رواية تايني ♡صغيرتي♡ 20

القائمة الرئيسية

الصفحات

وصلنا أنا وجيني للمدينة وتحديداً لشقتي الصغيرة...لقد مضت ثلاثة أيام منذ وصولنا ولكنني مازلتُ مع جيني في هذه الفترة ولم أذهب للعمل فقد حرصتُ على أن ابقى معها قليلاً حتى تعتاد على المكان وتستطيع تدبير أمورها عندما اذهب للعمل واتركها لوحدها في هذه الثلاثة الأيام كنت دائماً مااساعدها في كل شيء حتى أنها بدأت تتعلم الطريقة الصحيحة لتناول الطعام...بدأت تساعدني في غسل الأطباق والملابس...اصبحت ترتب السرير بشكلٍ جيد وتنظف عندما ترى المكان بحاجة لتنظيف....حرفياً منذ قدومها إلى هنا وأنا أشعر بأن المكان أصبح منتعشاً مليئاً بالطاقة الإيجابية حيث أصبحت أحب يومي لأنها تشاركني به أبسط التفاصيل..ففي كل يوم استيقظ بحماس لأعمل معها على المزيد من الأشياء فالنقطة الجيدة أنها لا تتذمر أبداً وكل شيءٍ اعلمها إياه أراها متجاوبةٌ معي ومتحمسة لإكماله دون مساعدة....فعندما اتركها لوحدها لن أشعر بالقلق منذ أنها ملمةٌ بكل شيء تقريباً واستطيع الاعتماد عليها الشيء الوحيد الذي لم اساعدها فيه بعد هو الطهي...فهو يحتاج لبعض الوقت حتى تتقن العمل على بعض الأطباق البسيطة...فعلي البقاء معها طوال الوقت الذي ستقضيه في الطهي حتى اطمئن بأنها لن تتعرض لأي خطر كأن تجرح أو تحرق نفسها عن طريق الخطأ لذلك وضعت لها بعض المأكولات الخفيفة والمسليات حتى إن شعرت بالجوع في فترة غيابي تستطيع تدبر أمرها حتى أعود وبما أن اليوم هو اليوم الأخير الذي سأقضيه معها كاملاً قبل عودتي للعمل في الغد...فقررت أن أجعل هذا اليوم مميزاً عندما طلبت منها أن تذهب وتجهز نفسها لنخرج معاً للتنزه وتناول طعام الغذاء خرجتُ من دورة المياه بعد أن أخذتُ حماماً ساخناً فبقيت واقفاً أمام المرآة مع منشفةٍ لففتها على خصري باحكام لأبدأ بتجفيف شعري الذي طال كثيراً....يتوجب علي قصه قبل أن أذهب لمنزل العائلة وتراه أمي هكذا....هو حتماً لن يعجبها انتهيتُ من تجفيف شعري لأنزع المنشفة واعلقها جانباً وابدأ بارتداء ملابسي المكونة من قميصٍ أسود وبنطالٌ أسود أيضاً...علماً بأنني أعشق اللون الأسود وأي قطعة ملابس باللون الأسود هي ستكون المفضلة لدي اخرجتُ معطفي البني الثقيل لأضعه على السرير قبل أن اتجه للمرآة ثانيةً لأرتب شعري وحرفياً لا أعلم ماذا أفعل به فلا استطيع تثبيته للأعلى منذ أنه قد طال كثيراً...فالحل الأمثل هو أن اعيده للخلف واربطه كنتُ مندمجاً بتسريح شعري فتركيزي كله على المرآة حتى شعرتُ بأن هناك شيئاً غريباً في الخلف....الباب مفتوحٌ قليلاً بينما جيني خلفه ورأسها فقط من بداخل الغرفة....لم استدر أبداً بل بقيت انظر لها من المرآة وأنا أحاول اخفاء ابتسامتي هل كانت تراقبني طوال الوقت! "هل استمتعتِ بمشاهدة البرنامج؟" قلت لها بالمقابل بعد أن استدرتُ لجهتها لتجفل وتتراجع للخلف قبل أن تضحك ببلاهة وهي تقول "أي برنامج؟" "البرنامج الذي تشاهدينه الآن!" عادت لتضحك وهي تحك مؤخرة رأسها عندما فهمت مالذي اعنيه بالضبط...فاقتربت مني لتقول بهدوء ودلالٍ مؤذٍ للقلب "لم تكن جيني ترغب بمراقبتك ولكنها سُحِرت بجمالك فلم تستطع التوقف عن النظر إليك" "واه هذا يجعل قلبي يخفق بقوة" قلت لها وأنا أضع يدي على جهة قلبي كما لو أنني اتألم ولم أكن أعلم بأن هذه المُزحة ستجعلها تضحك بتلك الطريقة الحُلوة التي بالفعل جعلت قلبي يخفق باعجاب "حسناً اخبريني الآن منذ متى وأنتِ تقفين هنا أيتها المشاكسة؟" قلت وأنا أنقر أنفها بخفة لتنظر للأسفل وتحمر وجنتيها قبل أن تقول "جيندوكي لا تحب الكذب...لذا ستقول الحقيقة...هي كانت تراقبك منذ أن انتهيت من تجفيف شعرك" "هاه! هل هذا يعني بأنها قد رأتني عارياً!" لم أشعر بنفسي وأنا اتحدث بمثل أسلوبها في حين أنها لم تستطع التوقف عن الضحك أبداً ولكن سرعان ماتغير الوضع فعندما رأت ملامح وجهي الغاضبة توقفت عن الضحك على الفور لتهرب من الغرفة وهي تركض بسرعة ولكن هل سأتركها؟ حتماً لا فبدأت بالجري خلفها لتصرخ هي بالمقابل خوفاً من أن امسكها....فتوقفت أخيراً عندما رأت بأنني قد دخلت الغرفة خلفها بالفعل ولا مفر لها أبداً كانت تلهث وتضع يدها على صدرها بتعب وكلما اقتربت منها اكثر تحاول أن تكتم ضحكتها بينما تقول "جيني تستسلم....حسناً هي آسفة لا داعِ لهذه النظرات المخيفة تاي" حاصرتها بذراعي بينما ظهرها ملتصقٌ بالحائط وجدياً استطيع الشعور بخوفها من نظراتي هذه ولكن علي أن لا اتأثر بنظرتها البريئة التي ترمقني بها الآن "هل تعتقدين بأنني سأكتفي باعتذاركِ هذا! انظرِ للأمر من جهتكِ الخاصة هل ستحبين أن أراكِ عارية؟" وحرفياً جوابها قد صدمني عندما قالت بكل بساطة "لا بأس بذلك!" "واه لقد خُدِعت حقاً...ظننتكِ فتاةٌ بريئة ولكن اتضح بأنكِ أكبر منحرفة" أنا حقاً لا أصدق بأنها الفتاة ذاتها التي رأيتها أول مرة! "ولِمَ تتحدث معها بهذه الطريقة الآن؟" "لأنكِ اخطأتِ! هل علي أن اسامحكِ بكل بساطة!" لا أعلم لِمَ أنا غاضبٌ الآن! هل لأنها كانت تنظر لي خلسةً أم لأنها أصبحت جريئة بكلامها فجأة! "ولكنها اعتذرت! لقد قالت بأنها آسفة! لِمَ أنت هكذا!" امتلأت عيناها بالدموع وارتعش صوتها تماماً كما لو أنها على وشك البكاء في أي لحظة وهذه هي نقطة ضعفي! لا استطيع أن أراها تبكي...فأطلقت تنهيدةً عميقة قبل أن أقول "حسناً لا بأس...فقط اذهبِ لتغيير ملابسكِ حتى نخرج" "لا...هي لم تعد ترغب بالذهاب معك لأي مكان" ماذا الآن؟ هل هي غاضبةٌ مني وعلي أن اراضيها! لن أفعل فأنا أكره عندما يصل الدلال لهذا الحد وربما هذا كان خطأي لأنني دللتها كثيراً في الأيام الماضية "لقد قلت هيا اذهبِ وغيري ملابسكِ...سأعد للثلاثة فقط" بقيت واقفةٌ مكانها ولم تتحرك يالها من عنيدة "واحــــد" لم تتحرك "اثنـــــــــان" لم تتحرك أيضاً "ثــــــــــلا.......ثـــــة!" لم تبرح مكانها لأزفر بملل بينما أقول بشيءٍ من الغضب "لِمَ أنتِ عنيدةٌ هكذا!" ولكنها بكل بساطة دفعتني لتتخطاني بينما تقول "ابتعد ولا تقترب منها أبداً" "تعالي إلى هنا أنا اتحدث معكِ" تبعتها إلا أنها قد دخلت الغرفة خاصتي لتغلق الباب خلفها بقوة....يالها من طريقةٍ قديمة للتعبير عن الغضب عن طريق اغلاق الباب بقوة "حسناً ابقي هنا قدر ماتشائين" قلتُ بنفاذ صبر واتجهت لغرفة المكتب حتى أنهي بعض الأعمال منذ أنها لم تعد ترغب بالخروج فمن الجيد أن استغل الوقت...ولكن قبل أن ابدأ بأي عمل صوت الجرس صدح في الأرجاء لأخرج من الغرفة بملل فجدياً أشعر بأن مزاجي قد انقلب...لم اتوقع بأنني سأتشاجر معها يوماً نظرت للشاشة الصغيرة بقرب الباب لأجد أنها السكرتيرة الخاصة بي....هل سيلحقني العمل لمكان سكني! ماذا تريد الآن؟ ولكن من الجيد بأن مظهري مرتب وإلا ماكنت لأفتح لها الباب أبداً.. "أهلاً ريما كيف حالكِ" قلت بهدوء ماإن فتحت لها الباب لتبتسم هي ابتسامتها الواسعة بينما تقول بالمقابل أيضاً "تُسعدني رؤيتكَ مجدداً سيد تايهيونغ...العمل بدونكَ مملٌ جداً" ضحكتُ واشرت لها بالجلوس في غرفة المعيشة إلا أنها رفضت وفضلت البقاء عند الباب وهي تقول "وقتي ضيقٌ بالفعل ولم آتي لأزعجك على أي حال تستطيع القول بأنني هنا للإطمئنان عليك....اجازتك كانت طويلة هذه المرة" "إنها أسبوعٌ واحدٌ فحسب....لا تبالغِ" ضحكت هي الأخرى برقة لتقول مجدداً "مكانك خالٍ بالفعل والجميع يفتقدك....بالمناسبة علمنا بالصدفة أنك قد انفصلت عن خطيبتك...يؤسفني سماع ذلك حقاً...ألهذا السبب أخذت اجازة! لابد أنك متأثر" كلامها هذا كان كالنكتة بالنسبة لي ولكنني حاولت قدر الامكان أن لا أضحك أمامها بينما أقول "لا بأس حقاً فهذه هي الحياة على أي حال! ليس كل شيء يسير كما نريد" "ابلغني والدك بأنك ستمارس عملك في الفرع الآخر للشركة لذلك قمنا بنقل جميع الملفات الخاصة بك إلى هناك ولكننا لم نتلقى أي ردٍ منك....هل ستبقى هناك طويلاً! أعني إن كنت ستنتقل إلى هناك يمكنني أن أذهب معك أيضاً ألست السكرتيرة الخاصة بك! فعندما لا تكون موجوداً لايكون لدي أي عمل!" حسناً هل هذا السبب وراء قدومها إلى هنا! لابد أنها خائفةٌ على نفسها...اشحت برأسي للجانبين بينما أقول "سأعود للعمل في الفرع الرئيسي من الغد....لا تقلقِ فأنتِ ستبقين تمارسين عملكِ المعتاد لأجلي" "شكراً لك لقد كنت قلقة طوال الفترة الماضية....الآن يمكنني المغادرة" "اراكِ غداً" انصرفت بكل هدوء وجدياً لايسعني القول سوى أن الكل يسعى خلف مصلحته فحسب....فخوفاً على نفسها وعلى عملها وصلت إلى شقتي لتتحدث معي عن الأمر كنت على وشك العودة للمكتب مجدداً ولكنني وجدت جيني تقف خلفي وهي مكتفةً ذراعيها بغضب بينما تقول "لقد كنت تضحك مع تلك الفتاة وتتحدث معها بكل هدوء ليس وكأنك الشخص ذاته الذي صرخ على جيني.." ها نحن ذا قد عدنا للشجار!

تعليقات

التنقل السريع