رواية تايني♡صغيرتي♡ 5

القائمة الرئيسية

الصفحات

"هل تسمح لي بأن أتكفل بمصاريف المدرسة!" بقي صامتاً لمدةٍ طويلة تماماً كما لو أنه لا يريد أن يستعجل بالإجابة...تأملتُ خيراً ولكنه خيب أملي عندما ضحك بهدوء قائلاً "لا تحرجني يا تاي...لايمكن أن أقبل بذلك" "ولماذا!" قلت باحباطٍ واضح من خلال صوتي ليتنهد هو بقوة ويضع يده على كتفي قبل أن يقول بصوته الهادئ "تكاليف المدرسة مرتفعة جداً ولا أريدك أن تتكبد هذا العناء أبداً...ثم أن جيني بصحة جيدة وهذا هو الأهم" "أنت لا تدرك لأي درجةٍ هي ستتحسن ما إن تذهب للمدرسة! شخصيتها، تصرفاتها، سلوكها وحتى مهاراتها! لِمَ ترفض ذلك!" "أعلم أنها ستتحسن كثيراً ولكن الأمر محرجٌ جداً أن تقوم أنت بدفع كل التكاليف! حتى إن سمع والدي بذلك فسوف يغضب" "أنا مستعدٌ للحديث معه وأن افاتحه بالموضوع بنفسي.." قلتُ باندفاع مجدداً ليبتسم هو بامتنان قبل أن يقول "ممتنٌ لك حقاً ولكن ارجوك لا أريد أي مشكلة مع أبي.." "ليس عليك أن تخاف أبداً...دعني اتصرف بطريقتي وأن افاتح عائلتك بالموضوع فإن تمت الموافقة فسيكون ذلك في صالح جيني وإن تم الرفض فأنا لن أقوم بفتح هذا الموضوع مجدداً....دعني اجرب!" "التكاليف جداً مرتفعة!" عاد مجدداً ليتحدث عن التكاليف لأزفر بملل وأقول "توقف عن ذكر التكاليف! فهي ليست عائقاً أبداً! ولا يجب أن تشعر بالخجل من هذه الناحية! ألسنا مقربين كفاية! أولست تعدني كشقيقٍ لك!" "بالطبع أفعل ولكن...." "لا مزيد من لكن....أولم أذكر لك من قبل قصة ابن عمي الذي كان تقريباً بمثل حالة جيني! وربما اسوأ أيضاً...أخذه عمي لمدرسة الحالات الخاصة ولايمكنك أن تصدق الفرق الذي حصل من الشهر الأول....وماإن أكمل عامه الأول هناك حتى أصبح ملماً بكل شيء...هو الآن يقرأ، يكتب ويستطيع التعرف على الأشخاص جيداً...سلوكياً لم يعد عدوانياً واستطاع أن يجد هواية مناسبةً له" كنتُ اتحدث بحماس دون شعورٍ مني في حين أن ادريان كان ينصت لي جيداً وماإن توقفت عن الحديث حتى قابلني بابتسامةٍ هادئة وهو يقول متسائلاً "مالذي يجعلك متحمساً لذلك! أنت لم تجلس معها كثيراً! وهذه المرة الأولى لك بالحديث معها! مالذي فعلته جيني لتلقَ منك كل هذا الإهتمام!" حينها رُبِط لساني ولم أعرف كيف علي أن أجيبه! بدوت مرتبكاً واخشى أن أقول شيئاً ويفهمه بطريقةٍ خاطئة! لذا ابتلعت مافي حلقي قبل أن أقول "لا أريد أن أتظاهر بأنني شخصٌ جيد وأنني أفعل كل هذا لأنال منكم الثناء...شيءٌ ما بتلك الفتاة جعلني مشرقاً...وبمجرد الحديث معها شعرت بجانبها كما لو أنني طفل بسبب روحها النقية...ادريان أنا فقط أرغب بمساعدتها فلا ترفض شيئاً سيكون في صالحها ومستقبلاً هي ستكون ممتنةٌ لكم لأنكم سمحتم لها بالذهاب للمدرسة" "آه..لا اعلم ماذا أقول حقاً...لتأتِ في الغذ لمنزلنا على العشاء وحينها يمكنك أن تتحدث مع والدي بهذا الشأن...سأفاتحه بالموضوع الليلة وسأرى رد فعله" ابتسمت باشراق لأقول بكامل حماسي "سأحرص على اقناعه" ................... اليوم التالي الثامنة مساءً كنتُ في ضيافة عائلة ادريان في منزلهم المتواضع...نجلس الآن على طاولة الطعام خاصتهم مع الكثير من الأطباق التي اعدتها والدة ادريان بكل حب كنا جميعنا على المائدة.. الأب، الأم، ادريان، ناينا الشقيقة الصغرى لأدريان وأنا...جيني لم تكن في الجوار مما جعلني اسألهم "لِمَ جيني لا تتناول العشاء معنا!" نظرت الأم ناحية الأب بارتباك قبل أن تقول "لابد أن ادريان قد اخبرك الكثير عن حالتها...لذا دع والدها يخبرك بسبب عدم تواجدها هنا" "هي لا تجيد استخدام الشوكة مما يجعلها تسبب الفوضى على المائدة وحينها تصاب بنوبة غضب ولا يمكننا السيطرة عليها" قال الأب بكل هدوء لأعقد حاجبي بعد رضا قائلاً "ولكن هذا ليس عذراً! عليكم مساعدتها عوضاً عن مراقبتها وهي تتسبب بالفوضى...ثم أليست هي فرداً من العائلة! مهما كانت حالتها يجب أن تكون معكم! ومنذ أن حديثنا اليوم يخصها فأنا لن أتناول الطعام إن لم تكن هنا" اصبح الجو متوتراً فالجميع اكتفى بالصمت تماماً كما لو أن كلامي لم يعجبهم إلا أن الأب تنهد أخيراً وهو يقول لناينا "اذهبِ لاحضار جيني" ذهبت الصغرى لتنده على الكبرى بينما الأب ابتسم لي ابتسامة متوترة قبل أن يقول "اخبرني ادريان عن رغبتك بأخذ جيني للمدرسة....ولا أعلم مالذي يجب علي قوله سوى أنني ممتنٌ لك...ممتنٌ كون ابني لم يجد صديقاً فحسب بل شقيقاً يسانده ويقف بصفه دائماً" كنتُ متعجباً من رد فعله فقد ظننتُ أن اقناعه سيتطلب مني نقاشاً طويلاً اعرض عليه فيه مزايا المدرسة والفائدة التي ستعود على جيني من خلال الدراسة هناك....ولكنه لم يناقشني ابداً واكتفى بقول هذا الكلام الذي يدل على موافقته...لم أكن استطيع منع نفسي من الابتسام بينما اقول "هل هذا يعني أنني قد حصلت على الموافقة؟" نظر ادريان لوالده بدهشة فيبدو بأنه لم يتوقع ذلك أبداً أو بالأحرى لم يتوقع أن الأمر سيكون سهلاً لهذا الدرجة! في حين أن الأب اومأ بإيجاب قائلاً "لطالما أردتُ أن آخذها للمدرسة ولكن التكاليف كانت العائق الوحيد...وفي الحقيقة ماعرضته على ادريان سيكون في صالح جيني فلا يمكنني الرفض....ثم أنني أثق بك وأعدك فرداً من عائلتي" كنت على وشك أن أجيبه على كلامه إلا أن جيني قد وصلت برفقة ناينا لأقول لها على الفور "تعالي اجلسي بقربي جيني" أشرت لها على الكرسي الفارغ بجانبي بينما جميع أفراد العائلة وجهوا نظرهم نحو جيني التي صدمتهم باستجابتها السريعة لي حيث تقدمت على الفور لتجلس على المقعد المجاور لي "لم اتوقع ذلك...يبدو أن جيني استلطفتك بالفعل! فهي لا تستجيب لكل من يطلب منها شيئاً!" قالت الأم بدهشة في حين أن ادريان شاركها الكلام بقوله "لقد كان الشخص الوحيد الذي تحدثت معه جيني بكل اريحية...يبدو أنه قد القى بسحره الخاص عليها" كلامه الأخير كان بدافع المزاح ليقهقه الجميع وحينها وجدتهم قد تقبلوا الأمر بشكلٍ جيد...ولكنني لم أخبرهم بعد بأن المدرسة لن تكون في المنطقة خاصتنا فأظن أن ذلك سيشكل عائقاً...لذا حمحمت قليلاً لجذب انتباههم قبل أن أقول "سآخذها إلى المدرسة ذاتها التي كان يدرس فيها إبن عمي كونها مضمونة وسمعت عنها الكثير من الكلام الجيد...العيب الوحيد هو كونها في منطقةٍ أخرى تبعد عن هنا حوالي ست ساعات بالسيارة...هذا يعني أنه بامكانكم رؤية جيني فقط في عطلة نهاية الأسبوع لأنه سيكون من الصعب علي ايصالها إلى المنزل كل يوم حيث ستكون مسافة الطريق متعبة عليها" عم الصمت فجأة حتى لم اعد اسمع صوت ارتطام الكؤوس بالطاولة أو صوت ملاعق الطعام على الأطباق....تماماً كما لو أن الجميع قد توقفوا عن مايفعلونه "وماذا عنك أنت هل ستترك عملك هنا وستكرس وقتك فقط لجيني ومدرستها؟" قال ادريان مستنكراً لما قلته للتو في حين أن الأب والأم كذلك يبدو بأن هذا الأمر لم يعجبهم وأنا اتفهم ذلك بالطبع "لن أترك عملي بالطبع فقد فاتحت أبي بالموضوع وطلبت منه أن ينقل جميع أعمالي إلى الفرع الثاني للشركة الكائنة في ذات منطقة المدرسة...عملي سيكون كما هو ولكن في فرعٍ آخر وقد استجاب والدي لرغبتي وقال أنها ستكون في مصلحة العمل كذلك حيث سأكون المسؤول الأول عن الفرع الآخر للشركة" "وهل فعلاً فاتحت عائلتك عن موضوع جيني!" تسأل الأم في المقابل لأومئ لها قائلاً بحماس "أجل...وكلاً من أمي، أبي، أخي وشقيقتي الصغرى متحمسون لمقابلة جيني....فقد اخبرني والدي ماإن احصل على الموافقة منكم حتى آخذ جيني لزيارتهم في الغد ليتعرفوا عليها" "جميلٌ كون العائلة كلها مهتمةٌ بالأمر....بالنسبة لي لا أمانع كون المدرسة في منطقتنا أو في منطقةٍ أخرى الأهم هو أن تتلقى جيني التعليم والاهتمام الكافي....ثم كما قلت قبل قليل أنا أثق بك كثيراً وجيني ستكون في أيدٍ أمينة" قال الأب وانهى النقاش عند هذا الحد ولا استطيع أن أصف لأي درجةٍ أنا سعيد...حتى لايمكنني التوقف عن مقابلة الجميع بابتسامةٍ واسعة استدرت لجيني لأجدها تحمل الشوكة بيدها وتحاول تناول الطعام ولكنها كانت تضع الشوكة على قطعةٍ كبيرة من اللحم لذا لن تستطيع تناولها هكذا....فقرّبت مقعدي بجانبها لأحيط ظهرها بذراعي وأمسك يدها بيدي اليمنى بينما يدي اليسرى تمسك بيدها الأخرى لأساعدها على تقطيع اللحم...فبيمينها جعلتها تمسك بالسكين وبيسارها الشوكة وبحركةٍ بسيطة استطعنا أن نقوم بتقطيع قطعة اللحم الكبيرة ارتعَشَت في اللحظة التي كنت فيها قريباً منها حتى يبدو أنها استنكرت قربي منها لهذا الحد ولكن سرعان ماهدأت وبدأت تنظر لصحنها وتركز في طريقة التقطيع "ها هو ذا طعامكِ...هل اساعدكِ في تناوله!" قلت لها بهدوء بينما هي لم تكن تصنع معي تواصلاً بصرياً كالعادة لذا التقطت قطعة لحمٍ بالشوكة لأوجهها نحو فمها بينما أقول "ها هي الطائرة قادمة لتهبط في فم جيني الجميلة" ولكنها لم تقم بفتح فمها لأتظاهر بأن الشوكة على وشك أن تسقط وأنا أقول "أوه أن الطائرة على وشك أن تهبط في الأرض...جيني لا تدعِ الطائرة تتحطم" وحينها كانت هذه المرة الأولى التي اسمعها فيها وهي تضحك...فخفق قلبي بطريقةٍ جنونية حيث لم اعتقد بأن ضحكةٍ منها قد تجعلني بهذا الحال! فتحت فمها لأطعمها قطعة اللحم تلك وسط نظرات العائلة نحونا...لقد انسجمتُ معها جيداً للدرجة التي شعرتُ فيها أنني معها لوحدنا "الآن بتُ مرتاحاً للأمر...فمنذ الآن وأنت تدللها" قال ادريان لأقهقه في المقابل بتوتر كون الجميع قد شهد مافعلته وكيف أنني كنت معها في عالمنا الخاص "هي تحتاج لرعاية خاصة...وأنا مستعدٌ للاهتمام بها" انتهت الليلة بشكلٍ جيد وتماماً كما أردت ولايمكنني أن اصف شعوري حتى كوني قد تلقيت الموافقة وحظيت بفرصة الجلوس مع جيني ولو لفترةٍ بسيطة فقبل أن أرحل نبهت والدتها بقولي وأنا أشير على صندوق متوسط الحجم بجانب الأريكة "غداً سآتي لأصطحب جيني عند السابعة...عائلتي ترغب برؤيتها...فقد احضرت لها فستاناً وبعض الاكسسوارات الخاصة بالشعر لذا اتمنى أن تساعديها على ارتدائها" اومأت لي على الفور لأخرج من منزلهم بينما قلبي مازال هناك مع تلك الصغيرة

تعليقات

التنقل السريع