رواية تايني القائد السيئ البارت 37

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية تايني القائد السيئ البارت 37

 


" انا اُحِبُك "


هُنا جيني شَعرت بِـ ذاتِها تَختنِق بِـ شَهقاتِها التي تَوقفت فَور وَقع مانَطقُه عَشيقُها عَلى قَلبِها قَبل مَسامِعها ، هي تَسلَلت خِفيةً لِـ تُداعبُها بِـ طَريقَة آعادت نَبضاتِها الصَحيحَة وآلقت بِـ آلمِها في حاويَة القِمامَة 



إنخفَضت يَداهُا عَن عَيناهُا لِـ ترفع راسِها مُقابِلاً وَجه الاكبر الذي يَبتسِم لَهُا بِـ دِفئ عَهدَتهُ جيني سابِقاً بِـ عَشيقِها الدافِئ ، نَفس تِلك الابتِسامَة التي دائِماً ما تتلاقاها مِن الاكبر حِينما ياتِيها يَركض مُستَقِراً بَين ساقاها هارِباً مِن العَمل


" آعِدها " فَرقت بَين شَفتاها نابِسه بِـ جُحِرٍ تَغللت بِهما المِياه بِـ كِثَرة ، جيني حَساسة ورَقيقة لابَعد الحُدود آبسَط الاشياء تُؤثر بِها وتُبكيها وذَلِك يَعود لِـ طِيبَتها المُبالَغ بِها 


" اُحِبُك جيندوكي " آعادَ ماسَبق ونَطق مُتَسِبِباً بِـ إرتِجاف كَيان التي لَم تعُد تعي عَلى نَفسِها التي تاهَت وغَرِقت بِـ بَحرِ مَشاعرٍ جَديدَة خَالجَتَهُا


مَشاعِر مُختَلِفَة ودافِئَة ، لَيست كَـ سابِقتِها مُؤلِمَة وحارِقَة ، طَوال السِت سَنوات الماضِيَة وكُل ما يُحاوِطُها الالَم والالَم ثم الالَم


هي لَعِنت تِلك الفَراشات التي عَبثت بِـ آسفل مَعدِتها بِـ آرياحِيَة مُتسَبِبَة بِـ خُروج قَهقهاتٍ خافِتَة مِن ثَغرِها التي حاوَطَتِها يَدُها الناعِمَة 


مَنظرِها في هَذِه اللَحظة وَحدُها كافِياً بِـ جَعل مَشاعِر الاكبر تَنحِدر عَن مَسارِها لِـ تَصطدِم بِـ عُرض الحائِط مُسَبِبَة لَهُ تَشتُت كَبير ، ولِذا ودون شُعور مِنه هو صَرخ عالِياً


" جيني انا آعشقُـ... " قاطَعتهُ جيني التي رَكضت ناحِيتُه لِـ تَستَبدِل يَدُها ثَغر صاحِبها بِـ خاصةِ مَعشوقِها " هِشش فَضحتَنا " هَمست جيني بِـ خُفوت و إبتِسامَتُها تَكاد تَشِق فمها 


نَظرت لِـ عَينان زَوجِها التي بِـ دَورِها تَختَرِقَها لِـ تكمِل قَهقهتِها السَعيدَة دون قُيود تُعيق فَرحةِ قَلبِها مُغمِضة لِـ عَينيهِا التي لاتَزال تَذرِف كِرستَلاتِها


إتَسعت إبتِسامَة تايهيونغ الدافِئَة وهو يُراقِبهُا بِـ عَينان تَبرُق عِشقاّ وشَغفاً ، لَم يَسبِق لَهُ وأن رآهُا بِـ هَذِه السَعادة ! سِر سَعادَتِها كَلِمَة لا تَتعدى الثلاثَة آحرُف ، كَم مَقتَ نَفسِه لانهُ حَرِم زَوجِته مِن هَنائِه طَويلاً 


عَض عَلى سُفلَيتِه حِينما ارتَخت يَد حَبيبته عَن فَمِه لِـ يَردِف مِما آدى لِـ تَلاشي إبتِسامَةِ الصغيرة التي فَتح عَيناهُا مُحدِقة بِه سَريعاً " فُكَ قَيدي " 


" ماذا ! الا تُريدين ان تَكتمِل فَرحتِنا ، اُريد مُعانَقتك " آكمَل حِينما طالَت تَحديقات جيني المُستَفهِمَة ناحِيتَهُ " لَكنِي لا آملِك المِفتاح كَيف سأفُك هَذِه اللَعنة ؟ " 


تايهيونغ نَظر لِـ مَخرِج الِزنزانَة لِـ يَجِد الحارِس مُنبَطِحاً ارضاً وقَد غاصَ عَميقاً في العالِم الاخَر ، آنزَل نَظرَه لِـ سِروالِه لِـ يَجِد سِلسلَة مَفاتِيح مُلعَقَة عَليهِ " هُناك جيني ! الحارِس سِلسلة المَفاتيِح مُعلَقة عَلى جُزئِه السُفلي " د


" ياا إنها بَعيدَة " نَطقت جيني عابِسة بِقوة بَعدما إستَدارت ونَظرت الي ما يُؤشِر عَليه الاكبر بِـ عَينيهِ " لاباس ، حاوِلي جَلبها هيا ، ساُشجَعِك مِن هُنا " 


تَقدمت جيني مِن الباب لِـ تجثوا عَلى رُكبتاهُا بِـ حِرصٍ كي لا تصدِر اي ضَوضاء ، مَدت يَدُها ناحِيَة المِفاتيح بَينما تعض عَلى شَفتاها قَوياً


" هيا جيني لا تَخافي هو لَن يَستيقظ ويَقتُلك ، لَن يَفعل اجل لن يفعل هيا جيني انتَ لَن تُعلُقي مِثلي هُنـ..." قاطَع خِطاب الاخر التَشجيعي جيني التي نَظرت لَهُ بِـ تَوتُر 


" ياا اصمُت انتَ تُوتِرُني " جَلست بِـ إعتِدال لِـ تقضِم آظافرِها بِـ خَوف " ماذا أن استَيقظ ورآني ثُم يَنتهي بي الامر مُعلقاً كَـ الخَروف مِثلك ! " 


تايهيونغ نَظر لَهُا بِـ فَراغ لِـ يَنطِق بِـ بُرود " إن لَم تُسرِع انا سَاسُلَخ هُنا لا ان اُعلق فَقط ، بَدأت اشُك اني آملك مِعصَمان حَتى " 


جيني كَمشت مَلامِحها بِـ خَوف وإرتِباكٍ واضِح لِـ تعاوِد مَد يَدِها ناحِيَة تِلك السِلسِلَة لَكِنها بِـ حَق بَعيدة ! ، تَنهدت بِـ يأس لِـ ترجع يَداها للداخِل عابِسة " تايهيونغ انا آسِف ، انا عَديمة النَفع آعلم ، لَكِنها حَقا بَعيدَة عَلى يَدي المِسكينَة " 


تَنهد تايهيونغ ايضاً لِـ يُخفِض راسُه " حَسناً لاباس دَعينا نتأمل بَعضنا هَكذا دون مُلامَسات " عَبست جيني آكثر لِـ تنفي " إصبِر ، دَعني اُفكر بِـ حل " 


صَمتت جيني لِـ ثَواني تفكِر بِـ طَريقَة تجلِب بِها المِفتاح ، مَرت دَقيقتَين لِـ توسِع عَيناها بِـ خِفَة ناطِقة " وَجدتُها " سَريعاً قامت بِـ خَلع حِذائِها تَحت نَظرات تايهيونغ المُستَغربَة


" ماذا تَفعلين ؟ لِما تَخلعين حِذائُك ؟ " بِـ إستِغراب سأل الاكبر لِـ تنبطِح جيني عَلى ظَهرِها ماداً بِـ قَدمِها ناحِيَة الخارِج " ساقي طَويلَة وسَتصِل لِـلمِفاتيح " آجابُته بَينما تحاوِل بِـ تَركيز تام إلتِقاط السِلسِلَة بِـ اصابِع قَدمِها


تايهيونغ حَدقَ بِها بِـ إعجابٍ شَديد مُتَيماً بِـما تضعَهُ وَجِههل مِن  مَلامِح لَطيفَة مَع إحمِرار وَجنتيهِا وآنفِها وتَفرِقت شَفتيها والتي تَدل عَلى مُحاولاتِ تَركيزِها


آخيراً جيني إلتَقطت المَفاتيِح لِـ توسِع عَينيهل شاعِرة بِـ إنجاز عَظيم إفتَعلتهُ " لَقد أمسَكتُها تايهيونغ " هَمست بِـ نَبرةٍ سَعيدة تَحمِل نَوعاً مِن الحَماس 


قَهقه تايهيونغ بِـ خُفوتٍ عَليهِا وعلَى شَكلِها وحماسِها اللَطيف " حَسناً آدخِليه بِـ حَذرٍ الان " اومئت جيني بِـ إبتِسامَة لَطيفَة لِـ تحاوِل إرجاع قَدمِها بِـ إنجازِها التي تَقبَع وَسط آصابِعها


لَكِن وبِـ الخَطأ هي وَقعت مُصدِرَة صَوتاً مُزعِجاً وبِـ ذَلِك الحارِس بَدأ بِـ التَحرُك ، هُنا كُل من الزَوجان شَعرا بٍـ قَلبيهُما يَسقُط مُزامِناً لِـ وُقوع المَفاتيح 


تَنفس كِليهُما بِـ راحَة حِينما غَير الحارِس مِن وَضعيَةِ نَومِه ولَم يَستيقِظ ، نَظرت جيني ناحية تايهيونغ الذي اومئ لَهُا بِـ راسِه لِـ تفعل هي المِثل وتدخِل قَدمِها


جَلست بِـ إعتِدال لِـ تخرِج يَدِها وتلتقِط بِـ المِفاتيح كَونها عَلى مَقربَة مِنهُ ، وَقفت لِـ تقفِز بِـ فَرح بَينما تمسِك بِـهَا " ياا ياا إثبَت ولا تَفتعِلي ضَجة ، سَـ يَستيقِظ " تايهيونغ تَحدث هامِساً مُؤنِباً الصغيرة الذي ثَبتت مَكانُها لِـ تدير راسُها مُتَرِقبة الحارِس بِـ حَذرٍ 


" آسِفه" هَمست بِها لِـ تخطوا ناحِيَة زَوجِها بِـ خُطواتٍ مُتباعِدَة وعَلى آطرافِ اصابِعها " كَيف ساعرِف اي واحِد هو المِفتاح الصَحيح ؟ " عَبست جيني بِشدَة حينما نَظرت لِلمفاتيح وَوجدُتها كَثيرَة بِـ حَق


" جَرِبيها بِـ آكملِها " إقتَرح تايهيونغ لِـ يُرجِع راسُه لِلخَلف حالَما داهَمهُ صُداع شَرِس " تايهيونغي ! هَل انتَ بِـ خَير ؟ " سألت جيني بِـ قَلق حِينما لاحَظت عَقد تايهيونغ لِـ حَاجبياهُ ومَلامِحه المُنزَعِجَة 


" بِخَير بِخَير ، فَقط آسرِعي " آجاب الاكبر لِـ يَنفِض راسُه ويَعتَدُل بِـ مَوضِعه مُحَدِقاً بِـ جيني التي بِـ الفِعل بَدأ تحاوِل فَتح آقفالَهُ المُحكَمة


صَمت مُريب سَكن ومَكث بَينهُما لِـ يُضيف بِـ بَقائِه بَعضاً مٓن التَوتَر لَدى جيني التي شَعرت بِـ الحَرارَة مِن نَظراتِ تايهيونغ الثاقِبَة لَهُا


رَمشت بِـ بُندِقيتهُا بِـ خِفَة لِـ تنظُر بِـ طَرِف عَين لِـ زَوجِها ذو الرُوحِ المُسافَرة والتي هي حالِياً تَلهوا بِـ مَكانٍ آخر بِـ مُحَذاةِ جيني في عالَمهُما الخاصِ بِـ هُما فَحسب


" لا تَنظُر لي هَكذا ، انتَ تُربِكُني " نَبست جيني بِعَدما آعادت نَظرُها لِما تفعلُ بِـ إرتِباك وتَوتر واضِح " جيني اتُريدُيني أن اتألَم ؟ " سأل تايهيونغ فَجاة لِـ توسِع جيني مُقلتاهُا نافِية بِـ سُرعَة " إذاً إسكُتي وآكمِلي عَملُك بِـ فَمٍ مُغلَق " 


عَبست جيني لِـ تجعِد جَبينُها وتكمِل بَحثُها عَن المَفتاح الصَحيح رُغم تَوتِرها مِن تايهيونغ ، وَجه كِلاهُما مُتقارِب بِشدَة لِذا هي خائِفة أن تكون بَشِعة ويَرى زَوجِها عُيوبِها بِـ وُضوح 


هي لا تعلم أن مَقصَد تايهيونغ مِن كَلِماتُه قَبل قَليل أن جَمالُها وتأملُها لِـ وَقتٍ طَويل يُغنيهِ عَن آلمهُ ومُعناةِ جَسدِه


" هاهو ! وَجدَتُه تايهيونغ " إبتَسمت إبتِسامتُها الواسِعَة والتي تَكون عَلى شَكل مُستَطيل شَفتاهُا زادَت مِنهُا قيمتاٌ " آحسنتَ صَغيرتي ، والان آدخِلهُي " تايهيونغ هو الاخَر شاركُها إبتِسامتهُا الواسِعَة بِـ اُخرَى خَفيفَة وهادِئَة


اومئت جيني فَرِحاٌ لِـ توجِه بِـ المِفتاح ناحِية القِفل ، لَكِن بِغتةٍ ! المَفاتيح أنزلقَت مِنها بِـ سَبِب إرتِجاف يَدُها وتَعرُقها لِـ تَسقُط آرضاً


وَقتُها جيني شَعرت أن ذَاك الذي سَقط قَلبُها لا المَفاتيح ! هي إنهارت بَعدها جاثِية عَلى رُكبتاها آمامُها ناظِراٌ لَها بِـ مَلامِح باكِيَة مَمزوجَة بِـ غَضبٍ بَدأ يَنموا تَدريجياً داخِلُها


تايهيونغ إبتَلع ريقُه لِـ يَنظُر ناحِيَة الحارِس يَتفقد ما إن استَيقظ ام لا  " جَيِد نومُه ثَقيل " تَمتم لِـ يَنقُل سَودويتيهِ عَلى جيني ذو المَلامح التي بَدت مُخيفَة لِـ تايهيونغ الذي هَمس مُنادياً بِـ إسمِها " جيني "


" إخرَس تايهيونغ ، فَقط إخرَس " كَلِمات جيني جَلبت الصَدَمة لِـ زَوجِها الذي بَقى يُحدِق بِها بِـ فَك يَكادُ يُلامِس الارض ! مُنذ مَتى صَغيرُته تقلِل مِن آدَبُها مَعهُ ؟ 


وما زادَ صَدمتُه جيني التي حَملت المَفاتيح لِـ ترميها خارِجاً مُتَمتِمى بِـ بَعض مِن الشَتائِم " يااا مالذي فَعلتـ... " هو صمَت كُلياً حِينما حَدقت بِه الاخرى بِـ حِدَة صارِخة بِه " قُلت لَك إخرَس " 


تايهيونغ حالِياً يَشكُر إلَهُه ويَحمِدُه مِئة مَرَة أن مَن يَحرُس كِلاهُما ذو نَومٍ يَستحِيل إيقاظُه بِـ سُهولَة فَـ صَرخة جيني الان تَكادُ تُحيي المَيت مِن قَبرِه 


جيني تَوسطت خَصرُها بِـ ذِراعاهُا غاِضبة لِـ تتفحَص الِزنزانَة جَيِداً ، لَمحت تِلك القِطعة الحَديدَة التي كادَ هوسوك أن يَنهش بِها جَسد زَوجِها صَباحاً 


خَطت ناحيتُها لِـ تتناوُلَها وتحدِق بِها لِـ ثوانٍ مَعدودَة ، إستَدارت لِـ تايهيونغ ذو المَلامح المُرتَخيَة والمُتَوتِرة ، هو حَرفياً خائِف مِن صَغيرُته المُشتَعِلة


نَظرت جيني لَهُ لِـ تدنوا ناحِيتهُ سَريعاً وتقِف امامهُ رافِعة يَدُها التي تَحمِل الحَديدَة بِـ مُستَوى لابأس بِه " وااه ، هَل سَتقتُليني الان ! " تايهيونغ نَطق وهو يُراقِب يَد جيني والتي بِـ مُتناوَلِها 


جيني فَقط تَجاهَلت سُؤالِه لِـ تصَوِب بِـ حَدقيتها عَلى مِعصَم تايهيونغ الايمَن مُثبِتاً بُندِقيتيهِ هُناك ، رَفعت يَدُها عالِياً مُهيئاً اياها لِـ يُغمِض الاكبر عَيناه بِـ قُوَة


شَد عَليهُما بِشدَة حِينما إستَرقت اُذناهُ ذَلِك الصَوت القَوي الناتِج عَن إلتِحام حَديد بِـ آخَر ، لَم يَلبث وإذ بِه يَشعُر بِـ يَدُه تَسقُط آرضاً 


فَتح عَيناهُ تَدريجياً رامِشاً بِهُما مَرات مُتتالِيَة مُحاوِلاً إستِعاب الامر ، صَمت قَليلاً لِـ يُحدِق بِـ جيني التي سَتكَسِر قُفل اليَد الاخرى " لِما لَم تَفعلي هَذا سابِقاً ؟ اخبريني لِما انتَ غَبية وذَهبت لِـ جلب المَفاتيح اللعينَة ؟ "


نَظرت لَهُ جيني بِـ حِدَة لِـ ترفع حاجِبهُا مُستَنكِرة ، هي حالِياٌ تفكِر بِـ كَسر وإقتِلاع عَضلات زَوجِها السُداسِيَة بَدل القَفُل ، وبِـ ذَلِك سَـ ترضي رَغبتُها بِـ تَذوق آحد عَضلاتِه المَشدَودَة وآكلِها 


" كَلِمَة اُخرَى وسَتَموت عَلى يَدي انا لا هوسوك " حَذرُته مُقتَرِبة مِن وَجِهه مَع مَلامِح جِدَية حادَة بِـ دَرجة مُخيفَة ، آعاد الاكبر راسُه لِلخلف ناظِراً لِلجانِب بَينما يُفكِر داخِلياً ' غَضب القِطط حَقاً مُخيفّ وشَرِس ' 


قَلبت جيني عَينيهِا لِـ تقوم بِـ كَسر قُفل اليَد الاخُرى بِـ ضَربةٍ قَويَة وحادَة ، وبِـ ذَلِك إنقَسم القُفل لِـ نِصفين لِـ تَسقُط يَد تايهيونغ يَتبعُها جَسدُه الذي وَقع ارضاً عَلى رُكبَتيهِ تَحديداً


آغمَض عَيناهُ لِـ يُقوِس ظَهرُه بِـ خِفَة مُتألِماً ، جيني حَدقت بِـ الحَديدَة التي بِـ يَدِها ثُم بِـ زَوجِها لِـ تشهِق وترميها بَعيداً ، سَريعاً قامَت بِـ الانحناءِ لَهُ مُلتَقِطة وَجهِه بَين كَفاها سائِلة بِـ قَلق " حَبيبي هَل انتَ بِـ خَير ؟ " 


فَتح تايهيونغ عَيناهُ لِـ يَنظُر لَهُا بِـ نَظراتٍ تَحمِل جُزء مِن الاندِهاش " جيني هَل انتَ مُنفَصِمة ؟ " آجابُها بِـ سُوالٍ آخر لِـ تضرِبُه جيني بِـ خِفَة عَلى صَدرِه مُحتَضِنة اياهُ بِـ قُوَة


" لايَهُم الان ، إشتَقتُ لَك ايُها الغَبي " شَدت عَليهِ مُعبِرة عَن إشتِياقُها لِـ تغمِض عَيناهُا مُسقِطة بَعضاً مِن الدُموعِ التي تَدُل عَلى سَعادَتِها وإشتِياقُها لِـ زَوجِهل بِـ آنٍ واحِد 


تايهيونغ كَذِلك آخفَض جُفناه لِـ تَجحب الضَوء عَن سَودويتيهِ مُحتَوياً جَسد جيني بَينما ذِراعاهُ المَخدوشَتين والمُحمرتين بِـ قُوَة


رُغم عَدم شُعورِه بِـ هُما هو لَم يَمنع نَفسهُ مِن الشَد آكثر فَـ آكثر عَلى عَشيقُته مُلقياً بِـ ذاك الالم اللاذِع في الجَحيم " إشتَقتُ لَك ايضاً ، بِـ عَدِد الدُموع التي ذَرفُتها بِـ سَببُك "


آخِر ما تَفوه بِه الاكبر سِناً اُذنان جيني لَم تُرحِب البتَة بِـ كَلِماتِه إبتَعدت عَنهُ فاغِراَ لِـ فاهِه بِـ خِفَة ، تايهيونغ بَكا بِـ سَبِبها ! وذَلِك قَطعاً آخر شَئ قَد ترغب بِه


قامَت بِـ مُحاوطَةِ وجهِه مِن جَديد لِـ تنطِق بِـ عَدِم تَصديق وسُرعَة شَديدَة إستَولت عَلى كَلِماتُها " هَل ذَرفت دُموعاً بَـ سَبَبي حَقاً ؟ " اومئ تايهيونغ بِـ راسِه فَقط مُتَرِقباً لِـ وَجِه جيني التي إرتَخى عُبوسِها مُظهِراً مَلامِحاً ذابِلَة وشاحِبَة


إرتَفع جُفن تايهيونغ  وبِـ ذَلِك عَيناهُ بَدت بِـ وَسِعٍ ضُعف حَجمِه الطَبيعي حالَما اطلَق جيني شَهقاتٍ باكِيَة ودُموعٍ إزدادَت بِـ كِمياتٍ مُتكاثِرَة 


حاوَط وجنتيهِا هو الاخَر لِـ يَنظُر وَسط عَينيها الغارِقَة بِـ مِلاحةُ مِياهُها الكَثيرَة " لِما تَبكيت ؟ هَل آذيتُك ؟ " بِـ هَمسٍ خافِت سآلُها ذو نَبرةٍ عَميقَة مُصاحِباً إبهامُه الذي يَمسِح عَلى وَجنتِها بِـ رِقةٍ 


اومئت جيني بِـ سُرعَةٍ كَـ إجابَةٍ لِـ سُؤال الذي إزداد تَوسُع عَيناهُ مُنصَدِماً ! مَالذي فَعلَهُ لِيجَعُل حَبيبُته تبكي وتشهِق هَكذا ؟


" مَالذي فَعلتُه ؟ انا آسِف لَم آقصِد ذَلِك أياً كـ... " قاطَعتهُ جيني بِـ وَضعِه لِـ إبهامِها عَلى شَفتاه مُوقِفة اياهُ عَن الحَديث بَينما تحرِك راسُها لِلجانِبين دَلالَةِ نَفيِهغ " هِششش ، انا مَن عَليها التأسُف "


تايهيونغ رَفع حاجِبُه مُتَعِجباً مِن تَقلباتِ جيني الغَريبَة والمُثيرَة لِلتَعجُب فِعلاً ، وَضع يَدُه عَلى خاصةِ صَغيرُته مُبعِداً إبهامُه عَن شَفتيهِا بِـ بُطِئ بَعدَما خَلفَ قُبلَةً خَفيفَة عَلى باطِنُها


بِـ حَركتِه تِلك إزدادَ بُكاء جيني التي وَضعت يَدُها عَلى فَمِها كاتِمة لِـ شَهقاتِها التي بَدأت ذو صوتٍ خَرجَ عَن سَيطرتِها


تايهيونغ إستَغرب بِشدَة سَبب بُكائِها المُفاجِئ لِـ يُحاوِط وَجنتهُا الشاغِرَة بِـ كَفِه الاخر " هِششش لا تَبكِ ، جيني فَتاة جَيِدة " نَطق بِـ نَبرةٍ دافِئة ولَينَة آستَطاعت إختِراق قَلب الصغيرة بِـ كُل سُهولَةٍ 


جيني رَفعت مُقلتهُا مُقابِلاً بِها خاصَة زَوجِها الهادِئَة ذاتِ النَظرات الثابِتَة تَكادُ تُخلِف ثُقوباً في بُندِقيتيهِا مِن شِدَة سُكونِها ونَظراتِه الثاقِبَة لَهُا


تايهيونغ بِـ هُدوءٍ قَرب راسُه مِن خاصةِ المُقابِلة لهُ لِـ يُحَتويها بَين كَفاها مُقَبلاً عَيناهُا الدامِعَة لِـ يَستطعِم مُلوحتِها ، وما مِن جيني سِوى حَجب بُندِقيتيهِل مُستُقبِلاً ما إختَرقهُا مِن إحاسِيس عَذِبَة


" جيني فَـ..تاة سَـ..سَئة " نَطقت الصَغيرة عابِراً شَهقاتِها التي خَلفت خُدوشاً بِـ حَديثُهل وآتَفلت كَلِماتُه التي باتَت مُتَقطِعَة 


هي آبعَدت ذاكَ الحاجِب عَن مَعشوقَة زَوجِها لِـ ترضي مُرادِها عَن طَريق تَحديقُها بِـ السَوداء خاصِته " هي جَـ..جَعلت تاي تاي  يَبكي بِـ سَببِها " آكمَلت بِـ هَمسٍ يُكاد تايهيونغ إلتَقط آحرُفها وجَمعُها لِـ يَفهمُها بِـ شَكلٍ جَيِد 


تايهيونغ رَمش ثَلاثُ مَراتٍ ذاتُ زَمن مُتباعِد ، حائِراَ بِـ هَذه الكائِنة الجالِسة آمامُه الان ! نَبرتِها ومَعالِم وَجهُها في الحَديث كانَت سَبباً كافِياً بِـ تَشتُتِه وحَيرتِه مُصاحِباً ضَياعِها وشُرودِها بِه


آنزَل يَداهُ مِن راسِ جيني لِـ يَضعُها خَلفَ ظَهرِها ساحِباً اياها الي صَدرِه بِـ عِناقٍ قَوي تكادُ تشعِرُ جيني بِـ آضلُعِها الصَلبَة التي إستَقبلت خاصتَه بِـ إلتِحامٍ قَوي


نَبضاتِ كِلاهُما إمتَزجت ودُمِجت لِـ تُخلِق مَعزُوفَةٍ آظافَت جَواً رُومنَسياً وهادِئاً بينهُماً ، كِلاهُما آغَلق عَيناهُ بآنٍ واحِد بِـ رَغبةٍ جامِحَة مِنهُما في الهُروب مِن الواقِع الذي لا مُحال سَـ يُفرِق بَينهُما ويَبعِدَهُما مُجَدداً 


تايهيونغ حَشر راسُه في رَقبةِ جيني مُستَنشِقاً رائِحتُها  ، قَبلُها عِدة قُبلات خَفيفَة وسَطحيَة لِلغايَة ، بِـ الكاد شَفتاهُا لامَست جِلدِه


إبتَعد عَنهُا تَدريجياً لِـ يَنظُر ناحِية التي بَدأت بِـ فَرك عَينيهِا مُبعِداً الدُموع عَنها ، آخفَض سُوديتيهِ ارضاً لِـ يَصمُت لِـ لَحظاتٍ مَعدودَة قَبل أن يَنطُق " اُسقُطي جيني "


جيني نَظرت لَهُ بِـ إستِغراب بَينما تفرُك عَينيها بِشِدَة ، وقَد بَدت بِقِمَةِ لَطافتِها بِـ مُحياهُ ا لتي تحاوِل التَوصُل لِـ تَرجمَة صَحيحَة لِـ كَلمةِ تايهيونغ " قُلتُ لَكي اُسقَطي "


جيني اومئت مُستَغرِبة لِـ تدفع بِـ جَسدِها لِلخَلف وبِـ ذَلِك هي سَقطت عَلى مُؤخِرتُها بَعدما كانت سانِدة ثِقلُها بِـ رُكبَتها ، هي تَتتبَع تايهيونغ الذي بِـ صُعوبة وَقَف بَعدما سَعل بِـ خِفَة


الاكبر بِـ تَرنُخ إقتَرب مِنهُا لِـ يَنحَني ويَضع آحد يَداه تَحت فَخذان جيني التي شَهقت بِـ خِفَة حالَما وَجدت نَفسُها مَحمولاً مِن قِبل الاخر " تايهيونغ ماذا تَفعل ! أنزِلني انتَ مُصاب " بِـ ذُعر وقَلق شَديدان قالت جيني بَينما تحرِك قَدمها في الهَواء بَعدما حاوَطت رَقبة الاخَر بِـ ذِراعهُا


" حانَ وَقت حَملي لَك وإستِنادُك عَلي " بِـ هُدوء وإبتِسامة خافِتَة تايهيونغ قَد آتلَى جُملَتِه التي آخمَدت نِيرانِ قَلب الصغيرة التي ثَبتت بُقعتِها مُرسِلاً نَظراتٍ مُحِبَة وفَخورَة بِـ زَوجِها الذي بَرهن لَهُا بِـ كَلِماتُه انهُ حَقاً رَجلُها 


هي إندَفعت نَحوه بِـ قُوَة حاشِرة راسُها بِـ رَقبتِه لِـ تتمسك بِه بِشدَة " قُلتُها لَك سابِقاً وساُعيدُها الان " بِـ صوتٍ مَخنوق جيني نَطقت جراءِ راسِهل المَدفون عَميقاً بِـ رَقبةِ زَوجِها


" قُوليها " قالَ تايهيونغ بِـ قلبٍ وانفاسٍ مُظطَرِبَة بِـ شَكلٍ آزعجُه وزادَ مِن مُعدِل تَعرقُه رُغم أن السِجن بارِد كَـ اللعنَة الي أن صَغيرُته تجعلُه في فوضَة حَواسٍ عارِمَة ، وذَلِك ماجَذبهُ بِـ جيني ! انهُا مِن بَين الجَميع هي مَن تهِز كَيانُه وتثبِتهُ بِـ مُجرد حَركاتٍ عَفويَة مِنها ، جيني حَقاً انسانة مُميِزة وجِداً بِـ النِسبةِ لَهُ


آبعَدت الصغيرة راسِها عَن عُنقِ حَبيبُها لِـ تنظُر ناحِيَة سَودويتاهُ خِصيصاً ، راغِبة بِـ جَعِل ماسَـ تُتلِي بِه شَفتاهُا ذو وَقعاً وتاثيراً كَبيراً عَلى الاكبر " انتَ .. رَجُلي " إبتِسامتُها الفاتِنَة والتي سَبق وآسر بِها زَوجِها 



تايهيونغ بَطلُنا الوَسيم هو الان لَيس مُتواجِداً مَعنا هُنا الان ! عَزيزُنا روحُه المِسكينَة هاجَرتُه لِـ تَطير عالِياً مُتَعَديَة الغُيوم بِـعُلوِها لِـ تَجلِس تَحديداً فَوق كَوكِبنا مُعلِنة رَسمياً انهُ آصبحَ مِلكُها ، جيني مَلكهُ العالِم بِـ آسرِه الان ! 



جيني شَعرت بِـ الرَيبَة والقَلق حِيالَ زَوجِها الذي مُنذ 6 دَقائِق تَقريباً وهو عَلى حالِه المُتَجمِدَة والثابِتَة دُون أي مُلامِح تُؤكِد ان هَذا الجَسد بِه روح تَسكنُه ، كًما قُلتُ لَكم روحُه حَلقت بَعيداً 


لِذا هي هَزتهُ بِـ خِفَة هامِسة بِـ قَلق تَغلَل نَبرتُها الخافِتَة " تايهيونغ " القائِد قَضم سُفليتِه بِـ قُوَة لِـ يُحيي مُحياهُ بِـ سُؤالٍ دَوانُه ولازَمهُ طَوال فَترةِ غِيابُه وغَوصِه بِـ العالِم الاخَر


" جيني ~ " نَطق إسم صَغيرُته بِـ نَبرَة إقشَعر جَسد زَوجِته لِـ سَماعِها ، نَبرتُه كانَت غَريبَة لِـ دَرجةٍ آخافَت جيني التي اومئت لَهُ بِـ خِفَة " ماذا إن لَم آكون رَجُلك بِـ شَكلٍ كامِل ؟ " هو آخيراً آفصَح عَن ذَاك السُؤال الذي جَذبُهل واوقَعهُل في حُفرةٍ شَملت مَخاوِفاً عَديدَة حاصرَتهُ بِها


" ماذا ؟ " بِـ خَوف جيني تسائَلت فَـ تَقلُب تايهيونغ ونَبرتِه مُصاحِباً نَظراتِه الغَريبَة لَم يُعجِبهُا البتَة " ماذا إن لَم آعد رَجُلاً ؟ " تايهيونغ ظَن أنهُ وَضح ولَو قَليلاً الا انهُ فَقط زادَ الامر تَعقيداً عَلى زَوجِته التي عَقدت حاجِبيهُا بِـ إنزِعاج " تايهيونغ واللَعنة مالذي تَتفوه بِه ؟ مابِك تَغيرتَ فَجاة ؟ " 


" ذُكورَتِي لَم تَعُد بِ حَوزتي جيني " 


.


تعليقات

التنقل السريع