روزمين ♡الامبراطور♡4

القائمة الرئيسية

الصفحات

 صوت عزف جميل جدا تسلل الى

مسامعه فعكر جبينه يحاول

استيعاب ما يحدث


كان نائما على صدره يحشر يديه

تحت الوسادة والغطاء القطني

الدافئي يحيط به

ذاك اللحن المميز كان يصدر من

احدى الزوايا البعيدة لغرفته


صوت نقي صنعته أناملها على

أوتار قيثارة ذهبية 


عزفها كان كالحلم 

مريحا للاعصاب وملطفا للجو


مع ذلك الصوت هو اشتم رائحة

عطر غريبة.. هي الاخرى كانت

مميزة وجميلة كجمال الموسيقى


عيناه كانتا ثقيلتين جدا ولم يكن

قادرا على فتحهما لشدة تعبه

شعر كما لو ان جفنيه ملتصقان

ولم يستطيع النهوض لهذا قرر

النوم اكثر


ذاك الصوت وتلك الرائحة العطرة

قد كانتا كالمخدر

فهو لم يعتد على النوم لمدة طويلة

بل كان يعاني الارق ولا تتجاوز فترة

نومه الأربع ساعات


طوال الوقت يشعر بعدم الارتياح في

السرير كأن هناك شيئا ناقصا 

لكنه الان شعر بالراحة كما لو انه

قد وجد ما ينقصه اخيرا


الوقت قد تعدى موعد استيقاظه

المعتاد لهذا لم يتجرأ احد على

الدخول سوى مساعده جيون جونغكوك

الذي اراد التأكد من ان الامبراطور

بخير.. فتأخيره هكذا لم يكن مألوفا

طرق الباب عدة طرقات خفيفة لم

يصل صداها الى أذني النائم 

ثم فتح الباب وأطل برأسه للداخل


اول ما قابله هو صوت العزف على

القيثارة فقطب وهو يدخل اكثر

ثم اغلق الباب خلفه 

رآها هناك جالسة امام قيثارة صينية طويلة

مستطيلة الشكل مطلية بالذهب ومصنوعة

من اجود انواع الخشب


تمرر عليها اصابعها النحيلة بسلاسة 

مصدرة اصواتا جميلة جدا

صاحبة العينين المغلقتين تعزف

داخل غرفة الامبراطور


هي وبطريقة غريبة اصبحت

السابقة لفعل امور لم يسبق

ان حدثت في هذا القصر


مثل قتل الجنرال و امساك السهم

ومقاتلة الامبراطور ثم اخيرا النوم

في غرفته حتى الصباح والعزف فيها

ابعد عينيه عنها ليتذكر ما جاء لأجله

فاقترب من سرير الامبراطور حيث

تحيط به ستائر حريرية شفافة مطرزة

بخيوط من الذهب ليبعدها بحذر

وينظر الى جسده النائم بسلام

تنهد ثم عاد ادراجه ليلاحظ تلك الاعواد

المعطرة التي اشعلتها في ارجاء

الغرفة


اعوادا دقيقة سوداء اللون مشبعة

بالعطر وبمواد تفرز رائحة جميلة

لدى احتراقها

اعاد بنظره اليها ليجدها تتابع العزف

دون توقف او ارتباك


لا يعلم منذ متى وهي تعزف هكذا

ومتى استيقظت لتفعل كل هذه الاشياء

لكنه استنتج ان هذا هو سبب استغراق

سيده في النوم


لم ينبس بحرف وغادر بهدوء كما

دخل.. انها اول مرة يرى فيها

جيمين نائما بعمق وهو لا يريد

افساد الامر لهذا تركها تفعل

ما شاءت 

لو انها ارادت قتله كما يشك لفعلت

من البداية.. لن يكون الامر سهلا

مثل قتل الجنرال لكنه ايضا لن يكون

بتلك الصعوبة وليس مستحيلا عليها

انهاء الامر والهرب دون ان يمسك احد

بها

مرت ساعتان على موعد استيقاظه 

وهي لم تتعب من العزف حتى 

شعرت انه اخذ كفايته من الراحة

وقد حان وقت استيقاظه فتوقفت


نهضت من مكانها لتغادر الغرفة

وما ان فعلت حتى دخل جونغكوك

خلفها

غرفة الامبراطور الواسعة كانت

مضيئة باللون الذهبي الذي

يتسلل من النوافذ والشرفة


ثم ينعكس فوق ستائر سريره

ليجعل المكان اكثر حيوية 

وجمالا مما كان عليه يوما


الشمس تشرق من الجهة المقابلة

للغرفة لكن جيمين لا يفتح

النوافذ والستائر حتى تمر الشمس

لأنه وفي رأيه سطوعها مبالغ

به 

لكنه الان ينظر الى هذه الغرفة

الجميلة المضيئة كأن كل ما بها

قد تم طليه بالذهب فلم يستطيع

عدم نطق عبارة "جميل جدا"

بهمس قد خرج رغما عنه فغرفة

الامبراطور هذه حقا شديدة الجمال

اقترب جونغكوك ببطء من سرير 

جيمين ليجده نائما بنفس

الوضعية فأبعد الستائر من

حوله ووقف ينظر اليه ويقضم

شفته يفكر كيف سوف يقوم

بإيقاظه


ربما قد يغضب لأنه قام بإيقاظه

او ربما سيغضب لأنه لم يقم

بإيقاظه في وقت أبكر

في كلتا الحالتين سيغضب لهذا

هو اخذ نفسا عميقا ومد يده

بتردد ليلمس كتفه لكنه تراجع

وشد شعره للخلف زاما شفتيه


"سيدي الامبراطور.. اتمنى ان

تستيقظ.. اعني ان عليك الاستيقاظ

اللواء تايجي سيصل بعد قليل"

همس جونغكوك بصوته الناعم ينتظر

اي رد فعل من سيده لكن صوته

كان خافتا اكثر من اللازم وظن 

انه لن يستيقظ فأخذ يستعد لتغيير

نبرته قليلا 

"كم الوقت الان؟"


صوته الناعس قد قاطع افكار جونغكوك

الذي وقف مذهولا من انه استيقظ

بهذه السرعة 


تحمحم جونغكوك ليبتعد قليلا ويعدل

من وقفته

"انه الصباح سيدي.. مرت ساعتان

على موعد استيقاظك المعتاد"


تحدث وهو يرمق سيده الذي سحب

يديه من تحت الوسادة ليرفع بهما

جذعه العاري عن ملاءات السرير

التي انكمشت لبعده 

مرر يده على خصلات شعره السوداء

ثم فرك عينيه قليلا قبل ان يرفعهما

الى مساعده و يمررهما في ارجاء

الغرفة وهو يضيقهما في محاولة

منه للاعتياد على الضوء 

جيمين: من فتح الستائر والنوافذ؟


جونغكوك: ل-لا اعلم سيدي لكن لم

يدخل هنا احد غيري انا والخادمة

العمياء


جيمين: الخادمة؟ اين هي الان؟

جونغكوك: لقد خرجت مولاي.. جئت

قبل مدة لأتفقدك لأنني قلقت من

تأخرك في الاستيقاظ لكنني تفاجأت

بوجودها هنا تعزف على القيثارة


جيمين: تعزف؟ اذن ذاك الصوت كان

صوت عزفها..

جونغكوك: لقد قامت بإشعال بعض العطور

والأبخرة ايضا في الغرفة ولا بد من انها

من فتحت النوافذ وباب الشرفة قبل

ان تخرج


جيمين: حسنا.. اخبرها ان تحضر الان

جونغكوك: هل ستعاقبها؟


جيمين: لماذا سأعاقب من ساعدني على

تذوق النوم بسلام لم أعشه من قبل؟


جونغكوك: اه ح-حاضر.. سأطلب مجيئها

وسأرسل لك من يعتني بحمامك

جيمين: لا ترسل احدا غيرها


همهم جونغكوك منحنيا ثم التفت ليغادر

اما جيمين فقد انحنى يحمل ثوبه

الاسود ويلقيه على كتفيه ثم نهض

متجها نحو الشرفة بخطوات صغيرة

وقف امامها وهو ينظر الى الاسفل

حيث الحديقة الفارغة ثم ومن بعيد

تظهر الشمس من خلف الجبال 


فتسلل منها ما يكفي ليضيء الغرفة

وينير المكان بشكل جميل اعترف به

هو ايضا

شعر ببعض التغيير اليوم فهو كان

اكثر قوة ونشاطا عما يكون عليه

عادة


سمع الباب يفتح من خلفه فالتفت

ليراها تتقدم وتنحني له

اقترب منها ببطء وهو يمرر مقلتيه

على كيانها كله من رأسها حتى 

اخمص قدميها الى ان وقف امامها


تأملها لعدة ثواني قبل ان يتجاوزها

ويدخل الحمام فلحقت به 

أرخى ذراعيه لتأتي هي و تسحب 

رداءه العلوي تبعده عن جسده

قبل ان ينزل في حوض المياه الباردة


اخذت هي تنفذ طقوس حمامه المعتادة

بينما يضع ذراعيه على حافة الحوض

لم يستطيع كتم حديثه فهو يملك الكثير

لقوله لها.. لم يعتد على التحدث مع

فتاة لوقت طويل وخصوصا خادمة

لكنها مختلفة وهي تجبره على الحديث

بغموضها ذاك

جيمين: انت من كان يعزف صباح هذا

اليوم اذن.. 


روزي: اجل مولاي.. 


جيمين: في العادة كنت لأستيقظ فور

سماع اي صوت او الشعور بأي

حركة ولو كانت خافتة جدا.. لهذا

غرفتي شديدة الهدوء، لكني استغرب

عدم استيقاظي فور سماع الموسيقى

ما السر يا ترى؟

روزي: في المعبد حيث تدربت.. كان

يأتي الناس من شتى بقاع الارض

للعلاج.. وقد كان الكثير من المعلمين

يقومون يعلاجهم بطرق مختلفة، احداها

كانت الموسيقى، استنشاق تلك العطور

المميزة مع عزف اللحن الصحيح.. يريح

الجسد ويسلب القدرة على التفكير 

فتتخدر حواسك و تنام.. هذا كان علاج

الارق

جيمين: كيف علمت انني اعاني من الارق؟


روزي: لقد سمعت هذا صدفة من طبيب

القصر.. اذاني شديدة الحساسية كما

تعلم


جيمين: اذن فأنت طبيبة ايضا

روزي: لا لست كذلك.. لكنني تعلمت بعض

طرق العلاج الاساسية والتي أبديت فيها

اهتمامي وطلبت تعلمها بالاضافة لتعلمي

للقتال..


توقف عن طرح اسئلة ما ان بدأت تسكب

المياه فوق رأسه 

"هل تسمح لي..؟"


تحدث لينظر هو الى يديها ففهم انها

تريد لمسه وهو اعطاها الاذن 


لقد سبق ان فعلت على كل حال 


مررت اصابعها بين خصلات شعره

من الخلف تدلك فروة رأسه وصولا

الى جبينه 

اغلق هو عينيه يشعر فقط بحركاتها

وهي تدلك كتفيه برغوة الصابون 


وكالعادة قد كانت ثابتة جدا تمرر

اصابعها باحترافية فوق نقاط معينة

في جسده تشعره بالراحة 

تجيد استخدام يديها وتعرف ما تفعله

وكيف تثير اهتمامه 


انهت دورها في مساعدته وغادرت

ليبقى هو قليلا قبل ان يلحق بها

وهو يجفف جسده 

وجدها واقفة في الغرفة كما امرها

ولم تخرج لهذا هو أكمل ارتداء ثيابه

اولا قبل ان يوجه حديثه اليها بينما

يعدل ياقة ثوبه امام المرآة


جيمين: كيف لك النوم على الارض

أليست باردة؟

روزي: لا أتأثر بالبرد سيدي


جيمين: الجماد هو ما لا يتأثر

بالبرد.. انت مجرد انسان

ولا بد من انك تشعرين


روزي: اعتذر لمعارضتك لكنني

حقا لا اشعر بالبرد.. صحيح انه

قد يؤثر علي في مراحل ما

لكنه لا يؤذيني.. الشعور بالبرد

او الحر شيء نتحكم فيه بعقولنا

وانا افضل من يفعل

جيمين: اذن ان وضعتك على النار

مثلا فلن تحترقي؟ أهذا ما تحاولين

قوله؟


روزي: ليس كذلك.. كما سبق وقلت

انا مجرد انسان وسأحترق بالنار

لكنني لن أشعر بألمها حتى تأكل

جزءا مني 

جيمين: نحن في بداية فصل الثلوج

والليالي تكون باردة.. لكن على 

ما يبدو فأنت تحبين تحدي الطبيعة

لنضع لك اختبارا ما رأيك؟


روزي: انا تحت أمر مولاي

جيمين: غادري الى ان اطلبك.. ومنذ

اليوم فصاعدا سوف تنامين داخل

غرفتي كما الامس، أهذا مفهوم؟


انحنت له فنظر إليها ليربط اخيرا

غمد السيف الى حزامه ويخرج

لاستقبال اللواء سيو تايجي الذي

يفترض وصوله بعد قليل


تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع