رواية تايني♡صغيرتي♡ 3

القائمة الرئيسية

الصفحات

"لأنها قاتلة والجميع يخاف منها" في هذه اللحظة وبعد سماعي لكلماتها هذه كنت تماماً كمن رُبِط لسانه ولم يعد قادراً على الكلام...حسناً صحيحٌ أنها افصحت قبل قليل أنها تنام لوحدها لأنهم يخافون من ان تقتلهم ولكنني لم آخذ كلامها على محمل الجد حتى كررته مجدداً لأشعر بالذعر...فكيف لفتاةٍ طفولية بهذه البراءة أن تكون قاتلة! "كيف! أعني كيفَ قتلتِ أحدهم!" هي لم تُجِب على سؤالي أبداً على الرغم من أنني كررته لأكثر من ثلاث مرات فيبدو أنها قد تجاهلتني كون السؤال لم يعجبها لذا قررت أن اسألها سؤالاً آخراً لأرى إن كانت تتجاهلني بسبب ذلك السؤال أم لا "هل تحبين الحلوى؟" كان سؤالي بسيطاً جداً لفتاةٍ بمثل هدوئها وبراءتها لذلك سريعاً مااومأت بحركةٍ سريعة وابتسامتها الجميلة تشكلت على وجهها لابتسم أنا معها دون شعور كالعادة "لكن غير مسموحٍ لها أن تتناولها" عبست مجدداً في نهاية كلامها لأتنهد أنا بالمقابل كوني لا استطيع فهم هذه الفتاة جيداً...كنتُ متشوقاً للحديث معها ولكن اسلوبها قد صدمني بحق وجعل فضولي يتضاعف أكثر لأعرف عنها المزيد ومالذي يجعل فتاةً بمثل عمرها أن تتحدث بهذه الطريقة الطفولية! حرفياً شعرتُ تماماً كما لو أنني مُلزمٌ بها وعليّ حمايتها من هذا العالم...ففي أيامنا هذه كل شيء أصبح معقد ولم نعد نتسم بالبساطة كالسابق...أصحاب النفوس العفِنة قد فاق عددهم على أصحاب النفوس الطيبة...ففتاةٌ بمثل شخصيتها حتماً ستكون ضحية للوحوش البشرية الذي كثُر عددهم هذه الأيام كنتُ احتفظ بقطعة حلوى ابقيتها في جيب معطفي والتي اعطتني إياها شقيقتي الصغرى عند احتفال مدرستها بيوم المعلم...تذكرت أمرها على الفور لأحشر يدي بجيب معطفي وأخرج قطعة الحلوى الصغيرة وأمدها لها هي كانت مشغولة بالنظر للأعلى حيث النجوم المنتشرة في السماء بشكلٍ مذهل لذلك لم تلحظني عندما قمت بمد يدي لها...فقررت أن اتحدث ثانيةً "خذيها." حينها التفتت لي ونظرت للحلوى قبل أن تنظر لي بشيءٍ من الخوف...هناك ما هو غريبٌ بها وجعلني أدقق بتصرفاتها أكثر...فعندما تنظر لي لا تصنع معي تواصلاً بصرياً أبداً...أعني أنها تنظر لي ولكن تبدو وكأنها شاردةٌ بشيء ما أو أن تفكيرها مشغول! "غير مسموحٍ لها بتناول الحلوى" قالت بصوتها الطفولي الرقيق وعادت لتنظر للسماء بينما أنا وجودي وعدمه واحد...كنتُ بجانبها تماماً كأي لوحٍ خشبي لم تلقِ لي بالاً بل هي مكتفيةٌ بذاتها وتصنع جوها الخاص بنفسها...مشغولةٌ بتأمل السماء ولا شيء آخر يمكنه أن يثير اهتمامها حتى قطعة الحلوى الشهية هذه بينما أنا كنتُ مصراً لاكتشاف شخصيتها الفريدة والتعرف عليها أكثر ولكن ذلك لم يكن في صالحي أبداً عندما لمحت ادريان من بعيد وهو قادمٌ نحونا...وجهه كان خالٍ من أي تعابير تماماً كما لوأنه لم يتوقع أن يراني هنا بجانب شقيقته في حين أنني نهضت من على العشب فوراً لتبقى هي جالسةٌ ولم تأبه لحركتي قط بل استمرت بما كانت تفعله دون أن توجهه نظرها نحوي حتى...أما ادريان فقد وقف أمامي وعلى وجهه ابتسامةٌ باهتة بينما يقول متسائلاً "ظننتك رحلت! هل كنت طوال الوقت معها؟" "في الحقيقة كنت على وشك أن ارحل ولكن وجدتها جالسةٌ لوحدها لذلك قررت أن اتحدث معها قليلاً...لن أكذب عليك فشخصيتها قد أثارت اهتمامي" حسناً أنا لم أكذب بل قلت ماأشعر به تماماً لأرى ملامح وجهه قد تغيرت ويبدو عليه الانزعاج لذا سريعاً ماتقدم نحوها ليقول آمراً "جيني...تأخر الوقت اذهبِ للداخل" هي لم تعترض بل ماإن سمعت صوته حتى نهضت على الفور لتدخل للمنزل من الباب الخلفي بينما هو سحبني من ذراعي لنجلس على الكرسي الخشبي في الفناء الخلفي المتواضع للمنزل كان تماماً كما لو أنه يرغب أن يفاتحني بموضوعٍ ما ولكن لم يكن يعرف من أين يبدأ لذلك قررت أن اساعده وابدأ الحديث بقولي "تريد قول شيءٍ ما! أشعرُ بذلك من خلال نظراتك وصمتك الغريب...إن كان الأمر متعلقٌ بجيني فأنا مستعدٌ لسماعك" اطلق ادريان تنهيدةً عميقة قبل أن ينظر للجهة التي كانت تجلس فيها جيني بينما يقول بصوتٍ منخفض "الأمر ليس كما تتصوره...اخبرتك أنه معقدٌ قليلاً.." "لابأس بذلك معي...مستعدٌ لسماع كل ماستقوله...ثم ألست تعدني فرداً من عائلتك؟" "بالطبع أنت كذلك....ولكن لم يسبق لنا وأن تحدثنا بهذا الأمر مع أي أحد...أخشى أن أفصح عنه ويغضب أبي" "ليس عليكَ أن تخبره أنك افصحت به بالفعل وأنا سأكتم هذا السر ولن يخرج لأي شخصٍ كان...لم أكن فضولياً اتجاه أي شخصٍ من قبل ولكن جيني قد اشعلت كل الفضول الذي بداخلي خصيصاً عندما قالت لي بأن الجميع يخافها لأنها قاتلة! ارجو المعذرة ولكن كيف لفتاةٍ بمثل براءتها أن تكون قاتلة!" "هذا يعني أنها تحدثت معك بالفعل!" قال ادريان بشيءٍ من الدهشة لأومئ له بالمقابل بينما أقول متسائلاً "أجل لقد فعلت! لِمَ أنت مندهش!" "لأنها قليلة الكلام ولا تتحدث مع أي أحد! هي لم يسبق لها وأن تحدثت معك من قبل! هذا غريب!" "ربما لأنها تعرفني جيداً واعتادت على رؤيتي في كل يوم من نهاية الأسبوع! لذا شعرت بالاطمئنان!" "لا تاي هذا ليس مااعنيه أبداً....جيني لا تتحدث معنا أبداً...وإن حدث وتحدثت ستكون مجرد كلماتٍ عشوائية بسيطة أو جملة غير مفهومة! حتى بيننا هي قليلة الكلام فأنا مندهشٌ لأنك استطعت فهم القليل من كلامها!" "لقد كان واضحاً نوعاً ما! إلا أنها كانت تتكلم عن نفسها بالضمير الغائب" صمت ادريان للحظة وهو ينظر للأسفل....رفع رأسه لينظر لي قائلاً بهدوء اشعل كل ماتبقى لي من الفضول "سأخبرك ولكن كن كتوماً"

تعليقات

التنقل السريع