رواية تايني ♡صغيرتي♡ 13

القائمة الرئيسية

الصفحات

"هل على جيني أيضاً أن تنام بلا قميص؟" "هاه! هذا لايمكن!" قلتُ باندفاع أنا الآخر بينما عيناي مفتوحتان على آخرهما من الصدمة...هذه الفتاة ستقتلني يوماً ما بكلامها...وفي الوقت ذاته هل تعِ هي ماتقوله! أم أنها جريئةٌ فحسب! ولكن ذلك لا يناسبها فمن خلال نظري إليها الآن أجدها تقابلني بكل نظرةٍ بريئة هذا يعني أن جملتها تلك كانت عفوية لا أكثر ولكنها عادت لتصدمني مجدداً عندما قالت "هل هذا لأنها تمتلك أشياء مختلفة عنك؟" "ياإللهي مالذي تتحدثين عنه جيني؟" قلت بشيءٍ من الإحراج وأشعر بحرارةٍ كبيرة بكامل جسدي...فقربنا من بعضنا لهذا الحد لا يساعد أبداً وكلماتها المبطنة هذه والتي يمكنني فهمها جيداً تجعل الأمر أسوأ... "أنت رفضت أن تقوم هي بالتخلص من قميصها لأنها تمتلك أشياء أنت لا تمتلكها فتخجل من رؤيتها؟" لا أظن بأنها تدرك ماتقول...فهي تشعر بالنعاس ويبدو بأن كلماتها هذه تخرج تلقائياً ودون شعور....في حين أنني لا أعلم كيف أجيبها حتى فوجهي يكاد أن يحترق كلما فكرت بمالذي تعنيه بالضبط "لا فقط لكي لا تشعرِ بالبرد" قلتُ بالمقابل وكم كنت أحاول اغلاق هذا الموضوع إلا أنها ضحكت ودفنت رأسها بصدري جاعلةً إياي في موقفٍ صعبٍ جداً فابتلعتُ مافي حلقي بصعوبة عندما قالت هي وسط ضحكها "لقد كانت تمزح معك" "هاه!" قلت بغير فهم لتواصل هي الضحك وتحريك رأسها بعشوائية على صدري بينما تقول "هي ارادت أن ترى رد فعلك فحسب...جيني لن تقوم بالتخلص من قميصها...هذا عيب" "هل كنتِ تستغفلينني طوال الوقت أيتها الشقية!" قلتُ لها مدعياً الغضب وقلبت الوضع لأجعلها تصبح أسفلي وابدأ بدغدغتها بقوة لتجعل الغرفة تضج بصوت ضحكتها الفاتنة...حرفياً لم أكن أرغب بالتوقف فقط حتى يتسنى لي سماع ضحكتها المحببة لقلبي هي لم تعد قادرة على التنفس بشكلٍ لجيد لأتوقف أنا عن دغدغتها بينما مازلنا على وضعيتنا السابقة....هي بالأسفل بينما أنا اعتليها....لم أكن أفكر بأي شيءٍ آخر في هذه اللحظة سوى أنني أرغب باسعادها فحسب بدأت تمسح الدموع المتجمعة أسفل عينيها بسبب الضحك بينما تطلق قهقهات بين الحين والآخر ولكن ما إن انتبهت هي لوضعيتنا هذه حتى توقفت عن الضحك فوراً لتشعر بالإحراج منذ أنني كنت اراقبها طوال الوقت بصمت "جيني ليست لوحة فنية لتتأملها هكذا!" قالت وهي تحاول سحب الغطاء لتغطي به وجهها ولكنها لم تستطع فعل ذلك منذ أنني مازلت اعتليها جاعلاً إياها تواجه صعوبة بسحب الغطاء.....اخذت امسح على خصلات شعرها الأمامية وأعيدها للخلف حتى لا تحجب عني جمال عينيها بينما أقول "بل أجمل من لوحةٍ فنية" كانت المرة الأولى التي أشعر فيها بارتباكها وعدم شعورها بالراحة من خلال نظراتها وتعابير وجهها فسرعان ماعدتُ لوضعي السابق لأكون مستلقٍ على السرير بينما هي بقربي ولكن تفصل بيننا مسافةٌ بسيطة استدارت هي لي لتصبح قبالتي بينما تقول بنبرة صوتٍ لم اعتد على سماعها منها...تماماً كما لو أنها فتاةٌ طبيعية لا تعاني من أي شيء "هل لها أن تفصح عن ما بداخلها؟ هي تخاف أن تخفي الأمر أكثر ثم تكتشفه أنت لتكرهها" اومأت لها بالمقابل لأقول مطمئناً إياها "أعتقد أن الوقت قد حان لتخبريني بذلك السر الذي تخفينه كما تقولين" نظرت لي مطولاً وهي تلعب بأطراف سترتها قائلةً بارتباك "جيني ليست مريضة" هي لم تجد مني أي رد فعل لذلك استرسلت بكلامها بثقةٍ أكبر هذه المرة "جيني ليست مصابة باضطراب التوحد كما قالوا لك" "ك.كيف؟" هذا مااستطعت قوله حقاً...جدياً لم أشعر بالصدمة كثيراً منذ أنني من أول مرة جلست فيها معها وتحدثنا سوياً لم أشعر بكونها مريضة أبداً...بغض النظر عن طريقة كلامها إلا أن تصرفاتها طبيعية نوعاً ما عدا نظراتها المشتتة والغير ثابتة....ولكن عند الحديث معها أجد بأنها تفهم كل شيء وتجيب على اسئلتي جيداً! الشيء الوحيد الذي لم افهمه هو لِمَ قالوا لي بأنها مريضة! "هي تعتقد بأنك تعرف تلك القصة....ماحدث في الماضي معها ومع شقيقتها الصغرى التي توفيت بسبب دفعي لها من السلم عن طريق الخطأ!" "أجل لقد اخبرني بها ادريان حرفياً...وإنكِ اصبتِ بالتوحد بعد أن قامت والدتكِ بحبسكِ في تلك الغرفة لثلاثة أيام!" اطلقت هي ضحكة ساخرة نوعاً ما قبل أن تقول ثانيةً "ذلك غير صحيح" "هل لكِ أن تخبريني بكل شيء بالتفصيل! هذا يهمني حقاً!" قلت سريعاً بكل جدية لتبتلع هي مافي حلقها وتطلق تنهيدة عميقة لتقول "الحادثة كلها صحيحة...هي دفعت شقيقتها الصغرى عن طريق الخطأ ولكن الغير صحيح هو أن تم حبسها في الغرفة حتى اصبحت مصابة بالتوحد...ثم أن والدتها لم تتخلى عنها أبداً بل والدها هو الذي حرمها من والدتها عندما سافر بها ليأخذها لمنزل عائلته الأخرى...هي بقيت مع جدتها لفترة بسيطة وجدتها اخبرتها بأنها ستعود لوالدتها يوماً ما ولكن ذلك لم يحصل....فمنذ أن أخذها والدها لذلك المنزل هي لم تخرج منه أبداً" "كيف! لقد اخبرني ادريان أن والدتكِ هي التي رفضت أن تعتني بكِ كونكِ مريضة!" "بل والدها هو الذي اخذها رغماً عنها...والدتها تأثرت كثيراً من بعد الحادثة واصبحت متعلقة بجيني أكثر ولكن والدها قرر أخذها عنوة كونه يرى أن أمها غير أهلاً للثقة...أخذها لذلك المنزل إلى حيث عائلته الأخرى ليصبح ذلك المكان جحيماً بالنسبة إليها....ذلك المكان الذي لم تلقَ فيه الراحة وواجهت فيه أكبر مخاوفها ومعاناتها..." صمتت للحظة قبل أن تنظر لي بعينين متلألئتين لا يفصل بينها وبين ذرف الدموع أي شيء...فقالت بنبرتها الطفولية الحزينة "عندما ذهب بها والدها إلى هناك كذب عليهم قائلاً بأنها مصابة بالتوحد فقط حتى تتقبلها زوجته وتشفق عليها....ولكن ذلك لم يحدث فهي بدأت تعاملها بقسوة وتضربها بشدة فقط لأنها لا تريدها في منزلها....أما والدها فلم يكن يفعل أي شيء في ذلك الوقت...فلِمَ أخذها من والدتها إن كان لا يريدها هو الآخر! فمنذ طفولتها حتى عمرها هذا وهي لم تجد لحظة سعيدة معهم...الجميع يمثل أمامك بأنهم يحبونها وبأنها جزء من عائلتهم ولكن في الحقيقة! هي الشخص الذي يبغضونه جداً.." "ماذا عن التقرير الطبي الذي اعطاني اياه والدكِ ليثبت به مرضكِ؟" الكثير من الأمور تداخلت علي ولم أعد قادراً على استيعاب ماتقوله....أنا مشتتٌ حقاً! فإن كان ماتقوله صحيحاً فهذا يعني بأنني تعرضت للاستغلال من قبلهم! لقد قاموا بالتمثيل علي فقط ليتخلصوا منها! والدليل على ذلك أن لا أحد منهم قد تواصل معي ليسأل عنها! حتى ادريان؟ أنا لا أصدق ذلك! "التقرير مزور....جيني كانت صغيرة في ذلك الوقت ولا تفهم مافعله والدها بحقها ولكن عندما اصبحت الأمور واضحة بالنسبة إليها قامت بمصارحة والدها بأنها تعرف كل شيء كونه قد زور التقرير، سلبها من حضن والدتها وكذب على عائلته الأخرى بشأن مرضها....ومنذ ذلك الحين وحياتها تحولت إلى مأساة خصيصاً عندما عرفت زوجته الحقيقة....فأصبحت تكره جيني أكثر كونها وجدتها واعية وليس مريضة كما تظن....فبدأت خطتهم بالتخلص منها ليستخدموك أنت كوسيلة لاتمام لعبتهم" "ماذا يعني هذا! تباً جيني أنا مشوش بحق! هل كل شيء كان مخطط له مسبقاً بينما أنا كالأبله تماماً ولا أعلم مالذي يحدث!" اعتدلت في جلستي على الفور...كنت غاضباً جداً كوني تعرضت للاستغلال من أقرب شخصٍ لي والذي مثل علي دور الصديق المخلص بكل براعة....نظرت لها من الجانب ولا أعلم ماذا أقول سوى أنني غاضبٌ منها أيضاً هي الأخرى نظرت لي بشيءٍ من الخوف ثم أعادت نظرها للأسفل خشيةً من سماع صراخي أو مواصلة النظر لعيناي التي على وشك أن تطلق شرار غضبها....فاقتربت مني وهي مازالت تنظر للأسفل لتمسك بكلتا يدي بينما تقول "جيني لا تريد منك شيئاً...لا تريد الحصول على أي شيءٍ أبداً....هي فقط تريد الإبتعاد عن كل من آذاها...تريد عيش حياةٍ طبيعية كالبقية ألا يمكنها ذلك؟ تريد الهدوء، الراحة، الطمأنينة وأن تجد الحب يوماً ما! لقد تم حبسها في ذلك المنزل لترى مالا يرغب أي شخصٍ أن يراه! حتى ابسط حقوقها هي لم تكن تحصل عليها! كانت منعزلة تماماً كالشخص الغير مرغوب فيه...للدرجة التي أصبحت فيها نفسيتها متعبة جداً...تكره كل من حولها...تكره الإختلاط بالناس...وتكره حياتها الكاذبة تلك...من سيرغب بفتاةٍ مثلها لا تستطيع حتى أن تتحدث بشكلٍ جيد لتصبح مثيرةٌ للسخرية! هل ستجد هي الحب يوماً بينما هي تبدو كما لو أنها خرجت من كهف!" بدأت دموعها بالنزول واحدةً تلو الأخرى لتواجه صعوبة بالاسترسال بكلامها بسبب شهقاتها المتتابعة....يبدو أن كل ذكرياتها الحزينة قد مرت عليها في هذه اللحظة لتجعلها بهذا الحال....فأصبحت تحكم امساكها بيدي بينما تقول برجاء "اخبرتك بأنها لا تريد منكَ شيئاً...فقط دعها ترحل لتواجه الحياة بطريقتها الخاصة...بنفسها وبدون الإعتماد على أي أحد...فكل ماترجوه هي الآن أن تحصل على عملٍ وإن كان بسيطاً حتى تستطيع أن تدبر به نفسها وتعيش لوحدها الحياة التي تريدها....فأخيراً استطاعت التحرر من تلك العائلة الأشبه بالكابوس لتصبح كالطير الطليق فارداً جناحيه بكل مثالية مستعداً لمواجهة الحياة بنفسه....تاي هي ليست هنا لأنها تستغلك أبداً ولكن تلك كانت فرصتها الوحيدة حتى تتحرر منهم.." تركتُ يدها بقوة لأنهض من على السرير وأخرج من الغرفة والشقة بأكملها....اتساءل فحسب هل كنت ساذجاً لتلك الدرجة حتى لا الاحظ أي شيء؟ وماذا عن صداقتي بادريان التي دامت لسنوات! هل كان كل شيء عبارة عن كذبة وتمثيل فقط لأن تلك الفتاة تشكل عبئاً ثقيلاً عليهم! ولكن ماذنبي أنا! تركتها منهارةٌ في الشقة ولا أعلم إن كان مافعلته صحيحاً أم لا!

تعليقات

التنقل السريع