روزمين ♡الامبراطور♡ 2

القائمة الرئيسية

الصفحات

 ابعد يده عن وجهها لكنه 

لم يسمح لها بإغلاق عينيها

فظلت تنظر الى خياله المشوش

امامها وتستمع للمزيد من 

الاسئلة 


جيمين: مالذي تعملينه في القصر

بالضبط

روزي: لا شيء محدد 


جيمين: لماذا؟


روزي: يعتقدون انني عمياء

وبلا فائدة


جيمين: ان كانوا يعتقدون ذلك

فلماذا ارسلوك الي صباح

اليوم

روزي: لا اعلم.. 


جيمين: اذن اخبريني لماذا

لا ترتدين الفستان الموحد

للخادمات


صمت للحظة وحركت مقلتيها

للأسفل قبل ان تعيدهما الى

وجهه وتجيبه

"ذلك الفستان ترتديه الجميلات"


حدق فيها للحظات قبل ان يضحك

بينما بقيت صامتة تغلق عينيها

من حين لآخر حتى توقف عن 

الضحك 

جيمين: ان لم يسبق ان رأيت نفسك

في المرآة فكيف تعرفين انك 

لست من بين الجميلات


روزي: صحيح.. لكن ما يكشفه

ذاك الفستان سيظهر جروحا لن

تسر الناظرين 

عادت لإغلاق عينيها بعد امتلأتا

بالمياه لأنها لم تعتد على فتحهما

لمدة طويلة فقطب حاجبيه لاجابتها

قبل ان يسمح لنفسه بمد يده اليسرى

ليمسك وجهها بينما اتخذت يمناه

طريقها نحو فستانها فيدفعه للخلف

كاشفا على كتفها 

استطاع رؤية ندوبها بكل وضوح 


انزل الفستان اكثر ليرى مزيدا

من الندوب فمرر اصابعه عليها


ضيق عينيه ذوات النظرة الذكية

وهو يتحسس المزيد من الندوب

لا بد من انها شاركت في معارك

ضارية او ربما هذا كان نتيجة 

تدريب قاسي


جيمين: كيف حصلت عليها


روزي: بطرق مختلفة.. بعضها

من اثر التدريب والبعض الاخر

من نزالات عشوائية او حوادث

عرضية

جيمين: وكيف سمحوا لك بارتداء

فستانك الخاص ولم يطردوك

لاختراق القوانين


روزي: كنت في منتصف نقاش

حاد مع المسؤولة عن الخادمات

حول الثياب لكنها فجأة صمتت

وامرتني بمرافقة بقية الفتيات

لخدمتك

جيمين: هكذا اذن.. ارسلوك الي

رغبة في جعلي اراك تخطئين

فأعاقبك


تركها وابتعد للخلف عدة خطوات 

لتعيد ارتداء ثوبها بشكل صحيح

وهو انحنى ليحمل ثوبه ايضا

ويلقي به فوق كتفيه 

"انصرفي"


تحدث معطيا ظهره لها فانحنت

وغادرت بصمت كما دخلت بينما

ظل هو واقفا يواجه الشرفة 


.

.

.

في اليوم التالي 


"نستطيع مهاجمة قصره 

فورا ونهدمه فوق رأسه"


تحدث جونغكوك بغضب بينما

يجلس جيمين على عرشه

وهو ينظر امامه الى ذاك

الشاب الجاثي ارضا والذي

حاول قتله بالامس

الملازم هوسوك قد اجبره

على قول الحقيقة واخبارهم

بأن الشخص الذي ارسله 

هو الجنرال نامجون 


هو اقوى جنرالات جيمين 

ولا ينكر انه شعر بالخذلان 

لمعرفة انه خائن يطمع 

بالعرش خصوصا ان الامبراطور

لا يملك ولي عهد او حتى اخا

ليعتلي العرش خلفه 

اي ان وفاته سوف تفسح المجال

لمن يمتلك اكبر قوة حتى يبسط

اشرعته فوق العرش ويجبر الناس

على الانصياع له فهو الاقوى


تنهد جيمين وهو يستمع لاقتراحات

من حوله حول ما سيفعلونه بالجنرال

نامجون لكنه لم يعجب بأي من تلك

الاقتراحات

"ما رأيك؟ هل نهاجم اليوم"


سأل احد المستشارين وهو ينظر

الى الامبراطور الصامت منذ

بداية النقاش فمرر هذا الاخير

نظره عليهم واخذ يفكر قليلا

هذا الجنرال الخائن لا يستحق 

ان يتعب جنوده من اجل قتله

والدخول في معركة مع رجاله

لذلك فالحل هو ارسال جاسوس

ليقتله خفية دون ان يتوقع ذلك


الجنرال نامجون قد خاض حروبا

كثيرة مع الامبراطور وهو يملك

قصرا بعيدا عن القصر الملكي

لديه جنود اوفياء جدا ومستعدون

للوقوف ضد الامبراطور ان امرهم

بذلك


فخطرت فكرة على جيمين 

يريد من خلالها ضرب عصفورين

بحجر واحد

انصرف الجميع بأمر منه وبقي

فقط الملازم هوسوك و المستشار

جونغكوك ينتظران سماع خطته


"كما ارسل لي جاسوسا ليحاول

قتلي سوف ارسل له ايضا جاسوسا

ليقتله في خلوته"

تناقل الاثنان بجانبه النظرات بينهما

ثم اعاداها نحو جيمين الذي افصح

عما يريد فعله


جيمين: سأرسل له الفتاة التي اوقفت

السهم لتغرسه في حلقه وتحضر

ليه رأسه

جونغكوك: ماذا؟ هل حقا ستثق بأن

خادمة ما ستقوم بهذه المهمة

الخطيرة؟


هوسوك: في الواقع انا اوافق

الامبراطور فقد فعلت مالم استطع

تصديقه.. لكن هل هي بارعة لتلك

الدرجة؟ 

جونغكوك: لا اظن انها ستتمكن من قتله

وبدل ذلك سوف يقبض عليها ويرسلها

لك اشلاء او ربما يحتفظ بها لتخدم متعة

جنوده


جيمين: بل ستنجح.. ستقتله وتعود مع رأسه

دون ان تصاب بأي خدش 

جونغكوك: رائع وماذا سنفعل ان قبض

عليها؟


جيمين: اصمت قليلا ايها المستشار

انت مزعج وتعيق افكاري.. بدل

حديثك هكذا اذهب واحضرها 

تنهد جونغكوك لينحني ويغادر بحثا

عن الخادمة غريبة الاطوار


..


بعد عدة دقائق عاد وهي تسير

خلفه ولم يستطع التوقف عن

الالتفات في كل مرة ليتأكد

انها لا تفتح عينيها لكنها تلحق

به كما لو كانت ترى

وذلك قد اخافه بعض الشيء


دخلا الى غرفة الاجتماع لينحنيا

ثم يتقدم جونغكوك ويقف بجانب

العرش بينما انحنت هي لتجثو

على ركبة واحدة ورأسها للاسفل

جيمين: لقد امرت بإحضارك لأجل

تكليفك بمهمة معينة.. فهل ستنفذين؟


روزي: انا تحت امر الامبراطور


جيمين: اكتشفنا امر الخائن الذي

حاول قتلي بالامس.. ومهمتك 

هي الذهاب لزيارته والعودة

حاملة رأسه دون ان يعرف 

احد بأمرك.. هل تستطيعين

فعل ذلك؟

روزي: امر جلالتك مطاع.. 


جيمين: متأكدة بشأن ذلك؟ ان

تم القبض عليك فسوف 

اقتلك بنفسي 


روزي: ثق بأنني لن اخيب

ظن جلالتك ابدا 


جيمين: اقتنعت.. ماذا عنكما؟؟

تحدث سريعا وهو ينظر الى

هوسوك وجونغكوك اللذان اومآ

بتردد فابتسم برضى وهو يمسك

سهما كان بجانبه فوق الكرسي


"هذا السهم هو ما كاد يقتلني

رأسه لم يعد حادا الان وهو 

ما سوف تستخدمينه لقتل

ذاك الشخص.. تعالي وخذيه"

استقامت لتتقدم بحذر ناحية

ثم جثت امامه رافعة يديها

تستقبل منه السهم


جيمين: هل تعرفين هوية من

سيتوجب عليك قتله؟


روزي: لا.. مولاي


جيمين: الجنرال كيم نامجون..

قصره يبعد كثيرا عن هنا

وستحتاجين يوما للوصول

الى هناك ويوما اخر للعودة

ان مر اليومان ولم تظهري

فلن يكون لك عودة الى هذا

القصر

روزي: امرك


جيمين: سترحلين الليلة للتنفيذ


امسكت السهم وانسحبت للخلف

لتنحني بعدها وتغادر دون ان

تسأل عن اي شيء 


جونغكوك: سيدي هذه المرأة غريبة

هوسوك: صحيح


جيمين: ايها الملازم


هوسوك: تحت امرك سيدي


جيمين: ارسل خلفها افضل جواسيسك

ليتعقبها.. واخبره ان يحذر جيدا فسمعها

قوي، اخبره ان يراقبها وإذا مر يومان

دون ان تظهر فدعه يعود

هوسوك: حاضر


تحدث باختصار ونهض سريعا

ينفذ الاوامر بينما بقي جونغكوك

ليسأل عن مزيد من التفاصيل

حول ما يدور في عقل الامبراطور


جونغكوك: لم افهم لماذا سترسل

خلفها الجاسوس

جيمين: انا لست غبيا جونغكوك.. هذه

الفتاة ليست عادية، وجودها في

القصر ليس صدفة.. ووجودها

بجانبي عندما تمت مهاجمتي ايضا

لم يكن صدفة


جونغكوك: مهلا اتقول انها ايضا جاسوسة؟

فهمت!! اذن هما فعلا ذلك حتى تثق

بها وتسمح لها بالاقتراب منك لتستطيع

قتلك.. اااه كنت اعلم ان هناك شيئا

غريبا حولها

جيمين: اجل.. لهذا ارسلتها الى نامجون

ان عادت دون قتله فسوف اتأكد انها

تعمل لديه و سأقتلها.. وان لم تعد ابدا

فذلك الجاسوس سيخبرني وسأرسل

من يجدها ويقتلها 

جونغكوك: ماذا لو قتلته 


جيمين: عندها سنكون امام خيارين..

اما انها بريئة واما انها تعمل لدى

شخص اخر


جونغكوك: اذن يجب ان نراقبها اكثر

في حال ما اذا كانت تعمل لدى 

شخص اخر

جيمين: اذهب الان واهتم بعملك 


جونغكوك: حاضر


..


تلك الليلة

خرجت من القصر على ظهر احد

الاحصنة لتغادر متجهة غربا نحو

قصر الجنرال نامجون


بعد دقائق خرج احدهم ليلحق بها

ويحاول عدم الاقتراب اكثر حتى

لا تلاحظه بل اكتفى بتعقب اثرها

عن بعد

توقفت بعد عدة ساعات لتأخر

قسطا من الراحة وتجلس تحت

شجرة ما مغلقة العينين من يراها

لأول مرة سيعتقد انها نائمة


لكنها في الواقع مازالت تسمع جيدا

ما يحدث حولها وقد لاحظت وجود

احد يلاحقها 

اخذت قيلولة صغيرة بجانب جذع تلك

الشجرة ثم استيقظت لتكمل الرحلة


توقفت فجأة لسماعها حركة ما

تتبعت الحركة لتميزها وتعلم انها

صوت ضفدع يقفز قريبا منها

اسرعت بالانقضاض عليه ورفعته

من قدميه ثم اخذت دبوس شعرها

لتمرره فوق ظهره لتحصل منه

على بعض السم قبل ان تتركه 

يذهب

مر اليوم الاول وقد استطاعت الولوج

الى القصر ليلا بواسطة كذبة صغيرة


"انا منجمة.. لقد طلبت مني السيدة

كيم الحضور"


هي تعلم ان الجنرال يعيش مع والدته

العجوز لذلك ادعت انها جاءت بأمر

منها

ثيابها السوداء وعيناها المغطاتين

بالبياض كانت كفيلة لتجعلهم يصدقونها


دخلت القصر وسارت برفقة احدى

الخادمات نحو غرفة السيدة كيم

لكنها اختفت فجأة

لم تعلم الخادمة التي كانت تسير

بجانبها متى اختفت او كيف


فهي لاحظت ذلك عندما وصلت

الى باب الغرفة لتنظر حولها

وتستوعب انها ليست هناك

الخادمة قد خافت بشدة لاعتقادها

ان هذه المشعوذة تتعامل من 

الارواح فلم تخبر احدا بذلك وهربت

لتخفي نفسها في غرفتها


بينما في الجهة الاخرى كانت 

بارك روزي تسير خفية بين اروقة

القصر حتى وصلت الى غرفة

نامجون بعد أن سألت احد الخادمات

عشوائيا فدلتها على الاتجاه

كان هناك حارسان يقفان امام الباب

فاقتربت وطلبت ان تدخل قائلة

ان السيدة كيم ارسلتها


دخل الحارس لإخبار سيده ثم

عاد وسمح لها بالدخول 


اغلق الباب خلفها بعد ان دخلت

وقد حددت فورا مكان وجوده

خلعت الرداء الاسود الذي كان

يغطيها ليظهر فستان ابيض

براق شديد الجمال من تحته


قامت بأخذه من احدى جواري

الامبراطور 


اخذت عدة خطوات متمايلة

باتجاهه حيث كان هو جالسا

الى مكتبه يدير ظهره اليها

لكنه يستمع لخطواتها جيدا

ويعلم انها تتقدم نحوه

وصلت اليه لتضع يدها على

كتفه وتمررها للاخر مرورا

على ذراعه حتى وصلت الى

يده فانتزعت منه القلم ووضعته

جانبا لتهمس في اذنه


"السيدة كيم ترى ان ابنها يجهد

نفسه كثيرا في العمل.. ويجب

ان يأخذ قسطا من الراحة.. مع

بعض المتعة"

اخذت اصابعها تتلمس يده فابتسم

هو والتفت اليها ليمسك خصرها

ويجعلها تجلس على فخديه 


"يبدو ان والدتي بدأت تفكر

وتفعل شيئا جيدا ولو لمرة

واحدة في حياتها.."

مرر يده بين خصلات شعرها

الطويلة السوداء واليد الاخرى

رفع بها فستانها ليتلمس

بشرة ساقها قبل ان يتوقف

عن التحديق بها ويرفعها

متجها نحو سريره 

.

.

.

يقال ان هناك عالما اخر نحن لا نراه


عالم من حولنا يتكون من مخلوقات

اخرى


من شياطين وملائكة

الشياطين تكرس نفسها لأذيتنا

بينما الملائكة تحمينا وتساعدنا


لكن ماذا لو اجتمع الاثنان في

جسد واحد


ماذا لو التقينا بشيطان وملاك 

مجتمعين داخل جسد انسان

هل نثق به ام نهرب منه؟


تجمد نامجون في مكانه ليشعر

باختفائها من على ذراعيه فأنزلهما

جانبه وبقي واقفا بجمود


يشعر بشيء غريب يسري في

جسده

سرعان ما استوعب انه السم


رفع يده بصعوبة ليتحسس

المكان الذي شعر فيه بالوخز

والذي كان عنقه 


لم يكن هناك شيء سوى جرح

سطحي صغير 

لكنه كافي ليترك السم يلج

جسده ويقطعه


انهار على ركبتيه فجأة ليبدأ

نظره بالاختفاء تدريجيا حتى

اصبح مشوشا لكنه استطاع

تمييز ردائها الابيض امامه


رفع عينيه اليها لتفتح هي خاصتها

وتلاقيه ببياضهما المخيف والذي

استطاع رؤيته فالمكان مضيئ

رفعت فستانها ببطء لتكشف على

ذاك السهم الذي كان مربوطا الى

فخدها 


اخذته وانحنت لتجثو امامه


اراد في تلك اللحظة ان يخنقها

ان يقطعها بأسنانه او يرميها 

لجنوده لكي يعذبوها امامه


لكنه لا يستطيع التحرك بتاتا


السم شل حركته بالكامل


"الامبراطور بارك جيمين

يبلغك تحياته.. وتعازيه ايضا"

تحدثت بابتسامة صغيرة قبل

ان تتحرك يدها بسرعة وتخترق

رقبته بالسهم ذي الرأس الأعوج


اختنق الجنرال شيئا فشيء وانهار 

للخلف منتفضا للألم الذي يحيط به

وقفت هي لتأخذ سيفه وتقف بجانبه

ثم انتظرت ان يموت تماما قبل ان

ان ترفع السلاح وتهوي به على رقبته

فتفصل الرأس عن الجسد


القت السيف جانبا وعادت ترتدي

رداءها الاسود ثم اخذت بطانية

السرير ومزقتها لتلف الرأس

المقطوعة في جزء منها وتأخذه

تذكارا للامبراطور

في مكان اخر حيث الجاسوس كان

واقفا قرب القصر حيث لن يراه احد

ينتظر ظهورها فعلى كليهما العودة

الليلة حتى يصلا في الوقت المناسب

والا لن يسمح لها بالدخول وان نجحت

في مهمتها 

مرت الساعات وكاد يفقد الامل من

خروجها ويعود ادراجه فنهض من مكانه

ينفض الغبار عن ثيابه استعدادا لركوب

خيله والعودة 


لكنه شهق فجأة وعاد للخلف لرؤيتها

واقفة امامه ساكنة كالظل الاسود

عديم الروح 

ابتلع ريقه وهو ما يزال خائفا منها

ولم يعلم كيف ظهرت او متى خرجت

من القصر لكن المهم انها اكتشفت

وجوده اي انه افسد الامر


"ما اسمك؟"

تحدثت اخيرا ورفعت رأسها ليظهر

وجهها من تحت قبعة الرداء فتنهد

براحة ثم تحمحم قليلا قبل ان يجيب


"كيم تايهيونغ.."

"لماذا كنت تتعقبني ايها الفتى

من الخطر عليك التواجد هنا"


فرق شفتيه بقليل من التعجب قبل

ان يضحك بسخرية ويفرك عينيه

المتعبتين بكلتا يديه 

ابعد كفيه واستعد لقول شيء ما

لكنه عندما نظر لم تكن هناك


اختفت من امامه دون اي صوت


الخوف اللعين الذي احتل كيان

تايهيونغ كاد ان يغمى عليه بسببه

اي شبح هذا الذي طلبوا منه ملاحقته؟


اختفت لكنها ظهرت في مكان اخر


قريبا منه كانت على حصانها 

فتنهد بارتياح من جديد وانحنى

يمسك بركبتيه كمن تعب من العدو

لأميال

"هيا لنعد والا ذهبت بدونك"


سمعها تتحدث وهي تربط ذاك الكيس

الابيض المغطى بالدماء الى سرج

حصانها وقد كان واضحا لعيني تاي

انها رأس احدهم

فتح فمه بدهشة ثم اجبر نفسه على

الصعود فوق ظهر جواده والانطلاق

بسرعة خلفها قبل ان تبتعد فيجد

نفسه واقعا في ورطتين بدل واحدة

مر اليوم الثاني ووصل الاثنان ليلا

الى القصر ليدخلا فيتجه هو اولا

نحو الملازم هوسوك ويخبره بكل

ما حصل


بينما هي اوصلت الحصان اولا الى

الاسطبل ثم اتجهت نحو القاعة الكبرى

حيث اجتمع مستشارو الامبراطور 

من حوله وهو جالس على عرشه 

ينتظر وصولها 

فتحت الابواب امامها ودخلت تتقدم

بهدوء حتى وصلت لمنتصف القاعة

فانحنت كالعادة تجثو على ركبتها


الجميع لاحظ ذلك الكيس الابيض الملطخ

بالدماء الذي تحمله في يدها وهذا 

ما اثار اهتمامهم 

"لقد نجحت في الذهاب والعودة

بغضون يومين.. يبقى ان نرى 

هل احضرت ما امرتك به ام لا"


تحدث بصوته الجهوري فأومأت

برأسها وحملت الكيس لتضعه 

امامها ثم فتحته فظهر من تحته

رأس مقطوع 

البعض قد تقزز من هذا المنظر 

بينما الاخرون تعجبو انها هي من

احضرته


ليس من السهل قتل جنرال ذكي

مثل كيم نامجون فهو دائما حذر

لكنه هذه المرة ارخى دفاعاته

امام فتاة جميلة مسالمة جاءت

لقضاء ليلة فقط لكنها رحلت حاملة

رأسه

ابتسم الامبراطور برضى وهو ينظر

الى التذكار الذي احضرته له فأشار

بيده لمساعده ثم القى اوامره


"خذ رأسه هذه وعلقها على باب قصره

والذي اصبح ملكا لي الان حتى يرى الجميع

ما سيحصل للخونة الطماعين.. القوا بوالدته

في السجن اما خدمه وجنوده فسيتم

ضم النخبة من بينهم الى قصري والبقية

يطلق سراحهم"

انحنى جونغكوك وغادر لينفذ الاوامر بعد ان

حمل معه رأس نامجون فرفع الامبراطور

يده مشيرا للبقية بالانصراف ما عدى الجاثية

ارضا 


استقام من مكانه يتقدم نحوها ففعلت

نفس الشيء ونهضت لتقف منتظرة

ما سيفعله

توقف امامها واخفض عينيه للاسفل ليرى

اطراف الفستان الابيض الذي ترتديه

ثم اعاد عينيه الى وجهها 


جيمين: كيف استطعت الدخول الى قصره؟ 


روزي: كذبت عليهم

جيمين: وكيف قتلته؟ 


روزي: دخلت غرفته كما تفعل اي خادمة

عادية ثم حقنته بسم عصبي وقتلته بالسهم

كما امرتني


جيمين: انت حقا شيء ما.. اذن فقد اغويته

لتمنعيه من استدعاء الحراس وقتلته

روزي: اجل.. 


جيمين: انصرفي


انحنت والتفتت لترحل بينما بقي

هو يحدق للحظات في بقعة الدماء

التي تركها الكيس على الارض

في جهة اخرى من القصر 


بالضبط في مكان اقل اضاءة

بالاسفل حيث تقع مكتبة

القصر الهائلة


المسؤول عن هذه المكتبة

رجل عجوز قد عاصر فترة

حكم الامبراطور السابق 

والان يعلم ابنه الاكبر سوكجين

ليصبح المسؤول من بعده

هو رجل حكيم كرس حياته للعلم

وهو احد المؤرخين الذي كتبوا

عن الامبراطور السابق وعن الحالي

ايضا


عالم في اللغة ويجيد كل قواعدها

واساسياتها لذلك يعتبر كمعجم متنقل

ابنه سوكجين لم يكن يقل عنه حكمة

وعلما سوى القليل ومازال يتعلم 

ويمضي حياته في تلك المكتبة يدرس

ويقرأ الكثير


لهذا فهو قد كان مقصد تايهيونغ اليوم

نزل تاي الدرج مسرعا كأنها مسألة

حياة او موت ليصل سريعا الى

المكتبة الكبرى وتبدأ معاناته في

البحث عن صديقه سوكجين الذي

قد يكون مدفونا في مكان ما بين

اكوام الكتب هذه 

"اين سأجده الان واللعنة"


هسهس بصوت منخفض وهو ينظر

حوله لعله يراه في مكان ما يسير

بين خزائن الكتب لكن لا اثر له


"اين يكون عندما احتاجه"

انتحب وهو يقترب من احد الرجال

الجالسين امام طاولة مستطيلة

كبيرة يقرأ كتابا ما فتحمحم تاي بصوت

منخفض ليلفت انتباهه 


"مرحبا سيدي هل رأيت كيم سوكجين

بمكان ما هنا؟ انا حقا احتاجه في

امر مهم"

تحدث بهمس حتى لا يزعج الجالسين

بالمكان يقرؤون فأخذ الرجل يفكر

قليلا قبل ان يشير له الى غرفة

ما 


ابتسم تاي بامتنان وانحنى له ثم

اتجه الى حيث اشار الرجل العجوز

طرق الباب بهدوء وسمع صوت

جين من الداخل يسمح له بالدخول

ففعل فورا 


كان جين جالسا على الارض وسط 

تلك الغرفة متوسطة المساحة 

وحوله كتب عديدة مفتوحة وخطاطات

واوراق كثيرة 

رفع عينيه ليبتسم ويشير له بالدخول


"ماذا هناك تايهيونغ هل تحتاج

كتابا لتفسير الاحلام مجددا"


تنهد تاي ليتقدم ويجلس ارضا

امام جين لكن بعيدا عنه حيث

تفصل بينهما الكتب

تاي: ماذا تفعل هنا؟


جين: استخدم هذه الغرفة للدراسة

فهي هادئة واكثر قابلية للتأمل


تاي: لا يهم جئت لأسألك عن شيء

ما 

جين: انت دائما تأتي فقط لتسأل

فأخبرني مالذي تريده هذه المرة


تاي: اممم في الواقع لست متأكدا

انا لا اعلم كيف ابدأ بشرح الامر لك


جين: اعطني الكلمة المفتاح وسأرى

ان كنت قادرا على استنتاج ما تريده

تاي: أعين بيضاء


قطب جين ورفع انظاره عن كتابه

ينظر الى وجه الاخر 


جين: ماذا تقصد.. 


تاي: فتاة ذات اعين بيضاء..

هادئة كالاشباح.. مخيفة بطريقة ما

جين: همم 


تاي: اتعلم انسى الامر هذا سخيف

لا يعقل ان يرد اي شيء عنها في

هذه الكتب اسف لإزعاجك 


جين: مهلا قلت فتاة ذات اعين بيضاء

اعتقد انني قرأت شيئا عن هذا الامر

انتظر هنا 

انتفض جين ليخرج بسرعة ويبحث

عن كتاب ما حيث قرأ شيئا حول

الامر


مضت عدة لحظات قبل ان يعود

فتوقف تاي عن العبث بكتبه وعاد

للجلوس في مكانه كأنه لم يفعل

شيئا 

جلس سوكجين في مكانه وبيده

كتاب كبير الحجم افسح له المجال

ليضعه ارضا امامه واشار لتايهيونغ

للجلوس بجانبه


فتح الكتاب واخذ يقرأ اسطورة قديمة

تاي: اسطورة جيش كيونغ؟ ما علاقة

هذا بذاك 


جين: اصمت واسمع.. انها اسطورة 

حول رجل قضى حياته في التدريب

وحشد جيش كبير من النساء.. قيل

ان كيونغ كان يملك نظرة مستقبلية

ويعلم ما سيحدث بالمستقبل وكيف

سيتغير، لهذا احضر عدة فتيات صغيرات

السن.. سكب سما معينا في اعينهن

لتصبح بيضاء فأعماهن

تاي: مهلا هل تقول ان تلك الفتاة

التي التقيت بها.. هي منهن؟ هي

من جيش هذا الرجل المختل؟! ما

معنى ذلك


جين: دعني اكمل والا حشرت القلم

في حلقك اللعين

تاي: اسف


جين: كان يعميهن لسبب واحد وهو

سلب حاسة البصر منهن ظنا منه انها

حاسة مشتتة.. البصر هو ما يشتت

افكارنا، نعتمد على البصر اكثر من 

اللازم مع انه يستمر بخداعنا.. بعد ان

يسلبهن بصرهن يدربهن على تقوية

بقية حواسهن ويركز كثيرا على السمع

بالاضافة لتنمية حاسة اخرى لا احد

يدري ماهيتها، هؤلاء الفتيات يخضعن

لشتى انواع التدريب القاسي، يفقدن

مشاعرهن مع بصرهن ليتم تجنيدهن

في جيش من النساء ذوات اعين بيضاء

تاي: لماذا يختار النساء فقط؟ هذا

غريب


جين: ذكر هنا انه يختار النساء فقط

لأنهن مناسبات اكثر للقيام بمهام 

معينة

تاي: اكمل


جين: بعد ان يتم تجنيدهن.. ينتهي

الامر بقلة قليلة على قيد الحياة

لقسوة التدريب.. تظل النخبة فقط،

فيقوم بعدها بإرسالهن لتنفيذ 

مهمات معينة

تاي: اي مهمات بالضبط؟


جين: لا اعلم لم يذكر شيء

هنا 


تاي: هل تظن انها قاتلة مأجورة؟

ربما جاءت لاغتيال الامبراطور

جين: لا اعلم.. ورد ان هؤلاء النساء

يتميزن بقدرات هائلة.. يستطعن 

القيام بأشياء لا تقدر عقولنا على

تصورها


تاي: مثل امساك سهم بواسطة

صينية؟

نظر الاثنان لبعضهما قبل ان يضحك

جين بسخرية وينفي برأسه


"انها مجرد اسطورة تاي لا بد من

انها مجرد صدفة ان تنطبق هذه

الصفات على خادمة ما.. تلك المرأة

ما كانت لتدخل القصر بدون معرفة

الامبراطور هذا مستحيل"

بقي تاي صامتا للحظة وهو يفكر

بتلك الفتاة الغريبة.. انها مثيرة

للريبة.. ومثيرة للفضول ايضا


مثل لغز مغري يجبرك على 

محاولة فك رموزه الغريبة


لكن كلما علمت المزيد عنها

كلما شعرت بفضول اكثر


تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع