رواية تايني♡صغيرتي♡ 14

القائمة الرئيسية

الصفحات

كانت حوالي الساعة الثانية عشر ليلاً عندما خرجت من الشقة لأصعد سيارتي وأقود سريعاً إلى حيث مكانهم لمحاسبتهم على مافعلوه بي...على الرغم من كون المسافة طويلة جداً وستُ ساعات تقريباً تفصل بين هذه المدينة ومدينتنا الأصلية إلا أنني كنتُ مصراً جداً على الذهاب إلى هناك قبل أن تبرد اعصابي واتجاهل الأمر ولكن من المستحيل أن اتجاهله فما فعلوه بي ليس بالأمر الساهل أبداً...فلقد تعرضت للاستغلال من قِبلهم...توجد ألف طريقةٍ وطريقة للتخلص من ابنتهم ولكن لِمَ اختاروا أن تكون معي من الأساس! طوال الطريق كنت أخطط بماذا سوف أفعل ما إن أرى تلك الأسرة المخادعة حتى أنني كلما فكرت بأمرهم يزداد غضبي لأسرع بالقيادة أكثر ولحسن الحظ بأن الشارع في هذا الوقت فارغٌ تماماً فهذا سيكون في صالحي لأصل إلى هناك قبل مرور ست ساعات وبالفعل وبسبب سرعتي الجنونية احتجت فقط لأربع ساعاتٍ ونصف حتى أصل أمام منزلهم....ركنت السيارة في أي مكانٍ فحسب لأنزل على الفور وأطرق الباب بأقوى مالدي....أجل أنا سأفزعهم وسأسبب لهم رعباً أكثر من مايشعرون به عند النوم مع جيني "من عِند الباب...تمهل يا هذا فأنت على وشك أن تكسره!" سمعت صوت رب الأسرة وهو قادمٌ نحو الباب ليفتحه بكل برود وهدوء أعصاب ولكن ماإن رآني حتى تبدلت ملامح وجهه على الفور قائلاً بقلقٍ مزيف "تايهيونغ! لِمَ أنتَ هنا! أعني هل جيني بخير!" شخرت ساخراً ودخلتُ المنزل قبل أن يسمح لي بذلك لأقول بصوتٍ مرتفع "وهل تهتم حقاً لأمر إبنتك؟" "تايهيونغ مالأمر؟ هل أصيبت جيني بمكروه!" "فقط توقف عن التمثيل فهذا واضحٌ للغاية! ثم لا أنت ولا أي فردٍ من عائلتك يهتم بشأنها...لقد قمتم بخداعي بينما أنا كنت كالمغفل أعرض عليكم خدماتي بكل كرم!" "مالذي يحدث هنا؟ ماكل هذه الضجة!" هذه كانت زوجته التي خرجت من غرفتها وهي تدعك عينيها...يالهذه المجرمة التي تلبس قناع البراءة بكل مثالية...وها هي ذا الأخرى تشعر بالفزع ماإن رأتني أمامها لتقول لزوجها بشيءٍ من الإرتباك! "مالأمر؟ لِمَ هو هنا! ألا يفترض بأنهم قد وصلوا؟" "مثلكِ تماماً لا أعلم مالذي حصل!" "ألا يفترض أن تشكواً قليلاً بأفعالكم! فقد اتضح بأن جيني غير مريضة! والتقرير الطبي الذي سلمتموني إياه لتسجليها في المدرسة ليس إلا تقريرٌ مزيف! أردتم الخلاص منها بأي وسيلة هل كنتم تظنون بأنني لن أكتشف الأمر؟ أو أنها ستواصل تمثيلها علي!" كنتُ اتحدث بصوتٍ مرتفع جداً جرّاء شعوري بالقهر وأراهن بأن جيرانهم قادرين على سماعي جيداً....حتى أن ادريان وناينا قد خرجا من غرفهما بفزع بسبب صوتي العالي ووجودي هنا في هذا الوقت حيث كانت حوالي الساعة الرابعة والنصف صباحاً "لا أعلم مالذي تتحدث عنه يابني! فقط اهدأ قليلاً حتى يتسنى لنا فهم الموضوع جيداً" قال الأب بكل هدوء مصحوبٌ بالتوتر في حين أن ادريان تنهد بعمق قبل أن يقول لوالده "مالفائدة من الهدوء! فيبدو بأنه قد اكتشف الحقيقة!" "يبدو؟ الأمر ليس مبنياً على الاحتمالات! لقد اكتشفت كذبتكم بالفعل!" قلتُ بقهر من عدم مبالاتهم ومحاولتهم بالكذب مجدداً والتمثيل ببراعة....نظرت الأم لزوجها للحظة قبل أن تنظر لي مجدداً قائلة "حسناً لقد علمت بالأمر مباركٌ لك...مالذي تريد منا فعله الآن! فالفتاة لديك ولقد سجلتها في المدرسة ولا يمكنك التراجع...جيني ستبقى معك شئت أم أبيت" "هل أنتِ بكامل وعيكِ حتى تقولِ شيئاً كهذا؟ يمكنني استرداد المال الذي دفعته للرسوم ويمكنني اعادة فتاتكم إليكم مجدداً تماماً كما لو أنكم لم تفعلوا أي شيء...بالإضافة إلى أنني سأقوم برفع دعوى قضائية ضدكم بسبب التقرير الطبي المزور....حقاً لا يمكنني فعل أي شيء الآن؟" ماإن قلت هذا الكلام حتى تجمدوا في مكانهم ولم يعد أياً منهم قادراً على التفوه بأي كلمة....ظنوا بأنني مغفل حتى تنطلي علي كذبتهم ولكن انقلب الأمر ضدهم بسرعة في وقتٍ لم يتوقعوه أبداً "يمكنك إعادة الفتاة فحسب...لاداعِ للمزيد من المشاكل برفع الدعوى القضائية...فالأمر لن يضر عائلتنا فحسب بل سيضر الطبيب الذي أصدر التقرير كذلك...فكر بالأمر ملياً قبل أن تقوم بقطع رزق شخصٍ بعمر والدك وفكر بي أيضاً أنا لدي طفلة صغيرة بعمر شقيقتك أيضاً!" "وماذا عن جيني أليست ابنتك؟ لِمَ سلبتها من والدتها إن كنت سترغب بالخلاص منها!" قلت بعدم فهم فهذا الرجل متناقضٌ جداً يفكر ببقية ابنائه في حين أن فتاته الكبرى قد تخلص منها بكل بساطة وكأنها لا تعني له أي شيء "الأمر معقد عندما يتعلق بجيني..." قال مجدداً ولكن لم اسمح له باكمال كلامه فقد قاطعته قائلاً كلماتي الأخيرة قبل أن انصرف تاركاً إياهم في قمة التوتر "فتاتكم ستعود إليكم مجدداً...ولن اتنازل بما يتعلق بالدعوى القضائية" ............... حرفياً كل مافعلته طوال الفترة الماضية هو انني كنت أقود السيارة من الشقة إلى حيث منزل عائلة جيني ومن منزل عائلتها إلى حيث الشقة مجدداً....لا أشعر بساقي اليمنى بسبب ضغطي على البنزين لمدة طويلة نظراً لبعد المسافة فمنذ أن وصلت للشقة وأنا لم أتحدث مع جيني قط... كنتُ متعباً جداً ولا مزاج لي للحديث أبداً خصيصاً بعد كل ماحصل في الساعات الأخيرة الماضية....هي أيضاً كان يبدو عليها الخوف من الحديث معي فكلما رأتني أمامها تختبئ أو تراقبني بكل هدوء دون التفوه بأي كلمة وعندما ذهبت لغرفتي كانت تأتي بين الحين والآخر لتلقي علي نظرةً خاطفة وماإن انتبه لوجودها حتى تجري بعيداً بسرعة...يالها من طفلة آخر ماكنت أريده هو أن اجعلها تشعر بالخوف مني ولكن ماحدث لم يكن بيدي أبداً...واتساءل هل أنا غاضبٌ من عائلتها أم منها! فعندما استذكر ماقالته جيداً بالأمس أجد بأنها مجرد شخصٍ تعرض للظلم من قِبل عائلته...ولا علاقة لها بكل ماحصل منذ أن الأمور كلها كانت تسير بتخطيط والدها لعلها كانت تعيش جحيماً لايمكنني تصوره! فرأت بأن هذه فرصةٌ ثمينة لا يمكنها اضاعتها! خرجتُ من غرفتي أخيراً بعد صراعٍ طويل مع نفسي بما يتعلق بجيني....فمررت بجانب غرفتها ولم أجدها بالداخل لذلك اتجهت لغرفة المعيشة على الفور لأراها جالسةٌ على الأريكة وتشاهد الرسوم المتحركة لشدة اندماجها مع التلفاز لم تنتبه لوجودي أبداً....فهي إما تبتسم بوسع على إحدى اللقطات أو تقهقه بهدوء ماإن يحدث شيئاً سخيفاً...حرفياً مشاهدة حركات هذه الفتاة لأمرٌ ممتع لن تمل منه حمحمت قليلاً لأجذب انتباهها وماإن استدارت لتراني أمامها حتى شعرت بالفزع لتقوم باغلاق التلفاز على الفور وتجلس بهدوء وهي تضم ذراعيها لصدرها....ماذا الآن هل أصبحت أسبب لها الرعب! "منذ أنكِ واعية لكل شيء الآن...فاذهبِ لتوضيب حقيبتكِ" اكتفيت بقول هذا لأراها تفتح عينيها بصدمة وهي تقول بتردد "إلى أين ستأخذها؟" "سأعيدكِ للمنزل...لايمكنني أن ابقيكِ هنا" نهضت من على الأريكة فوراً لتتجه نحوي قائلة برجاء "لا تأخذها إلى هناك...هي لن تعترض طريقك أبداً ولن تزعجك في أي شيء...هي فقط تحتاج للقليل من الوقت وستخرج من هنا من تلقاء نفسها...لكن لا تعيدها إلى هناك" كادت أن تبكي حقاً فعيناها متلألئتان لا يفصل بينها وبين ذرف الدموع أي شيء لأتنهد بالمقابل قائلاً بنفاذ صبر "قومي بتوضيب الحقيبة الآن وإلا..." وقبل أن أكمل جملتي هذه ودون سابق انذار وجدتها قد القت بنفسها علي لتحتضنني بأقوى مالديها....تدفن رأسها في صدري وتحاوطني بذراعيها بكل احكام بقيت على هذا الوضع لمدة دقيقتين تقريباً حتى رفعت رأسها أخيراً لتنظر لي بتلك العينين البريئتين وهي تقول بصوتٍ هامس "لا تتركها تاي...هي وحيدة جداً"

تعليقات

التنقل السريع