أخافُ مِنك ، اخخ كُنتَ تَجلِب لي الرُعب تايهيونغ " 


كانَ جيمين هو الناطِق واثناء كَلامِه وَضع يَدِه عَلى قَلبِه كامِشاً مَلامِحَه " والان الا تَخاف مِني ؟؟ " رَفع الاخر حاجِبه سائِلاً بِـ نَبرةٍ مُتلاعِبَة فَـ نَفى جيمين سريعاً رادِفاً بلا مُبالاة " لاا انتَ الان طَيب القَلب صَديقي "


" يااه أستطيع القَتل لا اُمانِع ابداً ! لازِلتُ القائد تاي يا جماعَة " 


تَكتف الجَميع مُعطين اياهُ نَظرةٍ حادَة لِـ يَصرخوا بآنٍ واحِد


" تايهيوووووووووووووونغ " 


 الحُب الحقيقي لا يفترق...يدوم ولو بعد حين❤ 


النهاية...💙


تعليقات

التنقل السريع