رواية تايني القائد السيئ البارت 44

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية تايني القائد السيئ البارت 44



" انا سَـ آرحَـل "


" تَـ..ترحَل ؟ " يَكادُ عَقل جيني لا يَستوعِب ما رَمى عَليها تليه بِـ كَلمةٍ آخر ماقَد تتوقعها مِنهُ ، او بِـ آلاحرى هي خائِفة ومُرتَعِبة مِن سَماعِها ! 


حَرك تايهيونغ راسِه ايجابِياً مُوافِقاً كَلامِه قَبل قَليل فَقط ، اقتَرب اكثَر مِن جيني حَينما لاحَظ دُموعِها التي آغرقت بُندقيتيهِا الجَميلَة


حاوَط وَجنتيهِا بِـ كِلتا يَديهِ ضاغِطاً عَليهُما لِـ تَبرُز لهُ شَفتان صَغيرِته حُلوَة المَذاق ، امال راسِه مُخلِفاً قُبلة خَفيفَة وبَسيطَة عَليها فَـ يَبتعِد عنهُا تارِكاً فَقط القَليل مِن المِساحَة بَينهِما


ابتَسم لِـ يَدنوا مُقبِلاً وَجنتان صَغيرِته التي عَقدت حاجِبيها وقامَت بـ دَفع زَوجِها عنهُا " تَقول لي سَـ تَرحل وتُؤلِم لي قَلبي ومِن ثُم تُقبلني ، دَعني وشأني " مَسحت عَلى شِفاهِها و وَجنتيهِا بِـ عُبوس قَوي تَملك مُحياهُا الفاتِنة 


تايهيونغ حَدق بِها لِـ ثوانٍ عَديدَة بِـ صَمت ، وَقف مِن مَكانِه لِـ يُطفِئ الضَوء ويُمسِك بِـ الحَطب ثُم يَرميه وَسط النار داخِل المِدفئَة فَـ تَكون هي سَبباً في نُور عِتمَتِهما


عادَ وجَلس لَكِن هَذِه المَرة تَمركز خَلف جيني مُحاوِط اياهُا بِـ ساقِيه اللذان تَمددا والصَغيرة كانَت في مُنتَصفِهما ، حاوَطهُ بِـ ذِراعاه كَذلِك لِـ يَضع ذَقنه فوق كَتِف جيني التي آخذت تناظِر المِدفئة بِـ هُدوء


" الي اينَ سَـ تَرحل ؟ ولِماذا ؟ " كَـ هُدوءِ نَظراتِها نَبرتِها كانَت المِثل والتي وَجهت سُؤالاً وَجيهاً الي تايهيونغ الذي نَطق عَلى الفَور " الي المَدينَة "


" سَـ اذهب وآكوِن نَفسي هُناك ، سَـ آعمل واقوم بِـ استِئجار شِقةٍ صَغيرَة تَكفينا ، مِن ثُم سَـ آعود وآخذكي مَعي انتَ وصَغيرِنا " في النِهايَة انامل تايهيونغ آخذت تُمرَر عَلى عَرض مَعدة جيني التي ادارت راسِها اليهِ رادِفة بِـ آملٍ شَع في عَينيها " خُذني مَعك "


" امم لا ، الحَياة سَتكون صَعبة هُناك خُصوصاً اننا لا نَعرِف آحداً ، ان تَشردت عَلى الاقل وَحدي استَطيع تَدبر امري والعَمل في اي شَئ اما ان كُنتَ مَعي سَـ آتقيد ، صَغيرتي سَـ تبقى هُنا وتنتظِرُني ريثَما آعود هِمم ؟ " 


حَركت جيني راسِها نافِية لِلفكرَة لِـ تقوس شَفتيهِا بِـ آعين دامِعَة " لا اُريد تايهيونغ ، لِلتو حَصلت عَليك لا اُريد فِقدانك مُجَدداً ، سَتذهب ولَن تَعود انا آعلم ، لا تَذهب وان فَعلت خُذني مَعك انا ارجوك ، لَن اكون عائِقاً وسَـ استَمِع الكَلام انتَ تَعلم انني زَوجتك المُطيعة هاا ارجوك لا تَتركني " تَكلمت بِـ تَرجي مُتوسِلة عَشيقِها بِـ عَدم تَركِها والرَحيل


هي فِعلياً اكتَفت مِن وِحدتِها كُل تِلك الاشهر والان مُجَدداً الفِراق ، ذَلِك كَثير عَليها 


الاكبر خَلل انامِله في خُصلاتِ شَعر جيني مُتحَسِساً نُعومَتِها ، قامَ بِـ اعادةِ خُصلاتِها خَلف اُذنِها لِـ يُطبِق شَفتيه فَوق جَبينِها طابِعاً قُبلةٍ دافِئَة هُناك


" ثِقي بي حَبيبتي ، انا لَن اُسلِم بِك بِـ سُهولةٍ صَدقيني ، اعِدك سَاعود كَما فَعلت هَذِه المَرة ، لَن اُغادِر كُلياً الا وانتَ مَعي كُوني واثِقة" 


" لَكِن انا اكتفيت ، انا اشتاقُ لكَ حَتى وانتَ مَعي في نَفس المَكان مَا بالك ان كُنتَ بِـ بُعد كُل تِلك المَسافة والكِيلو مِترات " دافَعت جيني عَن آحقيتِها ورَغبتِها بِـ زَوجِها بِـ نَبرةٍ خافِتَة حَزينَة


" كُل فُراق نُقاسيه لَيس الا زِيادَة في مُعدَلِ حُبِنا وتَعلُقِنا بِـ بَعضِنا ، الحُب تَضحِيَة جيندوكي عَلينا مُصارعة كُل تِلك العَقبات كي نَنتصِر عَليها ونَعيش بِـ سَلام اخيراً ، ان ظَللنا هُنا لَن نَبقى بِـ بالٍ مُرتاح خُصوصاً الارهاب آعينهُم وبالَهُم هُنا مَعنا ، سَيُحاولون قَتلنا والتَخلُص مِنا هل تُريدين ذَلِك ؟ "


اعادَت جيني النفي بِـ راسِها لِـ تستدير الي زَوجِها مُعانِقة اياه بِـ قُوَة ، غَرست وَجهِها في رَقبتِه لِـ تغمِض عَينيهِا مُعتَصِرة اياهُما بِشدَة


تَنهد تايهيونغ لِـ يُبادِل صَغيرِته بادِئاً في المَسح عَلى ظَهرِها حالَما شَعر بِـ رَقبتِه تَتبلَل ، عَض سُفليتِه لِـ يَهمِس " لا تُصعِبي الامر عَلي ، هَكذا وهو جِداً صَعب عَلي ، عَليك ان تُشجَعيني وتَقفي مَعي لا ان تُضعِفيني بِـ دُموعِك "


لَم تَكُن لِـ جيني اجابة تشفي بِها قَلب زَوجِها الغَير مُطمَئِن مِن الفراقِ المُقدِم عَليهُما ، هو القَوي هُنا ولَم يَعُد يَحتمل آكثر فَـ مَا بالك جيني !


تَنهد لِـ يَشد عَلى احتِضان طِفلته الباكية " صَغيرتي ، آعِدُك خِلال ثَلاثَة اشهر وقَبل مَوعِد وِلادَتِك سَـ آكون هُنا ، فَقط لِـ نَحتمِل القَليل حَسناً ؟ " يُحاوِل اقناع ذاتِه قَبل اقناع صَغيرِته ، هو وَحده لَيس مُقتَنِع فَـ كَيف لهُ اقناع غَيرِه ..؟ 


عَضت جيني عَلى شَفتيها لِـ تبتعِد عَن زَوجِها بِـ مَسافةٍ صَغيرةٍ جِداً " تـ..تَعِدُني ؟ " ناظرَت سَودويتا عَشيقِها الهائَِمة بِها فَـ الرَد قَد تَلقته مِنهما ومِن لَمعَتِهما المُنارة بِـ فَضلٍ يَعود لهُا


حَرك تايهيونغ راسِه ايجابِياً لِـ يبتسِم مُكوِباً وَجِه طِفلته هامِساً ضِدها " اتعَهد بِـ حَياة صَغيرِنا " ابتَسمت الصَغيرة وابتِسامَتِها قَد عانَت مَعها فَـ هي عَنيدَة ولا تَود الخُروج الا بِـ القُوَة


" اَنتَظِرُك ، لستُ وَحدي مَن يَفعل حَبيبي ، كِلانا ، نَحنُ نَنتظِرُك " 


... 


تايهيونغ قَد رَحل ، ورَحِيله آدلَع الكَثير داخِل زوجِته ، الكَثير لَيتهُ يُحكى ويُكتَب بِـ الكَلِمات ، التَعبير باتَ عاجِزاً عَن وَصف ما تشعُر بِه صَغيرُتنا خِلال هَذِه الآشهر


هي لَم تعد تأكل وشَهيتِها انقَطعت كُلياً وبِـ التالي وَزنهُا بَدأ يَخِف شَيئاً فَـ شيئاً ، تقريباً هي عادت الي وَزنِها الطَبيعي ومَعدتِها بَرزت بِـ شَكلٍ مَلحوظٍ جِداً 


دَخلت شَهرِها والثَلاثَة آشهر مَضت وتايهيونغ لَم يَعد بَعد ، مِن المَفترض عَودة تايهيونغ تَكون في هَذا اليَوم لِذا وبِـ كامِل مَشاعِرها وجوارِحها جَلست عِند عُتبةِ مَنزِل جين تنتظِره 


" جيني انا سَـ اذهب الي القَرية المُجاوِرَة لِـ اُعالِج مَريضاً هُناك وسَـ آعود في الغد ، تَستطيعين البَقاء وَحدك صَحيح ؟ " جين قَد نَطق وهو يَرتدي حِذاءِه وانَظاره واقِعَة عَلى الاصغر سِناً جيني


" لَن ابقى وَحدي اوبا تايهيونغ سَـ ياتي اليَوم " اجابت جيني  بِـ ابتِسامَة بَسيطَة لِـ يُبعثِر جين شَعرِها بَعدما استَعدل في وَقفتِه " حَسناً ياصَغيرة ، قَد يَعود جيمين ويونغي مِن المَدينَة اليَوم ايضاً ، اهتمي بِـ نَفسِك وارتَدي مَلابِس ثـقيلَة سَـ تُمطِر اللَيلة " 


اومئت الصَغيرة بِـ راسِها لِـ تَنسدِل خُصلاتِها البُنيَة عَلى عَيناهُا البُندقيَة بِـ حَركةٍ جِد لَطيفَة " الي اللَقاء " خَرجَ جين مِن المَنزِل و جيني بَقت خَلفه تنتظِر زَوجِها بِـ شَوقٍ كَبير


" بابا سَـ يأتي هَل انتَ مُتحَمِس لِـ رُؤيتِه ها ؟ " جيني هَمست بِـ ابتِسامة لَطيفَة بِـ يَديها التي اصبَحت تَتحَسس مَعدتِها المُنتَفِخَة " اعلم انكَ مُتحمس لَكِن قَلِل مِن حَماسك انتَ تُؤلِمُني " قَهقهت بِـ خِفَة حينَما تَلقت اجابةً مِن طِفلِها الذي رَكلهُا بِـ قُوَة 


لـعقت شَفتيها لِـ تعيد انظارُها عَلى الباب ولَعلهُ يُفتَح ويَدخل مِن عَبرِه حَبيبُ قَلبِها ، انتَظرت وانتَظرت وصَبِرت حَتى انتهَى بِها المَطاف واقِعة بِـ نومٍ عَميق


وعِند غَفوتِها قَد فُتِحَ ذَلِك الباب اخيراً ، مُرادِها حَدث اثناء غِيابِها ! تايهيونغ ، زَوجِها قَد دَفع بِـ جَسدِه وجَرَ بِـ قَدماهُ عابِراً مافارَق بيَنهُما 


قَد ابعدَ آخر حاجِز يُفرِقهُما وتَخطاهُ لِـ يُصبِح امام صَغيرِته مُباشَرة ، ابتِسامةٍ خَفيفَة نَمت عَلى شَفتيهِ وعَيناهُ التي تَشكلت لِـ تُصبِح هِلالاً مُضيئاً خَضِع لِـ مَلاكِه النائِمة




وَضع حَقيبتِه عَلى الارض لِـ يَتقدم بِـ بُطئ ودونَ اصدار اي صوت كي لا يُوقِظ زَوجِته ، انحنَى لِـ مُستواهُا حينَما وَصلَ لهُا لِـ تَمتد يَدِه مُتموضِعَة فَوقَ وَجنتانِ طِفلِته البارِدَة والمُحمَرة


انامِله تَحركت ضِد مُتوَرِدتاهُ الناعِمَة لِـ يَبتسِم داخِلياً لِـ مَدى طَرواتِها ، هي فَقط مِثل الاطفالِ تَماماً ، سَمح لِـ شَفتاه بِـ طِباعةِ قُبلةٍ خَفيفَة عِند جَبينِها فَـ تَستلِمُها خُصلاتِ الاصغر البُنيَة المُنسَدِلَة عَلى عَيناهُل


" طِفلتي " قَد نَطقَ وهَمسَ ورَدفَ عِند اُذن صَغيرِته التي استَرجعَت كُل نَفسٍ نَفثتهُ فَـ حَبِست آنفاسِها وسَكِن جَسدِها ، بُندقيتاهُا اهتَزت وشَفتاهُا ارتَعشت


كُل تِلك التَغيراتُ سَببُها فَقط تايهيونغ وَحدِه



رُموشِها تَركت مَحبوبتِها السُفلِيَة لِـ تَحِلَ ذاكَ التَشابُك بَينهُما فَـ تَرتَفِع عالِياً كاشِفَة عَن لِؤلؤيتاهُ المُشتاقَة بِـ ذُعرٍ لِـ مُنير شُعلَتِها العاشِقَة 


رَمشت جيني بِـ عَيناهُا ، ترغب في التأكُد مِن صِحَة نَظرِها وان الذي يُحدِق بِها بِـ ابتِسامةٍ هادِئَة هو نَفسه زَوجِها !


" تا-تايهيونغ " هَتفَت إسم مالِك نَبضاتِها الصاخِبَة في الوقتِ الراهِن ، هَمسِها كانَ مُفعَماً بِـ الشَوقِ والحَنين ، الحُبِ والهِيام قَد هَب وتَسلسل فــ تَربعَ فَوق قَلبِ تايهيونغ دونَ اذن فَقط بِـ مُجردِ سَماعِ اسمِه مِن مَعسولَتا صَغيرِته



كَوب تايهيونغ وَجهُها بَين يَديهِ الكَبيرة والخَشِنَة لِـ يَجلِس عَلى الارضِيَة مُقابِلاً جَسد جيني التي اعتَدلت في جَلستِها وبُندقيتيهِا لَم تُقصِر بِـ لَمعانِها بُكاءً


تَقربَ تايهيونغ ودونَ اي مُقدمات بَدأت شَفتاه بِـ العَبث وتَقبيلِ كُل إنشٍ مِن وَجه صَغيرِته الهادِئة والباكِية




استَطعم الاكبر مُلوحَة وَجنتان جيني المُنتَفِخَة بِـ فِعل دُموعِها القَليلَة لِـ يُغمُض عَينيهِ ويَعِضُ خَدِها مُتجَرِعاً تِلك المُلوحَة آكثر ، لَها طَعماً تايهيونغ رَغِبَ في تَذوقِه مرةٍ اُخرى بَعد


يَدان جيني التَفت حَول خَصر زَوجِها لِـ تتمسكَ بِـ وَسطِه قَوِياً ، ورُغمَ قِواهُا المَسلوبَة قَد استَطاعت جَذبه عِندها فَـ تغرِس راسِها عِند عِنق تايهيونغ مُغلِقة كِلتا بُندقيتاها


بِـ دورٍ مِن عاشِقها قَد اعطاهُا تايهيونغ مُرادَهُا وبادَلهُا ذاكَ العِناق التي حُرِمَت ومُنِعَ عَلى الوَقت تَحديد مُدَتِه ، فَقط يَرويان جَوارِحهما التي سَببها الفُراق بِـ التِحام جَسديهِما


جَوارِح جيني كَثيرَة ، جَوارِحِها فَقط تايهيونغ مَن يَملِك قُدرة شِفاءِها لهُا ، بِـ مُجرد شَمِها لِـ عِطر رَجلِها كُل هُمومِها تَصطَفُ جانِباً


بُرودَةِ الجَو والنَسماتِ المُثلِجَة وَحدَها قَد خَجِلت المُرور والاقتِراب مِنهُما ، هي قَد سَلكت طَريقاً بَعيداً عَنهُما كُلياً ، فَقط الدِفِئ مَن كانَ حاظِراً وبِـ قُوة 


" هِشش لا تَبكِ طِفلتي " هَمس تايهيونغ بِـ حِنية عِند شُعورِه بِـ تَبلل قَميصِه وإنقِباض قَبضتا جيني عِند خَصرِه ، الصغيرة ابتَعدَت عَن زَوجِها لِـ تقابِل وَجهِه بِـ خاصَتِها الدامِعة


" لا استَطيع التَعبير والوَصف ، لا استَطيع الكَلام والحَديث ، لِساني فَقط عاجِز عَن ايصال مَدى اشتِياقي لكَ تايهيونغ ، لَكِن عَيناي وَحدِها القادِرَة عَلى ذَلِك ، بِـ ذَرف دُموعِها الكَثيرَة مِن آجلِك "


نَطقَت جيني وقَد صَدقت في كَلامِها ، هي سَيئة  التَعبير ، سَيئة بِـ إظهار ما تشعرُ ناحِيَة تايهيونغ مِن مَشاعِر عَديدَة ومُختَلِفَة ، لَكِن بُندقيتاهُا مُختِلفَة عنهُا كُلياً


" إن كانت دُموعِكَ تَسقُط مِن آجلي انا لا اُريدِها جيني ، لا يُمكِنُك التَصور لِـ آي مَدى تَستطيعين إضعافي ، إن كُنتُ مُسلحاً وَسط مَعركةٍ بِها فَقط جُندي وآحِد ورايتُ دُموعِك حينَها انا سَـ آسقط مَهزوماً ، لا تَبكِي مُجَدداً هِمم ؟ " 


اعادَ تَكويب وَجنتاهُ المُبَللَة لِـ تغلِق الاصغر عَيناهُا مُحرِكة راسِها ايجابِياً " هَل سَـ نَكون بِـ خَير ؟ " لَم تتردد ثانِيَة في سُؤال ماطَرئ عَلى قَلبِها قَبل عَقلِها حالِياً


" سَـ نَكون جيندوكي " اجابَت تايهيونغ لِما لَم تُشفي ذُعر قَلب زَوجِته ؟ ، لَم تَكُن كافِيَة لِـ تُخفِف القَليل مِن خَوفِها لِـ مُستَقبلِهِما الغامِض والذي هي لا تتنبأ لهُ بِـ الخَير ابدأ


" لِـ نَدخُل الجَو بارِد " هَمسها تايهيونغ بَعد تَركِه لِـ قُبلةٍ خَفيفَة فَوق جَبين صَغيرِته


... 



" سَـ نُغادِر الي المَدينَة في الغد جيني ، استأجرت شِقة تَكفينا وبدأت اعمل في مَقهى بِـ القُرب مِن مَنزِلُنا ، سَـ تَلِدين انت هُناك ومَع الوقت سَـ تَتحسن حالَتِنا ونشتري مَنزل كَبير جِداً " 


تايهيونغ بِـ حماسٍ وانفِعال كانَ يَحكي ويَسرِد لِـ زَوجِته مافَعلهُ فَترة بَقاءِه في المَدينَة ، و جيني لَم تكُن سِوا مُتشَبِثة بِـ كَلمةِ ' مَنزِلُنا '


عَينيهُا لَمِعت وشَفتاهُا ابتَسمت ، سَقفٍ واحِد سَـ تحتمِي كِلاهُما تَحتهُ ، مَنزلٍ سَـ يَكون مُلكاً لَهُما هُما فَقط ، تَفكيرِها بِـ ذَلِك يَجعلهُا سَعيدًة !


" هايي انا اُكلِمك " فَرقع الاكبر اصابِعه امام وَجِه جيني بِـ عُبوسٍ حينَما لاحَظ اخيراً ان الاخرى لا تلقي لهُ بالاً !


" اه ماذا ، انا هُنا " احمَرت وَجنتان جيني بِـ احراج لِـ تخفِض راسُها حينَما بَدأ تايهيونغ بِـ تَقليدِها والسُخريَة مِنها " تَبدين كَـ الخرقاء تَبتسِمين كالاميرة التي وَجدت آميرِها بَعد عناء "


ارتَفعت قَبضة الاصغر ضارِبَة كَتِف تايهيونغ بِـ هَمسٍ خَجِل وخافِت نَتجَ مِنهُ " تَوقف لستُ هَكذا " قَهقه الاكبر عَلى خَجلِها لِـ يَلتقِط وَجنتاهُا قارِصاً اياهُما " هَذه الطِفلة الخَجولة ايغوو لا اُصدق كَيف سَـ تُنجِبيت وتُربي طِفلاً ! "


" هايي ! انا قَد ربيتُ اطفالاً مِن قَبل لذلِكَ انا خَبيرة " امتَدحَت جيني نَفسِها وهي تزيل يَدان تايهيونغ الذي ابتَسم بِـ هُدوءٍ ناطِقاً " اُحِبُك " 


قَد كانَ مُتسَرِعاً بِما قال ، لَم يَرأف ويَهتم بِـ قَلب صَغيرِته الصَغير الذي لَم يَكون تايهيونغ يَنوي لهُ الخَير بِـ كَلمَتِه ، انقَبضَ قلبها ولَم يَعُد يُؤدي وَظيفتِه بِـ سَلام ! ، لَقد تَبعثر واهتَز كَثيراً


" هايي لا تَقلها فَجأةٍ هَكذا " مُحيا الصغيرة قَد ذَبُلَ وبَهِت ، تصبِح عاجِزة عَن خَلق اي تَعابيرٍ مُحَددة عِند سَماع تِلك الكَلِمَة مِن مَعشوقِها


" فَقط اُريدُكَ ان تَعلمي في كُل وقتٍ اني افعل ، اُحِبُكُ كَثيراً جيني " حِنية تايهيونغ ودِفئ حَديثِه لَم يَكُن داعِماً في تَهدأةِ هَيجان مَشاعِر جيني التي فاضَت وبِقُوَة


" انتَ مُصر عَلى جَعلي آبكي ، وتَقول لي لا آفعل " تَقوست شِفاه جيني مَع اخفاضِها لِـ راسِها وبِـ نَبرتِها المُهتَزة قَد نَبست " اللَعنة " تَمتمَ بِها تايهيونغ تَزامُنا لِـ عَضِه سُفليتِه آثر خَباثة عَقلِه وهو يُناظِر شِفاه طِفلِته






" جيني انتَ المُذنِبة " بِـ سُرعَة قَد نَطق ورَفع راس جيني التي لَم تلبث لِـ تستوعِب فَـ شِفاه تايهيونغ كانت الاجابة التي بِـ سبَبِها هي عَشِقَت ذَنبِها 


قُبلة تايهيونغ لَم تَكُن كَـ التي تَوقعُتها جيني ابداً ، العُنف ، السادِيَة والقَسوَة كانَت عِنوان تِلك القِبلة الشَرسِة وعَلى جَراءها شِفاهُ الصَغيرة نَزِفت 


الاكبر تَمسكَ بِـ رَقبة جيني لِـ يَجذبِها مُتعَمِقاً اكثر فيما يَدمِج بَينهُما ، يَمتِص كِلا شَفتيها مَعاً ، لَم يُعطي ابداً الفُرصة لِـ جيني بِـ آخذٍ دور بَل كانَ هو المُسيطِر الوَحيد


المُتَلذِذ والمُستَمتِع الوَحيد ، عَكس تلك كانَت مِن نَصيب الاصغر التي جَعدت جَبينَهُا بِـ آلمٍ لِـ تقوم بِـ ضَرب صَدر زَوجِها راغِبة في ابعادِه


تايهيونغ لَم يُلبي الرَغبة بَل بِـ نَذالةٍ رَماها في القُمامَة وقامَ بِـ اعادةِ ذِراعِ جيني خَلف ظَهرِها لِـ تطلِق الصغيرة بِـ دَورِهِا تاوهاً مُتألِماً


جانِب تايهيونغ السَئ جيني تكرهُه وجِداً ، حينَما يَظهر لَن يتألم سِواها فيما سَـ يَجري بينهُما ، اخيراً الرَحمة عَرفت طَريقِها الي الاكبر الذي كَسرَ تِلك القِبلة بِـ انفاسٍ تائِهَة 


كانَ يُعيد آنفاسِه الي مَسارِها الصَحيح بِـ لُهاثِه امام شَفتان طِفلِته التي باتَت بِـ نُدوبٍ تَغزوها ، هي لَم تَزِدها سِوا جَمالاً بِـ النِسبةِ لهُ


" مَلاكي الفاتِنة " لَم يَكتفي تايهيونغ بِـ شَفتان جيني فَقط إنما طَمعِها آرشَده الي وَجنتِها المُغرِيَة بِـ إحمِرارِها وإنتفِاخِها فَـ هو التَقطها بَين اسنانِه عاضاً اياها


عَبست جيني بِشدةٍ لِـ تدفع زَوجِها عنهُا ناهِية اياهُ " يَكفي ايها المُتوحِش ، شَفتاي لَم آعد آشعُر بِهما اترك وَجنتاي " كانَت لَطيفة وجِداً بِـ عُبوسِها المُتذَمِر وقَلبِها لِـ عَينيهِا المُستَمِر


" ان استَمررتَي عَلى هَذا الحال جيني لَن آضمن لكَ بَقاءُكَ سالِمة بِـ آكمَلِك " تَكتفَ الاكبر بِـ ابتسامةٍ جانِبيَة وحاجِبٍ مُرتَفِع ، بِـ طَريقةٍ ما هو يُهدِد طِفلِته التي اخرجَت لهُ لِسانِها " اننن "


وَقفت الصغيرة مِن بَعدِها لِـ تقترِب مِن السَرير مُبعِدة اللُحاف ، استَلقت بِـ مُتوسطِه لِـ تطلِق تَنهيدةٍ عَميقَة


زَم تايهيونغ شَفتيه وهو يُراقِبها ويَتفحصها بِـ عَينيهِ ، وَقف هو الاخر لِـ يُغير مَجلسِه الذي اصبَح بِـ قُربِ جيني " هَل تتألمين ؟ "


" مِن اي ناحِيَة بِـ الضَبط ؟ " امالت جيني راسِها مُحدِقة في سَودويتا زَوجِها الذي اشر عَلى مَعدتِها دون التَفوه بِـ حَرف " امم لا ، هو شُعور جَميل ولَطيف لَكِن لا آظمن لكَ عدم تألُمي في المُستَقبل القَريب "



قَصِدَت الوِلادة التي مَوعِدِها باتَ قَريباً جِداً ، قَد تكون بايةِ لَحظة " جيني لِما لا استَطيع الحَمل بدلِ عنكي وتَحمل ذاك الالم عنكَي ..؟ " نَطق تايهيونغ ويَدِه تَمسح عَلى خُصلات الاصغر التي قَهقهت عَليه " تايهيونغ لا تضحكني " 


عَبس مُحيا الاكبر الذي آحنى جَسدِه واضِعاً راسِه فَوقَ صَدر طِفلِته ، اغمضَ عيناهُ بِـ شُعور الراحَة الذي حاوَطهُ بِـ دِفئ " سَـ آكون آسعد رَجل في العالم إن كُنتَي انتَ وصَغيري بِـ خَير وصِحةٍ جَيِدَة "


" سَـ نَكون بِـ افضل ما يَكون إن كُنتَ انتَ مَعنا ، رَجُلي " بِـ لُطفٍ نَطقَت جيني ويَدِها تَعبث بِـ خُصلات زَوجِها مُغمِض العَينين " مَلاكي " آخر ماقَد هَمسه الاكبر قَبل ان يَعتَقِلهُ النومُ رَهيناً 


... 


بَعد مُنتَصفِ اللَيل ، تايهيونغ كانَ لا يَزال نائِماً بِـ وَضعيتِه تِلك و جيني المِثل ، كِلاهُما يَحضيان بِـ نومٍ عَميق بِـ آجسادِهما المُتقارِبَة


راحةُ النَوم تِلك لَم تَدُم طَويلاً عِند جيني التي بَدأت تشعُر بِـ آلالم والوَخزِ آسفلَ بَطنِها ، كانَت بِـ جِلدٍ مُتعَرق وجَبينٍ مُجعَد



عَقدت حاجِبيها لِـ تعض سُفليتها بِـ قُوَة كابِحة رَغبتها في الصُراخ عَل ذَلِك الالم يَزول ويَختفي بَعد عِدة دَقائِقَ قَليلَة 


لَكِن آلمهُا ذاكَ لَم يَكُن سَريعاً ! هو آطالَ وزادَ مِن مُعدل تَوجعِها لِـ تشِد عَلى عَينيهِا بِـ قُوَة " تايهيونغ " بِـ تَعبٍ وآلم نَدهت عَلى زَوجِها الذي لَم تَكن مِنه سِوا حَركة راسِه وهَمهمتِه الناعِسَة


" إستَيقِظ تايهيونغ " هَذِه المَرة استَخدمت يَدِها داعِماً لِـ صوتِها الضَعيف ، هَز ووخَز كَتِف تايهيونغ الذي ابعَد راسِه مِن عَلى صَدرِها لِـ يَعتدِل في استِلقاءِه


" تايهيونغغغغغغ !! " هُنا تايهيونغ قَد استيقظَ بِالفعل ! صَرخةُ جيني العالِيَة سَببت لهُ ذُعراً عَلى آثرِه  سَقط مِن فَوقِ السَرير " ماذا حَصل !! " قالَ بِـ تَفاجُئ وصَدمةٍ ، بِـ عَينانِ مُوسعَة وعَقلٍ مُشتَت 


" تايهيونغ سَـ آموت آرجوك آنقِذني " صَرخت جيني بِـ آلم وبُدقيتان قَد دَمِعتا بِـ وَجع ، هي سَببت الكَثير مِن الهَلع لِـ زَوجِها الذي وَقف بِـ سُرعة مُمسِكاً يَدِها " الهي صَغيرتي مابِك !! لَقد كُنتي بخير قَبلَ قَليل "


" كُنتُ تايهيونغ ، كُنتُ والان لستُ بِـ خَير ، تايهيونغ ابنُكَ اللعين يُريد الخُروج آآآآآآه " تَشبثت في مِلئاتِ السَرير لِـ تصرُخ بِـ آعلى صَوتِها ، تايهيونغ هُنا دَخل في نَوبةِ غَباء لا مَفر مِنها " ابنُ مَن جيني انا لا آملِك اطفالاً !! " 


" لَيس وَقتُ فَهاوتِكَ الان وجِد لي حَلاً انا لا استَطيع التَحمل اكثر " بِـ تَعبٍ وتألُم جيني اصبَحت تلتقِط انفاسِها ، تأخُذ شَهيق زَفير عَل ذَلِك يِريحها لَكِن لا فائِدَة ، الالم فَقط يَزيدُ عَليها


" لَعِنكَ الله تايهيونغ ، اللعنة عليكَ وعَلى قَض&^يبكَ مَن قالَ اني اريد اطفالاً يالهي خَلِصني " انتَحبت وبَكت جيني بِـ وَجعٍ لَم تعُد قادِرة عَلى استِحمالِه فَـ باتَت تلعن وتشتِم زَوجَها 


تايهيونغ نَفض راسِه لِـ يَترك يَد صَغيرِته ويَقِف بِـ سُرعَة " سَـ آذهب لِلبحث عَن طَبيب جيني اصبِري صَغيرتي سَـ يَمر كُل شَئ بِـ سَلام " نَطق كُل كَلامِه بِـ سُرعةٍ وقَد ابتَلع نِصف آحرُف كَلِماتِه المُتوَتِرَة


" فَقط اذهب ايها الحَقير " صَرخت الاصغر بِـ قُوَة لِـ ترمي عليهِ الوِسادَة فَـ يُومَئ تايهيونغ ويَركُض بِـ سُرعةٍ خارِج المَنزِل 


ذَهب الي العِيادَة المُتواجِدَة في القَرية والتي يَعمل فيها جين ولَم يَجِد سِوا المُمرِضَة التي كانت سَـ تَخرُج وتُغلِق الباب


" ارجوكِ تَعالي مَعي بِـ سِرعَة " وَقفَ امامِها يَلهث ويَنهج بِـ قُوَة ، بِـ كيانٍ وهِندامٍ مُبعثرٍ كُلياً " الي اين ؟ " سألت بِـ فَزع وبَعض الخَوف مِن ظُهورِه المُفاجِئ


" فَقط تَعالي لا تَسألي " امسكَ بِـ يَدِها لِـ يَركُض بِها الي مَنزِل جين حَيثُ جيني تتصارع مَع المَوت هُناك 


وَصل لِـ يَدخُل وهي خَلفه " صَغيرتي لَقد عُدت " رَكض اليها لِـ يَسقُط جانِبه عَلى السَرير يَلتَقِط انفاسِه بِـ صُعوبة " تَعالي بِـ سُرعة وساعِديه " وجه كَلامِه الي المُمرِضَة الواقِفَة تُناظِر جيني بِـ صَدمة


" مالذي تَنتظرينَه اسرعي " صَرخ عَليها بِـ انفِعال لِـ يَرتجِف جَسدُها وتومِئ بِـ راسِها بِـ خَوف ، ابتَلعت ريقِها لِـ تَخطوا ناحِيَة جيني وتَجلِس آسفل قَدماها بِـ ارتباكٍ فَـ جيني هي اول حالةٍ تُواجِهها بِـ مُفرَدِها دون جين


كانت آول حالَة وآلاصعب عَلى الاطلاق ، اعني كَيف سَـ تُولِدُها دون جين! 


تايهيونغ جَلسَ عِند رأس صَغيرِته يَمسح عَلى خُصلاتِها المُتَعرِقَة والمُلتَصِقَة بِـ جَبينِها " هِشش اهدأي صَغيرتي آعلم انكَ تتألمين ، لَيتني مَن آفعل انا ولا انت حَبيبتي " 


فَرقَت جيني بَينَ جُفناهُا كاشِفة عَن بُندقيتيهِا المُنهَكة " انا لا ا..استَطيـ..ع الاستِـ..حمال آكثـ..ر تاي.. ، قـ..د لا ا..استَطيـ..يع رُؤيـ..يَة صـ..صـغيرِنا والفـ..رحـةَ بِـ..به " 


هِششش ماهَذا الكَلام السَئ الذي تَقولُيه جيني ! اخرَسي وفَكِري بِـ طِفلنا الذي سَـ يُخلق بَعد قَليل ، فَكِري بِـ كَيفَ سَـ نكون سُعداء انا انتَ وهو همم ؟ " تايهيونغ اصطَنع واختَلقَ الابتِسامَة الواسِعَة التي سَخرت مِنها دُموعِه الهاطِلَة عَلى وَجنتيهِ


لَيتَ جيني تستطيع اختِلاق الابتِسامَة الزائِفَة مِثله في هَذا الوقت لَكانَت فَعلت ، حاوَلت التَبسُم لَكِنهُا فَشِلَت تَماماً لِـ تقضِم سُفليتِها بِـ قٌوَة كابِتة صُراخِها فَـ حُنجَرَتِها آلمتهُا


" مالذي تَفعلينهُ انتِ آسرعي " تايهيونغ بِـ حِدةٍ صَرخ عَلى المُمرِضَة التي تَرتجِف بِـ خَوف ولا تَعلم ماعَليها فِعلُه " سـ..سَيدي انا لا استَطيع تَوليدِها هي تحتاجُ الطَبيب " رَدت بِـ كُل صَراحَة مُتغاضِيَة عَن خَوفِها مِن تايهيونغ


" اللعنة عليكِ مافائِدتُكِ اذاً " وَقف تايهيونغ قائِلاً بِـ صُراخ لِـ تُنزِل هي راسِها مُستَمِعَة الي حَديثِه الصاخِب والمُفَعِل " ماذا عَلي ان افعل الان تبااااا "


رَكل الطاوَلة بِـ جانبِه لِـ تَنقلِب فَـ يَسير في انحاء الغُرفَة مُمسِكاً خُصلاتِه السَوداء بِـ قُوَة ، يُفكِر ويُفكر ثُم يُفكِر


وَقف عِندِه لِـ بُرهةٌ يَستَنتُج رُغم صُداعِ راسِه " ان ذَهبتُ الي القَرية المُجاوِرة ورَكضتُ بِـ آسرع قُوتي سَـ آصل خِلال رُبع ساعَة ومَسافَة الذَهاب والاياب سَـ تكون نِصف ساعة فَقط ! "


نَظر الي المُمرِضَة التي بَدأت تُحاوِل تَوليدِها وقَد جَلبت المِياهُ الدافِئة فِعلاً " سَـ آذهب الي احظار الطَبيب ابقي مَعهُا واياكِ والمُغادَرة والا اُقسم سَـ تنتهي حَياتِك بِـ طَريقةٍ بَشِعةٍ جِداً "


رَفعت انظارِها اليه لِـ تَهز راسِها ايجابِياً والخَوف تَملكَها فَـ هي لاتَستبعِد في ان يَكون تايهيونغ مُجرِماً ! 


قَبل ان يَخرج تايهيونغ تَقربَ مِن طِفلته وقَبلَ لهُا جَبينُها بِـ دِفئ لِـ يَهمِس " نِصف ساعة تَحملي وَجعها لاجلي ، لاجلنا جيني " حَدق بِـ نَظراتٍ عَميقَة في بُندقيتان صَغيرِته العاجِزَة عَن اظهار لَمعانِها المُعتاد


" طِـ..طِفلي تايه..يونغ، اعطـ..يـه لِـ جـ..يـ..ن يُـ..ربــ..بيه ان حـ..حدث لـ..لي شـ..يئـ..ئاً " وَصت جيني وَوصيتِها آذت قَلب تايهيونغ ونَهشتهُ هو لَم يَعلم كَيفية التَحكُم بِـ قَطراتِه المالِحَة والتي بِـ حِرقةٍ رَفضت الرَحيل واستَمرت بِـ وَخز دواخِله 


" زَوجة سَيئة ، كَيفَ لكَ جَعلي ابكي كَـ الطِفل هَكذا " عاتَب تايهيونغ مُحاوِلاٌ خَلق آجواء آفضل مِن هَذِه بِـ كَلِماتٍ تَمُد لِلمُزاحِ بِـ صِلة ، وَقف لِـ يَمسح دُموعِه بِـ كُم قَميصِه و يَركُض ناحِيَة الباب وقَبل ان يَعبره جيني نَدهَت عليهِ " تايـ..هيونغ "


تَوقفَ عِنده لِـ يُدير رأسِه الي صَغيرِته التي تَمكنَت آخيراً مِن الابتِسام لَكِن خاصَتِها كانت غَير خاصَةِ تايهيونغ المِزيفَة


هي كانت صادِقَة بِـ شَكلٍ ، ارهبَ تايهيونغ وخَنقَه " اُحِبُك " تايهيونغ اغمَض عَيناهُ مُعتِصراً سَودويتيهِ التي آنزلت المَزيد والمَزيد مِن دُموعِها الساخِنَة 


تجاهَل ما دَمرَ وآنثرَ مافي داخِله لِـ يَهُم راكِضاً خارِج المَنزِل ، طَوال طَريقِه وهو يَدعي ويَتمنى ان تكون من تَركهُا تتعارك مَع آلمِها وَحدهُا بِـ خَير


دموعِه لَم تَتوقف انما فَقط زادَت كَـ سُرعَتِه في الرَكض والجَري ، الجَو سيئاً جِداً ، قَد كانَ شَديد البُرودَة وآمطاراً كَثيرَة سَقطت وهَطلت بِـ قُوَة 


تعليقات

التنقل السريع