بعد ان أنهى جلالته عمله خارج القصر كان يسير بِخَيله إلى طريق العودة مضت عدة ساعات حتى وصل ثم ارتجل من على ظهر الخَيل يستقبله الفتى هانيول ليأخذ منه الخَيل ويعيده إلى مكانه
" أنرت قصرك مولاي " قالها الفتى ثم انحنى بأدب لمولاه " اهلًا بك ؛ اطعمه جيدًا واجعله يستريح لقد كان طريقنا طويلاً "
" أمر مولاي "
تبعه حراسه ليفتح أحدهم الباب إليه ويدخل بخطىً واثقه إلى قصره هناك بعض الأخبار عكرت صفو مزاج جلالته
عن بعض المماليك المجاورة التي تريد الاتحاد ضده وإسقاط حكمه .. لم يجعل اي احد يبحث له عن الأمر بل ذهب بنفسه ليعلم عن صحة تلك الأخبار ولَم يرق له ما سمع
تنهد بتعب استقبلته والدته الملكة سورن ليطبع قُبله في أعلى رأسها " جلالتك لما مازلتِ مستيقظه ؟ " سألها بهدوء
سحبته الملكه من ذراعه وسارت معه " انتظرك بُني " قالتها مع إبتسامه دافئه ، همهم بإنزعاج طفيف يعلم ما غايتها من انتظاره في وقتٍ كهذا
وقف امام باب جناحها مقبلًا ذراعها بلطف قائلًا بنبره هادئه " لا طاقة لي للحديث الان حبيبتي لنتحدث بما تريدين لاحقًا ، حسنًا "
كان بصدد الالتفات لتعتصر ذراعه بقوه من ساعده واوقفته عن الذهاب وبنبره ساخره منزعجه خاطبته " ذاهبٌ على عجل لترى تلك النكره هاه ؟! "
أغمض عينيه بقوة يحاول ان لا يغضب الان فهو متعب جدًا وكل مايرغب به هو احتضان فتاته الناعمه والنوم بعمق معها
" ليست نكره ؛ لديها أسم زمردية ، حسنًا ليلية هانئة جلالتك ! " لم ينتظر منها اي رد بل سار بخطواته سريعًا متوجهًا إلى جناحه
لكن صوتها وما نطقت به جعله يعود إدراجه واقفًا أمامها مجددًا " أحقًا تترك الفتيات اللواتي جلبتهن لك من مماليك مختلفه أميرات وبنات ملوك بُني .. ماذا عن سون آه زوجتك ؟! "
تنهد بندقي العيون مرارًا ليتحدث بنبره تخللها الإرهاق " أجل أنا افعل ؛ لأني أشعر بالراحة معها ، انا وبعد كل ما مررت به شعرت بالراحة والدفئ تجاه فتاة ما ، تعلمين ما اقصد اليس كذلك ؟! "
أومأت من دون ان تنبس بحرف ليكمل جلالته حديثه بذات الهدوء " لذا سأجعلها قربي مهما كانت الشكوك حولها ، سأنسى كل ما مضى من أجل عينيها فقط ، هي لن تبرح جانبي ولَن يجرؤا أحد على لمسها جلالتك عمتِ مساءً "
هذه المره التفت عنها مغادرًا بحزم ولَم تجد من بعد حديثه شيء يقال فقط اعتصرت مكان قلبها بكف يدها وعادت إلى داخل جناحها .. كما الحال مع جلالته
الذي وصل جناحه متلهفًا لرؤية فتاته الزمردية فتح الباب وتوجه إلى غرفة نومه حيث توقع ان يجدها هناك هاتفًا بنبره حنونه " زمردية ! "
لم يجد اي رد منها والسرير مرتب كما لو ان احدًا لم يطأه من قبل .. عقد حاجبيه وفكر لربما تكون في غرفة المكتبة تقرأ كتابًا ما
" فتاتي الناعمه .. أينكِ ؟! " مال صوته للقيل من الانزعاج عندما لم يجد اي رد منها .. زفر انفاسه بضيق وفرك ما بين عينيه " أخبرتها الا تغادر جناحي ، تعشق عصياني هذه الفتاة حقًا !! "
وقف متخصرًا وسط غرفته لينادي بصوتٍ شبه عالِ " كاناتا !! " لتأتي بعد ثواني " أمر مولاي " من دون ان ينظر إليها خاطبها " نادي لي زمردية لتأتني في الحال ! "
وقفت وآمالت برأسها تبدو وكأنها تفكر في أمرٍ ما ليلتفت إليها عاقدًا حاجبيه بإنزعاج لتقول كاناتا بتردد بعد ان طال صمتها " لقد ظننتها معك مولاي "
" كيف معي ؟! لو كانت معي لما سألتك عنها وطلبت منك حضورها اليّ " مرهق وهذا الكلام يزيد من تعبه وتعكير مزاجه أكثر
صاح بها بحده عندما لم تنفذ ما امرها به " ما لعنتك كاناتا ؟! " بلعت ريقها بإرتباك لتقول " مـ مولاي الم ترسل لها مرسولًا يبعثها إليك حيث تنتظرها انتَ ؟! " سألته والقلق سيطر على ملامحها
ليتقدم جلالته بخطاه نحوها يعقد حاجبيه بغضب تمكن منه " اي مرسول ؟ ما الذي تتحدثين عنه كاناتا ؟! أنا لم ابعث أحدًا !! "
عوده للخلف .. في ساعات الصباح
بعد ان خرج جلالته تاركًا جيني في جناحه أكملت نومها لمده ساعة تقريبًا ثم نهضت واخذت حمامًا منعشًا تستعيد نشاطها قليلاً
" صباح الخير سيدتي حضرت لكِ الفطور " ابتسمت جيني بوسع وجلست امام الطاولة " صباح الخير كاناتا ، شكرًا على الطعام "
بدأت في تناول طعامها بهدوء حتى سمعت كاناتا صوت طرق خفيف على باب الجناح وذهبت لفتحه
ما قابلها هو فتى صغير يبدو في السابعة عشر من عمره ليقول بإرتباك " لدي أمر من جلاله الملك عليّ ان اوصله لجاريته "
رفعت كاناتا حاجبها بشك " اعطني ما لديك يافتى " نفى بخفه " عـ عليّ تسليمه للجاريه فقط " قلبت عينيها بملل " حسنًا "
ثم تنحت جانبًا ليدخل الفتى خلفها " سيدتي هناك أمر من جلالته أرسله مع هذا الفتى " تركت جيني الطعام من يدها واستقامت
" ليدخل " دخل الفتى ووقف امام جيني لتسأله فورًا " ما هو الأمر ؟! " ابتلع ريقه ونقل نظره بين جيني وكاناتا بقلق " غادري كاناتا "
لاحظة جيني ارتباكة لذا طلبت من كاناتا الذهاب لماكنٍ آخر حتى يتسنى للفتى الحديث براحه أكثر أومأت كاناتا لكنها وقفت بمكان شبه قريب منهما والتقطت اذنيها الحديث الذي دار بينهما
" أعطني ما لديك من جلالته " نفى الفتى بخفه عاضًا على شفتيه ليقول " ليس مكتوبًا هـ هو أمرٌ شفهي فقط .. جلالته ينتظرك في حديقة القصر الخلفية "
" لكنه أمر بعدم مغادرتي لجناحه " همست جيني تفكر مع نفسها وسمعها الفتى ليرد قائلًا " هـ هذا دليل على كلامي " اقترب منها مظهرًا خاتم جلالته زمردي اللون الذي شبهه بلون عينيها في وقتٍ مضى
لتأخذه جيني من يده وتبتسم " حسنًا اذًا سأذهب إليه " أومأ الفتى ثم انحنى ليغادر على عجل لتأتي كاناتا بعدها " ماذا لو كان كاذبًا ؟! " بشك قالت كلماتها
لتومأ جيني مؤيدةً لكلامها " أجل كنت اظن ذلك ايضًا لكن بعد ان أراني الخاتم صدقته ، انظري " رأت كاناتا الخاتم وتعرفت عليه جيدًا هو خاتم جلالته بالفعل
تجهزت جيني بعدها وتوجهت إلى حديقة القصر الخلفية منذ ذلك الوقت ولَم تعود للان !!
انتهى
اعاد جلالته خصلات شعره للخلف بعدم تصديق لما سمعه توًا من كاناتا التي اخبرته بكل ما حصل صباحًا " أنا لم ابعث اي مرسال لعين إلى هنا "
" كنت قد أخبرتها بعدم مغادرة الجناح ! " هسهس جلالته بغضب مع نفسه ويشد على قبضة يده بقوه حتى أبيضت أطرافها ، رفع بندقيتيه الحارقه نحو كاناتا
لتبتلع ريقها وأسدلت رأسها للأسفل خوفًا من نظرات جلالته التي احرقتها نظرًا " اذهبي لتفقدها اذا كانت في جناحها ولَم تريها انتِ "
" ءء أمرك مـ مولاي " التفتت لتنفذ ما طلب لكنه أوقفها قائلًا يصرُ على أسنانه بقوه " نادي لي القائد جيون في الحال !! "
بعد مرور بعض الوقت !
هرجٌ ومرجٌ داخل ثنايا القصر الكل مستنفر وفِي حالة هلع للبحث عن الفتاة ذات الخصلات الناريه والعينين الزمردية لكن لا اثر لها للان
" أخبرني جيون بماذا اوصيتك قبل خروجي من القصر هاه ؟! لما لما تستمر بخذلاني الان ما الذي أصابك ؟! "
بلع الغرابي ريقه إثر شعوره بالخجل والتقصير في حق جلالته ليكتفي بإسدال راْسه للأسفل هاتفًا بصوتٍ خافت " اسفٌ مولاي "
اقترب جلالته منه يشده من ياقة ملابسه ليهسهس بغضب من بين اسنانه " أسفك اللعين هذا لا ينفع الان جيون " تركه بقوه ليرتد الغرابي للخلف
" اجتمعوا حولي " هتف بصوته العميق ليلتفوا جنوده من حوله " ستبحثون عن جيني في كل مكان في الغابة وإياكم والعودة من دونها "
" أمرك مولاي " هتف الجنود بصوتٍ واحد وتحركوا جميعًا للتوجه للبحث عن الفتاة الزمردية سار جلالته راغبًا بامتطاء خَيله ليوقفه جونغكوك قائلًا " أبقى هنا جلالتك سنبحث عنها نحن "
نفى معترضًا وابعد يد جونغكوك عنه بخشونه " أنها امرأتي جيون وسأبحث عنها بنفسي " قال كلماته وابتعد عن جونغكوك بخَيله متوجهًا هو الاخر مع جنوده إلى الغابة يبحث عن امرأته
طوال الليل لم يتوقف الجنود عن البحث حتى حل الفجر وشمس الصباح بدأت بمد خيوطها ولا إثر للفتاة الزمردية بعد !
مساءً .. في القصر
" ماذا تقصد بأنها مختفيه جان ؟! " سأل جيمين بغضب رُسم على تقاسيم وجهه الجميل ليطلق جان تنهيده طويله ومتعبه
" انا حقًا لا أعلم هذا فقط كل ما سمعته ان جيني ليست موجوده داخل القصر والجميع يبحث عنها حتى جلالته "
اعاد جيمين خصلات شعره للخلف واخذ يفكر في اي مكان تكون اخته الان وكيف هو وضعها ليهمس معبرًا عن افكاره " ايمكن ان يكون أختطفها أحد ؟! "
رفع جان كتفه علامة على عدم علمه بشيء " لا أعلم ، كل شيء وارد " قضم جان شفتيه واقترب أكثر من بوابة الزنزانة " أخبرني الان هل تريد الخروج من هنا ؟! ، تعلم الاجواء فوضويه هنا يمكنك استغلال الفرصة "
نفى اسود الخصلات بإنزعاج " لا ، لن أهرب قبل ان اطمأن على اختي جيني " همهم جان بتفهم وجرجر خطواته راغبًا بالخروج " أتريد شيئًا قبل ان اذهب ؟! "
نفى بخفه برأسه " لا جان شكرًا لك فقط أعلمني عن اخبار جيني ولا تتأخر في إطلاعي عن اي مستجدات حول أمرها " أومأ جان عدة مرات وذهب عنه
" كيف هو ؟! " سألته جورجيا فور ان خرج " قلقٌ على جيني " زفرت جورجيا أنفاسها وسرحت بأفكارها ليفرقع جان اصابعه أمامها يفيقها من شرودها " أين ذهبتي ؟! "
" لـ لاشئ جان ، أتمنى ان تكون جيني بخير " بنبره كساها الحزن تحدثت جورجيا ليلف جان ذراعيه حول كتفها " أتمنى ذلك ايضًا ، بالمناسبه هذا اللون يبدو رائعًا عليكِ "
توقفت جورجيا عن السير ونظرت لجان تضيق عينيها بشك قائله " هل تحاول التغزل بي ونحن بهذا الوضع جان ؟! "
بلع جان ريقه واشاح بصره بعيدًا عنها بعد ان توردت وجنتيه بشيء طفيف من الخجل " فقط رغبت بإخبارك "
قهقة جورجيا وشابكت يدها مع ساعده لتقول بحماس وابتسامه واسعه " حسنًا شكرًا لك أيها الوسيم "
" من يتغزل بمن الان ؟! " ضربت كتفه بخفه " اخرس !! " وسارت معه إلى غرفته يفكران معًا بأمر جيني ومكانها
فتحت عينيها الزمرد ببطء شديد وانّت بخفه بسبب الالم الذي احتل جسدها كاملًا حاولت التحرك لكنها لم تتمكن من ذلك " امممم " كل ما تمكنت من إصداره هو صوت انين خافت
فتحت عينيها بتعب وأغلقتها ، كررت فعلتها لأكثر من مره ولَم تجد سوى الظلام الدامس من حولها ولا شيء آخر ' ءء اين انا ؟! '
شهقت بفزع عندما وجدت عينين صفراوتين تنظران إليها بغضب وصوت زمجرة مخيف لتهمس بخوف وهلع " يا الهي !! "
أخذت شهيقًا وزفيرًا بسرعه حركت ساقيها بعشوائيه تحاول النهوض بصعوبة بسبب يديها المقيدتين .. حركة بعد آخرى حتى استقامت بصعوبه
" آه .. " أصدرتها بوجع عندما حاولت السير بسبب الالم الفضيع الذي في ساقها اليُسرى لم تتمكن من الضغط عليها حتى بلعت ريقها عندما سمعت صوت الزمجرة يقترب منها
كانت تُلهي نفسها ولا تحاول ان تنظر إلى مصدر الصوت خوفًا مما قد يكون أمامها " فقط لا تنظري إليه جيني لا تنظري إليه ~ الهي !! "
بصعوبه حركت ساقيها تعيد خطواتها للخلف مبتعده عن الصوت الذي بث في نفسها الرعب بتمايل وصعوبه تحركت حتى تجمدت مكانها
عندما رأته يتقدم ناحيتها بفروته السوداء اللامعة وعينيه ذات النظره الثاقبة ناحيتها .. ذئبٌ اسود اللون يفوق حجمها أضعاف
شدت على قبضة يدها ولَم تتحرك حتى شعرت بالدماء نشفت داخل عروقها إثر خوفها منه
' لا تنظري إليه '
تلك النبره العميقه وهذا الصوت الدافىء هي تذكرته جيدًا لتغمض عينيها بقوه حتى لا ترى الذئب الذي أمامها
" ها أنا افعل ما أخبرتني به أسمري ، ارجوك تعال إليّ أشعر بالخوف " أخرجت حروفها بصعوبه وكأنه يسمعها
لكنها لم يكن سوى طيفه الذي حاوطها بذراعيه يطوقها جيدًا يبيد كل مشاعر الخوف التي نهشت دواخلها ويذكرها بكيفية التعامل مع الوحش الذي امامها
' تذكرين ما اخبرتكِ عندما يواجهكِ ذئبٌ ما فتاتي الزمردية همم ؟! اتذكرين ؟! ' أومأت عدة مرات بيأس " ءء اجل اذكر "
في وقتٍ سابق
تركض بسرعه وجلالته يحاول الركض خلفها ليمسكها من ذراعها بقوه يجذبها إليه " توقفي عن الركض "
" سعيده ؟! " ابتسمت بوسع وأمات " اجل كثيرًا " بادلها الابتسام جلالته لتتحدث جيني بحماس " المكان رائعٌ هنا ، لنذهب إلى هناك مولاي انظر من هذا الاتجاه لنذهب "
" لا، انتظري أعلم انه جميل لكنه خطير بعض الشيء لذا لا أفضل ذهابنا إلية فتاتي " رفعت حاجبها بفضول وسألته " لما ؟ ما الخطير فيه ؟! "
اقترب منها وحاوط خصرها بيديه الرجوليه برقه ليدير جسدها ناحية وجه معينه مشيرًا بيديه " لا يجب الذهاب إلى هناك بسبب وجود بعض الحيوانات المفترسة ، زمرديه "
شهقت بخفه جيني " حقًا ! " ليومأ جلالته بالإيجاب لتسأل " مثل ماذا ؟ " همهم جلالته مفكرًا قبل ان يجيب " مثلًا الضباع والذئاب والدببة وبعض الافاعي السامة جيني هذه غابه خطيره لذا امنع الذهاب إليها "
" الا يأتون إلى هنا ؟! " سألت " بلى لكني أقضي عليهم فور تجاوزهم لحدود غابتي " اصدرت جيني صوت اعجاب لما قال جلالته لتسأل
" واه وهل قتلت حيوانًا من قبل ؟! " أومأ بخفه " اجل قتلت دبًا وذئبًا ، رأس الدب معلق في إحدى غرف القصر ذكريني ان اريكِ إياه "
ابتسمت وضمت شفتيها تخفي ابتسامتها عنه " ماذا إذا هاجمنا ذئبٌ الان مولاي ماذا ستفعل لحمايتي ؟! "
" انتِ من ستحمين نفسك " قالها بثبات لتعبس جيني وتتخصر قائله بغنج " ماذا الن تقوم بحمايتي هل ستتخلى عني ؟! "
قهقه بخفه " بالطبع لا ، انتِ ستعملين على تشتيته ومن ثم اقتله أنا " نظرت له بطرف عينيها ولَم يعجبها ما قال
لفها إليه لتقابل حسن وجهه ليقول وهو يداعب وجنتها بيديه " الذئاب ماكره فتاتي لذلك علينا التعامل معها بحذر "
" وكيف ؟! " رغم عبوسها الا أنها كانت فضوليه لمعرفه كيفية التعامل مع الذئاب ليخبرها جلالته بكل رحابه
" عليكِ إظهار خضوعك له " أمالت رأسها بتعجب " كيف افعل هذا ؟! " ليجيبها جلالته قائلًا " ان لا تنظري لعينيه مطلقًا ، تشعرينه بأنكِ خاضعه له ومن ثم يقترب هو منكِ ليتأكد من خضوعك الكامل له لكنك بالمقابل تقفين مكانك ولا تتحركي حتى انش واحد .. وتكتفين بالتنفس أمامه فقط .. "
" ماذا ان هاجمني ؟! " قاطعته بأنفعال لينقر على أنفها بخفه " لن يفعل .. سيهدأ بمجرد سماع أنفاسكِ ومن ثم يبتعد عنك وهنا تأتي فرصتك للهرب ! "
" أهرب ؟! " سألت ليومأ " اركضي بأقصى سرعه تمتلكينها ولا تلتفتِ للخلف ابدًا ! "
تذكرت كل ما دار بينهما من حديث لتعلن خضوعها للذئب الذي أمامها وهي تشد على قبضة يدها بقوه
واخذت تتنفس كما أخبرها جلالته لترى بأنه يقترب منها حتى رأت أطراف اقدامه امامها لكنها كانت خائفه وبشده لتهمس " أنا خائفه تايهيونغي "
عادت خطوه للخلف ليزمجر الذئب بإنزعاج لتهمس له " اسفه حقًا لكن لا يمكنني البقاء " عادت خطوه آخرى وأقترب الذئب منها مجددًا
عادت وأقترب .. وعادت وأقترب مجددًا حتى شعرت بانزلاق جسدها للخلف " آه .. " علقت في جذع شجره ليتمزق جزء من فستانها " لا تفلتيني ارجوكِ "
خاطبت الجذع تتوسله ان لا يفلتها لتنظر للأسفل وتفزع من المنظر المخيف .. شعرت به يقترب لتغمض عينيها بقوه وأخذ جسدها يتهاوى شيئًا فشيئًا حتى سقطت بقوه في وادي مظلم وضيق
شعرت بتحطم أضلاعها ولَم تقوى على الحركة لتهمس بصوتٍ خافت " هـ هل سأموت هنا .. هل سأموت قبل ان اعترف بحقيقتي لأسمري .. وقبل ان انقذ اخي ! .. لكني لا أريد الموت الان أيها الرب ارجوك ! سـ .. "
أغلقت جفنيها بتعب نال من جسدها لتسمع بعد لحظات نفس صوت الزمجرة ونفس الذئب عاد ليقف أمامها لتدمع عينيها بحزن " الهي~ سأموت الان بحق لا مفر .. تايهيونغ أنا أُحِبُك "
قالتها بضعف ثم أغلقت عينيها باستسلام تشعر باقتراب الذئب منها .. مقربًا انفه من جسدها يشم فريسته قبل الانقضاض عليها
فتح فمه مظهرًا أسنانه وانيبابه الحاده قرب ساقها ليأخذها بين فمه يعضها بقوه لتكتفي جيني بالانين و البكاء بصمت حتى اغشي عليها من شدة الالم والتعب !
..
هذه هي الليلة الثالثه التي يبحث بها جلالته وجنوده عن اي إثر لجيني ولَم يجدوا اي شيء للان
" اذهب للقصر وأرتاح قليلاً مولاي ارجوك " تحدث غرابي الخصلات لجلالته يحثه على العوده والراحه لكونه لم ينام منذ ثلاث ليالي مستمرًا بالبحث معهم
لم يرد عليه جلالته واكتفى بالصمت ليعاود الغرابي الحديث " الن تحدثني ؟! " التفت إليه جلالته عاقدًا حاجبيه بشده " الن تحدثني انت جيون ؟! "
" ماذا تقصد مولاي ؟! " ابتسامه ساخره نمت على ثغر جلالته وأقترب بخطواته واقفًا امام القائد جيون بثبات " اتظن بأني لا اعرفك جونغكوك هاه ؟! انت تخفي أمرًا ما لحماية أحدهم و.. "
قاطعه الغرابي ناطقًا بيأس " لا مولاي انا لم افعـ .. " ضرب صدره بقبضة يده " إياك ان تقاطع حديثي وايضًا انت تكذب !! "
لم يرد جيون بشيء ليضيف جلالته قائلًا " اهتزاز عينيك امامي وعدم وقوفك بثبات امام ناظري أكثر ما اكرهه بك "
تركه ساحبًا خطواته إلى احد الجنود الذي صرخ بأعلى صوته قائلًا " مولاي لقد وجدنا إثرًا "
توجه جلالته بأقصى سرعه ناحية الجندي " ماذا وجدت ؟! " ليقدم الجندي قطعة من قماش الفستان الذي كانت ترتديه جيني وعليه آثار دماء
ليعتصر قطعة القماش بين يديه ويصرخ بحده " عليكم إيجادها بأي ثمن كان .. جدوها لي اتبعوا إثر هذه القطعه لربما تقودنا لمكانها "
ثم قرب قطعة القماش من انفه علّه يشم رائحه فتاته الناعمه " أينكِ فتاتي .. أعلم بأنكِ بمكان قريب من هنا انا اشعر بهذا .. ارجوا ان تصمدي حتى آتيك يا مليكة الفؤاد "
تحرك الجنود بأسرع ما لديهم باحثين بكل إخلاص عن الفتاه الخاصة بجلالته .. ومن ضمن الباحثين كان جونغكوك الذي ينظر إلى جلالته قلقًا عليه بين لحظه واُخرى
ساقته قدماه لطريق ضيق لم يكن منتبهًا إلى أين تأخذه خطاه لأنه كان يفكر بكلمات جلالته التي كان وقعها مؤلمًا على قلبه
جلالته لم يتحدث معه بهذه القسوه من قبل ولَم يعرب عن كرهه لضعفه ابدًا .. قضم شفتيه بقهر هو يعلم في قراره نفسه عن تقصيره
تجاه عمله وخاصه هذه المره .. انجرافة خلف مشاعره وعواطفه جعلت منه شخصًا آخر لكنه ليس من هذا النوع الذي يتأثر .. لما الان ولما في هذا الوقت تحديدًا
" آه .. " صرخ بصوته الرجولي عندما انزلقت قدمها وسقط أرضًا بقوه في واديً اظلم وضيق ليتمتم بغضب " اللعنه !! "
وقف بسرعه على قدميه ليصرخ " يا رجال هنا احتاج لمساعدة !! " بعثر خصلات شعره بضيق منتظرًا ان يأتي إليه أحد الرجال ليمد له يد العون للخروج من هذا الوادي اللعين كما اسماه !
.
.
.
.
يقف بثبات مفرقًا بين ساقيه ليوازن جسده بشكلٍ أفضل فاردًا كتفيه للخلف حاملًا قوسه بين يديه مغمضًا إحدى بندقيتيه ليركز على هدفه
" إياك والتحرك جيون !! " أمر بهدوء وسهمه مسلط على هدفه بوضوح بلع الغرابي ريقه بقلق فجلالته يوجه سهمه إليه مباشرةً
" مـ مولاي انا لم افعـ .. " لم يكن ليكمل الغرابي كلماته حتى عبس جلالته زافرًا انفاسه بإنزعاج ليغلق جونغكوك فمه غير راغب بإزعاجه أكثر
" أخبرتك الا تتحرك !! " قال بحده مُطلقًا سهمه تزامنًا مع حركة جونغكوك ليلامس السهم الحاد وجنته متسببًا في خدشها بجرح طفيف لكنه أصاب هدفه بدقه رغم هذا
وقف جونغكوك جامدًا من دون حراك ليسمع بعدها صوت عواء خافت مِن الخلف ليلتفت موسعًا سوداويتيه بصدمه لما رأى
ذئبٌ اسود ضخم يتلوى على الأرض بألم بعد ان أصابه جلالته بسهمه الحاد وتحته يوجد جسد ضئيل جدًا لكنه أختفى تمامًا عن ناظريه بعد ان سقط جسد الذئب ساكنًا فوقه
" تنحى جانبًا جيون !! " بحده تحدث جلالته ليبعد جونغكوك الذي وقف متصنمًا مكانه غير قادر على الحراك ليتجاوزه الملك ذاهبًا إلى فتاته
جاء الجنود بعد لحظات ليساعدوا جلالة الملك والقائد جيون على حمل جسد الذئب وابعاده عن جسد جيني التي تأن اسفله
" ء ء أسـمري ! .. أتيت ؟ " بنبره ضعيفه جدًا همست له لينحني جلالته قربها جاثيًا على ركبتيه عاضًا على شفتيه السفلى بقوه فمنظرها المرهق والمتألم أوجع قلبه
أومأ ومسح على وجنتها الناعمه بكفه الرجولي ليقول بنبرته الدافئه " أجل أنا هنا فتاتي الناعمه " ابتسمت بوهن له ثم اغلقت عينيها من دون شعور
حرك كف يده ليرفع جسدها عن الأرض قليلاً ليفتح لها الحبل الذي قيد يديها سريعًا .. اعاد نظرته المتألمه إلى وجهها الشاحب والمرهق يتأملها
وقلبه لم يتوقف عن النبض بوجع يعاتبه على منظرها المؤلم أمامه سحبها إليه بحذر بغية حملها لينظر بتفاجئ إلى ساقيها التي تيبس الدمُ عليها لأنها هنا منذ ثلاث ليالي
أغمض عينيه بقوه فمنظر ساقيها المتورمة النازفة مؤلمًا جدًا ليراه خلع عباءته على عجل ليغطي بها جسدها ويلفها جيدًا
ثم حملها بذراعيه بكل هدوء ورقه خوفًا من أذيتها اكثر ليغمرها داخل صدره العريض يمدها بالدفئ على قدر ما يستطيع
ابتعد الجميع عنه فور مروره من وسطهم ينظرون إلى ملكهم الذي لم يرفع بصره عن وجه فتاته الناعمه ابدًا
" جيـ .. يوجين ! " كان راغبًا بمناداة قائد جيشه الا انه توقف عن ذلك لينادي جندي آخر
اقترب الجندي يوجين قائلًا بأنفعال " أمرك مولاي " من دون اي حديث تقدم منه جلالته وسلمه جيني ليحملها " كن حذرًا " حذره بينما يمتطي هو الخَيل ليمد ذراعه مجددًا ويأخذها من بين يدي الفتى
الذي تعجب من أمره فبالعادة القائد جيون هو من يساعد جلالته بأمور كهذه فهو الأقرب إليه من اي احد هنا .. في الجانب الاخر حيث جونغكوك شد على قبضة يده بقوه منزعجًا لما حصل الان
كان جلالته قد سبقهم بخطواته عائدًا إلى قصره ليصرخ القائد جونغكوك بالجنود " هيا عودوا إلى أماكنكم !! " لينفذ الرجال ما أمرهم به قائدهم الذي امتطى خَيله بغضب عائدًا القصر هو الاخر
الجميع كان واقفًا بأنتظار اي خبر عن جيني ' فتاة الملك ' كما اطلقوا عليها وفور ان سمعوا صوت خَيل فضولهم دفعهم ليقفوا صفًا واحدًا ليشاهدوا ما يحصل
اذ دخل جلالته بكل شموخ حاملًا فتاته بقوه يخبئها داخل صدره يسير بخطىً واثقه رافعًا حاجبيه بحده ليقابله أحد الخدم ليأمره فورًا " نادي لي طبيب القصر حالًا ! " ، تحرك الخادم بأقصى سرعه ذاهبًا لأستدعاء الطبيب هيو
الخدم ، الطباخون ، الجواري ، حتى وصفيات الملكه والملكه الام وزجة الملك ومفضلته تابعوا حركته ودخوله إلى جناحه
فور دخوله شهقت كاناتا لما رأته من منظر جيني الذي يكسر القلب تحركت بسرعه وأبعدت الغطاء عن السرير ليضع جلالته جسد فتاته الناعمه المتهالك برقه أكبر من المعتاد
تنهد مره بعد أخرى وهو ينظر إليها بعجز .. هذا الشعور الذي احتل قلبه انه كان عاحزًا عن حمايتها وطالها الأذى في حضرته
دنى منها مجددًا بالعًا غصته مداعبًا خصلات شعرها هائمًا بتفاصيلها الحلوه رغم تلوثها بالجروح والخدوش
" أنظري في أمر هيو لما لم يأتي " خاطب خادمته من دون ان يرفع بصره عن فتاته لتومأ كاناتا على عجل وتذهب لتنادي الطبيب
" اسفٌ على كل أذى أصابك يا مليكة الفؤاد " بهمس قال كلماته يقرب وجهه من وجه فتاته يستنشق أنفاسها الضعيفه بشوقٍ كبير
" أعدكِ وأقسم لكِ بأني سأحاسب كل شخص كان له يد في آذيتك.. اقسم لكِ برحمة والدي بأني لن اكون رحيمًا ! "
أنهى وعوده وقسمه ليقترب مقبلًا جبينها مطولاً حيث اشتاق البقاء في نعومه ملمسها ولَم يرغب بالأبتعاد كان راغبًا بالبقاء قرب هذا النعيم لمدى الحياة
لولا حمحمة الطبيب التي أصدرها منبهًا جلالته بحضروه ليبتعد ببطء ويلتفت ناظرًا إليه قاطبًا حاجبيه " لما كل هذا التأخير ؟! "
" اعتذر مولاي كنت اعمـ .. " قاطعه رادفًا بحده " أمرتك ان تأتي !! ، اللعنه على كل ما تعمل له من دوني !! "
انحنى الطبيب بخضوع مظهرًا احترامه " اعتذر مولاي سامحني لتقصيري في تلبية نداءك .. لن يتكرر ! " مازال خافضًا راْسه بأسف لجلالته
الذي نطق بحده " قُم بعملك ! " أومأ الطبيب فورًا وتحرك متقدمًا من جيني المتمددة على السرير وضع حقيبته جانبه وبدأ بإجراء فحوصاته
بعد مرور نصف ساعه أنتهى الطبيب من فحوصاته ومعالجته لجروح جيني ورضوض جسدها ليقول " أنتهيت مولاي هل اشرح لحضرتك وضعها ؟! "
أومأ جلالته وبندقيتيه لم تفارق وجه فتاته الناعمه ليتحدث الطبيب قائلًا " يوجد كسر في ذراعها اليُسرى لذا وضعت لها قطعتين من الخشب ليمسكان العظم وغطيته بقطعة الشاش ، كتفها متضرر ايضًا لكن ليس بشيء خطير بعض المرهم العشبية كفيله بعلاجه "
تحمحم قليلاً ثم اكمل موجهًا نظره إلى ساق جيني اليُسرى " الضرر الأكبر هنا مولاي لكن ليس خطيرًا .. بالإضافة إلى الرضوض الموجوده في ساقها الا ان عضة الذئب تسببت في .. "
" هل بإمكانها السير مجددًا " قاطعه متسائلاً بقلق ليومأ الطبيب عدة مرات على عجل " بالطبع مولاي ! ، عضة الذئب لم تكن بتلك الحده "
صمت ليلتفت جلالته الملك ناظرًا إليه بمعنى ' وضح ' ليتحمحم الطبيب قائلًا " هو فقط عض على ساقها وكأنه يؤنبها ولَم يغرس أنيابه كامله داخل ساقها "
همهم جلالته وابتسم داخليًا لمعرفته ان فتاته الناعمه قد أخذت بنصيحته وتعاملت مع الذئب بخضوع كما علمها سابقًا
" ماذا عن آثار تلك الجروح والخدوش في جسدها حتى آثار عضات الذئب تلك هل سيبقى لها إثر ؟ " وقبل ان ينبس الطبيب بحرف أمره جلالته قائلًا بحزم
" لا أريد ان أرى حتى خدشًا وحدًا يعلوا جسد فتاتي ، أسمعت .. ستعالج كل ذلك ! " لم يجد الطبيب اي رد فجلالته كان يأمره ومن هو ليعترض حتى " أمرك مولاي ! "
..
مرت تلك الليلة بصعوبه على جلالة الملك تايهيونغ كان يتأمل وجه فتاته الذي يتجعد بين فينةٌ واُخرى مصدرةً صوت آنين خافت يؤلم قلبه العاشق
كان قد نادى على الطبيب ليعلم ما قصة هذا الانين الذي تصدره جيني بالرغم من نومها لتأتي اجابة الطبيب ليقول ان الالم الذي تعاني منه يفوق حجم تحملها لذلك تصدر انّات متألمه دلالة على عدم تحمل جسدها للألم
لم يقدر على فعل شيء أكتفى بالاستلقاء قربها يتكىء على جانبه ينظر إليها بشوق العالم اجمع وكأنها غابت عنه لسنوات وليس لثلاث ليال فقط
حل الصباح وفتاته الناعمه لم تفتح عينيها بعد أخبره الطبيب ان موعد استيقاظها رُبما سيكون طويلاً نظرًا لضعف جسدها وعدم مقاومته
فهي باتت ثلاث ليال من دون طعام او ماء وهذا الاغماء او عدم الاستيقاظ للان أمر طبيعي لحالتها
الا انه لم يكن صبورًا عندها .. ليس راضيًا لرؤيتها نائمه وصامته هكذا .. لا يحب ضعفها ولا يروق له منظرها المتهالك هذا
" اشتقت لزمرد عينيكِ فتاتي .. افيقِ يا مليكة الفؤاد لأنعم بجنة عينيكِ " اقترب مقبلًا عينيها المغمضه
" كاناتا " اتت بسرعه فور ان هتف لها جلالته " أمرك مولاي " فرك ما بين عينيه بتعب ليقول بعدها " تلك الفتاة السمراء جوليا او شيء ما هي دومًا ما ترافق فتاتي استدعيها "
" لما مولاي ؟! " ببلاهه تسألت كاناتا فليس من حق أحد ان يسأل جلالته عن اي شيء
رمش بخفه ثم حدق بها لبرهة مطلقًا تنهيده متعبه وطويله حملت اوجاع قلبه المرهق " لتهتم بجيني وتعتني بها " أجابها ولأول مره يبرر لأحد
" ولما مولاي انا هنا و سأفعل ذلك بنفسي ام انك لا تثق بي مولاي " عبست بإنزعاج نهاية حديثها الذي وجده جلالته غريبًا جدًا
" ما خطبك كثيرة الثرثرة اليوم كاناتا ؟ اذهبي واستدعي الفتاة " نهى كلامه بحده متوجهًا إلى حمامه راغبًا بأخذ حمام منعش يريح تعب جسده
بعد ان أنهى استحمامه وأرتدى ثيابه خرج ليرى جورجيا تجلس على الأرض جانب جيني وتبكي بحرقه
ليقطب حاجبيه بإنزعاج " امرت بحضورك إلى هنا لتعتني بها لا ان تنوحي فوق رأسها ! "
نهضت جورجيا ووقفت منحنيه أمام جلالته بإرتباك " اعتذر مولاي ، لم اقصد ان ابكي ، لكن منظرها هذا كَسر قلبي " بصوتٍ مهزوز همست
زفر جلالته أنفاسه ليتمتم بهدوء مع نفسه " وقلبي ايضًا كُسر لمنظرها هذا " التفت راغبًا بالمغادرة إلى غرفة مكتبه لكنه عاد ليخاطب جورجيا بهدوء " انتبهي لها جيدًا واذا حدث اي شيء تعالي إليّ انا في غرفة المكتب "
أومأت جورجيا بطاعه ورغبت بالحديث " مولاي لديّ ما اخـ .. " لكن قاطع حديثها دخول الملكة الام ومعها خادمتها صوفيا
وتبعتها في الخلف الأميره سون آه وجاريتها آشا تحدثت الملكة الام اولًا " صباح الخير جلالتك ، كيف حالك ؟! " اقترب جلالته مقبلًا كف يدها
ثم بادلها التحية مبتسمًا بضيق " صباح النور ، بخير حبيبتي " مسحت على وجنته بلطف ونقلت بصرها إلى جيني النائمه لتقول بنبره متهكمة وغير مباليه " يبدو بأنها بخير "
" ليست ! " بأختصار أجابها منزعجًا ثم اضاف مبتسمًا على مضض " ادعي لها ان تتحسن فدعاء الامهات فيه شفاء " تبسمت ضاحكة بخفه وربتت على كفه
" مولاي حمدًا لله على سلامة جيني " هتفت كلماتها بصوتها الهادئ كعادتها الرقيقه التفت إليها ممتنًا لحضورها " شكرًا لحضورك سون آه "
نبض قلبها بصخب فهذه اول مره يقول اسمها على لسانه بعد ان هجرها طويلًا هو حتى لم يعد ينطق بأسمها
ابتسمت باستحياء ونظرت إلى جيني بأسف وحزن لمنظرها الموجع للقلب " اتمنى ان تكون بخير " همست بصدق حروفها تلك
لتصل لمسامع الملكة الام التي التفتت إليها عاقدةً حاجبيها بإنزعاج مبالغ لتقول لها بحده " بل عليكِ بالدعاء عكس ذلك لتبقى راقده هكذا ، لتكوني مكانها قرب جلالته أقلها "
قضمت سون آه شفتيها وأسدلت رأسها تشيح بصرها بعيدًا عن الملكة الام التي قلبت عينيها بملل
" عن إذنكن لديّ حديث مع القائد جيون " أومأن له من دون اي حديث يذكر وسارَ جلالته بخطاه متوجهًا إلى غرفة مكتبه الا ان صوت جورجيا وما نطقت به أوقفه مكانه
" مولاي أنا أعلم من فعل هذا بجيني !! "
صرخت بتلك الكلمات بكل شجاعه وثقه ولَم تتردد للحظه عن قول الحقيقه التي يجهلها الجميع هنا
وقف ، ثم التفت بنصف جسده ينظر إلى جورجيا التي تشكل قبضة بيدها " ماذا قلتِ ؟! " سأل ليتأكد من ان ما سمعه صحيح
لتعيد قولها بكل ثقه مجددًا " قلت بأني أعلم من هو الفاعل مولاي ، من وراء هذا الفعل الشنيع "
عقد حاجبه متوجهًا ناحيتها بخطىً سريعه ليمسكها يشدها من ساعديها بقوه " ولما لم تتحدثي للان ؟! ماذا تنتظرين ؟! "
" كنت سأخبرك بالحقيقه سواء وجدت جيني ام لم تجدها مولاي ، انت عليك ان تعلم حقيقة من حولك " من دون خوف ومن دون ان تفصل نظرها عن بندقيتي جلالته اخبرته
" ما هذا الهراء !! ، هل ستصدق حديث خادمة من المطبخ الان جلالتك ؟! حقًا ؟! " بنبره ساخره نطقت الملكة حروفها
وقبل ان يرد عليها جلالة الملك دخل عليهم مظهرًا انحاءة احترام لجلالته القائد جونغكوك ليقول بثبات " صباح الخير مولاي ، جئتك ملبيًا "
أومأ له من دون ان ينبس بحرف ولَم يتلفت إليه حتى ليسأل الغرابي مميلاً بجسده إلى الملكة الام هامسًا " ما الذي يحصل هنا جلالتكِ ؟! "
لتقول بنبره مستنكره وساخرة " تصور أيها القائد جيون ان هذه الفتاة النكره تقول بأنها تعلم من الفاعل .. من فعل هذا بجيني "
وسع القائد جيون عينيه مما قالت واشاح بصره عن الملكة الام ليحوله إلى جورجيا التي نظرت له بتحدٍ رافعةً حاجبها له بعناد
احتدت نظراته لها وكأنه يخبرها بعدم البوح بما تعلم لكنها عاندت لتقول " سأخبرك مولاي هنا والان وامام الجميع .. فليس لديّ شيء اخسره "
" لا تتفوهي بـ .. " خاطبها القائد جيون ليمنعها عن الحديث .. ليرصّ جلالته على أسنانه بقوه ليصرخ بها قائلًا بغضب " انطقي بما تعرفيه ولا تماطلي أكثر "
أومأت جورجيا بفزع لتقول بعد ان بلعت ريقها عدة مرات " أريد الامان منكَ مولاي " أومأ لها وابتعد عنها عدة خطوت للخلف
ليقف متخصرًا وسط الغرفة ثم اعاد خصلات شعره للخلف يهدأ من نفسه قليلاً " لكِ الامان جورجيا تحدثي ! "
ساد الصمت في المكان .. الكل مترقب ما ستنطق به الفتاة السمراء هنا التي أغمضت عينيها لثواني وزفرت أنفاسها لتقول بصوتٍ عالٍ ومسموع للجميع
" الملكة الام وراء كل ذلك مولاي !! "
عقد حاجبيه بعدم تصديق لما سمعه استدار بكامل جسده ناحيتها ليقول لها بكل هدوء " أسمعتِ ما تفوهتِ به للتو ؟! "
" أجل مولاي انا واثقه مما قلت ولن أتراجع عن كلامي ابـ .. " قاطعتها جارية الملكة صوفيا التي اقتربت على حين غفله وصفعتها بقوة
" كاذبه !! أنها تكذب مولاي " بغضب الدنيا اجمع التفت إليها وعينيه تشتاط غضبًا " من سمح لكِ بالحديث ؟! "
بلعت ريقها بفزع لتقول " أسفـ .. " لم تكمل حتى صرخ بها جلالته " أصمتِ !! " لتسدل رأسها بخوف من نظراته الساخطه تجاهها
" بُني لا يمكن ان تصدق كلمات تلك الخادمة " هذه المرة حاولت الملكة الام ان تلين قلب جلالته بحديثها مدافعةً عن نفسها امام أبنها
الذي لم ينظر إليها حتى بل وجه حديثه إلى جورجيا مره أخرى ليسألها وهو يعقد حاجبيه بغضب " لما لم تأتي اليّ او تبلغي احدًا لما صمتِ لكل هذا الوقت ؟! "
" فعلت !! " بأنفعال دافعت جورجيا عن نفسها لتضيف بتردد " ذ.. ذهبت إلى القائد جيون وأخبرته عن كل ما سمعته "
" مولاي دعني أوضح لك ! " بنبره قلقه أخرج كلماته القائد جيون لكنه لم يتلقى اي رد فعل يذكر من جلالته الذي تجاهله تمامًا
" ماذا سمعتِ ؟! " سأل .. لتزفر جورجيا أنفاسها التي خرجت مهزوزه بعض الشيء فالأجواء متوتره بشكلٍ مخيف
" في صباح الحادثه مولاي كان علي انا وبعض الفتيات تنظيف الحمام البخاري الخاص بجلالة الملكة الام ذهبت إلى هناك وقمت بعملي ثم خرجت أنا وبقية الفتيات لنعود للمهجع ، لكن قبل وصولي إلى هنا كنت قد انتبهت لفقداني إحدى اقراطي الفضية لذا قررت العودة للحمام والبحث عنها هناك .. "
رطبت شفتيها بلسانها ثم أكملت " دخلت للحمام مجددًا وبحثت عن القرط ووجدته وكنت في صدد الخروج الا ان حديث الملكة مع خادمتها صوفيا أوقفني ودفعني فضولي لأستمع لحديثهما .. "
عوده إلى ذلك الصباح .. داخل الحمام البخاري الخاص بالملكة الام
بينما أخذت الجارية صوفيا تدلك كتفي جلالتها خاطبتها قائله " هل أنهيت أمر تلك الفتاة النكره ؟! " سألت وهي تغلق عينيها براحه إثر لمسات صوفيا
التي تسألت ببلاهه " تقصدين جيني جلالتك ؟! " لتقلب جلالتها عينيها بإنزعاج من غباءها وزفرت نفسًا ضيقًا " ومن غيرها اذًا أخبريني ماذا فعلتِ ؟! "
" بعثت لها مرسولًا يدعي انه من جلالة الملك لتذهب إلى الحديقة الخلفية للقصر .. الغبيه صدقت وذهبت إلى هناك وانتظرت جلالته حتى جاء أحد الرجال وضربها بقوه على رقبتها لتسقط مغشيًا عليها ثم حملها مع بعض رجاله ورموها في بطن الغاب لتأكلها الذئاب هناك " ابتسمت بنصر نهاية حديثها
لتبتسم الملكة برضى لما سمعته من حديث " احسنتِ صنعًا أتمنى ان لا تعود ابدًا ، مكافأتك انتِ والرجال ستأخذونها لاحقًا "
وسعت إبتسامه صوفيا وردفت بحماس " شكرًا لعطاءك مولاتي "
كل ذلك الحديث التقطته اذني جورجيا التي وقفت تتخبط بخوف تريد الخروج بأسرع وقت من هناك لتذهب لاخبار اي أحد لينقذ جيني
اول شخص فكرت به كان جلالته لكنها تعلم مكانتها وأنهم لن يجعلوها تقابله مهما حصل لكونها مجرد خادمة هنا ؛ لذا قررت ان تستعين بالقائد جيون
وفعلت فور ان خرجت الملكة الام وجاريتها خرجت هي الأخرى بأقصى سرعه متوجه إلى القائد جيون
وفعلت فور ان خرجت الملكة الام وجاريتها خرجت هي الأخرى بأقصى سرعه متوجه إلى القائد جيون
وصلت إلى غرفته وطرقت الباب عدة مرات لتفتح لها إحدى الخادمات التي كانت تنظف غرفته لتسألها فورًا " أين القائد ؟! "
" انه في ساحة القصر يدرب بعض الجنـ .. ما بها هذه ؟! " لم تكمل حديثها حتى أنطلقت جورجيا إلى ساحة القصر حيث يتدرب الجنود هناك
بحث عنه بعينيها كانت تلهث بتعب وفور ان لمحته توجهت إليه من دون حذر " أيها القائد أريد الحديث معك !! "
قطع تدريبه بإنزعاج ليخاطبها وهو يعقد حاجبيه بشده " الا ترين بأني أدرب الجنود ؟! من سمح لكِ بقطع التدريب ؟! "
" عليّ الحديث معك الأمر مهم " تجاهلها واستمر بقتاله مع أحد الجنود لتزفر جورجيا أنفاسها بغضب وذهبت لتقف قربه لتصرخ " انه بخصوص جلالة الملك تـ .. "
ألقى السيف ارضًا وسحبها من ذراعها بقوه " أكملوا إلى حين عودتي !! " هتف لرجاله واستمر بسحب جورجيا معه
حتى دفعها بقوة على الحائط وحاصرها هناك ليهسهس بغضب " ما لعنتك ؟! وما أوصلك للملك انتِ ؟! "
" حسنًا أسمعني جيدًا ارجوك لا أعلم كم نملك من الوقت حتى ؟! " بنبره خائفه تحدثت معه ليعقد حاجبيه من حديثها المبهم " ماذا هناك تحدثي ؟! "
" جيني !! ، هم ينون قتلها أيها القائد !! " امال برأسه وجعد ملامحه " ما هذا الهراء الان ؟! من اخبركِ بهذا ؟! "
" ليس هراء !! ، لقد سمعتهم بأذنيّ " هتفت بحده ليلتمس القائد جيون الصدق في حديثها ليقف متخصرًا راغبًا بمعرفة تفاصيل أكثر
" من هم ؟! وما الذي سمعته ؟! " اخبرته بكل ما سمعته وكل ما دار من حديث بين الملكة وجاريتها صوفيا كان يصغي لها باهتمام وعندما أنتهت
زفر أنفاسه ليقول لها بهدوء " انسي كل ما سمعته ودعي الأمر لي انا سأتصرف " كان بصدد الرحيل لكنها قاطعته " لكن هـ .. " عبس وغضب ليلتفت إليها " قلت بأني سأتصرف ، وإياكِ بالتفوه بأي حديث مما سمعته فهمتي ؟! "
لم تجيبه ليمسكها من كتفها ويضغط " مفهوم جورجيا ؟! " لتومأ جورجيا بطاعه فهي لا تملك اي حل آخر سوى ان تثق بالقائد جيون
انتهى
" هذا ما حصل بالتفصيل مولاي " ختمت حديثها مسدلةً رأسها لكن قلبها مرتاح لأنها أفرغت ذلك الحمل الذي اثقل على عاتقها
صمت ساد في المكان ولَم يعقب اي أحد بحرف من بعد حديث جورجيا تحرك جلالته ليقف امام والدته التي بلعت ريقها بخفه وتوتر
رفعت نظرها لترى عينيه اللامعه ونظراته المعاتبه " لما فعلتِ هذا ؟! "
" ءء اسـمري ! "
تعليقات
إرسال تعليق