رواية تايني♡صغيرتي♡ 2

القائمة الرئيسية

الصفحات

بعد أسبوع حرفياً كنتُ انتظر هذا اليوم طوال الأسبوع الماضي حتى يتسنى لي رؤية جيني ولكن كانت تلك المرة الأولى التي اذهب فيها لمنزل ادريان ولا تأتِ جيني بتلك الصينية المعتادة...كل ساعةٍ تمضي وأنا اتمنى أن اراها وارى ابتسامتها التي تذيب قلبي ولكن لا شيء من هذا قد حصل منذ أنها ولأول مرة لم تمر بل شقيقتها الصغرى ناينا هي التي اتت عوضاً عنها لتضع لنا المسليات الوقت يمر بشكلٍ بطيء جداً حتى انني ولشدة استيائي من عدم قدومها لم أعد ألعب كعادتي وادريان كان من يفوز في كل جولة لعب ليبقى يغيظني طوال الوقت....شعرتُ انني اكتفيت حقاً وأنني اعطيت هذا الشعور أكبر من حجمه لذلك علي أن اتوقف عن التفكير بها ولا أفعل أي شيء يجعلني أخسر صداقتي بادريان "اعتقد أنني سأذهب مبكراً اليوم...غداً العمل سيكون شاقاً" قلتها وأنا لست على عادتي ويستطيع ادريان ملاحظة تغيري من خلال طريقة حديثي ليقول ساخراً "ستذهب من أجل العمل أم لأنك لم تربح في أي جولة!" هه هو لا يعلم أبداً أن سبب استيائي الوحيد هو شقيقته التي اخذت عقلي كلياً وغيابها من جعلني بهذا الحال....جاريته بالضحك فأنا لا أريده أن يشك بأمري لأقول ممازحاً إياه "أكره الخسارة حقاً" "في المرة القادمة سأحاول أن أجعلك تربح جولةً واحدة على الأقل" قالها وهو يضرب كتفي بقوة لأقلب عيناي بينما أقول بتحدي "هذا إن لم تكن أنت الخاسر!" التقطت هاتفي ومفتاح سيارتي من على الأرض لأخرج من الباب الرئيسي بينما ادريان كالعادة يأتي ليوصلني إلى الباب....أما أنا فقد تعمدتُ أن اركن سيارتي في الفناء الخلفي لمنزلهم فقط حتى اجرب حظي وارى إن كانت جيني ستكون متواجدة هناك أم لا وصلتُ إلى سيارتي وأنا على أملٍ كبير أن اراها اليوم ولكن كل آمالي قد تحطمت عندما نظرت لكرسي الأرجوحة ذاك ولم أجدها عليه....تنهدتُ باحباط وفتحتُ باب السيارة ولكن قبل أن ادخل لمحت ذلك الجسد الصغير وهو جالسٌ على العشب بكل هدوء لاتراجع على الفور واغلق باب السيارة ببطء قبل أن اتجه نحوها لااريد أن افزعها هذه المرة لذلك كنت حذِراً في تصرفاتي....وقفت أمامها لتنظر لي للحظة وتعاود النظر للأسفل مجدداً لأقول سريعاً "لا تذهبِ أريد التحدث معكِ" رد فعلها كان مغايرٌ للأسبوع الماضي حيث لم تبدِ أي رد فعل على عكس فزعها في المرة الأولى...استغليت الوضع لصالحي لأجلس بجانبها...هي لم تنظر لي ابداً والهدوء الذي هي به بات يخيفني مضت خمس دقائق تقريباً بينما هي مازالت على وضعها السابق ولم تتحدث معي قط...بالأحرى هي لم تنظر لوجهي حتى...سئمتُ الانتظار أكثر لأقرر أن ابدأ معها الحديث "كيف حالكِ؟" التفتت لي لتكتفي بابتسامة فقط...هي لم تُجِب على سؤالي..وتجاهلتني تماماً عندما رفعت رأسها للأعلى لتبتسم ابتسامة واسعة قبل أن تقول "هي تحب النجوم" حرفياً نبرة صوتها هذه اخترقت قلبي بدون أي قيود...تماماً كما لو أنها طفلةٌ صغيرة اخيراً استطاعت أن تكون جملةً مفهومة...ولكن بالنسبة لي جملتها هذه لم تكن مفهومة خصيصاً عندما قالت 'هي' "من هي؟" سألتها في المقابل لتعاود النظر لي بينما تُشير عليها نفسها "أنتِ؟" حينها اومأت قبل أن تقول ثانيةً "هي تحب مشاهدة النجوم كل يوم" طريقتها في الكلام جعلتني أواجه صعوبة في السيطرة على نفسي...ثم لِمَ هي تتحدث بهذه الطريقة أصلاً! تماماً كالأطفال وهذا مؤذٍ لقلبي كثيراً "أنا أيضاً أحب مشاهدة النجوم" قلت مباشرة لتضحك ...وحرفياً لا اعلم كيف بدأت اضحك معها دون شعور...تماماً كما لو أن ضحكتها هذه مُعدية "هي لا تخاف الظلام...ولكنها تخاف النوم لوحدها" عبست في نهاية كلامها ولا أعلم كيف لي أن اشاركها تعابير وجهها...بالفعل يبدو أن تصرفاتها مُعدية لتنتقل لي سريعاً "ألا تنامين مع ناينا!" "لا أحد يريد النوم معها...الجميع يخاف منها" حسناً الأمر اصبح مثيراً للاهتمام أكثر....اعتدلت في جلستي لأسألها بفضول بأسلوبٍ مشابهٍ لأسلوب حديثها "ولِمَ يخافون منها!" كانت تنظر للأعلى ولكن عندما سألتها هذا السؤال نظرت لي لتقول بصوتٍ هادئٍ حزين "يقولون أنها قاتِلة...هم يخافون أن تقتلهم...يجعلونها تنام لوحدها ويقفلون عليها باب الغرفة خوفاً من أن تخرج لهم ليلاً...هي تبكي كثيراً لأنها خائفة ولا تستطيع النوم جيداً" واه! هذا كثيرٌ على قلبي لأحتمله كله في آنٍ واحد...نبرة صوتها الطفولية وتحدثها بالضمير الغائب يجعلني آه...اتمنى أن احتضنها بقوة لأحميها "في أي صفٍ أنتِ؟" سألتها مجدداً لترفع كتفيها للأعلى بمعنى أنها لا تدري لأوضح لها السؤال أكثر "المدرسة! ألا تذهبين للمدرسة!" اشرقت ابتسامتها أكثر لتقول بحماس "قالوا لها أن المدرسة رائعة وممتعة...حتى ناينا تقول أن المدرسة جميلة...لكنها الوحيدة التي لا تذهب للمدرسة...هي تريد الذهاب حقاً" "أوه! ولِمَ هي لا تذهب؟" "لأنها قاتلة والجميع يخاف منها"

تعليقات

التنقل السريع