شوقا جيسو♡صورتي هي السبب♡ 7والاخير

القائمة الرئيسية

الصفحات

شوقا جيسو♡صورتي هي السبب♡ 7والاخير

 دخل قاعة الإجتماع يمشي ببطئ منزلا رأسه نحو الأرض رفعه حين توسط القاعه ليستقبله وجه المدير المكهفر العابس و مجموعة من الأعين المتشائِمة الموجهة نحوه تتفرس النظر فيه لم يكلف نفسه عناء التنهد حتى إزدر ريقه بائِسا ، حشد من طلاب يحاول إستراق النظر خارج باب تلك القاعة و بعض من المدرسين و أهالي طلاب المرموقِين يجلسون بصمتِِ يتوسطهم مدير المدرسة الذي حرك نظاراته و قلب أوراقه ثم نطق فاصِلا السكوت 

"نظرا لقول المصاب بارك هيون و كذا إدلاء الشاهدة العيان أنت قمت بإيذاء زميلك متعمِدا و جراء ذالك قرر مجلس المدرسة فصلك عن إكمال الدراسة بملحقتنا مين يونغي يمكنك إستلام ملفك من مكتبي و حظا أوفر" 

لم تتحرك خصلة واحدة من شعره واصل النظر إلى الأمام بفراغِِ بحت ساكنا و ساكتا ، صدر صوت إنصراف الحظور الذي يرمقونه بخزي و تمتماتِِ عديدة ترمى نحوه 

"سيدي أنا واثق أن أخي لم يفعل شيئاً حسنا على أقل إرفق به هذه سنته الأخيرة سيكون من صعب إيجاد مدرسة أخرى و إتمام التخرج" خاطب أخاه المدير متوسلا الذي أخبره أنه لن يتمكن من فعل شيء لمساعدته فتلاشى آخر بصيص أمل 

"يونغي دافع عن نفسك قل شيئاً نحن ندري أنك بريء" تجمع أصدقائه حوله يحاولون تحريك شيئاً به لكنه لم ينبس بنت شفةِِ بل غادر من بينهم مبهوتا سار في الممرات و جميع الأعين تأكله و أفواه تثرثر بشأنه 


خطواته توقفت عند صفِها داهم باب الصف ليجول بعيناه حول المكان حتى وقعت عليها من تجلس بالأخير وحيدة إصفر وجهها حين لمحته ، مشى صوبها و أنظار الجميع تتعلق عليه ، ضرب بيده طاولتها بعنف ثم إنحى إلى مستواها و إخترق جسدها تحديقه

"أنتِ تعلمين لا بل تجزمين أنني لم أفعل ذالك" 

نفث بين شفته بينما يتنفس بغضب

"لِمَ كان عليكِ فعل ذالك ؟!!"


لم يتلقى ردا منها بدل ذالك أشاحت وجهها بعيدا الحنق سيطر على أطرافه فأمسك بوجهها و أداره ناحيته من جديد

" أنا أتحدث إليك و لعنة السماء أجيبي" 

"قد أجبت عن الأسئلة التي طرحت علي فحسب"

أجابت بنبرة تشبه البكاء و وجهها لا يزال بين يده


"فصلت من المدرسة و أنا أعتبر ذالك بسببك لا أحد يصدقني على أقل ظننت أنكِ ستفعلين"

قال يفلتها من بين قبصته 

"هل كنت تريد مني أن أكذب" 


"أنتِ تعرفينني جيسو" 


"لا ، لا أعرف ، لا أعرف شيئاً عنك غير إسمكَ" 

صاحت به بصوتِِ عالِِ


ضحك بسخرية ليفرك مؤخرة رأسه 

"إذن حين أرسلتِ إلي صور جسدك العارية هل كان قصدكِ التعارف"

إنتفضت من مكانِها بشيء من الفزع تطالع تلك الأوجه من حولها التي يسمعون كل حرف يقال ها هم يهمسون بينهم بعضهم ينظر تارة ثم ينقر على هاتفه تارة أخرى يتداولون ما يحدث أمامهم و جميع تلك أوجه تظهِر الشفقة من نوع السيء الرثاء و السخرية 

شقت الدموع أسفل خدها من تلقاء نفسِها 

"أنت فاسد مين يونغي" 


"أعلم أننا لم نبدأ حتى ، لكننا قد إنتهينا تشان جيسو"


غادر كلاهما المكان ، هي إلى منزلها تحاول الهرب من الأصوات التي تدور برأسها و من حولها ، و هو عكس طريقها ليس لمكان محدد فقط يتبع أين تجره قدماه هائِما منكسرا مستقبله الذي كان يطمح لبنائه قد تدمر في عشِر ثوانِِ ،

"أسمعتم ما يقال جيسو أرسلت صورا عارية إلى يونغي" 


"إصمت جونغكوك" 

صاح به جميع الرفاق الخمسة ، كانوا يتجمعون بمكانهم المعتاد في أحد الحدائِق يحاولون إيجاد مخرج للمتاهة التي دخل فيها يونغي بعدما بحثوا عنه مطولا و لم يجدوه ، 

"ما الحل إذن ماذا يمكننا أن نفعل" تمتم جمين يمشي جيئة و ذهاباً أمامهم يدلك جبهته


"فلنثبت برائته لدي فكرة" صرح نامجون


إبتاعوا سلة فواكه و توجهوا للمستشفى حيث يقبع المصاب هيون علهم يستطِيعون إقناعه بقول الحقيقة ليسقط الإتهام عن ظهر يونغي ،

"سيدتي رجاءاً فقط لبضع دقائِق" حدث سوكجين والدة المدعو هيون التي وقفت بالمرصاد أمامهم كانت أمرأة في منتصف العمر حازمة صعبة المراس و متشائِمة لرؤيتهم


"خذوا هذه فواكه متعفة و إِغربوا من أمامي قبل أن أتصل بالشرطة" زمجرت بهم و ألقت بسلتهم عليهم

"حسنًا لا ترمي الفواكه سيدتي هذا يؤلم" تمتم هوسوك متذمرًا 


"كانت فكرة فاشلة لم نستطِع تكلم معه حتى" قال تايهيونغ أثناء ما كانو يغادرون باب المستشفى ثم ضحكوا بشدة لما حدث قبل حين

قرروا تجربة شيئاً أخر في صباح اليوم الموالي و هو جمع التوقيعات لصالحه فأحضروا قائِمة و تفرعوا يستعطفون الطلاب ليقدموا توقيعهم لمساعدة يونغي المتهم ظلمًا نجحت فكرتهم نوعا ما و نجحوا في كسب عدد لا بأس من التوقيعات بسبب تأثيرهم الجيد على ناس من حولهم حتى أنهم إستطاعوا كسب ود المعلمين ليقفوا بجانبهم ،

بعدها إستطاعوا الوصول إلى جيسو التي عاندت كثيراً و بعد إصرار ملحِِ منه تمكنوا من جعلها تروي مجدداً ما رأته حيث توجهوا إلى السطح و أعادت تمثيل اللقطة التي شهدتها هي ،


جمعوا القوائم و توجهوا بعد فترة الدوام إلى مكتب المدير و إصطفوا أمامه بأدب إنحنوا ثم تقدم نامجون قائِلاً 

"سيدي المدير جمعنا هذه التوقيعات من الطلاب و المدرسين الذي هم ضد قرار فصل مين يونغي من المدرسة ، الأدلة ضده ضعيفة حتى أن الشاهدة لم ترى شيئًا ، تشان جيسو صرحت أنها رأت يونغي يقف على بعدِ مترين على الأقل من المصاب حين فتحت الباب مما يعني قطعا أن يونغي كان يقول الحقيقة الألواح سقطت من تلقاء نفسها" 

بعد نصف ساعة من التناقش إستطاعو إقناع المدير من العدول عن قراره، فماضي يونغي نظيف في المدرسة ، إستدعوه في اليوم الموالي ليوقع تعهدا بأنه لن يخطأ بشئ مستقبلا و أي فهوة صغيرة ستؤدي لفصله مباشرة مقابل فرصة أخيرة له بالمدرسة ،

"هل سيؤثر التعهد في سجلي للإلتحاق بالجامعة"

إستفسر يونغي المشرف بينما يجلس في مكتبه 


"للأسف نعم و سيكون عليك الحصول على علاماتِِ جيدة للتخرج" رد أخر يشابك كفيه معا


"أريد إلتحاق بجامعة الأدب العليا بالجامعة" 

قال مطأطأ رأسه وجهه عابس بشكل محزن

"إذن أحرز علامة ممتازة في أدب و قد يتغاضون عن سجلك الدراسي" خاطبه مطمئِننا ليهز الأخر برأسه ثم حمل نفسه و غادر المكتب ،


حدجها بنظراتِِ حادة حين لمحها في أخر الرواق غضب مشحون متبادل من الطرفين هو يعاتب عدم ثقتها و هي تعاتب خيانته لسرها و كلاهما يكره الأخر في هذه اللحظة ،

"فيما تحدقين جيسو فلنذهب" 

سحبتها مينجي بعيداً


"لا أحد مينجي حرفيا لا أحد" 


كانت تسمع الكلام عنها بكل مكان هي فقط تجاهل كل تلك الأحاديث حتى أنها تناولت غذائها بالدرج بعيد عن أعين الجميع و تغادر إلى منزلها بعد خروج الجميع لتفادهم ، حتى عائِلتها أصبحوا يظغطون عليها أكثر من أجل الدراسة للإمتحانات القريبة .

"يا رجل جيسو كانت الورقة الرابِحة ضد المدير بالأمس" أردف تايهيونغ بين أصدقائه 


"إنسوا أنكم تعرفون ذالك الإسم" نفث يونغي ببرود ثم ضاع في سيل من أفكار فتغاظى عن سماع حديث أصدقائه من حوله

"ظننتكِ شيئاً مميزا جيسو" 

"أتَمنى لكُم التوفِيق فِي إمتحَانات الأسْبوع القادِم عُطلة نِهايـة أسبُوع سعِيدةً"

قال المدرس يمسح السبورة معلنًا عن نهاية الحصة ليتفرع الطلاب مغادرين الصف متذمرين من إختباراتهم النهائية القريبة حتى أن بعضهم ذرف دموعًا صامِتة و البعض الأخر بدأ في تحضير أساليب الغش المختلفة ،

"ها قد بدأت فترة الظغط البغيضة" 

تذمرت من الداخِل بينما تدس أغراضها في الحقيبة بخمول ثم شردت من الباب تجر أقدامها 


"جيسو .. جيسو لحضة" إلتفتت لندائه البعيد خلفها لتراه يهرول مسرعًا في طريقه إليها

"تايهيونغ أجل مرحباً" قالت حين بلغ فحواها يلهث محاولا إمساك أنفاسه يضع يده على صدره


"بحث عنكِ مطولاً ، كنا نتسأل أنا و الرفاق إن كان بإمكانِك الدراسة معنا للإمتحانات غدا بمنزلي" أردف ذو شعر الأشقر الغامق يلتبس إبتسامة عريضة مربعة

فكرت قليلا تفرك مؤخرة رأسها إزدرت ريقها و نبست

" أمـمـ لا أدري لا أظن أن والداي سيوافِقان على أيةِ حالِِ"


قد كذبت في ذالك فهي فتاة تميل للإنطواء أكثر و لا تفضل التجمعات و الأماكِن المكتضة و ما قلص فرص موافقتها هو أن يونغي سيتواجد بينهم و هي حتما لا تريد مواجهته لا بل رؤية وجهه حتى ،

"فكري في أمر مجددا" ربت على كتفها بخفة يواصل إبتسام راجيا منها الموافقة


"آسفة تايهيونغ" ردت و حملت أقدامها بعيداً تددن لحنا معينا


..


"هي لم توافق رفاق" عاد تايهيونغ خائِبا عند رفاقه الذين تذمروا من الأمر بتملل ، يصطنعون الغضب فرمى أحدهم حقيبته بدرامية و أخرين يتأففون كالأطفال 

"جيد إذن لا بل مذهل " نبس يونغي بهدوئه المعتاد يدس يداه بجيبه و يضحك على ردات فعلهم لينتفِض جيمين محموما يمشي في إتجاهاتِِ متعاكِسة

"هذه هي يا جماعة قد فشلنا سنرسب حتمًا" 


"هدأ من روعِك هيونغ" تمتم جونغكوك من خلفه مستغربا 

"أنت لا تفهم كلاكما لا يفهم كانت خطة ممتازة نحن نحتاج جيسو لتدرسنا التاريخ و الجغرافيا هي أحسن طالبة لهذه المواد في كل الدفعة" قال سوكجين بإنفعال مخاطبا كل من جونغكوك و يونغي الذي نفث "أي يكن" يهز كتفاه للأعلى

"أتعرفون ماذا صديقتها تلك ما كان إسمها آه نعم مينجي تستطِيع إقناعها على المجيئ" إسترسل نامجون بحماس بعدما وجد الحل 


"كيف لم نفكر في ذالك" ضرب هوسوك رأسه بغباء


"تحدث معها جونغكوك" إستدار جميع ناحيته الذي تذمر "مهلا لِمَ أنا"

"لأننا نعرف مدى تأثيرك على الفتيات هيا أسرع" دفع تايهيونغ ظهره يخبره أن يقوم بالأمر


"هذا ليس عدلا البتة" زفر منزعِجا يقوس شفتاه


"هيا أيها الطفل سأرافقك" سحبه جيمين بعيداً

"أوه جونغكوك شي لا أصدق أنك تتحدث إلي" قالت تلك التي تذوب أمامه تحدق به بعيون تطلق قلوبا


"إذن أنتِ موافِقة؟!" إستفهم الأخر


"أجل أجل بالطبع أي شيء من أجلكم" ردت بحماس مبالغ

"هيا ألن ننتهي من هذه الفتاة المزعِجة" أردف جيمين القابع خلف جونغكوك


"أنت أيها القصير ما مشكِلتك لا زلت لم أنسى كيف سكبت فوق زيِي المفضل العصير ذال اليوم بالمقصف لم تعتذِر حتى" إسترسلت مينجي بحقد تضيق مقلتيها به 

"عذرا ماذا قلتِ من القصير !!" أبعد جسم رفيقه من أمامه ليتقدم ناحية الأخر فزفرت

"أنت بالطبع"


"إنني أطول منكِ إرتدي نظاراتِِ لتتحققي" تمتم مغتاظا يضرب رجله بالأرض 

"كفا رجاءاً هيا هيونغ فلنذهب "جر من يستشيط غيضا بعيدا عن ساحة معركته التي كان خاسرا فيها


"أحمق"


"مزعِجة" 


...

أحكمت غلق نوافِذ غرفتها ثم وقفت جيسو بحيرة أمام كومة الملابس المتناثِرة هنا و هناك التي عليها أن ترتِبها بعدما نبشت فيها لتنتشل شيئا ترتديه ، بعثرت خصلات شعرها لتزفر بتذمر و تشرع في إلتقاطها


"جيسو حافِظي على ترتيب غرفتِكِ عزيزتي ما هذا"

إسترسلت والدتها التي ولجت باب الغرفة منذ لحظات

"سأفعل أمي قبل أن أغادِر" أجابت و وضعت قبعتها فوق رأسها تعدلها أمام المرآة لتغيرها بأخرى إلى أن أعجبها شكل واحِدة منهم 


"حسنا إن تأخر الوقت عزيزتي إتصلي بنا سيأتي والدكِ ليقِلكِ" وضعت والدتها غسيلها النظيف فوق سريرها و أردفت ،

"أو سأبقى في منزل مينجي أمي لا تقلقي" 


"حظا موفقا" 


كانت مينجي قد مرت بمنزل جيسو مساء يوم أمس و دعتها للمذاكرة بمنزلها اليوم من أجل الإمتِحانات و قد تمكنت تلك الأخيرة بإقناع صديقتها بسهولة فها هي تحمل حقيبتها بعدما رتبت غرفتها و إستعدت للرحيل ،

كانت مينجي تنتظِرها أمام باب بيتها لم تتوقع جيسو حضورها لأنها كانت ستذهب إليها كل على حال ، و لكن وجهتهما لم تكن منزل مينجي .


..


"هذه ليست طريق منزلكِ مينجي أين نذهب" عقدت حاجبيها و إستفهمت

"ثقي بي جيسو ألا تفعلين"

تبعت خطواتها بصمتِِ فحسب إلى أن توقفتا أخيرا عند بوابة أحد المنازل الكبيرة "عائِلة كيم" قرأت جيسو المكتوب بمحاذاة البوابة الحديدة الضخمة 


"مينجي لم تفعلي هذا بي صحيح لا تقولي إنكِ .." أدارت رأسها بحنقِِ مزيف إلى صديقتها و كشرت بوجهِها

"هش أخبرتكِ أن تثقي بِي هيا بنا الأن إلى داخل "


"لا لن أتي سأعود لمنزلي"


أمسكت يدها لتحكمها و قرعت الجرس حاولت أخرى إفلات فأخذت تتخبط كالأخطبوط 

"جيسو لا تكوني طفلة سنكون بخير"

"أفقدتِ عقلك سنبقى معهم لبقية المساء" صاحت بنواح مزعج


فُتحت البوابة لتتقدم مينجي نحو الداخل تسحب خلفها من تتصرف بعناد لتقف كلاهما أمام باب منزله "واه كل ما يقال عنه لا يساوي هذه الحقيقة ، إنه من الطبقة البرجوازِية" 

"هذه خيانة عظمى صديقتي المفضلة الساابقة" تمتمت تحت أنفاسها كانت تشبه الثور الغاضب الذي لمح اللون الأحمر 


"بعض الصمت أنستي" أسكتتها لتعدل من هندامها قبل أن يفتح الخادم الباب لتتقدم كلتهما للداخل

و تلك مسحورة مما تراه سقف عالِِ رخام وزجاج بكل مكان هناك كل شئ يبرق و يصرخ لمعانا ، كانت مينجي ترمش بسرعة تحاول إستِعاب أين رأسها ،


"مرحبا يا فتيات سعيد لأنكِ حضرتِ جيسو" لحن تايهيونغ هذه الجملة يلوح بذراعيه

"عائلتي خارج المدينة اليوم لذا فلتشعرا بالراحة" 

غصبت الأخرى إبتسامة و مشت خلف مينجي التي تتبع تايهيونغ لداخل غرفة المعيشة الواسعة أين يقعد أصدقائه الستة محدثين فوضى عارمة كعادتهم 

حمحم تايهيونغ بهم ليعيروه إنتباههم ثم يتنبهوا لجيسو و أخذوا يرحبون بحضورها جميعا عداه الذي زفر بحنق و قلب حدقتاه ثم عاد ينغمس في كتابه متجاهِلا ما يحدث حوله ..

بعد نصف ساعة من تجمعهم حول الطاولة برفقة الكتب الأوراق و الأقلام يتناقشون بحدة نطق جونغكوك جاذبا إهتمامهم 


"إذن نامجون هيونغ سيدرسنا الرياضيات و اللغة الإنجليزية ، يونغي هيونغ سيدرسنا الأدب و جيسو التاريخ و الجغرافيا ، أنا سأدرسكم الكمياء أما باقي المواد سنذاكِرها معا" وافقوا كلامه بهز الرأس

قطعوا شوطا كبيرا من المذاكرة لم تخلو من المناوشات بين الفتيان و كذا الشجارات بين مينجي و جيمين و كذا نظراتِِ شاحذة متبادلة بين جيسو و يونغي ،


أنهى يونغي حصته من الشرح في الأدب جاعلا من الجميع يجزمون أنها المرة الأولى التي يفهمون فيها هذا الموضوع الممل 

"لم أكن أدري أنه جيد هكذا"

تمتمت مينجي بصوتِِ خافت 


"يونغي جيد بل ممتاز في الأدب يجب أن تلقوا نظرة على كتاباتِه و تأليفاته" قال سوكجين بفخر كبير


"حسنًا لنغير الموضوع الأن" غمغم يونغي 

تواصلت دروسهم المكثفة لساعة بعدها أخذوا قليل من الوقت للراحه من كثرة العلم الذي تلقوه


"جيسو أنت رائعة شرحكِ مفصل" قال تايهيونغ


"شكراً" ردت بحياء كانت محشورة بين تايهيونغ و جونغكوك 

"أتواعدينني" مازح تايهيونغ بينما يسند رأسه على يده 


"لا واعيديني فأنا أفضل منه" تدخل جونغكوك بينهما


كان إثنان يحصرانِها و رغم مزاحمها الثقيل إلا أن ذالك جعلها تتوتر بشدة ، أخذ كل من هما بيدها و أخدوا يمسحوا عليها بإستعطاف يواصلون المزاح إلى أن حصلوا على مبتغاهم 

فضرب يونغي طاولة و صاح ينظِف حلقه "أنا أشعر بالعطش" 


"و أنا أيضاً" قالت مينجي


"لم يسأل أحد عن رأيكِ بالمناسبة" غمغم جيمين من طرف الطاولة يبتسم بخبث 

"ولا رأيك كذالك" ردت مينجي مغتاضة 


"يمكنك إحضار عصيرا من ثلاجة المطبخ في هذه الناحِية" خاطبها تايهيونغ بلطف لتمتثل لكلامه


"ماذا أحضر "

" أي شئ تريدين"


إلتقطت قنينة العصير التي لفتت إنتباهها و رجعت إليهم ، ناولتهم بعض كؤوس فصبوا فيها السائِل 


"لا أحب عصير التوت" زفرت جيسو 

"أناأعشق عصير التوت بصحتكم" إحتسى يونغي كأسه ممتلئ دفعة واحِدة بعدها إرتشف الجميع أكوابهم عدا جيسو


"تايهيونغ هذا ليس عصيرا " نبس سوكجين يشعر بالمرارة


"نعم ليس كذالك" وافق البقية

"اللعنة أخي يضع النبيذ في قنينات العصير ليستطيع إحتسائة دون علم والدي يبدوا أنه هذا هو" ضرب رأسه بكفه 


تخلصوا من تلك القنينة لكنهم قد شربوا بالفعل و أحس بعضهم بدوارِِ طفيف فلم يكن من المناسب إحتساء ذالك النبيذ المركز

"هاي أتعلمون أن عكس كلمة مينجي هي .. جيمين" قال هوسوك ليضحك الجميع بهيسترية


"هاها مضحك جداً" تذمر جيمين


"هذا لطيف أنتما إثنان عليكما أن تتزوجا"تمتم تاهيونغ

"مستحيل لا أريد لأطفالي المساكين أن يغدوا قِصار"

عارضت مينجي ساخِرة


"لا تحلمِي بذالك حتى أيتها الدجالة " صاح بهم جيمين مخرجا لسانه 


"يا لك من ألم في المؤخرة"

"عقل الجزمة"


أرخوا رأوسهم فوق المائِدة ليرتاحوا فـ غط بعضهم في النوم بالفعل ، عدا جيسو التي لم تشرب منه فواصلت تدوين الدروس و المذاكرة بمفردها ، 

و يونغي لم يتأثر كالبقية نهض من هناك و جلس فوق الكنبة يطالع كتابه كانت عيناها تتبعه بإستمرار و تكاد تفترسه ، تلعن و تمتم عنه الكثير بداخلها و كانت تأمل أن تستيقِظ مينجي ليستطِيعا المغادرة لم تشأ أن تتركها بمفردها .

مدة قصيرة مضت شعرت جيسو بالحاجة للحمام فإنتفضت من مكانها و أنظاره متعلقة عليها بحثت عن واحد و بعد بحث طويل وجدته -الحمام- و إنهت ثم مشت عائدة نحو البهو ، سحبتها يدا نحو منعطف الرواق الطويل ليحاصرها بجسده الطويل بمقارنة بها 

"يبدوا أنكِ تستمتعين بكل الإتهتمام الذين تحصلين عليه" يخترق جسدها بتحديقه منتشيًا


"إبتعد عني مين يونغي لا أريد التحدث معك" جفلت تبعده بضعفِِ


"إهتمام تايهيونغ و البقية و قبل ذالك هيون الوغد هل كل ذالك يشعرك بالنشوة" همس بصوته العميق 

"عقلك ليس بمكانه لذا سأتغاظي عن كلامك الدنيئ و الأن أفلت لعنتي" زمجرت به 


"لا لا تغضبي عزيزتي و الأن أشعرينى أنا بالنشوة"


غرس رأسه وسط عنقها يستشعر دفئها و يستنشق عبقه ثم طبع أثار شفتاه عليها ، قبلات رقيقة ، أرسل رعشة لطول جسدها تخدرت أطرافها فلم تعد قادرة على دفعه ، واصل إقتراب و ألحم جسمها بخاصته جاعلا منها و من نفسه يقشعر لكل حركة صغيرة 

"ما النبيذ في وجودكِ ؟!" 

تعطلت مكابحه ولم يدري كيف يتوقف فدواخله المضطربة تنادي بالمزيد ، كل فعل يصدر عنه لم يعد هو المسؤول عنه


شدت خصلات شعره تحاول فصله عن رقبتها التي تمسَّك بها ثم تنقل للجهة الأخرى يجعل منها ضعيفة واهنة ، أنفاسه الحارة التي تلفح بشرتها ترفع مستوى الأدرينالين لديها و تزيد ضخ الدم بعروقها ها قد أصبحت لوحة قرمزية بالكامل و لم يكد يتوقف عن العبث بها حتى عض بإسنانه على جزء من عنقها ثم شحمة أذنها ليهوى قلبها أسفل معدتها التي تعج بالفراشات ،

إبتعد عن قربها الضاري لاهثا ليحملق بوجهها الذي إرتفعت حرارته و صدره يعلو و يهبط حاولت رفعت يدها نحو وجهه لكنه أمسك بها و منعها يظغط عل أصابعها ، إنتشلت معصمها بالقوة من بين براثنه و إستدارت لتهرب 


أطبق جفناه و تنفس بعمق لِلحظة قبل يسمع صوت إرتطام "آوتش" 

إصطدمت بالرف المعلق بالرواق حين كانت تسرع مبتعِدة و سقطت أرضاً ثوانِِ ثم إستعادت وعيها ترى النجوم و الشمس ترقص فوقها ثم وجهه القلق على شكل القمر ، ساعدها على النهوض و المشي نحو الكنبة في غرفة الجلوس حيث أجلسها بهدوء أحضر علبة إسعافات و حملق بالكدمة الظاهِرة أعلى يسار جبينها ليقتل القهقهةالتي كادت أن تغادر فمِه ،

"لم أطلب منك المساعدة كما أنني لا أشعر بالألم !"

نفث هو ضحكة جافية و نظر إليها يبدوا شاهق العلو بالنسبة لجسدها ، نزل لمستواها يحمل علبة مرهمِِ بيده


"دعني وشأني" حاولت دفعه و الإبتعاد لكنه ثبت جسدها مشددا في قوله "إصمتي" 

عصر قليلا من المرهم على سبابته و ممرها فوق الكدمة الملونة برفق ، لذعها ذالك بعض شئ لذا بدت عليها علامات التألم و أغمضت عيناها تآن كان يراقب تقلبات ملامحها لتغادر إبتسامة صغيرة ثغره


"إنتهينا" قال لتفتح حدقتيها التي قابلت سوداوتيه و وجهه القريب للغاية ، خصلاته التي تغطي مقلاته و كذا إبتسامته اللطيفة يُذيبان الجليد عن نابِضها الواهِن ، رفع إبهامه ببطئ و وضعه فوق شفتها السفلى راسِما خطا وهميا إنتهى عند بداية ذقنها 

أحكم أصابعه برقة عند ذقنها يثبته كما يشتهي و دنا طابعا قبلة صغيرة طويلة على ثغرها أطال البقاء على ذالك حال منهيا قلبها يجعله يتجاوز مئة خففةِِ في الدقيقة ، عيناه مغمضتان و جسده ساكن ، نفسٌ منتظم 


سقط بجانِبها على الكنبة يغط في النوم و إستلقت هي في جهته المعاكِسة ، صدر من المكان صوت شخير الجميع العالي ،

تفرقوا جميعا صباحًا لمضاجِعهم و الصداع ينخر رؤوسهم، ليحضروا للمعركة الكبرى في اليوم الموالي .. الإمتحانات النهائية .

"يا صاح قد قاموا بتفرقتنا جميعاً لا بد من أن المدرسون يمقتوننا"

إنتفض جونغكوك ساخطا على الأرض تحته 


"ماذا هناك ؟!"

أستفهم نامجون بالسؤال بإهتمام فارِط


"كل منا سيجتاز إمتحان بصف مختلف " 

رد عليه تايهيونغ يهقه لوجه جونغكوك المفحم

"أنظر جيمين أنت في صف عينه رفقة مينجي"

قهقه هوسوك لذالك قاصدا تعكير مزاج الأخر ليغمغم

"مذهل هل علي الإحتفال لذالك"


بعد صمت وجيز تفقد كل منهم أسمه على قائمة الأسماء ليحددوا صفوفهم

"أنا بالصف ذاته رفقة جيسو" صاح جين بحماس

"يا رجل مبارك علامة إمتياز في التاريخ"

هنئه الجميع بدرامية فدخل في جوهم المضحك بدوره


تفقد يونغي إسمه دون إحداث جلبة و مشى رفقة أصدقائه صوب صفوفهم ، كانو قد خططو للغش سوية و مشاركة الأجوبة معا لكن لم تجري الرياح بما تشتهي سفنهم 

"حظا موفقا جميعاً" صاحت بهم جيسو من بعيد ليتنموا لها المثل ثم تفرقوا 

..


مر ذالك الأسبوع كالدهر عليهم لم يخلوا من محاولات التغشيش و دراما المراهقين و ككل عقبة تواجِهنا في الحياة ها قد ول و زال 

تجمعوا كالمرة السابِقة عند قوائِم التي تحمل علاماتِهم 

"لقد فعلناها نجحنا جميعاً "


"نامجون علامتك ممتازة"


"أنظر إلى علامات يونغِي قد أحرز نقطة كاملة في الأدب"


إنهوا الإحتفالات بنجاحهم ثم توجهوا لقاعة الإجتماعات حيث يعقد مشرف المدرسة إجتماعا لطلاب السنة الأخيرة

"إنتباه جميعاً أود تهنئة أولئك الذين نجحوا مبارك لكم

و حظا أوفر لمن رسب ، أنتم على أبواب التخرج قطعتم شوطا عصيبا أما بعد هذا كآخر خطوة لتحديد تواجهاتكم المستقبلية سيكون عليكم تحضير مشروع تخرج في أفواج من شريكين إختاروا موضوعا معينا و أكتبوا إطروحة عنه لديكم أسبوعا كاملا من اليوم هذا إمتحانكم الأخير إجتهدوا بالتوفيق"

~

ضاعت جيسو في الزحام بعد نهاية اليوم الدراسي لتتوجه نحو مكتب المشرف و بالصدفة إلتقت بيونغي الذي كان يوشِك على دخول مكتب المشرف أيضا لم يبنبس أحدهما بحرف دلفوا للمكتب ثم جلسوا بصمتِِ يحدقون ببعض فصلت جيسو السكوت قائِلة 

"أيمكنني قيام بمشروع تخرج بمفردي"

"سأطرح السؤال نفسه"

نظف يونغي حلق مردفا ببرود


"لماذا"

إسترسل المشرف من وراء المكتب مضيقا حدقتيه بهما


"لم أجد شريكا" تمتم جيسوا بصوت شبه مسموع لينطق الأخر "أنا أيضاً" 

"ها قد وجدتما واحد للتو"


"لا أنا أريد مشاركتها " تدخل يونغي بصياح


"لحظة أنا من لا يريد مشاركته" زمجرت هي الأخرى


"لحظة فقط" قلب المشرف عيناه بينما يبحث في حاسوبه بين ملفات الطلاب لحظاتِِ حتى نطق

"للأسف جميع دفعة سنة الأخيرة اختاروا شريكا مما يعني أنكما معا رسميا حظ موفق"

"لكن .."


"يجدر بكما البدأ لا تضيعا الوقت"


"لن أكون شريكك أنسي الأمر" قال يونغي أثناء ما كانوا يغادران المكتب


"مهلا لحظة سيد متعالي أنا التي لن أقبل شراكتك"

مشى مبتعدا من أمامِها لتغتاظ حين تمتم 

"رائع" 

"لا أصدق هذه الخيانة مينجي أعني أنكِ قبل أسبوع فقط كنتِ وجيمين تتقاتلان كالجرذان لما فجأة أصبحتما شريكين" كانت تعبس بشدة لصدقتها التي تحاول تهدئتها قائِلة

"إتضح أنه فتى لطيف قد غششني في الكيمياء و الرياضيات" 

"هل هذا تواطئ ما" تذمر يونغي بين أصدقائة 

"كيف إختار الجميع شريكا بهذه السرعة ، نامجون أكان عليك مشاركة حبيبتك"


"بالطبع هيونغ" قال ليواصلوا البقية

" نحن أسفون"


"جيسو بمفـ .." حاول هوسوك النطق لكنه تلقى الرد

"لا الشكر"

إستلقت فوق الكنبة بإهمال في اليوم الموالي تحشر أكبر قدرِِ من المثلجات بفمها تحاول تغيير مزاجِها المضطرب 

"أماه إبنتكِ لن تتمكن من الإلتحاق بالجامعة "


"ما الخطب عزيزتي" إسترسلت والدتها من المطبخ

"لن أتمكن من تحضير مشروع التخرج"


"و لم لا"


"لا يعجبني شريكي" قال بتذمر تتخبط بين الوسائد لتتمتم بداخلها "أو بالأحرى لا يريد مشاركتي"


"عزيزتي ألا تظنين أنه حان الوقت للخروج و إنشاء حياة إجتماعية" تقدمت أمها ناحية تمسح على خصلاتها

"أمي أنا"


"تكاد أن تنتهي دراستك الثانوية و مع ذالك لا تمتلكين غير صديقة واحدة ، غادري قفصك المعتم و إكتشفي الحياة قبل أن تسرق منكِ" واصلت القول


"لكنني لا أعرف كيف"

"إذن هذا المشروع هو الفرصة المناسبة لتجدي نفسك" إبتسمت لكلمات والدتِها


..


ها هي بعد ساعة تقف أمام منزله بعدما ترددت ألف مرة لكن إنتهى بها الأمر بالمجيئ لمحت فتاة صغيرة تلعب بالتراب على الأرض و إمرأة طاعنة في السن تجاس على كرسي متحرك خارج باب المنزل

"مرحبا أيتها العمة أتلعبين رفقتي"

صاحت الطفلة الصغيرة بحماس لجيسو


"مرحباً أيتها اللطيفة" نزلت لمستواها لتبعثر خصلات شعرها الأسود و تضحك للطافتاها

"أيعقل أنها شقيقة يونغي لكن كيف يعقل هذا إذا كانت هذه والدته" خاطبت نفسها

"ماذا تفعلين هنا" صدر صوته الأجش المألوف خلفها لتلتفت له فورا


"يونجون هل هذه زوجتك المتوافاة عادت للحياة"

إسترسلت الجدة مضيقة عينيها بهما


"جدتي أنا يونغي و هذه زميلتي في مدرسة "

رد بصوت شبه ميت يقرص جيسو بنظراته كأنه يلعن حضورها

"عمي يونغي أنظر إلى قلعتي" صاحت الصغيرة من جديد


"جدتي .. عمي" تسألت جيسو بحيرة بالغة


"أحسنتِ إنها جميلة جيلي-بي" نبس يونغي بلطافة تامة يربت على رأس الطفلة

"جيلي-بي !!" صدر صوت إستفهام من جيسو


"هذه أنا " رفعت الصغيرة يدها


"إسم ظريف بحق" قهقهت جيسو


"يونغياآه لم لست تساعد أخاك في المتجر أوه مرحباً من تكون هذه الجميلة" أطلت والدته من نافذة المطبخ 

"إنها زوجته" قالت الجدة


"لا جدة إنها حبيبة عمي" تمتمت الطفلة


"لا لا أنا زميلته أدعى جيسو" تدخلت بالقول تعرف عن نفسها


"أهلا عزيزتي" لوحت والدتها متبسمة

" ماذا تريدين" سحبها بعيدا من ذراعها 


"بشأن المشروع فلنفعل ذالك يونغي ليس لدينا خيار آخر" قالت للذي تغيرت ملامحه إلى التشائم فقال

"إسمعيني جيسو نحن كالقطبا المغناطيس السالِبان لا نستطيع الإنسجام كل مرة نحاول التوافق ينتهي الأمر بالكارِثة لذا من الأفضل أن نبقي طرقنا منفصلة"

"لكننا كلينا و بشكل قاطع نحتاج المشروع للتخرج "


"لا أدري"


"حسنا سنبقى طرقنا منفصلة و مشاعرنا على حدة و نركز فقط على العمل لنعقد إتفاقا نحن مع فقط من أجل المشروع و لمدة خمس أيام فقط أتوافِق ؟"

مدت يدها لتمر لحظاتِِ يحدق فيها بها إلى أن صافحها

"حسنا"

~

حضر في اليوم الموالي لمنزلها من أجل العمل و قد عرفته بعائِلتها التي وجدها لطيفة للغاية ثم إنفردا أمام باحة منزلها


"ما الموضوع الذي سنناقشه" نبس يقلب أوراق كتبه

"لا أدري " ردت عليه


"ولا أنا" 


"لدي فكرة لنفكر خلال خمس ثوان ثم نقدم الكلمة التي خطرت على أذهاننا" إقترحت ليفعلا ذالك 


"الأحلام" هي قالت "السعادة" هو قال 

"أوه ظننت أنها تلك اللحظة التارخية في مسلسلات و كنا سننتهي بقول شئ عينه" ضربت جبهتها بغباء


"إذن فلنختار الأحلام و السعادة"


إستفسر بفضوله عن كونها إختارت مصطلح الأحلام أو الحلم بشكل خاص فردت لإنها لا تمتلك واحدا و تتمنى أن تفعل كغيرها من المراهقين الطموحين ، هو إختار السعادة لأن ذالك أكثر ما يبحث عنه و يسعى لتحقيقه ، جالوا خلال الخمس أيام في المدرسة و في المدينة و بين منازلهم و كذا في المكتبة يجمعون أكثر ما يمكنهم جمعه حول مفهوم السعادة و الأحلام و كيف يمكنِهما ربطهما معاً 

في اليوم الأخير قبل تسليم المشروع مر باكِرا على منزلها و أخذها في جولة حول الأماكِن الغير معروفة في بلدتهم تلك التي تدس ذكرياتِِ عميقة و بعضها يحمل أحلام محطمة و لكن كلها تطوي معانِي لحظاتِِ سعادة بين طياتِها 


أخر مكانِِ زاروه ذاك اليوم هو موقع يقع عل تلة عالية تطل على المدينة جلس كلاهما يدونان آخر لمسات على أطروحتهما قبل غروب الشمس التي تسقط في الأفق ،

"أنت تكتب بشكل جميل يونغي أنت حقا موهوب"

قالت بينما تتفقد أوراقهم ، إحمرت إذناه و إبتلع ريقه ليغير الموضوع


"لم لا تمتلكين حلما الأمر سهلا فقط فكري فيما تريدن فيما تبرعين"


"لا أعرف ما أريد جد لي حلما"

تنهدت ببؤس

"فيما أنت بارعة " تسأل محدقا بوجهِها و تفاصيله الفاتِنة


"لا شيء على التحديد أنت أخبرني"


"ستكونين مُدرسة بارعة لا شك في ذالك" 


"لم أفكر في ذالك سأحب التدريس"

مرت عليها لحظة إداركِِ عابرة لتشق وجهها الإبتسامة

"إذن هذا حلما إتبعيه" 


"حقا " كانت نبرتها توحي بمدى إمتنانها له في تلك لحظة


"بالطبع كان حلمك بين يديكِ طوال الوقت"


"ما حلمك أنت" إستفهمت فجلس بجانِبها لينبس

"أنا أريد إلتحاق بجامعة الأدب بالعاصمة هذا المشروع سيكون في صالحي كثيرا لذالك"

"العاصمة !! ما بال جامعتنا المحلية" قطبت حاجبيها


"تلك التي بالعاصِمة ستشحذ مهاراتي طمحت لذالك منذ كثير من الوقت" سكت لبعض الوقت ليواصل

" إنها ملحقة داخلية لن أقضي الصيف هنا إن تم قبولي"

"ما السعادة بالنسبة لك" حاولت تغيير الموضوع الذي لم يعجبها كثيراً


"عائلتي هي السعادة حلمي هو السعادة أصداقائي هم السعادة، لها جوانب كثيرة في حياتي ، منذ وفاة والدي قبل خمس سنوات بسبب السرطان أحسست أني خسرت جانبا من نفسي خسرت أحد جوانب السعادة ، والدتي كانت تزيف الإبتسامة من أجلنا ، زوجة أخي توفت أثناء ولادة جيلي-بي ذالك كسره تماماً عرفت أنه خسر جزءاً من كيانه، و جدتي لا تستطيع المشي و تعاني من الخرف ، كل هذه أشياء تجعلني أشعر بالأسى لذا أريد تحقيق حلمي طموحي من أجل الحصول على سعادة من أجلي و من أجلهم أيضاً " 

أنهى حديثه لتلتقي عيناه بخاصتها في لحظة عذبة كان يثلج لهيب القلق بداخلها و كانت تشعل فتيل الراحة بداخله ، مدت كفها لتمسك بظهر يدها وجهه ثم قربت جبينها من خاصته فأطبق كلهما جفناه 

"أنت شخص ثمين يونغي" و همست ببطئ

لحظات و إنتفض من مكانه يجمع أشيائه أنظاره كانت معلقة عليه نظر إليها بدوره ثم نبس

"فلنذهب سيتأخر الوقت" 


جمعت أشيائها بدورِها ثم كتبت أسفل الأطروحة بخطِِ مزخرف "بِقلم مين يونغي" 

نحن نسري في الحياة بتوقعاتِِ ضئيلة ، كالماراثون الحياة طويلة في نهاية طريق الطويل يوجد نعيم يعج بالأحلام ، لكن الحياة الواقِعية تختلف عن التوقعات ، فجأة تجد نفسك ضائع بدون وجهة في المجهول ، لذا لا بأس من التوقف لا حاجة للركض بدون معرفة السبب ، لو ليس لديك حلم لا بأس بذالك أيضا إن كنت تملك لحظاتِِ تشعر فيها بالسعادة اللحظية فكل نفسِِ تزفره هو بالفعل جنة ، 

لا بأس أيضاً إن كانت أحلامك بسيطة حتى لو كانت شراء لابتوب الشهر القادم أو حتى النوم و تناول الطعام أو الحصول على الكثير من الأموال إن كان كل هذا يجعلك سعيدا .

الحياة هكذا .. النجاة هكذا هذا هو حلمي هذا ما قال البعض ،

الطموح تتبع الشغف التمسك بالأحلام ، التنفس كل هذا يصبح كثيراً و مثقلا هكذا قال الشباب الذين إنتهى الأمر بهم إلى الإكتئاب ، و في نهاية الأمر العالم لا يستطيع الحكم عليك و هو لم يعلمك كيف تحلم إذن لا بأس من التوقف و لا بأس إن لم تمتلك حلم إن كنت تملك قليل من السعادة ذاك بحد ذاته حلم توقف عن ركض من أجل لا شيء يا صاح و إنظر بداخلك سترى أين تنتمي ،

تمكنوا من الحصول على علامة تامة جراء معالجتهم لموضوع حساس يشكل هاجس و قلقا كبير بين المراهقين مسببا للكثير منهم الإكتئاب و حتى حالات عدة من الإنتحار و الإنتحار الإجتماعي و الإنطوائية غير ذالك نظرة جيسو نحو الحياة مخرجا إياها من العزلة التي كانت تميل إليها و جعل يونغي يشعر بالقناعة لما يملكه من السعادة ، على الشخص أن يعالج قرارة نفسه بين الفنية و الأخرى قد يجد ما ينقصه داخل روحه ،

~

خرج يونغي من مكتب المشرف بعد عشر دقائِق من المناقشة معه كان يبدوا عابسا كاسِفا متخاذلا نبس لأصدقائه و لجيسو بنبرة مهزومة

"لن يتم قبولي بالجامعة التي أريد بسبب ذالك التعهد الموجود في سجلي"

~

Yoongi's Pov : 


فتى حَالم رزن ، رأسه على الدوام يحلق بين الغيوم يشبه نسمة الشتِاء الرطِيبة الندية ، لبه متعطش يطمح و يطمح و ما للإنسان أن يطمحا كثيرا فيغدوا جشِعا ذاك هو أنا و كل كلمة قد تذكر تعريفا عني ..

ها أنا ذا أجري و أطارِد أحلامي رغم أنها تعكِف على الفرار مني ، بين لحظة و أخرى قد إنزلق الحلم و تهشش ، أنا كوني أرى سعادة من خلاله ، قد فقدتها 


بالنظر للوراء إلى الأمر ، الأن كله يبدوا بغاية البساطة ، الحياة سرقت منا أنوارنا المندثرة ريثما إكتشفنا أن العالم كله كان بالأبيض و الأسود لكننا كنا بالألوان الصارِخة ، أليس هكذا كيف وجدنا بعضنا !

بالنظر إلى الأمر الأن ، ديسمبر الماضي ، وجِدنا لنهوى فنقع و نتهدم ثم نسقط في الهوة عينها سوياً ، 


إني أتذكر ..


هِـيّـرَا ~ 

لإسمها وقع مميز نغمة رنانة تررد داخل أذني تبعد عن جوفي الحزنِ ترجعني أزرق اللونِ ،

قلبي مليء بكِ نسمة الربيع العذبة ، إن كنت شتاءًا قاسيا فهي ربيعي القادم و نهاية صقيعي ، بتلات الكرز .. العليل الدافئ .. زرقة السماء الصافية .. الغيوم المبعثرة و السكينة التي بينهم ، هذا ما أعيشه حين أتواجد حولكِ أنتِ لوني الأبيض و سكوني ،

كحلية الخصلات كالدجى و عينا اللؤلؤ الأسود ، حين وقع بصري عليك مثلما أتذكر كنتِ فتاة منفردة تجلس بالخلف وحيدة على الوضع الصامت طوال الوقت ، رقيقة رهيفة و فاتِنة لا أنكر أني أدري أنكِ كنت تختلسين نظر إلي و كان ذاك يروقني و لكونكِ مختلفة لم يشأ القدر أن تتصل طرقنا ،

حتى ..


أتذكر يومها حين فتحت هاتفي بعدنا رن صوت الإشعارات السمِج ، فرهت فاهي لصورِِ أرسلها مجهول و من قد يفعل هذا لأكتشف بعدها أنها أنتِ حينها شيء ما داخلي عزم فلنلعب معها ، بعدها لم يعد الأمر يتعلق باللعب فتلك الصور حذفتها ، أني أريد جوفكِ الطاهر أكثر ،

"تشان جيسو" إسمك يريح قلبي فلتعلمي . 



End Yoongi's Pov .



[···]

"هيا هو هناك كما أخبرتكِ مينجي"

خاطبت جيسو رفيقتها بهمسِِ أثناء ما كانو يختلسون الخطوات ناحية أحد الصفوف بالمدرسة لتواصل حين تأكدت من وجوده بمفرده يجلس أخر صف


"أمسكي به"

"آسفة على الخيانَة هيون لكننا يتوجب علينا فعل هذا" نبست مينجي تثبت هيون الذي يضع جبيرة رقبة فوق الكرسي بشكلِِ محكم


"لا تعتذري إليه فأنتِ معتادة على الغدر مينجي"

شخرت الأخرى تصر على أسنانها لينبس المقيد بضعف "ماذا تريدون ؟!"

"أسمعني جيدا بارك سافل هيون أني على إطلاع بأنك كذبت يومها و إتهمت يونغي باطلا" نفث بغضبِِ كثور هائِج


"أنا أنا أممـ"


"هش صمتا أيها الخسيس الدميم المنحط الوضيع" 

ضربت العصا التي تحملها بيدها على كفها تتعمد إخافته

"رسلكِ أيتها الشابة" قهقهت مينجي عليها


"قم بالإعتراف بالحقيقة كامِلة و إلا أتوعدك بكسر رقبتك تكرارًا " وجهت العصا أمام وجهه لتلمس مقدمة أنفه متهكمة تشدد على الأحرف

"حسنا حسنا أني أشعر بالهفوة و الذنب على كل حال سأعترف أنني لفقت التهمة على عاتِق مين يونغي هو نزيه، أظهري الرحمة و أنزلي هذه العصا" قال أخر جزِعا يهز جسده يحاول إفلات من بين يدي مينجي

"أحسنت الإختيار و الأن إلى مكتب المدير إسحب الإدعاء المفتر ليسحب التعهد من سجله"


أخذته الفتاتان إلى المكتب بعدما تأكدوا من خلو الرواق فجميع الطلاب غادروا لمنازلهم ، 

"مين يونغي .. على مين يونغي التوجه لمكتبِ المشرف حالا " 

في فسحة اليوم الموالي تردد النداء بين مكبرات الصوت ليمتثل يونغي له ، ترك أصدقائه المتعجبين و مضى نحو مكتب المشرف ولج و أخذ مجلسا أمامه لينطق الأخر 

"قام بارك هيون بتراجع عن إدعائه مصرحا بالحقيقة سحبنا التعهد من سجلك يمكنك مراسلة الجامعة مجددا" 


كان وجه المشرف متهكما و مرتبِكا بعض الشيء مما جعل يونغي يشعر بقليل من الشك فأردف

"لم تبدوا كأنك تزف لي خبرا سيئا سيدي"


زفر ليعم الصمت لثوانِِ ثم جمع المشرف كفيه فوق المكتب و قال بتقطعِِ و نبرة شجنة


"تلقيت إتصالا قبل قليل من طرف عائلتك أخشى أنه يجب أن تغادر لمنزلك على الفور"

"لم ما الخطب سيدي" إنتفض يونغي مفزوعا 


"آسف من أجلك بني جدتك قد وافتها المنية"

تمتم بنبرةِِ مواسية الأخر ينزع نظاراته ليطأطأ رأسه  

"يونغي تهانِينا " 

صاحوا به رفاقه و جيسو حين لمحوه يمشي أسفل الممر يتقدم ناحيتهم تلاشت إبتسامتهم حين رأوا الإنكسار فيه 


"يجب أن أنصرف" تمتم بصوتِِ ميت و أكمل سبيله

"ما خطبه" 


"هيونغ "


"إذهبي أنتِ جيسو" أوقف سوكجين الجميع من لاحق به مخاطِبا جيسو 


كان أسرع منها بالفعل فقد ركضت ورائه للخارج و مازال يسبقها لم يستجِب لندائِها المتواصل ، زادت  وتيرتها إلى أن لحقت بجسده المتخاذِل و أوقفته فوقف كلاهما تحت وقع المطر الذي يتهاطل 

"يونغِي ماذا حدث مع المشرف ما بالك"

حاولت الحديث معه لكنه واصل الصمت فأصرت إلى أن نطق


"جدتي توفت "


"اوه أنا آسفة" هز برأسه فقط و تجاوزها ليمشي 

"إنتظر يونغي أنت بخير صحيح" غمغمت من مكانِها


"يونغي"


توقف خطواتِه فجأة و سكن جسده الذابِل إستطاعت هي الوصول إليه من جديد لتمسك بكفه البارد

"لِم تكبح مشاعرك" 

كلاهما كان شديد الإبتلال غير أن داخله هو تنطلق عاصِفة 


"لا بأس بالحزن لا بأس بالبكاء أيضا"

عانقت جسده الواهِن بقوة دامية لتسمع صوت نحيبه و المياه المالحة تشق وجتناه الصرِدة ، شدد التمسك بها إلى أن إنتهى كل شيء بداخله و إلتئمت الصدوع التي تشق فؤاده الصدأ

" لا بأس نحن هنا من أجلكَ"


أما هو فكان خائِرا لا يريد أن يبرح تلك اللحظة فحسب ، مازال به نقائِص تكملها هي فقط .

مرت أيام قاسية على عائلة مين ذاقوا فيها مرراة الخسارة مجددا ، يونغي كان منفردا بنفسه معظم الوقت اكل منا طريقته في العزاء و الأسى  و كانت ذاك أسلوبه الإبتعاد عن الأنظار و إلتزام الصمت المديد

فمرت أسبوعين إلى يومٍ قبل التخرج ، كان بغرفته يمارس كتاباته فجأة أنيرت شاشة حاسوبه 

إيميل وارد على بريده الإلكتروني نقر الأزرار بحماس لتفتح رسالة من طرف الجامعة التي تقدم إليها قد تم قبوله بها أثلج ذاك صدره و بعث في روحه الواهنة بعض البهجة مجدداً إزدهر وجهه إغتباطًا من جديد 

لم يترك شخصا لم يخبره من عائلته و أصدقائه و جيسو أيضا عن طريق رسالة نصية ، 


التي ردت 

"تهانينا الحارة ، أستحضر حفل التخرج ليلة غدٍ طبعا لو تريد ^^ " 

"أكيد" .


بدأ يضم ما يحتاج و يرتِبها داخل حقائِبه منذ تلك اللحظة ،


~


إصطف الأباء و المدرسين على الكراسي و أعينهم تبرق فخرا لأبنائهم الذين يأخذون بخطوة نحو المستقبل ، إندفع الطلاب خارج المدرسة بردائهم الأسود يرمون القبعات عاليا في السماء و يحملون بين يديهم شهادات التخرج ،


"فلنلتقي جميعا الليلة في حفل التخرج"


..


عدل ربطة عنقه و بدلته غرابية اللون يشخر بتهكمِِ ثم نظر لساعة يده تارة و لمدخل قاعة الحفل تارة أخرى إصدقائه يلهون و يمرحون بجانبه حتى مينجي هاهي بجانب جيمين فأين هي ، فكر لنفسه 

"أمازلت تصر على الرحيل إذن" تمتم إليه هوسوك يرتشِف من حدقه ببطئ ، 


كان هو مركزا كما لم يكن يوماً النظر فيها التي ولجت لتوها من الباب ، فستان وردي فاتح رهيف يعانق جسدها يظهر أنوثتها و شعرها الطويل ينسدل لأسفل ظهرِها تمشى بخطى رقيقة إلى وسط القاعة 

"مرحباً من الأرض لمجرة هذا العاشِق" قهقه هوسوك

ليمازحوه أصدقائه


"أيها المغرم الولهان" 


"بالطبع أصر" رد عليهم و أطلق العنان لأقدامه صوبها


"رقة بتلات الكرز و سحر نجوم سماءٍ معتمة لا تساوي قطرة من حسنكِ و فنتنِك"

أردف متغزلا بصوته الأجش 

"تبدين بمنتهى الجمال"


"شكرا" ردت بإستحياء 



ثم أخذ بيدها وسط حلبة الرقص أين كان العشاق يتمايلون على وقع موسيقى هادئة ، أحكم يده الأخرى على خصرها و زامن وتيرتها في الحركة ضائِعا بين سودوتيها تمتم

"سأغادر الأسبوع القادم" 


زفرت بحنق لكنها لم تترك يده واصلت الإنجراف معه


"هل ما تبقى لدينا هو هذه اللحظات الضائعة " ليقول صوتها الدافئ


"كنتِ عاصفة لم أخشى دخولها حياتي" همس برفقِِ

"يونغي .. أنا .." حاولت النطق لكنها أسكت صوتها مردفا


"لا بأس فالعيون تحكي ما تضمره القلوب ، و قلبي يحيكُ من أجلكِ ألف حكاية" إخترقت تحديقاته حدقتيها لعمق روحها الضعيفة ، أرخى رأسه فوق كتفها فسمعها تمتم 

"أنت تنجلي خلال الصفحات و الحبر لتشكل تحفة فنية لم أشهد يوما شيء بجمالِها"

طبع قبلة رقيقة على سطحِ ثغرها و إسترسل


"سأعود" 

تائِها داخل متاهاتِ قلبه يستحتم علينا الإفلات لا محال 


~

"نعم أضطرت للعودة بمفردي ليلة أمس قد تركني بمنتصف الحفل" كانت تسلقي على سريرها بإِهمالِِ مساء اليوم الموالي تحادث مينجي عبر الهاتِف


"أحقا"

"قال أنه سيعود و ذهب لكنه لم يعد" زفرت بتذمرِِ


"هل قمتِ بالإعتراف " إستفسرت الأخرى عبر الخط


"لا حاولت أقسم" قالت ثم لعنته بداخلها لتواصل "هو لم يعترف بدوره أحيانا أشعر أنني أمقته"

"كان يجب أن تصارحيه ، حاولي منعه من الذهاب "


"لم أثبتنا برائته إن كنت سأحاول منعه من الرحيل"


"الفتيان يتغيرون بعد دخول الجامعة و خاصة في هاته الحالة كونه سيكون أميالا بعيدا ، قد تخسرين حبك أول"

"لم أكسبه لأخسره مينجي" 


فصلت الخط لتضيع في سلسلة من الأفكار المتضاربة بين تركز النظر في الساعة المعلقة ، الخامِسة و ثلاثون دقيقة بعدها 

إهتز هاتِفها بجانِبها لتتفحصه يونغي أرسل بنصية


"الوداع أيتها القِطة"

-Yoongi has blocked you-

-يونغي قام بحظرك-


كثير من الكلماات المكبُوتة كتبها .. ثم مسحها سريعا

ضرباتِِ متتالية على باب منزلِها هرعت لتفتحه لتجد أصدقائه الستة أمام منزلِها ملامحهم قلقة


"جيسو .. يونغي قد رحل"


"قال أنه سيرحل في غضون أسبوع"

"أخبرنا ذالك أيضاً ذهبنا لمنزله و وجدناه إختفى"


"لم يودعني بطريقة لائقة حتى ذاك الوغد"


"إلحقي به "


"لا لن أفعل"

"إسمعيني نحن نعرفه منذ سنوات عديدة هو يهرب من مشاعره بهذه الطريقة لا يدري ما يقوم به رجاءا جيسو إلحقي به حدثيه أوقفيه"


"سأقوم بضربه لغطرسته هذه ثم سأشتمه مرارا"


"هيا بنا "

"أين"


"محطة القطار الوقت ينفذ منا"


وصلوا محطة القطارات و بحثوا مطولا بين الركاب في القطارات في المراحض العمومية حتى ، لا أثر له كأنه إختفى و تبخر تماما حين فقدوا الأمل قاموا بسؤال موظفي التذاكر ليعلموهم أن القطار المتوجه نحو العاصِمة قد غادر منذ ربع ساعة ،



منكسرة تماماً مشت بعدما إفترقت مع أصدقائه الذين تأسفوا كثيراً 


نحو ذاك المكان نفسه الذي أخذه إليها يوما ، الذي يقع في أعلى مكانِِ بالمدينة يصورها بأكملها ، وقفت بصمتِِ و إختناق تراقب الغروب ، حنق غضب و مشاعر مشتة كثيرة تعتريها 

ليتني أفصحت عن مشاعري تجاهه ، قالت


"أكرهك مين يونغي"


"أتودين اللعب معي"


إلتفتت للصوت الصادر خلفها صوته هو عينه الذي تحفظه لم تصدق أنه يقف هناك فركت عيناها مرار

هرعت تضرب صدره بغضب

"أنتَ أيُها التافِه الحَقِير ،الخَبِيث ،الخَسِيس ،الدَنِيء"


"واه إهدئي  هل أنتِ قاموس شتائِم " قهقه ليزيد من وتيرة سخطها له رافقتها دموعها المتحجرة لتبكي بحرقة واهنة 

"لِمّ تفعل بي ذالك ، تخلق لي أجنحة ثم تبتِرها ، ترفعني لأعلى السماء ثم ترمي بي لغورِ الأرض أنت تألم نابضي و تفنيه يونغي" 


جذب جسدها بين ذرعاه لتلتحم قلوبهم في نبضةِِ واحدة و تلتئم ضلوعهم عانقها و إحتوته 

"أنا أناني و شخص بليد و لا أعرف كيف أحب بي نقائِص أنتِ فقط تُتميها و روحي برفقتكِ فقط تزدهِر إكتشفت أنني كنت أركض وراء الشيء الخطأ"


"جامعتك ؟!"

"سأدرس هنا وسط عائِلتي، أصدقائي و من تملك قلبي" 


رفعت بصره نحو خاصته في لحظةِِ عذبة

"أستتخلى عن حلمك ، سعادتك"


"أنتِ حلمي ، سعادتي و لن أتخلى عنكِ"

أمسك كفها الصغير بين قبضته و يده الثانية تمسح برقة على وِجهِها

"أني أحبكِ تشان جيسو"


"و إني أحبكَ مين يونغي" 


حضن شفتيها بين شفتيه بشغفِِ رقة و حب في قبلة رسمت نهاية لمشهد قصة غرامِهما 

شابكا يدهما و إسترق كلاهما النظر إلى النجوم التي إنتثرت ببطئ وسط السماء تخط قصص لا تنتهي 


-إِنْـتَهـى-


تعليقات

التنقل السريع