رواية تايني♡صغيرتي♡ 8

القائمة الرئيسية

الصفحات

"أهذه الفتاة مريضة أو ماشابه ذلك؟" "لِمَ تقولين شيئاً كهذا!" سألتها والدتي بشيءٍ من الإنزعاج فلطالما كرهت والدتي أسلوبها في الحديث وتصرفاتها المبالغ فيها...تبدو وكأنها الوحيدة التي لاحظت تصرفاتها الغير مقبولة وتغير شخصيتها.. "أعني انظروا إليها! نظراتها المشتتة..وحركات يدها الغير طبيعية! للتو قد وصلت ولكن لايمكنني عدم ملاحظة ذلك" تقول فرانسيا بالمقابل ليصبح الجو متوتراً حيث بدأت أشعر بالإنزعاج من كلامها في حين أن الجميع قد صمتوا ليتبادلوا النظرات فحسب عدا والدي الذي قرر أن يتحدث بعد فترةٍ بسيطة من صمته "ولهذا أنتِ هنا اليوم...فتاي لديه أمرٌ مهم يرغب أن يفاتحنا به...في الحقيقة نحن نعلم ماهو بالضبط ولكن بشكلٍ بسيط....هذه الصغيرة هي جيني ضيفتنا لهذه الليلة والجميع مجتمعون اليوم لنتناقش بأمرٍ ما يخصها" "حسناً أنتم على علمٍ به ولكن أنا لا...فهل لكم أن تخبروني الآن بسبب تواجدها هنا!" هي ليست بصبورة أبداً...والجيد بأن والدي هو من يتولى الحديث هنا...فلقد أعفاني من مهمة النقاش معها لأنه حتماً لن ينتهِ بقدوم الخير أبداً...ستنفعل كالعادة وسنتشاجر بسبب اسلوبها الغير حضاري في الكلام "سأختصر الموضوع حتى يتسنى لتايهيونغ أن يخبرنا بالبقية...جيني فتاةٌ مصابة باضطراب التوحد منذ أن كانت طفلة....عائلتها ذات ميزانية محدودة ولا يمكنها أن تأخذها للمدرسة...فتايهيونغ سوف يتكفل بمصاريف المدرسة خاصتها وسيرافقها إلى هناك حتى يتحسن حالها" اكتفى أبي بقول ذلك في حين أنني بالكاد امنع نفسي من آخذها لأدفنها أسفل هذه الطاولة....ويمكنني أن ألاحظ جيداً ملامح الإنزعاج التي اعتلت وجهها على الفور لتلقي نظرة خاطفة على جيني قبل أن تنظر لي قائلة "ياللروعة....لقد تركت التطوع في دار الأيتام لتأخذ على عاتقك مسؤولية كبيرة كهذه! ثم من تكون هذه الفتاة أصلاً" "إنها الشقيقة الصغرى لصديقي ادريان" اجبتها باختصار ودون أي رغبة بالحديث معها...كان ذلك واضحاً من خلال نبرة صوتي الجافة التي لم تعجب والدي أبداً والذي بدأ يرمقني بشيءٍ من الغضب "ومنذ متى لادريان أختٌ بهذا العمر! الجميع يعلم بأن اخته الوحيدة هي ناينا وهي بعمر شقيقتك ليا!" ها قد بدأت بتحرياتها...قلّبت عيناي بضجر وتنهدت بقوة محاولاً السيطرة على نفسي وأنا أقول "هي شقيقته وانتهى الأمر...هل بوسعكِ أن تنهِ صلة قرابتهما فقط لأنكِ علمت بها تواً!" "الأمر ليس كما تراه أنت...ألا تعتقد بأنك تتصرف بأنانية! تتخذ قراراً كهذا دون مناقشتي به!" "حسناً أنا مخطئ بالفعل بعدم اخباري لكِ قبل اتخاذ قراري...ولكن هل تظنين بأنني لم أكن لأخبركِ لو كنتِ طبيعية!" بدت مندهشة لتعض على شفتها السفلى بقوة قبل أن تقول بصوتٍ مرتفع يدل على انزعاجها "لو كنتُ طبيعية! وماذا بي؟ هل تراني مريضة أو ماشابه ذلك! فلو كنت ترى كذلك فأنت تعاني من مشكلة في نظرك فالمريضة هي التي تجلس بجانبك لا أنا" أنا الذي شعرت بالصدمة الآن من ماقالته تواً...فلم أكن أتوقع بأن النقاش سيصل إلى هذا الحد الذي ستسخر فيه من هذه المسكينة وتستصغرها....لقد وضح الأمر بالنسبة لي...فرانسيا تكره ادريان كثيراً فقط لأن عائلته ليس بعائلة ثرية...ويبدو بأن الحال كما هو مع جيني ولن يتغير...أو قد يصبح اسوأ أيضاً "كيفَ لكِ أن تقولِ شيئاً كهذا! كنتُ أعني لو كنتِ تتناقشين معي بهدوء وتصغين إلي جيداً في ما أقوله، تنظرين لما أتحدث عنه بجدية...كنتُ لأخبرتكِ على الفور...ولكن مالذي سأجنيه إن فعلت! أنتِ ستنفعلين كعادتك وستواصلين السخرية تماماً كما لو أن مااخبركِ به مزحة...ستجعليني أكره كل ماأفكر به بسبب أسلوبك في الحديث وصوتكِ العالي" "عمي...لِمَ أنتَ صامتٌ بينما تسمع مايقوله ابنك! هذه إهانةٌ لي أمام الجميع!" تقول بنبرةٍ أشبه بالبكاء وهي توجه كلامها لأبي الذي لايعلم مالذي يجب عليه فعله فقد وقع في المنتصف...بدأ يحك ذقنه وهو يقول بحيرة "ياابنتي حديثكِ معه بصوتٍ مرتفع بحد ذاته اهانةٌ له...إنه خطيبك وزوجكِ المستقبلي...عليكِ التحدث معه باحترام" "وهل قمت بشتمه! أنا فقط اتناقش معه!" "وهل النقاش يكون بهذا الصوت العالي! عليكِ التحكم بنبرة صوتكِ قليلاً...ألا ترين كيف أنني اتحدث معكِ بكل هدوء! ولكنكِ تُفقديني اعصابي بصوتكِ المرتفع" قلتُ بنفاذ صبر ولكن من الواضح بأن كلامي هذا لم يعجبها لأنها نهضت من مكانها فوراً لتشير على جيني باصبع الاتهام بينما تقول بحنق "هذه التافهه لايمكن أن تكون مصابة بالتوحد....هي حتماً افعى تتخفى تحت قناع المرض....تدعي كونها مريضة فقط لتكسب تعاطف الجميع وتحصل على ماتريد...بالطبع هي تطمع بأموالك أيها المغفل" ربما والدي احسن التصرف عندما قام بدعوتها اليوم فقط حتى يتسنى لهم رؤية أسلوبها في الكلام ونقاشها العنيف معي...فما حصل قبل قليل ليس إلا اثباتٌ على صحة كلامي قبل مجيئها....لم أغضب بنعتها إياي بالمغفل بقدر ماكنت سعيداً لأن والدي قد عرفها على حقيقتها اليوم وقد صدق ماقلته مؤخراً بسبب صدمته الحالية من انفعالها أما صغيرتي جيني فكانت مرعوبةٌ من فرانسيا الغاضبة خصيصاً عندما كانت توجه كلامها لها...فبحركةٍ سريعةٍ منها عانقت ذراعي بينما تدفن رأسها في صدري خوفاً من رؤية ملامح وجه الأخرى القاسية "فقط لتعلمي بأن ليس الجميع مثلكِ...وعارٌ عليكِ أن تقولِ شيئاً كهذا..لا استطيع فهمكِ حقاً وكيف لقلبكِ أن يكون متحجراً لهذه الدرجة" "سأختصر كلامي...لك أن تختار إما أنا...وإما هذه المريضة...أن تبقى معي وترغب بوجودها في حياتك لأمرٌ مستحيل" هه ليس وكأنني سأختاركِ أصلاً!

تعليقات

التنقل السريع