رواية تايني♡صغيرتي♡ 11

القائمة الرئيسية

الصفحات

عدتُ لشقتي أخيراً...أشعر بأنني منهك تماماً على الرغم من عدم فعلي لأي شيء يتطلب جهداً...كل مافعلته هو أخذ جيني من منزلها إلى منزلي ثم اعادتها لمنزلها مجدداً...ولكن اعتقد الشيء الوحيد الذي جعلني منهكاً هو جدالي مع فرانسيا في منزل العائلة...حرفياً حتى ولو كنت بكامل نشاطي بمجرد أن اتحدث معها سأصبح منهكاً فتحت باب شقتي وكانت رغبتي الوحيدة هي أن أقوم بتغيير ملابسي والقي بنفسي على السرير لأحظى بنومٍ هانئ...ولكن وجود شخصٍ ما في غرفة المعيشة خاصتي جعلني اواجه صعوبة بالسيطرة على اعصابي...لقد اكتفيت من الحديث معها في منزل العائلة فمالذي اتى بها إلى هنا! يبدو بأنها تريد قتلي يوماً ما بسبب تصرفاتها التي لا تُطاق فعلاً "لا تبدو سعيداً برؤيتي!" تقول هي لأزفر بملل بالمقابل قبل أن أقول ساخراً "هل كان من المفترض أن أقفز فرحاً!" "لو كانت تلك المريضة موجودةً هنا لكانت ابتسامتك تكاد أن تشق وجهك انصفين" مضحكٌ كيف أن لجيني تأثيرٌ كبير عليها منذ اللقاء الأول...فالغيرة واضحةٌ عليها أشد الوضوح...ولكن ذلك لن يغير شيئاً بالنسبة لي...لقد اتخذت قراري بالانفصال عنها قبل أن أقرر بما هو يخص جيني...لقد سئمتُ الحياة الكاذبة هذه بالتظاهر بأنني سعيدٌ مع هذه الفتاة التي لا تفعل أي شيء سوى اهانتي أكثر "لا أريد التطرق لموضوع جيني الآن...اخبريني فقط لِمَ أنتِ هنا؟" نهضت من على الأريكة لتتقدم نحوي وهي تحمل على وجهها ملامح الأسى بينما تقول "هل من السهل عليك التخلي عني حقاً! هل كنتُ استحق أن تقوم بتبديلي مع تلك الفتاة!" اللهي الهمني الصبر! عندما انقلب الأمر ضدها فها هي ذا تحاول تمثيل دور الفتاة البريئة والمسكينة فقط حتى تجعلني اشعر بتأنيب الضمير...ولكن هذا لن يحدث فلقد اكتفيتُ حقاً من حماقاتها ولم يعد بوسعي أن احتملها أكثر "لا اعتقد بأن يوجد هناك حلاً آخر...هل ترين نفسكِ جيداً وما تفعلينه بالضبط معي! لقد كذبتِ علي وجعلتِني ابدو امامكِ كالساذج والمغفل! ظهرتِ لي بشخصية مغايرة تماماً لما أنتِ عليه! احببتكِ حقاً وكنتُ مستعداً لاكمال حياتي كلها معكِ...أن نعيش تحت سقفِ واحد وبيننا كل مشاعر الحب والاحترام...ولكن بعد الخطبة تغير كل شيء! تماماً كما لو انكِ قمتِ بخداعي لتظهرين على صورتكِ الحقيقية....من المستحيل أن اتلقى منكِ الاحترام...معاملتكِ فظة وسيئة...اتساءل فقط هل احببتِني يوماً! فلو كنتِ تحبينني بالفعل لما عاملتِني بهذه الطريقة أبداً" "ولِمَ أنتَ حساسٌ كثيراً...ألا ترى أنك تبالغ! أنا فتاةٌ عفوية اتصرف بكل بساطة ودون أي قيود! فهل اصبحت العفوية الآن قلة احترام!" هه انظر من الذي يتحدث عن العفوية "تظنين أنها تصرفات عفوية ولكنها في الواقع وقاحة....هل ستكونين سعيدة لو كنت اناديكِ طوال الوقت بالبلهاء أو المغفلة! أليست هذه الألقاب التي تنعتيني بها دائماً! فأي رجلٌ سيحتمل هذه الإهانة كل يوم! أنا بالكاد استطيع منع نفسي من الصراخ عليكِ ولكن في الجانب الآخر أن تصرخين علي وتتحدثين بصوتٍ عالٍ طوال الوقت...فيبدو أنني قابلتكِ باحترام كثيراً وهذا ما لا تستحقينه" شهقت هي بقوة بينما تضع يدها على صدرها قائلة بانفعالٍ شديد "لم تكن كذلك أبداً...لقد تغيرت...وكيف لك أن لا تتغير عندما تدخل تلك الفتاة الحقيرة لحياتك...هي التي جعلتك تنظر لي بهذه النظرة لا محالة...هي تريد تفرقتنا فقط لكي تحظى بك وتستغلك لأجل مالك" انا حقاً فقدت اعصابي ولم اعد قادراً على أن احتمل المزيد من كلامها التافه فلم أجد نفسي سوى اصرخ عليها بقوة جاعلاً إياها تجفل "ألم تخبريني في منزل العائلة إما أنتِ أو هي! اعتبري بأنني قد اخترتها منذ أنني أرغب بالإنفصال عنكِ" وكالعادة هي الآن تتصرف بطريقة درامية راجيةً أن تحصل على الاهتمام مني وإن كان قليلاً...فوجدتها قد جثت على ركبتيها بينما تنظر لخاتم الخطبة وهي تتمتم "هذا قاسٍ...قاسٍ جداً" "اعلمي جيداً لو لا تغيركِ هذا لكنتِ الوحيدة في قلبي ولن اجرؤ على النظر لأي فتاةٍ غيركِ...ولكن انتِ من اخترتِ هذا لنفسكِ فعليكِ تحمل العواقب" ذقت ذرعاً بحق فلم اعهد نفسي اتحدث بهذه الطريقة القاسية مع أي شخصٍ كان ولكن بسبب تماديها تخليت عن هدوئي...الخطأ كان خطأي منذ البداية فما كان علي أن أكون متساهلاً معها للدرجة التي اجعلها تدهس علي بكل بساطة مدعيةً كونها عفوية "أنت ستندم...عندما تكتشف حقيقة تلك الفتاة...ستهرع لي على الفور وستقول لي صدقتِ بأنها كانت مخادعة" ............. بعد مرور ثلاثة أيام أخيراً تحقق حلم جيني وأخذتها للمدرسة...فهذا هو يومنا الأول في المنطقة الجديدة وإليكم أن تتخيلوا فرحة جيني وهي تنظر هنا وهناك منبهرةٌ بكل شيء...حرفياً لم أكن أتوقع بأنها ستكون بهذه السعادة بمجرد خروجها من منزلها فطوال الطريق كانت تدندن ببعض الأغاني الطفولية ولا تبعد عينيها عن النافذة الجانبية أبداً...وحتى بعد وصولنا للمدرسة كانت تكاد أن تحلق لشدة فرحها ولكننا اليوم لم نبقَ في المدرسة لوقتٍ طويل بل اكتفينا باكمال اجراءات التسجيل الخاصة بجيني ودفع الرسوم لسنةٍ كاملة...في الحقيقة الشيء الوحيد الذي جذب انتباهي هو بطاقة الهوية الخاصة بها...فعندما سألت ادريان ذات مرة عن عمرها قال لي ربما تكون تسعة عشر او عشرون ولكن مااراه في بطاقة الهوية لشيء آخر...فهل يعقل بأنه لا يعرف عمر شقيقته الحقيقي! فكما هو ظاهرٌ لدي بأنها قد وُلِدت في السادس عشر من يناير عام 1996 هذا يعني بأنها في الرابع والعشرين من عمرها وستبلغ الخامس والعشرون عن ما قريب! اتساءل فحسب كيف جعلها ادريان اصغر من عمرها بأربع سنوات! إن كانت هي في الرابع والعشرون من عمرها الآن هذا يعني بأن الفارق بيننا هو سنة منذ أنني الآن في الخامس والعشرين وسأصبح في السادس والعشرين.. لكنها تبدو اصفر من عمرها انا اضخم منها بكثير لنترك هذا الموضوع جانباً الآن...فمنذ أن وصلنا للشقة الخاصة بنا في هذه المنطقة وجيني مُتعبة تماماً...فالقت بنفسها على الأريكة في غرفة المعيشة ومنذ ذلك الحين وهي مازالت نائمة أما أنا فكنت أقوم ببعض الأعمال ألا وهي تفريغ الحقائب وترتيب الخزائن...لقد كان اختياري للشقة مثالياً جيداً...فقد بدت أكبر بكثير عن الصور التي رأيتها إليها....هناك غرفة معيشة واسعة جداً،مطبخ مفتوح يطل على غرفة المعيشة، ثلاث دورات مياه وثلاث غرفٌ كذلك غرفة لي، غرفة لجيني وغرفةٌ أخرى سأجعلها خاصةٌ بالمكتب...فمنذ أنني سأكمل اعمال الشركة في الفرع الآخر هذا يعني بأنني بحاجة لشراء مكتب لأضعه بهذه الغرفة حتى استطيع انجاز بقية الأعمال التي لايمكنني انجازها في الشركة بسبب ضيق الوقت فسأضطر للخروج مبكراً حتى اتمكن من اصطحاب جيني من المدرسة وفي الجانب الآخر لا يمكنني تركها في الشقة لوحدها...لذلك لابد من وجود مكتب هنا حتى لا اهمل العمل واتسبب بفوضى كبيرة في الشركة خرجتُ من الغرفة خاصتي بعد أن انتهيت من ترتيب كل شيء وكنت على وشك أن اذهب لغرفة جيني حتى ارتب خزانتها إلا أنني بدأت اسمع صوتاً في غرفة المعيشة...يبدو بأن جيني قد استيقظت أخيراً توجهت إلى هناك على الفور لأجدها قد استيقظت بالفعل وقامت بتشغيل التلفاز كذلك...اتجهت نحوها لأجلس بقربها على الأريكة وقبل أن أتحدث وجدتها قد أرخت جسدها علي ولتبدأ بتحريك رأسها بعشوائية على صدري تماماً كما تفعل الجراء الصغيرة آه إن كانت هذه البداية فحسب فلا اعلم مالذي سأفعله لاحقاً...هذه الفتاة ستقتلني بلطفها حقاً "هل اعجبتكِ الشقة!" سألتها وأنا أمسح على شعرها الناعم لتومئ هي بالمقابل قائلة "كل شيء قد اعجبها....انتَ أيضاً اعجبتها" قهقهت هي قليلاً من بعد جملتها الأخيرة لأقرص وجنتها بخفة قائلاً بمثل طريقة كلامها "انتِ أيضاً اعجبتِه" قهقهت هي مجدداً قبل أن تعتدل بجلستها لتصبح قبالتي تماماً وهي تقول بحماس "لقد وعدتها أن تنام معها" يبدو بأنها لا تنسى أبداً...ضحكتُ في المقابل ونقرتُ انفها لأقول "اليوم جيني ستكون ضيفتي في غرفتي...وستحظى بفرصة النوم على سريري" "الأميرة جيني ستنام بجانب الأمير..."ب توقفت عن الكلام للحظة لتفكر ملياً بينما تواصل النظر لي...كنت اعلم بأنها لا تتذكر اسمي...ولكن في الجانب الآخر هي تتذكر فقط النوم بجانبي "تايهيونغ...اسمي هو تايهيونغ" قلتُ لتحك هي مؤخرة رأسها بينما تضحك قائلة "لا يعجبني" "هاه! مالذي لا يعجبكِ؟ أهو اسمي!" اومأت وهي مازالت تضحك لأعود لقرص وجنتها الطرية...هذه الصغيرة مشاكسة جداً ولم اتوقع ذلك أبداً "اذاً اختاري لي اسماً يعجبكِ" بدأت تفكر ملياً ولكن هذا التفكير قد دام طويلاً...وقد انتهزت هذه الفرصة لأتأملها جيداً...عيناها السود..شعرها الأسود..حركات يدها العشوائية...كل شيء بها خاطفٌ للأنفاس "ساسميك تاي و تايني اسمك مع اسمي" قالتها بأكثر نبرة صوتٍ لطيفة سمعتها...وأنا قد وصلت لأقصى مراحل التحمل فلم أعد قادراً على الصبر أكثر لآخذها بحركةٍ سريعة بين ذراعي...محتضناً إياها بقوة وسط تشتتها "اتعلمين أنكِ تسعديني كثيراً! بمجرد أن أراكِ وأتحدث معكِ أجد نفسي في قمة السعادة" قلت لها بصوتٍ هادئ وبكل صراحة لتبتعد هي بدورها وتبقى تنظر لي مطولاً...كنت اتمنى في السابق أن تنظر لي مباشرة ونحصل على تواصلٍ بصري...وها هي ذا تحقق ماتمنيته بتحديقها الطويل "تاي جميلٌ جداً" أنا حقاً سألتهمها...هل يمكنني ذلك! أعني هل يستطيع أي شخص أن يمنعني من ذلك! "وجيني جميلةٌ أيضاً" اخفضت رأسها لتتلون وجنتيها باللون الأحمر وتتحول لوجنتي الطماطم تماماً كما احبها....ارادت هي أن تتحدث ولكنني قد تذكرت شيئاً ما لذلك قررت أن اخبرها به على الفور قبل أن انسى "لقد قلتِ لي بأنكِ ستخبريني بسرٍ مهم..." ابتسمت هي بالمقابل وعادت لتدفن رأسها في صدري وهي تقول "ستخبرك به بعد أن تنام معها"

تعليقات

التنقل السريع