رواية تايني القائد السيئ 36

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية تايني القائد السيئ 36



" مَن الذي يَصرُخ هَكذا ! " جيني بِـ قَلقٍ سآلت هوسوك وهُما يَسِران بِـ مَمرات المَقر " الصُراخ قادِم مِن الاسفَل ، مِن السِجن " آجابهُا هوسوك مُستَغرِباً مَن قَد يَصرُخ هَكذا 


" آيمكُننا القاء نَظرة مِن فَضلِك ؟ "  نَطقت جيني طَالِبة مِن الاكبر وقَلبُها يَعلم جَيِداً لِمن هَذا الصُراخ العالي " هِمم لا ، لا اريدُك ان تَري هَكذا مَناظِر ، هي سَيئَة للغايَة بالاسفل " 


" لَقد رايتُ اسوء مِنها بالمُعسكَر هُناك ، رجاءاً اوبا " زَيفت جيني نَظراتِها اللَطيفَة لِـ جَلب مُوافَقةِ الاخر الذي تَنهد " حَسناً ، لَن نُطيل البَقاء "


اومئت جيني بِـ إبتِسامَة لِـ يُبعثِر هوسوك شَعرِها مُتَقدِماً ناحيَة السِجن ، كِلاهُما نَزل للاسفل وكُلما تَعمقوا كُلما ازداد صَوت الصُراخ والجَلد


ذَلِك ما جَعل مِن جَسد جيني يَرتجِف بِـ خِفَة ، هوسوك تَوقف لِـ يُوقِف جيني مَعهُ حالما عَلِم هويَةِ الصارِخ " لا داعي لِـ نَتقدمَ آكثَر "


" لِماذا ! " رَمشت جيني بِـ عَيناهُا مُستَغرِبة لِـ يُقابِلهُا هوسوك بِـ وَضعِه يَداِه عَلى كَتِفاها " سَيكون مِن الصَعب عَليك رؤيتَهُ بِـ تِلك الحالَة "


" اذاً لَم اُخطِئ ! " إبتَسمت بِـ حُزِن مُكمِلة " هو ؟ " هَمهم هوسوك لَهُا لِـ يَنطِق " إصعَدي للاعَلى انا ساذهب لِـ تَصفيَة بَعض الحِسابات مَعهُ " 


نَفت جيني بِـ راسِها لِـ تخفِضَهُ " اُريد رُؤيتَهُ ، اُريد تَحدي نَفسي ومُراقبتِه يَتألَم عَل ما اشعُر بِه مِن خَيبةٍ يَختفي ، اريد الدَعس عَلى قَلبي كَما يَفعل هو هوسوك " 


" تَستطيعين فِعلها جيني ، تَذكري انهُ لَيس زَوجِك الدافِئ هو لَيس تايهيونغ جيني " هوسوك نَطق مُبتَسِماً بِـ خِفَة لِـ يُربِت عَلى راسِ الصغيرة التي اومئت زاما شَفتيهِا داخِل فَمِها


الاثنان إتجهى ناحِيَة الزِنزانة التي يَقبع بِها تايهيونغ والذي للان لم يَكف عَن صراخِه ، دَفع هوسوك بِـ الباب ناحِيَة الامام لِـ يَتسنى لَهُ مَجال الدُخول 


" وَكم شُفِيت مُقلَتاي لِـ رؤتِها هَكذا مَنظر " هوسوك آردَف مُتَكِئاً عَلى مَدخل الزِنزانَة لِـ يَبتَسِم بِـ جانِبيَة نِهايَة كَلِماتُه حِينما نَظر تايهيونغ ناحِيتَهُ


بادَلهُ تايهيونغ الابتِسامَة ذاتِها بازِقاً الدِماء مِن فَمِه " اهلاً اهلاً بِـ الخائِن " هوسوك إتجَه ناحِيتُه بِـ خُطواتٍ مُرتَزِنَة لِـ يَقِف مُقابِلاً لَهُ " مارايكُ بِـ إستَظافَتُنا ؟ إستَمتعتَ صحيح ؟ "


" سَيئَة لِلغايَة ، لَقد خابَت آمالِي ، آتَعلم لِـ لَحظة كُنتُ خائِفاً والمُشكَلة هي أن ماخِفت بِـ شأنِه لَم يَحدُث " تايهيونغ آجابَهُ بِـ مَلامِح يَطغوا عَليها الآسى تَمثيلاً ، رُغم انهُ بِـ وَضع لا يُحسَد عَليه لَكِن حَقارتَهُ تَغلِب آلمَه 


هوسوك إعتَدل بِـ إستِقامَتهُ لِـ يَخطوا لِلامام " سَيدي يُمكِنُك المُغادَرة ، سأتصَرف انا مَعهُ "هَمهم جون مُلقِياً السوط ارضاً قَبل أن يَرمُق تايهيونغ بِـ سَخطٍ ويُغادِر


الاكبَر دَنى ناحيَة تايهيونغ مُتَكتِفاً لِـ يَقِف مُقابِلاً لَهُ " إذاً قائِد تاي هَل نَبدأ بِـ المُقَبِلات اولاً ؟ ام نَدخُل مُباشَرة في الدَسم ؟ " 


تايهيونغ رَفع راسُه لَه بَعدما كان مُخفَضاً ، سَوديتاه تَختَبِئ آسفل جُفناه يُحاوِل إستِعادَة تَركيزُه " أتظُن أنكَ رَجُلاً الان ؟ اهههه يالهي انصَحُك بَدل أن تَبقى هُنا تَستعرِض امامي إذهَب وأجلِس بِـ المَنزِل فَـ الجِبال لا تَصلُح لامثالِك " 


عَقد هوسوك حاجِبيهِ نِسبتاً الي اُذناه التي لَم تَستحِب مانَطق بِه الاخَر وعَقلُه الذي تَرجم كَلِماتُه المُهينَة لِـ رُجولَتِه ، لِذا هو قامَ بِـ تَوجيه لَكمة قاسِيَة لِـ وَجِه القائِد الذي أرتَد راسُه لِلخلفِ


جيني شَهقت بِـ خَوفٍ وقَلق عَلى زَوجِها الذي حَرك راسُه للجانِبين كَـ مُحاولَة مِنه لِلحِفاظ عَلى وَعيِه وعَدم الاغماء ، عَض عَلى سُفليتَه بِقوَة مُتَمتِماً بِـ " انهُ يَستحِق " 


تايهيونغ نَفض راسُه بازِقاً ماتَكون بِـ فَمِه مِن دِماء لِـ يَبتسِم بِـ سُخريَة مُكمِلاً " انتَ تُؤكِد لي صِحَة ماقُلتُه ، لا شَئ يُؤكِد رُجولَتُك غَيرَ صَديقُك آسفَل بِنطالُك ، او رُبما مُزيف هو الاخر ؟ " 


هوسوك شَد عَلى قَبضتَهُ بِـ قُوَة " يَكفي ، انتَ تَتجاوز حُدودَك " صارِخاً بِـما نَطق هو قامَ بِـ لَكِم الاخَر ضَرباتٍ مُتَتالِيَة 


تايهيونغ أغمض عَينيه لِـ يَشِد عَليهُما مُستَقبلاً ضَربات الاخر القاسِيَة بِـ رَحابة صَدِر " الَدلـ..يل الثـ..اني هـ..و غَـ..ضبُك وإنِفعالُك ، فَـ..لو كُنتى رَجُـ..لاً وَاثِقاً مِن ذَلِك لَما كُنتَ شَـ..كَكتَ بِـ..نَفسُـ..ك وغَـ..ضِبت " آردَف القائِد وَسط الضَربات التي تَتلاقَها وَسامَتُه 


الاكبَر سِناً زَمجر غاضِباً وبِـ قُوَة لَيس مِن كَلِماتُه إنما مِن الابتِسامة التي يُعطيها لَهُ ، هي نَفس تِلك الابتِسامَة التي رآها بِـ ثَغرِه وهو يَغتَصِب ويَقتُل فَتاتُه 


نَظر حَولُه لِـ تَقع حَدقيتاهَ عَلى قُطَعة حَديدَية صَلبةَ ، خَطى ناحِيتُها لِـ يَحمِلُها راغِباً بِـ صَفع جَسد القائِد بِها ، تَقدم ناحيَة تايهيونغ الذي نَظر لِما تَحمِلهُ يَدان المُقابِل لَهُ وبِـ ذَلِك إبتِسامَتهُ التي مَقتُها الاخر آخذت طَريقُها بِـ كامِل آيرياحِية سَلكت فَكهُ وذَقنُه وُصولاً لِـ شَفتيهِ الدامِيَة


هوسوك كادَ أن يُعطيهِ ضَربة قاسِيَة قَد تَسُبِب في عَجزَه وشَلَلهُ او رُبما تَنهش عِظامَهُ فَـ الحَديد الصَلب القاسي لَيس بِـ الشَئ السَهل


" تَوقف ! " جيني صَرخت بِه راكِضة ناحِيَتهُ لِـ تمسُك بِـ يَد الاكَبر مُنزِلاً اياها بَعدما كانت مُمركَزة عالِياً " اوبا نَحنُ بَشر ، ولانِنا كَذلَك نَحن لا نَفهم كَلمات الوُحوش المُفتَرِسَة فَـ هي بِـ طَبيعَة الحال لا تَنتمي لَنا " 


جيني آردَفت مُحاوِلاً تَهدِأة الاكبَرِ سِناً بَعدما تَلقت نَظرَة حادَة مُخيفَة مِنهُ لِـ مُقاطَعتِه ، تايهيونغ بِـ هُدوء حَدق بِـ جيني التي تقابِلَهُ بِـ جانِبُها


إبتَسم بِـ سُخرِيَة حِين إستِماعُه لِما نَطقته زَوجِته ، رائِع هو آصبَح وَحشاً الان بِـ نَظرِها ! آحسنتَ كيم تايهيونغ الذي آردتَ أن تَكون الافضَل بِـ نَظرِها هي الان تراك وَحشاً مُغتَصب وقاتِل


لِما الحَياة لَعينَة ؟ آرادَ فَقط كَسبُها والاكتِفاء بِـ حُبِه لهُا وحَدُها هَل الرَب قَرر مُعاقبَتَهُ عَن طَريقِه ؟ ولِـ تَعلم أن ' المَلائِكَة لَن تَكون بَين آيدي الشياطِين يَوماً ' 


تايهيونغ شَرد بِـ آفكارِه كَثيراً وهو يُراقِب وَجها مَلاكِه التي نَظرت لهُ هي الاخرى بِـ عُقدَة خَفيفة آعلى آنفِها جَعلتُها مُثيراً بِـ نَظِر زَوجِها مُمِيلاً بِـ راسِه الذي هو يُكافِح وبِجهُد لِـ حَملِه فَـ كامِل آعضائُه تَصرخ الان


" لِـ نَخرِج اوبا " نَبست جيني بَعدما حَدق بِـ تِلك السَوداء الهائِمَة والتي حَتماً سَـ تَتسَبب بِـ ضُعفِها وخُضوعِها لَه لِذا هي ترغب بالهُروب الان ، تَراجَعت خُطوتان لِلخلف قَبل أن تستَدير مُغادِرة الزِنزانَة ركَضاً


كُل مِن هوسوك وتايهيونغ تَتبعَاها الي أن إختَفت مِن امامُهما ، الاكبر آعاد نَظرُه ناحية الاصغر الذي لايَزال نَظرُه مُعلَق عَلى المَخرج " لا تَعلم مَدى سَعادتي وآنا اراقِبُها تضيع مِن بَين يَداك إرباً إرباً " 


القائِد نَقل حَدقيتاهُ لِـ يُوقِعها عَلى هوسوك " ارى القَذارَة تَعبث في عَقلِك ، اُحذِرُك ألا جيني أياكَ ثُم إياكَ الاقتِراب مِنهُا ولَمسِها بِـ شِتَى الطُرق مَهما كانَت تَذكر أني لَن آصمُت وَقتُها "


" ولِما لا ؟ جيني فَتاة مُتكامِلة مِن كُل النواحِي و أظُن انهُا آدَركت أخيراً أن سَفاح مِثلُك لا يَليق بِـ مَلاكٍ مِثلُها ، أنتُما مُتضدان تَماماً ، فَـ الماء سَيطفِئ النار وهَذا مافَعلَتهُ صَغيرتي بِك " 


هوسوك نَطق مُبتَسِما بِـ جانِبيَة وبِـ ذَلِك هو وَصل لِـ مُبتغاه مِن إبتِسامتُه تِلك وهو إثارَة غَضب وإسِتفزِاز المُقيد امامُه


" حَذرتُك فَقط جَرِب ، لَن يَكون صَعباً علي التَحُرر مِن هَذِه القُيود ، واظُنك تَعلم مَن هو تاي " القائِد نَبس مُتحِركاً بِـ نَواحِ عَديدَة يَرغب بِـ فَك قُيودِ يَديهِ


هوسوك رَفع يَدُه مُربِتاً بِـ خِفَة عَلى خِصلات الاخر الغُرابيَة لِـ يَتحدث مُتجاهِلاً نَظراتِه الحارِقَة " ساعود لاحِقاً لِـ نُكمِل حَديثِنا ، مَلاكي تناديني " خَتم حَديثُه بِـ ذاتِ الابتِسامَة لِـ يَهُم بِـ الخُروج مُغلِقاً الزِنزانَة خَلفِه 


تايهيونغ تَحرك بِـ عُشوائِيَة هُنا وهُناك مُحاوِلاً تَحرير يَداه وقَدماه المُقيَدتان بِـ مُنتصَف الغُرفَة ، هو تَقريباً مُعلَق مُنتصَفها 


... 



صَعِد هوسوك حَيثُ جيني التي فَرت هارِبة ناحِيَة الحَديقَة ، كانَت جالِسة فَوقَ احِد صُخورِها مُحَدِقة في الارض بِـ شُرود ، إستَقر الاكبر جانِبُها لِـ يُحاوِط كَتِفاهُا " لا اظُن ان الارض تَستَحِق شُرود بُندقيتك بِها " 



إستَفاقت جيني مِن شُرودِها لِـ ترفِع ثِقل حَدقيتها ناظِرة لِلاكبر الذي إبتَسم لَهُا بِـ إشراقٍ " هيا جيني لا تَحزني ، لا شَئ يَستحِق عُبوسَك وغِياب مُستَطِيلُك عَن شَفتاك "


إلتقطت جيني آحد العيدآن المَرميَة ارضاً بِـ عُشوائِيَة لِـ تبدأ بالرَسم والتَخطيط بِها عَلى التُراب آسفلِها


" صَدُق تايهيونغ عِندما قال '  الأحرُف مِن السَهل أن تُكوِن جُملَة جَيدَة الفَهمِ جيني ، الأفعَالَ لَم تَكُن يَوماً لِتُقارَن بالكَلِمات ' عَلِمتُ ألان صُعوبَة تَحمل آقوالِك " نَطقت الاصغر وقَد عادت لِـ شُردِها الذي آغرقُه وآفهَمهُ مَعنى كَلِمات زَوجِها الذي سَبق واخبرَهُا بِها


" كُنتُ مُخطِئة اوبا ، لَستُ مُستعِدة بَعد لِلدَعس عَلى قَلبي والقَضاء عَليهِ ، الامر صَعب وجِداً ، لا اُريد الابتِعاد عَنهُ " رَفعت بُندقِيتها التي بَرقت بِـ مَسحوقِها لِـ تكمِل " لا أستَطيع رُؤيتِه يَتعذب ويتألم هَكذا ، اوبا انا اُريدُه " 


تَنهد هوسوك بِـ خُفوتٍ لِـ يُمسِك بِـ يَد جيني مُبعِداً العود مِن بَين كَفِيها " لا يُمكِنُك التراجُع الان جيني ، إن عُدت لَهُ راكِضاً وكأن شَيئاً لَم يَكُن عِندها لَن يَتعلم و سَيظُن انك مَعه دائِماً وتُشجَعِيهُ على الخَطأ ، تَذكري انكَ نُقطَةِ ضَعفِه وبِـ إبتِعادك عَنهُ سَـ تُساهِمين بِـ دَرجَة كَبيرَة في تَغييرُه وإنتقائِه للطَريق الصَحيح " 


" حَقاً ؟ هَل آفهَم مِن حَديثُك انكُم لَن تَقتلوه ؟ " تَسآئَلت جيني بَعدما آبعدت مابِـ آطرافِ عَينيها مِن لُؤلُؤ زادت بُندقيتهُا لامعاناً " في الحَقيقَة لا اعلم القَرار لَيس بِـ يَدِنا ، بَعد يَومين سَنقوم بِـ إرسالِه لِلمَدينَة والقَضاء هُناك سَيحكُمون عَليه ، إما بالاعِدام او السَجن لِـ فَترة لَاباس بِها "


" ماذا ! إعدام ؟ ماذا إن آعدَموه ؟ اوبا لا يُمكِن ذَلِك لا تَدعهم " تَحدثت جيني نافِية بِـ راسِها بِـ سُرعَةٍ ودُموعِها بَللت عَينيها مُجدَدا فَور تَخيلِها شَكِل تايهيونغ مُعلَق عَلى حَبلِ المِشنقَة 


" لا يُمكِنُني فِعل شَئ ، اسِف جيني لَكِنه يَستحِق والقاتِل يَجب أن يَنال جَزائُه اخبَرتني انكَ سَتكوني قَوِية وسَتكونين مَعنا لِـ تَحقيق العَدالَة وآخذ حَق المَظلومين مِنهُ " 



دُموع الصغيرة آخَذت تَسقُط واحِدَة تُلو الاخُرى وهي تستَمِع لِـ مايقُولِه الاكبر الذي خِتام حَديثُه وَضع يَدُه عَلى كَتِفان الغارِقة بِـ دُموعِها الصامِتَة " قُوتُك تِلك اظهِريها الان ، حَياتُك لاتَتوقف عَليهِ جيني ، انتَ تَستحِقين آفَضل مِنهُ ، فَقط فَكِري بِـ ذَلِك ولَن تَتألمين عِند رَحِيلِه صَدقيني " 


بَعدما آنهى هوسوك كَلِماتُه الخانِقَة والتي مَقتت جيني وَقت سُقوطِها عَلى مَسامِعها هو وَقف مُستَديراً لِـ يُغادِر الحَديقَة تارِكاً الصغيرة خَلفُه


" صَحيح حَياتي لا تَتوقَف عَليهِ ، لَكِن قَلبي يَفعَل ، إن لَم يَكُن تايهيونغ يَستَحقُني إذاً لا يُوجَد مَن يَفعل ، لَيتَكُم تَعلمون حَقيقتَه وحَقيقَة رِقتِه ودِفئِه ، بِـ سَببِكُم حَبيبي آصبَح مُتَوِحِشاً عَديم الانسانِيَة ، بِـ سَبِبكُم ، تَستحِقون جَميعُكم المَوت لا هو " 


مَشاعِرِها التي تَتدفَق داخِلُها والتي بَدأت تَفيض تَدريجياً هي وَحدُها كَونت كَلِماتُها التي لَم تشعُر هي بِـ شَفتاها حِينما قامَت بِـ تَليِها بِـ نَبرةٍ هامِسَة باكِيَة لَكِن ثابِتَة


هي بَقت جالِسة عَلى حالِها لِـ فَترةٍ لَيست بِـ القَصيرَة فَـ اللَيل سَقط عَليهِا ودُموعِها لَم تَغرُب ولا تَزال حاظِرَة وبِـ قُوة ، بُكائِها صامِت وهادِئ لِلغايَة ، رُغم كَونُها تشعر بِـ خَنقةٍ شَديدَة الي انهُا لا ترغب بِـ طَلقِ شَهقاتِها  بَل تَركتها حَبيسَة


... 


" لَقد سَمعتُ ذلِك الخائِن يَقول انَهُم سَـ ياخُذونَه لِلمَدينَة بَعد يَومين وهُناك قَد يُقومون بِـ إعدامِه "


" حَسناً ، جَهزا نَفسيكُما سَنهَجِم عَليهُم ونَسترِجج تاي وَقت رِحلتِهم لِلمَدينَة " 


... 


حَالِياً جيني تجول في مَمرات المَقر دون وِجهةٍ مُحَدَة ، هي سَمحت لِـ قَلبِها بِـ قِيادَتِها وآخذِها الى حَيثُما يَرغب هو


الساعَة تَتعدى الحادية عشر لَيلاً ، الجَميع قَد غادَر لِـ مَنزِله عَدى الحُراس وهوسوك الذي بِـ مَكتبِه يَعمل عَلى آحد المَلفات 


خُطوَة تَليها الاخُرى وها هي جيني تنزِل مِن فَوقِ السَلالِم التي تِؤدي الي السِجن ، مَضت قُدماً ناحِيَة الزِنزاتة التي تَقبع بِها نَبضاتِه مُتجاهِلة تَماما اؤلاءك السُجناء الذين يَندهون عَليها وآخرون يَتغزلون بِها


وَصلت لِـ مُبتَغاهُا آخيراً لِـ تقِف امامَ قُبضانِ الحَديد الفاصِلَة بَينُها وبَين عَيشقُها المُقابِل لَهُا والذي هو حالِياً في سُباتٍ عَميق هارِباً مِن آلم جَسدِه الذي لَم يَعُد يَشعر بِه


آمسكت بِـ بآحد القُبضان مُتفَحِصاً زَوجِها الذي هو بِـ حالةٍ يُرثَى لَها لا يُوجَد مِنطقَة بِـ جَسدِه سَليمَة خَاليَة مِن النُدوب ، كَذِلك وَضعيَة نَومِه والتي تَكون واقِفَة وراسُه مُتدلى للجانِب 


عَضت عَلى شَفتُها السُفلى شاعِراً بِـ قَلبِها يَتمَزق ويَتقطع لاشلاء لِـ حالَةِ الاكبر المُثيرَة لِلشَفقَة ، دُون شُعور مِنها آطَلقت شَهقَة باكِيَة وبُندقيتها لَم تُزاح عَن نَبضِها النائِم


وبِـ ذَلِك تايهيونغ جَعد جَبينُه بِـ خِفَة لِـ يَتحرك قَليلاً بادِئاً بِـ فَتح عَيناه الذابِلَة ، جيني وَسعت عَيناها لِـ تضع يَدُها عَلى فَمِها مُتَنحية جانِباً لِـ تختَبِئ خَلف الجِدار 


عَقد القائِد حاجِيباه مُتَفحِصاً البُقعَة التي كَانت جيني مُتواجِدة بِها ، إبتَسم بِـ سُخريَة عَلى حالِه ناطِقاً " انظُر الي ماوَصلتَ اليهِ تاي ، بِـ سَبِبها آصبحتَ مُثيراً لِلشَفقة ، لَيس هَذا فَقط آصبحتُ آتخَيلَهُا ايضاً ، هَذا عَظيم " 


آعاد إغمَاض عَيناه مُجَدداً لِـ تطِل جيني بِـ راسِها عَليه مُبتَسِمة بِـ حُزن يَعود آصلِها لِلانكِسار " آسِفه تايهيونغ ، انا حَقاً اسِفه لَكنك آذيتَني بِـ طَريقَة بَشِعَة رُغم ذَلِك انا لَن آدَعهُم يَعدِمونَك "


مَسحت دَموعِها لِـ تدير جَسدَها بِـ غِيَة التَقدُم ، لَكِن ما صَدمَهُا هو تَواجُد جَسد ضَخم امامُها ذو قامَة طَويلَة وهائِلَة والتي هي عَلمت ان هَذِه الهَيئَة تَعود لِاحَدِ الحُراسِ هُنا


رَفعت راسُها لِلحارِس الذي بِـ دَورِه يُحدِق بِها بِـ جُمودٍ ومَلامِح مُخيفَة ، رَمشت جيني بِـ بَراءة مَع إبتِسامَة مُرتَبِكَة لِـ ترفع يَدُها مُلَوِحة بِها بِـ خِفَة " مَرحباً " 


حَسناً ، إنتهَى الامر بِـ صَغيرُتنا مَسجونة بِـ رِفقَةِ زَوجِها حِينما ظَنهُل الحارِس جَاسوسة او ماشابِه " يااا اخبرتُك اني لَستُ جاسوسة ، اخرجني مِن هُنا " تَحدث الصغيرة مُجلِباً الضَوضاء بِـ صَوتِها الشِبه عالي بَينما تمسِك بِـ قُبضان الحَديد وما عَلى الحارِس غَير تَجاهُلِها والوقوف بِـ شُموخ امام الزِنزانَة 


تَنهدت بِـ يأس لِـ تستدير وتنظُر لِـ تايهيونغ الذي لا يَزال نائِماً وبِـ عُمق رُغم وُضعيتِه الغَير مُريحَة الي انهُ مُتعَب حَد اللَعنة 


عَبست مُحياها لِـ تاخِذ بُقعَة صَغيرة تَحتوي جَسدُها الضَئيل الذي تَكوَر عَلى نَفسِه مُحدِقة بِـ الاكبر الذي لَم يَعُد بِـ مَلامِح واضِحَة بِـ سَبب الدِماء التي تَطغى عَلى وَجهِه


قَضمت سُفلِيتُها لِـ تبقى مُدَة لاباس بِها تراقِبُه بِـ قَلبٍ مُرتَجِف ، ترغب بالخُضوع لَهُ والركَض ناحِيتُه لِـ فَكِ قَيدِه وإحتضانُه قَوِياً 


اغلَقت جُفناها تَزامناً مَع سُقوط دَمعةٍ صَمدت طَويلاً داخِل جُحِرِها لِـ تَسقُط آخيراً ، إنتَفضت بِـ خِفَة حِينما سَعل الاكبر آثناء نَومِه لِـ تفتح عَيناها ناظِراً لَهُ


آخفضت راسُها لِـ تعيد إغلاق عَينيها مُتجاهِلاً قَلقِها وخَوفِها وإرتِجاف قَلبِها ذُعراً ، لَكِن عَلى مَن تكذِب ؟ فَور تَكُرر سُعال زَوجِها الذي إستَمر طَويلاً هي وَجدت نَفسِها واقِفة امامُه 


رُفعِت يَداهُا المُرتَجِفَة لِـ تُكوِب وَجِه الاخر بِـ عَينان مُهتَزة ويَدان مُرتَعِشَة ، كانَت غايَة يَداهُا تَفقُد ولَمِس وَجهِه ، لَكِن شَيئاً لَعيناً مَنعَها لِـ تشد عَلى قَبضتها مُنزِلاً اياهُما 


آمالت بِـ راسِها ترغب بِـ جَعلِ ذاتِها وأناتيتُها الراغِبَة بِه أن تَرضى وتَرحمَهُا مِن إظطرابِ مَشاعِرها ، فَقط بِـ جَعلِها تُمعِن النَظر بِه


آنزَلت جَسدُها اَرضاً تَزامنا مَع سَودويتا الاكَبر التي بَدأت تُفتَح تَدريجياً لَكِنها سُرعان ما أغلِقَت كَونهُ غَير حَركتُه حينما آرتَد راسُه لِلخَلفِ لِـ توسِع جيني عَيناها واقِفة بِـ سِرعَة


آمسكَت بِـ راسِ زَوجِها لِـ تعيدَه لِـ وَضعِيتِه الصَحيحَة بِـ حَذرٍ شَديد وعِند إذ تايهيونغ كَشف عَن مُقلتاه لِـ تُقابِلهُ خاصَة جيني القَلِقَة والتي سَريعاً إلتَقطت خاصِتها لِـ يَجمَعهِما ذاكَ التوصُل الاشبَه بِـ المِغناطيس


فَرقت الصغيرة بَين شَفتاها بِـ خِفَة لِـ تشد عَلى راسِ الاكبر الذي تَحتويه يَداه ، إبتَسم تايهيونغ بِـ وَهنٍ هامِساً بِـ نَبرةٍ تَركت آثراً حارِقاّ بِـ مُنتصَف قَلبِ الصغيرة التي إهتَزت بُندقِيتهُا لِـوَهلة


" لَم اكُن اعلم أن الوَهَم يُنافِسُك بِـ جَمالُك واقِعاً جيني ، لِـ تاتي لي دائِماً ايها الوَهم انا بِـ حاجِتُك " تايهيونغ خَتم حَديثُه بِـ إبتِسامَة خَفيفَة لِـ يُغمِض عَيناهُ بَعدها عائِداً لِـ سُباتِه فَـ هو شِبه واعٍ 


بُندقِيتها بَقت تُحدِق بِـ فاهِ زَوجِها الذي بَدأ بِـ سَحبِ تِلك الابتِسامة بِـ بُطئ ، آفلتَت راسِه بِـ حَذر لِـ تخفِض خاصِتها مُعتَصِرة عَيناها بِـ شَدِه لاغماضِها 


" لِما عَليك قَول ذَلِك وإيلامي آكثر مِما انا عَليهِ ؟ لِما انتَ لَعين وتَسحبُني لِـ صَفِك دائِماً ؟ تايهيونغ انتَ واثِق مِن انك لَست ساحِراً والقيتَ آحد لَعناتِك عَلي ؟ حُبي وعِشقي لَك لَيس طَبيعياً الهَوس وبَدأ يَتخلَى عَني بِـ سَبِبك ، ماذا اُسمي ما اكُنه تِجاهِك اذاً ؟ "


نَبست جيني وَسط دُموعِها بَعدما رَفعت راسِها مُحدِقة بِـ وَجِه تايهيونغ بِـ نَبرة مُرتَجِفَة  مَشاعِر تُطالِبهُ بِـ تَسميتُها بِـ إسم تَستِحقُها وتَليقُ بِـ عَظمتِها


إختَل توازُن حَدقيتها لِـ تَقع وتَنحدِر ناحيَة الاسفَل مُفكِرة بِـ إجابة لِـ سُؤالِها الذي حَيرَهُا لِـ مُدَةٍ طَويلَة ، هي وَجدتها آخيراً لِـ تبتَسِم بآلِم إفتَك آيسرِها


" الخَطيئَة ، نَحنُ نَتعذَب ونَتألم لِارتِكابِنا لِـ خَطيئَة شَنيعَة ، وهاهو الحالَ مَعي الان انا اتألم واحتَرِق ، اتعَذب وانكَسِر ، اتَدمَر واتناثَر في سَبيل خَطيئَة حُبي لَك ، لَم اظُن أني في يَومٍ ما ساحمِل مَشاعِر جَميلَة ودافِئة ناحيَة شَخصاً ما ويَنتهي بِها الامَر أن تَكون بِـ زمنٍ آصبحَت فيها خَطيئَة ان تحب شخص ويحترمك ، الامَر فاق تَوقعاتي تايهيونغ ، فاقَه لابعَد الحُدود ، صَبرتُ بِـ كِثَرة لِكن قَدماي لَم تَعودا قادِرتان عَلى حَملي آكَثر ، تَعبتُ حبيبي صَدقني تَعبتُ ، لَقد سَقطتُ والان حانَ دَورُك لِـ حَملي وإستِنادي عَليك ، انتَ رَجُلي تايهيونغ رَجُلي الذي آعتَمِد عَليه ارجوك لا تَخذُلني مُجَدداً وتَتركُني واقِعاً ارضاً هي بارِدَة ومُظلِمَة ، انتَ تَعلم جيندوكي خاصتَك تخاف الظَلام وَحدُها " 


مُزامِناَ لِـ انتِهاء حَديث جيني وإفصاحِها لِـ مَشاعِرها التي هي لا تعلم بِـ حَد ذاتِهل أن كُل ذلِك الالم كانَ يَكبُت داخِلها ، دَمعة مُتَمرِدَة إنزَلقَت مِن وَسط مُستَدِيرتَى تايهيونغ الذي وبِـ جَوارِحه إستَمع وشَعر بِـ كُل كَلِمَة آتَلت بِها الصغيرة التي آطَلقت العِنان لِـ شَهقاتِها واضِعاً كِلَى يَداها عَلى عَيناهُا


فَتح عَيناهُ مُحَدِقا بِـ مَحبوبِته وَكَم كَرِه حَقارَة القَدَر وقَلبِه للادَوارِ والذي جَعلُه مُقيِد الان لا يُمكِنه إحتِواء جَسد صَغيرُته والتَخفيف عَن آلمِها


' انتَ رَجُلي تايهيونغ ' هاتان الكَلِمتان كَان لَهُما وَقعاً عَميقاً ومُحبَباً جِداً لِـ قَلب تايهيونغ الذي شَعر بِـ مَعنى قِيمتُه ورُجوليِتُه لَدى زَوجِته الواقِعة لابعَد الحُدود لَهُ 


بَلل الاكبر شَفتيهِ الجافَة والمُشَققَة عَن طَريق لَعقِه لَهُما لِـ يَنطِق بِـ صَوتٍ آجِش ذو نَبرةٍ غَليظَة عَشِقت جيني سابِقاً سَماعِها والخُلود بِـ نَعيم نَبرتِها 


" انا اُحِبُك " 


.

.


تعليقات

التنقل السريع