روزمين♡الامبراطور♡ 13

القائمة الرئيسية

الصفحات

 تعالت شهقات بعض الخادمات عند رؤيتهن تايهيونغ 

وهو يركل بطن الأمير بقوة فتراجع للخلف 

وارتخت يده بسبب الألم فكان سهلا على تايهيونغ 

رمي سيفه بعيدا بضربة واحدة ثم وضع نصله على

عنق الأمير الذي وقف يلهث ويحدق به بكراهية

تايهيونغ بادله نظرات قاسية فهو لا يعلم سبب تصرفات

الأمير الطفولية لكنه يكرهها ويظن أنه يحتاج للتربية 

والتهذيب فهو بدأ يتصرف بطيش ويظن أن له الحق 

في أذية الجميع والنجاة بفعلته 


"كيم تايهيونغ.."

التفت بسرعة حين سمع روزي تنطق اسمه ورفع السيف

من على عنق الأمير ليعطيه بظهره وينحني للأخرى 


فاستغل تايهيون الفرصة وأخرج سكينه ليهاجمه

ويحاول لف السكين على عنقه لكي يجرحه مثل البقية 

ويترك عليه علامته

لكن تايهيونغ شعر بحركاته، واستطاع تفادي هجومه 

بسرعة مفاجئة مما جعل الأمير يتعثر ويسقط على وجهه 


شعر لحظتها وكأن شياطين الجحيم كلها اجتمعت في

رأسه تصور له أسوء الطرق لقتل كل من حوله بسبب 

الإهانة التي تلقاها للتو 

هو انهزم عندما بارز الآخر وجها لوجه، وانهزم أيضا 

عندما حاول غدره وكانت له الأفضلية، كما أن وجهه 

قد طمر في تراب الميدان تحت أنظار الجميع 


لكنه لم يقل شيئا، لم يصرخ ولم يغضب، بل استقام 

بهدوء عكس تلك النيران التي تحرق دواخله، ومشى

عائدا إلى الداخل ليلحق به حراسه تاركين مسافة 

بينهم وبينه

"مالذي كنت تفعله؟" 


سألت رغم معرفتها بما يحدث، فهي ترغب بسماع 

وجهة نظره وإن كان يشعر بالحقد اتجاه الأمير بعد 

ما فعله، فإن كان ببادله الكره، لن تستطيع تركه يتابع 

حراسته

"لا أفهم تصرفاته، هل يكرهني لأننا نحمل أسماء متشابهة؟" 


"أنت أفضل حراس القصر وأكثر من أثق به، لا أريد 

إعفاءك من حراسته، وفي نفس الوقت هو لن يرغب 

بك قريبا منه، سيحاول مهاجمتك أو قد يكيد لك 

بطرق خبيثة" 

"لا عليك، إن كان يكره رؤيتي فسوف أتابع اللحاق

به من بعيد كي لا يراني وسأبقى خارج نطاق رؤيته"


"افعل ما يحلو لك ما دمت بعيدا عن المشاكل، يمكنك

أخذ استراحة الآن، فهناك من يرغب برؤيتك"

أنهت حديثها لتتحرك من مكانها فتظهر من خلفها 

فتاة تقف منتظرة أن تذهب روزي لتستطيع 

التحدث إلى تاي 


شهقت الفتاة وغطت فمها بدهشة وهي تنظر إلى 

روزي التي أخذت تبتعد، فهي لم تخبرها انها قادمة

لرؤية تاي، بل هي لم تتحدث معها أبدا ولم تعلن 

عن وجودها 

"كيف علمت أنني هنا وهي لا ترى؟" 


"يوكي؟؟" 


اقترب منها وابتسم لتبادله الابتسام بخجل وقد نسيت 

ما حدث للتو حالما رأت وجهه 

مؤخرا هو أصبح مشغولا جدا وبالكاد يجد وقتا لينام 

لذلك لم تكن تراه كثيرا، فتشتاق إليه 


أمسك يدها ليسيرا معا عبر الجسر الصغير الذي يعبر

فوق بركة المياه الكبيرة خلف القصر، يتأملان أشجار 

اللوز التي تزهر بداية فصل الربيع فتسقط أزهارها 

البيضاء مع النسيم الدافئ بنعومة فوق سطح المياه الصافية

"اشتقت إليك، من الصعب رؤيتك مع أننا في نفس القصر" 


"أعلم، وأنا آسف لذلك، لقد تم تكليفي بمهام إضافية 

مؤخرا فأصبحت أكثر انشغالا، كما أنني أشتاق إليك أكثر." 

توقف منتصف الجسر ليسحبها إليه فتضع يديها على 

صدره بينما يحيط هو خصرها بذراعيه وترفع ناظريها

إلى وجهه مبتسمة متوردة الوجنتين


"أحيانا أرغب بترك كل شيء وتجاهل الجميع والبقاء

معك فقط، لكن هؤلاء الناس لا يتركوننا نحظى بالمجال

لنشبع الشوق فسرعان ما يبعدوننا"

"أنت الملام هنا لأنك لم تلاحظني بسرعة، كنت حينها 

تملك وقت فراغ أكثر لتشبع شوقك لي" 


قهقهت وهي ترفع أناملها لتحيط عنقه ببطء 


"تقولين هذا لأنك لم تجربي تدريبات تلك المعلمة، هي

ستجعلك تنفصلين عن العالم، بالكاد كنت أركز لأحفظ 

ما تقوله ومع ذلك أنسى و أتعرض للعقاب "

ضحكت لتربت على كتفه بلطف وتردف

"لا بأس، فبفضل تدريبها أنت أصبحت أقوى من الجميع 

حتى الأمير خسر أمامك" 


"لم أكن أرغب في التباهي لكن بما أنك ذكرت الأمر

فأنا حقا قوي، أصبحت أحب التجول بدون ملابس

ليرى الجميع عضلاتي"

"أنت حقا مزعج عليك التوقف عن التجول عاري الصدر

الخادمات يحدقن بك وأنا أكره ذلك"


بعبوس نطقت لتتسع ابتسامته فيقترب من وجهها 

لتتلامس بشرتهما ويهمس

"أحقا تكرهين ذلك بسبب نظراتهن أم لأنك لا تستطيعين 

التحكم بنفسك ومقاومتي"


شهقت باستنكار وقد ازدادت حمرة خديها 

"أنت حقا مغرور وواثق جدا من نفسك"

"لكنني لم أكذب، أليس كذلك؟ "


قهقهت بخفة وهي تغلق عينيها لتشعر بجسده 

ضد خاصتها أكثر ،وبلمساته المحببة لها، فتهمس 

قرب شفتيه 


"لا، أنت محق، لا يمكنني التحكم بنفسي عندما أكون بجوارك" 

اندفع الاثنان ضد بعض لتلتحم شفاههما بعمق، وتتمايل 

أجسادهما بخفة، مع تراقص بتلات الزهور الناعمة و نسيم

الربيع الدافئ من حولهما كأنها سيمفونية تتردد ألحانها

في الجو، فلا يسع احد الاستماع إليها غير العشاق. 



ما بقي من اليوم انقضى بسلام، حيث لزم الأمير جناحه

ولم يغادره البتة


وحين انتصف القمر المكتمل في تلك السماء القاتمة، كانت 

ذات الأعين البيضاء تجلس بسكون أمام الشرفة المفتوحة

تمسك بين ذراعيها قيثارة ذهبية، تلتف أصابعها حول 

أوتارها برقة متناهية واحترافية لتصنع ألحانا عذبة 

لونت الجناح بأبهى ألوانها 

فدخل الإمبراطور بعد حين، ولأنها تعلم حبه للألحان 

العذبة التي تعزفها مساء، لم تتوقف وتابعت صنع الموسيقى 

ليبتسم هو ويشرع بخلع ما ثقل من ثيابه الملكية 

المبهرجة ومجوهراته ليرتدي ثوبا خفيفا مع حزام 

متراخي حول وسطه، فيظهر صدره بما توسطته 

من ندوب واضحة تحت ضوء القمر

اتخذ مقعده الأرضي المعتاد على الأرض قرب 

الشرفة ومد يده يحتسي الشراب الجاهز أمامه


يتغنى بالسلام والهدوء الذي يحيط به، وبصفاء اللحظة

وجمالها حتى يشعر أن تعب اليوم قد انزاح، وأن عقله 

استقر أخيرا وأراح النبض المتعب الذي كان يزعجه 

حيث يشعر أن كل أحساسيه تتلاشى، كل الغضب 

والشك والقلق، تبتعد ببطء وتصغر حتى تبدو له 

ضئيلة الحجم ذات حلول بسيطة لا تستحق منه 

الغضب لأجلها 


عزفت آخر ألحان معزوفة الليلة واستقرت يدها منبسطة

على أوتار الآلة كختام لتسكت صوتها فيسود الصمت 

فتح عينيه تزامنا مع ظهور ابتسامة رقيقة على وجهه

ثم رفع ذراعه منتظرا أن تقترب لتملأ مكانها في حضنه


وضعت القيثارة جانبا واستقامت لتسير إليه وتتخذ 

جانبه بكل وداعة تضع رأسها على صدره ويدها تحط

فوق يده ليحيطها بذراعه ويعانقها، يشبع روحه بعبيرها 

ولم يسبق أن شعر هو بالشوق يذبح روحه لهذه الدرجة 

كما يشعر به عندما يبتعد عنها، فبالعادة تكون هي 

المنشغلة، تدرب تايهيونغ ، وتخرج هي أيضا لتتدرب 

وتمارس تأملها وطقوسها الخاصة التي لا يرغب أبدا 

بالتدخل بها، والآن هي تخصص بعض وقتها لحراسة أخيه

فلا يبقى له منها غير بضع ساعات من الليل 


والتي هي كافية بالنسبة له، غير انه يشتاق أحيانا بكثرة 


يشتاق أكثر من المعتاد 


يشتاق لحديثها ولشعور الامتلاء عندما يحتضنها

او فقط حينما تكون معه بنفس الغرفة 


يستطيع الاكتفاء بالصمت مادامت بجانبه، كأنها تمتص

كل السلبية من جسده 


تلك الهالة التي تعطيه، ذلك الشعور الذي يغمره عندما 

يفكر بها ويبتسم تلقائيا

ذلك الاكتفاء الجميل والمرضي جدا، إنه شعور يسمو 

فوق كل شيء 


ولم يتخيل يوما، أنه سيقع في نوع كهذا من الحب، يلفه

الغموض والخطر، لكنه حلو جدا وعميق، عميق لدرجة 

يكاد لا يستوعبها، ولا كيف وقع بتلك الطريقة دون أن يلاحظ 

"غدا، سيقوم الطبيب بمعالجة عينيك" 


تشبع صوته بنبرة الإصرار، مع شعاع أمل كبير يملأ قلبه 

وما كانت هي لترفض له ما وعدت بتنفيذه بكل طاعة


"أمرك مولاي، ولا تقلق لن يأخذ الأمر وقتا طويلا، أستطيع

العودة للعمل مباشرة بعد انتهائه" 

"عن أي عمل تتحدثين، سوف ترتاحين إلى أن يشفى 

بصرك تماما فهو لن يعود في ليلة وضحاها" 


"أعلم ذلك مولاي، ولكن، عندما أتلقى العلاج، لن يكون 

هناك سبب لجلوسي في مكان واحد، عيناي هما المعنيتان

بالأمر وليس أطرافي وبقية حواسي"

"لا أرى طائلة من هذا الحديث سوف تفعلين ما يحلو لك

على كل حال"


ابتسمت بخفوت لتسمعه يطلق تنهيدة عميقة ارتفع 

لها صدره، فرفعت هي يدها لتضغط برفق على مكان 

قلبه وكأنه تربت عليه

"مالذي يقلق راحتك مولاي"


أنزل عينيه إلى وجهها ثم أشاح به مجددا لا يدري بما 

يجيب، هناك مشاعر عدة تخالجه عندما يفكر بأمر عينيها 


هو قد أحبها بقسوتها وبرودها، فكيف سيتصرف عندما 

تستعيد مشاعرها، عندما تبدأ بالابتسام والضحك أكثر

عندما تصبح أكثر دفئا وأكثر حيوية، يحب هدوءها هذا

لكنه غير متأكد من شخصيتها التي تختبئ خلف الستائر


هل ستحبه اذا استعادت مشاعرها؟ كيف ستكون ردة

فعلها حين ترى وجهه! بالتفكير في الأمر، فوجهه سيكون 

أول ما ستراه حين تستعيد نظرها 

فهي فقدت البصر بعمر صغيرة جدا، وفقدت معظم ذكرياتها 

بما يتعلق بالوجوه والموجودات، لذلك هي لن تعرف

إن كان وجهه يروقها أم لا، فهو سيكون أول ما تراه 

على كل حال ولا يسعها مقارنته بأي شيء آخر 

رفع يده ليلمس تلك الندبة التي تمر بعينه اليمنى 

وجزء من خده، لطالما تجاهلها، بل كان يعتبرها رمزا 

لقوته فهي تضيف هيبة وقسوة لمظهره 


لكنه الآن أصبح يفكر إن كانت ستعجبها 

منذ متى وهو يفكر بجماله! وبما إن كان سيعجب أحدا! 

لطالما كان واثقا أنه كذلك، حتى أنه كره نظرات الإعجاب 

وظن أن أعين الناس لا تستحق النظر إله فأمرهم 

بخفضها ومن يتجرأ وينظر إليه بدون إذن فهو يعاقب

ولأن الجميع قد سمع بمدى قسوته منذ صغره، لم يرفع 

أحدهم عينيه في حضرته أبدا 


لهذا هو لم يقم بمعاقبة أحد من قبل 


عاد إلى وعيه حين شعر بيدها تمسك خاصته لتبعدها 

عن الندبة التي كان يلمسها فنظر إليها بتساؤل

تحركت لترفع نفسها وتقترب من وجهه، فتضع شفتيها 

برقة على ندبته فوق خده وتقبلها 


ثم تنتقل إلى عينه وتقبلها أيضا قبل أن تجلس في 

حضنه يقابل وجهها خاصته وكلتا يداها على صدره 

ابتسم واستطرد قائلا


"ما سبب هذا التصرف المفاجئ؟" 


بأعين خاملة كان يتأملها، يحيط جسدها ويتلمسها بهوادة 

يحب تلك الرقة الخداعة التي يشعر بها حينما تكون في حضنه

"شعرت أن الندبة سببت لك القلق" 


"لهذا قمت بتقبيلها؟" 


"أردت أن أظهر لك أنني أحبها" 


قهقه بخفة لتلك الكلمة التي استخدمتها

الحب 


إنها تحب ندبته 


وهنا هو قد تأكد أن شكوكه كانت في محلها 


هذه الفتاة، لم تفقد يوما مشاعرها 

بل كانت فقط تخفيها بمهارة وتتجنبها 


لكنها سرعان ما تعود للظهور، حينما ترخي عنانها 


"تحبينها إذن، كنت قلقا من أنها لن تعجبك إذا رأيتها" 


"أنا أحبها، بل وأحفظ خارطة ندوبك كلها" 

تأملها للحظة وأظهر ابتسامة عابثة


"ما رأيك إذا بإظهار الحب لها جميعا كي لا تحزن؟" 


ابتسمت هي أيضا فأردف مجددا 


"لكن علي تحذيرك فهناك الكثير، وهناك أيضا بعض 

الندوب التي لم يسبق أن وضعت يديك عليها، إنها في الأسفل"

انفلت ضحكة مرتفعة من بين شفتيها ليقهقه معها هو 

الآخر فتخفي وجهها بعنقه لتجبر نفسها على التوقف

عن الضحك، لكنها لم تتوقف عن الابتسام، وهذه كانت 

ثاني مرة تضحك فيها أمامه، وقد حدث ذلك في نفس اليوم

ربما 


فقط ربما 


هي اصبحت ترى أنه من غير المجدي إخفاء مشاعرها 

في حضرته، لكنها تبقى غير واثقة، فتتردد، وتحاول منع نفسها

لكن إلى متى ستبقى صامدة أمام إغراءاته. 


عانقها مخللا أصابعه بين خصلات شعرها ليحول

ناظريه إلى القمر ويهمس بأعين متلألأة 


"لنؤجل أمر تقبيل الندوب لوقت لاحق"

رفعت رأسها لتريح جبينها على خاصته فيكمل 


"أما الآن، فشفتاي هي من تحتاج تدليلا" 





تعليقات

التنقل السريع