رواية تايني القائد السيئ البارت 33

القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية تايني القائد السيئ البارت 33

 لَديه فَقط خِياران ، النَجاة بِـ حياتِه مَع باقِي جُنودِه ام فَقط تَجاهُل نِدائُهم لَه و الذَهاب الي عَشيقته لِـ يَتجَرع مَرارَة طَعم المَوت مَعهُا 



" سَيدِي إذهَب ساُساعِد انا جيني " هوسوك الذي آتى راكِضاً نَطق لاهِثا نَظراً لانفاسُه التي قُطِعَت ، بَعد مُلاحظِته لِـ سُكون قائِدُه وتَحديقُه المُطَول بِـ عَشيقِته هو قامَ بِـ دَفعِه ناحِية الاخَرين " ارجوك إذهَب " 



رَفع تايهيونغ اناظرُه اخِيراً عَن مَحبوبِته مُصوِباً بِها عَلى هوسوك لِـ يردِف بِـ نَبرَة يَحتوِيها البُرود مُغلِفاً اياها جَيداً " إن حَدث لَهُا ذَرة مَكروه ، سَتُحرقُ حَـي صَدِقني " 


دُون سَماع رَد الاخَر هو استدَار راكِضاً ناحِيَة البَقيَة بَعدما تَرك قَلبُه خَلفهُ داعِساً عَليه بِكلتَى قَدميه ، دَخل لِـ ذلِك النَفق مُغلِقاً اياه بِـ تِلك الصخُور كَي لايَلحقوا الاخَرين بِهم


هوسوك نَظر ناحِيَة جيني لِـ يَركُض لَهُا بِـ سُرعَة مُنحنِياً لِـ مُستَواها " امسِكي بِـ يَدي " رَفعت جيني راسُها ناحِيتُه لِـ تعض سُفليتِها بآلم مُحاوِلاً إمساك يَد زَميلها


هوسوك تَشبث بِـ يَد الاصَغر ساحِباً اياها ناحِيتُه لِـ يَضمُها لِـ صَدرِه بِـ قُوَة ، نَظر ناحِيَة اؤلاءِك الجُنود المُقدمين عَلى ضَرب راس جيني بِـ حَجرَة كي يُغمَى عَليها وياخذُوها مَعهُم


نَفى براسِه بِـ قُوة مَع نَظراتِه الحادَة التِي بَثت الرُعب بِـ قَلب الجانِي ، انزَل تِلك الصَخرَة مُنحنياً لِـ قائِدُه الذي آتَى يَعرُج واضِعاً إحدَى يَداه على كَتِف هوسوك 


" آحسنتَ هوسوكاه " بإبتِسامة القائِد نَطق لِـ يُبعِد جيني راسُها عَن صَدر هوسوك عاقِداً لِـ حاجِبيه كَون ذَلِك الصَوت مألوفاً بالنسبَةِ لَه 


وَسعت مُقلتاها بِـ صَدمة لِـ رؤيَتها لِـ لذي يَبتسِم بِـ نَصر مُخترِقاً اياه بِـ نَظراتِها المُستَفِزَة " ا..انت الذِي حَاول قَتل سَـ..سـيدي " شَفتاها تَفرقتَى مُخرِجة كَلمات لَملمتُها حُروفٍ مُرتجِفة


" مَرحباً بِك مَعنا جيني شِي " بِـ ذاتِ الابتِسامَة والنَظرة المُستفِزَة نَطق بِكيهيون مُقتَرِباً مِن جَسد الاخَرى التي إنَدفعت لِـلخَلف مُبتعِداً عَن هوسوك 


لَكِنَهُا سُرعان ماتَم تَثبيتُها وتَقيدُها مِن قِبَل احِد الرِجال خَلفُها بِـ حَبل سَيُبقِي آثاراً على جِلدَها الرَقيق ، التَقط بيكهيون المُخدِر لِيضعُه بِمندِيل مُقتَرباً ناحية الصغيرة سِناً التي نَفت بِـ قُوَة


امَسك بِـ رَقبتِها مِن الخَلف لِـ يُثبِت لَهُا راسُها تَليها وَضعُه ذَلِك المِندِيل عَلى مُتناوَلِ انفِها وشَفتيهِا


جيني قاوَمت ذَلِك المُخدَر بِـ كامِل طاقَتُها المُنهكَة ، لا تريد الاستِسلام وجَعل الاخَرين آخَذ غايَتِهم عَن طَريقِها


جُفناها آنغلقَتى لا إرادِياً لِتعيد فَتحهُما ناظِرة ناحِيَة هوسوك الذي انزَل راسُها مُعطياً اياها بِـ ظَهرِه ، دَمعة مُتمَرِدة سَقطت مِن جُحورِها المُرهَقة لِـ تقع في سُباتٍ عَميق 


... 


طَوال طَريق سَلك القادَة وجُنودِهما لِـذلِك النَفق لَم يُسمَع سِوَى اصواتِ تَنفُس تايهيونغ الغاضِبَة حَد الجَحيم ، جَميعهم يَبتعِدون عَنهُ بإمتار بَينما هو على مُقدِمتِهم


هُم بِـ حالَة ذُعر ورُعبٍ شَديدان الآن ، القائِد قَد يَنفجِر بآيةِ لَحظة وسَتحِلُ الكارِثَة عَلى رُؤسِهم جَميعا ، مُحافظين جَيداً علَى خُطواتِيهم كَي لايُصدِرو آي ضَوضاء قَد تُزعِج مُترئيسِهم ..


لَكِن لِـ سُوء حَظ احَدِهم ، هُو بالخطأ دَعس عَلى غُصن مُلقى بإهمال على الارَضية مَصدِراً صَوت مُزعِج للاذنان استُقبالُه 


تايهيونغ تَوقف عن السَير لِـ يَتوقَف الجـميع مُبتلعِين رِيقهُم بِـ خَوف ، من بَينِهم نامجون الذي نَظر ناحِيَة ذاك المَنحوس بِـ آسى 


تايهيونغ آدار راسُه لِـلنِصِف مُحدِقاً بِـ الجُندي بِـ طَرفِ عَين ، آلتقط سِلاح يونغي الواقِف خَلفَه بِـ قَليل لِـ يَسحبَهُ مُصوِباً بِه عَلى المُسكين 


ثَواني مَعدودَة واذ بِه يُلقَى ارضاً ودِمائُه تُزين جَسدُه بِـ نجاسَة ، زَمجر تايهيونغ بِـ غَضب لِـ يُكمِل سَيرَه ناحِية الخارِج 


مَرت سَاعتان وهُم يَمشون وَسط تِلك الجِبال والادغال دون آدنَى راحَة ، نامجون صَمم ان يَصل للمُعسكَر المُجاوِر بآقصى سُرَعة فَـ حياتُهم مُهددة بالخَطر


وَصلوا بَعد مايُقارِب النِصف ساعَة لِـ يَستقبِلهُم القائِد المُشرِف عَلى ذلِك المُعَسكر بإبتِسامة جَعلت مِن تاي يَنوي إقتلاع فَكه ورَميه بالبِئر


" اهلاً اهلاً قائِد تاي مِن المُفرِح رؤيَتُك سالِماً ، نَورت مُعسكَرِنا بِـ حُضورِك " تَكلم فارِداً لذراعَيه مُتئمِلاً من الاخَر ان يَدخل وَسطهُما مُبادلاً لَهُ


لَكِن تايهيونغ فَقط إبتَسم لَهُ بِـ جانِبيَة مُتخطِياً اياهُ لِـ يَدخُل لِـ داخِل المُعسكَر مُتجاهلِاً تَماما قائِدُه 


القائٍد إختَفت إبتسامَتُه الماكِرَة تِـلك شاعِراً بالاحراج مُصاحِباً الغَضب لِـ فِعلت الاخَر ، تَحمحم نامجون لِـ يَقتَرِب مِنه مُحتضِناً اياه " اهلاً بِك ، شُكراً لاستِقبالك لَنا "


يونغي دَخل خَلف تايهيونغ لاحِقاً بِه " سَيدي " نادَى عَليه كَـ مُحاولَة مِنه لِـ جَل سُرَعة الاخر بِـ سَيرِه تَقِل " لَيس الان شوقا " بِـ بُرود تايهيونغ عارَضهُ ليَتكلم الاخر " الي اينَ انتَ ذاهِب ؟ "


" الي خَيمة لَعينة ارتاحُ بِها " اجاب تايهيونغ بِغضب بَينما يَشِدُ عَلى يَده قَوياً كُلما تَذكر شَكل جيني بِـ ذلِك المَوقِف الذي لا تحسد عَليه


" لَكنك تَخرُج مِن المُعسكر سَيدي " يونغي آرَدف جاعِلاً من قَدمان الاخَر تـتوقف عَن سَيرِها السَريع ، حَدق امامُه لِـ يَجد ان يونغي مُحِقاً فَـ هو يَكاد ان يَخرج مِن المُعسكَر مِن جِهتِه الاخرَى 


استَدار ناحِية يونغي لِـ يَتحَمحم " صَحيح ، لَم آنتَبِه اظن اني بالغتُ بِـ سُرعَتي " مَسح عَلى ارنَبةِ انفهُ خِتام كَلِماته لِـ يُهمهِم الاكبرُ سِناً " تَعال سَيدي سارشِدُك الي خَيمتُك ، لَقد جَهزتُها لَك انا شَخصياً قَبل يَومين "


مِنذ اربَعة ايام تَقريباً نامجون ويونغي تواصلَى مَع هَذا المُعسكَر لِـ يَلجؤوا لَهُ احتِياطاً إن هُدم مُعسكَرِهم وبالفِعل هُم لَجئوا ، يونغي آشرف شخصياً عَلى تَجهيز خَيمة قائِده بِـ مُفردِه تـجنُباً لِـ حُدوث اخطاء قَد تؤذي بِـ حياتِه


هو اصبَح يُفضِل تايهيونغ ويَهتم بِه كَثيراً مُؤخراً ، لايَعلم السَبب لَكِنهُ آحبهُ واعَتبره كآخاه الاصغَر فَـ تايهيونغ هو الاخر يُعامِله مُعاملَة خاصَة عَن الباقين ويَحترِمهُ رُغم عَدم تواجُد هَذه الكَلِمة بِـ قامُوسِه القاسي


نَظر تايهيونغ لَهُ لِـ يُومِئ بِـ راسِه قَبل ان يَخطوا خَلف يونغي الذي ارشَدُه لِـ خَيمتِه " ارتَح سَيدي ولا تُفكِر كَثيراً ، جيني سَتكون بِـ خَير " 


هَمهم تايهيونغ ليَدنوا داخِل الخَيمة مُغلقاً اياها خَلفُه ، جَلس عَلى سَريره لِـ يُغمِض عَينيه مُحاوِلاً الاستِرخاء واراحة بالِه


لَكِنه فَقط لايَستَطيع ، جيني مُسيطِرة عَلى كيانُه بالكامِل ، مُجرد تَفكيرِه ان صَغيرته قَد تتعرض لاذَى تُؤدي بِه الي الجُنون


بلآخر هي فتاة 


شَد عَلى خُصلاتِه الغُرابِية بِـ غَضَب وَقوة يَكاد يَقتلِعُها " سَتكونين بِـ خَير صَغيرتي ، تايهيونغ سَيأتي لاجلِك " 


... 


فَتحت جيني جُفناها التي آخَفت طَويلاً بُندقيتها المُرهقَة عَلها تَحميها مِن فَضاعَة البَشر وآفعالِهم الشَنيعَة بِـ حَق مَلاك مِثلِها


هي لا تستَحِق كُل الذي يَحدُث مَعَها ، بَريئة مِثلُها إن لَوثتُها البَشريَة بِـ قَذراتِها لَن تعود نَقية ، هي فَقط تتحتمِل وتنظِف نَفسهُا جَيداً 


لا ترغب ان يتحَجر قَلبهُا كالباقِيَة لِـ يَتسبب ذَلِك بإبعادِها عَن حامِيها وزوجِها ، رَمشت مَرات مُتتالِية لِـ تُوضح لَها الرُؤيَة وتقابِلهُا مِصباح سَقِف الغُرفَة


جَعدت جَبينُها بإستِفهام مُحاوِلاً تَذكُر آحداث ماحَدث لَهُا وأين هي الان ، عَقدت حاجِبيها بإنزِعاج حِينما انفَتح ذَلِك الباب مُصدِراً صَوتاً مُزعِجاً للغايَة


رَجُل ذُو بُنيَة ضَخمَة وهائِلَة عَبرَ ذَلِك الفَراغ الماكِث وَسط الباب وقواعِدُه ، عَيناهُ قَد صُوِبت عَلى المُقيَدة فَوق ذَلِك الكُرسي يَنظُر لَها بِـ تَمعُن


دَنى ناحِيتَها مُكوِناً إبتِسامَة جانِبيَة تَدِلُ عَلى إعجابُه الشَديد بِـ ذو البَشرَة السمَراء التي تحدِق بِه بِحِدَة ، نَظرتُها خاليَة مِن أي ذَرة خَوف لَعينَة مِن الضَخمِ امامُها


إنحنَى ذِلك الرَجُل لَهُا ولاتَزال تِلك الابتِسامة تَعلوا شَفتيِه التي اهلَكتُها السِجارَة بِـ دُخانِها السام " اذاً انتَ هي جيني ؟ "


مَلامح جيني إنكمَشت بِـ غَير رِضى مِن رائِحة السِجارة المُبَعِثَة مِن ثَغر الاخَر القَريب مِنهُا ، هي ارَجعت راسُها لِـلخلفِ كَردَة فِعل طَبيعيَة مِنها


إعتَدل الرَجُل بِـ وَقفتِه شابِكاً يَداهُ خَلف ظَهرِه بَعدما اخفَى ابِتسامَته واضِعاً مَلامِح جِديَة وصارِمَة " هوسوك " نادَى بِـ صَوت عالي عَلى جُندِيه بِـ صَوتٍ عالي


دَخل هوسوك مُرتَدياً زي العَسكر الخاص بِه مَع شَراتِه وإسمِه المُعلق اعلاه ، إنحنى باحتِرام ناطِقاً بِـ تَهذيب " نَعم سَيدي ؟ " 


جيني نَظرت ناحِيتَهُ بِـ صَدمة كاتِماً شَهقتُه التي سَببت لَهُا غَصة اوشَكت علَى إختناقِها " ااـ..وـ..با " هَمست بِـ عَينان رَقت بِهُما الدُموع لِـ خِيانَة الاخَر لَهُا ولِـ مُعسكَرِهِم


هوسوك نَظر لَهُا بِـ عَينان يُغلِفهُما البُرود والحِدَة لِـ يُعيد نَظرُه الي سَيِدُه الذي نَطق " فَـلتُرحِب بِـ ضَيفِتنا بالطَريقَة الملائِمَة والتي تُناسِب مَقامُها ، تَعلم عَشيقة القائِد تاي لَيست شَخص هَيِناً " آنهَى حَديثُه بإبتِسامة خَبيثَة مُربِتاً علَى كَتِف الاخَر 


" لاتَقلق مِن هَذِه الناحِيَة سَيدِي ، لَن ابخَل عَليها فَـ بِطبعِنا نَحن نُحب الكَرم " هوسوك اردَف بَعدَما آبعَد ناظِريَه عَن سَيدُه مُصوِباً بِـ عَيناه الحادَة عَلى التي لَم تتخطى صَدمتُها بَعد


الرَجُل إبتَسم قَبل أن يَخطوا للخارِج مُغلِقاً الباب خَلفُه ، هوسوك إقتَرب مِن جيني بِخطوات هادِئة ومُتروِيَة جِداً كَـ نَظراتِه التي تَختَرِق تِلك البُندقِيَة المُتالِمَة


سَحب الكُرسي لِـ يَضعُه امام الصغَيرة جَالِساً عَليه بالمَقلُوب ، وَضع كِلتَى ذِراعاه عَلى راس الكُرسي لِـ يَسنُد ذَقنِه عَليهِما مُحدِقاً بِـ عَينان الاخَرى بِـ صَمتٍ فَقط 


" ماهو شُعورك ؟ " هوسوك قَطع ذَلِك الصَمت بَعد فَترةٍ طَويلَة سائِلاً جيني التي إبتَسمت بِـ سُخريَة تَزامُناً لِـ تِلك البِلورَة التي سَقطت مِن جُحرِه الفاتِنة " خائِن ؟ "


" لِما تَسأل سُؤالاً تَعرِف إجابَتُه ؟ أم انَك فقط تُريد زِيادَة مُعدَل آلمِك عِند سَماعِها مِني ؟ " نَطق الاكبَر بَعدما رَفع ذَقنُه مُعدِلاً مِن إستقامةِ ظَهرِه


" لِما فَعلت هَذا ؟ لِما قُمت بِـ خيانَتِنا لما !! " جيني نَبست كَلِماتِها بِـ صُراخ مُخرِجاً تِلك الغَصة التي خَنقتَهُا طَويلاً " هه مَتى كُنت مَعكُم لِـ اخُونَكُم ؟ "


" مـ..ماذا ؟ " مُميلاً بِـ راسِها تسائَلت الصغَيرة لِـ يَقِف هوسوك واضِعاً يَداه في كِلتَى جِيبَيه " آظنُ أنكَ لَم تَفهمي بَعد ، حَسناً دَعيني آشرَح لَك " وَقف مُباشَرة امام الصَغيرة مُنحيناً لَها لِـ يَكون عَلى مَسافَة آقرب 


" انا ياعزيزتي آكون ذَلِك الجاسُوس الذي يُسرِب جَميع مَعلوماتِكم ، ذَلِك الجاسوس الذي سَرق جَميع مَخزون آسلِحتِكُم ، ذَلِك الجاسوس الذي سَيجلِب آخِرتَكُم جَميعاً " 



نَطق هوسوك مُقتَرِباً مِن وَجه الاخَرى آكثَر إن سُمح لِـ يُكمِل هامِساً بِـ نَبرَة يَتغلَلُها الحِقد والكُره " وانتَ يا لَطيفتي سَتكونيت راسُ الخَيط الذي سَيهِد ويُدمِر عَشيقَك الوَسيم "


نَفت جيني براسِها بِـقُوَة مُوسِعه لِـ حَدقِيتاها" كلا ، إلا تاي لا تُؤذيه افعَل ماتُريدَه بِي إن اردَت فَقط إبقَى بَعيداً عَنهُ " بِـ خَوف وقَلق نَطقت جيني بآحرُفِها الخائِفَة عَلى مَحبوبِها 


" ههه هَل تَظُنيني جَلبتُك لاعبَث بِك ؟ إعذريني لَستُ  قَذِراً كَـ تاي ، لَو لَم تَكن قَريبة مِنه لَما وَضعتُك براسي اصلاً " هوسوك تَحدث بَعدما وَقف بإعتِدال وإبتِسامَته الساخِرة إعتلت شَفتَيه 


صَرت جيني عَلى اسنانِها مُشيحاً بِـ وَجهِها بَعيداً عن الاخَر ، لا ترغب بِـ رؤيَتِه فَـ هذا الذي آمامُها لَيس ذَلِك الذي ساعَدُها صباحاً عَلى الدُخول الي الحَمام وتَجول بِها


لَم يُعجِبها وَصف الاخَر وَنُطقِه بِـ "  قَذِرة " هاتان الكَلمتان آذت مَشاعِرها الرَقيقَة لِـ تُداهِمُها رَغبَة شَديدَة في البُكاء بَين آحضان زَوجِها


هوسوك وَقف خَلف جيني مُخرِجاً يَداه مِن جَيبَيه لِـ يَضعُهما عَلى مُقدمَة الكُرسي بِـ جانِب كَتِيفان الاصغَر سِناً " والانَ صَغيرتي الجَميلة لِـنَبدأ تَرحِيبنا بِك " اردَف بِـ صَوتٍ خافِت بِـ جانِب اُذُنِها


جيني فَقط شَدت عَلى قَبضةِ يَدِها كَـ مُحاولَة مِنهُا لاخمادِ غَضبِها وكَبت دُموعِها العالِقَة بأطرافِ بِندِقياتها" هِمممم ، مارأيُك بالصَعق الكَهربائي ؟ " 


... 


قَد مر اُسبوع عَلى تواجُد جيني لَدى العَسكر وتَعذِيبهُم المُستَمِر لَهُا ، بالنِسبَة لِـ تايهيونغ وجُنودِه هُم تَألقلموا سَريعاً في ذَلِك المُخَيم الجَديد


تايهيونغ رُغم آنه لايَزال يُظهِر شَخصيتُه القَويَة والعِدائِيَة آمام الجَميع الي آنهُ مُحطَم كُلياً مِن الداخِل ، هو يَومياً يَمرُ بَين الجُنود اثناء تَدريباتِهم عَل عَيناه تَلمح ذَلِك الجَسد الذي يَستَمِر بإفتِعال تَمرينات خاطِئَة وبَعضُها مُضحِك لِـ يَصرُخ عَليه ويُصلِح لَهُ اغلاطُه مُقهقِهاً عَليه


لَكِن لا ، لا يُوجِد ، ذَلِك الجَسد الضَئيل لَم ولَن يَكون مَوجوداً وَسط جُنودِه حالِياً 


... 


إستَيقظ مَفزوعاً مِن نَومِه وقَطرات عَرقِه تَتسابِق عَلى مَن التي سَتنزل اولاً وتُبَلِل ملامِحَه مُظيفَة كَماً هائِلاً مِن الاثارَة مَع عِقَدة حاجِبيه الرُجوليَة تِلك


" جيني " بِـ صَوتٍ خافِتٍ لِـلغايَة هَمس إسم صَغيرِته وَسط لُهاثِه المُستمِر ناظِراً هُنا وهُناك بِـ كامِل ارجاء الخَيمَة ، نَظر لابرِيق الماء بِـ جانِبِه لِـيلتَقِطه ويَشَربُه دُفعةٍ واحِدَة مِما آدى الي إنسِكاب نِصفه عَلى ملابِسُه


رمى بالاريق بِـقوة مُصدِراً صَوتاً عالِياً ومُزعِجاً بِشدَة لِـ يَمسح عَلى شَفتيه بِـ عُنف وقَسوَة جَراء تِلك الاحلام التي تَدعه وشآنُه مُنذ إفتِراقِه عَن زَوجِته


هي تُعلِمُه عَن مُعناةِ زَوجِته وتُريه بِـ وضوح كِميَة العَذاب والالَم التي يَتلاقاها ، يونغي دَخل خَيمَتُه فَور سماعِه لِـ صَوت ذَلِك الابريق " سَيدي هَل انتَ بِـ خَير ؟ "


تايهيونغ رَفع راسُه ناحِيتُه لِـ يُومئ مُغمِضاً لِـ عَينيه قَبل يُطلِق تَنهيدَة مُطوَلَة " سَيدي الرَئيس الاعلَى قَد وَصل الي المُعسكَر صَباحاً ، إنَهُ يُطالِب بِرؤيَتك "


فَتح تايهيونغ عَينيه مُحدِقاً بالاخر " اخبِره اني قادِم " اومئ يونغي لِـ يَنحني ويَخرُج مِن خَيمة قائِده ، تايهيونغ وَقف لِـ يُنظُر ناحِيَة مِعطَفِه الصوفي مُطوَلاً " هَل ياتُرى انتَ تَشعُرين بالبَرد الان ؟ أم انكَ لاتزالين تَرتدين تِلك الكَنزة ؟ "


بَعد تسؤالات كَثيرَة حَدثت بَبينهُ وبَين عَقلِه هو قَررَ الخُروج بِدون مِعطَف ومُحاربَة الجَو القاسي والعواصِف الثَلجَية خارِجاً فلا شَئ يَظمن لَه شُعور حَبيبه بالدِفئ الان


دَنى ناحِيَة خَيمة القائِد الاعلى الذي سَبق وتَم تَجهيزُها لاجلِه ، دَخلها لِـيجِده جالِساً علَى كُرسيه واضِعاً قَدم فوق الاخرى بينما بِـ يَدِه كاسُ نَبيذ


فَور رُؤيَتِه لِـ تايهيونغ هو وَقف مُبتَسِماً بِـ قُوَة لِـ يَقترِب مِنهُ " اهلاً بِـ عَودتِك سالِماً سَيدي " تايهيونغ نَطق بِـ هُدوئِه المُعتاد بَعدما سَحبهُ الاخر لاحضانِه


" بَل اهلاً بِـ عَودتَك انت ! قالوا انها لَم تَكُن مَعركَةً سَهلَة ! " الرَئيس نَبس مُبتعِداً عَن تايهيونغ الذي إبتَسم بِـ تَعب وشُحوب قائِلاً " خَسِرنا الكَثير مِن الجُنود " صَمت قَليلاً مُبتَلِعاً غِصَتِه لِـ يُكمِل " ومِنهُم جيني "


" ذَكرتَني ! بِـ شان الطبيبة او يجب عليي القول الجُندية جيني " الرَئيس تَكلم مُلتَفِتاً لِـ يَعود لِمكانِه قَبل ان يَجلس على كُرسيه ، عينان تايهيونغ قَد لَمِعتَى بِـ بَريق مُتامِل لَرُبَما الاخَر يَعلم شَيئاً عَن نَبضِه الضائِعة عَن قَلبِه مُنذ اسبوع


" لَقد وَقِع بِـ يَدان العَسكَر " نَطق بِـ مَعلومة سَبق وان ترسَخت بِـ ذِهِن تايهيونغ جَيداً وهي أن زَوجِته بِـيـنَ يَدان اعدائِه " آعلم " إكتَفى بِقولِها بِـ بُرودٍ تام مُنتظِراً مِن الاخَر الحَديث " هي تشكِل خَطراً كَبيراً عَلينا الآن لِـذا .. "


تايهيونغ شَد عَلى قَبضةِ يَدِه بِقُوَة مُصاحِباً سَوديتاه التي بالَغت بِـقُوة لاسوٍدادِها المُخيف " لِـذا ماذا ؟ " نَطق راصاً علَى اسنانِه بِحِدَة


" عَلينا قَتلُها " 


.

.



تعليقات

التنقل السريع