رواية تايني ♡صغيرتي♡ 23

القائمة الرئيسية

الصفحات

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . "هل تعلمين أن غرفة المعيشة تسكن بها الأرواح الشريرة؟" انتفضت من مكانها لتلقي بالغطاء الذي كان فوقها أرضاً بينما تقول بذعر "أرواح؟ أي أرواح! أنتَ تمزح أليس كذلك؟" لم احتمل رؤيتها هكذا فكنت على وشك أن أضحك لأفسد كل شيء ولكنني تمالكت نفسي وحملت على وجهي ملامح الجدية بينما أقول "أتمنى لو أنني كنت أمزح...ولكنها الحقيقة...الأرواح تسكن غرفة المعيشة فقط فلا تخافِ....ثم أن غرفتي لا تشكو من أي شيء" ابتلعت هي مافي حلقها قبل أن تنهض من على الأريكة لتتجه نحوي قائلةً بخوف "تاي كيف لك أن تبقى في هذا المكان الغير آمن! ماذا لو أقدمت تلك الأرواح على أذيتك؟" "هل أنتِ خائفةٌ علي أم على نفسكِ؟" "سلامة جيني تأتي أولاً ولكن سلامة تاي مهمة أيضاً" قالت بكل صراحة لأنقر أنفها بخفة بينما أقول "ولسلامة جيني عليها أن تنام في غرفة تاي حتى يحميها جيداً.." "أجل لابد لها أن تنام هناك إذاً....ولكن عليكَ أن لا تتركها أبداً" "بالطبع لن أترككِ سأحتضنكِ بقوة حتى لا تفكر تلك الأروح بالهجوم عليكِ والآن إن كنتِ ستنامين بالفعل فالتذهبِ إلى غرفتي أنا سأنجز بعض الأعمال في المكتب ثم سآتي للنوم معكِ" وقبل أن أذهب للمكتب اعترضت هي طريقي لتقف أمامي بينما تضع يدها على خصرها وهي تقول "جدياً؟ ستذهب للعمل في المكتب وستتركها في الغرفة لوحدها؟ ماذا لو قررت تلك الأرواح أن تهجم على جيني!" "أخبرتكِ أن الأرواح تسكن في غرفة المعيشة فقط!" "أنت لست واثقاً من خروجها! ماذا لو كانت تتجول في الشقة بأكملها وتدخل جميع الغرف! تاي نحن في خطر" يبدو بأنني قد قمت بفتح بابٍ لن استطيع اغلاقه....كل مااردته هو أن اجعلها تنام بجانبي ولكن لم أجد أي فكرةٍ لأقنعها بذلك غير فكرة الأرواح الشريرة التي من الواضح بأنها ستشكل لي مأزقاً مع جيني "لسنا في خطر أبداً فهذه الأرواح مهذبة وغير مؤذية...إلا عندما يتسبب أحدنا بفوضى هي ستكون شريرة" هاقد بدأت بالكذب عليها بطريقةٍ غير منطقية في حين أنها بريئة تماماً تصدق كل ما أقول فأومأت برأسها قبل أن تقول بحذر "إذاً علينا أن لا نتسبب بالفوضى ولا نرفع أصواتنا عندما نكون في غرفة المعيشة تجنباً لظهور تلك الأرواح" ................... حرفياً مضت ثلاثة أيام ونحن في حالٍ مأساوي بسبب قصة الأرواح الشريرة الخيالية...لعنت نفسي حقاً على تلك الكذبة التي لم أكن أتوقع بأنها ستصبح نقطة ضعفٍ لجيني التي صارت متخوفةٌ من كل شيءٍ في الشقة فعندما تنام تستيقظ مذعورةً في منتصف الليل قائلةً بأن أحد الأرواح قد هجمت عليها....ولا تدخل دورة المياه إلا عندما أقف لها عند الباب لأحرسها من دخول الأرواح إليها كما تقول....أصبحت تتجنب البقاء في غرفة المعيشة وكل ماتتحدث بشأنه هو تلك الأرواح حتى أنها تقص علي قصصاً خيالية أحياناً عندما تقول بأنها رأت إحدى الأرواح في المطبخ أو في غرفة مكتبي! لا أعلم هل خوفها من تلك الكذبة قد تحول لهوس! انتهيت من العمل مبكراً اليوم على غير العادة فذهبت على الفور للمطعم كي اصطحب جيني منذ أنها قد انتهت من عملها كذلك جميلٌ أن أراها سعيدة لهذه الدرجة فهي مستمتعةٌ كثيراً في عملها وتقول بأن جميع طاقم العمل يعاملونها بطريقةٍ جيدة حتى أن رئيسها يراعي وضعها جيداً منذ أنها لا تجيد القراءة والكتابة فلم يدعها تسجل طلبات الزبائن وإنما تكتفي بتقديم الأطباق لهم واعادتها للمطبخ ثانيةً للغسيل....على الرغم من كونها سعيدة بهذا العمل إلا أنني مازلت غير مطمئن....ماذا لو ارتكبت خطأ وصرخ عليها رئيسها أو حتى أحد الزبائن! هي حساسةٌ جداً ولن تحتمل ذلك أتمنى أن كل شيء يسير معها بشكلٍ جيد وتستطيع تحقيق ماتريده بسفرها لوالدتها بمجهودها الخاص وبمالها الذي جمعته بنفسها....فسعادة هذه الصغيرة من سعادتي وصلتُ للمطعم لأركن السيارة بالمواقف المخصصة وبقيت اعبث بهاتفي إلى حين تأتي جيني....لقد كانت خمس دقائق فحسب أو أقل عندما صعدت إلى السيارة بكل هدوء على غير عادتها فأول مافعلته عندما صعدت هو اسناد ظهرها على المقعد بينما ترخي رأسها جانباً وهي تلهث.....رؤيتها بهذا الحال كان غريباً بالنسبة لي فبالأمس واليوم الذي قبله كانت تصعد السيارة بكل حماس وتروي لي ماحدث معها بالتفصيل فلِمَ هي هادئة اليوم! "هل تأخرت عليكِ اليوم؟" ظننت أنها غاضبة كوني تأخرت عليها قليلاً إلا أنها أشاحت برأسها للجانبين بمعنى لا ثم لم تضِف أي كلمةٍ أخرى ! "هل أنتِ بخير؟ لم أنتِ هادئة هكذا؟" سألتها مجدداً لتكتفي بقول "لا هي فقط متعبة قليلاً" "هل كان هناك الكثير من الزبائن اليوم؟" "توقف! أنت مزعج....لِمَ تسأل كثيراً؟" ولكن ماقالته تواً صدمني كثيراً! رد فعلها على اسئلتي كان عنيفاً جداً في حين أنها تبدو غاضبة كذلك! إنها المرة الأولى التي ترد علي فيها بهذا الأسلوب حتى انها نعتتني بالمزعج! أنا قلقٌ عليها وأرغب بمعرفة أبسط التفاصيل عن يومها فلم أتوقع بأن اسئلتي هذه ستكون مزعجة لها! وبالفعل التزمت بالصمت طوال الطريق فأنا لا أرغب بازعاجها أكثر فربما تكون متعبة من العمل حقاً كما تقول لذلك كان رد فعلها غير متوقع....لايمكنني أن القي باللوم عليها فأنا أيضاً عندما اتعرض لضغط العمل لا أكون في أحسن حالاتي ومزاجي يكون عكراً تماماً كما هي عليه الآن وصلنا للمبنى لأركن سيارتي في موقفها الخاص لتترجل هي من السيارة على الفور وتدخل للمبنى سريعاً في حين أنني بدأت أشك بالأمر فوضعها ليس طبيعياً أبداً! فعندما نخرج معاً تنتظرني لتنزل معي من السيارة في الوقت ذاته نزلت أنا الآخر من السيارة لأقفلها قبل أن أتجه لداخل المبنى بسرعة لألحق بها....لقد كانت سريعة جداً فعندما وصلت للشقة وجدتها واققةٌ أمام الباب تنتظر أن أقوم بفتحه بنفاذ صبر منذ أن المفتاح في حوزتي أنا تنحت هي جانباً عندما اتجهت نحو الباب لأفتحه وما إن فتحته حتى هربت للداخل بأسرع مالديها....لم استطع اللحاق بها لأنها دخلت لدورة المياه واقفلت على نفسها الباب! هي ليست على طبيعتها اليوم فلا بد من أن شيء قد حصل لها في العمل لتكون بهذا الحال! هي لن تتصرف بهذه الطريقة من اللاشيء ومن تلقاء نفسها دون وجود سبب! بقيت جالساً في غرفة المعيشة وأنا انتظرها بنفاذ صبر....علي أن اتحدث معها ما إن تخرج فوضعها هذا جعلني قلقاً فأنا لستُ معتاداً على تصرفاتها هذه خرجت أخيراً بعد أن جعلتني انتظرها لثمان دقائق تقريباً فنهضت من على الأريكة بسرعة لأتجه نحوها قبل أن تذهب للغرفة ولكن ماصدمني هو أن وجهها محمرٌ تماماً وعيناها تُظهر بأنها كانت تبكي قبل قليل! فمازالت هناك بعض الدموع العالقة في رموشها! أمسكت برأسها بكلتا يدي بينما أقول بقلق "جيني! جميلتي مالذي يبكيكِ؟" نظرت لي للحظة قبل أن تتبع نظرها للأرض وتقول بذبول "لاشيء...هي متعبة قليلاً" "هل تعرض لكِ أحدهم بسوء في العمل! تصرفاتكِ ليست طبيعية اليوم!" "أنت تبالغ...هي تحتاج للنوم هل لك أن تبتعد قليلاً؟" قالت وهي تبعد يدي عن رأسها لتتخطاني ذاهبةً للغرفة! بينما أنا أشتعل من الداخل! لا يمكنني تركها هكذا دون معرفة السبب! أنا متيقنٌ بأن تصرفاتها هذه ليست بسبب الارهاق أو التعب! ربما هناك من صرخ عليها أو وبخها! أو أي شيءٍ آخر قد لا يخطر على بالي في هذه اللحظة.... تبعتها للغرفة لأجدها مستلقيةٌ على السرير والغطاء فوقها....جلستُ على طرف السرير لأرفع الغطاء عن وجهها بينما أقول بهدوء "سأدعكِ تنامين عندما تخبريني بكل ماحدث معكِ اليوم...منذ متى وأنتِ تخفين عني شيئاً جيني؟" "جيني لا تخفِ شيئاً لِمَ لايمكنك أن تصدق أنها متعبة فحسب!" "حسناً لنفترض بأنكِ متعبة لِمَ كنتِ تبكين في دورة المياه!" "هي لم تكن تبكي" يالهذه الفتاة العنيدة.... "وماذا عن احمرار وجهكِ؟ عيناكِ تفضحكِ يا فتاة! "تاي أنت مزعجٌ اليوم" "مزعجٌ لأنني قلقٌ وأرغب بالإطمئنان عليك؟" "لأنك تبالغ! هي اخبرتك بأنها متعبة وليس كما تظن! هل لك أن تتركها الآن؟" "لا لن أفعل لأنني إن تركتكِ ستعتادين على الأمر وستخفين الكثير عني.." "ومن تكون حتى تخبرك هي بكل شيء؟ هل أنتَ والدها؟ شقيقها؟ زوجها؟ لا علاقة لك بأشياء جيني الخاصة" حينها قررت أن ابتعد من تلقاء نفسي....فكلامها هذا ازعجني أكثر من نعتها إياي بالمزعج قبل قليل....تقول بأن لا علاقة لي بأشيائها الخاصة فقط لأنني لست أباها، شقيقها أو زوجها! ولكن لها أن تعلم بأن لا أبيها ولا شقيقها يهتمان لأمرها بقدر ماافعل أنا... أغلقتُ الباب خلفي وتركتها لوحدها في الغرفة....ماكان علي أن اتناقش معها أكثر من اللازم في حين أنها لا تتقبل وجودي حولها في هذا الوقت.... ................... الساعة الثامنة مساءً خرجت جيني من الشقة عندما وجدت تاي نائماً في غرفة المكتب فكانت هذه فرصتها الوحيدة ولذلك لم تضيعها بدأت بالسير حتى وصلت إلى المكان المتفق عليه فهو لم يكن يبعد عن المبنى كثيراً على أي حال حينها التقت بمساعد الطاهي الذي كان في عقده الرابع تقريباً...طويل، ذو بنية جسدية قوية وملامح حادة جعلت جيني ترتعب منه منذ اليوم الأول الذي رأته فيه في العمل "هل أحضرتِ معكِ أحد؟" "لا هي هنا بمفردها" تقول برهبة بعد سماعها لنبرة صوته الغليظة...في حين أنه كان ينظر لما هو خلفها بينما يقول بشك "وماذا عن ذلك الشاب الذي يسير خلفكِ طوال الوقت!" استدارت هي الأخرى لتجد خلفها شابٌ يبدو في عمر تاي أو أصغر لتعقد هي حاجبيها قبل أن تقول "هي لا تعرفه أبداً" "حسناً لقد قلتِ لي بأنكِ ستفعلين أي شيء من أجل الحصول على علاوة في العمل صحيح؟" سألها لتومئ له بالمقابل قائلة "أجل لقد قلت أنك ستخبر الرئيس أن جيني منضبطةٌ في العمل وتفعل كل مايُطلب منها" قهقه هو قليلاً على أسلوبها في الكلام قبل أن يقول وهو يقلدها بطريقةٍ مقززة "أجل هو سيخبر الرئيس عن جيني....ولكن على جيني أن تفِ بوعدها أليس كذلك؟" "أجل فقط اخبرها مالذي يجب عليها فعله! ثم أن جيني قد احضرت معها ملابس احتياطية تماماً كما قلت" "فتاةٌ مطيعة....سآخذكِ الآن للمطبخ الخارجي بمنزلي وسأعلمكِ بعض الوصفات الجديدة" سحبها من ذراعها لتسير بجواره في حين أنها بدت خائفة بعض الشيء خصيصاً بعد مافعله معها في المطعم في وقت الاستراحة "أنتَ قلت بأنك لن تلمس جيني مجدداً" "بالطبع لن أفعل أنا هنا لأساعدك في الحصول على علاوة!" "ولكن لماذا طلبت منها احضار ملابس احتياطية!" "لأننا سنطهو معاً! وستعلق رائحة الطعام بملابسكِ...فعليكِ تغييرها لاحقاً" اومأت هي بالمقابل قبل أن تسأل مجدداً "لن تفعل شيئاً سيئاً أليس كذلك؟" "حتى وإن كنت سأفعل هل سأقول أمامكِ بأنني سأفعل؟"

تعليقات

التنقل السريع