رواية تايني ♡صغيرتي♡ 7

القائمة الرئيسية

الصفحات

كدتُ أجن حقاً بعد سماعي لكلام والدي الأخير...أعني لِمَ قام بدعوتها! هل سألني أولاً! ربما لا أرغب بتواجدها الليلة! فكل شيءٍ حولها يجعلني مكتئباً "لِمَ لم تسألني...كيف قمت بدعوتها هكذا فحسب!" قلت بشيءٍ من العتاب مع حفاظي على نبرة صوتي المعتدلة حتى لا أقلل من احترامي لوالدي أمام اخوتي "ماذا تعني بكيف قمت بدعوتها؟ إنها خطيبتك وفردٌ من عائلتنا الآن إذ يحق لها أن تسمع عن موضوعك هذا...أكنت تنوي أن تفعل كل شيء دون مفاتحتها بالموضوع؟" قال أبي في المقابل وأنهى كلامه بحزم لأتنهد بدوري قبل أن أبرر موقفي "سأكون صريحاً...لا أحبذ وجودها حولي...كل مايتعلق بها يجعلني مستاءً وأكره نفسي...كل شيءٍ قد تغير وهي ليست كما كانت عليه سابقاً...اتضح بأنها سطحية جداً وشخصيتها لا تناسبني اطلاقاً...تضحك على اتفه الأسباب وتتحول إلى شخصية هزلية في ثوانٍ....تعامل من هم أقل منها مادياً بدونية وتستهزئ بكل من لا يعجبها...هذا وبحد ذاته كافياً حتى أنفر منها...لقد خُدعت منذ أنها كانت تتصرف بمثالية سابقاً فقط لكي تكسبني..وماإن ارتبطتُ بها حتى ظهرت على حقيقتها" انفجرت فجأة بينما كلاً من رولاند وشقيقتي الصغرى ليا ينظران لي بصدمة منذ أنني افصحت عن كل مابداخلي والذي تعبت بكتمانه طويلاً...أما أمي وأبي فصدمتهما لم تكن أقل من رولاند وليا...فوجدت والدتي تبتسم خفيةً كوني كنت أعلم جيداً أنها لا تتقبل فرانسيا منذ البداية في حين أن أبي بدا عليه الإستياء بقوله "أنت لن ترتبط ثم تفسخ الخطبة هكذا كما تريد... تماماً كما لو أن الأمر لعبة! ألم تكن تحبها ومُصرٌ على الارتباط بها! لقد كانت اختيارك أنت ولم يجبرك عليها أي أحد" "أعلم ولهذا أنا مستاءٌ من نفسي كوني لم أحسن الإختيار" اكتفيت بقول ذلك ليضع أبي ملعقته جانباً واستطيع ملاحظة غضبه جيداً الذي كان يحاول جاهداً السيطرة عليه... "لم تمضِ ثلاثة أشهر على ارتباطك بها! الفتاة ليست لعبة بين يديك تايهيونغ!" "هي لم تترك لي مجالاً حتى استمر بحبها...أبي أقسم لك أنها لاتُطاق...لايمكنني العيش معها تحت سقفٍ واحد...كلما أتخيل بأنها ستصبح زوجتي أشعر بالغثيان" ضحكةٌ خفيفة هربت من فم والدتي دون شعورٍ منها وما إن أدركت ذلك حتى وضعت يدها على فمها لتحمحم قليلاً قبل أن تقول "لايمكننا اجباره على الزواج بفتاةٍ لا يريدها...فأي شيءٍ تشعر أنك لاتستطيع الاستمرار به عليك انهاءه قبل أن يؤثر سلباً على حياتك....لاتستطيع الاستمرار بهذه العلاقة؟ فمن الأفضل أن تنهيها" حسناً اعجبني كلامها ويبدو بأنها الوحيدة التي توافقني الرأي بينما أبي قد رمقها بنظرةٍ جانبية تدل على عدم رضاه بما قالته تواً...فنظر لي مجدداً قبل أن يقول "أنت من اخترتها...ألا تذكر اصرارك على الارتباط بها قائلاً بأنها الفتاة المثالية التي جعلتك تؤمن بالحب! لايمكن أن تكون علاقتك بها مجرد نزوة!" "ربما هو وجد فيها شيئاً جعله ينفر منها...لايمكنك لومه أبداً...ثم أن فترة الخطبة هي فترة تعارف ليرى الإثنان إن كانا ملائمان لبعضهما أم لا! ومدى التوافق بينهما...فحينها يقرران ماإذا ارادا الإستمرار بالعلاقة والزواج! أو فسخ الخطبة بسبب عدم التوافق! وكما يبدو بأن تايهيونغ لم يستطع أن يتوافق معها!"  تحدث رولاند أخيراً والذي كان صامتاً لمدةٍ طويلة دون أن يشاركنا النقاش...وحقيقةً احببت طريقة تفكيره فأنا منذ الشهر الأول شعرت أنني لااستطيع الاستمرار معها أبداً...لقد كانت هادئة في البداية وتشاركني كل ماأحب فعله وماإن ارتبطت بها حتى تحولت لشخصٍ آخر كلياً...لا تحترمني أبداً وتقلل من شأني أمام أصدقائها بغرض المزاح....تظن أنها تتصرف بعفوية ولكنها لاتعلم بأنها وقاحةٌ بالفعل أكثر مااستفزني من تصرفاتها هو أنها مزعجة جداً...صوتها مرتفع عند الحديث وتسبب لي الإحراج عندما اخرج معها ونتناقش فأجدها بدون سابق انذار تنفعل في حديثها وتصرخ....فوضوية جداً وغير منظمة وهذه أكثر الأشياء التي لا يمكنني احتمالها...أن تأتي لشقتي وتجدها في قمة النظافة والترتيب وماإن تخرج منها إلا وهي كمكب نفايات حاولت أن أصبر وأن اصارحها بما أشعر به ولكن صدمتي كانت عندما نظرتْ هي المسألة على أنها مزحة...لم تأخذ كلامي على محمل الجد ولم يتغير بها أي شيء من بعد مصارحتي لها....فماذا يمكنني أن أفعل عندما تكون هي عديمة الإحساس بالمسؤولية! "كان يخرج معها كثيراً قبل الخطبة وكنت استطيع ملاحظة التوافق والانسجام بينهما....مالذي حدث الآن لكي تنظر لها بنظرةٍ سلبية! فلم تبقَ أي صفة سيئة ولم تُلقصها بها" قال أبي رداً على ماقاله رولاند ثم وجه كلامه لي ثانيةً....بينما أنا سئمت تبرير موقفي...فلا يمكنه أن يصدق بأنها تغيرت بالفعل أو قد ظهرت على حقيقتها التي اخفتها عني طويلاً قبل الخطبة....في حين أنها أيضاً إذا تأتي معي لمنزل العائلة تتصرف بكل مثالية وكأي فتاةٍ من الطبقة الثرية ولكن ماإن تصبح معي حتى ينقلب حالها رأساً على عقب....فتتحول من أنثى ثرية ورقيقة إلى شيءٍ ما لايمكنني وصفه سوى أنه غير طبيعي! كانت أمي تريد استمرار الحديث عندما قررت أن تقول شيئاً ما ولكن دخول فرانسيا المفاجئ للمنزل جعلها تصمت على الفور....وها هي ذا هنا لتثبت لهم أنني مخطئ بتصرفاتها المثالية المبالغ بها دخلت وهي بكامل أناقتها فعلقت معطفها في المكان الخاص بالمعاطف قبل أن تتجه نحو الطاولة وتلقي التحية على الجميع لتجلس على الكرسي المخصص لها وتقول "اعتذر لم آتِ على الوقت...كان هناك ازدحامٌ في الشارع" ها قد بدأنا....هي الآن تتحدث بكل هدوء و رقة...فشتان بين الطريقة التي تتحدث بها معي وهذه الطريقة الأكثر مايُقال عنها مهذبة "لا داعِ للاعتذار...فلقد بدأنا للتو" أجابها والدي على الفور لتقابله بابتسامةٍ هادئة لينظر لي والدي من الجانب بشك من ماكنت أقوله قبل مجيئها.....فتماماً كما قلت قبل قليل...هي الآن هنا لتثبت لهم أنني كنت مخطئ بالمناسبة! لقد انفعلتُ بالحديث كثيراً للدرجة التي نسيتُ فيها وجود جيني التي كانت تسمع حديثنا بأكمله....ولكن ماإن نظرت إليها حتى وجدتها في عالمٍ غير عالمنا....سرحةٌ في خيالها ولا أعلم بماذا هي تفكر الآن دنوت منها قليلاً لأقول لها بصوتٍ منخفض "هل أساعدكِ؟" وجدتها قد امسكت شوكتها بالفعل لتضعها بالطبق قائلة "جيني ستحاول بنفسها" كلامها البسيط هذا كفيلٌ بجعل قلبي يخفق بقوة....ربتت على كتفها بهدوء ووضعت لها بعض قطع الدجاج في طبقها حتى يسهل عليها تناولها دون فوضى....وبالفعل استطاعت أن تلتقط القطع جيداً....صحيحٌ بأن استخدامها للشوكة غير صحيح منذ أنها تمسكها بيدها اليسرى إلا أنها حاولت على الأقل وكم بدت فرحة عندما استطاعت أن تتناول الطعام بنفسها....فما إن تتناول قطعة حتى تصفق بسعادة كونها استطاعت فعلها....شيءٌ بسيط كهذا كان سبباً برسم ابتسامتها...يا لنقاء قلبها كنتُ منشغلاً بتأملها وهي تأكل ولم أكن أعلم بأن كل أفراد العائلة ينظرون إليها كذلك....جميعهم تقريباً كانوا يبتسمون على تصرفاتها العفوية عدا فرانسيا التي من الواضح عليها الانزعاج من ما تراه... وفي اللحظة التي كان فيها الجميع منشغلون بالنظر لجيني ولحركاتها اللطيفة تحدثت فرانسيا لجذب انتباهنا كلنا "أهذه الفتاة مريضة أو ماشابه ذلك؟"

تعليقات

التنقل السريع