رواية تايني القائد السيئ البارت 45

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية تايني القائد السيئ البارت 45

 بُكاء طِفلٍ وَعى عَلى دُنيتِها وحَياتِها كَانَ مَصدر إبتِلاع صُراخِ وَالدَِته المُتألِمة ، الراحَة بِـ خُروج طِفلها قَد اكَتست جَوانِبها لِـ ترُد بِـ جَسدِها عَلى الفِراش مُتَنهِدة 


المُمرِضَة حَملت الطِفل لِـ تَلفُه بِـ غِطاءٍ آبيض وتُقرِبه مِن جيني التي كانَت تناظِر السَقف بِـ آنفاسٍ مُبعثَرة


انَزلَت حَدقيتيها لِـ تبتسم بِـ إرهاق وتمد يَديها المُرتَجفَة راغِبة في حَمل طِفلِها ، المُمرِضَة لَبت لَهُا رَغبَتِها و قامَت بِـ وَضع الرَضيع بِـ مُتَوسَط آحضان والدِته


جيني ضَمته الى صَدرِها فَـ يَتوقف الصَغير عَن البُكاء مُباشَرَة والهُدوء احتَلهُ بِـ مُجرد شُعورِه بِـ قُربِ امه مِنهُ


" جونسان ، طِفلي كيم جونسان " هَمسَت امام وَجه الصَغير لِـ تقبِل راسِه بِـ حَذرٍ شَديد ، اقتَربت المُمرِضَة لِـ تأخُذه مِنهُا وتَضعهُ عَلى السَرير 


بِـ مَناديلَ مُبلَلةٍ دافِئَة قامَت بِـ تَنظيف الصَغير مِن الدِماء الطاغِيَة عَليهِ ، لَم تُرِد تَحميمِه بِـ سَبب بُرودةِ الجَو القارِصَة فَـ يُصاب بِـ المَرض مِنذ وِلادَتِه


" هُّـ..هُناك بِـ تِلك الحـ..قيبـ..بَة تُـ..وجَد مَـ..ملابِس لهُ " نَطقَت وهي تؤشِر بِـ يَدِها عَلى حَقيبة تايهيونغ والذي اشتَرى مَلابِس عَديدَة لِـ صَغيرِه مِن المَدينَة 


اومات المُمرِضَة لِـ تَقِف وتَقتَرِب مِن الحَقيبَة ، اخرجَت مَلابِس لِـ جونسان لِـ تَقترِب مِنهُ وتُلبِسهُ اياها بِـ حَذرٍ شَديد


... 


يُلقى بِـ كُلٍ عُنفٍ على الارضِيَة تَحتَ قَدمان الرَئيس الذي يُدخِن السَجائِر ، نَظراتِ الاستِصغار كانَ يُلقيها على المُغمى عليه بِـ دِماءٍ تَسيل مِن جُرِح قَدمِه 


" احسنَتُم عَملاً " ابدَى الاعجاب بِـ مَلامِحَ مُتبَسِمَة ، اخيراً تاي بَين قَبضتِه ، وَقف مِن مَجلِسه لِـ يَنحني لِـ مُستوى تايهيونغ


امسكَ لهُ فَكِه لِـ يَشد عَليه بِـ عُنف " الي اينَ سَـ تَهرُب مِني الان كيم تايهيونغ ، زَوجُ ابنِتي العَزيز " هَمس بِـ حَقارةٍ وحِقد عَيناهُ المُسوَدة بِـ ظُلماتِ خَطاياهُ الشَنيعَة 


" خُذوه الي السِجن " افلت ذَقن الاصغر لِـ يَقِف مُلقياً بِـ اوامِره " امرُك سَيدي " انحَنى جونغ إن لهُ بِـ إحتِرام لِـ يَنحني حامِلاً جَسد تايهيونغ بِـ صُعوبَة


سارَ بِه الي الخارِج لِـ يُتمتِم " عَلي أن اسالهُ لاحِقاً مِن اينَ حَصل عَلى كُلِ هَذِه العَضلات "



في اليَومِ التالي جين كانَ قَد عاد الي مَنزِله ، دَخلَ اليه لِـ يَجوبهُ باحِثاً عَن جيني النائِمة في غُرفَتِها ، تَوجه اليها لِـ يَدخُلها 


" جيني صَغيرتي هَل عاد تايهـ.. " صَرخ بِـ قُوَة لِـ يَشهق ويَرتد الي الخَلف حالَما راى الطِفل النائِم جانِب والِدِته


الصَغير استيَقظ باكِياً اثر افزاع جين لهُ بِـ صِراخِه ، و جيني مِن بُكاءِه فَتحَت عَينيها هي الاخرى لِـ ترمِش بِهما بِـ تَعب عاقِدة حاجِبيها


ادارَت رأسِها الى طِفلِها " مابِه طِفلي يَبكي ؟ " نَطقَت بِـ نبرةٍ مَبحوحَة لِـ تحاوِل الجُلوس ، تَقدم جين ناحِيتها بِـ سُرعَة مُمسِكاً لَهُا


" اوه اوبا ، عُدت " قالَت بِـ قَليل مِن الإستِغراب زارَ مُحياهُا وهي تناظِر الاكبر " قَبل قَليلٍ فَقط " نَطق جين في المُقابِل وبِـ حَذرٍ ساعَدهُا عَلى الجُلوس


" مَتى انجبتَي ؟ " سأل جين بَعد جُلوسِه عَلى حافَةِ السَرير يُحدِق بِـ جيني التي تهِزُ طِفلَها كي يَسكُت " بِـ الأمس ليلاً ، اينَ تايهيونغ الم يأتي ؟؟ " رَدَت عَليه وفي اخِر كَلامِها ناظَرَت الباب مُنتَظِرَة دُخول زَوجِها


" تايهيونغ ..؟ هَذا ما كُنتُ سَـ أسالُكَ اياه ، الم يَصِل بَعد ..؟؟ " بِدايتاً جين قَد استَغرب مِن سُؤالِها لهُ ، فَـ قامَ بِـ عَكس الوَضع وسُؤالِها هي


" بَلى اتى وقال انهُ سَـ يَذهب اليكَ لِـ تأتي وتُولِدَني " نَطقَت جيني بَعد رَفعِها لِـ رأسِها والنَظر في وَجه جين مُباشَرة بِـ بُندقيتانِ مُتفاجِئَة


سَكتَت اثر مُلاحَظتِها لِـ مَلامِح الاكبر التي تَغيرت بِـ شَكلٍ مُخيف ، وَجهُ جين شُحِب وهو يُفكِر في كَلامِ الاصغر سِناً


اليَوم صَباحاً سَمِع اهل القَرية يَتهامَسون بِـ مُرورِ الارهاب واخذِهم لٍـ رَجلٍ ما مَعهُم ، هو يَخشَى وخِشيَتِه بَدأ بِـ التأكُد مِنها ان ذَاك الرَجُل هو نَفسُه تايهيونغ


" جين " هَمسَت بِـ قَلِق نابِضها المُرتَجِف ، سُكوت الاخر وتَبدل مَلامِحه خَلفَ شائِبَةٍ مِؤلِمَة داخِلَه ، وَخزةٍ قَويَة خَبطت قَلبِها بِـ قُوةٍ لِـ توسِع عَينيها بِـ آلمٍ " تايهيونغ " 


... 


" آآآآآآآه " بِـ قُوةٍ يُطلِق صراخاً مُتألِماً


لَم يَكُن سِوا تايهيونغ الذي استَيقظَ مِن نَومِه بِـ ابشَعِ الطُرق ، حَديدة حامِيَة مُلتَهِبَة غُرسِت في ساقِه حيثُ مكانِ الرَصاصَةِ التي تَلقاها امساً 


اُخرجِت تِلك الحَديدَة مِن قِبل جونغ إن الذي القاها جانِباً بِـ ابتِسامةٍ مِستَفِزَة " اخيراً سَمِعنا صَوتك " 


نَظر تايهيونغ اليه بِـ وَجهٍ مُتعَرِق وشَفتين مُرتَجِفَة ، يُحاوِل قَدر الامكان اخفاءِ المِه عَن عَدوِه الواقِف قُبالَتِه


اقتَرب جونغ إن مِنهُ لِـ يَقف امامِ راسِه حَيث ان تايهيونغ يَستلقي فَوق لوحةٍ خَشبيَة طَويلَة ، مُقيد الآيدي والرِجلين بِـ سَلاسِل حَديدِية قَويَة


مَرر انامِله وَسط خُصلاتِ تايهيونغ الفَحمِيَة ومامِن المُتَوجِع سِوا اتباعِه بِـ سَودويتيهِ الحادَةِ والمُحمَرة


" تَعلم ، حينَما كانوا يَتكلمون لي عَنك كُنتُ اظُنكَ قَبيحاً حَسب اوصافِهم لَك بانكَ مُخيف وضَخم وصارِم ، هو صَحيح انكَ ضَخم لَكِنكَ وَسيم " 


نَطقَ وهو يَمسح بِـ رِفق عَلى راس تايهيونغ الذي اغمَض عَينيه كاتِماً غَضبه وعَصبيتِه بِـ صُعوبَة


" ما ذَنب وَسامتُك بِـ خِيانَتُك ..؟ انا اُشِفقُ عَليها " اكَملَ بِـ تَبويز شَفتيه مُتَصنِعاً الحُزن وقِلةِ الحيلَة


" ابعِد قَذراتِك عَن رأسي " هَمس تايهيونغ بِـ بَحةٍ استَولت بِـ الكامِل عَلى صَوتِه المُتعبُ جِداً " وااه ، يا صاح صوتُكَ ايضاً ... مُذهِل يالهي اُغرِمت بِك " اتسعت ابتِسامةِ الاخر الذي امسكَ قَلبِه بِـ دَرامِيَة 


فَتح تايهيونغ عَينيه رامِقاً اياهُ بِـ سَخطٍ واستِهزاءٍ كَبير " امثالُك .... " صَمت لِـ وَهلةٍ لِـ يَبتسِم بِـ سُخرِيَةٍ مُكمِلاً " لا اعلم بِما اَصِفُكَ حَتى "


" هه ، الكَثير مِن الاوصاف تَليقُ بي صَديقي ، اختار الذي يُعجِبُك ، يَبدوا اننا سَـ نَتفاهَم " تَدريجياً اخفَى جونغ إن ابتِسامَتِه لِـ يَضغط بِـ قُوةٍ عَلى كَتِف تايهيونغ ثُم يَهِم خارِجاً


تايهيونغ رَفع حَدقيتيه الي السَقِف مُسقِطاً العَديد مِن الدُموع ، المه فَليذهَب الي الجَحيم فَهو لَيسَ هَمُه ، زَوجِته وطِفله الذي لَا يَعلم ان خُلِق بِـ صِحةٍ جَيِدَة ام لَم يُخلقُ بَعد .. 


طِفله الذي لَم يُنعَم بِـ فُرصةِ ان يَكون اول مَن يًحَملِه ، يُقبِل رأس عَشيقِته ويَشكرُها عَن ما جَلبتهُ لاجَلِه ، يَبتِسمان سَوياً وابنَهُما بَين حُضنِهما 


كُل احلامِه تِلك كانَ يَبنيها ويُكبِرها الي ان سَقطت عَلى راسِه وكَسرت لهُ ساقِه ، اصبَح يَشهق ويَعض عَلى سُفلِيته بِـ قوةٍ شَديدَة حَتى آدمت وخِدِشَت لهُ 


' كَما حَرِمتَ عُشاقاً وقَتلتَ لَهُم اطفالِهُم ، الَدور يَنتظِرك ولَن يَتخطاكَ حَتى يَنتهي مِنكَ ، سَـ يُشرِبك مِن مَرارةٍ ذاقَها مَظلوم فَـ دَعوةُ المِسكين آثارُها حارِقَة قائِد تاي ' 


... 


" جيني اخبرتُكِ انهُ اتى الي ولِلاسف طَرأ عليه امر ما في عَملِه فَـ اظطر لِلذهاب الي المَدينَة بِـ سُرعَة ، تَوقفي عن البُكاء صَغيرِتي " لِلمرةِ المِئَة يُعيد جين حَديثه وهو يَمسح عَلى ظَهرِ الباكِية تحتضِن طِفلِهُا قَوِيا


" لا تَكذِب علي جين ، هو لَيسَ بخير ، انا اشعُر بِه -شهقة- ت..تايهيونغ يَـ..يتألم " شَهقَِا ودُموعِها التي هَبِطت عَلى ابنِها ادى الي بُكاءِه وعُلوِ صَوتِه


" هَل تَشعُر بِـ آبيك انتَ ايضاً .. ؟ " ناظَرَت صَغيرِهُا لِـ فَتراتٍ صامِتَة حَكت فيها بُندقيتيهِا الكَثير ، احياناً كَلامُ اعيُنِنا يُريح اكثر مِن نُطقِ شِفاهُنا ، اعطَت المِساحَة الكافِيَة لِـ عَينيها بِـ الحَديث لَكِن ..


هَل مِن مُستَمِع ..؟ 


جين التَوى لِسانِه وانعَقد جَيِداً ، تَيقنَ الان ان الحُب وَحدُه ظَئيلاً بَل مُنعَدِماً امام مَشاعِر هَذه الفَتاة لِـ زَوجِها


لِـ دَرجةِ ان تشعُر بِهِ وتتألَمُ رِفقَتِه ، قَد يكون آلمُها اكثَر ، فَـ اذاءِ القَلبِ اعظَم


هَطل دُموعِ عَينيه هو الاخر لِـ يرفِع يَدِه وبِـ تَردُدٍ مَسح عَلى رأسِ جيني هامِساً " حُبُكَ لَهُ عَظيمّ صَغيرِتي "


نَقلَت جيني حَدقيتيها لهُ لِـ تغمِض عَينيها شادًة عَليهُما " الالَم ، الوَجع ، والقَهر ، هَذا فَقط ما استَفدَتهُ مِن هَذا الحُب العَظيم جين ، خَطيئَةُ حُبي " 


... 


" الان تاي بَين ايدينا ، تَبقى فَقط ان نَجلِب جيني " نَطقت ايدون وهي تُمسِد كَتِفان الرَئيس الذي يُغمِض عَينيهِ مُستَمِعاً لَها " هِمم ، هي مُراقَبة في اي وَقتٍ يُمكِنُنا إحظارِها " 


دَخل احد الجُنود لِـ يَنحني لهُ " عَن اذنُكَ سَيدي املِكُ خَبراً جَديداً " قالَ بِـ تَهذيب وهو يُخفِض راسِه ، تَلقى هَمهمَة مِن الرئِيس لِـ يَنطِق ما بِـ جُعبَتِه " سَيدي الامراة التي كانَت مَع تاي قَد انَجبَت مَولوداً بِـ الامس " 


استَطيع القَول ان اسنانِ الرَئيس بِـ اكمَلِها قَد بانَت مِن وِسع ابتِسامَتِه الخَبيثَة والحَقيرَة " عَظيم " هَتفَ بِها لِـ يَقِف مُشابِكاً يَديه خَلف ظَهرِه " لَك مُكافَئَة كَبيرَة ايها الجُندي المُخلِص " 


ابتَسم الجُندي بِـ خُفوتٍ لِـ يَجلِس عَلى الارض بِـ رُكبةٍ واحِدَة شاكِراً " العَظمةُ والكَرمُ لكَ سَيدي "


" لَكِنها سَـ تَكون اكبر إن جَلبتَ لي هَذا الطِفل " 


.

.

.



تعليقات

التنقل السريع