رواية تايني♡صغيرتي♡ 4

القائمة الرئيسية

الصفحات

"سأخبرك ولكن كن كتوماً" اومأت برأسي سريعاً وأنا اقول "بالطبع...لاعليكَ أن تخاف من هذه الناحية" ابتسم هو في المقابل بامتنان قبل أن يتحدث بذات النبرة السابقة "في الحقيقة...جيني تعاني من اضطراب التوحد" صمتت للحظة ولا اكذب بقولي أنني كنت مصدوماً من ماقاله للتو...اعني أنا لم اتوقع ذلك فبحديثي معها لم أشك بذلك ولو قليلاً "كيف! لقد بدت لي طبيعية!" قلتُ بنوعٍ ما من الاستنكار ليطلق هو تنهيدةً عميقة قبل أن يقول "مالذي تعرفه عن اضطراب التوحد يا تايهيونغ؟ هناك أنواعٌ عديدة منه ولا يشترط أن تكون حالتها تماماً كالمفهوم الذي تضعه في عقلك!" "اعتذر على رد فعلي ولكن كان ذلك صادماً بالنسبة لي منذ أنني لم أشك بذلك ولو قليلاً!" "لأنها المرة الأولى لك بالحديث معها! بينما هي كانت هادئة على مايبدو حتى لا تلاحظ ذلك بتصرفاتها أو حديثها ولكن عندما تتمعن جيداً بما تفعله، طريقة كلامها او حتى حركة جسدها ستدرك ذلك جيداً...ثم أنني مازلت متعجباً أنها تحدثت معك...فلا أكذب عليك بقولي أنها لا تتحدث معنا أبداً وإن حدث وفعلت ستكتفي بقول كلمات بسيطة من الصعب أن تفهم مالذي تعنيه بها" "اخبرتك أنها تحدثت معي بشكلٍ عادي! ولذلك لم أشك فهي قد اجابت على كل الأسئلة تقريباً باستثناء سؤالٍ واجد تجاهلتني به....وعلى الرغم من حديثها بالضمير الغائب إلا أنني لم أشك بذلك أيضاً!" "حالتها كانت اسوأ عندما احضرها أبي إلى هنا...لقد كان أسلوبها عنيفاً ولا تتقبل أي شيء...كثيرة البكاء والصُراخ...لم نكن نعرف مالذي تريده بالضبط منذ أنها لم تكن تتحدث مطلقاً بل تكتفي بردات فعلٍ أقل مايمكنني وصفها هي غريبة...أظن أنها اعتادت على الحياة معنا الآن فبدأت تتحسن شيئاً فشيئاً..." أراد أن يسترسل بكلامه ولكنني قاطعته بقولي "مالذي تعنيه بقولك أحضرها والدك إلى هنا؟ أليست جيني شقيقتك!" يبدو بأنه قد زل لسانه فقد اتسعت عيناه تماماً كما لو أنه لم يكن يرغب بالافصاح عن ذلك الشيء...ولكن منذ أنه قد فعل فلا فائدة من اخفاء الحقيقة أكثر ليقول بصوتٍ منخفض "جيني أختي الغير شقيقة...من أبٍ واحد ولكن من أمٍ أخرى" "أوه!" اكتفيت بقول ذلك فلم أجد مايُقال حقاً! فاليوم بدأت اتلقى العديد من الصدمات والأشياء الغير متوقعة! لم أكن أظن أن علاقتي بادريان سطحية لهذه الدرجة وأن هناك الكثير من الحقائق التي لا اعرفها عنه وعن عائلته "لم يتزوج أبي بوالدة جيني...بل انجبها هي واختها الصغرى من علاقةٍ غير شرعية...في تلك الفترة كانت علاقة والداي مضطربة جداً وكادت أن تصل للانفصال فلذلك كان والدي كثير السفر حتى لاتزداد المشاكل بينه وبين والدتي...كنا نظن أنه قرر الابتعاد ليجد له  وظيفة خارج البلاد ذات مردودٌ مالي مرتفع ولكن لم نتوقع قط أنه كان هناك لأنه على علاقة بامرأةٍ أخرى حتى أنه أنجب منها فتاتين دون زواج" توقف عن الكلام واستدار لي ليرى رد فعلي وعندما وجدني استمع له جيداً استرسل "كان أبي جيداً في اخفاء سره للدرجة التي لم نكن نشك فيها بأمره وبأمر علاقته...كان يزورنا مرةً واحدة في الشهر ويقضي معنا ثلاثة أيامٍ فحسب ثم يعود لعائلته الأخرى قائلاً بأنه لايمكنه أخذ اجازةٍ أطول من عمله...إلى أن أتى ذلك اليوم حيث لم يعد أبي قادراً على اخفاء تلك الحقيقة أكثر بسبب ماحصل....جيني في ذلك الوقت كانت بعمر الرابعة وأختها الصغرى ليهاي بعمر السنتين...كانت تلعب مع شقيقتها الصغرى بكل هدوء إلى أن دفعتها عن طريق الخطأ من السلم لتسقط ليهاي بطريقةٍ فظيعة تعرضت فيها لإصابة خطيرة في رأسها أدت إلى وفاتها....الأم انهارت تماماً، خصيصاً عندما شهدت الحادثة بأم عينيها...فظنت أن جيني فعلت ذلك عمداً منذ أنها تشعر بالغيرة من شقيقتها الصغرى فأرادت أن تتخلص منها...فبدأت المعاناة منذ ذلك الحين فالأم أصبحت تكره طفلتها ذات الأربع سنوات وبدأت تضربها بقسوة حتى استدعى الأمر أنها تحبسها في غرفةٍ لوحدها لمدة ثلاثة أيام عندما كان والدي لدينا ولا علم له بالحادثة...." "تباً! أي أمٍ تفعل بصغيرتها هكذا! ثم أنها كانت حادثة! جيني كانت طفلة صغيرة في ذلك الوقت! لم تتعمد دفعها" وجدتُ نفسي ادافع عنها على الفور وبسبب انفعالي في الحديث قهقه هو قليلاً قبل أن يقول "جيني تعرضت لأقسى أنواع التعذيب من قبل والدتها المنهارة...ومن بعد حبسها لمدة ثلاثة أيام في تلك الغرفة المظلمة كان والدي قد وصل إليهم ليُصدم بالخبر فوالدة جيني لم تخبره بما حدث أبداً....حينها هو من أخرج جيني من تلك الغرفة ليجدها بحالٍ يرثى له....لم تكن تتحدث مطلقاً...رد فعلها عنيفٌ جداً وتكتفي بالصراخ والبكاء...انعزلت كثيراً عن العائلة ولم تعد كما كانت أبداً تماماً كما لو أنها أصبحت طفلة مختلفة...كان يظن أنها فقط متأثرة بسبب ماحدث وبسبب بقائها في تلك الغرفة لأيام ولكن عندما ازداد وضعها سوءً اخذها للمشفى ليتم تشخيصها بالتوحد....والدتها لم تتقبل ذلك ولم تعد تحتمل وضع جيني الجديد وكونها اصبحت بحاجة لاهتمام ورعايةٍ أكثر في حين أن والدتها مازالت تحت تأثير الصدمة...فبدأت تعامل جيني بطريقة سيئة جداً حتى قررت أن ترحل أخيراً وتترك طفلتها مع أبي قائلةً بأنها ليست مستعدة لرعاية طفلةٍ مريضة" "هذا فظيع! مالذي حدث بعد ذلك؟" كنتُ متأثراً بشدة خصيصاً أن الفتاة كانت سليمة! وبسبب رد فعل والدتها وتأثرها بالحادثة جعلت من وضع الصغرى يتأزم لتصبح بهذا الحال....كان ادريان يستشعر الحزن بصوتي ليربت على كتفي بهدوء وهو يقول "كان من الصعب على أبي أن يواجه أمي بالحقيقة ويخبرها أن لديه إبنة من علاقةٍ غير شرعية فبقي كاتماً للأمر ومحتفظاً به لنفسه...عدا أنه قرر مشاركته مع جدتي حيث أخذ جيني إلى هناك ليفاتح جدتي بأمرها ويطلب منها أن تُبقي جيني لديها إلى أن يجد حلاً....جدتي استعطفت الصغيرة لتقبل ببقائها لديها فوراً ولكن لم تكن تعلم أن بقاء الصغيرة لديها سيجعل من حالتها تزداد سوءً....فجدتي واجهت صعوبة بالتعامل معها ولم تستطع أن تبقيها لديها أكثر منذ أنها كبيرةٌ في السن وليس من السهل عليها الاعتناء بفتاةٍ بمثل حالة جيني....بقيت لديها حوالي ثلاثة أسابيع وعندما تأزم وضع جيني لم يستطع أبي أن يخفي عنا الأمر أكثر....فذات يوم جاء لنا وبصحبته جيني ليفاتحنا بتلك الحقيقة....كان ذلك صادماً للجميع حتى أن أمي كرهت جيني في البداية لكونها من علاقةٍ غير شرعية وكونها هنا أثر خيانةٍ فظيعة قام بها أبي وقت تأزم علاقتهما....ولكن سرعان ماتغير الوضع لتتقبل أمي وجود جيني بيننا وتبدأ بالإهتمام بها...كان ذلك صعباً في البداية كون جيني كانت حادة الطباع وتصرفاتها عنيفة إلا أنها بدأت تهدأ شيئاً فشيئاً واعتادت على بقائها معنا" "أعلم أنه من الصعب عليك أن تفصح بهذا الأمر واعتذر على تطفلي بما هو خاصٌ بالعائلة ولكن....لم استطع السيطرة على نفسي وعلى فضولي ثم أنني لم أكن اتوقع وجود قصةٍ كهذه خلف شخصية جيني الهادئة" قلت بحزنٍ شديد بعد سماعي لتلك الحادثة بكل تفاصيها وما نتج من ورائها بينما ادريان كان يبتسم لي بهدوء ويبدو أن افصاحه بهذا الأمر قد جعله يشعر بالسوء كونه وعد والده أن لا يفصح به لأي شخصٍ كان "لا عليك...ليس من السهل أن تخفي شيئاً كهذا عن شخصٍ هو بمثابة الشقيق لك" "بالنسبة لجيني! لِمَ لا تأخذونها لمدرسةٍ خاصة لمثل حالتها! ذلك سيجعلها تتحسن كثيراً! من خلال تصرفاتها،سلوكها وحتى مهاراتها! لاسيما طريقة حديثها وهواياتها!أليس ذلك أفضل من بقائها في المنزل طوال الوقت!" "بالطبع ذلك سيكون جيداً حتى لا تشعر هي بالوحدة...ولكن كما تعلم تكاليف هذه المدارس مرتفعة كثيراً ووضع الأسرة المادي لا يسمح بذلك...ذلك سيكون في صالحها حيث ستتحسن كثيراً من عدة نواحٍ ولكن لا أعتقد بأننا نستطيع أن نأخذها إلى هناك" لم أكن أرغب باحراجه أكثر بالحديث عن الوضع المادي للأسرة وحقيقةً شعرت أن سؤالي له ليس في محله منذ أنني ملمٌ جداً بوضعهم وأنهم لايستطيعون التكفل بمصاريف المدرسة ولكن في تلك اللحظة خطرت في بالي فكرة لأسرع بقولها دون أي تردد "هل تسمح لي بأن أتكفل بمصاريف المدرسة!"

تعليقات

التنقل السريع