رواية تايني ♡صغيرتي♡ 15

القائمة الرئيسية

الصفحات

لم تكن لي نية بإعادتها لعائلتها أبداً لقد كان مجرد كلامٍ تفوهت به لأرى رد فعلها ولأي درجة هي تخاف العودة إلى هناك ومن خلال ذلك وجدت فعلاً بأن حياتها معهم كالكابوس فأنا لستُ شخصاً لا يمتلك المشاعر حتى اعيدها لأشخاصٍ قد يؤذونها مجدداً وربما بطريقةٍ اسوأ بعد ماحصل وحرفياً بعد تهديدي لهم اكرر بأنني لم أفكر بإعادتها إليهم قط حتى وبعد أن فصلت العناق لأطلب منها للمرة الثالثة بأن تقوم بتوضيب حقيبتها....فما اردته هو أن نعود لمنطقتنا مجدداً منذ أنها لم تعد بحاجةٍ لتلك المدرسة من الأساس...فلا داعِ لبقائنا هنا قررت أن آخذها لتبقى معي في شقتي لمدةٍ بسيطة حتى أجد حلاً لمشكلتها تلك...فصحيحٌ بأنني قد انفصلتُ عن فرانسيا ولكن وجودي مع فتاةٌ أخرى في مثل المكان لن يكون مريحاً بالنسبة لكلينا خصيصاً بأنها في كامل وعيها الآن على عكس ماظننته سابقاً...فسيكون من الغريب أن ابقيها معي ولا علاقة تربط بيننا حتى أنني منذ الآن بدأت أشعر بغرابة الوضع عند الحديث معها منذ أنها تدرك كل شيء وحالها كحال أي فتاةٍ أخرى واعية! على حد علمي بأنها قد ذهبت لتوضيب حقيبتها كما أمرتها ولقد كانت ثلاث دقائق فحسب قضيتها في دورة المياه...فعندما خرجت لم أجد جيني في الجوار! تفقدت غرفتها، دورة المياه الأخرى وغرفة المعيشة أيضاً ولم أجدها مطلقاً...جذب انتباهي باب الشقة المفتوح على آخره لأشعر بالذعر...هل يعقل بأنها قد هربت؟ تباً لي مالذي فعلته! جريت بأقصى سرعتي على السلالم حتى وصلت للدور الأرضي...خرجت من المبنى اتفقد يميناً ويساراً حتى وجدت رجلاً يجمع البرتقال من على الأرض بكل غضب لأسأله بنفاذ صبر "سيدي هل رأيت فتاةً بيضاء قصيرة بشعرٍ طويل قد مرّت من هنا؟" "أوه تلك الفتاة الغريبة بملابس النوم! لقد اصطدمت بي واوقعتني أرضاً أنا مع برتقالاتي التي اشتريتها مؤخراً" قالها الرجل بكل حنق وهو مازال يجمع حبات البرتقال لأسأله مجدداً وأنا أشعر بانقباضٍ في قلبي "هل لاحظت الطريق الذي سلكته؟" "أياً كان المكان الذي ذهبت إليه فأنا لا أهتم ولكن يبدو بأنها سلكت طريق السوق الشعبي" وماإن قال ذلك حتى جريت بسرعة باتجاه السوق الشعبي...لايمكنني أن أعبر عن مدى خوفي عليها...كيف ستتصرف لوحدها ويالأحرى هي بريئة جداً فأخشى أن يقوم أحدهم باستغلالها في حين أنها تظن بأنه سيساعدها حرفياً لم أترك زاوية في السوق الشعبي ولم أبحث فيها حتى خلف تلك الأكشاك الصغيرة كنت أبحث فلعلها توقفت لتناول الطعام...ولكن لا مال لديها! حتى حقيبة لم تحمل معها فكل ماأرادته هو الهرب خشيةً من أن أعيدها لعائلتها ماكان علي أن أخيفها أبداً...ولكن لم أتوقع بأنها قد تهرب مني أوشكت الشمس على المغيب في حين أنني مازلت أبحث عنها...حتى أنني ازعجت أصحاب المحلات والمارة بسبب سؤالي إياهم بين الحين والآخر إن حدث ورآها أحدهم ابتعدتُ عن السوق الشعبي فلعلها الآن تسير في الطريق إلى اللامكان...أكاد أن أجن حقاً لفقدانها...لا أعلم كيف استطعت أن أتحدث معها بغضبٍ وصوتٍ عالٍ في حين أنها كانت تتحدث معي بكل رقةٍ وهدوء تباً لي ولغبائي...أين أنتِ الآن يا جيني؟ آمل أن تكونِ بخير وأن لم يحصل لكِ أي مكروه غابت الشمس بالفعل...الطريق أصبح موحشاً بينما أنا شعرتُ بالإرهاق فأنا أبحث عنها منذ ساعات دون جدوى...خوفي عليها بدأ يزداد أكثر خصيصاً بعد أن حل الليل...مالذي ستفعله لوحدها في منطقةٍ غريبة عليها! بدأت أسير باتجاه السوق الشعبي ثانيةً بكل خيبة أمل واحباط...لا يمكنني أن أسامح نفسي على الطريقة الفظة التي تعاملت معها فيها....كانت تشعر بالأمان معي وتحتضنني بكل قوة عندما تشعر بالخوف...ظنت بأنني سأحميها ولن أفرط بها ولكنني خيبت ظنها...أنا الآن مثلهم تماماً ولا أختلف عنهم بأي شيء هي تلقت المعاملة السيئة منهم ورأت مني كل الحب والحنان الذي لم تجده لدى عائلتها...فوثقت بي أشد الثقة للدرجة التي لم تكن تظن أن رد فعلي سيكون بهذا الشكل عندما تخبرني الحقيقة...لا أعلم كيف هي تفكر بي الآن! لابد أن نظرتها لي قد تغيرت وبدأت تراني مثلهم تماماً ماذا تفعلينه الآن يا جيني؟ هل تبكين خوفاً بسبب المكان الموحش! هل تشعرين بالجوع؟ فأنتِ لم تأكلِ شيئاً وآخر وجبةٍ لكِ كانت وجبة العشاء ليلة البارحة...آمل أن تكونِ بخير الآن "جيني تناولت قطعة صابون ذات مرة...هي ظنت بأنها قطعة حلوى" "واه لقد تفوقتِ عليّ يا فتاة...فأنا لم أجرب طعم الصابون...اتساءل كيف هو طعمه؟" "إنه شيءٌ غريب تماماً كما لو أنك تتناول شيئاً لاذعاً" صوتها الطفولي الرقيق تسلل إلى مسامعي لأتقدم في السوق أكثر لعلي أجدها أمامي! شعرتُ بأن كل الطاقة السلبية التي كانت تحيط بي قد تبددت بمجرد سماع صوتها...فكلما تقدمت أكثر كلما أصبح صوتها واضحاً  توقفت مكاني على الفور عندما وجدتها واقفةً عند كشك اللحوم وهي تتناول قطع اللحم المشوي بينما تتحدث مع.....تباً أليس هذا أليكس شقيق فرانسيا! مالذي جاء به إلى هنا! ولِمَ جيني معه الآن ويتحدثان بأشياء غبية ويقهقهان بصوتٍ عالٍ! كنتُ في قمة قلقي عليها ولا أفكر سوى بالأشياء السيئة التي قد تحصل إليها ولكن ماأراه مختلفٌ تماماً...فهي بصحةٍ جيدة تتناول الطعام بشراهة بيدها وتضحك وكأن كل شيءٍ بخير! وأنا الذي ظننت بأنها تبكي لشعورها بالوحدة! وقفتُ خلف أحد الأعمدة لأسترق السمع وأرى مالذي يتحدثان بشأنه ولِمَ هما بهذه السعادة! فذلك المعتوه أليكس يثرثر بينما هي تضحك على أتفه شيءٍ يقوله! لِمَ أنا مستاءٌ لهذا الحد! يجب أن أكون سعيداً لأنها بخير! لقد كان حالها مزرياً بعض الشيء وهي مازالت ترتدي ملابس النوم اللطيفة تلك والتي أصبحت ملطخة بصلصة اللحم وبعض الغبار...بينما شعرها تحول من ناعمٍ إلى مبعثر واتساءل مالذي حدث معها لتصبح بهذا الشكل! "حسناً بما أنكِ قد شبعتِ الآن فاخبريني من أين قد أتيتِ! ربما استطيع مساعدتكِ وأن أعيدكِ لمكان سكنك!" قال أليكس وهو يمسح فمها بالمنديل لأشعر بشعورٍ غريب انتابني في هذه اللحظة...غير مسموحٍ لك يا هذا أن تقوم بمسح فمها! "لا مكان لديها لتذهب إليه...هل تستطيع مساعدتها بإيجاد مكان لتبقى فيه هذه الليلة!" لا جيني لا...هذا آخر ماأريدكِ أن تفكرِ به...أن تذهبِ لمكانٍ غير آمنٍ لوحدكِ "حسناً هذا سهل...يوجد العديد من الفنادق هنا..سأحجز لكِ غرفة بالسعر الذي تريدينه" "ولكن جيني لا تملك النقود" قالتها وهي تنظر للأسفل بينما تلعب بأطراف قميصها...ليتنهد هو بالمقابل قائلاً "لابأس...سأدفع لكِ هذه الليلة ويمكنكِ إعادة المال لي في وقتٍ لاحق!" "حقاً!" اشرقت ابتسامتها ليقهقه الآخر وحرفياً لا أعلم ماذا أقول! فلم استطع البقاء هنا لوقتٍ أطول وأنا أسمع نقاشهما هذا...فاتجهت نحوهما على الفور وماإن رأتني جيني حتى تغيرت ملامح وجهها ليبدو عليها الخوف والفزع حتى أنها كادت أن تهرب فور رؤيتي ولكنني كنتُ أسرع منها لأمسك بها واحتضنها بكل قوتي "إياكِ وأن تتركيني مجدداً جيني...كدت أجن خوفاً عليكِ" "لا أريد العودة إلى هناك...أنا سأموت صدقني سأموت" قالت بخوف وهي تحاول تحرير نفسها من بين ذراعي ولكنني أقوى منها بكثير فهذه كانت مهمةٌ صعبة عليها...بدأت أمسح على رأسها بكل روية بينما أقول "أعدكِ بأنني لن أفعل...لن آخذكِ إلى هناك...أنتِ ستبقين معي" "تاي لما فعلت لها ذلك؟ لِمَ كنت تخبرها بأنك ستعيدها إليهم! جعلتها تكرهك للحظة!" "جيني...صغيرتي! هل كرهتِني حقاً؟" أشاحت برأسها للجانبين قائلة بكل نبرة صوتٍ لطيفة "للحظة فحسب...هي لم تستطع أن تكرهك طويلاً فأنت الوحيد الذي كنت لطيفاً معها منذ البداية" "حبيبتي...أنا آسفٌ حقاً...أعدكِ بأنني سأبقيكِ في أمان" قلتُ بينما أشد عليها العناق لترفع رأسها وتلتقي عيناها اللامعة بخاصتي بينما تقول بخجل مع وجنتيها الحمراوتين "حبيبي تاي..جيني لن تكررها" عندما قلت لها حبيبتي فلقد كانت مجرد كلمة خرجت من تلقاء نفسها دون شعور ولكن عندما أعادت هي قولها! تباً قلبي ليس بخير أبداً...الرحمة!

تعليقات

التنقل السريع