رواية تايني ♡صغيرتي♡ 9

القائمة الرئيسية

الصفحات

عند حوالي الساعة العاشرة مساءً غادرتُ منزل العائلة مع جيني التي يبدو عليها النعاس....كان يوماً شاقاً بالنسبة إليها...فصحيحٌ بأنها لم تبذل أي مجهود ولكن جلوسها هناك لبضع ساعات كان بحد ذاته إنجازٌ بالنسبة إليها....فهي لم تتذمر قط بل بقيت طوال الوقت صامتة وتنظر هنا وهناك منبهرةٌ بالمنزل حتى وبعد رحيل فرانسيا بقينا أنا وأفراد عائلتي نتناقش في غرفة المعيشة عن موضوع جيني ومتى سوف آخذها للمدرسة بالضبط....كنت مصراً على رأيي ولا يمكن لأي شخصٍ يجعلني أن ارجع به للوراء...وبعد مافعلته فرانسيا هذه الليلة أشعر بأن الأمور كلها قد انقلبت لصالحي حيث يمكنني أن انفصل عنها بكل هدوء دون أن أشعر بتأنيب الضمير كونها هي من جلبت كل هذا لنفسها في السيارة كان الصمت سيد الموقف كالعادة فجيني لم تكن تتحدث قط وهذا ماتوقعته على أي حال...فاكتفت بالتحديق من خلال النافذة وتشرق ابتسامتها كلما مررنا بشارعٍ مليئ بالأنوار...كنتُ أود أن اتحدث معها حقاً حتى أنني افتقدت سماع نبرة صوتها اللطيفة...هي الليلة لم تكن على مايرام...فهي لم تتحدث معي بأي شيء...صحيح بأنها لا تتحدث كثيراً بالعادة إلا أنها اليوم فضّلت الصمت على أي شيءٍ آخر وكلماتها كانت بسيطة جداً على عكس تلك الليلة عندما تحدثت معها في حديقة منزلها "منزلٌ رائع" تحدثت هي بعد فترةٍ من الزمن لأشعر بأنها قد قرأت افكاري وأحست بالشفقة علي منذ أنني كنت اتمنى سماع صوتها ونحظى بأي حديث وإن كان قصيراً "تعنين منزل العائلة؟" سألتها بالمقابل فلم أكن أعلم أي منزلٍ تقصد بالضبط منذ أننا الآن نمر بحي مليئ بالمنازل الراقية...اومأت هي بإيجاب لتضيف على قولها السابق "جيني أحبت ليا و رولاند" حسناً يجب أن أكون سعيداً لأنها أحبت اخوتي ولكن شيء ما بداخلي جعلني أشعر بالإستياء ماإن ذكرت اسم رولاند...فهي منذ اللحظة التي رأته فيها استلطفته كثيراً حتى أنها تواصلت معه بصرياً لأكثر من مرة على عكسي تماماً....فكلما تحدثت معي تكون إما تنظر للأسفل،الأعلى أو الجانب...لم تنظر لي مباشرة ولو لمرةٍ واحدة تفاعلها مع رولاند في المنزل جعلني في قمة الاستياء حقاً...ولن أكذب بقول ذلك...فربما هي استلطفته أكثر مني؟ وربما هي لا تتقبلني من الأساس! هي ومنذ اللقاء الأول حفظت اسمه جيداً بينما أنا اجزم بأنها لا تعرف اسمي حتى "لِمَ هو صامت" اوه يبدو بأنني سرحتُ بأفكاري كثيراً....نظرت للجانب لأجدها مازالت تنظر من خلال النافذة لأتنهد بقلة حيلة بينما أقول "ليا و رولاند احبوك أيضاً" "هل هي ستذهب للمدرسة حقاً؟" لا أعلم لِمَ استشعرت الجدية في نبرة صوتها! ركنتُ السيارة جانباً حتى اتناقش معها بشكلٍ أفضل...فسألتها بالمقابل "أجل! ألستِ تريدين ذلك!" "ولكنها قاتلة...سيهرب منها الجميع هناك...سيخافون منها تماماً كما يخافون منها ناينا وادريان" لقد عرفت السبب وراء نعتها لنفسها بالقاتلة...كونها تأثرت بتلك الحادثة في طفولتها عندما تلقت كل اللوم من والدتها...ولكن الشيء الوحيد الذي لم اعرفه بعد هو لِمَ يخافون منها! ولِمَ قالت من قبل بأنها تنام في مكانٍ لوحدها ويغلقون عليها الباب خوفاً من أن تقتلهم! لا أعتقد بأن الأمر قد يصل لهذه الدرجة! "جميلتي جيني...توقفِ عن قول هذا...أنتِ لستِ بقاتلة أبداً...ولا يوجد من يخاف منكِ...فها أنا ذا أجلس بقربكِ بكل أريحية ولستُ خائفاً منكِ!" "لكنك ستخاف النوم معي في المكان ذاته" بقيتُ صامتاً لفترة...كنتُ مصدوماً ولا أعلم مالذي يجب علي قوله...هي بريئة جداً ولكن بمجرد قولها لهذه الكلمات جعلتني أشعر بشعورٍ غريب جداً...ثم لِمَ تقيس مقدار خوف الآخرين منها في وقت النوم فحسب! "لا أعتقد بأنني سأخاف منكِ...سواء في وقت النوم أو غير ذلك" استدرت لأنظر إليها لأجدها تنظر لي هذه المرة! وحقيقةً شعرتُ بأن قلبي على وشك أن يخرج من مكانه بمجرد أن التقت عيناي بخاصتها....هذه هي المرة الأولى التي تصنع فيها تواصلاً بصرياً معي...وممتنٌ جداً كونها فعلت لتسمح لي بتأمل جمال عينيها الزرقاوتين كانت تبتسم بهدوء تماماً كما لو أن كلامي كان مطمئناً بالنسبة إليها....وللحظة شعرتُ بأنها طبيعية منذ أنها تنظر لي بثبات خالٍ من التشتت كالعادة "عندما تأخذها للمدرسة أنت ستسكن معها صحيح! هذا يعني بأنك لن تمانع النوم معها!" كلماتها تصدمني أكثر فأكثر...هناك عقدةٌ في لساني تمنعني من الإجابة فأكتفي بالتحديق بها بشيءٍ من الدهشة...اما هي فكانت تواصل النظر لي بابتسامةٍ واسعة وهي ترمش بعينيها بكل براءة من ما جعلتني اواجه صعوبة بالسيطرة على نفسي...فلو لم نكن في السيارة لاحتضنتها بقوة وخبأتها بداخلي "ل.لن أمانع" قلتُ بنفسٍ متقطع لتعود هي وتسند ظهرها على المقعد بعد أن تقدمت قليلاً لتقابلني بحماس....بدت كما لو أنها مرتاحة بمجرد قولي هذه الكلمات البسيطة....وبدون سابق انذار وجدتها قد امسكت بيدي بقوة بينما تقول ببراءة وهي تواصل النظر للأمام "أريد النوم معك اليوم"

تعليقات

التنقل السريع