روزمين♡الامبراطور♡1

القائمة الرئيسية

الصفحات

 يحكى انه كان هناك امبراطور عظيم 

عاش في حقبة عريقة من التاريخ

ليخط فيها بقلم من السحر


لكن وبطريقة ما.. احترق ذلك التاريخ

الذي يحوي قصته 


في ليلة اشتد فيها غسق السماء

تلونت المكتبة الكبرى بخيوط اللهب

اللامعة التي ابتلعت مجلدات التاريخ

الوحيدة التي كانت تحفظ قصته


فتم بتر جزء صغير من تلك الحقبة

الرائعة.. لتختفي كرماد الورق 

لكن سيكون هناك دائما من ينقل

القصة لمن هم قادمون


مثل الذي يروي حكاية ويقول في

نهايتها "ثم لم يبقى احد" 


اذن من نقل الحكاية ان كان جميع

شهودها رحلوا؟

لا يهم من نقل القصة بقدر ما يهمنا

محتواها 


والقصة اليوم عن الامبراطور

بارك جيمين 


.

.

داخل قصر شاهق مبني بعيدا

خلف تلال تفصل بينه وبين

عاصمة امبراطورية الصين


حيث يعيش الامبراطور العظيم

الذي تهتز لاسمه القلوب 


قيل انه كان اشد الملوك قوة

وسلطة.. وربما اكثرهم جنونا

ايضا

خاض حروبا كثيرة ضم من خلالها

المزيد من الممالك الى خارطة 

امبراطوريته العظمى وهو في

سن الثلاثين فقط


دائما ما كان يخرج منها ببعض

الجروح التي تغطي جلده

بعضها مميت والاخر سطحي


لكنه لم يكن يشعر بكليهما

ولم يكن يهتم 


وفي اخر معركة في حربه

الطاحنة مع بلاد الجنوب


حصل على جرح طولي كبير

فوق خده الأيمن 

لم يكن هو ليهتم لذلك وان 

سقط وجهه بالكامل 


وليس هو من ارتعب من هذا

الجرح بل اتباعه المخلصون 


انتهت المعركة بفوزه كالعادة

وبضم بلاد اخرى الى خريطة

اراضيه 

جرح وجهه تعافى مع الوقت

ليتحول الى ندبة كبيرة 

وهذا ما زاده تميزا 


امبراطور بندبة على وجهه 

لا تقلل شيئا من وسامته


..


وقف امام باب غرفته التي تطلع على

حديقة القصر الواسعة

وتلك الحديقة يحظر على اي كان

المرور بها


فإن لمح الامبراطور اثار احد هناك

سيقطع رأسه فورا 


وقف هناك برداءه الحريري المفتوح

من الامام فيظهر من تحته جسده

المفتول المليء بالخدوش والندبات

الخفيفة هنا وهناك 

طرق باب غرفته فسمح للطارق

بالدخول والذي كان حارسه الذي

يخبره ان خادماته أتين للاعتناء به

كما طلب


اشار له بأن يدخلهن ففعلن 

خمس حسناوات دخلن الواحدة تلو

الاخرى ليقفن بصف واحد وينحنين

لسيدهن


تنهد هو بهدوء ثم التفت ليتجه الى

الحمام دون ان ينظر اليهن حتى

لحقن به فورا بخطوات سريعة 

ليبدأن بالاعتناء به كما يفعلن عادة


وقف هو ومد ذراعيه ببرود لتقوم

احداهن بخلع ثوبه فيغدو عاري

الجذع 

مع ذلك لم ترفع اي منهن بصرها

اليه ولم تتجرأ على ذلك 


فهو يكره ان يحدق به احد وقد

نبه عليهن مرارا ان لا يفعلن 

ذلك

واذا ما انساقت أعين احداهن 

صدفة الى جسده فسيذبحها

فورا او يقتلع عينيها 


يكره ان ينظرن اليه فمن هن حتى

يرفعن اعينهن اليه بدون اذن 


ادخل جسده في حوض الاستحمام

الواسع المليء بالمياه الدافئة

والعطور المريحة للجسد ليعيد

رأسه قليلا الى الخلف مغلقا عينيه

يستمع بدقة لما يحدث حوله

كما يكره ان ينظرن اليه يكره ايضا

ان يلمسنه بأيديهن العارية.. ذلك

ممنوع وان حصل عن غير قصد

فسيعاقبن بأسوء الطرق 


بدل ذلك يجب ان تجلس احداهن 

خلفه وتمرر اسفنجة مبللة بالمياه

المعطرة على كتفيه بهدوء 

هو لا يختار من يفعل ذلك بالضبط


بل هن يخترن من ستتشجع وتتقدم

اليه وان اخطأت بشيء ما فستتحمل

الثمن لأنه لم يجبرها على الاقتراب

بل تختارت بنفسها لهذا عليها التصرف

بحكمة

في الجهة اليسرى منه لمح يد

احداهن تمتد ممسكة زهرة ما لتجعلها

تطفو فوق مياه الحوض


حدق قليلا في حركات يدها الثابة الواثقة

لم تكن ترتجف مثل تلك التي تمرر العطر

على كتفيه فقد شعر بارتجاف يدها كأنها

تربت على ظهر أسد سينقض عليها في

اية لحظة


رفع عينيه لينظر الى وجه تلك الفتاة فرآها

تغلق عينيها بهدوء

مع انها بعيدة عنه تقوم بوضع الازهار

في حوضه الا انها تغلق عينيها ولا

ترتجف بخوف بل هي ساكنة جدا

وهادئة لا يبدو عليها الخوف


لم يسبق ان نظر الى اي خادمة لأكثر

من ثانيتين لكنه بقي يحدق فيها 

كانت تبدو مختلفة بطريقة ما


ربما لشدة سكونها.. او ربما بسبب

ثيابها 


كانت ترتدي ثوبا يخفي جسدها

بالكامل سوى عنقها ويديها 

عكس بقية الخادمات اللواتي 

يكشفن على اكتافهن واذرعهن

رفع حاجبه عندما رآها تنتفض لتمسك 

زهرة كادت تقع بعيدا منها

دون ان تفتح عينيها 


تساءل كيف علمت انها ستسقط ان

لم تفتح عينيها وتراها 


هل شعرت بها؟

ابعد وجهه قليلا عنها وقد بدأ

ينزعج حقا من تلك التي ترتجف

بشدة خلفه فانتفض مبتعدا عنها

مما جعلها تجفل وتغلق عينيها

بخوف 


اتجه هو الى الجهة اليسرى من

الحوض نحو تلك التي كانت تضع

الزهور ارضا وامرها بإنهاء عمل

الأخرى

لم تنبس بحرف بل التفتت ومدت

يدها تمسك الاسفنجة القطنية

لتضعها على كتفيه وتمررها بكل

رقة وهدوء وسكينة عليه


كانت يدها ثابتة كأنها اعتادت على

القيام بهذا الامر.. كأنها لم تكن

خائفة 

انحنت فجأة بجانبه لتضع المزيد

من الزهور في الحوض بينما 

يدها الاخرى مازالت تكمل عملها

بثبات 


"انصرفن"


تحدث بهدوء لينهضن جميعهن 

ويغادرن سريعا ما عدى تلك 

التي تجلس خلفه

امسك يدها فجأة ليمنعها من المغادرة

فسكنت مكانها تنتظر ما سيحدث


لم تبدو خائفة ولم تبدأ بالتوسل

ليتركها كما كان غيرها ليفعل

في موقف كهذا بل ظلت ثابتة فقط

سحب الاسفنجة من يديها ليرميها

في الحوض بعيدا ثم أمرها بإحضارها


قطبت قليلا تستغرب تصرفه لكنها

قامت بفعل ما امرها به


استقامت واحضرت عصى طويلة

لتمررها بكل رشاقة فوق سطح

المياه بدون ان تلمسها وبدون ان

تفتح عينيها سحبت الاسفنجة 

باتجهاها لتمسكها وتعود للجلوس

خلف الامبراطور الذي لم يبدي اي

ردة فعل على ما رآه 

وضعتها في السائل المعطر مجددا

واخذت تمررها على ظهره لكنه

سحبها من جديد ليرميها بعيدا داخل

الحوض


وهذه المرة لم يقل شيئا بل سحب

يدها ليقلب جسدها داخل الحوض 

عاد يريح ذراعيه على الحافة حتى

خرجت هي من تحت الماء وما زالت

مغلقة العينين 


"احضريها"


تمتم بصوت كان مسموعا في هذا

المكان الهادئ

هي لم تكن تملك ادنى فكرة عن

مكانها فأخذت تدير رأسها في

الاتجاهين وكأنها تحاول التقاط

صوت ما


بدأت تحرك يديها ذهابا وايابا

تصنع موجات صغيرة على المياه

ثم التفتت فجأة وامسكت بالاسفنجة

سبحت الى الجانب الايمن للامبراطور

وخرجت من الحوض لتعيد محاولة

انهاء عملها بسلام 


لم تفتح عينيها ابدا مما جعله يصنع

ابتسامة صامتة على وجهه وقد

شعر بالمتعة للعبث معها لذلك ما ان

شعر بها تضع الاسفنجة على كتفه

حتى سحبها مجددا من يدها وابتعد

"تعالي وخذيها"


كان يرمقها مستمتعا وهو يشد يده

على الاسفنجة فأخذت تستمع قليلا

قبل ان تنزل الحوض بكل هدوء


لم تبدي اي ملامح منزعجة مهما فعل

بها لذلك هو استمتع بالعبث هنا

يحاول دفعها لفتح عينيها والغضب

لكنها تقابله بالبرود والصبر


لوحت بيديها تصنع بعض الموجات

التي تذهب الى الجانب المقابل

للحوض وتعود اليها 

وربما تلك الموجات تعود ومعها

رسائل حول مكان الاسفنجة


اقتربت سابحة منه فابتعد هو سريعا

يتحاشاها 


لحقت به فتحرك من جديد وهو يضحك

بصمت كأنه يلعب لعبة الغميضة 

تعلم جيدا جهات تحركه لكنها تبطء

من تحركها فهي لا تريد لمسه عن

غير قصد 


فلربما هذا ما يريده هو 


يهرب فتلحق به مغمضة العينين

تمد يديها للامام 

سمعت فجأة قهقهة صغيرة تخرج

منه عن غير قصد بعد ان حاول كبحها

لمدة لكن سرعان ما اخفاها ليتوقف

عن الحركة ويسحب الفتاة اليه


شد على يدها تحت الماء بينما

يراقب ملامحها قرب وجهه 

ساكنة جدا وكأنها معتادة عليه 


لم تكن ترتجف خوفا وهلعا منه


مغلقة العبنين ثابتة تكاد تلتصق بجسده

افلت الاسفنجة دون ان يلاحظ

وما ان طفت الى السطح حتى

شعرت هي بذلك ومدت يدها

لتمسك بها بحركة خاطفة


فعلت ما امرها بك


اخذت الاسفنجة وشعرت بابتسامته

الواسعة مستمتعا بما يحدث بطريقة

غريبة

رفع يده ليمسك ذقنها ولم يشعر

بأي ارتجاف.. حتى جواريه اللواتي

كان يقضي لياليه معهن كن يرتجفن

كالورقة عندما يلمسهن


وهذا كان يزعجه بشدة 

لكن هذه.. ساكنة جدا وتبدو مستسلمة

وراضخة غير خائفة منه


اعجبه ذلك فسألها ان تفتح عينيها


بدى على ملامحها شيء من عدم

الموافقة.. رآها تباعد شفتيها

بهدوء لتتحدث فيسمع صوتها

لأول مرة

كان رزينا وهادئا مثلها.. يعكس

شخصيتها وعمقها 


"لا استطيع مولاي"


قطب لذلك ولسبب ما هو لم ينزعج


في العادة لو فعلت احداهن ذلك

ورفضت اوامره كان ليغرقها

في ذلك الحوض لكنه الان سأل

لماذا

"بشاعة عيناي لا تليق بجلالتك"


قفز قلبها من مكانه لدى شعورها

بسكون غامض يحيط بها ويديه

تمسكان خصرها تحت المياه ليقترب

منها اكثر فيتلامس انفها بخاصته

مع انها قد توترت قليلا من الداخل

الا انها لم تبدي اي ردة فعل من

الخارج.. 


بينما كان ينهش ملامحها بعينيه

الكسولتين يتأملها ويسمح لنفسه

بتمرير يديه على جسدها كما يشاء

لكن شيئا ما اوقفه فجأة ليتركها


طرق مألوف على الباب كان ينتمي

لمستشاره وتابعه الاول الذي لاحظ

تأخره في الخروج من الحمام فطرق

عليه الباب ينبهه للوقت

تنهد وتركها فخرج من الحمام وجفف

نفسه بنفسه ثم خرج مرتديا ثوبا

قطنيا طويلا يحيط بجسده.. بينما هي

سبحت لخارج الحوض لتنظف المكان

اولا قبل ان تغادر وتغير ثيابها

بعد ظهر ذلك اليوم


يجلس في حديقة قصره يحيط به

الخدم ومعه تابعه جيون جونغكوك

وحوله يجلس اعضاء مجلس

يشربون النبيذ ويشاهدون عروضا

قتالية يتم اداؤها امامهم من طرف

بعض الجنود المتدربين 

الامبراطور جيمين كان يتوسطهم

جالسا فوق وسائد الحرير الكثيرة

وخلفه تقف خادمات كل منهن تمسك

بين يديها صينية عليها كأس واحد

وابريق جميعها مصنوعة من الفضة

الخالصة ما عدى تلك التي تخص

الامبراطور.. فقد كانت مصنوعة من

الذهب 

العروض القتالية وصلت الى منتصفها

حيث يقف المتدربون معصوبي الاعين

يستعدون لإطلاق السهام على اهداف 

وضعت بعيدا امامهم 


لمح جيمين بطرف عينه تلك الفتاة

نفسها التي كان يعبث معها صباح 

اليوم في الحمام فتذكر انه لم يسألها

عن اسمها ولم يرى عينيها بعد

كانت تغلق عينيها وتسير بهدوء لتقف

جنبا الى جنب مع بقية الخادمات 

المحيطات بالمكان 

فكر جيمين للحظة في انها عمياء

لذلك هي تغلق عينيها.. او ربما هو

من ألحق الضرر بمقلتيها ولم يتذكر

انه فعل ذلك وهذا قد يفسر سبب

عدم خوفها منه.. نوعا ما

تنهد واشار للفتاة الواقفة خلفه لتقترب


فعلت ذلك حاملة ابريق النبيذ لتسكب

له لكنه منعها وهمس لها بعدة كلمات

سرعان ما استقامت لتنفذها


"اعطي الابريق لتلك الفتاة واخبريها

ان تأتي لتسكب لي.. بدون مساعدة احد"

فهمت الخادمة انه لا يريد لأحد

ان يدل صاحبة الاعين المغلقة

على الاتجاه فتقدمت باتجاهها

ومدت لها الابريق و الصينية 

مع الكأس ثم همست في اذنها

"جلالته يأمرك بأن تذهبي وتسكبي

له النبيذ.. تحركي بسرعة"


أومأت الفتاة ومدت يدها لتمسك 

بالابريق الذهبي الثقيل لتقترب

بخطوات ثابتة تشق بها الطريق

من خلف المجلس فتقف مباشرة

خلفه وتنحني بجانبه الايمن لتسكب

له في الكأس الذهبي الذي كان

من الصعب حمله مع الصينية بيد

واحدة فهي ثقيلة جدا وان لم تكن

حذرة فهي قد تسقطها فوق ثيابه

وذلك يعني الموت المحتم 

لكن على عكس غيرها يداها لم

ترتجفا لثقل ما تحمله بل ظلت

ثابتة بشكل مثير للاعجاب 

رغم ان يديها النحيفتين لم تبدوا

بتلك القوة بتاتا 


سكبت له النبيذ وهو يراقب يديها

يتوق للمح اي رجفة ولو كانت

صغيرة او ردة فعل على وجهها

لكن لا شيء يحدث.. كما لو

كانت بدون مشاعر

مغلقة عينيها تسكب له بهدوء

وتشعر تماما بأنه ينظر اليها

فهي تسمع انفاسه الموجهة

نحوها 


فجأة توقفت وبحركة سريعة

يكاد لا يستوعبها امسكت

الصينية من طرفها وألقت 

الكأس المملوء فوق مساعده

جيون جونغكوك لتستخدم الصينية

كدرع لحماية الامبراطور من ذلك

السهم المتجه نحوه 

حدث كل شيء بسرعة هائلة

وتعجب الحضور من ذلك الجندي

الذي كان يصوب نحو الهدف امامه

لكنه غير هدفه ليحول قوسه نحو

الامبراطور ويطلق عليه 


وبما ان جيمين كان مشغولا

بتأمل خادمته هو لم يلحظ ما يريد

الجندي فعله ولم يكن ليستطيع

صد السهم على كل حال فقد كان

سريعا في اطلاقه

استقر السهم وسط الصينية واخترقها

قليلا لكنه لم يخرج من الجهة الاخرى


كان جونغكوك ليتذمر من النبيذ الذي

سكب فوق ثيابه لولا ملاحظته ما حدث

فعلا

في لمح البصر انقض الحراس على ذلك

الجندي الذي حاول لتوه اغتيال الامبراطور

بكل جرأة وسط قصره وبين جنوده وحراسه

لتبطل خادمة غريبة مخططه الذي لا احد

يدري منذ متى وهو يرسمه

وضعت الصينية ارضا خلفها لتنحني للمساعد

جيون جونغكوك معتذرة عما فعلته 


رمقها جونغكوك ببعض الدهشة التي

اختفت سريعا من على وجهه لتبقى

فقط بداخله ثم استقام بكل هدوء

كأنه لم يحدث شيء ذو اهمية واخذ

خطوتين للامام لينظر الى ذاك الجندي

الجاثي امامه وسيوف الحراس على

رقبته

اخذ يتصبب عرقا ويشتد خوفه مع

كل ثانية تمر فهو كان يعلم انه 

سيعاقب على كل حال لكن قتل

الامبراطور يستحق.. 


اما الان فهو لم يقتله لكنه سيعاقب

وهذا ما جعله يكره نفسه بشدة

استقامت الخادمة لتخرج السهم 

من الصينية وتضعه ارضا ثم

تعيد الكأس فوقها وتعود للخلف

واقفة بجانب بقية الفتيات بكل

هدوء كأنها لم تفعل شيئا هي

الاخرى وقد تعجبت الواقفات 

بجانبها واخذن يتهامسن حولها

بسرية

"يا لك من فتى جريء.. 

من علمك الرماية؟"


تحدث جيمين بهدوء مخيف فابتلع

الشاب ريقه ليتمتم باسم مدربه

ورأسه محني ارضا


"الملازم جونغ هوسوك دربني"

اشتدت قبضة الملازم الذي كان

واقفا يراقب عن قرب وعيناه

تشعان كرها للجاثي امامهم فهو

قد اعتبره واحدا من افضل الجنود

وقد كان شابا بارعا جدا.. لم 

يظن ابدا انه جاسوس وخائن يحوم

هنا بهدف واحد فقط و يضحي 

بحياته لأجل ذلك

قهقه الامبراطور بطريقة خالية

من المرح ثم اعاد السؤال

بصيغة اخرى وهذه المرة هو

بدا فاقدا للصبر


"سألتك من الذي علمك.. وليس

من دربك"

زم الفتى شفتيه للداخل رافضا

الافصاح عن اسم الشخص الذي

علمه الرماية في المقام الاول

لأنه يكون نفس الشخص الذي

زرعه داخل القصر لقتل جلالته

"حسنا ان لم تكن تريد اخباري

فالملازم هوسوك سيجعلك تغرد

بذلك الاسم شئت ام ابيت"


انهى حديثه ليلتفت مشيرا بعينيه

الى هوسوك الواقف قريبا ووجهه

العابس كافي ليدب الرعب في

اوصال الشاب 

اخذوه خارج الساحة ليلتفت جيمين

عائدا الى حيث كان جالسا بعد ان

القى نظرة اليها وهي تقف باستقامة

وعيناها مغلقتان عكس اللواتي يحنين

برؤوسهم حولها 

تبدو فعلا مميزة بتصرفاتها تلك


جلس واشار للبقية بالجلوس

واستئناف العروض ثم رفع

يده ليأمر بإحضار النبيذ اليه

فاقتربت فورا لتسكب له 


كيف رأته يرفع يده؟ 

لا يعلم.. لكنه مصر على اكتشاف ذلك

انتهى العرض على مايرام وان كان

هناك من يريد محاولة اغتيال الامبراطور

مجددا فهو قد تراجع عن قراره بعد ما

رأوه من شيء عجيب.. فتاة تصد السهم

وتنقذ جونغكوك وكأنها ملاك حارس لم

يتوقع احد ظهوره 

جيون جونغكوك ذهب ليغير ثيابه سريعا

بعد ان ألقت الكأس فوقه عن غير قصد

ثم عاد ليجلس مكانه ويرمقها

بقليل من الاستغراب 


"من هي؟ لم يسبق ان رأيتها هنا

هل وضعتها حارسة متخفية؟"

همس في اذن جيمين فنظر اليه

هذا الاخير ثم اعاد انتباهه للامام

متجاهلا سؤاله


.

.

.

في تلك الليلة 


طرق خفيف على باب حجرته 

قد لفت انتباهه فترك السيف

من بين يديه وعدل جلسته

واضعا ذراعه على ركبته


ثم سمح لها بالدخول فقد

كان ينتظرها 

اخذت خطوات بطيئة لتدخل

الغرفة وتقف امام الباب

بعد ان انغلق من خلفها


"أمرت بحضوري جلالتك.."


تحدثت ولم تسمع منه ردا

فأخذت تقترب بهدوء 

خطوة تليها الاخرى متفادية

تلك الاغراض الموضوعة على

الارض بعشوائية كأنها في

متاهة 

امام باب الشرفة المفتوح 

كان يجلس في الظلام ينير

رؤيته ضوء القمر


يبتسم خفية وهو يراها تتفادى

الفخاخ التي وضعها على الارض

دون ان تفتح عينيها 

حرك رأسه بقلة حيلة وتنهد عندما

وصلت بسلام اليه دون ان تتعثر

بأي شيء 


انحنت لتجثو على ركبة واحدة

فمن قلة الاحترام ان تظل واقفا

في حضرة الامبراطور وهو جالس

تنهد بصوت مسموع وهو يراقب

حركاتها ثم تحدث اخيرا


" اجلسي "


استقامت لتدفع بقدميها اولا

متحسسة المجلس الارضي

المعد لها والمقابل لجيمين

فجلست بهدوء تطوي ركبتيها

معا الى اليسار وتضع يديها

في حجرها 

"ما اسمك؟"


سؤال اخر نفثه بصوته المنخفض

الهادئ 


"بارك روزي"


جيمين: من اين انتي

روزي: انا من اصول استرالية وكورية لكن اعيش في الصين منذ صغري لذا اعتبر الصين بلدي الثالث


جيمين: لماذا لا تفتحين عينيك 


روزي: اخبرتك مولاي.. البشاعة

لا تليق بك


جيمين: حسنا لندع امر عينيك لوقت

لاحق.. اخبريني كيف تستطيعين

تحديد مكانك وانت تسيرين مغلقة

العينين

روزي: من يسير في الظلام لوقت

طويل.. يكتسب قدرات تعوضه

خسارة بصره


جيمين: استنتج من هذا انك عمياء

منذ وقت طويل


روزي: اجل 

جيمين: كيف اصبحت عمياء


روزي: افعى نافثة للسم اتخذت

من عيناي هدفا لها فأذابتهما 


جيمين: متى حصل ذلك


روزي: منذ ثمانية عشر سنة

جيمين: كم عمرك الان


روزي: خمس وعشرون


لم تشعر ابدا بالتردد في اجابة

اسئلته ولم ترتجف او تغير

ملامحها الثابتة


هذا شجعه لطرح المزيد من الاسئلة

واشباع فضوله حولها.. لم يسبق

ان رآى مثلها من قبل ولم يسبق

ان امتلك هذا الكم الهائل من الأسئلة

واتجاه من؟ خادمة 

حاول ترتيب الاسئلة في عقله 

لكنه سرعان ما وجد نفسه

يلقي بها عشوائيا حسب ايها

يأتي اولا


جيمين: اذن انت تستطيعين تذكر

الالوان والحياة قبل ان تفقدي

البصر

روزي: اجل


جيمين: ماذا حصل بعد ذلك


روزي: حاولوا معالجتي لكنهم

لم يقدروا.. اصبحت غير قادرة

على الرؤية لكن مقابل ذلك 

غدوت املك حاسة سادسة 

بالاضافة لقوة حاسة السمع لدي

جيمين: من الواضح انك محترفة

في فنون القتال الصينية.. من علمك؟


روزي: والدي وضعني في معبد

لدى رجل عجوز لكي يساعدني

على تقوية حواسي بعد ان فقدت

عيناي..

جيمين: لهذا استطعت ايقاف السهم

ظهر هذا اليوم 


روزي: اجل.. انا قادرة على توقع

الخطر قبل وصوله.. كما انني سريعة


جيمين: ماذا كان ليحصل لو انك لم

تصدي السهم

روزي: كان ليخترق رأسك ويقتلك..


جيمين: كيف علمتي انني اشرت اليك

قبل قليل لتتقدمي


روزي: سمعت صوت ثوبك يتحرك

فاستنتجت ذلك

جيمين: وكيف تستطيعين تحديد

طريقك وعدم الوقوع في الفخاخ


روزي: اي شيء على الارض حولي

على بعد عدة اقدام يرسل اشارات

عبر الارضية وانا اشعر بها بقدمي

جيمين: ههه هذا غير ممكن


روزي: بل ممكن.. لكنه صعب جدا

ويحتاج سنوات من التأمل والتدريب

والكثير من التركيز


جيمين: متى بدأت العمل داخل القصر

روزي: قبل يومين.. 


جيمين: مالذي دفعك للعمل هنا


روزي: لم يكن لدي خيار.. احضروني

رغما عني


جيمين: من احضرك؟


روزي: رجال جلالتك

جيمين: انت اذن لا تعرفين شكلي

ابدا


روزي: لا


جيمين: لو فتحت عينيك الان 

ماذا كنت لتري


روزي: ان كنت جالسا

في الضوء فسوف ارى

كيانك فقط ولن اميز 

ملامحك.. وان كنت جالسا

في الظلام.. فلن استطيع 

تمييزك 

نبرة صوتها الهادئة لم تتغير

منذ بداية الحديث ولا حتى

قليلا.. ملامحها كذلك بقيت

كما هي باردة دون ان تبدي

اي ردة فعل او تتردد في 

الافصاح عن امر ما


تحاول الاجابة باختصار وتبدو

مرتاحة في حضرته 

هل هذا لأنها لا تستطيع رؤيته؟


ام انه شيء في روحها 

يجعلها مسترخية لأبعد

الحدود


حتى عندما كان هناك سهم

قادم باتجاهها

شعر بمزيد من الفضول حول

ما تشعر به


حول كيفية تفكيرها


حول كمية الذكاء والقوة التي

تخزنها.. 


لا تستحق ان تعامل كخادمة

وهي قطعا ليست مجرد خادمة


استقام من مكانه فشعرت بذلك

ونهضت هي ايضا 


اخذ يقترب بهدوء حتى وقف امامها

على بعد خطوتين وهي لم تعد للخلف

او تهتز من مكانها 

كالعادة


ابتسم وهو ينظر الى وجهها

الذي يبعث على السلام وعمق

الوعي


حرك يده ليضعها على ذلك الحزام

الرقيق الذي يمسك طرفي رداءه

معا فأزاله ورماه ارضا ثم ارخى

كتفيه لينزلق الرداء من عليه 

فيبقى جزءه العلوي عاريا تحت 

ضوء القمر وامام عينيها المغلقتين

لكنها تشعر بذلك 


بطريقة ما هي تشعر به عندما

يتحرك وان لم يصدر اي صوت فهي

تستطيع الشعور بحركته 


تلك هي الحاسة السادسة لديها

مد يديه ليمسك كفيها ويسحبهما

الى وجهه 


وضعهما فوق جانبي وجهه بطريقة

غريبة جعلت قلبها يهتز قليلا لكن

شعورها دائما يبقى في الداخل

ولا يظهر على ملامحها

"ان لم تستطيعي رؤيتي فاشعري بي"


همس لها لتنفذ ما قاله دون ان

تتردد 


مررت يديها بداية من قمة رأسه

على جبينه وحاجبيه ثم عينيه 

وخديه 

تحسست بيدها اليسرى ندبة

كبيرة على الجهة اليمنى لوجهه

وقد تحسستها باهتمام استطاع

هو الشعور به


بينما مررت يديها على بقية

ملامحه.. انفه وشفتاه ثم 

ذقنه وخط فكه حتى وصلت

لعنقه فتوقفت وسحبت 

يديها 

عاد هو ليمسكهما ويضعهما

فوق عنقه ليهمس من جديد


"قلت اشعري بي.. كلي"


شعرت نوعا ما بشيء من الخجل

لكنها لم تظهر ذلك فهي بارعة 

بتمثيل دور التمثال 

مررت يديها على كتفيه لكنها

هذه المرة لم تتحسس جسده

كما فعلت بوجهه


كانت بالكاد تلمسه بل تمرر

يديها بشكل سطحي فقط 

لتشعر بكيانه 

نزلت على كتفيه ثم صدره

ومرورا ببطنه فشعر ببعض

الدغدغة لأنها لم تكن تلمسه

فعلا بل كانت تمرر اصابعها

بعيدا عنه ولم تفعل ذلك كما

يريده هو 


سحبها يديها ليعيدهما من جديد

الى عنقه ويهمس ايضا

"انا لا اعطي اكثر من ثلاث فرص"


بلعت ريقها بهدوء فرفع هو حاجبه

وابتسم لأنها اخيرا ابدت رد فعل ما


مررت يديها على عنقه و كتفيه 

نزولا على عضلات ذراعيه ثم

عادت للصعود الى عظام ترقوته

فتنزلق يداها للأسفل متلمسة

تفاصيل بشرته وكل تلك الخدوش

التي يحملها 

على صدره العريض وعضلات معدته

المصطفة بقوة 


انزل عينيه بكسل ينظر اليها ويشعر

بيديها تمران فوق جسده بدون ارتجاف


هذا ما يريده هو 

ان يلمسه احد دون ان يرتجف خوفا


توقفت يداها عن الحركة على خصره

وكادت تسحبهما لكنه اسرع ومنعها


"قلت انني لا اعطي اكثر من

ثلاث فرص.. فكري من جديد

قبل ان تنسحبي"

اخرجت تنفسا عميقا وقد رآى

اخيرا بعض الاحمرار الطفيف 

على وجهها بفضل ضوء القمر

فابتسم وقربها منه اكثر


اصبحت تشعر بأنفاسه على

جبينها وهو يشعر بأنفاسها

تصطدم بصدره العاري

حركت يديها من جديد خلف خصره

وقد تحسست ندبة كبيرة هناك


هذا قد جذب انتباهها ايضا وشتت

خجلها 


ابطأت من سرعة تحرك يديها لتتحس

تلك الندوب اكثر وتشعر بتفاصيل

جسده اكثر

تصعد بهدوء فوق خصره وكفاها

مفرودتان تلمسانه 


اغلق عينيه قليلا وتركها الان 

تعبث به كما تريد


لأول مرة في حياته يسمح

لخادمة بأن تلمسه ويطلب

منها ان تنظر اليه

صعدت يداها الى كتفيه مرسلة

القشعريرة على طول عموده

الفقري 


بطيئة بشكل مخدر جميل ولمسات

رقيقة ثابتة 

تشعره انه ينتمي.. انه ليس مخيفا

وليس مسخا ترتجف بسببه 

انزلت كفيها على طول ذراعيه حتى

وصلت الى يديه فتحسستهما ايضا

حتى قمم الاصابع 


ما ان انتهت حتى سحبت يديها 

وهذه المرة هو لم يمنعها فقد

ارضته 

فتح عينيه ليرفع يده ويمركزها

على جانب وجهها متلمسا بشرتها


"افتحي عينيك"


تحدث وهو يمرر ابهامه على خدها

بكل هدوء ورقة 

فكرت بالامر لعدة ثواني قبل ان

تفتحهما


اول ما قابلها هو شكل غير 

مفهوم امامها سرعان ما اتضح

انه صدره فرفعت عينيها الى

وجهه الذي ظهرا مضببا

بالكامل لكنها استطاعت رؤية

كيانه بفضل ضوء القمر الفضي

المتسلل من الشرفة

كانت عيناها واسعتان بشكل

ملحوظ


تختلفان عن اي فتاة كورية

ولا تبدوان بشعتين كما 

تدعي


مقلتاها مغطاتين بغشاء

ابيض لكنه ما يزال يميز

حدود حدقتها السوداء

من بقية عينها

السم لم يذبهما لكنه تمركز

فوق الغشاء واصبح يمنعها

من الرؤية جزئيا


تستطيع رؤية الضوء على كل

حال وليست غارقة في الظلمة


"كيف لك أن تخفي اللؤلؤ في

عينيك وتصفيهما بالبشاعة؟"



تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق
  1. روععععععه كمليها بلبزززز.

    ردحذف
  2. روعةةةةةةةةةةةةة

    ردحذف
  3. اوماي قاد مرة مرة اوفر مرة عجبني اكملي يا مبدعة 😊😊😊😍😍😍

    ردحذف

إرسال تعليق

التنقل السريع