رواية تايني ♡صغيرتي♡ 22

القائمة الرئيسية

الصفحات

أول مافعلته عند استيقاظي هو أنني نظرت لساعة يدي لأجدها تشير للخامسة مساءً لم أكن أتوقع بأنني سأنام طوال هذه المدة! كل مااتذكره هو أن ريما ساعدتني على الاستلقاء ثم ماحدث بعد ذلك لا علم لي به أبداً...في تلك اللحظة سيطر علي صداعٌ بشكلٍ فظيع جرّاء انشغالي في الحاسوب لفترةٍ طويلة دون أخذ استراحة لتناول الغذاء حتى أكره هذا النوع من الصداع عندما يجتاحك ألمٌ في عينيكَ ومقدمة رأسك فدائماً مايجعلني أصاب بالدوار المصحوب بالغثيان...ولكن من الجيد أنني قد أخذت قسطاً من النوم فالألم الذي كنت أشعر به تلاشى تماماً نهضتُ من على الأريكة واتجهت لدورة المياه كي أرتب مظهري قبل أن أخرج من المكتب...وإذا بي أرى ربطة عنقي مرتخيةٌ على الآخر في حين أن ستة أزرار من قميصي مفتوحة! أخذت نفساً عميقاً لأتذكر بأن ريما هي من قامت بفتح الزر الأول ولم اعطيها أي رد فعل لأنني لم أكن أشعر بأي شيء في تلك اللحظة سوى الصداع ولكنني لا اتذكر بأنها تمادت لهذه الدرجة لتقوم بفتح خمسة أزرار أخرى وترخي ربطة العنق لهذه الدرجة! علي محاسبتها حتماً على مافعتله...فأنا لا أريدها أن تتمادى معي في المرة القادمة لو حدث شيئ مشابه لما حدث اليوم...أريدها أن تتعامل معي كرئيسها في العمل لا غير قمت باغلاق الأزرار وخلعت ربطة العنق ثم رتبت شعري لأعود للمكتب وأضع ربطة العنق بجانب المعطف قبل أن آخذ بعض الأوراق المهمة واتجه لمكتب شقيقي رولاند في قسم المالية  لم أطرق الباب بل دخلت على الفور لأجده مقابلاً للحاسوب خاصته ويعمل بجد كالعادة حتى أنه لم يكلف نفسه لينظر لي "شقيقك الأكبر هنا" اكتفيت بقول ذلك ليتوقف هو عن النقر على لوحة المفاتيح ويوجه نظره لي قائلاً "لا مجال لدي لتناول أي وجبة...العمل أشبه بقطرات المطر التي تسقط بشكلٍ متواصل هذه الأيام...فإن لم نقم بجرف المياه سنغرق حتماً" "لم آتِ لتناول الطعام معك...ثم أن العمل في قسمنا لايتوقف أيضاً...ربما أخطأ أبي عندما قرر التعاقد مع تلك الشركة الأخيرة" "تايهيونغ لا مجال لدي حقاً للنقاش في أي موضوع...فنائب رئيس تلك الشركة كما تقول يرغب بالحصول على المستندات المالية في أقرب وقتٍ ممكن في حين أن أكثر من ثلاثة موظفين في قسمنا قد خرجوا في إجازة! قسمنا يستنجد بالفعل" قال رولاند بجدية لأتراجع عن ما كنت سأقوله وأخفيت الأوراق خلف ظهري قبل أن أومئ له بتفهم قائلاً "لن اشغلك أكثر فكنت سأعود للمنزل على أي حال" "ماتلك الأوراق التي تخفيها خلف ظهرك!" قال بالمقابل وهو يميل رأسه جانباً حتى يتمكن من رؤيتها لأتنهد بتعب قبل أن أضع تلك الأوراق أمامه بشيءٍ من التردد بينما أقول "كنت اتساءل لو أنك تستطيع انهاء هذه المعاملات من أجلي اليوم! لقد كنت أعمل بشكلٍ متواصل حتى الظهيرة...شعرتُ بصداعٍ قوي حينها ولم أعد قادراً على فعل أي شيءٍ آخر....قد آخذ إجازةً مرضية للغد ربما علي أخذ قسطٍ من الراحة فلقد ارهقت نفسي كثيراً بالعمل في الآونة الأخيرة لأعوض عن الأيام التي أخذتها في إجازة" صمت ولم ينبس بأي كلمة اكتفى بأخذ الأوراق ليتفقدها قبل أن ترتسم ابتسامة ساخرة على وجهه ليضع الأوراق على المكتب ثانيةً وهو يقول "هل نحن نلعب هنا تايهيونغ! على الرغم من أنني أخبرتك بضغط العمل في قسمنا إلا أنك تقول لي بكل جرأة أنك تريد مني إنجاز الأعمال التي تخصك وتخص قسمك! نحن هنا في قسم المالية لا نتعامل سوى مع المستندات المالية، قوائم الدخل، قوائم المصروفات، بيانات التدفق المالي وغيرها! فكيف لي أن أنجز أعمالك الخاصة بالتسويق! ثم أنك أنت المخطئ على كل حال! لقد قلت بأنك ستنجز أعمالك في الفرع الآخر للشركة! لم تبلغ أياً منا أنك ستأخذ إجازة! لقد استغفلتنا تماماً فلو قلت لنا عن أمر الإجازة لاستطعنا تعويض غيابك ولكنك لم تفعل! جعلت عملك وعمل قسمك يتوقف لمدة أسبوع دون مبالاة في حين أننا كنا نظن بأن العمل يسير معك بشكلٍ جيد هناك! ثم تأتي لتقول بكل جرأة أنك متعبٌ من العمل! أليس هذا عملك في النهاية الذي اهملته بنفسك! لا أحد بامكانه أن يساعدك في هذه الحالة" وماإن أنهى كلامه حتى عاد لينقر على لوحة المفاتيح بشكلٍ سريع وعنيف جراء شعوره بالغضب الذي صدمني حقاً! فلم أكن أتوقع بأنه يحمل كل هذا في قلبه علي! أخذت تلك الأوراق من على مكتبه قبل أن أقول "لتتظاهر بأنك لم تسمع مني أي شيء وأنني لم آتِ لمكتبك حتى...ظننت أننا نحن الأشقاء نستطيع مساعدة بعضنا عوضاً عن تلقي المساعدة من قبل شخصٍ غريب! ولكن لا بأس أنا لا ألقي باللوم عليك أبداً فضغط العمل هو من جعلك عصبياً هكذا" نهض من مكانه ليلحق بي قبل أن أخرج من مكتبه ليضع يده على كتفي قائلاً "أعذرني يا أخي لو انفعلت بكلامي ولكن نحن هنا نبذل كل مافي وسعنا ونعمل تحت ضغطٍ عالٍ وعلى الرغم من ذلك كله إلا أننا مازلنا نتعرض للتوبيخ من قبل والدي بأننا لم نعمل بالشكل المطلوب في حين أنك تتغيب وقت ماتشاء ولا يعاتبك أبداً! إن كنت حقاً ترى أن ذلك ليس عدلاً فتحدث معه! أخبره أننا نفعل كل مابوسعنا من أجل مصلحة الشركة فلِمَ كل مانفعله يكون غير واضحٍ له!" "سأتحدث معه لأجلك...سأذهب الآن" وقبل أن أقوم بفتح الباب قال هو باندفاع "أعطني الأوراق خاصتك سأنجز عملك....هل مازلت تشعر بالصداع!" آه لا أعلم لِمَ لا يمكنني أن أقبل ذلك الآن بعد كل ماقاله! "لاعليك سآخذها معي للمنزل وسأعمل عليها هناك...لقد نمت هنا لبضع ساعات هذا يعني بأنني سوف أسهر اليوم لذلك سأستطيع انهاءه" هذا كان آخر ماقلته قبل أن أنصرف من مكتبه جاعلاً إياه يراجع نفسه بعد تحدثه معي بأسلوبٍ جاف مليئ بالعتاب في حين أنني تحدثت معه بكل هدوء وفي أثناء عودتي للمكتب لأخذ هاتفي ومفتاح سيارتي وجدت ريما على وشك الدخول لمكتبي هي أيضاً لأنده عليها من بعيد "ريما" توقفت في مكانها لتقابلني بابتسامةٍ واسعة بينما تقول "ظننت أنك مازلت نائماً لذلك أردت الإطمئنان عليك!" "ألا ترين أنكِ تبالغين في تصرفاتك معي!" "ماذا تعني؟" "تساعديني في العمل ليس إلا...ليس من واجبك مساعدتي في أي شيءٍ آخر...حسناً لقد رأيتني مريضاً وساعدتني على الاستلقاء! هذا لطفٌ منكِ ولكن لأي غرضٍ تقومين بفتح ستة أزرارٍ من قميصي!" ارتبكت لتبتلع مافي حلقها لتحاول الرد بكلماتٍ غير مفهومة في حين أنني قلت لها ساخراً "لقد نسيتِ ثلاثة أزرار لِمَ لم تقومِ بفتحها أيضاً! أم أن تلك الأزرار الستة كانت كافية بالغرض لتجعلكِ تنظرين لما هو تحتها!" "كنت فقط أريد أن أساعدك على التنفس بأريحية" "عن طريق تجريدي من ملابسي!" "سيد تايهيونغ لم أكن أرغب بفعل أي شيء أو أن استغل مرضك لغرضٍ معين صدقني!" "هذا أول تحذير واعتبري بأنه الأخير أيضاً...إن تماديتِ مجدداً بأي طريقة، سواء أن كانت لفظية أو فعلية...اعلمي بأنكِ خسرتِ وظيفتكِ" قلت بجدية لأراها على وشك البكاء وهي تقول "لا أرجوك! أنت تعلم بأن والدتي مريضة وعلي توفير المال من أجل عمليتها الجراحية!" "ولأجل هذا عليكِ التركيز على عملكِ فحسب" تخطيتها لأدخل مكتبي دون أن أرى رد فعلها حتى...حملتُ معطفي وربطة العنق التي تركتها معلقة قبل أن ألتقط هاتفي ومفتاح سيارتي من على طاولة المكتب لأعود للشقة حرفياً كل ماحدث اليوم متعبٌ جداً من ضغط العمل، الصداع وبعض النقاشات الحادة...فكل ماحصل كان كفيلاً لكي يجعل مزاجي عكراً ولكن الشيء الوحيد الذي جعلني متحمساً هو أنني سأعود لأرى جيني جدياً لقد افتقدت تلك الصغيرة اليوم أكثر من أي يومٍ آخر فأشعر بأنني لم أراها منذ مدةٍ طويلة...ربما يجب علي شراء هاتفٍ محمول لأجلها حتى اطمئن عليها بين الحين والآخر وأرى إن كانت بحاجة لأي شيء وصلت الشقة حوالي الساعة السادسة والنصف منذ أنني ذهبت للتسوق وشراء بعض الأشياء المهمة مع طعام العشاء أيضاً فلا بد أن جيني جائعةٌ جداً وماإن فتحتُ الباب حتى وجدتها مستلقيةٌ على الأريكة في غرفة المعيشة وهي على وشك النوم...لا ألقي باللوم عليها أبداً إن كانت ستنام في هذا الوقت منذ أن يومها كان مملاً بالطبع فهي لاتفعل أي شيء سوى مشاهدة التلفاز....كان يجب علي أن أضع لها بعض الأشياء التي قد تسليها أثناء غيابي ولكنني لم أجد الوقت المناسب لأهتم بهذا الشأن "لقد تأخرت كثيراً تاي" قالت بعد أن اعتدلت في جلستها وهي تدعك عينيها بنعاس...تركت الأكياس التي أحملها على الأرض لأمد ذراعيّ جانباً وأنا أقول "تعالي إلى هنا...تاي بحاجةٍ لعناقٍ قوي اليوم" وبالفعل أسرعت لتحتضنني بقوة لأشعر بأن كل تلك الطاقة السلبية التي كنت أشعر بها مسبقاً قد تلاشت تماماً لتتبدل بأخرى إيجابية بمجرد أن رأيت فتاتي بقربي....ابتسامتها، ضحكتها وتصرفاتها العفوية كلها كافية لتجعل مزاجي يتحسن "أحضرت لكِ شيئاً" قلتُ في المقابل لتفصل هي العناق على الفور وتقول بحماسٍ شديد "ماهو؟" انحنيت لألتقط ذلك الكيس متوسط الحجم لأخرج منه دمية على شكل فتى في غاية اللطف حقاً...فمنذ أن رأيته في واجهة المحل شعرتُ أن جيني ستحبه كثيراً خصيصاً مع وجنتيه الحمراوتين وابتسامته اللطيفة "هذا لكِ....رأيته في متجرٍ للألعاب ولم أستطع مقاومته...شعرتُ أنه يشبهكِ بلطفه" "واه تاي أنت لطيفٌ جداً" قالت وعيناها كانت على وشك أن تُخرج قلوباً ماإن رأت تلك الدمية اللطيفة فسريعاً ماالتقطتها من بين يدي لتعانقني فوراً بينما تقول "هي ستطلق عليه اسم تاي الصغير" "لايجب عليكِ أن تدلليه وتهتمي به كثيراً فتاي الكبير سيشعر بالغيرة حينها!" "وأنت لا تعلم لأي درجةٍ تاي الكبير مهمٌ بالنسبة إليها؟ فلا تقارن نفسك بدمية" شكراً يا جيني على الإحراج! "بالمناسبة" قالت بشيءٍ من التردد لتقطع نقاشنا السخيف هذا...لأومئ لها حتى تسترسل في كلامها "جيني قد حصلت على وظيفة" كانت تقول ذلك وهي تشعر بالخوف....في حين أنني كنت مندهشاً من ذلك فكيف حصلت على الوظيفة في حين أنها لم تخرج من الشقة! "أعطِني المزيد من التفاصيل...كيف حصلتِ عليها وماهي الوظيفة من الأساس!" "نادلةٌ في مطعم....هي حصلت على مساعدة من فرانسيا...لقد قامت بالتوصية على جيني في مطعم والد صديقتها" "فرانسيا! ماعلاقة فرانسيا بكل هذا!" حسناً لا أعلم لماذا استفزني الأمر! ولكنني حاولت أن احتفظ بهدوئي حتى أحصل على المزيد من التفاصيل "هي أتت إلى هنا لتأخذ بعض الأشياء التي تركتها هنا سابقاً...جيني طلبت منها أن تساعدها وهي لم ترفض...لقد كانت لطيفة!" أنا لا أريد تكبير الموضوع أبداً أو أن اجعلها مستاءةٌ مني عند قولي لأي شيء ....ففي النهاية هذه كانت رغبتها منذ البداية أن تحصل على وظيفة وتنتقل من هنا ثم تجمع المزيد من المال للسفر "هل أنتِ متأكدة أنكِ تريدين ذلك! جيني أنا استطيع مساعدتك! لستِ بحاجة لهذه الوظيفة أبداً!" قلت للمرة الأخيرة لأراها مازالت على رأيها السابق "جيني مصرة...ثم أنها بدأت تشعر بالملل من بقائها هنا لوحدها دون فعل أي شيء....العمل سيكون مسلياً" تنهدت بقلة حيلة قبل أن أقول مكوباً وجهها بين يدي "إن كان هذا ماتريدينه حقاً فلا يمكنني أن أعترض ولكن اعلمي جيداً إن تعرض لكِ أي شخصٍ هناك بسوء أنا سأسحقه حتماً" "تاي أنت ستكون حبيباً مثالياً لفتاتك....من ستقع بحبك ستكون محظوظة حقاً" تقول بكل سذاجة لأشخر ساخراً قبل أن أقربها مني بحركةٍ سريعة ليلتصق أنفها بأنفي بينما أقول بجدية "هل تمزحين معي الآن؟" ارتبكت هي من قربي منها لهذا الحد لتضحك بتوتر وهي تقول "هل قالت جيني شيئاً خاطئاً؟" "وتدّعين البراءة أيضاً؟" سألتها مع حاجبٍ مرفوع في حين أنني أحببت ذلك أن أجعلها محاصرة بينما هي مرتبكةٌ بسبب قربي منها افلتت مني في اللحظة التي ارخيت فيها ذراعي لتبتعد بسرعة وهي تقول "لا تفعل ذلك مجدداً تاي....قلبها كاد أن يقع" "من فرط الحب؟" "توقف!" قالت بصراخ لأضحك بقوة في المقابل....لقد احببت استفزازها حقاً فهي تبدو مضحكة عندما ترتبك "جيني تشعر بالتعب...هي ستنام الآن" تقول بعد أن جلست على الأريكة وسحبت الغطاء فوقها لأتجه نحوها على الفور قائلاً باستنكار "عفواً؟ ماذا عن النوم بجانبي في سريري! ألم يعد يعجبكِ ذلك؟" "هي تريد أن تمنحك بعض الخصوصية...ثم أن هذه الأريكة مريحةٌ كثيراً" "هل هذا يعني أنكِ لن تنامِ معي مجدداً؟" "تستطيع قول ذلك!" هه سترين....لن تجعليني اعتاد على النوم بقربكِ ثم وبكل بساطة تتركيني "هل تعلمين أن غرفة المعيشة تسكن بها الأرواح الشريرة؟"

تعليقات

التنقل السريع