رواية تايني♡صغيرتي♡ 1

القائمة الرئيسية

الصفحات

كالعادة...أنا في منزل صديقي ادريان نجلس معاً في غرفة الجلوس ونلعب العاب الفيديو حتى الساعة الحادية عشر ليلاً تقريباً...ولا يمضِ اليوم دون دخول شقيقته الصغرى جيني التي تحمل معها صينية مليئة بالمسليات والمشروبات..تضعهم بكل هدوء على الأرض وتنصرف بعد أن تبتسم ابتسامتها الدافئة التي تذيب القلب لم يكن ادريان يتحدث عنها قط ليشبع فضولي بينما أنا اخجل من أن افاتحه بموضوعها خشيةً أن يفهمني بطريقة خاطئة في حين أنني مهتمٌ بها فحسب! في كل مرةٍ آتي فيها لمنزلهم من المستحيل أن ينقضي الوقت دون أن تدخل علينا حاملةً الصينية ذاتها ذات الأطعمة التي لا تتغير اصنافها أبداً وفي الحقيقة بتُ أحبذ المجيئ لمنزل ادريان أكثر منذ أنني سأحظى بفرصة رؤيتها ورؤية ابتسامتها التي تُشعرني بأن كل شيءٍ بخير...فمن النادر أن ترى شخصاً يمتلك ابتسامة مُريحة كخاصتها تماماً كما لو أنها ملاك أتت لتُزيح عن قلبي كل المخاوف....قد ابدو كشخصٍ اعتاد على المبالغة ولكن لم يسبق لي وأن شعرت بهذا الشعور من قبل...أن أشعر بالراحة بمجرد رؤيتي لابتسامة فتاةٍ ما! مضى الوقت سريعاً إنها على وشك أن تصبح الحادية عشر بينما أنا يجب علي العودة لشقتي كي أحظى بقسطٍ من النوم قبل موعد ذهابي للعمل...حرفياً الوقت الذي اقضيه مع ادريان هو الأفضل فمنذ أن كنا في الجامعة ونحن على هذا الحال لاتنتهِ عطلة نهاية الأسبوع دون أن نلعب ألعاب الفيديو معاً واستمر الحال حتى بعد التخرج والانخراط في العمل....هو الشخص الوحيد في حياتي الذي استطيع أن اطلق عليه مسمى 'صديق'...فمن النادر أن اجد شخصاً مثله يهتم لأبسط التفاصيل التي تخصني ويحرص على الحديث معي في كل يوم تقريباً ليسألني عن أحوالي...هو مثالٌ للصديق المثالي بالنسبة لي ولاسيما عائلته كذلك فلم يسبق لي وأن اختلطت بعائلةٍ مثل عائلته...بسطاءٌ جداً وفيهم من الكرم مايكفي...ممتنٌ حقاً كوني وجدت صديقاً أرى في عائلته المعنى الحقيقي للحب والاحتواء...فلم أشعر يوماً أنني غريبٌ عنهم لشدة تعلقهم بي وتعلقي بهم كذلك الأمر الوحيد الذي كان غامضاً بالنسبة لي هو شقيقته الصغرى جيني...التي لم يتحدث عنها أي فردٍ من أفراد عائلته قط...وحتى عندما اشاركهم العشاء هي لا تكون موجودة بيننا مما يجعلني فضولياً أكثر اتجاهها قضيتُ مع ادريان تقريباً خمس سنوات ولكن لم اسمح لفضولي يوماً أن يتجاوز حدوده لأسأله عنها...فإن كان الجميع يتجنب الحديث عن امرها فأنا لن اتطفل لأكون لئيماً بطبعي أمامهم وهم الذين كانوا لي بمثابة العائلة وأكثر "عليّ الذهاب الآن...سنلتقِ الأسبوع القادم!" قلتها قبل أن انهض من مكاني ليومئ هو على الفور قائلاً "بالتأكيد" حينها خرجتُ من غرفة الجلوس بينما هو كان معي حتى يوصلني للباب...اردتُ الذهاب للسيارة على الفور ولكن شيء ما منعني حتى ابقى واقفاً مكاني واسأله هذا السؤال دون شعورٍ مني "كم عمر شقيقتك جيني!" تغيرت ملامح وجهه على الفور ليقول مع عقدة حاجييه الواضحة "في العشرين ربما! لست متأكد...ثم لِمَ تسأل!" "حسناً كنتُ كثيراً ما اتساءل لِمَ أنت لا تتحدث عنها...تستطيع القول أنني أشعر بالفضول اتجاه الأمر...ثم اعتذر إن كنت قد تجاوزت حدودي بهذا السؤال" حسناً خجلتُ من نفسي فور ما رأيت تعابير وجهه وكيف لي أن أكون فضولياً لأسأله الآن وأنا الذي تجاهلت الأمر لخمس سنوات ولم افاتحه به قط "لا عليكَ ياصديقي لا يجب أن تعتذر... إن الأمر معقدٌ قليلاً" اجابني بشكلٍ غامض لأومئ له بالمقابل...لو أراد الحديث عن الأمر ومشاركتي به لفعل ولكن يبدو بأنه لا يريد لذلك سريعاً ماودعته لأنصرف إلى الفناء الخلفي للمنزل حيث ركنت سيارتي هناك كان الجو في غاية البرودة...السماء مزينة بالنجوم وهذا ماأحبه حقاً...ديسمبر هو شهري المفضل...أردت أن أدخل السيارة ولكن لفت انتباهي هو ذلك الكرسي الذي يشبه الأرجوحة والتي تجلس عليه جيني بكل هدوء بينما ترفع رأسها للأعلى وتتأمل النجوم شعرها الأسود وهو يتحرك بفعل لفحات الهواء أثر حركة الأرجوحة...فستانها الخفيف الذي يرتفع وينزل مجدداً علاوةً على ذلك حركاتها العفوية التي جعلت قلبي يخفق بجنون ابتلعت مافي حلقي قبل أن تحملني قدماي إليها ولم أجد نفسي سوى واقفاً أمامها بينما هي انتبهت لوجودي لتشهق بفزع "مهلاً لا تخافِ إنه أنا...تايهيونغ" كنتُ أريد أن اتحدث معها ولكن ياللأسف عندما وجدتها قد هربت مني على الفور لتدخل للمنزل تاركةً إياي واقفاً مكاني على أملٍ أن احظى معها ولو بحديثٍ بسيط

تعليقات

التنقل السريع