رواية تايني القائد السيئ البارت 40

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية تايني القائد السيئ البارت 40


" جيني تايهيونغ غادَر وطَبع بَصمةً مِنه داخِلُك "


" فِعلاً ؟ " دَمعةٍ آخذَت الارض مأواً لَها بَعدما تَعبت المُكوث بِـ جُحر جيني آكثَر ، ماخافَ مِنه هوسوك حَدث ، تِلك البُندقِيَة آسقَطت ما آلم لَهُ قَلبه 


جيني آخفَضت راسُها مَع قَهقةٍ خَفيفَة صَدرت مِنها لِـ ترفع يَدُها فارِكة جَبينُها وقَهقهتِها قَد تَركت اثراً لها بَعد إختِفائِها وهي إبتِسامَة خافِتَة عَلى كَرزيتها


" انا اسِف " آخفَض هوسوك راسُه مُعتَذِراً فَـ ترفع جيني خاصتَها تناظِرُه بِـ عَينان دامِعَة تُناقِض إبتِسامتُها " لِما تَعتذِر ؟ آسفُك هَل سَـ يُعيدُه لي ؟ ام سَـ يُعيد إصلاحي وتَرميمي ؟ " نَطقت آخِذه مِما يُحيطُها نَفساً قاطَع جُزءً مِن كَلِماتُها


الاكبر سِناً شَد عَلى البِنطالِ فَقط ، جيني في آشد حالاتِ إنكِسارِها الان هو كَرِه مَوقفِه الذي جَعلُه تراه بِـ هَكذا وَضع ، الصغَيرة غالٍية عَليهِ كَثيراً هي اصبَحت جُزءً مِن قَلبِه فَـ إن تألمت يُعاني هو الاخر مَعها


جيني بَقت تناظِرُه بِـ دُموعٍ آعمت بَصيرَتها لَِ تأخُذ انفاسُها التي باتَت تَنفُذ مِنهُا سَريعاً " اخبِرني هَل سَـ يُعيدُه لي " كَررت كَلِماتِها لِـ تحني ظَهرِها باكِية مَع شَهقاتٍ آبت الخُروج مِنهُا


فَقط بُكاءٍ صامِت ودُموعٍ كَثيرَة لَم تُرد الجَفاف مِنها بَعد ، لَو عَددنا كِثرة المَرات التي نَزلت بِها لَكُنا نَغوص وَسط بَحرِها الان 


اخيراً شَهقةً باكِيَة نَتجت مِنهُا لِـ تشد عَلى اغماض عَيناهُا مُعتَصِرة مَعدَتِها بِـ قَبضتِها " يارب ، اني اتألم ولا آحد يَشعُر بي ، كَما آخذَته خُذني مَعهُ ، خَلصني مِن عَذابي انا ارجُوك ، الحَياة لَم تَكُن لِـ آمثالي ، إرفِق بِـ حالي وإستَلِم آمانَتك يا الله " 


دموع الذي يُنصِت لَهُا قَد سَلكت طَريقها هي الاخرى مُشارِكَة خاصة الاصغر سِناً في تألُمِها ، اين آلمُه وعَذابُه هو بِـ فِقدانِه لِـ حَبيبتِه امام آلم جيني وعَذابِها ؟ 


المُقارنَة وَحدُها تَخجل وَضعهُما في تَضادٍ فَـ ما عَانتهُ جيني  لِـ سِت سَنواتٍ مُتواصِلَة لا آحِد يَسَتطِيع إحتمِالُه وحَمل آلمِها كُل هَذِه المُدَة


رَفع مُقلتاهُ المُغللَة بِـ سائِل وهَمي اللَون حاطاً اياها عَلى التي تمسِك قَلبُها تشِد عليهِ بِـ قُوَة تكادُ تقتلِعُه مِن مَكانِه


" تَوقف ايها الاحمَق عَن النَبض ، لَقد رَحل وتَركك لِما لا تَزال مُتَشبِثاً في بَقاياه ، تَوقف واعطَني احَقيتي مِن الراحَة ، لِما جَميعكُم ظَالمون مِن ناحِيتي ، لَم افعَل شَئ اقسم لَكُم فَقط اَحبَبتُه بِـ صِدق " 


هوسوك تَحرك مِن بُقعتِه لِـ يَجلِس امام الصغيرة جاثِياٌ عَلى رُكبتاه ، سَحبها لَهُ مِن يَداهُا التي احكَمت إمساكَهُما لِـ يَنحَدِر جَسدها الباكي واقِعاً عَلى فِخذان مُمسكِها


جيني تَحركت بِـ عُشوائِيَة راغِبة بِـ فَك قَيدِها والفِرار لِـ يُلاقيها الفَشل  ، لاحِيلة لَهُا ولا قُوَة بِـ ضُعف جَسدُها وطاقتِها المُنهكَة تِلك


" جيني لا تَبكي ، جيني لا تَصرُخ ، جيني كُوني هادِئة ، جيني فَتاة جَيِدة ، جيني مُطيعة وتستمِع لِلكلام ، جيني ، جيني ، جيني " نَطقت الاصغر وَسط دُموعِها وأنفاسِها المُتَقطِعَة لِـ تكمِل بَعدها بِـ نَبرةٍ شِبه صارِخَة 


" مَن آخبركُم ان جيني فَتاة جَيِدة ؟ جيني فَتاة سَيئة، السيَئون هُم مَن يَتألمون ويَتعذبون لِذلِك تَوقفوا عَن مَنعني مِن الصُراخ والبُكاء ، تَوقفوا عَن تَقيدي ، تَوقفوا عَن الكَذِب علي " 


إرتَخت إحكام الاكبر عَلى الصغيرة فَترة حَديثها ، جيني وَقفت مُتحَرِرة مِن مُقيدِها لِـ تنظُر حَولُها باحِثة عَن شَئ يُشفي غَليلُها


إقتَربت مِن المِزهريَة المَوضوعَة قُرب النافِذَة لِـ تحملِها ثُم تلقيها بِـ قُوةٍ عَلى الارض لِـ تَتحطَم الي آشلاءٍ عِدة تُمثِل حالة رامِيها بِشدَة ، الصَغيرة خَطت ناحِية قِطعِها المُشَتتة لِـ تتربع امامُها


" انا آسِف " تَحدثت مُخاطِبة تِلك القُطع المُتناثِرَة لِـ تميل راسُها مُحدِقة في قِطَعها ، رَفعت بُندقيتها ناحِيَة هوسوك رادِفة" هيا تأسف مِن جيني لِـ تعود كَما كانت " آشرت عَلى المِزهَريَة مُكمِلة " لَملم لِـ جيني شِتاتُها وقِطعها الضائِعَة وارجِعهُا " 


هوسوك عَجِز عَن إجابتِها والنُطق بِـ آحرف قَد تَزيد الامور سوءً فَحسب لِذا هو إكتَفى بِـ الصمَت وإنزال راسِه ، جيني حَملت آحد القِطع التابِعَة لِـ المِزهَرية فَـ تقبِض يَدُها عَليها شاداً عَليها بِـ قُوَة


رَفع هوسوك راسِه ناحِيتُها لِـ يَشهِق فَورما رآى تِلك الدِماء المُنسكِبَة مِن يَد الاخرى ، وَقف سَريعاً مِن مَجلسِه لِـ يَخطوا ناحِيَة جيني ماسِكاً لِـ يَدِها " مَالذي تَفعليه ! آفلتِيها آذيتَ نَفسك "


نَفت جيني بِـ قُوَة لِـ تشد إحكامُها عَلى يَدِها هامِسة وَسط دُموعِها وآنفاسِها المُتَقطِعَة " سَبق وتآذيتُ ، تَورم جُرحي وعِلاجُه سَلبوه مِني ، لَم يَعد هُنالِك آملُ بِـ شِفائي ، آملي تَحطم وإختَفى وقَلبي كُسِر و دُعِس ، آنفاسي ثُقِلت و قُطِعت و عَيناي بَكت و شَكت لَكِن .. هَل مِن شاعِر ..؟! لا يُوجَد " آخذت نَفساً لِـ تزفِره قَوياً فَور إنتِهاء كَلِماتِها فَـ تنظُر ناحِيَة يَدُها التي آدَمت بِـ كِثَرة 


" سَـ آكون املُك الذي سَـ يُشرِق صَباحَك ويُعطي لِـ يومِك مَعنى لِـ إصلاحِ قَلبِك وشِفاء جُرحِك بِه ، سَـ اكون عِلاجَك ودَواءك وآتعَهد بِـ حِمايَةِ قِطعك المُبعَثرة والتي سَـ آجمعُها لِـ تُعيد نَبضُها مِن جَديد ، فَقط لا تَرحلي انت الاخرى، جيني انت آغلى ما آملِكُه في حَياتي البائِسَة مِن بَعدِها ، ارجوك لا تُغادِري وآعطي كِلينا فُرصة " 


نَطق الاكبر سِناً ونَظراتِه الضَبابِيَة بِـ دُموعِه الكَثيَرة مُصوَبة ناحِيَة بُندقَتاي جيني ويَدُه تَشِد قَوياً عَلى مِعصَم الصغيرة مُتوسِلاً اياهُا


شَهقت باكِيَة سَلكت طَريقُها خارِج فاهِ جيني التي شَدت اكثَر عَلى قَبضتِها مُتجاهِلة لِـ كُل كَلِمات هوسوك المُحِبَة والراجِيَة بِها


هوسوك آمسك بِـ كَتفاها لِـ يَلتقِط جَسدُها صَغيرة الحَجم وَسط آحضانِه شادً عَليها بِـ قُوَة " جيني انتَ آملي ، لا تَكُوني انانية وتُغادِري مُسبِبة الالَم لِـ غَيرِك ، ماتَشعُرين بِه الان سَـ اُقاسِيه انا حالَما تَهجُريني ، جيني انا اتوسلُك فُكيها مِن يَدِك " 



جيني وبِـ دون شُعور مِنها هي إمتَثلت لِـ تَوسُل هوسوك مُرخِية يَدُها وجَسدُها الاخر ، جُفناها قَد تَعِبا مِن البَقاء عالِياً آكثر لِذا هي حَررت وِثاقهُما لِـ يَنزِلا سَريعاً مُخفيين تِلك البُندقِيَة المَأذِيَة


آبعد هوسوك جَسد الصَغيرة عَن خاصِته حالَما شَعر بِـ إرتِخائِها لِـ يَتنهد ماسِحاً دُموعِه ، حَملُها بَين يَداهُ لِـ يَخطوا بِها ناحِية سَريرُه مُمدِداً اياها فَوقه


يَد جيني قَد تَدلت وسَقطت عَلى جانِب جِهةِ السَرير اليُسرى والتي في باطِنها قَد خُلف جُرحاَ عَميقاً جِداً سَـ يَترُك آثر واضِحاً عِند شِفاءِه


جَثى هوسوك عَلى رُكبتاه امامُها لِـ يُفرِق بَين آصابِعه مُخرِجاً تِلك القِطعة الحادَة ، وَضعها عَلى المِنضَدَة لِـ يَقطب حاجِبيهِ آثر الوغَز الذي اُصدِرَ مِن قِبل آيسرِه فَـ يُمسك يَد جيني بِـ كِلتَى يَداه خائِفاً عَلى آيذاء رِقَتِها ونُعومةِ مَلمسِها


رُغم كَون صاحِبتها لَم ترأف بِـ هَذِه الرِقَة وآذتها بِـ قَسوةٍ وشَراسة ، تَنهيدَة عَميقَة غادَرت مِنه لِـ يُنادي عَلى المُمرِضَة كي تَتكفل بِـ الباقي


اما هو فَـ غادَر الغُرفَة والمَركز بِـ آكملِه ، لا يُريد رُؤية جيني بِـ هَذِه الحالَة المُؤذِيَة لِـ قَلبِه 


... 


لَيلاً دَخل هوسوك غُرفة جيني بَعد عَودتِه مِن الخارِج وبِـ يَديه صينيَة طَعام ، اغلق الباب بِـ قَدمِه لِـ يَخطوا ناحِيَة الجالِسة بِـ شُرودٍ تناظِر النافِذَة بِـ عَينان تائِهَة 


وَضع الصينية عَلى المِنضدَة مُتعَمِداً إصدار ضَجةٍ خَفيفة لِـ يَلفِت بِها إنتِباه جيني التي آدارَت راسِها ناحِيتُه مُستَفيقة مِن شُرودِها


" إن تَركته هُنا سَـ يَتعفن دون إقتِراب آحد مِنهُ ، يُفضل أن تاخُذه لِمن يَحتاج آكله " نَطقت جيني  بِـ نَبرةٍ ذو بَحةٍ مَبحوحَة جَراء بُكائِها وصُراخِها المُتواصِل " عَلى الاقل كُلي لَيس لِـ آجلك إنما لِـ آجل ما تَحمِلُيه "


" اتجِد هَذا مَنطِقياً ؟ يَكفي هُراءً انا لا آحمِل شَيئاً " حَدقت جيني في الاكبر سِناً بِـ نَظراتٍ جامِدَة خالِيَة مِن أي روحٍ تُؤكِد حَياة مالِكها " إسمَعيني ، انا ايضاً في البِداية لَم   اُصدِق الامر لان الطبيبة اخبرتني انك لا تنجبين ونسبة انجابك ضئيلة للغاية  لَكِن كُل شَئ إتَضح الان "




آثناءَ فَترةِ حَديث هوسوك التَوضيحي والذي شَرح لِـ الاصغر اشياءً لَم تكُن تعرِفُها عَن نَفسِها !


هي بَقت تسترجِع ذِكرياتِ طُفولتِها حَيث انهُا ذَهبت مَع والدِه ورَجل آخر الي المُستَشفى في صِغرِها واخبروها انها لا يمكن ان تنجب !


نَظرت الى الاكبر سِناً بَعدما كان الفَراغ مَحط لِـ عَيناهُا فَـ تحلِل كَلِماتُه التي قالَها ، انزَلت حَدقيتها مُحدِقة في مَعدتِها


ماقالَه هوسوك مَنطقياً وآقنَعهُا نوعاً ماً


إذاً هي تحمِل شَيئاً لَهُ صِيلَة بِـ عَشيقُها الراحِل ؟ 


بَقت في فَترةِ شُرودٍ طَويلَة بِـ حَق ، سَهيانُها آفاقُها مِنه هوسوك الذي آمسك بِـ يَدِها ماسِحاً عَليها بِـ رِقَة فَـ يُناظِر بُندقيتيهِا التائِهَة " كُل شَئ سَـ يَكون بِـ خَيرٍ جيني "


جيني رَفعت بُندقيتيهِا مُحدِقة بِـ الاكبر سِناً بِـ صمتٍ ، لا تزال غَير مُصدِقة ، شَئ جَديداً وغَريباً عَليها يَمكُث بَين آحشاءِها


تَنهيدة عَميقَة غادَرت مِنهُا لِـ تقضِم سُفلتِيها مُلتَقِطة ذراتِ الفَراغ بِـ عَينيها فَـ تناظِرها بِـ شكلٍ مُتواصِل ، هوسوك بِـ صُعوبةٍ آقنعَها لِـ تاكُل وتَدريجياً بَدأت توصِد فِكرة مابِـ دَاخِلها


... 


خَمسةِ شُهور قَد مَرت بِـ الفِعل ، الاشهر كانَت بِـ النِسبةِ لِـ جيني عُمراً قَد عاشُته وانتَهت مِنهُ ، خِلال فَترتِها تِلك هي إكتَسبت وَزناً هائِلاً مِن كِثرة آكلِها وبَقائِها حَبيساً في الغُرفَة 


ذَلِك ما يُفقِدُها عَقلُها ويُؤدي بِها الي الهَلاك الذي إبتَسم لَهُا وفَرد ذِراعيهِ لِـ يحتويها بَين قُيودٍ لا تستطيع تَجاوزُها ، هوسوك لا يَسمح لَهُا بِـ الخُروج ابداً هو يَخاف عَليها مِن آنظارِ الناس وكَلامِهم


طَوال الوَقت هي مُستَلقية على سَريرُها مُحدِقة بِـ الفَراغ بَينما كُل ساعتين تَدخُل المُمرِضَة تُبدِل لَهُا سِيروم التَغذيَة المُعلق آعلاهُ


لَيس وكأنهُا لا تأكل ! هي تأكل وبِـ شَراهةٍ دون إرادةٍ مِنهُا لَكِنهُا مُجبَرة ، هوسوك تَقريباً يُجبِرهُا عَلى كُل شَئ ، هو حتى يَجلِس مَعها لِـ يَضحِكُها ، صَحيح جيني تضحك وتنسجِم مَعهُ لَكِن يَنتهي بِها الامر في بُكاءٍ هِستيري حاد


" مَتى سَـ تَتوقفين عَن حَقني بِـ الابر وَ تَغذيتي بِـ السيروم ؟ " سألت جيني المُمرِضَة التي حَقنتُها تَواً بِـ آحد الابر " اليَوم آخر يَوم ، لَقد تاكدَنا مِن إستِقرارِه لَكِن رُغم ذَلِك عَليك المُحافَظة لاتَزالين بِـ مَرحلةٍ شِبه خَطِرَة " نَطقت المُمرِضَة بَينما تُبعِد إبرَة التَغذية عَنهُا


جيني فَقط هَمهمت لِـ تحدِق في يَدُهل المُزرقَة آثر الابِر التي تتلقاها يَومياً " هَل هُنالِك آمل في نَجاتي بَعد هَذا ؟ " عاوَدت سُؤال الاخرى التي نَظرت لَهُا لِـ فَترةٍ بِـ صمت 


" هُنالِك بِالطَبع ، لَكِن لَيس هُنا ، السَيِد جونغ سَـ يَنقُلك لِلمَدينَة عِند إقِتراب المَوعد عِندها سَـ تَنجين لا مُحال الطُب مُتطور هُناك " آجابتُها بِـ إبتِسامَة خَفيفَة لِـ تُساعِدُها عَلى الجُلوس واضِعَة وِسادَة خَلف ظَهرِها " سَـ يأتي السَيِد مَع طَعامِك عَليك آكلُه بِـ الكامِل حَسناً ؟ "


حَدقت جيني بِها لِـ تومِئ بِـ صَمتٍ " فَتاة مُطيعة " هي رَبتت بِـ خِفةٍ عَلى راسِها لِـ تَخرُج وتُغلِق الباب بَعدما رَتبت لهُا غُرفتِها ونَظفتُها 


جيني نَظرت لِلباب ثُم لِـ مَعدتِها التي باتَت ذات إنتفِاخٍ مَلحوظ ، كَـ العادَة كُلما حَدقت بِها يَنتهي بِها الامر شارِد الذِهن هي لِلان لا تستوعِب الامر لماذا كانو يتنمرون عليها بأنها لا تستطيع الانجاب ولكنها قادرة ...


آغمَضت عَيناهُا شاعِرة بِـ الصُداع الاعتِيادي لِـ تَفكيرُها المُستَمِر حَول آمر حَملِها والذي لَم تتخطى صَدمتِه بَعد ، آسنَدت راسِها عَلى الجِدار خَلفِها لِـ تَنحدِر دَمعة مِن بُندقيتِها تألُماً


إكتَفت ذَلِك الالَم الذي تَجرعه بِـ مُفردِها طَوال تِلك الاشهر ، هي ترغب بِـ تايهيونغ لَكِنها لا تجِدُه !


تايهيونغ إختَفى ولا آثر لَهُ لَكِن آمل جيني وتَعلُقِها بِـ عَشيقُها قَوِياً جِداً


... 


حالِياً جيني تجلس امام نافِذَةِ غُرفتِها سانِدة ظَهرُها ضِد الجِدار بَينما الخارِج كانَ مَحطاً لِـ بندقيتيهِا الضائِعَة وَسط آفكارٍ ومشاعرَ مُؤلِمَة


كُل شَئ مُظلِم كَـ ظُلماتِ داخِلها ، الاجواء تِلك تُمثِلهُا الان ، فَقط ضوء صَغير وخافِتٍ يُنير ذاك الظَلام خارِجاً ، كَـ قَلبُها الذي يُنار بِـ شُعاع آمل ضَئيل يُخبِرها ان زَوجِها لا يَزال حَياً


رَفعت كُم قَميصُها لِـ تمسح بِها دَمعتُها التي إنزَلقت اثناء شُرودِها بِـ تِلك الاضاءَة الخافِتَة " الا تَزال حَياً ؟ تايهيونغ إن غادَرت لِما لا تَكون نَجمةً تُنير ظُلمتي عَلى الاقل ! لِما لا اراك تَلمع عالِياً ؟ " 


هَمست ومَع كُل حَرف نَطقُته آيسرُها كانَ يَغرُز بِـ آبرٍ تَحقِنهُا بِـ مَسحوقٍ الالَم ، آخفَضت جُفناها اللَتان إنغَلقتى فَـ تَنحدِر دُموعٍ عِدَة مِن فاتِنتيهِا


وَضعت يَدُها عَلى مَعدتِها لِـ تقِف بِـ سُرعَة حالَما سَمِعت صوت خُطوات هوسوك المُتَجِهَة ناحِيتِها ، هو مُنذ ثلاثة ايام لَم يَعد مِن المَدينَة مِما جَعل جيني تشعُر بِـ الوِحَدة حَقاً


رَكضت ناحِيَة الباب مُنتظِرة دُخول الاكبر الذي فَتح الباب مُطِلاً بِـ راسِه مَع إبتِسامةٍ خَفيفَة تَبُث الي الصغيرة شُعوراً جَيداً لِـ جَمالِيتِها


إبتَسمت جيني هي الاخرى لِـ تمد يَديها ناحِيَة هوسوك فَـ تغلِق آصابِعها المُنتَفِخَة وتفتحهُما عَلى التوالي ناطِقة " طَعامي ! " 


قَهقه هوسوك عَليها لِـ يَدفع بِـ الباب ويَدخُل بِـ الكامِل مُغلِقاً اياهُ بِـ قَدمِه " كُل ما يَهمُك الطَعام ؟ " تَسآل وقَد آحكَم شَدُه عَلى العُلبَة التي بِـ يَدِه


اومئت جيني سَريعاً لِـ تدعك عَينيها مُزيلة قَطرات الدُموع العالِقَة بِـ آطرافِها ، هُنا هوسوك عَقد حاجِبيه بِـ عَدم رِضَى لِـ لَمحِه تِلك البِلورات " هَل كُنت تَبكين ؟ "


إبتَسمت جيني بِـ ضُعفٍ هامِسة " آثر الاشتِياق اوباا ، كُل شئ بِـ خَير " طَوال الاشهر الفائِتَة تردِد في ذاتِها أن كُل شَئ فِعلاً بِـ خَير ، لَكِن الحَقيقَة تَبقى العَكس تَماماً وهَذا الواقِع الاليم لَنا جَميعاً


هوسوك قامَ بِـ وَضع العُلبة جانِباً لِـ يَدنوا ناحِية جيني مُحتَضِنا اياهُا " هو مُؤلِم وشُعور مُزعِج ، لَكِن جيني فَتاة قَوية وسَـ تتغلب عَلى آلمِها وتقتل ذَلِك الشُعور ، صَحيح ؟ "


إبتِسامَة جيني الهادِئَة آخذت تَختَفي بِـ بُطئ لِـ تهمِس حالَما وَقعت عَينيه عَلى اللاشَئ " إن إقتَلعت قَلبي وآزلتَ مِضخة دَمي حينَها سَـ آكون قَوية واتخلَص مِن آلمي "


قَضم الاكبر سُفليتَه لِـ يَتحمحم مُبتَعِداً عَن الاصغر والتي سَـ تدخُل بِـ آحدا نَوباتِ شُرودِها الطَويلَة ، هو إلتَقط تِلك العُلبَة الكَبيرَة مُجَدداً لِـ يَفتحها مُخرِجاً ما بِـ داخِلها " اُنظري ماذا جَلبتُ لَك !! "


وَسعت جيني مُقلتاها لِـ تَدمع عَيناها سَعادةً لِـ تِلك الكَعكات الكَثيرة في مُتناول العُلبة ، وكُلها مِن الشوكولا آحضرها هوسوك رِفقتِه مِن المَدينَة


عَضت عَلى سُفليتِها لِـ تاخُذ العُلبة مِنه راكِضة نَحوا سَريرها فَـ تجلِس فَوقه واضِعة العُلبَة امامِها ، دون اي مُقدِمات إنقضت عَلى اول كَعكة مُتآكِلاً اياها


إبتَسم الاكبر بِـ دِفئ وحِنيَة مُراقِباً لَهُا لِـ يَستنِد عَلى الجِدار مُتَكئِاً عَليه ، هو آخذ دَور جيني في هَذِه اللَحظة بِـ شُرودِه ومُغادَرتِه لِـ عالَمِنا هَذا


اما عَن جيني فَـ هي قَد اكمَلت آكلُها بَعد خَمس دَقائِق تَماماً دُون مَلامِح يُمكِنك رُؤيتِها مِن تِلك الشوكولا التي تُغطيها !


في تِلك الاثناء هوسوك كانَ قَد إستَفاق مِن شُرودِه لِـ يُقهقِه بِـ صَخبٍ عَلى شَكلِها ، إقتَرب مِن سَرير الصغيرة لِـ يَنحني امامُها مُلتَقِطاً المِنديل مِن عَلى المِنضَدة " طِفلة حُلوة "


تَمتم بِـ إبتِسامَة لِـ يَمسح بَقايا الشوكولا مِن عَلى وَجه جيني التي لا يَظهر مِنها سِوا عَيناهُا التي ترمِش بِها مَراتٍ مُتتالِيَة ذو جَسدٍ مُتَصلِب


" كُف عَن كونِك لَطيفة " هَمس هوسوك بَعدما قَضم سُفليتِه وهو يُناظِر الاصغر التي آنزَلت بُندقيتيهِا بِـ حَيث تستطيع النَظر لِـ وَجِه الاكبر " اوباا ، انا جائِعة " هَذا ما ارَدفت جيني بِه لِـ يَرفع هوسوك جاجِبه " انت جادة ؟ " 


اومئت جيني بِـ راسِها كَثيراً لِـ تنطق فَوراً " اين الطَعام ؟ هَذِه فَقط مُقبِلات " تَنهد هوسوك لِـ يُلقي بِـ المِنديل ثُم يَقِف رادِفاً " جيني الا تَظُنين انهُ عَليك التَخفيف مِن الطَعام قَليلاً ؟ "


عَبست جيني بِـ قُوَة لِـ تبوِز شَفتيها مُقوِساً مِنهُما السُفلى " انتَ لا تُريد إطعامي ؟ هَل تَخاف عَلى نُقودِك ؟ " نفَى هوسوك لِـ يَفرُك مِنطقَة مابَين حاجِباه قائِلاً " سَـ يَصِلك الطَعام حالاً "


إبتَسمت جيني بِـ سَعادة فَـ تَتقوس عَيناها فَرحتاً " انت الافضل اوباا " إبتَسم هوسوك هو الاخر لِـ يُغادِر الغُرفَة طالِباً الطَعام لِـ جيني التي مَددت جَسدُها عَلى السرير بِـ تعبٍ 


... 


في مَساء اليَوم التالي ، كانَ هوسوك قَد غادَر المَركز تارِكاً خَلفُه رِسالةً عِند باب جيني التي فَور إستِيقاظِها مِن غَفوتِها رآتها ، إقتَربت مِنها لِـ تعقِد حاجِبيها بِـ إستِغرابٍ حامِلة لَها


عادَت الى سَريرِها لِـ تجلِس عَليه فاتِحه تِلك الرِسالَة فَـ تبدا في قِراءِة كَلِماتِها " مَرحباً جيني ، انهُ انا هوسوك ، كَتبت هَذِه الرِسالة لاني خائِف مِن مُواجَهتِك وقَول هَذِه الكَلِمات لَك وَجهاً لِـ وَجِه ، لا اُريد رُؤية رَدة فِعلك مِثلما حَدث في المَرة الماضِيَة وتألمتُ كَثيراً لِـ دُموعِك ، المُهم تايهيونغ لايَزال حَياً جيني ، اَعلم انكَ لا تَزالين مُتشَبِثة بِـ الامل وها قَد عادَ زَوجِك لَك ، في الحَقيقَة لَقد تَعاونتُ مَعهُ عَلى ان نُزيف آمر إعدامِه كَي يَتخلص مِن مُلاحقةِ جُنود الارهاب لَهُ ، قَد تَتعجبين لِما قَد آتعاون مَعه وهو عَدوي ؟ لانهُ هو السِلاح الفَتاك في دَمار الارهاب ، سَبق وإعتَرف انهُ يُريد الانتِقام مِنهُم جَميعاً عَلى مافَعلوه بِـ كُما يَقولون عَدو عَدوي صَديقي لِذا سَـ نَكون يَداً واحِدَة ونَنسى خِلافاتِنا لِـ رَدع الارهاب عَن بَلدِنا ، آسف عَلى كَذبي عَليك صَغيرتي ، تايهيونغ يَنتظِرُك في الغابَةِ عَلى الساعة 9 ، إذَهبي لَهُ وآعيدي شِفاء قَلبِك .. " 



إتَسعت آعيُن جيني مَع كُل كَلمةٍ تَقرأُها عَيناها فَـ تقف مِن مَجلِسها بِـ قَلبٍ نابِض " تايهيونغ " نَطقت إسَم زَوجِها ومَع كُلٍ حَرفٌ قَلبها كانَ يوغِزها ويَقرِصها بِـ آلمٍ ، هو حَي ؟ تايهيونغ هُنا !!


نَظرت الى الساعَة وقَد كانَت الـ 8:51 ، شَدت عَلى تِلك الرِسالةِ لِـ تقوم بِـ القاءِها ثُم تحمِل نَفسُها ويَخرُج بِـ سُرعةٍ مِن المَقر


طَوال فَترة طَريقها الي الغابَة كانَت مُتوتِرة وخائِفة مِن رُؤية حَبيبِها  مُجدداً ، هي تكادُ تبكي لَكِنها لَن تفعل ! توفِر دُموعِها الى اللِقاء الذي قُرِب مَوعِدُه


وَصلت الى الغابةِ بَعد 10 دَقائِق فَـ هي قَريبَة ليسَت بِـ ذاك البُعد ، دَخلتها لِـ تنظُر في الارجاء بِـ خوفٍ فَـ الدُنيا ظَلام وقَد يُهاجِمهل حَيوانٍ مُفتَرِس ، إستَمرت في التَقدُم والامضاء قُدماً الي ان شَعرت بِـ حَركةٍ خَلفُها


لَم تلبث أن تستدير الا وبِـ يَدٍ تُوضع عَلى فَمِها واخُرى عَلى خَصرِها فـ يَتِم حَملُها وحَشر راس الفاعِل في رَقبة جيني مُقبِلاً اياهُا هُناك .. مَن يَكون غَير تايهيونغ ؟ 


وَسعت جيني عَيناهُا لِـ تبدأ في تَحريك قَدماها بِـ سُرعةٍ ترغب بِـ الصُراخ لَكِن يَد زَوجِها تَمنعَهُا " هِشش صَغيرتي إهدأي ، هَذا انا ' هَمس تايهيونغ ضِد اُذنِها خَدرهُا وشَل حَركتِها التي تَدريجياً تَوقفت فَـ تَذبل عَيناها وكأنهُا تَجرع آخطر انواع المُخدرات !


آنزَلها تايهيونغ بِـ بُطئٍ عَلى الارض لِـ يُديرُها ناحِيته و تَتشابك آعينيهُما تَحت إنارة القمَر الخافِتَة ، إبتَسم الاكبر بِـ هُدوءٍ وسَكينَة رافِعاً إحدَى يَداه فَـ يَضعُها عَلى وَجنتة جيني التي حَدقت بِه بِـ بُندقِيتان بَدأت تَتستَر تَحت سائِلٍ وَهمي اللَون


" لِماذا كَذبتُما عَلي ؟ " هَمست بِـ نَبرةٍ مَخنوقةٍ مائِلَة الي البُكاء لِـ يُقلِص تايهيونغ المَسافَة بَينهُما هامِساً في المُقابِل " كُنتُ مُظطَراً ، دُموعِك تَحرِقُني كَـ قَطرات اللَهب جيني لا تَبكي "


" ماذا آقول عَني انا اذاً ؟ الا تَعلم مافَعلتهُ تِلك الكِذبة بي ؟ لَقد مُت وإختَفيت وبَقيت جَسد بِلا روحٍ ، كِدت آقتُل نَفسي وانت هُنا تُخِطط دون عِلمي ، انظر يَدي باتَت مُشوهَة بِـ سَببك " يَدُها ذات الجُرح العَميق الذي آبقى آثراً واضِحاً عَلى كُفِها رَفعتها امام وَجِه زَوجِها الذي نَظر لَها بِـ حُزنٍ 


قامَ بِـ إمساكِها مُقَبِلاً اياها لِـ يُفلِتها مُحتَضِناً جَسد صَغيرته شاداً عليها بِـ قُوة " آسِف ، انا لَن اتركَك مُجدداً مَهما حَدث جيني آعِدُك لَن اُفرِط فيك وآذوق المُر الذي عِشتِه فَترة بُعدِك عَني "


بادَلتهُ جيني الاحتِضان بِـ قوةٍ آكبر لِـ تدفن راسِها في عِنق تايهيونغ ناطِقة " آعشقك بِشدة ايها اللعين القاسي ، اشتقتُ لَك كَثيراً " ابتَسم الاكبر لِـ يَمسح عَلى ظَهر صَغيرِته هامِساً " آهواكَي بِشدةٍ ايها الجَميلة اللَطيفة ، اشتقتُ لَك كَثيراً ايضاً " 


قَهقهةٍ خَفيفَة صَدرت مِن الصغيره عِند شُعورِها بِـ الذي داخِلها يَتحرك ، إستَغرب تايهيونغ ذَلِك لِـ يَرفع حاجِبُه مُستَنكِراً " هُل قُلتُ شَيئاً مُضحِكاً ؟ " نَفت جيني ضِد رَقبتِه لِـ تبتعِد عَن زَوجِها " هو يَتحرك تايهيونغ ، هو سَعيد ايضاً لانك هُنا " 


عَقد تايهيونغ حاجِباهُ لِـ يَتكتف " مَن هو هَذا ؟ " جيني قامَت بِـ فكِ ذِرعاها لِـ تلتقِط آحد يَداهُا واضِعة اياها عَلى مَعدتِها حَيث يَتحرك الصَغير فَـ تهمِس وهي تنظُر الي تِلك السَوداء المُنصَدِمَة " إبنُنا " 


.

.

.

____________


تعليقات

التنقل السريع