بلعت لیسا ریقها بتوتر عندما رأت جونغکوك أمامها یقف علی بعد مسافة قریبة و یحدق بها بغضب قبل أن یسألها بعصبیة : مالذي تفعلینه هنا ؟ کیف تسمحین لنفسك بأن تأت إلی هذا المکان و تدنسینه بقدمیکي القذرة ؟
إمتلأت عیون لیسا بالدموع لیردف بنفس النبرة الحادة : هل أتیتي لرٶیة ما فعلته ؟ هل أردتي رٶیة قبر سانا لتتأکدي من إنتصارك ؟ إطمئني سانا ماتت لقد دفنتها هنا بنفسي و حملت جثتها بیدي ؟ ( بحزن ) : عندما وصلت إلیها کانت الجرذان تتغذی علی جسدها کان وجهها شاحبا و جسمها هزیل ماتت من الجوع و العطش، حبستها في ذلك المخزن القذر ولم تشفقي علیها أبدا،، لقد إتصلت بي و ترجتني لمساعدتها لکن تعرضت لحادث سیارة ولم أذهب إلیها، لابد أنها إنتظرتني کثیرا لکنني خیبت ظنها لابد أنها ظنت بأني ترکتها عمدا و ماتت مستاءة مني
شخص غامض بملابس سوداء کان یراقبهما من بعید دون أن یلاحظه أحد بینما لیسا فطوال الوقت تنظر للأرض و تذرف الدموع بصمت،،
مسح جونغکوك دموعه بخشونة و أردف بحدة : لکني وعدت نفسي بأني سأنتقم لسانا و وعدتها أیضا بهذا عندما کنت أحتضن جسدها المیت،، أقسمت علی جثتها بأنني سأدمرك و أعذبك سأجعلکي تتضرجعین الألم في کل لحظة ولن أدعکي ترتاحي أبدا
لیسا ببکاء : ومن قال لك أني مرتاحة الأن ؟ هل ظننت أني ذهبت لطوکیو في رحلة إستجمام ؟ لقد ذهبت لأتعالج نفسیا هناك ؟ قلت أنك ذهبت لطوکیو خلفي ولم تجدني أنا واثقة إذن أنك لم تبحث في مصحة طوکیو للأمراض العقلیة و إلا لکنت وجدتني حتما
تفاجیء جونغکوك قلیلا من هذا الأمر لتردف بحزن : طوال الوقت شبح سانا یلاحقني و الکوابیس لا تترکني طوال اللیل لا یمکنني النوم ولا الأکل ولا حتی التنفس بشکل جید،، لقد إحتجت لثلاث سنوات من العلاج النفسي لأقتنع أنني لست مذنبة فیما حدث و لکن
قاطعها جونغکوك بغضب : لکنکي مذنبة فیما حدث ولا أحد غیرك یتحمل مسٶولیة ما حدث لسانا أنتي من قتلها و أعدکي بأنکي ستذوقین نفس المصیر أیضا و الأن أغربي عن وجهي
لیسا ببکاء : جونغکوك أرجوك إسمعني ولا حتی لمرة واحدة أنا حقا
قاطعها جونغکوك بصیاح حاد : قلت لکي أغربي عن وجهي
إنتفضت لیسا بسبب صراخه لذا قررت الذهاب کي لا یغضب منها أکثر لکنه أوقفها بحدة : إنتظري
إستدارت له لیسا بعدم فهم لیلتقط باقة الورد التي أحضرتها من سطح القبر و یرمیها في وجهها قائلاً بحدة : خذي معك قذارتك سانا لا ترید أي شيء منکي
إنهمرت الدموع من عیون لیسا کالمطر وهي تحدق به لیردف بحدة : إلام تحدقین هیا أغربي عن وجهي
إکتفت لیسا بالنظر له بعیونها الدامعة حتی دفعها بکلتا یدیه وهو یصرخ بإنفعال حاد : قلت لکي أغربي عن وجهي
إرتد جسد لیسا نحو الخلف بسبب قوة دفع جونغکوك لتسقط علی أحد القبور و تصیب رأسها فسقطت أرضا فاقدة الوعي،، تجمد جونغکوك مکانه من الصدمة و ناداها بشيء من التوتر : ل لیسا هل أنتي بخیر ؟
لم یصله رد من لیسا ولم تفتح عینیها لینحني نحوها بسرعة و یتحسس نبضها : هذا لا یمکن لن تموتي الأن لیس بهذه الطریقة لیسا إستیقظي لیسا
رأی جبینها ینزف بغزارة فحملها بین ذراعیه و رکض بها لسیارته و حینها إقترب الشاب الغامض من القبر و إلتقط باقة الورد من الأرض، شد علیها بقوة لدرجة أن أشواك غصنها جرحت یده کما لو أنه غاضب جدا في هذه اللحظة،،
جونغکوك کان یقود سیارته بسرعة کبیرة بینما ینظر لجسد لیسا الذي وضعها في المقعد الخلفي و یحدثها بحدة : لن تموتي الأن هل سمعتي ؟ سأقتلکي أنا لکن لیس بهذه الطریقة سأقتلکي مثلما قتلتي سانا هل سمعتي
أوقف السیارة أمام المستشفی بعد وقت قصیر و رکض للباب الخلفي لیحمل جسد لیسا مجددا و دون أن یلاحظ سقط هاتفها من جیب سترتها في سیارته ثم رکض بها لداخل المستشفی،،
مضی بعض الوقت و بقي جونغکوك في الرواق ینتظر أمام غرفة لیسا بملامح قلقة حتی خرجت اطبیبة فرکض إلیها بسرعة یسألها بإهتمام : هل إستیقظت ؟
أجابته الطبیبة بجدیة : نعم فجرحها کان سطحیا ولا یشکل أي خطر علی حیاتها یمکنك الدخول و رٶیتها إن أردت
جونغکوك ببرود : لا داع طالما هي بخیر فسأذهب الأن لقد أحضرتها بداع الشفقة لا أکثر
أدار ظهره و غادر بسرعة بینما لیسا تستلقي علی سریر المستشفی و تبتسم للفراغ بلطف : لم یستطع ترکي وحدي هناك و أحضرني إلی المستشفی هذا یعني أنه یهتم لأمري
إبتسمت بإتساع عندما سمعت الباب لکن إبتسامتها إختفت عندما رأت أنها الطبیبة لتسألها بهدوء : أین الشاب الذي أحضرني إلی المستشفی ؟
الطبیبة ببداهة : لقد غادر قال أنه أحضرکي بداع الشفقة فقط قد یکون عابر سبیل رأکي علی الطریق بالصدفة لکنه دفع تکالیف علاجك
إستاءت لیسا لکنها تظاهرت باللامبالاة و قررت الخروج من المستشفی و رغم إعتراض الطبیبة لکنها أصرت علی ذلك بحجة الجامعة،،
جونغکوك کان یقود سیارته بسرعة کبیرة محافظا علی ملامحه الحادة لیسمع فجأة رنین هاتف،، تفقد هاتفه ولم یکن هو لذا نظر في الأرجاء حتی رأی هاتف لیسا،، أوقف سیارته و إلتقطه من الخلف لیتمتم بحدة : إنه هاتف تلك الحقیرة
جونغکوك کان یقود سیارته بسرعة کبیرة محافظا علی ملامحه الحادة لیسمع فجأة رنین هاتف،، تفقد هاتفه ولم یکن هو لذا نظر في الأرجاء حتی رأی هاتف لیسا،، أوقف سیارته و إلتقطه من الخلف لیتمتم بحدة : إنه هاتف تلك الحقیرة
إنفصل الخط لتظهر صورة جونغکوك کخلفیة للهاتف و هذا جعله یستغرب بعض الشيء ثم عاد أدراجه للمستشفی لیجد لیسا عند الباب وهي علی وشك المغادرة،، تفاجئت من عودته لکنها کانت تنظر له بدون تعابیر حتی وصل إلیها و وقف أمامها مباشرة،، سلمها الهاتف وقال بحدة : إنه هاتفك لقد وقع في سیارتي
أخذت لیسا الهاتف من یده و أدارت له ظهرها لتغادر لکنها توقفت مکانها عندما سألها بحدة : لما تضعین صورتي کخلفیة لهاتفك ؟
زفرت لیسا بحنق ثم فتحت هاتفها لتقوم بحذف الصورة و تریه الهاتف قائلة بحدة : لقد قمت بحذفها هل أنت راض الأن ؟
لم یجبها جونغکوك فتجاهلته و حاولت إیقاف سیارة أجرة لکن دون جدوی لذا سحبها من معصمها ناحیة سیارته وهي تحاول مقاومته بشدة : مالذي تفعله أترکني
دفعها جونغکوك في سیارته في المقعد الأمامي ثم جلس أمام المقود و إنطلق یقود بسرعة کبیرة دون قول کلمة لتسأله لیسا بلفظ رقیق : إلی أین ستأخذني ؟
جونغکوك ببرود : أعلم أنکي ستذهبین إلی الجامعة لذا سأوصلکي إلی المنزل تحتاجین إلی الراحة الیوم
لیسا بهدوء : منذ متی تهتم لأمري ؟
جونغکوك بسخریة : ومن قال أني أهتم لأمرك أنا فقط أرغب بتعذیبکي بنفسي و لیس بجرحك عن طریق الصدفة
لیسا في نفسها : و أي عذاب أقسی من معاملتك لي بهذه القسوة ؟
أشاحت بوجهها عنه لتنظر من النافذة وهو یسترق لها النظر بهدوء حتی سألها بجدیة : هل مازلتي تحبینني ؟
نظرت له لیسا بصدمة لیردف بنفس النبرة : صورتي کانت خلفیة لهاتفك و حذفتها فقط لأنني کشفت ذلك
لیسا بحدة : لا أحبك کان ذلك في الماضي عندما کنت مراهقة خرقاء لکني نضجت الأن و الفتاة الناضجة لا تحب شابا مثلك
جونغکوك بإستهزاء : حقا ؟!
أوقف السیارة و أخذ هاتفها قسرا و إتصل به من هاتفه لیریها الشاشة و یسألها بحدة : إذن لما مازلتي تحتفظین برقمي و سجلته بإسم حبیبي منذ متی أنا حبیبك ؟
بلعت لیسا ریقها بتوتر طفیف وقد وجدت نفسها في موقف محرج لکنها أخذت نفسا عمیقا و أجابته بحدة : ألم تقل أنك تکرهني ؟ إذن لما تهتم بمشاعري نحوك دعها تکون کما تکون ما علاقتك أنت ؟
صمت جونغکوك لثواني ثم إبتسم بإستهزاء و قال : أنتي محقة مشاعرك لا تعني لي أي شيء لکن رغبت بأن تکوني تحبیني کي یصبح تعذیبي لکي مٶلما أکثر
لیسا بحزن : لا تقلق هو مٶلم کثیرا مٶلم أکثر مما تتصور
نزلت من سیارته و أوقفت سیارة أجرة لتغادر فیها بینما جونغکوك بقي مکانه یتبعها بنظراته المحتارة،،
في المساء کانت لیسا في غرفتها کالعادة و رفضت الخروج لتناول الطعام مع البقیة لیس فقط لتفادي رٶية زوجة أبیها و إبنتها المدللة بل کي لا یری والدها الضماد علی رأسها و یقلق علیها فهو الوحید من یهتم لأمرها في هذا العالم ولا ترید أن تزعجه بمشاکلها،، کانت تجلس أمام الحاسوب و تتحدث مع معجبها السري فارس الظلام،،
أسفة لأنني ترکت المحادثة لیلة أمس لکني کنت متعبة قلیلا
لا بأس فأنا کنت مزعجا بتطفلي و ذکر تلك الحادثة أنا أسف
حسنا إذن دعنا ننس الأمر لکن لما أنت تعرف الکثیر عني و أنا لا أعرف عنك أي شيء
قلت لکي السبب لأنکي لا ترین أمثالي
أرجوك لا تقل هذا أنت تحرجني لقد کان لدي الکثیر من الأصدقاء الأغنیاء لکن جمیعهم ترکوني بعد تلك الحادثة لذا أنا لا أعامل الناس حسب ما یملکون بل حسب ما یستطیعون تقدیمه للأخرین،،
ماذا إن أظهرت لکي نفسي و رأیتي أني لست مناسبا لأکون صدیقك
أنت قلت أنك تعرفني جیدا و تثق بك قلت أیضا أنك کنت تحبني و عندما کنت أبکي بمفردي أنت راسلتني و أعطیتني جرحة أمل بوجود شخص أخر یهتم لأمري غیر أبي في هذا العالم کیف تتوقع أن لا أراك مناسبا لتکون صديقي إذن ؟ صدقني أنا الأن في أمس الحاجة لصدیق یقف بجانبي و یحمیني، صدیق یمسك بیدي و یقول أنه معي هل یمکن أن یکون أنت ؟
تفاجیء جونغکوك قلیلا من طریقة کلامها و کتب لها ردا قصیرا : سأتصل بكي الأن
إبتسمت لیسا بإتساع و سألته : هل تعرف رقمي ؟
قلت لکي أني أحبك لذا أعرف کل شيء یخصك
بدت لیسا سعیدة جدا و حینها رن هاتفها و کان رقما غریبا لترد بسرعة : أخیرا سأسمع صوت معجبي السري
إختفت إبتسامتهاو تمتمت بتفاجیء : جین ؟!
في نفس الوقت کان جونغکوك یحاول الإتصال بها لکن رقمها کان مشغولا لیفصل الخط بسرعة و یتمتم بقلق : یا إلهي مالذي کنت سأفعله لقد کدت أکشف أمري جید أن رقمها مشغول الأن لقد کدت أن أرمي کل شيء في الماء
تفاجئت لیسا من إتصال جين لتسأله بإستغراب : الأستاذ جین هذا أنت هل أنت هو فارس الظلام ؟
جین بعدم فهم : فارس الظلام ؟! من هذا ؟
سٶاله جعلها تتأکد أنه لیس هو فأجابته بإرتباك طفیف : لا لا شيء لکن کیف حصلت علی رقمي ؟!
جین بعفویة : أخذته من الإستمارة التي ملأتها للتسجیل في الجامعة فکما تعرفین رقم الطالب مهم في حالة الطواریء
لیسا بتفهم : نعم فهمت
جین بجدیة : لم تأت الیوم إلی الجامعة لذا قلقت علیکي خاصة أن جونغکوك أیضا لم یأت لذا ظننت أنه فعل لکي شیئاً ما
تذکرت لیسا ما حدث بینها و بین جونغکوك هذا الصباح لکنها أجابته ببداهة : لا لم أر جونغکوك الیوم
جین بنوع من الشك : حقا ؟
لیسا بثقة : نعم لم أره الیوم
جین بجدیة : هذا جید لأن نوایاه إتجاهك حقيرة جدا سیکون من الأفضل أن تبقي بعیدة عنه
نظرات لیسا کانت معلقة علی شاشة الحاسوب تنتظر ردا من صدیقها السري لیکمل جین ببداهة : حسنا لن أزعجکي غدا لدیکي محاضرة باکرا لذا نامي جیدا أراکي في الغد و بالمناسبة هذا رقمي دونیه عندك
لیسا ببداهة : حسنا تصبح علی خیر أستاذ جین
فصلت الخط و کتبت رسالة علی حاسوبها فورا بینما جین یقف وحیدا في غرفته و ینظر بحدة ناحیة الجدار الممتلیء بصور لیسا و جونغکوك،،
لما لم تتصل بي ؟!
لقد فعلت لکن یبدو أن شخصا اخر سبقني
إنه .. بصراحة هو أستاذي في الجامعة لکني فصلت الخط الان یمکنك أن تتصل
لا داع فقدت الرغبة بذلك ربما هذا الأستاذ مٶهل أکثر مني لیکون صدیقك هو الأستاذ جین ألیس کذلك
نعم هل هو أستاذك أیضا ؟
لا و لکني رأیته یوم أنقذك من تنمر جونغکوك لذا لا أطیقه
إبتسمت لیسا بلطف وقد شعرت أن هذا الشخص یحبها حقا و یغار علیها و لطالما کانت تفتقد هذا الشعور لیصلها رد جدید،،
لا تقتربي من جین او جونغکوك حینها فقط سأقدم لکي نفسي
لا تخش من جونغکوك تعلم أنه یکرهني لدرجة أنه لن یتردد لحظة واحدة بقتلي
هل یمکنني سٶالك عن أمر ما ؟
نعم طبعا
تلك المرة قلتي أنکي حبستي سانا حقا في المخزن فهل هذا یعني أنکي تعترفین بقتلها ؟
جواب سٶالك یعتمد حول ما إذا کنت تثق بي حقا أو لا ؟
إن قلت أني أثق بکي فهل ستکونین صادقة معي ؟!
لم یسبق لي أن تحدثت بهذا الأمر لأني أعلم أن لا أحد سیصدقني إن کنت تثق بي فسأکون صادقة معك في کل شيء
إذن أنا أثق بکي
صحیح أني حبست سانا في المخزن ذلك الیوم کي لا تذهب للموعد مع جونغکوك لم تکن تستحق الذهاب بعد أن مزقت دفتر السید هانغ جي الذي إبتعته لأجله لکن بمجرد أن وصلت للبوابة حتی شعرت بالندم و کنت سأعود لإخراجها لکن شخصا ضربني من الخلف و إحتجزني في قبو مهجور قریب من الجامعة لم أر وجهه لکن في کل صباح کنت أجد الطعام و الشراب بجانبي ما یکفي الیوم کله و بعد أسبوعین فتح لي الباب دون أن یظهر لي نفسه أیضا
تفاجیء جونغکوك کثیرا من ردها و بقي متسمرا مکانه یحدق في الفراغ بصدمة : هذا غیر منطقي من قد یخطفها إن کان سیطلق سراحها دون شروط و فوق ذلك یحضر لها الطعام هل هذا إختطاف أو إستضافة ؟ لا هذا مستحیل هي تکذب علي حتما لکن مهلا هل قالت دفتر السید هانغ جي ؟ هل لیسا من إبتاعته من أجلي ؟
علی الجانب الأخر کانت لیسا حزینة بسبب عدم رده علیها و تمتمت بإستیاء : هو أیضا لا یصدقني حبه مجرد کلام فارغ لا أکثر
تنهدت بیأس و إستلقت علی سریرها تحدق بالسقف و تفکر بأمر هذا الشاب الغامض و حقیقة مشاعره نحوها،،
في هذه الأثناء عادت تزویو إلی المنزل بملابس مثیرة و قصیرة بعد أن قضت سهرتها في أحد النوادي اللیلية و تسللت لغرفتها علی أنامل قدمیها کي لا ینتبه لها أحد،، وصلت للغرفة لینتفض جسدها بذعر عندما إنتشر الضوء في المکان فجأة و رأت والدتها تجلس علی طرف السریر و تنظر لها بحدة،،
تنهدت تزویو براحة و أردفت : أخفتني کثیرا لما لم تنامي بعد ؟
یون هي بحدة : و کیف تنام الأم و إبنتها الوحیدة خارج المنزل ؟
جلست تزویو علی الکنبة لنزع حذائها و أجابتها ببرود : إبنتكي الوحیدة لم تعد طفلة لذا توقفي عن إزعاجها
یون هي بغضب : من تظنین نفسك یا فتاة کیف تبقین خارج المنزل لهذا الوقت المتأخر و تعودین بملابس مقرفة مثل هذه و کأنکي عاهرة ؟ هل تریدین منح فرصة لمانوبان لیمدح إبنته و یقول أنها أفضل منکي لقد عادت إلی المنزل منذ الظهیرة
تزویو بحدة : هذا لأنها لم تذهب إلی الجامعة من الأساس
یون هي بإنزعاج : وما الجدوی إن کنتي قد ذهبتي إلی الجامعة لکن عقلك في مثل هذه الترهات إیاکي أن تعودي إلی المنزل في هذا الوقت مجددا و إلا
قاطعتها تزویو بغضب : و إلا ماذا ؟ ماذا ستفعلین ؟ ستطردینني خارج المنزل أمام زوجك لتثبتي له أنکي زوجة صالحة و تهتم لسمعة العائلة
یون هي بحدة : أنا والدتکي تزویو کیف تکلمینني بهذه الطریقة هل نسیتي کل ما فعلته من أجلك ؟
یون هي بإنزعاج : وما الجدوی إن کنتي قد ذهبتي إلی الجامعة لکن عقلك في مثل هذه الترهات إیاکي أن تعودي إلی المنزل في هذا الوقت مجددا و إلا
قاطعتها تزویو بغضب : و إلا ماذا ؟ ماذا ستفعلین ؟ ستطردینني خارج المنزل أمام زوجك لتثبتي له أنکي زوجة صالحة و تهتم لسمعة العائلة
یون هي بحدة : أنا والدتکي تزویو کیف تکلمینني بهذه الطریقة هل نسیتي کل ما فعلته من أجلك ؟
تزویو بعصبیة : لم تفعلي أي شيء من أجلي کل مافي الأمر أنکي أمسکتي إبنتکي متلبسة وهي تغادر في منتصف اللیل و تأخذ الطعام معها و أخفیتي الأمر عن زوجك کي لا ینفصل عنکي و یطردکي من حیاته
یون هي بإنفعال حاد : توقفي عن الصراخ ماذا لو سمعکي أحد أنا فعلت کل شيء من أجلك أیتها الحمقاء
تزویو بحدة : أنا أعرفکي جیدا أمي فلا تکذبي علي تعلمین أن لیسا هي الوریثة الوحیدة لثروة مانوبان مع ذلك لا تکلمینه لیترك لي شیئاً من ثروته
یون هي بجدیة : هل تظنین أني لم أفکر في هذا لکن بعد أن أخبرتني أن الفتاة کانت حبیبة جونغکوك قررت إستغلاله في التخلص من لیسا حینها ستکون الثروة کلها لکي
تزویو بحزم : کما توقعت لا یمکنکي فعل شيء من أجلي لذا تستغلین جونغکوك
یون هي بغضب : أیتها الحمقاء کیف أجعلکي تفهمین أن
قاطعتها تزویو بحدة : أنا متعبة أرید أن أنام
عضت یون هي علی أسنانها بغیظ و خرجت من الغرفة لترمي تزویو جسدها علی طرف السریر و تطلق زفیرا بحنق،،
في صباح الیوم التالي إستیقظت لیسا باکرا کعادتها و تجهزت للذهاب إلی الجامعة،، خفضت غرة شعرها الشقراء علی جبینها لإخفاء الکدمة ثم حملت حقیبتها و غادرت علی عجلة،، ناداها والدها من طاولة الطعام لتناول الفطور لکنها أجابته بإختصار : لدي محاضرة الأن سأتناول شیئاً علی الطریق
تمتم مانوبان ببداهة : ما خطب هذه الفتاة لا تجلس معنا أبدا و لا تتناول الطعام معنا
یون هي بتذمر : تغادر دائماً علی عجلة ولا تنتظر أختها لتذهب معها هي لا تعتبرها أختها من الأساس
إلتفت مانوبان ناحیة تزویو و سألها بجدیة : تزویو أنتي في نفس جامعة لیسا لذا أخبریني الحقیقة هل هناك من یتنمر علیها ؟
نظرت تزویو لوالدتها قلیلا ثم أجابته بتوتر طفیف : لا عمي لا أحد یتنمر علیها
مانوبان بجدیة : إذن هل تقابل أحدا ؟
تزویو بنفس النبرة : لا عمي هي لا تقابل أحدا هي فقط مهتمة بالدراسة کثیرا أساسا هي خسرت ثلاث سنوات ولا ترغب بخسارة هذا العام أیضا .. لقد تأخرت سأذهب الأن
لیسا کانت تقود سیارتها بسرعة معقولة علی نفس الطریق الذي تسلکه دائماً لکن فجأة توقفا السیارة بسبب نفاذ الوقود : هذا غریب لقد ملأته بالأمس في طریق عودتي کیف إنتهی بهذه السرعة و أنا لم أخرج طوال الیوم ؟
نزلت من السیارة لطلب المساعدة و حینها توقفت بجانبها سیارة سوداء کبیرة نزل منها أربعة رجال بین العقد الثالث و الرابع من العمر و ملامحهم مریبة لیسألها أحد بنبرة مستفزة : مالأمر یا جمیلة هل تحتاجین للمساعدة ؟
شعرت لیسا بالخوف منه لذا قررت العودة لسیارتها لکنه أمسك معصمها و همس لها بنفس النبرة : لما تحبین الأماکن المغلقة کثیرا ألم تتعلمي أي درس من مصیر سانا ؟
لیسا بصدمة : کیف تعرف عن هذا الأمر
أنا أعرف الکثیر عزیزتي و سأخبرکي کیف علی الطریق تعالي معنا
أمسك بها بقوة من ذراعها و ساعده البقیة في جذبها ناحیة السیارة رغم مقاومتها الشدیدة و صراخها بأعلی صوتها،،
في نفس الوقت کان جونغکوك یقود سیارته بسرعة معقولة علی طریق الجامعة و یفکر برد لیسا لیلة أمس : هل یعقل أن ما قالته الحقیقة ؟ لکن مالدلیل علی أنها لا تکذب فما تقوله غیر منطقي أبدا
رأی مجموعة شباب یحاولون إختطاف فتاة و لم یر شکلها جیدا بسبب أجسادهم الضخمة التي تحیط بها لذا نزل من السیارة فورا و توجه إلیهم بوجه غاضب : أربعة رجال ضد فتاة واحدة هذه لیست رجولة بل حقارة
إلتفت له الرجال الأربعة لتسنح له أخیرا فرصة رٶیة لیسا التي کانت تحدق به بدون تتعابیر و بادلها النظر بتفاجیء،،
الرجل بسخریة : و أربعة رجال ضد طفل أیضا لیست رجولة لذا إبتعد عن طریقنا
جونغکوك بحدة : ما رأیك أن تجربني أولا ثم تقرر إن کنت طفلا أو لا
نظر له الرجل بغضب و أشار للبقیة بضربه لکن جونغکوك طرحهم أرضا بحرکات بسیطة قبل أن یسأله بهدوء مستفز : ما رأیك الأن من هو الطفل ؟
بلع الرجل ریقه بتوتر لیشیر جونغکوك ناحیة لیسا و یردف بصیاح حاد : هذه الفتاة فریستي أنا و أنا من سینتقم منها أولا علیك إنتظار دورك
رکله بقوة علی وجهه و إستمر بضربه حتی إستغل البقیة الفرصة و لاذوا بالفرار لحق بهم لیرکض الأخر أیضا و یهرب الجمیع في السیارة بینما جونغکوك رکض خلفها قلیلا حتی إختفت عن أنظاره و تمتم بحدة : جبناء
عاد ناحیة لیسا فمسحت دموعها سریعا التي إنهمرت رغما عنها عندما قال أنها فریسته هو لیقف أمامها و یسألها بحدة : کم شخصا قتلتي یا فتاة لما لدیکي الکثیر من الأعداء
تجاهلت لیسا کلامه القاسي و سارت نحو سیارتها لیوقفها بجدیة : لقد حاولوا إختطافك لذا فلنذهب لمرکز الشرطة لتقدیم بلاغ
إستدارت له لیسا و أجابته بغضب : وما شأنك أنت بي ؟ اه تذکرت أنا فریستك و تخش أن یسبقك أحد بالإنتقام مني لذا ما رأیك أن تقتلني الان و تنه الأمر ؟ ماذا تنتظر هیا أنا أقف أمامك أقتلني و أعدك أني لن أقاومك أبدا
إکتفی جونغکوك بالتحدیق في وجهها دون قول کلمة لتبتسم بإستهزاء و تعود لسیارتها،، حاولت تشغیلها عدة مرات لکن دون جدوی بسبب نفاذها من الوقود لذا تنهد الأخر بیأس و سحبها خارج السیارة من معصمها،،
لیسا بتذمر بینما یقودها ناحیة سیارته : ماذا تفعل لا یمکنني ترك سیارتي هنا
دفعها داخل سیارته في المقعد الأمامي و أجابها ببداهة : لا تقلقي بشأن خردتك لا یمکنها التحرك من هنا
إلتزمت الصمت لیقود السیارة بسرعة معقولة و یسترق لها النظر من حین لأخر بینما یحدث نفسه : أنا أکرهها و یجب أن أعذبها لکن لا أعرف لما أشفق علیها ؟ تری .. هل تستحق أن أعذبها ؟
تفادت لیسا نظراته طوال الطریق و کانت فقط تنظر من خلال النافذة لیسألها بشيء من التردد : ذلك الیوم .. عندما قلتي أنکي ذهبتي لطوکیو من أجل العلاج النفسي هل کنتي صادقة ؟
لیسا ببرود : مالفائدة من أن أجیبك أنت لن تصدقني بکل الأحوال
جونغکوك بتسرع : سأصدقك
نظرت له لیسا بإستغراب لیکمل بتوتر طفیف : أقصد أن هذا شيء لا یمکن إنکاره إن کان صحیحا فالمصحة ستٶکد ذلك
لیسا ببداهة : کنت في مصحة طوکیو للأمراض العقلیة یمکنك السٶال فیها و إن کنت تشك بأقوالهم یمکنك التحقق من کامیرات المراقبة طوال السنوات الثلاثة الماضیة
إکتفی جونغکوك بالنظر لها بإستغراب لتتذکر شیئاً و تخرج حزمة من النقود من حقیبتها و تسلمها إلیه،، نظر لها بإزدراء و سألها بحدة : ما هذا ؟
لیسا بجدیة : أنت دفعت تکالیف علاجي و هذا هو المال فأنا لا أحب أن أکون مدینة للغرباء
نظر لها جونغکوك بغضب ثم أجابها بحدة : أبقي هذه النقود معك فأنا کنت مضطرا لدفع المال لأنني السبب في إصابتك .. أنا أیضا لا أحب أن أکون مدینا للغرباء
إلتزمت لیسا الصمت دون أن تفصل نظراتها الحادة عن خاصته و حینها و بسبب الإزدحام الذي کان علی الطریق وقف طفل صغیر بجانب نافذة جونغکوك و ناداه بترجي : سیدي أرجوك إشتر الورد مني إنه ورد طبیعي و رائحته جمیلة جدا
جونغکوك ببرود : لا أرید
الطفل بنفس النبرة : أرجوك سیدي خذه من أل حبیبتك
لیس لدي حبیبة
ماذا عن الفتاة التي نجلس بجانبك إنها جمیلة و تستحق هذا الورد الجمیل خذه من أجلها
نظر جونغکوك حوله و تساءل بسخریة : حقا ؟أین هي تلك الفتاة الجمیلة ؟
عضت لیسا علی أسنانها بغیظ لیردف الطفل بترجي : أرجوك سیدي إشتري حتی وردة واحدة والدتي مریضة و یجب أن أشتري لها الدواء
تحولت ملامح جونغکوك للجدیة فهو لم یکن یعرف أن والدة الطفل مریضة و هم بمساعدته لکن لیسا سبقته بإعطاء حزمة النقود للطفل و قالت : خذ هذه النقود و إشتر الدواء لوالدتك یا صغیري و إعتني بها جیدا
الطفل بسعادة : شکرا جزیلا سیدتي هذا مبلغ کبیر حتی لو بعت کل الورد الذي أملکه ما کنت لأصل إلی هذا المبلغ لذا خذي الورد کله أنتي تستحقینه
رماه لها من النافذة و رکض سعیدا بالمال تتبعه إبتسامة لیسا اللطیفة التي جعلت جونغکوك ینظر لها في حیرة من أمره حتی لاحظت نظراته و توترت قلیلا،،
تعليقات
إرسال تعليق