توتر جين قلیلا من تصرف تزویو اللطیف لیبتعد عنها و یستقیم في وقفته قائلاً ببرود : لست معتادا علی أن تلاطفني فتاة بهذه الطریقة لذا لا تفعلي ذلك مجددا
تزویو بإستیاء : هل قصدت بأنك سمحت لي بالعیش معك فقط شفقة مني ؟
إکتفی جين بالنظر لها دون قول کلمة لتبتسم بإنکسار و تکمل بلفظ رقیق : لا بأس علی الأقل هناك شخص یشعر بشيء نحوي بدل مشاعر الکره أو الإستغلال سأضيء الشموع
أوقفها جین بجدیة : أنا لا أشعر نحوك بالشفقة
إستدارت له تزویو لتسمع ما یرید قوله لکن قبل أن یتفوه بکلمة أخری رن جرس الباب لتسأله ببداهة : هل دعوت أحدا ما ؟
جين بنفي : لا ولا أحد قد یزورني في مثل هذا الوقت
نظر من فتحة الباب لیجد أنه جونغکوك برفقة لیسا فحدثها بصوت هامس : إنه جونغکوك و لیسا
تزویو بقلق : لابد أنهما أتیا للبحث عني أرجوك لا تخبرهما أني هنا
جین في نفسه : أساسا لتنجح خطتي لا یجب أن یعرفوا أنکي تعیشین معي
أخذ نفسا عمیقا و فتح الباب لیتظاهر بالتفاجیء : جونغکوك ؟! لیسا أیضا ؟! مالذي تفعلانه هنا
دفعه جونغکوك بملامح حادة و دخل المنزل منادیا علی تزویو لتتساءل لیسا ببداهة : لما المکان مظلم هکذا ؟
جین بعفویة : لقد إنقطعت الکهرباء لکن لا مشکلة طالما أن القمر بنفسه أتی لزیارتي اللیلة
أمسکه جونغکوك من یاقة قمیصه لشعوره بالغیرة و سأله بغضب : أین تزویو ؟
جین بسخریة : تفقد جیوبي إن لم تجدها فلابد أنها في جیب البنطال الأخر
جونغکوك بعصبیة : هي لم تذهب للعیش مع أمها فلماذا قلت أنها ذهبت إلیها مالذي فعلته بها ؟
جین بکل ثقة : رأیتها أخر مرة عندما ذهبت للجامعة لتنسحب سألتها لماذا و أجابتني بأنها ستنتقل للعیش مع والدتها ثم غادرت أنا لست مقربا منها لذا لن تخبرني الحقیقة
جونغکوك بحدة : ماذا عن الشخص الذي خطف لیسا کي لا تنقذ سانا قلت أنك عرفته هل هي تزویو ؟
شد جین بقوة علی قبضة یده فهو لا یرید لتزویو أن تعلم هذا الأن لکن في نفس اللحظة سمع وقوع شيء من داخل الغرفة لیدرك أنها سمعت کلام جونغکوك و علی ما یبدو أنها صدمت منه،، ترکه جونغکوك و ذهب للتأکد من مصدر الصوت و شغل ضوء هاتفه لکن لم یجد أحدا هناك لیکمل جین بکل ثقة : قلت لك أني لا أعرف مکانها و إن کنت ترغب بالبحث في منزلي أحضر لي مذکرة تفتیش أولا
جونغکوك بحدة : تزویو مفقودة و أنت أخر شخص رأها لذا جهز نفسك لإستجواب الشرطة
لیسا بهدوء : أظنه یقول الحقیقة جونغکوك مشکلته معي لیست مع تزویو لذا لا علاقة له بها یبدو أن تزویو قررت الإبتعاد عنا قلیلا و ستتصل بوالدتها لاحقا حتما
جین بجدیة : مشکلتي لم تعد معکي لیسا صدقیني
جونغکوك بإنزعاج : لکنك حاولت قتلها مرتین لذا هي لدیها مشکلة معك فلنذهب لیسا
سحبها من معصمها نحو الخارج و غادرا المکان فیما جین تبعه بنظراته الحادة قلیلا ثم تذکر ما سمعته تزویو فعاد إلیها بسرعة،، وجدها جالسة علی الأرض مستندة بظهرها علی الجدار و شاردة في الفراغ بعیونها الدامعة و المصدومة،، علم أنها سمعت ما قاله جونغکوك و کان یفکر بطریقة کي لا تشك به فتحدث بهدوء : لقد غادرا
سألته تزویو بجدیة : هل کنت تعرف سانا
شد جین بقوة علی قبضة یده من الغضب لکنه تمالك نفسه و أجابها بجدیة : لقد کانت أختي
نظرت له تزویو بصدمة و إنهمرت الدموع من عینیها کالمطر لکنها إبتسمت بإنکسار و فقدت وعیها لیتنهد بملل،،
جونغکوك کان یقود السیارة بسرعة کبیرة و ملامح الغضب بینما لیسا تجلس بجانبه و تراقبه بحزن لتسأله ببعض التردد : هل أنت قلق علی تزویو ؟
جونغکوك بحدة : جین رجل خطیر هل نسیتي کیف حاول قتلك ألستي قلقة من أن یٶذي تزویو ؟
لیسا بهدوء : و لما تظن أنه قد یٶذیها هل هي من خطفتني تلك اللیلة ؟
جونغکوك بجدیة : بصراحة لا أعلم لکني لا أثق بجین لا أحد یمکنه التنبٶ بتصرفاته
صمتت لیسا قلیلا وهي تفکر بملامح حزینةثم م قالت : عندما کنت تظن أني تعمدت قتل سانا تصرفت معي بقسوة و خططت للإنتقام مني و الأن رغم أنك تشك بأن تزویو هي من خطفتني کي لا أنقذها ومع ذلك ترید إنقاذها
نظر لها جونغکوك بتفاجیء من کلامها لتکمل ببرود : المنزل أصبح قریبا من هنا و أنا أرید المشي قلیلا أوقف السیارة
إستجاب لها جونغکوك و ضغط علی المکابح لتنزل منها و تسیر مبتعدة عنه بقلب محطم و عیون تجاهد کي لا تذرف الدموع بضعف،، لحق بها جونغکوك و کان یسیر بجانبها لتحدثه بحزم : أرید المشي وحدي
جونغکوك بلفظ رقیق : أنا لست قلقا علی تزویو لأنني أحبها بل لأنها شقیقتك حتی لو لم تقولي ذلك أنا أعرف أنکي تحبینها ولولا تحریض والدتها لکنتما الأن صدیقتین مقربتین، أتذکر في طفولتنا عندما إشتریتي لها هدیة لکن یون هي رمتها في وجهك و قالت أن تزویو لیست بحاجة لفضلاتك رغم أنکي أهدیتها فستانا جمیلا لکنها قالت بأنکي أهدیته لها لأنه لم یعد یعجبك
لیسا بتفاجیء : هل مازلت تتذکر ذلك ؟!
جونغکوك بعفویة : أنا أتذکر کل شيء یخصك لأني دائماً کنت مهتما بکي الفرق الوحید أني کنت أظن إهتمامي بداع الصداقة و لیس الحب
صمتت لیسا قلیلا وهي تنظر في عیونه و رغم سعادتها بما یقوله لکنها تمسکت بعنادها و قالت : هذا لا یکف لتکسب حبي من جدید فلقد تألمت کثیرا بسببك
جونغکوك بتذمر : توقفي عن تذکيري بالماض طوال الوقت لما لا ترین ولو لمرة ما أفعله من أجلك ؟
لیسا بحزن : لأنني لا أستطیع نسیان الماضي جونغکوك ..لا أستطیع نسیان أنك تخلیت عني عندما کنت في أمس الحاجة لك لا أستطیع نسیان أنك إتهمتني بقتل سانا حتی أصبت بإنهیار عصبي لدرجة تعالجت في مصحة عقلیة لثلاث سنوات
أدارت له ظهرها لتکمل سیرها مبتعدة عنه کي لا یری دموعها التي بدأت بالإنهمار لکنه سألها بجدیة : إذن هل کل ما أفعله بلا جدوی ؟ هل أنتي فقط تستغلین الفرصة لتنتقمي مني بعد ذلك سترفضین حبي ؟ ألن تتغیري من جهتي أبدا ؟
إلتزمت لیسا الصمت ولم تجبه فإقترب منها و وقف أمامها مباشرة، أمسك یدیها و أکمل بلفظ رقیق : حتی إن کان هذا صحیحا و کنتي فقط تستغلینني لتنتقمي مني فلن أتراجع عن قراري و سأکون سعیدا جدا بإستغلالکي لي
حافظت لیسا علی صمتها وهي تنظر بداخل عیونه و حینها بدأ بتقریب شفتیه من شفتیها لتقبیلها لکنها أشاحت بوجهها عنه لتردف ببرود : لقد تأخرنا و سیقلق أبي
سارت بعیدا عنه بتعابیر فارغة فتنهد بیأس و لحق بها،، کان یسیر خلفها مثل ظلها وهي تتعمد الإسراع کي تبقی في المقدمة و فجأة توقفت وهي تنظر لموکب زفاف قي نهایة الشارع،، العروس سعیدة جدا بفستانها الأبیض و الإبتسامة لا تفارق شفتیها لأنها تتزوج من حبیبها، الجمیع حولهم سعداء من أجلهم و یرمونهم بورود حمراء جمیلةو کانوا یلتقطون الصور للعروسین قبل أن یغادرا في سیارتهما الخاصة،،
ٰإمتلأت عیون لیسا بدموع الحنین فهذا کان کل ما تتمناه في یوم ما لیدرك جونغکوك ما تفکر به و یقترب منها، وقف بجانبها و تحدث بلفظ رقیق : أنتي أیضا تستحقین هذه السعادة تستحقي أن تعیشي هذا الحلم الجمیل مثل کل الفتیات إن لم أستطع إثبات حبي لکي خلال هذین الشهرین فیمکنکي إختیار رجل أر لتتزوجي به و أنا أعدکي أني سأزفکي بنفسي إلیه لأن کل ما یهمني هو سعادتك حتی لو کانت تعني تعاستي
سار مبتعدا عنها بتعابیر فارغة بینما لیسا بقیت مکانها تتبعه بنظراتها المستغربة،،
في هذه الأثناء کانت تزویو في غرفتها تستلقي علی السریر و تبدو مریضة فیما جین یجلس بجانبها و یحدق في وجهها المتعرق : لقد علمت أني شقیق سانا لکن یجب أن أقنعها بأني لا أعرف أن موتها کان مدبر لا یجب أن تشك بي و إلا فستفشل کل خطتي
بدأت تزویو تهذي بسبب الحمی وهي تتمتم بقلق : سانا جین أنا أسفة لم أقصد ذلك أرجوکما سامحاني أسفة
شد جین بقوة علی قبضة یده ثم تمتم بحدة : أنا لن أسامحك لکن سانا قد تفعل لذا سأرسلکي إلیها لتحصلي علی فرصة الإعتذار منها
وقف من مکانه و غادر الغرفة غاضبا،،
في صباح الیوم التالي إستیقظت تزویو فزعة من نومها لتجد جین یجلس بجانبها و یراقبها بطریقة مستفز : صباح الخیر تأخرتي کثیرا بالنوم
تزویو بإرتباك طفیف : م مالذي حدث کیف وصلت إلی هنا ؟
جین ببداهة : لقد أغمي علیکي لذا حملتك إلی غرفتك إرتفعت حرارتك لذا بقیت بجانبك طوال الیوم هل تشعرين بتحسن الأن ؟
تزویو بقلق : هل کنت أهذي في اللیل هل قلت شیئاً ؟
جین بنبرة مستفزة : نعم کنتي ترددین إسم سانا هل کنتي تعرفینها ؟
خفق قلب تزویو بسرعة من القلق عندما قال ذلك و أجابته بإرتباك طفیف : لقد کنا في نفس الجامعة و کانت حبیبة صدیقي لذا من الطبیعي أن أعرفها لکن لم أکن أعلم أنها أختك
جین بجدیة : إنها أختي التي حدثتکي عنها من قبل و جونغکوك هو الشاب الذي ترکتني من أجله
تزویو في نفسها : ما هذا الحظ لما هي أخته ؟!
نظر جین بساعة یده و أردف : لدي محاضرة الأن علي الذهاب أراکي في المساء بالمناسبة إتصلي بوالدتك کي لا تقلق علیکي و تبلغ الشرطة أخبریها أنکي بحاجة للبقاء وحدك الأن ولا داع للبحث عنکي
تزویو بهدوء : لقد ترکت هاتفي في المنزل هل یمکنني إستعمال هاتفك ؟
جین بجدیة : حسنا لکن إتصلي بها برقم خاص ولا تظهري رقمي طبعا کي لا تجدکي الأن
أومأت تزویو بتفهم و أخذت هاتفه لتتصل بأمها بینما هو یقف جانبا و یبتسم بمکر،،
في الجامعة کانت لیسا تجلس وحیدة في المکتبة تنظر لکتاب أمامها لکنها تفکر بجونغکوك وما تفعله معه و إن کان یستحق ذلك أو لا،، تذکرت کیف قام بضرب الشرطي لمجرد أنه أهانها دون أن یفکر في نفسها وما فعله في الجزیرة من أجلها و عندما وضعها علی ظهره و سبح بها ناحیة الشاطیء و حینها أتت إلیها جیسو لتجلس بجانبها و تسألها ببداهة : لیسا أنتي هنا یا لها من مفاجأة جمیلة
لیسا بعفویة : مرحبا جیسو أسفة لأني لم أعاود الإتصال بکي بعد ذلك الیوم هل تشعرین بتحسن الأن ؟
جیسو بثقة : نعم طبعا فأنا لست الوحیدة الذي تنفصل عن حبیبها کما أن رین لا یستحقتي هو یبحث عن أعذار لیرکض خلف الفتیات و أنا لن أبق ملتصقة به لکن ماذا عنکي هل تصالحتي أنتي و جونغکوك ؟
لیسا ببرود : لیس بعد
لمحت جیسو الخاتم في إصبعها و أردفت بنبرة مستفزة : هل تحاولین إخفاء الأمر عني هل عرض علیکي الزواج ؟
نزعت لیسا الخاتم فورا و دسته في جیب سترتها لتجیبها بإرتباك طفیف : لا الأمر لیس کما تظنین
جیسو بإلحاح : أرجوکي أخبریني لیسا نحن صدیقتین لا تخف عني هذا أرجوکي أخبریني ما حدث
لیسا بجدیة : جونغکوك یرید مني فرصة لیکسب حبي من جدید و أنا وافقت من أجل عائلتینا وهو سیحاول فعل ذلك خلال شهرین إن لم ینجح فعلیه الإبتعاد عني و عدم التدخل بحیاتي مجددا
جیسو ببداهة : ما هذه السخافة إن هذا أمر سخیف جدا وما هو دورکي في الأمر ؟
لیسا بهدوء : لا شيء قال أنه فقط علي مراقبته و الحکم علیه إن کان صادقا معي أو لا
جیسو بتذمر : و هذا أکثر سخافة لا یمکنه التنمر علیکي مثلما یشاء بعد ذلك یعتذر بطرقه الخاصة وکل ما علیکي فعله هو الحکم عن الموضوع یجب أن یکون القرار بیدك وهو من علیه التحمل بصمت لتقرري إن کان صادقا بندمه أو لا
لیسا بإستیاء : إذن ماذا تریدین أن أفعل ؟
جیسو بحدة : أوقفي هذه المسرحیة و إستعیدي کرامتك التي مسح بها الأرض من قبل إنتقمي منه و إجعلیه یشعر بنفس الذل الذي أشعرکي به من قبل إن إستطاع تحمل ذلك فهذا یعني أنه صادق بندمه و یشعر بما تسبب لکي به لکن إن تذمر فهذا یعني أنه لم یشعر بکي ولم یتغیر
لیسا بإقتناع : معکي حق لا یمکنني السماح له بالتأثیر علي بهذه السهولة
جیسو بفخر : هذه فتاتي الذکیة
نظرت لیسا لساعة یدها و أردفت : تأخرت عن المحاضرة أراکي لاحقا
وقفت من مکانها و دون أن تنتبه وقع الخاتم في مقعدها لتحدثها جیسو بعفویة : ستجدينني هنا فأنا سأعمل علی مذکرتي و أنتظر الأستاذ جين
لیسا ببداهة : إذن أراکي لاحقا لا أرید أن أکون مع الأستاذ جين خارج أوقات الدراسة
أومأت جیسو بتفهم بینما لیسا غادرت بسرعة لتصل لقاعة المحاضرات و تجدهم یقومون بالمغادرة فتساءلت ببداهة : لما تغادرون ألم یأت الأستاذ جين ؟
أجابها جونغکوك ببداهة : ذلك المعتوه سیأت حتی علی فراش الموت لکنه قال أن المحاضرة ستکون في حدیقة الجامعة الخلفیة
لیسا بحدة : لم أسألك أنت
أدارت له ظهرها و غادرت المکان بخطوات ثابتة تتبعها نظرات جونغکوك المستغربة،،
بعد قلیل کان الطلاب في الحدیقة یجلس کل منهم أمام لوحته الفارغة لیتحدث جین بعفویة : لقد تعمدت أن تکون محاضرة الیوم في مکان مفتوح کي لا تشعروا بأن خیالکم مسجون بین أربعة جدران علیکم أن تطلقوا العنان لخیالکم و تسمحو له بالتحلیق عالیا، تخیلوا أن هذه الأرض کلها لکم ماهو المشروع الذي ترونه مناسبا علیها ؟
أحابه الطلاب بعشوائیة : أظن أن مطعما سیکون مناسبا علی هذه الأرض فإطلالة المکان تجعلك تشعر بالجوع
أظن أنه من الأفضل بناء حدیقة ألعاب علی هذه الأرض فالموقع جمیل جدا للعب
أنا أفضل أن تکون حديقة للأزهار بمختلف أنواعها ستکون رائعة جدا
إبتسم جین علی أجوبتهم و قال : ضعوا کل مشاریعکم و تخيلاتکم علی اللوحات التي أمامکم و کأن اللوحة ستصبح حقیقة بمجرد الإنتهاء منها فهذا سیکون إختبارکم
أومیء الطلاب بتفهم و بدٶوا بالرسم جمیعا عدا جونغکوك الذي قلب عینیه بملل و تمتم ببرود : هذا الأستاذ اللعین لن یدعني أجتاز مادته السخیفة أبدا لذا لا داع بإرهاق نفسي بالرسم
نظر للیسا من بعید و کانت ترسم بجدیة لیکمل ببداهة : لما تحدثت معي بفظاظة منذ قلیل هل أزعجتها بشيء یا تری ؟
ثارت الدماء حینها في عروقه من الغیرة عندما وقف جین بجانبها و همس لها بلفظ رقیق لم یستطع سماعه : لم تقولي ماهو مشروعك لهذه الأرض ؟
أجابته لیسا ببرود و عیونها علی اللوحة : ستری عندما أنتهي
جین بجدیة : هل مازلتي غاضبة مني ؟
لیسا بسخریة : تسألني و کأنك لم تحاول قتلي مرتین
جین بهدوء : أعترف أني إقترفت خطأ لکني نادم الأن أردت الإنتقام لأختي ولم أعرف أنکي تعرضتي للإختطاف في تلك اللیلة أنا أسف
نظرت له لیسا و أمعنت النظر فیه لتشعر بصدقه لکن قبل أن تتفوه بکلمة ناداه جونغکوك بنبرته الحادة : أستاذ جين لقد إنتهیت
توجه جین نحوه لکنه تفاجیء بلوحته فارغة فسأله ببداهة : لکن هذه فارغة ؟
جونغکوك ببرود : لأني لن أبني مشروعي علی هذه الأرض فهي خاصة بالجامعة
إبتسم جين بهدوء رغم غضبه منه لکنه کان یعذر تصرفاته ولا یلومه فترکه و سار مبتعدا دون قول کلمة لیراقب عمل بقیة الطلاب لکنه توقف جانبا و عیونه معلقة فقط علی جسد لیسا لدرجة أن جمیع الطلاب إنتهبوا له وکل منهم یشیر لصدیقه لیری کیف أن الأستاذ جين متسمرا مکانه یراقب لیسا بنظرات إهتمام و حب و جونغکوك کان یحترق مکانه بنار الغضب و الغیرة،،
شعرت لیسا بهمسات الطلاب حولها و تحدیقاتهم علیها لترفع رأسها بفضول لتجدهم جمیعا یحدقون بها و بمجرد أن فعلت ذلك حتی إنفجر الجمیع ضحکا : إذن أستاذ جين لیسا هي الفتاة التي تحدثت عنها ألیس کذلك ؟
هي الفتاة التي ترکتنا بسببها ثم تبادلت مع الأستاذ هان من أجلها لقد کشفنا أمرك
إبتسم جین بخجل ثم قال : رکزوا علی إختبارکم فهذا سیکون ضمن النتائج النهائیة
إکتفی الطلاب بالإبتسام و تابعوا عملهم بینما لیسا کانت محرجة لذا تفادت النظر لجین أما جونغکوك فقد سحبها بعیدا من معصمها تحت نظرات جين الغاضبة،،
أفلتت لیسا نفسها من قبضته بعیدا عن الجمیع و وبخته بغضب : کیف تجرٶ علی سحبي من الإمتحان بهذه الفظاظة أنا لا أرغب بالرسوب مثلك
جونغکوك بغیرة : أثق بذلك أیضا طالما أن جين هو من سیکون أستاذك في المرحلة الثالثة
لیسا بحدة : الأستاذ جين معلم بارع و أنا لست بحاجة لموافقتك للدراسة عنده
جونغکوك بإنزعاج : بلی تحتاجين لموافقتي لأني الأن
قطع جملته عندما رأی إصبعها فسألها بجدیة : أین خاتمك ؟
تذکرت لیسا أنها نزعته من یدها و خبأته في سترتها لذا أجابته بحزم : ترکته في المنزل فأنا لا أرید لأي أحد من الجامعة أني أصبحت خطیبة الشاب الذي کان یتنمر علي أمامهم
جونغکوك بإنزعاج : لغایة أمس کنتي موافقة علی الأمر فلما غیرتي رأیك فجأة ؟
لیسا بعصبیة : ما أدراك أنت برأیي أنت لم تسألني عنه أبدا قلت أنك نادم و لم تترك لي خیار سوی مراقبتك و الحکم عليك علی تظن أو هذا سیکون عادلا لي ؟ لقد کنت تهینني أمام الجامعة کلها جعلتني أتناول فضلاتهم جمیعا و رغم ذلك علي إرتداء خاتمك أمامهم و إخبارهم أنك خاطبي ألا تری أنك أناني جدا جونغکوك ؟
خفض جونغکوك بصره بحزن وقد شعر أنها محقة بکلامها لتردف بحدة : لما لا تقول شیئاً لأني محقة ألیس کذلك ؟ بعد کل ما فعلته بي أمام الجامعة لا یمکنني قبولك کخاطب لي أمامهم بهذه السهولة یجب أن تعاني مني کما عانیت منك لذا إن کنت حقا نادم بشأني فعلیك تحمل ما سأفعله بك لأني لن أسامحك بالسهولة التي تظنها لا یمکنك فعل ما تشاء بي لأنني أحببتك من قبل أنا الأن تغیرت کثیرا و الفضل یعود لقسوتك علي شکرا لك
أدارت له ظهرها لتغادر لکن جونغکوك تحدث بجدیة لإیقافها : أنا فقط أردت إثبات صدق مشاعري نحوك لکن طالما ترین أن هذا غیر عادل بالنسبة لکي فأنا مستعد لتحمل کل ما تفعلینه بي یمکنکي التنمر علي أمام الجمیع أعدکي أني سأتحمل ولن أتذمر أبدا
نظرت له لیسا بحدة و قالت : سنری ذلك
أکملت طریقها بمشي سریع و ملامح غاضبة بینما جونغکوك مکانه یتبعها بنظراته الحزینة،،
تعليقات
إرسال تعليق