رواية تايني القائد السيئ البارت 46

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية تايني القائد السيئ البارت 46

تناظِرُ طِفلها وصَغيرِها بِـ دُموعٍ بَللت وِسادَتِها واغرقت بُندقيتيهِا الجَميلَة ، تِلك البُندقية التي مُنذ زَمنٍ وهي تُعاني مِن مُلوحَةِ مياهِها المُؤلِمَة 

 

" إني لَـ خائِفٌة عَلى مُستَقبلِكَ يا طِفلي ، سامِحني سامِح والِدُك الضَعيف ، إن حَدث لَك مَكروه هو لَن يَتردد بِـ فِناء حَياتِه لَك ، كُن قَوِياً صَغيري ، كُن كَـ آبيكـ عِند كِبَرِك " 


تَقربَت مِنهُ و بِـ رَفعِها لِـ رأسِه استَطاعَت طَبع قُبلةٍ مُبلَلة بِـ دُموعِها فَوق جَبين جونسان النائِم بَعيداً عَن كُل وَحشياتِ العالِم المُرَوِعَة


نَظرَت لِـ يَدِها وكانَت بِها الخاتِم الذي صَنعهُ تايهيونغ لَها وَقتما كانا في السِجن ، شَردَت بِه لِـ ثوانٍ مُستَرجِعَة احداث الماضِي 


قامَت بِـ نَزعِه مِن إصبَعِها لِـ تقوم بِـ ضَغطِه وتَصغير حَجمِه اكثر ، مِن بَعدِها قَربَتهُ مِن يَده الصَغيرة لِـ تلبسِه اياهُ بِـ حَذرٍ شَديد


" هُو دَلالَة عِشق والِداكَ بُني ، حافِظ عَليه جَيِداً " هَمسَت وهي تمسح بِـ رِفقٍ عَلى يَد الصَغير الناعِمَة والصَغيرَة جِداً " والُدُكَ يُحِبك جِداً " 


... 


الصَباح كانَ باكِراً ، جين كانَ في عِيادَتِه والمَنزِل بِه فَقط جيني وصَغيرِها النائِمان بِـ عُمق ، هِي لَم تشعُر بِـ الَذي دَخلَ الي المَنزِل تَحديداً الغُرفَة مُقتَرِباً مِنهُما


تَم حَمل جونسان النائِم بِـ كُل حِرصٍ مِن قِبلِ الداخِل وبِـ خُطواتٍ هادِئَة ارادَ الخُروج بِـ تَقدمِه مِن الباب وقَد غادَر فِعلاً ! 


جيني بَدأت بِـ الإستيقاظ وفَتحت لِـ بُندقيتيهُا مُنزَعِجَة مِن اشِعَة الشَمس المُسلَطة عَلى عَينيهِا مُباشَرة ، عَقدت حاجِبيها لِـ بُعيد اغماض عَينيها فادارت يَدِها عَلى السَرير بَحثاً عَن صَغيرِها


نَبضاتِها المُتسارِعَة ، وقَلبها الذي اُصابَه بِـ الذُعر حالَما لَم تلتمِسهُ بِـ يَدِها لِـ تفتح عَينيها سَريعاً باحِثة عَنهُ بِـ بُندقيتيهِا الخامِلَة " جونسان ! " 


وَقفَت مِن مَرقِدِها بِـ سُرعَة مُلتَفِتة بِـ نَفسِها تنظُر هُنا وهُناك لَكِن الصَغير لَيس هُنا !!


لَكِن !! إستَطاعَت عَينيها لَمح بِـ سُرعَة شَخص ما يَخرُج مِن المَنزِل عَبر نافِذة الغُرفَة لِـ تَتسِع مُقلَتها " إبني ! " 


خَرجَت مِن المَنزِل تركُض وقَد عَلِمَت جَيِداً ان طِفلها بِـ حَوزة ذاكَ الشَخص " جونسااان !! " نًدهت بِـ إسمِه لِـ يَتوقَف الرَجُل عَن السَير لِـ ثوانٍ مَعدودَة قَبل أن يُدير راسُه اليها بِـ خِفَة


" اللَعنة " تَمتمَ بِها لِـ يَبدأ بِـ الرَكض مِن بَعدِها وذَلِكَ أكدَ لِـ جيني شُكوكِها ، بُكاء جونسان الذي استَيقظ لِـ تَوِه قَطع الشَك بِـ اليَقين مِما جَعل مِن مَلامِحِ جيني تَنقَلِب كُلياً 


" ابني !! " بَدأت خُطواتِها تَتسارَع شَيئاً فَـ شَيئاً وتِكرارِها لـ إسم صَغيرِها كانَ فَقط يَزيدُ إرتِفاعاً ، لَم يَكُن هنالِكَ احد في الارجاء يَستطيع المُساعَدة


بِما انها السادِسَة صَباحاً الكُل في مَنزِله ماكِث ، جيني اطَلقَت الكَثير مِن الدُموع وهي تركُض خَلفهُ بِـ قُوةٍ ضَعيفَة ، هي بِـ الكاد تستطيعُ السَير اصلاً


" حَرام عَليك ، اعِدهُ إلي ، انهُ يَبكي يُريد امه ، جونسان بُني " تَعثرَت وصَرخَت ناطِقَة بِـ قِلةِ حيلَة حينَما سَقطَت عَلى الارض مَهزومَة، كُل قِواها خارَت مَع تِلك الخُدوش التي تَلقتها اثناء وُقوعِها


شَهقَت بِـ بُكاء والرُؤية أصبَحت كُلها مِياهٍ اعمَت بَصيرَتِها ، لَكِن رُغم ذَلِك هي سَـ تقاوِم لاجلِ طِفلِها !


وَقفَت بِـ إستِناد كَفيها عَلى حَباتِ الرِمال القاسِيَة بِـ فِعل الصُخور الصُغيرَة التي تُغطيها ، حَملَت جَسدِها المُنهَكة لِـ تحاوِل جَر قَدميها الي الامام لَكِن عَلى مَن هي تكذِب ..؟ 


هي انجبَن حَديثاً ، جَسدَهُا مُتعَب ولا تزال بِـ حاجَة الي الرِعايَة والراحَة ، كَذلِك الجُروح التي تَلقتها الان زادَت الطِينَ بَلة فَقط


الرَجُل ابتَعد عَنهُا بِـ مسافَة لِـ يقلِل مِن سُرعَةِ رَكضِه مُحاوِلاً إسكات جونسان الذي فَقط يَستمِرُ في البُكاء والعِواء " اغلِق فَمك لا يَنقُصني صُداع في رأسي " 


زَمجرَ بِـ حِدَة امامَ وَجِه الصَغير الذي فَعل عَكس ماقِيلَ لهُ ! فَـ مِنهُ سِوا الاسراع مِن رَكضِه لَكِنهُ وبِـ الخَطأ اصطَدم بِـ شَخصٍ ما


كادَ ان يُسقِط جونسان مِنهُ لولا أن ذاكَ الشَخص التَقطهُ سَريعاً ، اتسعت مُقلتا الرَجُل لِـ تَمتد يَدِه اخِذَة الصَغير لِـ يَهمِس " شُكراً لك " ثُم انطلَق هارِباً


" غَريب ! لِما يَركُض هكذا وكانهُ هارِب ! " تَمتم الشَخص لِـ يسير خُطوات الي الامام وقَد صادَفتهُ جيني الواقِعة على الارض تنزِل دُموعِها بِكثرة 


اتسعَت مُقلتاهُ لِـ يَجري ناحِيتِها ويَنحني لِـ مُستواها " جـ..يني ، مابِك صَغيرتي ؟؟ " تَكلم وهو يُمسِك كَتفيها لِـ تنظُر الاصغر اليه وقَد اطلقَت شَهقةٍ باكِيَة ناطِقة " ارجوك هوسوك ، الحق بِه لـ..لقد سرقَ لي طِفلي " 


" طِـ..طفلك ! " تَصنم هوسوك بُقعَتِه مُتعَقِباً ملامِح الاخرى التي صَرخَت بِه والقَهر واضِح في نَبرتِهُا االباكِيَة " ليس وقتُكَ الان ! ابني يُسلب امام عيناي ارجوك اجلِبهُ لي ، لا تَدعهُ يأخُذونَه هو ايضاً "


شَد هوسوك عَلى قَبضةِ يَدِه تَزامُناً مَع ضَغطِه عَلى اسنانِه غاضِباً " لُعناء " هَمس بِها لِـ يَقِف ويَستدير راكِضاً خَلفَ ذلِكَ الرَجُل الذي بِـ الفِعل كانَ إبتَعد


اخَذ يَجري خَلف ذاكَ الملعون كَما اسماهُ لَكِن لسوء حَظِه لَم يَستطِع ان يَصلِه والاخر قَد اختَبئ بَينَ التِلال جَيِداً ، هو بِـ صُعوبةٍ استَطاع كَبت صَوت بُكاء الصَغير


" اللعنه " هَتف بِها هوسوك صارِخاً باعلى صَوتِه لِـ يَضرِب الارض بِـ قَدمِه بِـ قُوة " لَقد كانَ بين يَداي كَيف تركتهُ يأخذهُ هَكذا " عاتَب نَفسهُ وهو يَتذكر جونسان الذي حَملهُ مُنذ دَقائِق قَليلَة


اخفَض رأسِه يائِساً لِـ يَقبِض عَلى يَديهِ مُقرِراً العوَدة الي جيني بِـ يَدين خالَتين ! فِعلاً هو عادَ اليهِا لِـ يَجِد القَليل مِن سُكان القَريَة يُحيطونَها والنِساء يُحاولون تَهدِأتِها


هي لَن تهدأ ! لا مَجال او بالاحرى لا مَكان لِلهدوء في قَلبِها المَليئ بِـ الصَخب ، قُلنا زَوجُها ورَحل .. ماذَنب صَغيرِها ؟ 


تَقربَ مِنهت ودَخل بَين اؤلاءَك الناس مُنحَنِياً لَهُا ، هُنَ ابتَعدن عَنهُا تِلقائِياً حينَما حاوَطَ هوسوك جيني وعانَقهُا هي ، لَم تستطِع النُطق وقَول شَئ سِوا جَملةٍ بَسيطَة تَتخلَلُها مَعانٍ عَميقَة


" إن أجر الصابَرين لَـ عَظيم صَغيرَتي ، فَـ أصبِري " 


...


" إ..إضربـ..بوا كَما شِـ..شِأتُم " صَوتِه المُنهَك كَما جَسدِه قَد غادَر حُنجَرتِه مُرتَجِفاً اثر تِلك الصاعِقات الكَهربائِيَة التي يَتلقاها " انا لَن اترجى احداً " اكمَل صارِخاً بِـ نَبرةٍ عالِيَة بِـ حَق 


تَوقف جونغ إن عَن صَعقِه كَهربائِياً وهو يُناظِر جِسم تايهيونغ الذي يَرتجِف بِـ مُفرِده ، وكأن شُحنةٍ كَهربائِيَة تَسري داخِله بِـ شَكلٍ مُتواصِل


" عَظيم ! انتَ حَقاً صَلبٌ شامِخ ، يارَجُل لَم اُعجب بِك عَبثاً ! " لَطالَما كانَ حَديثِه مُستَفِزاً لِـ تايهيونغ الذي حَملقَ بِه بِـ كُرهٍ وإستِحقارٍ شَديد ، رَدة الفِعل التي قابَلهُ بِه صَدمت جونغ إن حَرفياً ! 


تايهيونغ قَد فَعلها وبَصِق في وَجهِه مُتَمتِماً بِـ كُرهٍ وتَحت احرفِ كَلِماتِه تَنطوي مَشاعِر الالَم والقَهر مُتخَفِيَة بِـ بَراعَة " انذَل مِنكُم لَم ارى في حَياتي ، صَحيح اني كُنتُ مِنكُم يَوماً لَكِني لَم استَقوي عَلى مُقيِدٍ البَتة " 


" الله يُعاقِبني عَلى شَرِ افعالي الان ، وسَيأتي يَوم وتَكون فيه مَكاني ، جَهِز نَفسِك جَيِداً لذلِكَ اليَوم " 


رُبما اخِر الكَلِمات التي نَطقها بِـ صوتِه المُرتَجِف قَد قَللت نِسبة غَضب جونغ إن الذي مَسح لُعاب الاخر عَن وَجهِه ، هو حَدق في مَلامِح تايهيونغ والشُرود ظَهرَ واضِحاً عَليهِ


لا يَعلم لِما وَجد نَفسَه يُفكِر بِـ عُمقٍ في كَلِمات الاخر التي ورُغم الالَم المُتَخفي داخِلها جَيِداً هو شَعرَ بِه ، الكَثير مِن النَظراتِ الساكِنَة القاها عَلى تايهيونغ ذو الألآمِ الجَسَدِيَة المُبرِحَة 


لَم يَنطِق بِـ شَئ كَـ العادَة وكُل ما فَعلهُ هو حَمل نَفسِه ومُغادَرة السِجن ، اطلَق تايهيونغ تَنهيدَة عَميقَة وقَد اعتَصر عَينيهِ مُغرِغاً جُرعاتِ آلمِه الكَثيرَة بِـ شَفتيه التي اخذَ يَعض عَليهِما حَتى ادَماهُما 


" جيني ، قَلبي يَتألَم ، اخشَى ان تُصابَي بِـ اذى صَغيرَتي ، ارجوكِ كُوني بِـ خَير سَـ اُحاوِل الخُروج حَياً لاجلِنا " 


... 


" ما خَطيئَة تاي  ؟ " هَذا السُؤال مُباشَرة طَرحهُ جونغ إن الواقِف قُبالَة الرَئيس بِـ عَينانِ حادَة ويَدان قابِضَة ، قَد فَكِر بِـ اجابةٍ ولَم يَجِدها .. أعني كُل مايَعرفهُ ان  هَرب و .. وفقط حقاً !!


" الحُب " اجابة القائِد قَد ادهَشت طارِح السُؤال الذي فَرق بَين شَفتيهِ مَصعوقاً مِن سُهولةِ نُطقِه لِما قال ، وكأن مَعنى كَلمَته لَيسَ مُقدَساً !


جونغ إن مِن النَوع الذي يُقدِس الحُب جِداً ، لَم يَسبِق وأن وَقع بِه لَكِنهُ يَعملُ جاهِداً لِـ ايجادِ شَريكِته وسَـ يَسعى لِـ اعطاءِه كامِل حُبِه


" وما الخَطيئَة في الحُب لا افهَم " نَطق وعَلاماتِ التُساؤل والرَيبة شَعت في مُحياهُ فَـ هو امالَ راسِه مَقطوب الحاجِبين " الحُب لا مَكانَ لهُ بيننا كاي ، هو خَطيئَة دَنيئة مُمكِن أن تَقع فيها يَوماً " 


القائِد الاعلى فَقط شَتت جونغ إن ولَخبَط لهُ رأسِه لا اكثر ! هو لَن يَقتنِع الا بٍـ اجابةٍ مَنطِقيَة تُشفي لهُ فُضولِه حَول سَبب هُروب تايهيونغ


" فَقط اجبني ، تايهيونغ هَرب لاجلِ حُبِه ؟ " يَسألُ بِـ شَكلٍ مُتواصِل وذَلِك أزعَج الرَئيس بِـ شَكلٍ ما ، القائِد استَقرَ جالِساً عِند كُرسِيه واضِعاً قَدم فَوق الاخرى


" هِمم ، هَرب بِـ سَبب فَتاة عَشِقته كانَت تعمل مُمرِضَة هُنا " رَدف والسِجارَة استَقرت بَين شَفتيه ، تَبسم بِـ سُخرِيةٍ لِـ يُكمِل " هه ، كَم هَذا مُثير لِلسُخريَة ، اكَثر القادَةِ رُعباً اصبَح اكثرُهم ضُعفاً لاجلِه " 


جونغ إن كانَ فَقط يَتمعن في حَديثِه وهو يُقلِص عيناهُ ، شَدهُ الاستِماع لِما بِـ جُعبةِ القائِد اكثَر فَـ جَلِس قُبالَتِه صاغِياً


" تَخيل ، انا وكُنتُ اهابَه ، الذي تراهُ الان ليسَ تاي ابداً ، كُنا نُدمِر الاعداء فَقط بِـ سَماعِهم لاسمِه يَهروبون دونَ عِراك ، لاسمِه فَقط هَيبةٍ خاصَة فَمبالُك هو شَخصياً "


" هه لَكِن الان .. ؟ كُل ذَلِك تَلاشَى ، رُغم اني لا أنكِر ان هَيبتِه لاتَزال قائِمَة فَـ الجُنود لِلان يَخافونَه لَكِنهُ يَبقى ضَعيفاً دامَ تلك الممَرضة إستولَت عَليهِ وهو الحُب "


" لِذلك الحُب مَمنوع كاي ، هو يُضعِفُنا ونَحنُ الرِجال لا حاجةَ لَنا بِه ، لَدينا النِساء لِـ نَتسلى بِهِن ثُم نُلقيهِن ، هَل تَفهم ما اقول ؟ " خَتم كَلامِه مُمسِكاً مُؤخرة رَقبة جونغ إن الذي نَظر لِـ عَيناه مُحرِكاً اياهُ اجابِياً 


عَلى الرُغم انهُ لَم يَفهم ! ولَن يَفهم لانهُ يُريد ذَلِك ، لازالَ الحُب مُقدَس بِـ نَظرِه وتِلك النَظرة لَن يُزيلِها القائِد بِـ كَلامٍ فُقط ! فَـ بِـ العَكس الرَجُل يَزدادُ قُوة ان استَند عَلى امرأةٍ خَلفهُ فَـ تُؤرِخهُ عَظيماً 


... 


" لا اُصدِق اللعنه عليهِم " كانَ هذا نامجون الذي صَرخ راكِلاً الطاوِلَة بِـ قَدمِه لِـ يَضرِب قَبضِته بِـ الحائِط والغَضب مَن دَفع بِه لِلجُنون 


لِلتو وَصل مَع جيمين ويونغي مِن المَدينَة فَـ يَستقبلهُم ذَلِك الخَبر الذي صَدمهُم جَميعاً


هُم كُلهم مُجتَمعين في الغُرفَة حَيثُ جيني الجالِسَة فوق سَريرها بِـ ذِهنٍ شارِد وعَينانِ بارِدَة كَـ بُرودةِ قَلبِها الان ، جيمين كانَ جالِساً جانِبها يَحتَضِنُها الي صَدرِه بَينما يونغي وهوسوك يَجلِسان فَوق الاريكَة


" اهدأ نامجون ، غَضبك لَن يُعيدَهُما " يونغي نَبِسَ مُنزعِجاً مِن الاخر الذي كَثِرَ صُراخِه " كَيف تُريدُني ان أهدأ ؟ وانا الذي تَم تَوصيتِه عَليهِما ! سأفقِد عَقلي لا مُحال " 


" سَـ نجِد حَل ، لَن نَدع تايهيونغ لَديهم وهُم بِـ التأكيد لَن يُؤذونَه فَـ انا واثِق سَـ يُحاوِلون اعادَتِه الي طَرفِهم " جيمين تَحدث بَعد صَمتِه الذي دامَ فترةٍ طويلَة ، هُم وَجدوا حَديثِه واقِعياً لِذا هَمهموا جَميعاً عَدا جيني الغير مُتواجِدَة في عالِمِنا هَذا 


" لـ نَعمل بِـ جِدٍ رِفاق ، عَلينا التَعاون والتَكاتُف ، تايهيونغ يَحتاجُنا " نامجون نَطق بَعدما جَلس عَلى السَرير قُبالة يونغي وهوسوك لِـ يَسنِد مِرفَقيه عَلى قَدميه المُفرقَتان 


" انا مَعك " جيمين كَان اول مَن وَضع يَدِه بِـ يَد نامجون الذي مَدها لِـ يَعرِف مَن سَـ يَتعاون مَعهُ


" مَعكُما " يَد يونغي كانَت التالِيَة التي استَقرت فَوق يَد كِلاهُما فَـ يَنظُر ثَلاثَتهُما ناحِيَة هوسوك الهادِئ بِـ شَكلٍ مُريب ، هو اخَذ وَقتٍ طَويل بِـ التَفكير فَـ شَعر يونغي انهُ لا يَرغب في الانظِمام " ثَلاثَة لابأس بِنا رِفاق "


" مَعكُم حَتى المَوت " سَحب هوسوك يَدِه مِن حِجرِه واضِعاً اياها فَوق ايدِيهِم لِـ يَبتسِم نامجون مُديراً رأسِه ناحِيَة جيمين ثُم يونغي اخِرها هوسوك الذي بادَلهُ الابتِسامةِ ذاتِها 


ما صَعق اربَعتهُم هو صَوت جيني التي وَضعَت كِلا يَديها ، إحداهُما كانت فَوق والاخرى في الاسفل وكأنهُا ضَمَت يَديهِم وَسط خاصَتِهِا لِـ تنطِق " مَعكُم لِاجلِ زَوجي ، ابني وَ وَطني " 


حَدقَت بِهم جَميعاً بِـ نَظراتٍ حازِمَة والثِقةِ ورَغبة الانتِقام واستِزهاقِ حَقِهِا المَسلوب كانت جِد واضِحَة في كِلتا بُندقيتيهِا الحادَتين


" اينَ نَسيتُموني !! " جين شَهق وهو يَقِف عِند الباب لِـ يَنظُر الكُل اليهِ ، ابتَسم لِـ يَتجِه ناحِيتهِم ماداً بِـ يَدِه لِـ يَحطُها عَلى خاصَتِهم " سَـ اكون مَعكُم انا ايضاً " 


" لَكِن اخي ! انتَ لا تُجيد مِن القِتال سِوا حَمل السِلاح ؟! " نَطق يونغي الذي اخذ يُناظِر اخاهُ مُستَغرِباً " سَـ أكون مُتواجِداً لِـ اُضمِد جِراحَكُم قَد تُصابون بِـ أذى !! " 


" صَحيح ، هَكذا نَحنُ سِتَة " نامجون قالَ لِـ يُكمِل بِـ نَبرةٍ مُحفِزَة تَملئُها الثِقَة " سَـ نَتغلب عَليهم جَميعاً ان تَكثافَنا وكُنا يَدٍ واحِدَة ، لَن يَقهرُنا عَدو " 


" مَعاً ضِد الارهاب " هَتف الكُل بِـ صوتٍ عالِياً فَـ تَتراما ايديهِم بِـ السمَاء بَعدما رَفعوها الي العَلاء 


... 


جونسان تَم تَسليمِه الي القائِد الذي امسكَ بٍـ حَفيدِه وابتِسامَة الشَر لَم تَرحل عَن شَفتيه البَتة " وَرقتي الرابِحَة مِن بَعد آبيك " هَمس امامَ وَجِه الصَغير الغارِق بِـ نَومِه غَير دارٍ بِـ احضانِ مَن هو واقِع ! 


" اجلِبوا لهُ مُرضِعَة في الحال " صَرخ عَلى جُنودِه فَـ يُومِئ اولَهُم حانِياً جَسدِه الي قائِده ثُم ذَهب راكِضاً مُنفِذاً الاوامِر .. 


... 


شَهرٍ تَتالى بِـ ايامِه القَليلَة ، مِن خِلالِها لَم يَحدُث الكَثير ، تَعاون السِتَة أصبَح رَسمياً فَـ هُم انشأئوا مكاناً خاصاً بِهم بَعيداً عن القَرية كي لا يُصاب سُكانِها بٍـ أذى 


هوسوك ساعَد بِـ الكثير مِن الاشياء مِنها عاوَنهُم بِـ تَوفير الاسلِحَة وصُنعِه لِلمُتَفجِرات ، بَينما نامجون كانَ قائِدهم والمُشرِف عَليهم وعَلى تَدريباتِهم يَومياً


هُم فَقط فَريق مُتكامِل !


حالِياً هوسوك يَجلِس عَلى الارض يَصنع احد المُتفَجِرات وَوجهُه مُلطَخ بِـ الغُبار والبارُود ، جَلس قُربِه جيمين الذي اخذ يَتجرع الماء بِـ كِثرة 


" اُنظر ايها القَزم ، سَـ اجعَلهُم يَرقصون عَلى انغام اغبارِ مُتفجراتي " يَنطِق هوسوك وهو يَمسح عَلى وَجهِه زائُداً مِن كَميةِ اتساخِه ! وذَلِك اضحَك جيمين الذي امسكَ مَعدتِه مُقَهقِهاً 


مُؤخراً اكتَشف جَميعَهُم ان هوسوك يَملُك جانِباً مُضحِكاً ومَرِحاً جِداً ، هو يُضفي عَليهم جَواً رائِعاً في الفَريق !


في تِلك الاثناء خَرجَت جيني مِن الحُجرَة بِـ مَلامِح جادَةً وصارِمَة ، قَد افتَعلَت شِجاراً حاداً مَع نامجون في الداخِل لِـ تحمِل سِلاحِها وتخرُج مِن المَقر مُتجاهِلة نداء جيمين وهوسوك لَها


خرج نامجون الاخر والغَضب يَكتسي وَجهُه " تلكَ الغبية ، مَتى تَفهم ان في الحَرب لا وجودَ لِلمشاعِر " تَمتم او عَلي الاقل صَرخ وهو يَمسح عَلى وَجهِه بِـ حِدَة


" ما الامر مَعك لِما تَصرُخ ؟؟ ومابِها جيني خرجَت هَكذا ؟ هي حَتى تَخطتتي ولَم تسلِم عَلي " كانَ الناطِق جين الذي تَرجل الي الداخِل تَوه فهو كانَ في القَرية يَتفحص بَعض مَرضاه


" فقط تناقَشتُ بِحدةٍ مَعهُا ، هي لا تريد ان تفهم اننا لسنا مُستَعدين بَعد لِلهجوم عَليهم ، حَتى مُعداتِنا لَيست كافِيَة ! سَنموت لا مُحال ان فعلنا الان " 


فَسر نامجون وقَد سارَ وجَلس جانِب جيمين مُطلِقاً تَنهيدة دَلالة عَلى قِلَةِ حيلَتِه ، وفِعلاً مَعهُ حَق ! لاشَئ يَدعمهُم لِلمبادَرة والدُخول في عِراكٍ شَرس مَع الارهاب


" مَعك حَق لَكِن علينا تَفهُمها هي ايضاً ، تَخيل زَوجُهُا وطِفلُها بَعيدا عَنها مِن فترةٍ طويلَة ولا تعرِف عَنهُما شَئ ! ان كانَ حيان ام مَيتان " جيمين هَتِف والحُزن فَرد اجنَحتِه عَلى نَبرتِه التي ظَهرت خافِتَة وليِنَة جِداً 


اعني هي مُنذ سَنوات تعاني وتصبِر ، والمُؤلِم انهُا لا تلقى شَيئاً جَزاء صَبرِها ، حَتى السَعادة هي مَحرومَة مِنها ..


... 


جيني قَد اتخذَت خُطوةٍ مُتهَوِرَة وخَطِرَة جِداً ! بٍحيث انهُا غامَرت بِـ نَفسِها وأتجَهت الي مُعسكَر الارهاب ، بَعد تَشاجرُها مَع نامجون في الصباح لَم يَعُد يَهمُها شَئ ! 


اللَهفة التي داخِلها بِـ مَعرفة احوال عَشيقِهل وطِفلها نَهشت قَلبِها وتِلك النَبضات الضَعيفَة لَم تعُد بِـ مَقدروها الصَبر اكثر ، عَلى الامور أن تُصبِح حاسِمَة


حانَ وَقت وَضع النِقاط عَلى الاحرُف .. 


.

.



تعليقات

التنقل السريع