رواية تايني القائد السيئ البارت 34

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية تايني القائد السيئ البارت 34


" عَلينا قَتلُها " 



" ماذا ؟ " بِحدَة نَبس كَلِمتَه المُستفَهِمَة ، يُطالِب الاخَر بارجاع مانَطق بِه او هو لا مُحال سَـ يَتهور ويَقترِف شَيئاً لَن يُعجِب آحَداً 


" كَما سَمعت ، عَلينا قَتلُها ، قَليل مِن الضَرب والتَعذيب مِن قِبلِهم وهي سَتكشِف آمرُنا وجَميع مُخطاطِنا امامهُم " تَحدث الرَئيس مُقرِباً النَبيذ مِن شَفتيه لِيرتَشِفه دُفعَة واحِدة حالَما آنهى حَديثُه 


تايهيونغ بَقى فَقط واقِفاً يُحدِق بِه بَينما يَشِد عَلى كِلتَى قَبضتاه يَكاد يُخلِف جَروحاً عَميقَة بِـ كَفاه ، دون آية كَلِمة هو استدار مُغادِراً الخَيمَة مُشَوش الذِهن


غَير عالِم ماهي حالَتُها الان ؟ هو لَيس غاضِباً رُغم أن الاخَر طالب بِقتل زَوجِته ، هو فَقط حَزين مَكسور الخاطِر ، لايَستطِيع التَنفُس بِـ شَكلٍ صَحيح دُون وجود اُكسجينِه


الان هو عَلِمَ قِيمَة جيني جَيداً ، عَلِمَ انهُ بِـ دونِها صَحيح يَستطيع العَيش والاكمال لَكِن رَوحِه سَتغادِر جَسدَهُ كَما غادَر قَلبه بِـ نَبضاتِه


وَقف بِـ مُنتصَف المُعسكَر مُغمِضاً لِـ عَيناه ، فَرق بَين شَفتيه كَـ مُحاولَة لِـ كَسب الاكسُجين والتَنفُس بِـ شَكل صَحيح ، قَبضَتى يَديَه قَد ارتَخيتَى تَدريجياً


رَفع جُفناه عَاليا مُظهِرا سُوديتاه المُحمَرة بِشراسَة ، رَمش عِدة مَرات مُميلاً بِـ راسُه بَينما يَنظُر لِِـ جيمين الواقِف عَن بُعد مِترين مِنه


جيمين كان يَتدرب عَلى آصعَب التَدريبات التي تَعلمُها صَباحاً لَكِنهُ لا يُتقِنُها ، يَستَمِر بالعُبوس بِـ لُطف بَينما يَتذمَر ويَلعن حَينما يَقع ارضاً " رائِع ضَحِكتُ عَلى جيني عِند فَشلِها بالاتقان جَيداً واصبَحت مكانُه الان "


شَهق بِـ ذُعر حَينما آمسَكت بِذراعِه تِلك اليَد الخَشِنَة ساحِبتاً اياها لاحضانِه ، وسَع عَينيه مُحاوِلاً دَفع الذي إحتَضنهُ دون سابِق إنذار الا انه عَبثاً فالمَعني يَشدُ عَليه بِقوة " يااا مالذي تَفعلُه ايها المُتحرِش دَعني ، يووونغي " 


" جيني هل انتَ بِـ خَير ها ؟ مَتى عُدت صَغيرتي هَل آذوك ؟ هُم لَم يَفعلوا لَك شَيئاً سيئاً صحيح ؟ " تايهيونغ الذي آبعد جيمين عَن احضانِه سآل دِفعَة واحِدَة بَينما يَتلمس وَجه المُنصدِم ويَتفحصُه بِـ عَينان شَديدتَى الاحمِرار ومَلامِح ذابِلَة وقَلِقَة حَد الجَحيم 


جيمين بَقى يُحدِق بِـه بِـ صَدمَة وذُهول ! هَل قائِدُه جُن واخِيراً لِـ يَبدأ بِـ تَخيلِِه عَلى انهُ فتاة وايضا جيني ؟


" مابِك صامِتاً هَكذا اجيبي لا تخافي اُقسِم ساحرِقهم جَميعاً فَقط لاجلِك مَلاكي " خِتام كَلِماتِه هو كَوب وَجه جيمين بَين كَفيه العَرضين ، تَقريباً وجَه جيمين إختفَى بَينهُما 


يونغي الذي كانَ عَلى مَقرُبَة مِنهَما إقتَرب مِن كِليهِما مُمسِكا بِذراع تايهيونغ لِـ يَسحبهُ عَن جيمين " سَيدي عُد لِـ رُشدِك انهُ لَيست جيني ، هَذا جيمين " 


تايهيونغ نَقل نَظرُه لَه لِـ يُنزل بِـ سَودويتاه اَرضاً " اوه ، جيمين " اومئ لَهُ يونغي بِـ خِفَة لِـ يَسحَب القائِد ذِراعُه خاطِياً ناحِيَة خَيمَتُه 


جيمين رَقت عَينيه بالدُموع لِـ يُنزِل راسُه " رُؤيتِه بِـ هَذِه الحَال المُزريَة تُؤلِم قَلبي هيونغ ، لَم اعتَد عَليه هَكذا " يونغي آبعد نَظرُه عَن ظَهر تايهيونغ لِيحطُه عَلى جيمين


تَنهد لِـ يَسحبهُ لِـ حُضنِه مُتمسِكاً بِه " إنهُ يَمرُ بِـ وَقتٍ صَعبٍ ولا يَجِد مَن يَقِف مًعهُ ويُسانِدُه ، هو يَتسمِر بابعادي رُغم اني اعلَم انهُ مُحَطم كُلياً لَكِنه يُكابِر ولَن يَعترِف البَتة " 


جيمين تَشبث بِـ هُيونغِه بِقُوة لِـ يَدفِن راسُه بِـ عِنقِه " هيونغ هل ستعود جيندوكي ؟ " سآل وداخِلياً يَعلم ان آمر عَودة صَديقُته ميؤوس مِنها تَقرِيباً


يونغي إبتَسم لِـ يُبعِد جيمين عَنه مُمسِكاً بِـ كِلتى كَتِفاه لِـ يُحدِق بِـ عَينيه الدامِعَة " فَقط قَليلاً بَعد وتايهيونغ سَيُفجِر الدُنيا بِهم " 



تايهيونغ دَخل خَيمتُه لِـ يَجلِس عَلى الارضيَة بَينما يُحدِق في الفراغ ، إبتِسامَة صَغيرَة نَمت علَى شَفتيه عِند تَذكُرِه لاحدَى تَصرفات جيني اللطيفة والتي دائِماً ماكان يَبتِسم عَليها خَفاءاً


تَليها قَهقه مِنه لِـ تلك الذِكَرى التي راودتَهُ عَن حَركات صَغيرَته المُضحِكَة ، انهاها بتِلك الدُموع التي سَقطت مِن سَودويتاه لِـ تَتحول قَهقَتُه اللَطيفَة الي بُكاء هِستيري حادٍ 


وَضع يَدُه عَلى فَمِه عاضاً على اصابِعُه بِـقُوَة مُحاوِلاً كَتم شهاقتِه ونَحيبه الذي بدأ يَعلوا ، وَجهَه إحمَر كَـ عَينيه التي لم تَتوقف عَن ذَرف كَميات مُتتاليَة مِن بِـلورات اللؤلؤ النادِرَة 


شَعر بِـ شَخص دَخل لِـ خَيمتِه لَكِنه فَقط تجاهَل الامَر مُكمِلاً بُكائُه عَلهُ يُخرِج ذاك الحِمل الذي بات ثَقيلاً جِداً لِـ يَحمِلهُ قَلبُه ويَحتويه اكثَر


راسُه قَد تَموضع عَلى صَدر ذِلِك الشَخص الذي هَمس بِـ صَوتٍ دافِئ " يُمكِنُك البُكاء هُنا " 


تايهيونغ فَقط تَجاهل كُبريائُه ومَكانَتُه التي تَمنعُه مِن البُكاء امام اي شَخص مَهما كان ، هو رَمى بِـ كُل شَئ بِـ قاع المُحيط مُتشبِثاً قَوياً بِـ قَميص الذي يأوي راسُه بِـ صَدرِه


اغمَض عَينيه لِـ يُطلِق العِنان لِـ شَهقاتِه و يَغرِس راسُه بِـ صَدر الاخَر آكثَر إن آمكَن ، الرَجُل شَعر بِـ آلم يُداعِب قَلبِه ويَعبَث بِه جَراء بُكاء القائِد المُتألِم


هو سَبق وآقسَم ان الحَجر سَيبكي يَوماً لَكن القائِد تاي البارِد القاسِي لَن يَبكي البَتة ، لَكِن هاهو ذا يَبكي الان بَين احضانِه ويَتشَبث بِه كأنِهُ والِدُه سَيترُكهُ ويَرحل


حاوَطه بِذرَعاه بِـخِفَة مُربِتاً عَلى ظَهرِه مُتمتِماً بِـ بَعض الكَلِمات المُهدِئَة " جيني سَتعود تايهيونغ ، انتَ سَتُعيدُها وتَقتُلهُم جَميعاً لانهُم آبعَدوها عَنك ، عَليكَ ان تَكون قَوياً كَي تُجهِز نَفسك جَيداً وتَذهِب لِـ جَلبِها لاتَضعِف الان هي بِـآمس الحاجَة لَك حَالِياً " 


" لَم ا..أستَطِع انقاذُها وسـ..سَحبِهل مـ..مَعي ، انا جَبان خـ..خِفتُ عَلى رُوحي وتَركتُ قـ..قَلبِي " وَسط شَهقاتِه وبُكائِه نَطق تايهيونغ مُتشبثاً آكثر بِـ قَميص الرَجُل 



" لَست جَباناً تايهيونغ ، فَكِر بالامَر لَو انَك عُدت لَهُا لَـ كُنتما الاثنَان مَيِتان الان ، تَراجُعك لايَعدُ جُبن او خَوف مِنهُم إستَخدم عَقلِك بِـ امُور كَـ هَذِه لا قَلبُك ، لَم اعهَدك بِـ هَذا الضُعف اين ذَهب تاي الصَلب كـ الحَجر ؟ "


كَان وَقعُ كَلماتِه مُحفِزاً لِـ تايهيونغ الذي لِـ وَهلة شَعرَ بالاستِياء مِن نَفسِه التي خَضعَت لِـ قَلبِه ومَشاعِره لِـ تَجعل مِنهُ ضَعيفاً مُثيراً لِـلشَفقَة


شَهقات القائِد قَد تُوقفَت تَدريجياً لِـ يُخفِف مِن شَدِه عَلى قَميص الاخَر ، ابعَد راسِه عَن صَدرِه مُتورِد الوَجنتين ، شُعور الخَجل مِن نَفسِه داهَمهُ لِـ يُلَوين لَهُ خَديهِ ويُغادِر


" انتَ بِـ خَير الان ؟ " نَبس الجالِس بِـ جانِبه لِـ يُومِئ تايهيونغ بِـ خِفَة قَبل ان يَنظُر لِـ عَينان الاخَر " شُـ.. شُـ.. شُـكـ.. * ايشش لَعينَة لاتود الخُروج * " 


" هههههه عَفواً عَفواً " نَطق مُقهقِهاً لِـ يَمُد يَدُه ناحِيَة وَجهُ القائِد بِـغيَة مَسِح دُموعِه العالِقة بآهذابِه ، تايهيونغ عَقد حاجبيه لِـ يَلكُمهُ عَلى وَجهِه فَورما لامَست انامِل الاخَر بَشرَتُه " لاتَلمِسني يا لَعين " 


بَعدها هو وَقف ماسِحاً دُموعَه بِخشونَة ناظِراً بِـ حِدَة ناحِيَة الذي آمسكَ فَكهِ بآلَم لِـ يَنطِق مُمثِلاً التَفاجُئ والانبِهار " وااه عادَ تاي "


" كُل مارايتُه الان وسَمِعتَهُ مِني سَتنساهُ حَرفاً حَرف ، إعتَبِر نَفسك لَم تَرى شَئ آتسمع ارام ؟ " تايهيونغ اردَف بِـ حِدَة وبُرود شَديدان وكانُه لَيسَ نَفس الرَجُل الذي كانَ يَبكي بِـ حَرقَة وغَزارَة قَبلَ قَليل 


" لاتَخف مِن هَذِه الناحِيَة ، المُهم انكَ بِـ خَير وآفرغتَ حِمل قَلبِك الان " نامجون تَحدَث بَينما يَقِف مُقتَرِباً مِن جَسِد الاصغَر تَليه تَربيتُه عَلى كَتِفهُ الايمَن


القائِد نَظر ناحِيَة تِلك اليَد التي تُربِت عَلى كَتفِه لِـ يُعيد حَدقيتاهُ عَلى وَجهِ الاخَر ، هو قامَ بإمساكِها لاوِياً اياها خلف ظَهر صاحِبها هامِساً " مَالذي لَم تَفهمهُ مِن جُملَة لا تَلمسني ؟ "


نامجون تآوه بآلم مُصاحِباً إغماضِه لِـ عَينيه لِـ يَردِف " آآآه لاتَكُن عِدائياً ياهَذا ، اسحَبُ كَلامي فَـلتَعُد لَيِناً " 


تايهيونغ رَفع حاجِبُه بِـ غَيرِ رِضَى لِـ يُفلتَهُ " يُمكنُك الانصِراف " بَعد نُطقِه اعطَى الاخَر بِـ ظَهره مُشابِكاً يَداه لِـلخلفِ


نامجون حَدق بِـ ظَهرِ الاصغَر لِـ مُدَة لَيست بِـ قَصيرَة لِـ يَتنفَس بِـ قُوَة قَبل ان يَتكلم " يُمكِنُك ان تَثِق بِي ، ساساعِدُك لارِجاعِه "


تايهيونغ ادارَ راسُه ناحِيَة نامجون بِـ حاجِبيان مُقطَبان لِـ يُكمِل الاخر كَـ نَوع مِن التحفِيز إستَقبلتها اُذنان الاصغر " يَدان تُصفِق آفضل مِن واحِدَة " 


" آثِق بِك ؟ " بِـ صِغَة سُؤال نَبس الاصغر سِناً مُميلاً بِـ راسِه قَليلاً ، نامجون اومئ مُقتَرِباً مِن جَسدِ تايهيونغ ناطِقاً


" قَد لاتُصدِقُني لَكِنك تَعني لِي حَقاً ، لا احبُ رؤيَتك بِـ هَذِه الحالَة المُنكَسِرَة ، تايهيونغ انت حَقا بِـ مَثابةِ اخٍ صَغير لي رُغم اني لا املُك ، قَد نَكون عَلى غَيرِ وِفاق ونَتشاجَر دائِماً لَكِن ذَلِك لا يَعني آني امقُتك واريد التَخلُص مِنك " زَفر انفاسُه التي حَبسُها طَوال فَترةِ حَديثُه لِـ يُنزِل راسُه ناظِراً ناحيَة اصابِعُه


" بالعَكس انا مُعجب بِك بِـشِدَة وبِـ شَجاعتِك وقُوتَك رُغم صِغرِ سِنك " رَفع راسُه مُحدِقاً بِـ الذي عَناه بِـ حَديثه وكَلِماتِه التي خَرجَت مِن قَلبِه بِـ صِدقٍ


تايهيونغ ظَل يُحدِق بِه بِـ نَظراتٍ هادِئَة لِـلغايَة رُغَم انهُ لايُنكِر صَدمَتهُ ودَهشتهُ لَكِنهُ فَقط بَقى هادِئاً مُلقي كامِل اهتِمامُه وجَل تَركيزُه عَما يَقولُه الذي عَينهُ اخ صَغيراً لهُ


الوَضع بَقى هادِئاً بِـ شَكلٍ مُخيف بَينهُما فَقط يَتبادَلان النَظرات الصامِتَة لِـ يَتنهَد نامجون مُديراً بِـ جَسدِه بِـ غايَة المُغادرَة كَما طُلبَ مِنه قَبل مُباشَرة حَديثُه


لِـ وَهلَة هو شَعر بالنَدم عَن إفصاحِه لِـ مَشاعِره ناحِيَة تايهيونغ الذي هو يَعلم جَيِداً انهُ لَن يَتاثَر البَتة


لَكِنه لِلمَرةِ الثانِيَة اخطئ ! تايهيونغ قامَ بِـ امساكِ رِسغِه مُوقِفاً اياه عَن الحَركَة بِـ نُطقِه لِـ تِلك الثَلاث كَلِمات التي جَعلتهُ مَصعوقاً " اثِقُ بِك ، اخي " 


قَلب تايهيونغ إلتَمس صِدق احرُف الاكَبر سِناً والتي بِـ وُضوحٍ ظَهرت صادِقَة مِن عَيناهُ التي حَملت بَريقاً لامِعاً


إبتِسامَة طَفيفَة زَينت ثَغرُه بَعد نُطقِه لِما قالَهُ لِـ يُبادِلهُ نامجون الابتِسامَة ذاتِها مُخفياً دَهشتَهُ لِـ يَردف كِلاهُما مَعاً " سَـ نُرجِعهُ مَهما كَلف الامر "


... 


يَجتَمِع طاقَم مِن الاطِباء والمُمرضات حَول ذَلِك المُلقَى عَلى ذاك السَرير بِـ جَسدٍ تَكادُ تُغادِرهُا روحُها


يُحاوِلون بِـ جِهدٍ اعادَت تَنفُسِها المُنتَظِم ودَقاتِها التي اهلكَتها فَضاعَة البَشر ، هِي فَقط تَعبت مِن النَبض آكثر ، باتَت تتآلم فَقط مِن مُجرد إدائِها لِـ واجِبها


" واللعنَة هوسوك اخبرتُك ان تَتعامَل مَعهُا لا ان تُؤدي بِها الي الهاوِيَة " القائِد بِـ غَضبٍ واضِح نَطق ضارِباً الطاوِلَة بِـ قَبضتِه مُعاتِباً الواقِف امامُه مُنزِلاً راسُه 


" الخَطأ لَيس مِني سَيدي ، لَقد فَعلتُ مِثلما طَلبت مِني ، هي التي تستَمِرُ بِـ رَفض الاكَل ، مِنذ ان جَلبناها لَم تتناول شَيئاً " هوسوك نَطق مُوضِحاً مُتحاشِياً النَظر لِـ سَيِدهُ بَينما يَشِد عَلى حِزام سِروالُه


" آهه تباً " مُتنهِداً القائِد نَطق لِـ يَجلِس عَلى كُرسيِه مُكمِلاً " لايُمكِنُنا جَعلهُا تموت هَكذا ، هوسوك عِندما تستَيقِظ حاوِل مَعهُا ، اجلِس وتَحدث مَعهُا بِـ هُدوء وآقنِعهُا بالاكل فَـ بَعد كُل شَئ هي بَريئة هَدفُنا لَيس قَتلُها هي فتاة " 


" حاظِر سَيدي ساحاوِل جُهدي مَعها " 

...


مساءاً هوسوك دَخل لِـ تِلك الغُرفة التي تقبع بِها جيني طَريحة الفِراش بَينَما يَدهُا تَتصِل بِـ حَبل التَغذيَة ذاك عَلهُا يَمدُ جَسدَها بِـ بعضٍ مِن الطاقَة


اقتَرب مِنهُا بِـ خُطى ثابِتَة وبِـ يَدهُ تَقبع صِينية مَملوئة بِـ كِميات لاباس بِها مِن مُختلف الاطعِمَة ..


عَيناه تَنظُر ناحِية تِلك البُندِقية التي تَنظُر بَعيداً شارِدَة بإحدَى زوايا الجُدران ، تَنهد بِـ خُفوت فَـ مَلامِحُها وبَريقُها الساحِر لَم يَعُد حاظِراً


لَقد ذَبِلت بِـ قَسوةٍ ، إستَقر جَالِساً عَلى حافةِ السَرير هامِساً باسِم الصَغيرة الشارِدة " جيني ~ " المَعنية لَم تتعِب بُندقيتها آكَثر مِما هِي مُتعبَة بالنَظر ناحِية المُنادي


تَنهد مُجَدداً لِـ يَرفع يَدُه حاطاً اياها عَلى كَتِف جيني مُكَرِراً نِدائُه ، هو فَقط حَصل عَلى رَدٍ مُختصَر مِن الصغيرة " لا تَلمِس قَذِرة مِثلي " 


مِن خِلال رَدِها هوسوك عَلِم جَيِداً انهُ آذاهُا وبِـشِدَة عِـند نُطقِه لِـ ذَلِك مُسبَقاً ، ابعَد يَدهُ عَن كَتِفها لِـ يَعض شَفتهُ السُفلى بِـ نَدم .. 


هو لَيس سَيئاً كَما اعتَقدته جيني فقط الانتِقام آعمى لَهُ عَيناهُ وإظطَر لاِذاء مَلاكٍ بَريئة مِثلَها " جيني انا .. " قاطَعُته جيني  التي حَركت راسُها وقَررت اخِيراً زِيادَة مُعدل آلمِها وتَعبِها بالمُبادَرة بالحَديث آكثر


" انتَ ماذا ؟ هَل جِئتَ لِـ سَلب روحي ومُترَدِد ؟ آم انكَ خائِف ، لا تَقلق لَن آتي لِـ اُحوِل احلامَك لِـ كَوابِيس لَـستُ غاضِبة مِنك فَـ مَهما كان لَن آنسى مُساعَدتَك لي عَلى الذهاب الي الحَمام " صَمت قَليلاً لِـ يُقهقِه بِـسُخريَة " آرايتَ كَم اني تافِهه ؟ صَدق مَن قال ان امثالي لايَعيشون كَثيراً " 


ازدَاد شُعور النَدم لَدى الاكبر الذي انزَل راسُه مُتاسِفاً ، هو لَم يَكُن يَعلم ان جيني بِـ كُل هَذِه الرِقَة والطِيبَة لِـ يَحتَسِب مُساعَدتها علَى الذهاب الي الحَمام خَيراً عَليهِا


" لَيس هَكذا ، انا .. انا لَم افعَل ذَلِك عَبثاً لَدي اسبابِي " الاكبر اردَف مُخفِضاً راسُه كَـ مُحاولَة مِنه لِلهُروب مِن تِلك البُندِقيَة المُعاتِبَة " اسبابُك ؟ جَميعُنا نَعلم انَكُم تَكرهونَنا خِصيصاً تاي وتَودون إصطِيادُه بِـ شِتَى الطُرق اليَست هَذِه هي اسبابُك ها ؟ اجِب لِما انت صامِت "


اغمَض هوسوك عَيناه مُفرِقاً بَين شَفتاه لِـ ياخُذ آكبر كَم مِن الاكسُجين زافِراً اياه بَعدها يُحاوِل جَمع شِتات كَلِماتَه للافصاحِ عَن الكَثير للصَغيرة المُقابِل لَهُ


جيني بَقت هادِئة وصامِتة ترغب بِـ سماعِ رَد الاكبَر وتَفسيراتُه عَلُها تُرضيها " اسبابِي آكبَر مِن ذَلِك رُغم اني لا اُنكِر ان الذي قُلتهُ إحداها فَـ انتَ تَعلمين انَكُم خارِجين عَن القانُون وأن مُهجامَتُنا لَكُم شَئ صَحيح 100% " 


رَفع راسُه ناظِراً ناحِيَة جيني الصامِتة بَينما تحدق جانِباً تفكِر بِـ صِحَة كَلِمات هوسوك التي هي تعلمُها جَيِداً لَكنهُا تستمِرُ بِـ تَجاهُلِها


صَمت هو الاخر لِـ دَقائِق مَعدودَة قَبل أن يَستَجمِع شَجاعَتهُ مُلقِياً بِـ ذاك الالَم الذي خالَجهُ فَور تَذكَرِه لِما قَد جَعلهُ يَحقِد عَليهم ويَمقُتَهم آكثَر خِصيصاً تاي



" كُنتُ بِـ مُقتَبل عُمري مِثلي مِثل اي شابٍ يُخطِط لِـ بِناء عائِلَة مُتكامِلَة مَع نِصفِه الاخَر ، ذُقت ذُعراً لاستَطيع جَمع مالاً كافِياً لاستِئجار مَنزِل صَغير يأوينا رُغم انهُ كان مُهتَرِئاً وصَغير للغايَة الي انكَ لن تَستطِيع تَخيل سَعادَتُها بِه ، قُمنا بِـ اعادَةِ طِلائِه وفَرشِه وتَجهِيزِه لِـ يَومٍ انتَظرناهُ عَن كَثبٍ " 


هوسوك آردف بَينما يُحدِق بالفَراغ شارِداً بِـ ذِكريات الماضِي التِي لَم تُفارِق بالَهُ البَتة ، جُزء مِن ذاك السائِل المالِح يَملئ اطرافِ عَينيه بَينما جيني تستمِع لَهُ بِـ كامِل جَوارِحها مُحدِقاً بِـ مَلامِح الاخَر الذي يَبتِسم تارَة واخُرى مُحياه يَذبُل كُلياً


" اتى مَوعد تَجنيدي قَبل زِفافُنا واظَطررتُ لِلذهابِ بَعدما اقنعتُ نَفسي انَنا سَـ نَعيش آفضَل إن حَصلتُ عَلى وَظيفَة تابِعَة للدَولَة ، رُغم أن مَوعِد زِفافُنا كانَ قَريباً الي انها لَم تُعارِض عَلى ذَهابي بَل شَجعتَني وتَمنت لي حَظاً طَيِباً لِـ ياتي ذَاك اليَوم الذي ذُهبتُ بِه " 


" اَربع سَنوات وانا لَديهُم اتَدرب بِـ جِد لِـ حِمايَة وَطني مِن الارهابِ والدِفاع عَنهُ بِـ كُل ما امَلك الي أن خَرجتُ مِنهُ مُتعيناً كَـ جُندي رَسمي لَديهُم ، عُدت الي قَريتي سَعيداً مُتحَمِساً بِشِدَة لِـ مِشارَكَتِها سِر سَعادَتي وعَودتِي لَها مُنتَصِراً " إبتَلع غِصتَهُ التِي تَكونَت تَزامناً مَع بِـدايَةِ حَديثُه شاداً عَلى طَرفِ مَلابِسُه


" بَعدها ؟ " الصَغيرة نَطقت بَعدما بدات تتشوَق حَرفياً لِـمـا حَدث بَعد عَودةِ الاخَر " دَمارُ شامِل إحتَل نَواحِي قَريتي الجَميع يَركُض هُنا وهُناك هارِبين مِن مِيقاتِهم ، كُنت اركُض مَعهم عَل احَد يُجيبُني عَما يَحدث لَكِن عَبثاً آجمَع كانوا خائِفين ومُرتعِبين بِشدَة ، لَم البث وعَقلي بَدا يَستَوعِب الامَر .. مَن غَيرهُم ؟ بالطَبع هُم الارهاب " 


" لَم اشعُر بِـ قَدَماي الا وهي تَركُض ناحِيَة مَنزِلها مَشاعِر عَديدَة ومُظطرِبَة خالَجتني وَقتُها لِـ دَرجَة عَدم شُعوري بِـ المَسافة الشاسِعَة التي قَطعتُها ، وَصلتُ حَيث ماتَقبع عِندها فَقط تَمينتُ لَيتَني لَم اعَد وبَقيتُ هُناك مَع آحَلام اليَقظَة خاصَتي احَياناً بَشاعة الواقِع تُجبرك لِـلجُؤ لِـ مُخيِلتِك عَلها تُضِيف ولَو بِكم بَسيط مِن السَعادة الوَهمِيَة "


رَفع عَيناهُ الدامِعَة ناظِراً بِـ تِلك البُندُقِيَة اللامِعَة هي الاخرَى " آتَعلميت شُعور أن تَبني احَلاماً وبِـ كُل وَقاحَة يأتي شَخص يُحطِمها امامُك بِـ اشَنع طَريقَة قَد تَتخَيلُها يَوماً ؟ اجل هَذا ماحَدث مَعي تَحديداً ، قائِدُك تاي الذي تُحبِيه وتَخافين عَليهِ قام بِـ إغتِصابِها وقَتلُها امام عَيناي ، لَيس امَامي فَقط بَل عَلناً بِـ مُنتصَفِ الشارِع ، ذَلِك الشارِع الذي لَطالما شَهِد حُبنا واوقاتِنا مَعاً ماتِت بِه مُنذَلة بَعدَما عُرفِت بِـ عِفَتِها ونَقاوَةِ اخلاقِها قائِدُك بِـ بَساطَة دَمرَها ومَسح بِـ شَرفِها الارَض " 


آنهى كَلِماتِه صارِخاً بَعدَما تَمرَدت دُموعِه لِـ تَنهَمِر حِينما لَم تَستَطِع عَيناهُ إمساكِها آكثَر ، وَسعت جيني مُقلتاهُا بِـ صَدمَة لِـ تحرِك راسُها نافِياً " مـ..مُستَحيـ..ل تايهيونغ لايَفعلُها انا ا..أعرِفُه هو لـ..لَن يَتجرأ ويَمِس شَرف فَتاة "


" تايهيونغ ؟ هه هَـل هَذا إسمُه الحَقيقي ؟ " هوسوك بِـ نَبرة يَتغلَلُها السُخريَة تسآئَل ماسِحاً دُموعِه بِـ كَمِ قَميصُه لِـتومِئ جيني بِـ راسِها مُوافِقاً " قـ..قد تَكون اخَطأت بِه انا واثِقة انهُ لايَفعلُها " نَطقت بَينما دُموعِها هي الاخرى بَدأت بآخذ مَجراها


" لازِلتَ تُدافِعين عَنه ؟ اُخبِرُك اني رايتُه بِـ عَينان هاتان يَفعلُها دُون رَحمة ، اتَفِق مَعك انتَ لَم تَري او تَسمعي اصواتِ صُراخِها وتَرجياتِها بَينما هو يَستَمرُ بالضَحكِ عَلى حالِها فَقط لانَها فَتاة ضَعيفَة لاحَول لها ولا قُوة لِـ تَردَع وَحش مِثلُه " 



مَسح عَلى عَيناهُ بِـ قَسوَة لِـ يَقِف مُتكَلِماً " اظنُ أن اسبابي آكثر مِن كافِيَة لإجابةِ تساؤلاتِك ، لايَحِق لَكي لَومي فَـ لَو كُنت بِـ بَشاعَتِه لاغتَصبتُك كَما فَعل هو لَكِن لا لازِلتُ امَلِك مَبدأ اسِير عَليه " 


آنهى حَديثُه لِـ يَخرُج مِن الغُرفَة مُغلِقاً اياها ، تارِكاً خَلفَهُ جيني مُشَتتة بِقُوَة ، ماقالًهُ هوسوك كَوَن آثراً صادِماً بِـ ثَنايا قَلبِها العاشِق لِـ زَوجِها ..

... 


" لَقد قُمتُ بِـ قَتِل المِرسال الذي ارسَلهُ الرَئيس لِـ قَتِل جيني " يونغي تَحدث مُعلِما قائِدُه الجالِس بِـ رِفقَةِ نامجون يُخطِطان بِـ طُرق مُتعَدِدة لاستِعادَةِ المَعني


" هِمم عَمل جَيِد ، اُريدُك الان ان تُزيِف رِسالة بِـ انهُ قَد مات وانتَهى الامَر " تايهيونغ نَطق بَعدما رَفع راسُه مُحدِقاً بِـ يونغي وجيمين الواقِفان بِـ جانِب بَعضِهما


" امرُك " يونغي آنحَنى بِخفَة لِـ يَخرُج بَعدها مُتوِجهاً لِلقِيام بِما آمرَه سَيدُه " تَجهزوا مَساء الغَد عَلى جيني ان تكون بِـرِفقَتِنا " تايهيونغ اردَف بَعدما وَضع القَلم الذي كَان يُخطِط بِه فَوق الخَريطَة مُبتَسِماً بِـِخفَة


...


مُنتصَف الَليل حَيثُ جيني جالسة في بُقعَتِها ضَاماً رُكبتها الي صَدرِها سانِدة ظَهرُها عَلى الجِدار خَلفُها ، كَلِمات هوسوك لاتَزال تَتردد عَلى عَقلِها * قائِدُك تاي الذي تُحبِيه وتَخافين عَليهِ قام بِـ إغتِصابِها وقَتلُها امام عَيناي *


دُموعِها تَآبى التَوقُف عَن الانهِمار والسُقوط بِـ تَتالي كُل مايُفكِر بِه هَل تايهيونغ حَقا فَعلها ؟ هي لا يُمكِنهُا إسِتبعاد الامَر كَما تنفي صِحتَها فَـ آي شَئ تَستَطِيع تَوقعَه مِن عَديم الرَحمَةِ والانسانِيَةِ ذاك


اغمَضت عَيناها سَامِحا لِـ تِلك البِلوراتِ التي تَنتظِر دَورُها أن تَنزِل قَبل مَوعد وُصولِه " آخَر ماقَد آتَوقعَهُ مِن بَشاعَةِ آفعالَك أن تَغتصِب فَتاة ؟ انا خائِبة الامَال تايهيونغ خائِبة وبِشدَة " 


مَسحت دُموعِها لِـ تعِض شَفتَهُا السُفلى بَعدما غَزت عَقلُها آحَد الافكار التي رُبما سَتُؤدي بِـ حَياتِهم جَميعاً لِلمِحَك .. 


[ اليَوم التالي ]


القائِدان بِـ رِفقَة اليونمين قَد خَرجوا مِن المُعسكَر فَجراً بالسِر بَعدما آخذو حَاجياتِهم مِن آسلِحَة ومَخزون يَكفيهُم ويُعلُهم عَلى النَصرِ


هُم إتَجهوا الي حَيثما يَقبع العَسكَر الوَطني بَعدما تَم تَسريب مَكان مُكوثِهم مِن آحد الجَواسِيس التابِعين لِـ نامجون


" عِند وُصولِنا لا احَد يَدخُل مَعي ، ثَلاثَتكُم سَتبقون بالخارِج الي حين خُروجي مَع جيني واضِح ؟ " بِـ هَمسٍ تايهيونغ نَطق ناظِراً ناحية الطَريق الطَويلَة امامُه


" لَكِن تايهيونغ ماذا إن تَعَرضوا لَك وآمسَكوك بالداخِل ؟ آدخِل واحِد مَعك عَلى الاقل " نامجون بِـ كَلِماته عارَض ماقالَهُ القائِد الاصغَرُ سِناً خَوفاً عَلى ماقَد يُصيبُه وهو وَحدُه 


" لا وَحدي آستَطيع تَدبُر امرِي ، اذا دَخل مَعي واحِد مِنكُم لَن آستَطيع الخُروج والهُروب بِـ سُهولَة لِذا ابقُوا خارِجاً تَشغِلونَهُم "


تَنهد كِلا مِن نامجون ويونغي ليُومئ كِلاهُما بَينما جيمين يَنقُل نَظرُه بَين ثَلاثَتِهم يُفكِر ما إن كانَت جيني بِـخيرٍ ام لا


... 


طَرق بيكهيون الغُرفَة التي تمكُث بِها فاتِنُتنا لِـ يآتِيه رَدُها المُبحوح بالدُخول ، بيكيهون فَتح الباب لِـ يَطِل براسِه قَبل ان يَدخُل بالكامِل 


خَطى ناحِيَة جيني عارِجاً بِقدَمِه التي سَبق وتَلقى عَليها طَلقة مِن الجالِسة تحدِق بِه بِصمتٍ " انتَ بِخير ؟ " بِـ نَبرةٍ تَساؤلِيَة نَبس لِـ تهمهِم الاصغر فَحسب


" سَمعتُ ان هوسوك قَسى عَليك ؟ ، إعذِريه لَديهِ بَعض الضغائِن الخاصَة مَع تاي ، نَعلم انكَ بَريئة ولا شأن لَك بِما يَحدُث لِذا فور قَبضِنا عَليه سَنطلِق سَراحَك " بابتِسامة لَطيفة هو اردَف مُبعثِراً شَعر جيني الهادِئة بِـ شَكلٍ مُريب 


بَعدَها هو إبتَعد عنها مُتراجِعاً قَليلاً لِلخَلف " عُموماً جِئت لاطمَئِن عَليكي ، اراكَ لاحِقاً " إستَدار بِـغايَةِ المُغادَرة الي ان صَوت جيني أستَوقَفهُ " إنتَظِر "


" نَعم ؟ " بيكهيون آدارَ بِـ راسُه ناحِية جيني التي صَمت لِـ لَحظات وكانَهُا تفكِر بِـ تَمعُن فِيما سَتنَطُق " هَل حَقاً انتُم اُناس جَيدون ؟ " 


" ماهَذا السُؤال ؟ بالطَبع نَحنُ كَذِلك واجِبُنا حِمايَة الناس وحُقوقِهم مِن الارهَاب وأظُن انكَ آحد ضَحاياهُم فَـ انتَ تَبدين مُسالِمة عَلى عَكسِهم " 


اومئت جيني مُحرِكة راسُه ايجاباً لِـ تتحدَث مُشيحاً راسُها بَعيداً " اُريدُ التَحدُث مَع هوسوك ارجوك " هَمهم بيكهيون مُتقَدِماً مِن الباب " عِندما يَعود مِن القَريةِ ساُخبِرُه ان يُحادِثُك " 


... 


لَيلاً تايهيونغ ورِفاقَه كانوا مُختَبئِين خَلف آحد الاشجارِ العِملاقَة بَينما يُراقبون مَركز العَسكر بِـ تمَعُنٍ " نامجون انتَ سَتَقتُل الحُراس مِن الخَلف ، لاتَنسى وَضع الكاتِم ، يُونغي انتَ سَـ تُلقي بالقَنابِل لِـ تُشِتَتُهم فَور دُخولي ، و جيمين انتَ سَتبقى هُنا الي حِين خُروجِنا كِي تُدافِع عَنا إن اُصاب احدُنا مَفهوم ؟ "


الثَلاثة هَمهموا لِـ يَرتدوا رِداءاً اسَود طَويل ذو قُبعة تُغطي رُؤسِهم وآعينَهُم ، نامجون غَطى ملامِحهُ عَن طَريق الرِداء لِـ يَتجِه ناحِيَة الحُراس مِن الخَلف بِـ تروٍ 


... 


" سَمعتُ انكَ تُريدُيني ؟ " هوسوك آردَف بَعدما دَخل لِـ غُرفةِ جيني مُغلِقاً الباب خَلفهُ " هِممم ، إجلِس رَجاءاً " آجابت جيني مُعدِلة مِن صِحةِ جَلستَهُا بَينما تؤشِر عَلى بُقعَة فارِغة مُقابِلاً لَهُا لِـ يجلِس بِها الاخر


هوسوك إتخذ مًكانَه مُقابِلاً للصِغيرة التائِه وَسط افكارِها المُشتَتةِ " إذاً ما الامَر ؟ هَل تَشعُرين بِـ تَحسُن ؟ " بادَر الاكبر بالحَديث كَونهُ قَد لاحَظ وبِدقَة تَردُد الصغيرة وتَشتُتِها ..


" في الحَقِيقَة ا..انـا .. " اخفَضت جيني راسَهُا عابِثة باصابِعها غَير قادِرة عَلى إخراج ماقَد تَهيئ لَهُا سابِقاً لِـ تبوحَهُ للاخَر " تَحدثي لاتَخفي " بِـ نَبرةٍ هادِئَة جَعلت مِن ارتِباك الصغيرة يَختفي تَحدث هوسوك بِها


" ا..انا اسِفه ، اسِفه عَما فَعلهُ تايهيونغ بِـ حَبيبتُك سابِقاً ، لا اضَع اللَوم عَليك بِما فَعلتَهُ فانت مُحِق 100% حَتى أن قَتَلتَني لَن يَستطيع آحد لَومكَ فَما فَعلهُ ز..زَوجي لَيس هَيِناً "


بِـ صوتٍ خافِت وهادِئ للغايَة نَطقت جيني مُخفِضاً لِـ راسِها تكادُ تدخِلُه بَين ساقِيهِا " ز..زَوجُك ؟ " وَسع هوسوك عَيناه بِـ غَير تَصديق لِـ تهَمهِم جيني مُبتَسِمة بإنكِسار " تَقريباً ماحَدث مَعك حَدث مَعي لَكِن بِـ طُرقٍ مُختَلِفَة " 


" حـ..حَقا ؟ " هوسوك اردَف ولا يَزال غَير مُصدَق أن القائِد زَوج جيني فِعلاً ، لِـ سَبِب يَجهَلُه هو لايَمكِنُه التَصديق " قَبل سِت سَنوات تَقَريباً تَزوجنا انا و تايهيونغ ، لَكِن كَما قُلتَ انتَ ، احلامي كانَت كَبيرَة وبِشدَة حَول هَذا اليَوم ، اليَوم الذي سَيجمَعنا آخيراً بَعد صُعوبات قَساها كِلينا "


" هل إفتَرقتُما بِه ؟ آقصِد يَوم الزِفاف ؟ " سآل هوسوك بينما يُمعِن نَظرُه بِـ جيني التي تحدِق جانِباً ولاتَزال أبتِسامَة الانكِسار تَعتلي كَرزيتاه " آصبَت ، لَقد هاجَمُونا بِـ آكثر آيام حَياتي سَعادةً ، بِـ بُردَةِ آعصاب هُم قَتَلوا الجَميع وآخذوا زَوجي مَعهُم بَعدَما آصَابوني وآبعُدوني عَنهُ "




مَسحت دُمعَتهُا لِـ تزيِف إبتِسامَة واسِعَة ناظِرة ناحِيَة هوسوك " وبِما أننا جَميعاً نَعلم حَقارَة القَدر هو جَمعنا مُجدَداً لَكِن بِـ شَخصياتِ مُختَلِفَة ، فَقط بالنَظر مِن عَينيه عَلِمتُ انهُ لَم يَعد الذي احبَبتُه و تَزوجتُه " سَقطَت دَمعة اُخرَى مِن جُحرِها الواسِع لِـ تكمِل " هو الانَ مُغتَصِب قاتِل " عَضت عَلى سُفلِيتُها بِقوة مُتمالِكة نَفسِها المُوشِكَة عَلى الانهِيار ، للآن هي لايُمكِنهُا الاستِعاب وتَصديق ان زَوجُها مُغتَصِب 


هوسوك امسَك بِكَتفان الصَغيرة المُحَطمة كُلياً امامَهُ " آسِف لاجلِك لَكِن القَدر ارادَ هَذا هو لَن يَتوقَف عِند رَغباتٍ او اُمنياتٍ منا "


الصغيرة رَفعت راسُها مُحدِقة بالاكبَرِ سِناً بِـ عَينان لامِعَة بِـ سَببِ دُموعِها الثَمينَة لِيَصمُت هوسوك لِـ بِضع دَقائِق لاعِقاً شَفتَيهِ قَبل ان يَنَطق بِـ كَلِمات كان وَقعُها خَطيراً عَلى قَلبِ جيني التي لا تزال يَخفِق عِشقاً لِـ مالِكه



" مِن الجَيِد انكَ مُقتنِعة أنهُ لَم يَعُد نَفس الذي آحبَبتُه لانِي لن ارحَمَه عِند وُقوعِه بَين يَداي ... آعِدُك "


عِند إذ صَوت إنفِجار قَوي تَعالى بآرجاء المَركز لِـ يُخفِض كُل مِن جيني وهوسوك جَسدَيهِما واضِعين آيدِيهُما فَوق اُذنَيهِما كَرد فِعل طَبيعي مِن جَسدَيهِما


" لَقد آتَى " هَمست بِها جيني لِـ تنظُر ناحِيَة النافَذِة ثُم لِـ هوسوك الذي بالاصَل كانَ يُحدِق بِه " لا اظُن اني مُظطَر للاعتِذار عَما ساقترِفهُ بِـ زوجِك ، هو مَن آتى بِـ مُفرَدِه " 


شَدت جيني عَلى قَبضتاهُ عاضاً عَلى سُفلِيتَها بِقُوة " إفعَل " بِـ صُعوبَة بالِغَة إستَطاعت اخراج مانَطقتهُ بَعد صِراعات حَدثت بَين عَقلِها وقَلبِها فَـ هُما عَلى غَير وِفاقٍ حالِياً ، كِلاهِما يَتشاجَر وبِـ قَسوَة والضَحيَة هُنا هي جيني لا غَير 


وَقف هوسوك لِـ يُخرِج مُسَدسَهُ مِن خَلفِ سِروالِه حِينما إستَشعر بِـ خُطواتٍ قادِمَة ناحِية الغُرفة التي يَقبَعان بِها


هو قامَ بِـ سَحِب زِنادُه مُصَوِباً بِـ سَلاحِه عَلى مَدخل الغُرفَة وهو الباب المُغلق مُقابِلاً لَهُما ، مُنتَظِراً وبِقُوَة اللَحظة الحاسِمَة التي سَيَتواجَه بِها مَع آخَطَر قادَة الارهاب 


المُواجَهة هَذِه المَرة سَـتَكون غَير ، لَن يَكون القائِد وجُندِيه ، إنما قائِداً لِـ قائِد ..


دُفِع الباب بِـ قُوَة مِما تَسَببَ بإنكِسارِه وسُقوطِه ارضاً مُظهِراً مِن خَلفِه صاحِب الرِداء الاسَود مُخفَض الرأس ذو مُسَدسين تَحملهُما كِلتَى يَداه


هوسوك دون آدنى خَوف إختَرق الاخَر بِـ نَظراتٍ حادَة تَشتَعِل غَضباً وحِقداً ، تايهيونغ رَفع راسُه مَع إبتِسامَة جانِبيَة تُزيِن ثِغرَهُ بِـ ثِقَةٍ وَوقارٍ " مَلك المَوت حاظِر " 




نَبرتُه الثَخينَة بِـ نُطقِه لِـ جُملتِه الشائِعَة حِينما يَسرِق آرواحِ الغَير كانَت كَفِيلَة بآرسال مَوجات مُرتَجِفَة لِـ جَسد المُنحني ارضاً يُراقِب سَيدُه الذي لامُحال قَضى عَليهِ مِن هَولِ هَيبَتُه


" انهُ لَـ شَرف لَنا زِيارتُك مَلِكُنا " هوسوك اردَف راداً عَلى تايهيونغ الذي بِـ دَورِه آمال راسُه بِـ نَظرَة مُخيفَة حادةٍ سَيطرت عَلى سَودَوِيتاه الشَرِسَة " خائِن " نَبس شاداً على اسنانِه




" هه تَعلم في البِدايَة كُنت خائِفاً أن اُكشَف فَـحَسبما يَقولون ذَكائُك لايُستَهان بِه ، لَكِن إتَضح لي العَكس ، كان مُمتِعاً خِداعُك " بِـ إبتِسامَة جانِبيَة مُستَفِزَة هوسوك رمَى بِـ كَلِماتِه عَلى مَسامِع الذي ضَيق عَيناهُ غَير راضٍ تَماماً عَما إستَقبلتهُ اُذناه 


لِكنَهُ سُرعان ما إستَبدل مَلامِح الانزِعاج تِلك باُخرى ساخِرَة " ولـ تَعتَرِفوا جَميعُكم أن ذَكائي الحاد مَنعكُم مِن الوُصول لِـ مَقامي ، أظن عَليكم إقامَة حفلٍ هُنا فَـ تاي بِـ شَحمِه ولَحمِه دَعس عُتبَةِ مُعسكَرِكم " 


" اممم صَحيح ، مارأيُك أن ارُحِب بِك بِـ طَريقتُنا اللائِقَة بِـ مَقامِك حَضرة القائِد المُوقَر " الاكبَرِ سِناً تَكلم مُقتَرِباً بِـ بُطئ ناحِيَة الاصغر الذي بِـ دَورِه مَثلَ تَعابِير الحُزن بِـ بَراعة " آسِف لَكِن تَعلم انا مَشغُول وبِشدَة ، فَقط جِئتُ لاستَعيد غَرضاً يَخصُني هُنا ، دَعها المَرة المُقبلة "


جيني بِـ إنزِعاج عَقدت كِلا حاجِبيها كَـ رَدةِ فِعل مِن قَلبِها الذي لَم يُرحِب ويَستقِبل كَلمة " غَرض " البَتة ، هو رَفع جَسدُه واقِفاً بِـ مَسافَةٍ لَيست بِـ البَعيدَة مِن هوسوك مُلفٍتاً بِـ ذَلِك إنتِباه تايهيونغ الذي حَدق بِها فَور لَحظةِ وُقوفِها


سَوديتاه آخَفت عُتمَتُها المُخيفَة لِـ تُنير بَـعد ذَلِك بِـ لَمعةٍ ذاقَت ذُعراً مِن إشتِياقُها المُفرط لِـ بُندِقيتا الاصغر التي قابَلتهُ بِـ نَظرةٍ مُعتِمَة حادَة


هوسوك آمال راسِه لِـلجانِب ناظِراً ناحِيَة جيني لِـ يُعيد نَظرُه عَلى تايهيونغ مُستشعِراً وشاعِراً بِقوة كِميَة الاشتِياق التي تَحملُها مُقلتاه الذابِلَة


عَقد حاجِيباه بِـ غَير رِضَى كَون جانِب مِنه تَعاطَف لِـ ذَلِك العِشق الذي لَمحهُ بِـ وُضوح بِـ عَينانِ القائِد ناحِية القابِع خَلفَهُ


تَحمحم قاطِعاً بِـ نَبرتِه تَواصِل الاعين بَين الاثنان " تايهيونغ آعاد نَظرَهُ لَهُ لِـ تَعود سَوديتاه المُخيفَة دُون شُعور مِنها لِـ عِتمَةِ حَدقِيتِها


" آخِر ما تَتمنى قَولَهُ ؟ " بِـ صٓيغَة تَساؤليَة تايهيونغ نَطق مُجهِزاً إبهامِه لِـ ضَغطةِ زِناد ماتَحتويه يَداه ، جيني شَدت عَلى قَبضةِ يَدهُا مُتحدِثاً بِـ نَبرة شِبه صارِخَة " تَوقَف " 


هوسوك آدار جَسدُه ناحِيَة جيني الغاضِبة حالِياً وبِـ كِثرَة ، حَرفياً هي لَقد إكتفَت ، إكتفَت مِن آفعال زَوجِها البَشِعَة وصَمتِها الابشَع عَنها


ومازاد غَضبِها تايهيونغ الذي تَجاهلُه كُلياً مُصوِباً بِـ حَدقيتاهُ عَلى ظَهرِ هوسوك مُفترِساً اياه بِـ نَظراتِه الجائِعَة لِـ تآكُل روحِه وإرسالِها لِـ آشقائِها اللواتِ قُتِلن عَلى آيديهِ القاسِيَة


رَغبةٍ جامِحَة ٱستَولت عَليها غايَتُها قَتل الاخَر لافراغ غَضبِها والتَخلُص مِنهُ ، كُلما تَذكرت كَلِمات هوسوك رَغِبت بِـ تَعذيبُه وشَنقِه فَـ قَلبُها العاشِق نالَ كِفايَتُه هو الاخر


بِـ حَركة سَريعَة جيني قامت بإلتِقاط سِلاح هوسوك دافِعاً اياه جانِباً لِـ يَسقُط جَسد الاخر ارضاً ، هو تَفاجئ وبِـشدَة ، مِن اينَ لَهُا بِـ هَذِه القُوة ؟


" يُمكِنُك ضَغط زِنادُك الان قائِد تاي " نَبرةٍ بارِدَة خالِيَة مِن اي مَشاعر سَبق ولامَست قَلب القائِد البارِد نَطقت بِها جيني مُصوِبة بِـ المُسدس عَلى المُواجِه لَهُا


تعليقات

التنقل السريع